مشاهدة النسخة كاملة : اهل القران


احمدعبد العزيز محمد
21-01-2007, 06:55 AM
أهل القران :
ما أجمل القران لمن يحاول ان يتمتع به وان يقرأه ويكتشف أسراره فهناك من الآيات ما يلفت الأنظار ويجذب القلوب ولابد لقارىء القران من محاولة فهم المعانى وأسباب نزول الآيات فإذا فهم معانى الكلمات وأسباب نزول آيات القران تيسر عليه معرفة غرض الاية وهدفها ثم يشعر بأن الآيات لها دلالات أخرى قد تتشابه مع مواقف مختلفة فى حياتنا المعاصرة اى يستطيع إسقاط الآيات على واقعه المعاصر ويشعر ان هذه الآيات تعيش معه فى كل مراحل حياته وان النماذج المذكورة فى القران موجودة فى كل زمان ومكان وان الشخصيات والأحداث متكررة وان هوى النفوس ورغباتها واحدة وان خطوات الدعاة متقاربة وهمومهم متشابهة وعداوة الطغاة وأسلوبهم فى تحدى الأتقياء متطابقة . ويشعر قارىء القران بآداب القران وأخلاق المؤمنين فيتفاعل معها ويشعر أن هذه الصفات قد تتشبع بها نفسه فى فترات من عمره فقد تتمكن من نفسه صفات وقد يرغب فى صفات أخرى ويصعب عليه الوصول اليها فهناك من الصفات ما يطالعها الإنسان ولا يستطيع الوصول اليها حتى انه ليغار ممن استطاع التغلب على هوى نفسه ومقاومة شهواتها والوصول لهذا الرقى والسمو الذى يتحدث عنه القران فعندما يقرأ القارىء للقران عن اهل الورع والتقوى وأنهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع يتعجب من لفظ " تتجافى " ألهذا الحد يصل بهم الشوق إلى الله مهما كانت أعباء الحياة ومشقتها ؟!! أيصل الأمر إلى الجفاء والخصام مع الفراش وان يتركوا الفراش رغبة فى دقائق أو ساعات يقضوها مع الله فى السر وفى خلوة لا يشعر بهم احد فيتمتعون وحدهم بالأنس بالله ، وأنهم يدعون ربهم رغبا ورهبا وأنهم يتمنون من الله أن يحسن ختامهم وعاقبتهم وأنهم لا يأمنون مكر الله بهم وانهم يعلمون ان الاطمئنان الى العمل مهما كان سذاجة وسفاهة فلقد كان ابليس طاووس الملائكة اى انه كان من المقربين الى الله ولكنه سقط فى دائرة الكبر والغرور بعمله ومكانته حتى ضاع ، فالكل يخاف ان يضيع مثله وان يغتر بعمله او علمه مثله فتكون العاقبة والخاتمة سيئة متشابهة معه.
أهل القران يتمتعون بالآيات ويتخيلون أنفسهم فى كل موقف يقرأون آيات عن الكرماء فيعجبون من هذا الكرم كيف وصل إليه بعض البشر كيف يصل الأمر بالبعض أن يبخل على نفسه ليعطى الآخرين ويفضل الناس على نفسه ويجعل الأولوية لحاجاتهم عن حاجاته ويرى انهم اولى منه بما عنده وانه يستطيع الصبر وهم لا يستطيعون وانه يتوقع من نفسه تحمل المصاعب ولا يتوقع منهم ذلك فترى الله مادحا لهؤلاء الكرماء قائلا " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" أى يفضلون الآخرين على أنفسهم رغم أنهم فقراء محتاجين ولم يقل " يعطون " لأن العطاء قد يكون عن غنى وعدم احتياج لما أعطيه لك أما أن أوثرك بما عندى أى أننى أعطيك ما احتاج إليه ....كيف هذا ؟ !!!ويقول القران مادحا الكرماء " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا" هل لاحظت كلمة " على حبه " أى أنهم يعطون من الطعام ما يحبون لا ما يكرهون فهم يبخلون على أنفسهم بما يحبون من الطعام وهم يفضلون أن يتمتع غيرهم بما لديهم فأى كرم هذا ؟!! وأى أخلاق هذه التى يتمتع بها هؤلاء ؟؟!!!! وعندما يقول الله عنهم أنهم " ينفقون فى السراء والضراء "اى فى اليسر والعسر سواء معهم الكثير او القليل فهم يشاركون غيرهم فيما لديهم من المال او الثروة مهما قل هذا المال او هذا الخير فلا يستطيع التمتع به الا اذا شاركه اخرون فيشعر بالرضا عن نفسه

قد ينظر البعض الى الكرماء على انهم سذج بلهاء وانه يجب ان يتمتع الانسان بما لديه وما السبب فى ان اعطى غيرى ما لدى من ممتلكات؟!!! هؤلاء الاشخاص لا يشعرون باللذة التى ينالها الانسان اذا تسبب فى نشر الفرحة والسرور فيما حوله ولا يعلمون الرضا عن النفس اذا ساعد فقيرا بائسا قد حطمته الحياة بأعبائها ولديه من الابناء ما يعجز عن تحمل نفقاتهم وزوجة لا يرضى له بالخزى امامها بل يحاول ان يرفع راسه امام اسرته وزوجته وامام جيرانه واهله والا يشعر بالهوان وسطهم او حقارته بينهم .
الخلق الحق ان تشعر بالحسرة والحزن على بائس فقير و الا تنام اذا علمت بحاجة شخص لايستطيع قضاءها وان قريبا او بعيدا تعرف فقره او مرضه او ضعفه عن تلبية حاجات اسرته فتتمنى ان تعاونه ، الخلق الحق ان تسهر ولا تستطيع ان تنام من الهم والضيق لما تشعر به تجاه رفيق او صديق يعانى وتبحث عن طريقة لمساعدته فاذا استطعت طرت من الفرح واذا عجزت عن مساعدته اصابك الغم والهم كأن المصيبة مصيبتك لا تنام من التفكير فيه ولا تهنأ بطعام او شراب لتفكيرك به ...كيف حاله ....ماذا يفعل ؟ ...كيف أساعده ؟قد يصل الأمر بالإنسان الى التعاطف مع من لا يعلم عنهم شىء فيشعر بالحزن لأهل بلد لم يزره من قبل وأشخاص لا يعلم فيهم أحد فهو حزين لأهل العراق يفكر فيهم كيف يعيشون ويأكلون ويشربون ويعالجون أمراضهم وما شان النساء والعجائز عندهم ؟ ويفكر فى الشيشان وطغيان الروس عليهم فيظن انه يسمع صرخات المعذبين فى السجون والمشردين فى الشوارع والمرضى يتوجعون والأطفال يصرخون والنساء تنتهك أعراضها وتنهشها الذئاب ولا ناصر لها فيموت غما وهما ولا يتمكن النوم منه ولا يشعر بلذة طعام او حياة وهناك من يعانى من المسلمين ولا يستطيع احد مساعدتهم رغم أن هناك الكثيرين ممن لا يفكرون بهم ولا يهتمون بشأنهم .
أهل القران يتخيلون كل ما يقرأون يتخيلون الغزوات فى " بدر " وموقف الرسول وصحابته و"أحد" وعدم الاستجابة لأوامر الرسول ونتيجتها و"حنين" والاغترار بالكثرة والمنافقون وخستهم والمجاهدون وجرأتهم والأعداء وجبروتهم .
يرى الرسول فى خلافاته الأسرية فى سورة الطلاق والتحريم والأحزاب والنور
يرى بعض أخطاء الصحابة تناولها القران فى سورة "الجمعة" وحديث الإفك فى" سورة النور" وكيف تناول الصحابة هذا الامر بما لا يليق بهم كصحابة وبالرسول وزوجته .
يرى صفات المؤمنين التى تتوارد فى القران فى الفرقان والمؤمنون والمعارج فيتعجب هل يمكن ان يكون لى نصيب من هذه الصفات ( تواضع عباد الرحمن رغم قوتهم الا أنهم لا يسارعون الى رد الأذى والاعتداء على الاخرين رغم القدرة وانهم حريصون على قيام الليل والذين يتمنون من الله ان يبارك لهم فى ذرياتهم وازواجهم وان يحسن ختامهم وهم بعيدون تماما عن ارتكاب الذنوب والفواحش ولكنهم بشر قد يرتكبون بعض الاثام فيسارعون فى التوبة والعودة الى الله فيقبلهم الله فرحا بهم غافرا لهم راضيا عنهم شاكرا لهم سرعة التوبة والعودة والانابة ، وهناك من يسرف على نفسه فى الذنوب والمعاصى فإذا به يفاجأ بالغفران العظيم لذنوبه وأكثر من هذا يبدل الله له السيئات الى حسنات هل يعقل أحد هذا الثواب والغفران بهذا الشكل العجيب ؟!! ففى نظرنا كان يكفى العاصى ان يغفر الله له ولكن ان يبدل له السيئات الى حسنات !!! هذا أمر عجيب !! نعم ان من يترك المعصية رغم قدرته عليها له الحق فى التكريم والتقدير فعلا الممثلة التى تترك التمثيل والمغنية التى تترك الشهرة والمكانة والمنزلة التى تنالها بين الناس وتيسيير كل الامور لها فى نطاق احتياجاتها الدنيوية ونحن نرى ما يناله هؤلاء من مكانة وتيسير فى كل مجالات الحياة فهل يرى الكثيرون معاملة تلك الطبقة من الفنانيين فى المصالح الحكومية والشركات والمؤسسات؟ ثم تتنازل المرأة عن مجدها وهى فى قمته وعن كل هذه المميزات رغبة فيما عند الله لهى جديرة إذن بالثواب العظيم من الله وتبديل السيئات الى حسنات وفى كل الاحوال لا دخل لنا فى كيفية تعامل الله مع العصاة هل يتوب عليهم و يغفر لهم وهل يستحقون ان يتوب عليهم ام لا ؟ كل ما نطلبه من الله أن يغفر لنا ويرحمنا وعلينا أنفسنا لا يضرنا من ضل إذا اهتدينا .
يرى قارىء القران الخوف الغريزى عند الصحابة عند لقاء الأعداء حتى يقول القلران عنهم ان قلوبهم بلغت الحناجر من الرهبة والخوف ولا يمنعهم ذلك من التضحية والثبات .
يرى معاناة المسلمين فى مكة و*** سمية بطريقة بشعة لا استطيع ذكرها ثم تغير الأحوال فى المدينة وبدلا من مواجهة عدو سافر إذا بهم يواجهون عدو غادر هم المنافقون .
ويرى المسلمين وقد تحولوا من الدفاع إلى الهجوم ومن التحمل والثبات إلى المقاومة والجهاد .
واجبنا نحو القران مداومة القراءة له والتمتع به واجادة تلاوته وكما قال الرسول " ليس منا من لم يتغن بالقران "
و التجويد له وكما نعلم ان علم التجويد ضرورى لاجادة قراءة القران وأن هذا العلم يحتاج الى ممارسة وتأنى فى الفهم والتنفيذ وقد يستغرق فترة من الزمن ويجب على طالب العلم ألا يتسرع فى محاولة منه للحصول على أكبر قدر من العلم فهو رغم النية الحسنة إلا أنه قد يخسر الكثير بتسرعه وكما حذر الرسول من التسرع فى دراسة الدين فقال " إن الدين متين فأوغل فيه برفق"فلا يحاول الانسان فى غمرة تدينه ان ينال من العلم اكثر مما يطيق ويتحمل .
الفهم معرفة معانى الكلمات التعرف على أسباب نزول الآيات فهم أحكامه الفقهية
الربط بين السور والآيات فى الأماكن المختلفة محاولة التعرف على التفسير الموضوعى للقران اى فهمه وفقا للموضوعات فى حديثه عن التعامل مع أهل الكتاب او حديثه عن المجرمين المعاندين لدين الله او حديثه عن المنافقين وطريقة تحايلهم على الشرع والدين وكيفية التعامل معهم
الى اخر هذه الامور التى تساعد على فهم الدين فهما صحيحا لا مجرد القراءة للنصوص بدون استفادة

صوت الحق
10-10-2007, 04:09 PM
شكرا اخ احمد على الموضوع

السيد ابراهيم
04-11-2016, 01:35 PM
جزاك الله خيرا

aymaan noor
04-11-2016, 02:00 PM
رائعة جدا

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

سعاد حلمى
05-11-2016, 07:17 PM
جزاكم الله خيرا
موضوع ممتاز نتمنى لك التوفيق

د. خاللود
16-11-2016, 11:06 PM
بارك الله فيك