teacher120
03-04-2010, 02:05 AM
دائرة الوعي
مدبولي عتمان
aboalaa54*************
العمالة المؤقتة "قنابل موقوتة"!! في جلسة مطولة مع بعض الأصدقاء المهمومين بالشأن المصري العام دارت مناقشات حامية حول العمالة المؤقتة للشباب والتي أصبحت ظاهرة في الجهاز الحكومي بكافة وزارته وقطاعاته ومؤسساته الأمر الذي يلقي بظلال سوداء علي مستقبل الملايين من الشباب المصري. ويضر بمسيرة العمل داخل الجهاز الإداري في الدولة والذي أصبح يعاني من الشيخوخة بعد أن بلغت متوسط أعمار العاملين المعينين في معظم الإدارات الحكومية 50 عاما.. ومن يبلغ سن المعاش يخرج دون تعيين بديل من الشباب لكي يتوارثوا خبرات العمل بشكل تدريجي كما كان يحدث في السابق. وأبدي معظم المشاركين في النقاش دهشتهم الغريبة تجاه استمرار العمالة المؤقتة لمدة تتجاوز 15 عاما يعانون خلالها كافة صنوف التعسف من رؤسائهم وزملائهم من سعداء الحظ الذين تم تعيينهم بالوساطة والمحسوبية أو بالرشوة. وتضيع حقوقهم المالية. رغم قلتها. أمام أعينهم دون إظهار أي اعتراض. فهم يضطرون لكبت غيظهم خشية أن يؤثر أي ردة فعل لهم. حتي ولو كان بسيطا علي أمزجة رؤسائهم. ومن ثم التأثير في قرار تعيينهم الذي ينتظرونه منذ سنوات وروي لي أحد الباحثين المؤقتين في معهد بحوث الاقتصاد الزراعي التابع لوزارة الزراعة أن رؤسائهم من الاساتذة يكلفونه وزملاءه بأداء بعض أعمال الفراشين والسعاة "الخدم" ويضطرون لتنفيذها حتي لايغضب الرؤساء "الأسياد" رغم أن بعض الباحثين المؤقتين يحملون نفس الدرجة العلمية "الدكتوراة" التي يحملها الرؤساء. والأغرب أن الكثير من العمالة المؤقتة في الكثير من الدوائر الحكومية يتمتعون بمستوي عال من الأداء الوظيفي. ويقومون بالأعمال التي يكلف بها زملاؤهم المعينون وبرغم ذلك يحصلون علي مقابل محدود. بينما يلهف المعينون "الكسالي" الرواتب الكبيرة والمنح والمكافآت وكل الامتيازات.
وتقدر الاحصائيات عدد العمالة المؤقتة في الجهاز الحكومي حوالي نصف مليون موظف وعامل. وهؤلاء يعدون بكل معاناتهم بمثابة "قنابل موقوتة" توشك علي الانفجار. وهناك مئات الشواهد علي ذلك. شاهدت منها عن قرب احتجاج العمال المؤقتين في جامعة عين شمس وكيف تطور غضبهم الي محاصرة رئيس الجامعة في كلية الزراعة ولولا تدخل الأمن وبعض القيادات الواعية لتطورت الأمور إلي أوضاع لايحمد عقباها. ويشهد بذلك أيضا تهديدات حوالي 40 ألفا من العاملين المؤقتين بمشروع جمع البيانات بمراكز معلومات التنمية المحلية علي مستوي محافظات مصر. بالإضراب عن الطعام احتجاجاً علي عدم تعيينهم. رغم أنهم يعملون مؤقتين منذ عشر سنوات تقريبا.
ومن القطاعات التي تستخدم فيها العمالة المؤقتة بكثافة القطاع الطبي. حيث تشير الاحصائيات الي وجود 35 ألف عامل مؤقت بالتأمين الصحي علي مستوي الجمهورية. بأجور شهرية متدنية. ولايحصلون عليها بانتظام وهدد الآلاف منهم بالاعتصام لعدم تعيينهم رغم مرور 15 عاما علي عملهم بالوظيفة المؤقتة.
ومن أكثر القطاعات الحيوية تضرراً بسبب العمالة المؤقتة قطاع التعليم حيث يوجد مئات الآلاف من المعلمين بالعقود أو بنظام الحصة. بل إن هذه الفئة المهضوم حقها تشكل غالبية هيئة التدريس في غالبية المدارس علي مستوي جمهورية مصر في التعليم العام والتعليم الأزهري وقد نظم الآلاف منهم اضرابات وتظاهرات احتجاجية ولكن دون جدوي. يطرح هؤلاء ونحن معهم تساؤلا هاما ماذا تنتظر وزارة التربية والتعليم أو مشيخة الأزهر من شاب تم التعاقد معه في مهنة مدرس مقابل جنيهات قليلة تكاد تكفي "الخبز الحاف" ليقوم بتربية وتعليم جيل من الأطفال والشباب سيقود مسيرة الوطن في المستقبل؟! ماذا ينتظر أولياء الأمور من مدرس أو مدرسة يعانون يوميا من الظلم والتفرقة العنصرية التي تمارس ضدهم من المسئولين والمديرين في المدارس ومن زملائهم المعينين وحتي التلاميذ الجميع يعيرونهم بأنهم متعاقدون؟!
وقد وصف أحد المتعاقدين حالهم في رسالة جاءتني علي البريد الالكتروني جاء فيها : "المدرس المتعاقد في بر مصر.. كائن يعيش في مدارس التربية والتعليم أو معاهد الأزهر الشريف بنصف راتب. ونصف حقوق. ونصف اعتبار وبلا كرامة!!".
وأكثر الأمثلة التي تشهد بالظلم الشديد للآلاف من الشباب المصري جاءتني في رسالة بالبريد الالكتروني من السيدة نوال فهيم عودة خريجة آداب منذ عام 1996 وطورت نفسها بالحصول علي الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر. وبدورات مكثفة متعددة في الحاسب الآلي. وبعد معاناة استمرت 14عاما حصلت علي وظيفة مؤقتة كبائعة في مشروع توزيع الخبز بمحافظة المنوفية بجنيهات قليلة واختتمت رسالتها بالتساؤل التالي : ماذا سيكون مستقبل بلد يعاني شبابه اليأس والاحباط وافتقاد الأمل في غد مشرق؟!
والحل ممكن إذا توافرت الجدية لدي الحكومة وعلي سبيل المثال المكافآت والبدلات التي يحصل عليها كبار المستشارين في الوزارات والمؤسسات الحكومية. تكفي وزيادة لتعيين كل المؤقتين فيها. وتخفيض المزايا التي يحصل عليها كبار الموظفين في كل موقع تكفي لحل مشكلة المؤقتين. وهكذا.
ألاهل بلغت اللهم فاشهد.
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/news/detail09.asp
الاستاذ مدبولى عبر عن ما بداخلنا
مدبولي عتمان
aboalaa54*************
العمالة المؤقتة "قنابل موقوتة"!! في جلسة مطولة مع بعض الأصدقاء المهمومين بالشأن المصري العام دارت مناقشات حامية حول العمالة المؤقتة للشباب والتي أصبحت ظاهرة في الجهاز الحكومي بكافة وزارته وقطاعاته ومؤسساته الأمر الذي يلقي بظلال سوداء علي مستقبل الملايين من الشباب المصري. ويضر بمسيرة العمل داخل الجهاز الإداري في الدولة والذي أصبح يعاني من الشيخوخة بعد أن بلغت متوسط أعمار العاملين المعينين في معظم الإدارات الحكومية 50 عاما.. ومن يبلغ سن المعاش يخرج دون تعيين بديل من الشباب لكي يتوارثوا خبرات العمل بشكل تدريجي كما كان يحدث في السابق. وأبدي معظم المشاركين في النقاش دهشتهم الغريبة تجاه استمرار العمالة المؤقتة لمدة تتجاوز 15 عاما يعانون خلالها كافة صنوف التعسف من رؤسائهم وزملائهم من سعداء الحظ الذين تم تعيينهم بالوساطة والمحسوبية أو بالرشوة. وتضيع حقوقهم المالية. رغم قلتها. أمام أعينهم دون إظهار أي اعتراض. فهم يضطرون لكبت غيظهم خشية أن يؤثر أي ردة فعل لهم. حتي ولو كان بسيطا علي أمزجة رؤسائهم. ومن ثم التأثير في قرار تعيينهم الذي ينتظرونه منذ سنوات وروي لي أحد الباحثين المؤقتين في معهد بحوث الاقتصاد الزراعي التابع لوزارة الزراعة أن رؤسائهم من الاساتذة يكلفونه وزملاءه بأداء بعض أعمال الفراشين والسعاة "الخدم" ويضطرون لتنفيذها حتي لايغضب الرؤساء "الأسياد" رغم أن بعض الباحثين المؤقتين يحملون نفس الدرجة العلمية "الدكتوراة" التي يحملها الرؤساء. والأغرب أن الكثير من العمالة المؤقتة في الكثير من الدوائر الحكومية يتمتعون بمستوي عال من الأداء الوظيفي. ويقومون بالأعمال التي يكلف بها زملاؤهم المعينون وبرغم ذلك يحصلون علي مقابل محدود. بينما يلهف المعينون "الكسالي" الرواتب الكبيرة والمنح والمكافآت وكل الامتيازات.
وتقدر الاحصائيات عدد العمالة المؤقتة في الجهاز الحكومي حوالي نصف مليون موظف وعامل. وهؤلاء يعدون بكل معاناتهم بمثابة "قنابل موقوتة" توشك علي الانفجار. وهناك مئات الشواهد علي ذلك. شاهدت منها عن قرب احتجاج العمال المؤقتين في جامعة عين شمس وكيف تطور غضبهم الي محاصرة رئيس الجامعة في كلية الزراعة ولولا تدخل الأمن وبعض القيادات الواعية لتطورت الأمور إلي أوضاع لايحمد عقباها. ويشهد بذلك أيضا تهديدات حوالي 40 ألفا من العاملين المؤقتين بمشروع جمع البيانات بمراكز معلومات التنمية المحلية علي مستوي محافظات مصر. بالإضراب عن الطعام احتجاجاً علي عدم تعيينهم. رغم أنهم يعملون مؤقتين منذ عشر سنوات تقريبا.
ومن القطاعات التي تستخدم فيها العمالة المؤقتة بكثافة القطاع الطبي. حيث تشير الاحصائيات الي وجود 35 ألف عامل مؤقت بالتأمين الصحي علي مستوي الجمهورية. بأجور شهرية متدنية. ولايحصلون عليها بانتظام وهدد الآلاف منهم بالاعتصام لعدم تعيينهم رغم مرور 15 عاما علي عملهم بالوظيفة المؤقتة.
ومن أكثر القطاعات الحيوية تضرراً بسبب العمالة المؤقتة قطاع التعليم حيث يوجد مئات الآلاف من المعلمين بالعقود أو بنظام الحصة. بل إن هذه الفئة المهضوم حقها تشكل غالبية هيئة التدريس في غالبية المدارس علي مستوي جمهورية مصر في التعليم العام والتعليم الأزهري وقد نظم الآلاف منهم اضرابات وتظاهرات احتجاجية ولكن دون جدوي. يطرح هؤلاء ونحن معهم تساؤلا هاما ماذا تنتظر وزارة التربية والتعليم أو مشيخة الأزهر من شاب تم التعاقد معه في مهنة مدرس مقابل جنيهات قليلة تكاد تكفي "الخبز الحاف" ليقوم بتربية وتعليم جيل من الأطفال والشباب سيقود مسيرة الوطن في المستقبل؟! ماذا ينتظر أولياء الأمور من مدرس أو مدرسة يعانون يوميا من الظلم والتفرقة العنصرية التي تمارس ضدهم من المسئولين والمديرين في المدارس ومن زملائهم المعينين وحتي التلاميذ الجميع يعيرونهم بأنهم متعاقدون؟!
وقد وصف أحد المتعاقدين حالهم في رسالة جاءتني علي البريد الالكتروني جاء فيها : "المدرس المتعاقد في بر مصر.. كائن يعيش في مدارس التربية والتعليم أو معاهد الأزهر الشريف بنصف راتب. ونصف حقوق. ونصف اعتبار وبلا كرامة!!".
وأكثر الأمثلة التي تشهد بالظلم الشديد للآلاف من الشباب المصري جاءتني في رسالة بالبريد الالكتروني من السيدة نوال فهيم عودة خريجة آداب منذ عام 1996 وطورت نفسها بالحصول علي الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر. وبدورات مكثفة متعددة في الحاسب الآلي. وبعد معاناة استمرت 14عاما حصلت علي وظيفة مؤقتة كبائعة في مشروع توزيع الخبز بمحافظة المنوفية بجنيهات قليلة واختتمت رسالتها بالتساؤل التالي : ماذا سيكون مستقبل بلد يعاني شبابه اليأس والاحباط وافتقاد الأمل في غد مشرق؟!
والحل ممكن إذا توافرت الجدية لدي الحكومة وعلي سبيل المثال المكافآت والبدلات التي يحصل عليها كبار المستشارين في الوزارات والمؤسسات الحكومية. تكفي وزيادة لتعيين كل المؤقتين فيها. وتخفيض المزايا التي يحصل عليها كبار الموظفين في كل موقع تكفي لحل مشكلة المؤقتين. وهكذا.
ألاهل بلغت اللهم فاشهد.
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/news/detail09.asp
الاستاذ مدبولى عبر عن ما بداخلنا