مشاهدة النسخة كاملة : بحث عن بر الوالدين


ندي المصرية
22-12-2009, 06:57 PM
مقدمه

أوصى الله بالإحسان إلى الوالدين جميعًا، وقرن هذا الأمر بعبادته والنهي عن الإشراكبه؛ ليدلل على عظمته، ومكانته في الدين، وأمر كذلك بالشكر لهما والبر بهما، وأن ذلكمن شكره: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِإِحْسَاناً) [النساء:36]
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "يريد البر بهما معاللطف ولين الجانب، فلا يغلظ لهما في الجواب، ولا يحد النظر إليهما، ولا يرفع صوتهعليهما، بل يكون بين يديهما مثل العبد بين يدي السيد تذللاً لهما".
وقال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناًإِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْلَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْلَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَارَبَّيَانِي صَغِيراً)[الإسراء:23، 24].
فانظر أيها القارىء الكريم كيف يربطالسياق القرآني بر الوالدين بعبادة الله، إعلانا لقيمة هذا البر عند الله، وبهذهالعبارات الندية والصور الموحية يستجيش القرآن وجدان البر والرحمة في قلوب الأبناءنحو الآباء، نحو الجيل الذاهب، الذي يمتص الأبناء منه كل رحيق وكل عافية ، وكلاهتمام، فإذا هما شيخوخة فانية إن أمهلهما الأجل وهما مع ذلك سعيدان. (وَاخْفِضْلَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) [لاسراء: من الآية24]
تعبير شفافلطيف يبلغ شغاف القلوب وحنايا الوجدان.فهي الرحمة: رقة وتلطف حتى لكأنها الذل الذيلا يرفع عينا، ولا يرفض أمرا، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!.
هذان هماوالداك..كم آثراك بالشهوات على النفس، ولو غبت عنهما صارا في حبس، حياتهما عندكبقايا شمس،لقد راعياك طويلا فارعهما قصيرا:( وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَارَبَّيَانِي صَغِيراً)
كم ليلة سهرا معك إلى الفجرِ، يداريانك مداراة العاشق فيالهجرِ، فإن مرضت أجريا دمعا لم يجر، لم يرضيا لك غير الكف والحجر سريرا ف:(قُلْرَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)
يعالجان أنجاسك ويحبان بقاءك،ولو لقيت منهما أذى شكوتَ شقاءك ،كم جرعاك حلوا وجرعتهما مريرا ، فهيا برهما ولاتعصهما وقل: (رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)



بـــر الـــوالـــدين

أكدالله الوصية بالوالدين في كتابه، وجعل ذلك من أصول البر، التي اتفقت عليها الأديانجميعًا، فوصف الله يحيى بقوله: (وبرًا بوالديه، ولم يكن جبارًا شقيًا) وكذلك وصفعيسى على لسانه في المهد: (وبرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا) وكذلك جاءالقرآن فجعل الأمر ببر الوالدين بعد عبادة الله وحده، بعد التوحيد . . (واعبدواالله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا) (أن اشكر لي ولوالديك) (وقضى ربك ألاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا) وبخاصة الأم، فهي التي حملت الإنسان كرهاووضعته كرهًا، وتعبت في حمله وتعبت في وضعه، وتعبت في إرضاعه، ولذلك وصى النبي بهاثلاث مرات، وبالأب مرة واحدة .
والقرآن جعل للوالدين المشركين حقًا، قالتأسماء بنت أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي زارتني وهي مشركة، أفأصلها ؟فنزل قول الله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكممن دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين وقال تعالى في سورة لقمانفي الوالدين اللذين يجاهدان ويحاولان كل المحاولة لتكفير ولدهما وجعله مشركا بدلكونه مؤمنًا . . يقول الله عز وجل: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمفلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا) حتى مع محاولة التكفير والصد عن طريق الله،وعن الإيمان، مع هذا يقول " لا تطعهما " ولكن " صاحبهما في الدنيا معروفًا ".
فهذا ما جاء به الإسلام، أن يكون الإنسان بارًا بأبويه، وإن جارا عليه، وإنظلماه . . وإن جفواه . . وهذا هو شأن مكارم الأخلاق: أن تصل من قطعك، وتبذل لمنمنعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتحسن إلى من أساء إليك . هذا في الناس عامة،فكيف في ذوي الأرحام ؟ فكيف بالوالدين؟
وهناك بعض النقاط التي توضح فضلالوالدين:
أولاً : أنها طاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، قال اللهتعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً ) ، وقال تعالى : ( وقضى ربك أن لاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقللهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربيارحمهما كما ربياني صغيراً ) وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال سئل النبي صلى اللهعليه وسلم أي العمل افضل قال إيمان بالله ورسوله ثم بر الوالدين .. الحديث . وغيرهامن الآيات والأحاديث المتواترة في ذلك .
ثانياً : إن طاعة الوالدين واحترامهماسبب لدخول الجنة كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُقِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِأَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ . صحيح مسلم .
ثالثاً: أن احترامهما وطاعتهما سبب للألفة والمحبة .
رابعاً : أن احترامهما وطاعتهماشكر لهما لأنهما سبب وجودك في هذه الدنيا وأيضاً شكر لها على تربيتك ورعايتك فيصغرك ، قال الله تعالى : ( وأن اشكر لي ولوالديك)
خامساً : أن بر الولدلوالديه سببُ لأن يبره أولاده ، قال الله تعالى ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).





ما وفيتها أجرهـا:

قال رجللعمر بن الخطاب: "إن لي أمًّا بلغ منها الكبر، أنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري لهامطية (أي أنه يحملها إلى مكان قضاء الحاجة) فهل أديت حقها؟ قال عمر: لا؛ لأنها كانتتصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك، وأنت تفعله وتتمنى فراقها".
وشهد عبد الله بنعمر رجلاً يمانيًّا يطوف بالبيت قد حمل أمه على ظهره يقول:
إني لها بعيرهاالمذلل.. ... ..إن أذعرت ركابها لم أذعر الله ربي ذو الجلال الأكبر
حملتهاأكثر مما حملت .. .. .. فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟
فقال ابن عمر: لا ، ولابزفرة واحدة.
نعم فو الله لو قضى الأبناء ما بقي من العمر في خدمة الأبوين ماأدوا حقهما ،فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا يجزي ولد والدا إلا أن يجدهمملوكا فيشتريه فيعتقه".


حق الأم عظيم :لأمــكحــق لـو عـلـمـت كبـير كـثيرك يا هـذا لديه يســير


فكــم ليـلة بـاتت بـثقلكتشتـكي لهــا مـن جـواهــا أنةٌ وزفير


وفي الــوضع لو تدري عليهـــا مشقة فكـمغصــص منها الفؤاد يطير


وكم غسـلت عنـك الأذى بيمينهـا ومـا حجرهــا إلا لـديكسريــر


وتفديـك ممــا تشتكيــه بنفســهـا ومـن ثديها شــرب لديك نمير


وكـممـرة جـاعت وأعطتك قوتهـا حنـوًا وإشفــاقًا وأنت صغيـــر


فــضيـعـتها لمـاأسنـت جـهـالة وطــال عليـك الأمـر وهو قصير


فــآها لــذي عقــل ويتبع الهــوىوآهـا لأعمى القلـب وهو بصير


فـدونك فارغـب في عميم دعائها فــأنت لمـا تدعــوإليــه فقـيــر

فلما كان هذا حالها، حض الشرع على زيادة برها، ورعاية حقها (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍوَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّالْمَصِيرُ)[لقمان:14]
وجاء رجل إلى سيد الأبرار الأطهار فقال: "من أحق الناسبحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم مَن؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟قال: ثم أبوك".[رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة]


الجنة تحت أقدام الوالدين

من أكرمه الله بحياة والديه أو أحدهما فقد فتح له بابا إلى الجنة، كما قالالرسول صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة..".
وقد جاء رجل إلى النبيصلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أردت الغزو وقد جئت أستشيرك؟ فقال: هل لكأم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها".[رواه أحمد وغيره]
كما قالالنبي صلى الله عليه وسلم يوما: "دخلت الجنة فسمعت قراءة فقلت : من هذا؟ فقيل:حارثةبن النعمان،فقلت كذلكم البر، كذلكم البر". وكان حارثة أبر الناس بأمه.



الجزاء من جنس العمل:

إنبعض الآباء يشكون قسوة الأبناء وعقوقهم ، والحق أن الجزاء من جنس العمل فمن بروالديه بره أبناؤه، ومن عق والديه عقه أبناؤه ولابد.فإن أردت أن يبرك أبناؤك فكنبارا بوالديك،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بروا آباءكم تبركمأبناؤكم..".
وانظر إلى الخليل إبراهيم حين تأدب مع والده وتلطف في دعوته فقابلالأب هذا الأدب بمنتهى القسوة ، ما كان من إبراهيم إلا أن قال: ( سَلامٌ عَلَيْكَسَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً) (مريم: من الآية47) ،فكانجزاؤه من جنس عمله ،رزقه الله ولدا صالحا ،إسماعيل الذي تأدب معه حين أعلمه أنهأُمر ب***ه فقال: ( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) (الصافات: من الآية102)
ثملفتة أخرى ينبغي أن ينتبه إليها الأبناء وهي أنهم لن يجدوا من الخلق مَن هو أرحمبهم من الوالدين، لا زوجة ولا أبناء ، ولا أصدقاء ، وإليكم هذه القصة الشعرية التينترخص في إيرادها لما فيها من معاني سامية:


أغـرى امـرؤٌ يـومـا غلامـاجـاهلا بنـقوده كيـمـا ينـال بــه الــوطـــر


قــال ائتني بفــؤاد أمــك يـا فتىولك الجــواهـر والـدراهــم والــدرر


فمضى وأغرز خنجرا في صدرها والقــلــبأخـرجــه وعــاد على الأثر


لكنـه مــن فـرط سـرعـتـه هـوى فتــدحــرج القـلـبالمـقـطـع إذ عثـر


نـــاداه قـلـب الأم وهـــو مـعـفـرٌ ولــدي حبيبــي هل أصابكمن ضرر؟


فكـأن هـذا الصـوت رغـم حـنــوه غضب السماء على الغلام قدانهمر


فـدرى فظيــع جنـايـة لـم يجنها ولــد ســواه مـنــذ تــاريـــخالـبـشـر


فارتـد نحـو القـلـب يغسله بـمـا فــاضــت بـه عـيـنـاه مـن سيلالعبر


ويقــول: يا قلب انتقـم مني ولا تـغـفر فــإن جــريـمـتـي لاتــغـتفــر


واسـتل خنجـره ليطـعـن قلـبــه طــعــنـا فيبقــى عــبرة لــمـناعتبر


نــاداه قـلـب الأم:كُــف يـدا و لا تطـعـن فــؤادي مــرتين عـلىالأثــر


كيفة بر الوالدين

برهما يكون بطاعتهما فيما يأمران به ما لم يكن بمحظور، وتقديم أمرهما على فعل النافلة، والاجتناب لما نهيا عنه، والإنفاق عليهما، والتوخي لشهواتهما، والمبالغة في خدمتهما، واستعمال الأدب والهيبة لهما، فلا يرفع الولد صوته، ولا يحدق إليهما، ولا يدعوهما باسمهما، ويمشي وراءهما، ويصبر على ما يكره مما يصدر منهما.
سمعت طلق بن علي، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *لو أدركت والدي أو أحدهما وقد افتتحت الصلاة، فقرأت فاتحد الكتاب؛ فقال: يا محمد، لقلت: لبيك*.
وعن أبي غسان الضبي أنه خرج يمشي بظهر الحرة وأبوه يمشي خلفه، فلحقه أبو هريرة، فقال: من هذا الذي يمشي خلفك? قلت: أبي قال:
*أخطأت الحق ولم توافق السنة، لا تمش بين يدي أبيك، ولكن أمشي خلفه أو عن يمينه، ولا تدع أحداً يقطع بينك وبينه، ولا تأخذ عرقاً *أي: لحماً مختلطاً بعظم* نظر إليه أبوك، فلعله قد اشتهاه، ولا تحد النظر إلى أبيك، ولا تقعد حتى يقعد، ولا تنم حتى ينام*.
وعن أبي هريرة، أنه أبصر رجلين، فقال لأحدهما: هذا منك? قال: أبي قال: *لا تسمه باسمه، ولا تمشي أمامه، ولا تجلس قبله*.
وعن طيلة، قال: قلت لابن عمر: عندي أمي، قال: *والله لو ألفت لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر*.
وعن هشام بن عروة، عن أبيه، في قوله تعالى: *وَاَخفِض لَهُما جَناحَ الذُلِّ مِنَ الرَحمَةِ*. قال: لا تمتنع من شيء أحباه.
وعن الحسن أنه سئل عن بر الوالدين فقال: *أن تبذل لهما ما ملكت، وتطيعهما ما لم يكن معصية*.
وعن عمر رضي الله عنه، قال: *إبكاء الوالدين من العقوق*.
وعن سلام بن مسكين، قال: سألت الحسن، قلت: الرجل يأمر والديه بالمعروف وينهاهما عن المنكر? قال: *إن قبلا، وإن كرها فدعهما*.
وعن العوام، قال: قلت لمجاهد: ينادي المنادي بالصلاة، ويناديني رسول أبي. قال: *أحب أباك* وعن ابن المنكدر، قال: *إذا دعاك أبوك وأنت تصلي فأجب*.
وعن عبد الصمد، قال: سمعت وهب يقول: *في الإنجيل: رأس البر للوالدين أن توفر عليهما أموالهما. وأن تطعمهما من مالك*.
وعن عبد الله بن عون، قال: *انظر إلى الوالدين عبادة*.


إثم عقوق الوالدين

عن أبي بكرة، عن أبيه، قال: ذكرت الكبائر عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: *الإشراك بالله، وعقوق الوالدين* وكان متكئاً فجلس، وقال: *ألا وشهادة الزور*. وما زال يكررها حتى قلنا: ليته يسكت*.
وعن أنس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، فقال: *الشرك بالله، و*** النفس، وعقوق الوالدين...*. الحديث.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، و*** النفس. واليمين الغموس*.
وعنه صلى الله عليه وسلم، قال: *لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا من يكذب بالقدر، واليمين الغموس*.
وعن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان بما أعطى.
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *أربعة حق على الله تعالى ألا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها: مدمن الخمر، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم بغير حق، والعاق لوالديه*.
وعن زيد بن أرقم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: *من أصبح ووالداه عنه راضيين أصبح وله بابان مفتوحان من الجنة، ومن أمسى ووالداه عنه راضيين أمسى له بابان مفتوحان من الجنة. ومن أصبح وهما ساخطان عليه أصبح له بابان مفتوحان من النار، وإن كان واحد فواحد قيل: وإن ظلماه? قال: وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه*.
وعن عمرو بن مرة الجهني، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أشهد ألا آله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يوم القيامة هكذا- ونصب أصبعيه- مالم يعق والديه*.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: *آمين، آمين، آمين*.
فلما نزل، قيل: يا رسول الله، إنك حين صعدت المنبر، قلت: آمين ثلاث مرات، فقال: *إن جبريل أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين. فقلت: آمين. ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار أبعده الله، قل: آمين، قلت: آمين، ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار أبعده الله، قل: آمين. قلت: آمين*.
وعن أبي الطفيل، قال: سئل علي رضي الله عنه: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس? قال: ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس إلا ما في قراب سيفي، ثم أخرج صحيفة فإذا فيها: *لعن الله من *** لغير الله، لعن الله من سرق منار الأرض، لعن الله من عق والديه*.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *رغم أنفه، رغم أنفه*. قيل: من يا رسول الله? قال: *من أدرك والديه عنده الكبر أو أحدهما فدخل النار*.
وعن ابن عباس- رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم، قال: *ملعون من سب أباه، ملعون من سب أباه*.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: *لعن الله سبعة من خلقه فوق سبع سموات: ملعون من عق والديه*. الحديث وعنه أنه صلى الله عليه وسلم، قال: *لا يتقبل الله صلاة الساخط عليه أبواه غير الظالمين له*.
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: *من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله*.
وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: *يقول الله عز وجل: اعمل ما شئت فإني أغفر لك، ويقول للبار، اعمل ما شئت فأني سأغفر لك*.
وعن أبي بكرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: *كل الذنوب يؤخر منها ما شاء الله إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإنه يعجله لصاحبه في الحياة الدنيا*.
وعن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: *أن الله عز وجل أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام، يا موسى، أن كلمة العاق لوالديه عندي عظيمة.
الوا: يا موسى، وما الكلمة? قال: أن يقول لوالديه: لا لبيكما*.
وعن بعض الحكماء: *لا تصادق عاقاً، فإنه لمن يبرك، وقد عق من هو أوجب منك حقاً*.



برهمها بعد موتهما :

ولايقف البر بهما في حياتهما، ولا ينتهي بموتهما، بل تبقى حقوق البر على الابن بعد موتوالديه لمن أراد الخير.. فمن ذلك:
1- الاستغفار لهما والدعاء: كما قال صلى اللهعليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به،وولد صالح يدعو له".[مسلم]وفي الحديث:"ترفع للميت بعد موته درجة. فيقول: أيرب! أي شيء هذه؟ فيقال: ولدك استغفر لك".[أحمد والبخاري في الأدب المفرد. قالالبوصيري: إسناده صحيح، و قد حسنه الألباني]
2- التصدق عنهما: وقال رجلللنبي صلى الله عليه وسلم:"إن أمي توفيت أينفعها أن أتصدق عنها؟ قال: نعم. قال: فإنلي مخرفا فإني أشهدك أني قد تصدقت به عنها".
ويروى عن أبي أسيد الساعدي قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من بني سلمة فقال: يارسول الله! هل بقي من بر أبويَّ شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: نعم؛ الصلاة عليهما،والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما،وإكرام صديقهما".[ضعيف الجامع].
ولذلك روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر أنه كان إذاخرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه إذا ملَّ ركوب الراحلة وعمامة يشد بها رأسه،فينما هو يومًا على ذلك الحمار، إذ مر به أعرابي فقال: ألست ابن فلان؟ قال: بلى. فأعطاه الحمار، وقال: اركب هذا، والعمامة وقال: اشدد بها رأسك. فقال له بعض أصحابه: غفر الله لك، أعطيت هذا الأعرابي حمارًا كنت تروَّح عليه، وعمامة كنت تشد بهارأسك؟! فقال: إني سمعت رسول الله يقول: "إن من أبر البر صلة الرجل أهل وُدَّ أبيهبعد أن يولى، وإن أباه كان ودَّا لعمر".
وعن أبي بردة قال: قدمت المدينةفأتاني عبد الله بن عمر فقال: أتدري لِمَ أتيتك؟ قال: قلت: لا. قال: سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم: يقول: "من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده،وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاءً وود، فأحببت أن أصل ذلك".[رواه ابن حبانوصححه الألباني]

رزقنا الله وإياكم بر الوالدين :d

Mr. Medhat Salah
22-12-2009, 08:46 PM
بارك الله فيك

ندي المصرية
23-12-2009, 06:33 PM
شكرا كثير لك

الاميرهـ
27-12-2009, 11:06 AM
شكرا ع البحث الجميل دهـ

جعلهـ الله فى ميزان حسناتك

المراجع الخارجي.هشام عامر
01-01-2010, 11:53 PM
عمل رائع يستحق كل تقدير وجزاكم الله كل الخير

ندي المصرية
02-01-2010, 12:56 PM
شكرا لكم مرسي كتيررررررررررررررررررر