مشاهدة النسخة كاملة : فضل الخلفاء الراشدين


الاسطورة
11-02-2007, 10:53 AM
نعتقد أن خير هذه الأمة وأفضلها بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صاحبه الأخص، وأخوه في الإسلام ورفيقه في الهجرة والغار، أبو بكر الصديق، وزيره في حياته، وخليفته بعد وفاته، عبد الله بن عثمان عتيق بن أبي قحافة، ثم بعده الفاروق أبو حفص عمر بن الخطاب، الذي أعز الله به الإسلام وأظهر الدين، ثم بعده ذو النورين أبو عبد الله عثمان بن عفان، الذي جمع القرآن وأظهر العدل والإحسان، ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخَتَنُه علي بن أبي طالب -رضوان الله عليهم- فهؤلاء الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون.


--------------------------------------------------------------------------------


بيان فضائل النبي -صلى الله عليه وسلم- وخصائصه إلى فضائل الخلفاء، فضائل الصحابة، وبدأ بالخلفاء الراشدين الأربعة، قال: "ونعتقد" -يعني معشر أهل السنة والجماعة - أن خير هذه الأمة وأفضلها بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة، يعتقدون أن خير الصحابة وأفضل الناس بعد الأنبياء أبو بكر، ثم يليه في الفضيلة عمر، ثم يليه عثمان، ثم يليه علي، وترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة.

ومن أنكر فضلهم فهو من أهل الزيغ والضلال، أو تكلم فيهم أو تنقصهم أو سبهم فهو من أهل الزيغ والانحراف والضلال، وهذا مجمع عليه بين أهل العلم في ترتيب الخلفاء، الخليفتين أبو بكر وعمر، وأما عثمان وعلي ففيهما خلاف في الفضل، أما الخلافة فقد اتفق العلماء، اتفق أهل السنة والجماعة على تقديم عثمان على علي في الخلافة، ومن قدم عليا على عثمان في الخلافة فهو أضل من حمار أهله، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في ( العقيدة الواسطية )، وهو من أهل الزيغ.

أما من قدم عليا على عثمان في الفضيلة دون الخلافة فهذا قول في مذهب الإمام أبي حنيفة، والجمهور على تقديم عثمان أيضا على علي في الفضيلة كالخلافة، وروي عن أبي حنيفة أنه رجع وأنه وافق الجمهور، فعلى هذا يكون إجماع تقديم عثمان على علي في الفضيلة هذا هو قول الجماهير، وفي رواية عن أبي حنيفة تقديم علي على عثمان في الفضيلة دون الخلافة، وروي عنه أنه رجع، أما الخلافة فهو إجماع، من قدم عليا على عثمان في الخلافة فهو أضل من حمار أهله.

ولهذا قال المؤلف -رحمه الله-: "نعتقد أن خير هذه الأمة وأفضلها بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صاحبه الأخص"؛ لأن له صحبة خاصة وأخوة في الإسلام، ورفيقة في الهجرة والغار، له خصوصية وله صحبة خاصة؛ حيث إنه ملازم للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وحيث إنه أول من آمن به، وحيث إنه أول من صدقه، وكل أحد دعاه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام يكون عنده توقف إلا أبا بكر فإنه لم يتوقف، آمن في الحال، فهذه صحبة خاصة؛ ولذا قال: "صاحبه الأخص وأخوه في الإسلام ورفيقه في الهجرة" هو الذي رافقه في الهجرة من مكة إلى المدينة والغار، أنزل الله -تعالى- فيهما: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا صاحبه أبو بكر.

ولما خاف أبو بكر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان المشركون يبحثون عنهم قال: لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه لأبصرنا، قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ "؛ ولهذا قال المؤلف: "ورفيقه في الهجرة والغار أبو بكر الصديق" هذا أبو بكر، هذه كنية، والصديق لقب، والصديق فعيل صيغة مبالغة من قوة تصديقه، وهو الصديق الأكبر.

"ووزيره في حياته" يعني: ملازمته له ومشاورته له، "وخليفته بعد وفاته" هو عبد الله بن عثمان، اسمه عبد الله بن عثمان عتيق بن أبي قحافة، "ثم بعده -في الفضيلة والخلافة- الفاروق أبو حفص عمر بن الخطاب" الفاروق لقب له، وأبو حفص كنية، واسمه عمر بن الخطاب، اسمه عمر، ولقبه الفاروق، وكنيته أبو حفص، "الذي أعز الله به الإسلام، وأظهر به الدين"، "أعز الله به الإسلام" لما أسلم قوي المسلمون، صار لهم قوة بإسلامه، أعز الله به الإسلام وأظهر به الدين، وفتحت في أيامه الفتوح ومصرت الأمصار.

"ثم بعده -الثالث- ذو النورين، أبو عبد الله عثمان بن عفان، الذي جمع القرآن" ذو النورين عثمان؛ لأنه تزوج ابنتين من بنات النبي -صلى الله عليه وسلم-، تزوج واحدة ثم توفيت، ثم تزوج الأخرى، فيقال له ذو النورين، تزوج رقية وأم كلثوم -رضي الله عنهم-.

عثمان بن عفان الذي جمع القرآن، وأظهر العدل والإحسان، هذه من خصائصه من فضائله أنه جمع القرآن، الله أنزل القرآن على سبعة أحرف رحمة بالأمة وتسهيلا عليهم، ثم بعد ذلك حصل اختلاف في بعض الغزوات، وكان حذيفة في مغازي أرمينية وأذربيجان ورأى اختلاف الناس في القراءة، وسمع بعضهم يقول: قراءتي أحسن من قراءتك. فجاء إلى عثمان -رضي الله عنه- وقال: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فجمع الصحابة وشاورهم فأجمعوا على جمع الناس على حرف واحد هو حرف قريش.

وهذا الحرف تدخل فيه القراءات السبع كلها، بل العشر داخلة في حرف واحد، وهو الحرف الذي درس فيه جبرائيل النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة الأخيرة التي توفي فيها، فهذا من فضائله -رضي الله عنه- فجمع الناس على مصحف، على هذا الحرف، وكتب في ذلك سبعة مصاحف، تسمى هذه المصاحف الأئمة، أرسل لكل مِصْرٍ مصحفا: أرسل لأهل مكة مصحفا، وإلى أهل الكوفة مصحفا، ولأهل الشام مصحفا، ولأهل مصر مصحفا، وأحرق بقية المصاحف.

ذكر الحافظ ابن كثير هذه الفضيلة في ( البداية والنهاية ) وقال: إن من مناقبه الكبار وحسناته العظيمة -رضي الله عنه- أن جمع الناس على قراءة واحدة، وكتب المصحف على العرضة الأخيرة التي درسها جبريل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آخر سِنِي حياته، وذكر أن سبب ذلك ما وقع من خلاف بين القراء في بعض الغزوات، وكان معهم حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، فركب إلى عثمان وأخبره بما كان وقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف في كتابها كاختلاف اليهود والنصارى في كتبهم.

عند ذلك جمع عثمان الصحابة وشاورهم في ذلك، ورأى أن يكتب المصحف على حرف واحد، وأن يجمع الناس في سائر الأقاليم على القراءة به دون سواه، فاستدعى بالصحف التي كان الصديق أمر زيد بن ثابت بجمعها وأمر زيد بن ثابت أن يكتب وأن يملي عليه سعيد بن العاص الأموي، بحضرة عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن حارث المخزومي، وأمرهم إذا اختلفوا في شيء أن يكتبوه بلغة قريش، فكتب سبعة مصاحف بعث بها عثمان إلى الأمصار، ويقال لهذه المصاحف الأئمة، ثم عمد إلى بقية المصاحف التي بأيدي الناس فحرقها لئلا يقع بسببها اختلاف.

ثم الخليفة الرابع ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خَتَنُه، "خَتَنُه" يعني: زوج ابنته فاطمة، خَتَنُه علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم، "فهؤلاء الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون" من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بأن الخلافة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر ثم لعمر ثم لعثمان ثم لعلي، وأن الطعن في خلافة واحد من هؤلاء ضلال وزيغ، من عقيدة أهل السنة والجماعة أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، نعم.

ولم يزل أهل السنة والجماعة يترضون على الصحابة ويوالونهم وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف لا بالهوى والتعصب، والله -تعالى- أثنى عليهم وعدلهم وزكاهم ووعدهم بالجنة ولهذا قال: وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى قال: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .

أثنى على المهاجرين وأثنى على الأنصار، وأما من سبهم أو تنقصهم أو طعن فيهم فهذا لمرض في قلبه ولنفاق، إنما يصدر من أهل النفاق والزيغ والانحراف كالرافضة وأشباههم، وقد نزلوا إلى هوة سحيقة فزادوا بها على اليهود والنصارى، الرافضة، فإن اليهود والنصارى..، قيل لليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا أصحاب موسى. وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب عيسى. وقيل للرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد. نسأل الله السلامة والعافية، فزادوا في هذه الخصلة على اليهود والنصارى، صاروا أسوأ حالا منهم، نعوذ بالله، نعم

بنت دمنهور
25-07-2009, 03:32 PM
السلام عليكم

جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع

جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله

Observer
29-07-2009, 01:22 AM
رضى الله عنهم جميعاً وأسكنهم الجنة

موضوعاتك أكثر من رائعة يا أسطورة

بارك الله فيك ...

Mr.Hani
29-07-2009, 12:57 PM
الخلفاء الراشدين هم القدوة بعد رسولنا الكريم

جزاك الله خيرا