faten forever
25-05-2010, 02:01 PM
تعديل أساليب التفكير الخاطئ
د.أمل عبدالرزاق المنصوري
قسم الارشاد النفسي/كلية التربية / جامعة البصرة
المقدمــــــــــــة:-
يشترك الإنسان مع الحيوان في وظيفة الإدراك الحسي ، غير انه يتميز بما وهبه الله من عقل، ومن قدره على التفكير تمكنه من النظر والبحث في الأشياء والأحداث،واستخلاص الكليات من الجزيئات، واستنباط النتائج من المقدمات . أن قدرتة هذه جعلته أهلا" للتكليف بالواجبات، وتحمل مسؤولية الاختيار والإرادة، وهذا ما جعله أهلا" لخلافة الله تعالى في الأرض.
ويمتلك الإنسان قدرات عقلية عديدة، أكثرها أهمية القدرة على التفكير، وهذه تعــد أهم جانب من حياتة، وهو الجانب الذي مكنّه من التقدم العلمي والتقني، والارتقاء الحضاري والتطور الفلسفي والتنظيم ألمعلوماتي ، والمزيد من الاكتشاف في الكون المحيط به والغوص في أعماق ذاته.
والى جانب هذا التفكير السليم، هناك الوجه الآخر منه، وهو التفكيرالاعوج الذي يؤدي بالفرد والمجتمع إلى مديات بعيده يشوبها عدم الواقعية واللامنطقية والعجز عن تحقيق القدرات والامكانات المتاحة. وان هذه المديات اللامنطقيه تؤدي بدورها إلى تعطيل التفكير المنتج وتدخل تحيزا منتظما في عملية تحديد المعلومات ومعالجتها. فالتفكير معرض للخطأ كأي سلوك أنساني، فقد تعترض التفكير بعض العوائق فتحرفه عن طريقه السوي، وتحول بينة وبين الوصول إلى الحقيقــة ، وإذا تراكم على الإنسان كثير من تلك العوائق، أصيب تفكيره بالجمود وأصبح غير قادر على تقبل الآراء والأفكار الجديدة. وبذلك يفقد التفكير قيمتة العظيمة في حياتة ، فلم يعد مؤديا" وظيفتة الطبيعية في عملية التمييز، وفي اكتشاف الحقائق واكتساب العلوم، والارتقاء بالإنسان في مدارج الرقي والكمال. وأن تعطل التفكير ، فقد الإنسان الميزة الرئيسية التي تميزه عن الحيوان، بل أصبح كالحيوان أو أضل سبيلا". وابتعد عن معرفة الحقيقة، وعن إصدار الأحكام الصحيحة والمتوازنة فيما ينظر فيه من الأمور.
ومن المسلم به أن الأفكار السقيمة أو الخاطئه لا يعول عليها في قيام نهضة شاملة ، لذلك فأن الحاجة تغدو ماسة للكشف عن أنماط التفكير لدى مختلف شرائح المجتمع، لتصويب الاعوجاج فيها، والعمل على إحلال النافع والمفيد فيها محل السيئ الضار. ولاشك أن أولى المؤسسات التي يجب أن ترعى هذا الجانب بالتصويب والتعديل هي الجامعة التي تعد الأبناء لتولي مختلف المسؤوليات بعد صقل الأفكار وتهذيب السلوك، وإكسابهم القدرة على التفكير العلمي والموضوعي إزاء مختلف الموقف التي سوف تجابههم . وان تحسين التفكير غاية مطلوبة ومرغوبة عند أولئك الذين يدركون أن في الأفكار تنمية أساليب التفكير و طرقة ورقيها .
وان أي تحسين في هذا المجال ستكون له آثاره في فاعلية النتائج التي تترتب على التفكير وسلامتها . ، والتي يمكن أن تلعب دورا في تنمية الثقة بالنفس وتنمية التفكير المستقل، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تعزيز أداء الطالب الجامعي نحو تقديم مستوى أكاديمي أفضل .
وهناك إجماع متنام بين التربويين وعلماء النفس المعرفيين على ضرورة تنمية ألقدره على التفكير الناقد، لان تنميته صارت غاية أساسية لمعظم السياسات التربوية في العالم وهدفا رئيسيا تسعى المناهج لتحقيقه. ويرجع هذا إلى أن التفكير الجيد يتكون من مجموعة القدرات التفكيرية الناقدة الإبداعية، التي تساعد الفرد على أن يصحح تفكيره بنفسة، ويفكر تفكيرا عقلانيا، ويحلل ما يعرفه ويفهمه ويسيطر عليه، كما تمكنه من التفكير بمرونة وموضوعي، وتجعله قادرا على إصدار الأحكام الصائبة وتحرره من التبعية والتمحور الضيق حول ألذات للانطلاق إلى مجال أوسع .
وتعد تنمية القدرة على التفكير لازمة للحياة اليومية ، فالآن يعيش الإنسان في ثورة صناعية من نوع جديد، وهناك أعداد كبيرة من العقول الالكترونية أو ( العقول العملاقة ) ، تؤدي عشرات الآلاف من العمليات ألحسابيه والمنطقية في الثانية ، ويستطيع بعضها أن يدير المصانع آليا وان يترجم اللغات وان يؤدي أعمالا مثل تبويب المعلومات بسرعة متناهية،أن هذة الثورة الالكترونية في استخدام المعلومات قد أخذت تغير وجه المجتمع الحاضر، ولهذا فأن الحاجة ماسة أكثر من أي
وقت مضى إلى أناس يستطيعون أن يفكروا بوضوح وان يتعلمـــوا القدرة على التحليل المنطقي واتخاذ القرارات ليعالجوا المشكلات التي تواجههم يوميا .
وتكون عملية التفكير عملية معرفية محكومة بالمعلومات المتوافرة لدى الفرد وبالأسلوب الذي اعتاد علية وتعلمة وبالممارسة والخبرة التي اكتسبها والتي تتضح في مواجهتة للمشكلات التي تعترضه لذا فالتفكير عمل يتسم بالمهارة، وليس صحيحا إننا موهوبون بصورة طبيعية بالقدرة على التفكير بوضوح ومنطقية، بدون أن نتعلم كيف نفكر؟ أو بدون الممارسة المطلوبة.وأولئك الجادون والراغبون بالتفكير وضوحا" والأكثر عقلانية ، عليهم أن يتعلموا بجرأة وتصميم ألتقنيه الصحيحة لأساليب التفكير الصحيح وقواعد فنــــــــه مما يوفر لهم سبل التفكير والتبصر والتعقل ويخرجهم من التخبط إلى أهداف واضحة وغايات واقعية .
ويسلم بعض المعالجين النفسيين بأن الإرشاد أو العلاج النفسي الناجح يعلم الفرد كيف يفكر تفكيراً صحيحاً وبالتالي يستطيع أن يسلك ويتصرف بطريقة ناجحة . ومن ثم فان النجاح لديهم، يجب أن يكون مصحوبا بتحسن في طريقة تفكيره والتغير فيها. وتبين بعض أساليب الــدراسة الحديثة أن كل أساليب العلاج النفسي تقريبا بما فيها العلاج الطبي القائم على استخدام العقاقير تعتمد اعتمادا حاسما في تحقيق نجاحها على عوامل معرفية مثل توقع بعض المكاسب العلاجية والاتجاه الفكري نحو العلاج ، والمعلومات التي يحصل عليها الشخص عن بعض الأمراض. وقد قدم أصحاب هذا الاتجاه أساليب جديدة ومبتكرة للمساعدة على اكتشاف الأنماط الخاطئة من التفكير لدى الأفراد، وبالتالي تعديلها واستبدالها بأساليب أكثر ملائمة للصحة النفسية ولكي يستطيع المرشد أو المعالج أن يحدث تغييرا في شخصية إنسان ما وفي سلوكه، فمن الضروري أن يقوم بتعديل أو تغيير أفكاره واتجاهاتة أو تعديلها، إذ أن سلوك الإنسان يتأثر تأثيرا كبيرا بافكارة واتجاهاتة، التي حينما تتغير نتيجة الإرشاد أو العلاج فان الفرد يصبح أقدر على حلها، بل انه غالبا ما يرى إن مشكلاته التي كانت تقلقه في الماضي، لم تكن في الحقيقة بالضخامة التي كان يتوهمها. وعلى هذا الأساس يتم تعليم الفرد أساليب التفكير المنطقي العقلاني.
وعملية التعلم في أساسها عملية يتم فيها تعديل وتغيير الأفكار والاتجاهات والعادات والسلوك . والعلاج النفسي- وكذلك الإرشاد- هو في أساسه عملية تصحيح تعلم سابق غير سليم اكتسب فية الفرد أفكارا خاطئة أو وهمية عن نفسه وعن غيره من الناس، وعن الحياة، والمشكلات التي تجابهه وتسبب له القلق، وتعلم أساليب معينه في السلوك الدفاعي التي يهرب بها عن مواجهة مشكلاتة، ويخفف بها من حدة قلقة. وهنا يحاول المعالج أو المرشد النفسي أن يصحح أفكار الفرد، ويعلمه كيف ينظر إلى نفسه، والى الآخرين، والى مشكلاته نظره واقعية صحيحة، وان يواجه مشكلاته بدلا من الهرب منها، ويحاول حلها بدلا من الاستمرار في حالة الصراع النفسي الناشىء عن العجز عن حلها مما يؤثر في استنتاجاته غير الحاسمة ، وكذلك في مرونة تفكيره واتخاذ قراراتة.
والفكرة الرئيسية التي تعتمد عليها طرائق تعديل التفكير ترى انه لا يمكن الفصل بالنسبة للسلوك الإنساني بين جوانب التفكير والانفعال والسلوك. أن جميع هذه الجوانب فيما بينــــها ويكمل بعضها بعضا.وعندما يسلك الإنسان نتيجة لمنبه خارجي فان التفكير يتوسط بين ظهور هذا المنبه والاستجابة له. فالتفكير بمثابة همزه الوصل بين الاستجابة( انفعالية أو حركيـــــة) والموقف المسبب لها. إذ أن التفكير والانفعال لدى الإنسان ليسا بعمليتين مختلفتين وإنما تتداخلان بصورة ذات دلالة وبينهما علاقات متبادلة بصورة تكاملية.
وهناك بعض الطرق الرئيسية التي تولد الانفعال وتتحكم فيه، والتفكير احدها. أن كثيرا مما نسميه بالانفعال ليس أكثر ولا اقل من نوع بعينه من الفكرthought يتسم بالتحيز أو الحكم المسبق أو التقييم المتطرف. ولقد تجمعت أدلة امبريقية ونظرية لا يستهان بها تساند الافتراض القاتل بان الانفعال الإنساني هو في صميمه عملية اتجاهية attitudinal ومعرفيه. أن الكائنات البشرية يحركها تقدير المواقف الذي ينطوي على حكم حسي وحكم فكري أو تأملي ويعد القرار النهائي لقيام الإنسان بأي اختبارا يحقق الانفعال الأصلي أو يحول دونه، وان اختيار فعل موجه نحو هدف هو في الأساس رغبة عقلانية، وميل تجاه ما يتم تقديره بصورة تاملية على انه جيد وهذه الميول العقلانية للقيام بأي فعل تنظيم الشخصية الإنسانية تحت توجيه الصورة المثالية للذات. والتوظيف المعرفي يشير إلى أدراك الفرد العام وكيفية استجابتة معرفيا للمنبهات البيئية، وكيفية التكامل بين هذة الوظائف لتحقيق أهداف الشخصية .
وبهذا المعنى فان الاضطراب الانفعالي ليس حالة وجدانية منعزلة، بل انه عبارة عن جوانب متكاملة ومتفاعلة من النشاط السلوكي الداخلي(الفكري) والظاهري(الحركي) الذي تكون مظاهره في الحقيقة مترابطة ومتلاحمة وان بدت مظاهرة متنوعة. ولهذا فمن الممكن ضبط الانفعال بأكثر من طريقة. فمثلا،يمكن ضبط المظهر السلوكي للانفعال كضبط الخوف باستبدالة باستجابات ملائمة عن طريق تقنيـــــات فنيـــــة كالاستـرخـــاءRelaxation ، أو التطمين Desensitization . أو تأكيد ألذات Assertive . ولكن من الممكن أيضا ضبط الانفعال من خلال المناقشة المنطقية مع النفس، أو مع شخص له في النفـــس مكانة خاصة بحكم الخبرة والمعرفة( كالمعالج أو المرشد ) وبهذه الطريقة يحاول الفـرد أن يغير من اتجاهه الذهني نحو بعض المنبهات المثيـــرة للانفعال لذا يرى أليس1969Ellis ) أن الاستجابات الانفعالية التي تحدث خلال التفاعل بالمواقف المختلفة لا تحدث بسبب هذه المواقف ولكن نتيجة لإدراكنا وتفكيرنا فيها، فشعور الفرد بالاكتئاب أو الحزن المرضي اثر العجز عن تحقيق هدف معين أو خسارة شيء هام لا ينشىء بسبب هذه الخسارة أو العجز ، ولكن بسبب ما انسجه من تصورات سوداء حول هذة الحوادث.
أن التجارب المؤلمة والبغيضة غالبا ما تؤثر على علاقات الشخص ونشاطه وبالتالي تحد من تفكيره وان الفرد الذي يواجه مشكلات وخبرات شديدة ومؤلمة ربما يؤدي إلى أفكار سلبية ولاعقلانية عن نفسه والعالم من حوله ، واستمرار التلقين الهازم للذات Self-defeating مما يؤدي به إلى القلق وبذلك تكون أفكار الفرد اللاعقلانية هي المسؤوله عن استجابته المضطربة وليس الحادث الذي يظهر بأنه السبب في الاضطراب وهكذا فهناك دورة في خلق الانفعالات والاضطرابات الادراكية واستمرارها.
وبناء" على ما تقدم فان استجاباتنا الانفعالية قد تكون معقولة أو غير معقولة بحسب اتجاه التفكير، فإذا كانت طريقة التفكير عقلانية ومنطقية فان السلوك يكون معقولا وسويا، ويكون الانفعال بالأشياء ايجابيا ودافعا لمزيد من النشاط والبناء. وإذا كانت طريقة التفكير غير معقولة وغير منطقية فان الانفعال سيكون على درجة عالية من الاضطراب. وبذلك يتحدد سلوك الفرد وطريقة تصرفه في أي موقف، إذ انه يتعامل معه وفق معتقداته وأفكاره عنه، فيشعر بالتهديد أو الطمأنينة، وبالحب أو الكراهية، وبالإقبال او الإحجام حسب ما تملية عليه أفكاره ووجهات نظره . وبذلك فان تغيير السلوك يتم عن طريق مساعدة الفرد في تغيير معتقداته ألمسببه لانفعالاته وتعديل أساليب تفكيره الخاطئه لعادة تعديل نظامه ألمعتقدي باستخدام فنيات تؤكد على الارتباط المباشر بين تفكير الفرد وحالته الانفعالية.
ويعكف الباحثون في العلاج النفسي وتعديل السلوك البشري منذ سنة 1965 على دراسات وتجارب مكثفة، تشير نتائجها إلى وجود أدلة قوية على أن وراء كل تصرف انفعالي نمطا وبناء من التصورات والمعتقدات التي يتبناها الفرد. وان أي شكل من أشكال الاضطراب أو سوء التوافق يسبقه تفكير خاطيء في المواقف أو في فاعلية ألذات. وان التغيير في طرائق هذا التفكير الخاطيء وتعديله يصحبه تغيير في مستوى التوافق والسلوك.
لقد كان التفكير موضوع حوار منذ القدم وما يزال كذلك ن نظرا لأهميته وحاجه جميع الأفراد له. والتفكير عملية يومية مصاحبة للإنسان بشكل دائم، وهو أداء طبيعي يقوم به الإنسان باستمرار لمعالجة المدخلات الحية وذلك لتشكيل الأفكار وبالتالي القيام من خلال هذة المعالجة بادراك الأمور والحكم عليهـا. وبالتفكير يستطيع الفرد أن يكون قادرا على فحص الخبرة وتقويم المعرفة والأفكار والحجج من اجل الوصول إلى أحكام متوازنة لذا، فان تنمية القدرة علــى التفكير- وبالذات الناقد منه- لدى الطلبة تمكنهم من الفهم الاعمق للمحتوى الذي يتعلمونه، واكتساب الأساليب المنطقية والعقلانية في استنتاج الأفكار وتفسيرها وان الهدف الرئيس من تعليم التفكير وتصحيحه، هو جعل الطلبة أكثر قدرة في تفكيرهم ليتعلموا ويتصرفوا بمسؤولية وبشكل فعال.
لذا ، تنبع أهمية المحاضرة الحالية من أهمية الموضوع الذي تتناوله وهو الأساليب الخاطئة واللاعقلانية التي يتعرض لها الفرد في أثناء التفكير، وهي تمثل عاملا مؤثرا على عمله وتوافقه وحاجاته النفسية، وأن مشكلات المسترشد ناتجة من تفكيره اللاعقلاني الذي يجب أن يستبدل بمدركات عقلانية، وعلى هذا ، يتم التركيز على الفرد ليخضع تركيباته العقلية لطريقة الدفع- المتعقل وبقية العلاجات المعرفية التي تؤكد بقوة على التفكير اللاعقلاني لتحليل واكتشاف أساليبه الخاطئة، وهناك أدله فلسفية ونظرية علميه وتجريبية تكشف عن أهمية أساليب التفكير وطريقة الفرد في الاعتقاد بالأشياء والأحداث والذات في إثارة الاضطرابات النفسية والاجتماعية والعقلية. ومن البحوث التي نشرت في هذا الميدان مجموعة دراسات كان هدفها تقييم أساليب مختلفة من العلاج مع مقارنتها بعضها ببعض. وانتهى عدد منها إلى إثبات انه يمكن تخفيض القلق العام والقلق من مواقف محددة كالامتحان أو الدخول في علاقات اجتماعية، إذا ما تم تعليم الفرد أن يعدل من طرقه الخاطئة في التفكير. تضاف إلى ذلك النتائج المتعلقة بدراسة تأثير التقييم والمعتقدات على الشخصية الإنسانية، فمن المسلمات الإنسانية الرئيسية في هذا الاتجاه أن المعتقدات والقيم المنطقية التي تتكون بالاعتماد على وجود حقائق واقعية وصادقة، غالبا ما تؤازر ظهور التكامل، والتوافق والإبداع، والدوافع لمواصلة الجهد في العمليات العقلية. أما القيم والمعتقدات اللامنطقية، ( أي التي لا تقوم على حقائق أو أدلة واقعية) فغالبا ما تؤدي إلى المبالغات الانفعالية كما تقلل من دوافع الفرد أو تشوه من وجهتها. لهذا فعندما يتغير البناء الأساسي لنظام قيم الفرد يتغير أيضا وجدانه وأسلوبه في التوافق الفعال .
وعليه يعد التفكير متغير مهم من متغيرات الجانب المعرفي للفرد، والمتمثل بأساليبه الخاطئة واللاعقلانية ، وكشفها وما يترتب عليها من رسم ستراتيجيات كفيله بمعالجة هذة الأساليب الخاطئة ومن الناحية التطبيقية فانه ممكن وضع تصور منهجي لجوانب تطبيقية يمكن أن تحد من الأساليب الخاطئة التي يتعرض لها الأفراد أو تقلل منها، ومنهم طلبه الجامعة في أثناء عملياتهم التفكيريه ،وتساعدهم في تشخيصها وإخضاعها للتحليل المنطقي وثم محاولة استبدالها بأخرى أكثر عقلانية ، لما له من تأثير على توافقهم النفسي والاجتماعي وبالتالي تمتعهم بمستوى من الصحة النفسية.
يتبع .......
أساليب التفكير الخاطئ غير الفعال
أساليب التفكير الخاطئ غير الفعال :
Faulty thinking styles
إما بالنسبة للعوامل التي تتعلق بأساليب التفكير ، فقد تحدث أخطاء في الفهم والتفسير في إثناء التفكير في حل مشكله معينه أو فهم مما يشوه صورة الواقع ، وبالتالي تثير الاضطرابات السلوكية هذه الفرد مما قد يحول نفسه إلى مضطرب أو مريض بسب وجود عادات سيئة من التفكير الخاطئ ، سلسلة من المعتقدات التي لا تقود إلا إلى الهزيمة الذاتية . فمن شان عادات التفكير لدى الإنسان إن تجنبه ضرورة اتخاذ قرارات جديدة حول العديد من القضايا التي يتعامل معها يوميا وهذا ما يؤدي إلى الاقتصاد في الجهد الفكري ،الذي هو الفائدة الكبرى من تكوين العادات التفكيرية ، لا إن هذه العادات قد تكون من أهم العوامل الداخلية التي تجعل ميالا للتفكير الأعوج لذا فان لعادات والقوالب العقلية تلعب دورا في منع الإفراد من فحص المعلومات الجديدة وإدماجها في طرائقهم في التفكير مما يعيق حصولهم على التوائم مع الظروف الجديدة ويصعب عليهم إيجاد حلول لمشكلاتهم وبعضهم يشير بمصطلح المعالجة المعلوماتية الخاطئة faulty information processing" إلىمجموعه من الأخطاء في تفكير الفرد التي تؤدي إلى إدامة واستمرار وجهات نظريه سالبه ، وعلى الرغم من ظهور دليل مناقض لهم ، مما تؤدي به إلى الجمود الفكري أو التعصب الذي يعتمد تعريفه أساس على " معيار العقلانية " طبقا لافتراض ( بودر ميكر Pawdermaker 1944 ) ويقصد به إن هناك محاولات مستمرة تبذل للحفاظ على المعلومات الدقيقة ، وتصحيح المعلومات الخاطئة التي يتلاقاها الشخص ، وعمل تميزات وتحديدات لكي يكون منطقيا في استنباطه ، وواعيا في استدلالاته . والتعصب بمعنى الانحراف عن معيار العقلانية ويكون في شكل حكم متعجل hasty judgment ، أو حكم مسبق ، أو تعميم مفرط ، أو تفكير في إطار القوالب النمطية ورفض تعديل الرأي في ضل ظهور دلائل جديدة ورفض السماح أو لاهتمام بالفروق الفردية . ومن هنا تأتي مساعده لفرد لتحديد هذه الأساليب غير العقلانية التي تؤثر في السلوك ، واستبدالها بأخرى أكثر عقلانية,ثم تنظيم مدركاته ومعارفه حسب ما تم تعلمه .
وإذا كانت الأفكار والمعتقدات اللاعقلانية تمثل محتوى التفكير فان الأساليب التفكير الخاطئ تمثل الطريق او النمط الذي يتبعه الفرد في إثناء التفكير ، وطريقه التفكير هذه تكون خاطئة وغير عقلانيه في معالجة الأمور . وهناك أساليب متعددة للتفكير الخاطئ ومن أهمها :
1- المبالغة : Exaggeration وتمثلفي الميل للتضخيم في إدراك الأشياء والخبرات الواقعية وهي عبارة عن تعظيم الأمور وتهويلها وإعطاء الأمور والمواقف اثنا التفكير فيها حجما اكبر بكثير مما هو عليه في الواقع . وأضافة دلالات مبالغ فيها كتصور الخطر والدمار مما يؤدي إلى التفسير المواقف بشكل يثير الخوف والتوتر فالفرد الذي يتصف تفكيره بالمبالغة ، دائما يتوقع الشر لنفسه ولأسرته ولممتلكاته ويبالغ في تصور خبرات محايدة في علاقاته بالآخرين فيدركها على أنها مهينة أو محبطة لذاته والمبالغة قد تكون تعظيما magnification أو تصغير الأمور minimization في إدراك الخبرات وكلا الحالتين تؤدي الى نتائج انفعالية وسلوكية سالبة .
2- الـتعميم المطلق Absolute generalization :
التوصل إلى قرار او حكم مطلق بناءا عل حادث مفرد ، واعتبار مثلا عاما يقاس به بقيه الخبرات هو عبارة عن إصدار حكم متعجل على شيء ما أو على شخص استناد إلى خبرة سابقة قد تكون مشابهه للموقف الحالي ويعتبره الفرد بمثابة يقين المطلق في إثناء عملية التفكير وفي مجال علم النفس من الثابت أن الميل للتعميم من الجزء إلى الكل يعد من العوامل الحاسمة في كثير من الأمراض الاجتماعي كالتعصب والعدوان . فكثير من الخصائص السلبية التي ينسبها الفرد لجماعة معينة لكي يبرز تعصبه نحوها قد يكون في الحقيقة تعميما خاطئا لخبرة سيئة مع الفرد ينتسب لهذه الجماعة ومثل هذه التعميمات تكون بداية لظهور بذور سوء التوافق أو علامة له .
3- الثنائية والتطرف :Black or white) Dualistic thinking )
وهو ميل الشخص لإدراك الشيء أو الموقف إما أبيض أسود ,جيد أو سيء دون أن يدرك أن الشيء الواحد الذي يبدو في ظاهر الأمر سيئا,وقد تكون فيه نواح ايجابية أو يؤدي إلى نتائج إيجابية أي إن الشخص يفسر المواقف باتجاه واحد, مما يسب له التعاسة والقلق, لأنه يوجه اهتمامه لجزء محدد من تفسير الوقائع دون استخدام تفسيرات أخرى تخلصه من اسر الاستجابات العصابية. والمعرفيون يطلقون على هذا النوع من التفكير بمصطلح عدم تحمل الغموض (intolerance ambiguity) كأسلوب معرفي يتبعه الفرد في معالجته لأمر ما ، وبمصطلح اعم واشمل من ذلك يعرف بتصلب الشخصية وجمودها الفكري وبأنها ذات اتجاه استبدادي تسلطي مما يحول صاحب تلك الشخصية والحكم المستقل واستخدام المنطق بدلا من الانفعالات. وان هذا ا؟لأسلوب الخاطئ في التفكير يعبر عن الاستجابة المتطرقة في مواجهة الإحداث والموقف تأخذ شكلا ثنائياdichotomous أو استبدادياabsolutistic في التفكير الذي يعطي تصنيفا متطرفا وساذجا للمواقف عند تفسيرها .
4- أخطاء الحكم والاستنتاج :
وهو الواقع في خطا عند تفسير حادثة ما بسبب عدم توافر معلومات كافية حولها أو أن عناصر المواقف غير مكتملة مما يؤدي بالفرد بالقفز إلى إصدار حكم واستنتاج خاطئ عكس الواقع. وبمعنى أخر هو أسلوب في التفكير يعبر عن رسم استنتاجات وتصورها على حين يكون الدليل عليها مفقودا أو غائبا وقد يكون مناقضا للواقع وأن هذا الحكم المتعجل يعبر عن طريقة خاطئة في التفكير وبعيدة عن الأسلوب المنطقي, فالمعرف أن الاستدلال أو لاستنتاج هو أي نتيجة يصل إليها الفرد عن طريق التفكير , ولكي يكون ألتفكيره في مواقف حيلة اليومية تفكيرا صحيحا. من الضروري أن يبدأ بمقدمات صحيحة ويستخدم الأساليب المنطقية في التفكير, فالفرد بحاجة إلى حقائق ( أي قضايا صادقة عن أمور حقيقية) , ثم لابد له من أن يستخدمها بطريقة منطقية للوصول إلى نتائج صحيحة مستنبطة من تلك الحقائق للحصول على معرفة جديدة منظمة.
تعديل أساليب التفكير الخاطئ اللاعقلاني :
من انسب الطرق استخداما في هذا المجال , هو طريقة الارشاد العقلاني الانفعالي او ما يسمى بطريقة الدفع – المتعقل (البرت اليس Ellis ) .
وأن أهداف الإرشاد حسب طريقة الدفع – المتعقل يمكن تحديدها بما يأتي :
1- مساعدة المسترشد على محو الأفكار اللاعقلانية اللامنطقية الهازمة للذات أو تعديلها:
2- مساعدة المسترشد على تحديد الحديث الذات تعريفه بأنه مصدر الاختلالات والاضطرابات النفسية عندما يكون هذا الحديث الذاتي لامنطقيا ولاعقلانيا .
وبصورة عامه يهدف الإرشاد والعلاج للدفع –المتعقل إلى:
1- تعليم المسترشد لميز بين التفكير العقلاني واللاعقلاني.
2- تعليم المسترشد الاختلاف بين الانفعال الملائم وغير الملائم
للمواقف .
خطوات العلاج من خلال الدفع –المتعقل:
للتخلص من الأفكار والاتجاهات غير المعقولة في التفكير,واستبدالها بأخرى معقولة تتبع الخطوات الآتية:
1- معرفة سبب المشكلة أو معرفة الأفكار اللامنطقية التي يعتقد المسترشد بها والتي تؤثر على إدراكه وتجعله مضطربا .
2- أعادة تنظيم إدراك وتفكير المسترشد عن طريق التخلص من أسباب المشكلة, الذي يقوم به المرشد, ويسميه ليس كفاح المرشد الإعادة تنظيم أدراك المسترشد حتى يصل على مرحلة الاستبصار للعلاقة بين النواحي الانفعالية والمعتقدات والأفكار والحدث الذي وقع به .
3- يقوم المرشد بإتباع أساليب مختلفة في مساعدة المسترشد للتغلب على التفكير اللامنطقي منها:
*إن يثبت المسترشد انه غير منطقي ثم مساعدته على إن يفهم لماذا هو غير منطقي.
* أن يوضح له العلاقة بين أفكار غير العقلانية وبين ما يشعر به من تعاسة واضطراب انفعالي.
*أن يساعد المسترشد على ان يغير تفكيره ويترك الأفكار غير العقلانية.
منقول
د.أمل عبدالرزاق المنصوري
قسم الارشاد النفسي/كلية التربية / جامعة البصرة
المقدمــــــــــــة:-
يشترك الإنسان مع الحيوان في وظيفة الإدراك الحسي ، غير انه يتميز بما وهبه الله من عقل، ومن قدره على التفكير تمكنه من النظر والبحث في الأشياء والأحداث،واستخلاص الكليات من الجزيئات، واستنباط النتائج من المقدمات . أن قدرتة هذه جعلته أهلا" للتكليف بالواجبات، وتحمل مسؤولية الاختيار والإرادة، وهذا ما جعله أهلا" لخلافة الله تعالى في الأرض.
ويمتلك الإنسان قدرات عقلية عديدة، أكثرها أهمية القدرة على التفكير، وهذه تعــد أهم جانب من حياتة، وهو الجانب الذي مكنّه من التقدم العلمي والتقني، والارتقاء الحضاري والتطور الفلسفي والتنظيم ألمعلوماتي ، والمزيد من الاكتشاف في الكون المحيط به والغوص في أعماق ذاته.
والى جانب هذا التفكير السليم، هناك الوجه الآخر منه، وهو التفكيرالاعوج الذي يؤدي بالفرد والمجتمع إلى مديات بعيده يشوبها عدم الواقعية واللامنطقية والعجز عن تحقيق القدرات والامكانات المتاحة. وان هذه المديات اللامنطقيه تؤدي بدورها إلى تعطيل التفكير المنتج وتدخل تحيزا منتظما في عملية تحديد المعلومات ومعالجتها. فالتفكير معرض للخطأ كأي سلوك أنساني، فقد تعترض التفكير بعض العوائق فتحرفه عن طريقه السوي، وتحول بينة وبين الوصول إلى الحقيقــة ، وإذا تراكم على الإنسان كثير من تلك العوائق، أصيب تفكيره بالجمود وأصبح غير قادر على تقبل الآراء والأفكار الجديدة. وبذلك يفقد التفكير قيمتة العظيمة في حياتة ، فلم يعد مؤديا" وظيفتة الطبيعية في عملية التمييز، وفي اكتشاف الحقائق واكتساب العلوم، والارتقاء بالإنسان في مدارج الرقي والكمال. وأن تعطل التفكير ، فقد الإنسان الميزة الرئيسية التي تميزه عن الحيوان، بل أصبح كالحيوان أو أضل سبيلا". وابتعد عن معرفة الحقيقة، وعن إصدار الأحكام الصحيحة والمتوازنة فيما ينظر فيه من الأمور.
ومن المسلم به أن الأفكار السقيمة أو الخاطئه لا يعول عليها في قيام نهضة شاملة ، لذلك فأن الحاجة تغدو ماسة للكشف عن أنماط التفكير لدى مختلف شرائح المجتمع، لتصويب الاعوجاج فيها، والعمل على إحلال النافع والمفيد فيها محل السيئ الضار. ولاشك أن أولى المؤسسات التي يجب أن ترعى هذا الجانب بالتصويب والتعديل هي الجامعة التي تعد الأبناء لتولي مختلف المسؤوليات بعد صقل الأفكار وتهذيب السلوك، وإكسابهم القدرة على التفكير العلمي والموضوعي إزاء مختلف الموقف التي سوف تجابههم . وان تحسين التفكير غاية مطلوبة ومرغوبة عند أولئك الذين يدركون أن في الأفكار تنمية أساليب التفكير و طرقة ورقيها .
وان أي تحسين في هذا المجال ستكون له آثاره في فاعلية النتائج التي تترتب على التفكير وسلامتها . ، والتي يمكن أن تلعب دورا في تنمية الثقة بالنفس وتنمية التفكير المستقل، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تعزيز أداء الطالب الجامعي نحو تقديم مستوى أكاديمي أفضل .
وهناك إجماع متنام بين التربويين وعلماء النفس المعرفيين على ضرورة تنمية ألقدره على التفكير الناقد، لان تنميته صارت غاية أساسية لمعظم السياسات التربوية في العالم وهدفا رئيسيا تسعى المناهج لتحقيقه. ويرجع هذا إلى أن التفكير الجيد يتكون من مجموعة القدرات التفكيرية الناقدة الإبداعية، التي تساعد الفرد على أن يصحح تفكيره بنفسة، ويفكر تفكيرا عقلانيا، ويحلل ما يعرفه ويفهمه ويسيطر عليه، كما تمكنه من التفكير بمرونة وموضوعي، وتجعله قادرا على إصدار الأحكام الصائبة وتحرره من التبعية والتمحور الضيق حول ألذات للانطلاق إلى مجال أوسع .
وتعد تنمية القدرة على التفكير لازمة للحياة اليومية ، فالآن يعيش الإنسان في ثورة صناعية من نوع جديد، وهناك أعداد كبيرة من العقول الالكترونية أو ( العقول العملاقة ) ، تؤدي عشرات الآلاف من العمليات ألحسابيه والمنطقية في الثانية ، ويستطيع بعضها أن يدير المصانع آليا وان يترجم اللغات وان يؤدي أعمالا مثل تبويب المعلومات بسرعة متناهية،أن هذة الثورة الالكترونية في استخدام المعلومات قد أخذت تغير وجه المجتمع الحاضر، ولهذا فأن الحاجة ماسة أكثر من أي
وقت مضى إلى أناس يستطيعون أن يفكروا بوضوح وان يتعلمـــوا القدرة على التحليل المنطقي واتخاذ القرارات ليعالجوا المشكلات التي تواجههم يوميا .
وتكون عملية التفكير عملية معرفية محكومة بالمعلومات المتوافرة لدى الفرد وبالأسلوب الذي اعتاد علية وتعلمة وبالممارسة والخبرة التي اكتسبها والتي تتضح في مواجهتة للمشكلات التي تعترضه لذا فالتفكير عمل يتسم بالمهارة، وليس صحيحا إننا موهوبون بصورة طبيعية بالقدرة على التفكير بوضوح ومنطقية، بدون أن نتعلم كيف نفكر؟ أو بدون الممارسة المطلوبة.وأولئك الجادون والراغبون بالتفكير وضوحا" والأكثر عقلانية ، عليهم أن يتعلموا بجرأة وتصميم ألتقنيه الصحيحة لأساليب التفكير الصحيح وقواعد فنــــــــه مما يوفر لهم سبل التفكير والتبصر والتعقل ويخرجهم من التخبط إلى أهداف واضحة وغايات واقعية .
ويسلم بعض المعالجين النفسيين بأن الإرشاد أو العلاج النفسي الناجح يعلم الفرد كيف يفكر تفكيراً صحيحاً وبالتالي يستطيع أن يسلك ويتصرف بطريقة ناجحة . ومن ثم فان النجاح لديهم، يجب أن يكون مصحوبا بتحسن في طريقة تفكيره والتغير فيها. وتبين بعض أساليب الــدراسة الحديثة أن كل أساليب العلاج النفسي تقريبا بما فيها العلاج الطبي القائم على استخدام العقاقير تعتمد اعتمادا حاسما في تحقيق نجاحها على عوامل معرفية مثل توقع بعض المكاسب العلاجية والاتجاه الفكري نحو العلاج ، والمعلومات التي يحصل عليها الشخص عن بعض الأمراض. وقد قدم أصحاب هذا الاتجاه أساليب جديدة ومبتكرة للمساعدة على اكتشاف الأنماط الخاطئة من التفكير لدى الأفراد، وبالتالي تعديلها واستبدالها بأساليب أكثر ملائمة للصحة النفسية ولكي يستطيع المرشد أو المعالج أن يحدث تغييرا في شخصية إنسان ما وفي سلوكه، فمن الضروري أن يقوم بتعديل أو تغيير أفكاره واتجاهاتة أو تعديلها، إذ أن سلوك الإنسان يتأثر تأثيرا كبيرا بافكارة واتجاهاتة، التي حينما تتغير نتيجة الإرشاد أو العلاج فان الفرد يصبح أقدر على حلها، بل انه غالبا ما يرى إن مشكلاته التي كانت تقلقه في الماضي، لم تكن في الحقيقة بالضخامة التي كان يتوهمها. وعلى هذا الأساس يتم تعليم الفرد أساليب التفكير المنطقي العقلاني.
وعملية التعلم في أساسها عملية يتم فيها تعديل وتغيير الأفكار والاتجاهات والعادات والسلوك . والعلاج النفسي- وكذلك الإرشاد- هو في أساسه عملية تصحيح تعلم سابق غير سليم اكتسب فية الفرد أفكارا خاطئة أو وهمية عن نفسه وعن غيره من الناس، وعن الحياة، والمشكلات التي تجابهه وتسبب له القلق، وتعلم أساليب معينه في السلوك الدفاعي التي يهرب بها عن مواجهة مشكلاتة، ويخفف بها من حدة قلقة. وهنا يحاول المعالج أو المرشد النفسي أن يصحح أفكار الفرد، ويعلمه كيف ينظر إلى نفسه، والى الآخرين، والى مشكلاته نظره واقعية صحيحة، وان يواجه مشكلاته بدلا من الهرب منها، ويحاول حلها بدلا من الاستمرار في حالة الصراع النفسي الناشىء عن العجز عن حلها مما يؤثر في استنتاجاته غير الحاسمة ، وكذلك في مرونة تفكيره واتخاذ قراراتة.
والفكرة الرئيسية التي تعتمد عليها طرائق تعديل التفكير ترى انه لا يمكن الفصل بالنسبة للسلوك الإنساني بين جوانب التفكير والانفعال والسلوك. أن جميع هذه الجوانب فيما بينــــها ويكمل بعضها بعضا.وعندما يسلك الإنسان نتيجة لمنبه خارجي فان التفكير يتوسط بين ظهور هذا المنبه والاستجابة له. فالتفكير بمثابة همزه الوصل بين الاستجابة( انفعالية أو حركيـــــة) والموقف المسبب لها. إذ أن التفكير والانفعال لدى الإنسان ليسا بعمليتين مختلفتين وإنما تتداخلان بصورة ذات دلالة وبينهما علاقات متبادلة بصورة تكاملية.
وهناك بعض الطرق الرئيسية التي تولد الانفعال وتتحكم فيه، والتفكير احدها. أن كثيرا مما نسميه بالانفعال ليس أكثر ولا اقل من نوع بعينه من الفكرthought يتسم بالتحيز أو الحكم المسبق أو التقييم المتطرف. ولقد تجمعت أدلة امبريقية ونظرية لا يستهان بها تساند الافتراض القاتل بان الانفعال الإنساني هو في صميمه عملية اتجاهية attitudinal ومعرفيه. أن الكائنات البشرية يحركها تقدير المواقف الذي ينطوي على حكم حسي وحكم فكري أو تأملي ويعد القرار النهائي لقيام الإنسان بأي اختبارا يحقق الانفعال الأصلي أو يحول دونه، وان اختيار فعل موجه نحو هدف هو في الأساس رغبة عقلانية، وميل تجاه ما يتم تقديره بصورة تاملية على انه جيد وهذه الميول العقلانية للقيام بأي فعل تنظيم الشخصية الإنسانية تحت توجيه الصورة المثالية للذات. والتوظيف المعرفي يشير إلى أدراك الفرد العام وكيفية استجابتة معرفيا للمنبهات البيئية، وكيفية التكامل بين هذة الوظائف لتحقيق أهداف الشخصية .
وبهذا المعنى فان الاضطراب الانفعالي ليس حالة وجدانية منعزلة، بل انه عبارة عن جوانب متكاملة ومتفاعلة من النشاط السلوكي الداخلي(الفكري) والظاهري(الحركي) الذي تكون مظاهره في الحقيقة مترابطة ومتلاحمة وان بدت مظاهرة متنوعة. ولهذا فمن الممكن ضبط الانفعال بأكثر من طريقة. فمثلا،يمكن ضبط المظهر السلوكي للانفعال كضبط الخوف باستبدالة باستجابات ملائمة عن طريق تقنيـــــات فنيـــــة كالاستـرخـــاءRelaxation ، أو التطمين Desensitization . أو تأكيد ألذات Assertive . ولكن من الممكن أيضا ضبط الانفعال من خلال المناقشة المنطقية مع النفس، أو مع شخص له في النفـــس مكانة خاصة بحكم الخبرة والمعرفة( كالمعالج أو المرشد ) وبهذه الطريقة يحاول الفـرد أن يغير من اتجاهه الذهني نحو بعض المنبهات المثيـــرة للانفعال لذا يرى أليس1969Ellis ) أن الاستجابات الانفعالية التي تحدث خلال التفاعل بالمواقف المختلفة لا تحدث بسبب هذه المواقف ولكن نتيجة لإدراكنا وتفكيرنا فيها، فشعور الفرد بالاكتئاب أو الحزن المرضي اثر العجز عن تحقيق هدف معين أو خسارة شيء هام لا ينشىء بسبب هذه الخسارة أو العجز ، ولكن بسبب ما انسجه من تصورات سوداء حول هذة الحوادث.
أن التجارب المؤلمة والبغيضة غالبا ما تؤثر على علاقات الشخص ونشاطه وبالتالي تحد من تفكيره وان الفرد الذي يواجه مشكلات وخبرات شديدة ومؤلمة ربما يؤدي إلى أفكار سلبية ولاعقلانية عن نفسه والعالم من حوله ، واستمرار التلقين الهازم للذات Self-defeating مما يؤدي به إلى القلق وبذلك تكون أفكار الفرد اللاعقلانية هي المسؤوله عن استجابته المضطربة وليس الحادث الذي يظهر بأنه السبب في الاضطراب وهكذا فهناك دورة في خلق الانفعالات والاضطرابات الادراكية واستمرارها.
وبناء" على ما تقدم فان استجاباتنا الانفعالية قد تكون معقولة أو غير معقولة بحسب اتجاه التفكير، فإذا كانت طريقة التفكير عقلانية ومنطقية فان السلوك يكون معقولا وسويا، ويكون الانفعال بالأشياء ايجابيا ودافعا لمزيد من النشاط والبناء. وإذا كانت طريقة التفكير غير معقولة وغير منطقية فان الانفعال سيكون على درجة عالية من الاضطراب. وبذلك يتحدد سلوك الفرد وطريقة تصرفه في أي موقف، إذ انه يتعامل معه وفق معتقداته وأفكاره عنه، فيشعر بالتهديد أو الطمأنينة، وبالحب أو الكراهية، وبالإقبال او الإحجام حسب ما تملية عليه أفكاره ووجهات نظره . وبذلك فان تغيير السلوك يتم عن طريق مساعدة الفرد في تغيير معتقداته ألمسببه لانفعالاته وتعديل أساليب تفكيره الخاطئه لعادة تعديل نظامه ألمعتقدي باستخدام فنيات تؤكد على الارتباط المباشر بين تفكير الفرد وحالته الانفعالية.
ويعكف الباحثون في العلاج النفسي وتعديل السلوك البشري منذ سنة 1965 على دراسات وتجارب مكثفة، تشير نتائجها إلى وجود أدلة قوية على أن وراء كل تصرف انفعالي نمطا وبناء من التصورات والمعتقدات التي يتبناها الفرد. وان أي شكل من أشكال الاضطراب أو سوء التوافق يسبقه تفكير خاطيء في المواقف أو في فاعلية ألذات. وان التغيير في طرائق هذا التفكير الخاطيء وتعديله يصحبه تغيير في مستوى التوافق والسلوك.
لقد كان التفكير موضوع حوار منذ القدم وما يزال كذلك ن نظرا لأهميته وحاجه جميع الأفراد له. والتفكير عملية يومية مصاحبة للإنسان بشكل دائم، وهو أداء طبيعي يقوم به الإنسان باستمرار لمعالجة المدخلات الحية وذلك لتشكيل الأفكار وبالتالي القيام من خلال هذة المعالجة بادراك الأمور والحكم عليهـا. وبالتفكير يستطيع الفرد أن يكون قادرا على فحص الخبرة وتقويم المعرفة والأفكار والحجج من اجل الوصول إلى أحكام متوازنة لذا، فان تنمية القدرة علــى التفكير- وبالذات الناقد منه- لدى الطلبة تمكنهم من الفهم الاعمق للمحتوى الذي يتعلمونه، واكتساب الأساليب المنطقية والعقلانية في استنتاج الأفكار وتفسيرها وان الهدف الرئيس من تعليم التفكير وتصحيحه، هو جعل الطلبة أكثر قدرة في تفكيرهم ليتعلموا ويتصرفوا بمسؤولية وبشكل فعال.
لذا ، تنبع أهمية المحاضرة الحالية من أهمية الموضوع الذي تتناوله وهو الأساليب الخاطئة واللاعقلانية التي يتعرض لها الفرد في أثناء التفكير، وهي تمثل عاملا مؤثرا على عمله وتوافقه وحاجاته النفسية، وأن مشكلات المسترشد ناتجة من تفكيره اللاعقلاني الذي يجب أن يستبدل بمدركات عقلانية، وعلى هذا ، يتم التركيز على الفرد ليخضع تركيباته العقلية لطريقة الدفع- المتعقل وبقية العلاجات المعرفية التي تؤكد بقوة على التفكير اللاعقلاني لتحليل واكتشاف أساليبه الخاطئة، وهناك أدله فلسفية ونظرية علميه وتجريبية تكشف عن أهمية أساليب التفكير وطريقة الفرد في الاعتقاد بالأشياء والأحداث والذات في إثارة الاضطرابات النفسية والاجتماعية والعقلية. ومن البحوث التي نشرت في هذا الميدان مجموعة دراسات كان هدفها تقييم أساليب مختلفة من العلاج مع مقارنتها بعضها ببعض. وانتهى عدد منها إلى إثبات انه يمكن تخفيض القلق العام والقلق من مواقف محددة كالامتحان أو الدخول في علاقات اجتماعية، إذا ما تم تعليم الفرد أن يعدل من طرقه الخاطئة في التفكير. تضاف إلى ذلك النتائج المتعلقة بدراسة تأثير التقييم والمعتقدات على الشخصية الإنسانية، فمن المسلمات الإنسانية الرئيسية في هذا الاتجاه أن المعتقدات والقيم المنطقية التي تتكون بالاعتماد على وجود حقائق واقعية وصادقة، غالبا ما تؤازر ظهور التكامل، والتوافق والإبداع، والدوافع لمواصلة الجهد في العمليات العقلية. أما القيم والمعتقدات اللامنطقية، ( أي التي لا تقوم على حقائق أو أدلة واقعية) فغالبا ما تؤدي إلى المبالغات الانفعالية كما تقلل من دوافع الفرد أو تشوه من وجهتها. لهذا فعندما يتغير البناء الأساسي لنظام قيم الفرد يتغير أيضا وجدانه وأسلوبه في التوافق الفعال .
وعليه يعد التفكير متغير مهم من متغيرات الجانب المعرفي للفرد، والمتمثل بأساليبه الخاطئة واللاعقلانية ، وكشفها وما يترتب عليها من رسم ستراتيجيات كفيله بمعالجة هذة الأساليب الخاطئة ومن الناحية التطبيقية فانه ممكن وضع تصور منهجي لجوانب تطبيقية يمكن أن تحد من الأساليب الخاطئة التي يتعرض لها الأفراد أو تقلل منها، ومنهم طلبه الجامعة في أثناء عملياتهم التفكيريه ،وتساعدهم في تشخيصها وإخضاعها للتحليل المنطقي وثم محاولة استبدالها بأخرى أكثر عقلانية ، لما له من تأثير على توافقهم النفسي والاجتماعي وبالتالي تمتعهم بمستوى من الصحة النفسية.
يتبع .......
أساليب التفكير الخاطئ غير الفعال
أساليب التفكير الخاطئ غير الفعال :
Faulty thinking styles
إما بالنسبة للعوامل التي تتعلق بأساليب التفكير ، فقد تحدث أخطاء في الفهم والتفسير في إثناء التفكير في حل مشكله معينه أو فهم مما يشوه صورة الواقع ، وبالتالي تثير الاضطرابات السلوكية هذه الفرد مما قد يحول نفسه إلى مضطرب أو مريض بسب وجود عادات سيئة من التفكير الخاطئ ، سلسلة من المعتقدات التي لا تقود إلا إلى الهزيمة الذاتية . فمن شان عادات التفكير لدى الإنسان إن تجنبه ضرورة اتخاذ قرارات جديدة حول العديد من القضايا التي يتعامل معها يوميا وهذا ما يؤدي إلى الاقتصاد في الجهد الفكري ،الذي هو الفائدة الكبرى من تكوين العادات التفكيرية ، لا إن هذه العادات قد تكون من أهم العوامل الداخلية التي تجعل ميالا للتفكير الأعوج لذا فان لعادات والقوالب العقلية تلعب دورا في منع الإفراد من فحص المعلومات الجديدة وإدماجها في طرائقهم في التفكير مما يعيق حصولهم على التوائم مع الظروف الجديدة ويصعب عليهم إيجاد حلول لمشكلاتهم وبعضهم يشير بمصطلح المعالجة المعلوماتية الخاطئة faulty information processing" إلىمجموعه من الأخطاء في تفكير الفرد التي تؤدي إلى إدامة واستمرار وجهات نظريه سالبه ، وعلى الرغم من ظهور دليل مناقض لهم ، مما تؤدي به إلى الجمود الفكري أو التعصب الذي يعتمد تعريفه أساس على " معيار العقلانية " طبقا لافتراض ( بودر ميكر Pawdermaker 1944 ) ويقصد به إن هناك محاولات مستمرة تبذل للحفاظ على المعلومات الدقيقة ، وتصحيح المعلومات الخاطئة التي يتلاقاها الشخص ، وعمل تميزات وتحديدات لكي يكون منطقيا في استنباطه ، وواعيا في استدلالاته . والتعصب بمعنى الانحراف عن معيار العقلانية ويكون في شكل حكم متعجل hasty judgment ، أو حكم مسبق ، أو تعميم مفرط ، أو تفكير في إطار القوالب النمطية ورفض تعديل الرأي في ضل ظهور دلائل جديدة ورفض السماح أو لاهتمام بالفروق الفردية . ومن هنا تأتي مساعده لفرد لتحديد هذه الأساليب غير العقلانية التي تؤثر في السلوك ، واستبدالها بأخرى أكثر عقلانية,ثم تنظيم مدركاته ومعارفه حسب ما تم تعلمه .
وإذا كانت الأفكار والمعتقدات اللاعقلانية تمثل محتوى التفكير فان الأساليب التفكير الخاطئ تمثل الطريق او النمط الذي يتبعه الفرد في إثناء التفكير ، وطريقه التفكير هذه تكون خاطئة وغير عقلانيه في معالجة الأمور . وهناك أساليب متعددة للتفكير الخاطئ ومن أهمها :
1- المبالغة : Exaggeration وتمثلفي الميل للتضخيم في إدراك الأشياء والخبرات الواقعية وهي عبارة عن تعظيم الأمور وتهويلها وإعطاء الأمور والمواقف اثنا التفكير فيها حجما اكبر بكثير مما هو عليه في الواقع . وأضافة دلالات مبالغ فيها كتصور الخطر والدمار مما يؤدي إلى التفسير المواقف بشكل يثير الخوف والتوتر فالفرد الذي يتصف تفكيره بالمبالغة ، دائما يتوقع الشر لنفسه ولأسرته ولممتلكاته ويبالغ في تصور خبرات محايدة في علاقاته بالآخرين فيدركها على أنها مهينة أو محبطة لذاته والمبالغة قد تكون تعظيما magnification أو تصغير الأمور minimization في إدراك الخبرات وكلا الحالتين تؤدي الى نتائج انفعالية وسلوكية سالبة .
2- الـتعميم المطلق Absolute generalization :
التوصل إلى قرار او حكم مطلق بناءا عل حادث مفرد ، واعتبار مثلا عاما يقاس به بقيه الخبرات هو عبارة عن إصدار حكم متعجل على شيء ما أو على شخص استناد إلى خبرة سابقة قد تكون مشابهه للموقف الحالي ويعتبره الفرد بمثابة يقين المطلق في إثناء عملية التفكير وفي مجال علم النفس من الثابت أن الميل للتعميم من الجزء إلى الكل يعد من العوامل الحاسمة في كثير من الأمراض الاجتماعي كالتعصب والعدوان . فكثير من الخصائص السلبية التي ينسبها الفرد لجماعة معينة لكي يبرز تعصبه نحوها قد يكون في الحقيقة تعميما خاطئا لخبرة سيئة مع الفرد ينتسب لهذه الجماعة ومثل هذه التعميمات تكون بداية لظهور بذور سوء التوافق أو علامة له .
3- الثنائية والتطرف :Black or white) Dualistic thinking )
وهو ميل الشخص لإدراك الشيء أو الموقف إما أبيض أسود ,جيد أو سيء دون أن يدرك أن الشيء الواحد الذي يبدو في ظاهر الأمر سيئا,وقد تكون فيه نواح ايجابية أو يؤدي إلى نتائج إيجابية أي إن الشخص يفسر المواقف باتجاه واحد, مما يسب له التعاسة والقلق, لأنه يوجه اهتمامه لجزء محدد من تفسير الوقائع دون استخدام تفسيرات أخرى تخلصه من اسر الاستجابات العصابية. والمعرفيون يطلقون على هذا النوع من التفكير بمصطلح عدم تحمل الغموض (intolerance ambiguity) كأسلوب معرفي يتبعه الفرد في معالجته لأمر ما ، وبمصطلح اعم واشمل من ذلك يعرف بتصلب الشخصية وجمودها الفكري وبأنها ذات اتجاه استبدادي تسلطي مما يحول صاحب تلك الشخصية والحكم المستقل واستخدام المنطق بدلا من الانفعالات. وان هذا ا؟لأسلوب الخاطئ في التفكير يعبر عن الاستجابة المتطرقة في مواجهة الإحداث والموقف تأخذ شكلا ثنائياdichotomous أو استبدادياabsolutistic في التفكير الذي يعطي تصنيفا متطرفا وساذجا للمواقف عند تفسيرها .
4- أخطاء الحكم والاستنتاج :
وهو الواقع في خطا عند تفسير حادثة ما بسبب عدم توافر معلومات كافية حولها أو أن عناصر المواقف غير مكتملة مما يؤدي بالفرد بالقفز إلى إصدار حكم واستنتاج خاطئ عكس الواقع. وبمعنى أخر هو أسلوب في التفكير يعبر عن رسم استنتاجات وتصورها على حين يكون الدليل عليها مفقودا أو غائبا وقد يكون مناقضا للواقع وأن هذا الحكم المتعجل يعبر عن طريقة خاطئة في التفكير وبعيدة عن الأسلوب المنطقي, فالمعرف أن الاستدلال أو لاستنتاج هو أي نتيجة يصل إليها الفرد عن طريق التفكير , ولكي يكون ألتفكيره في مواقف حيلة اليومية تفكيرا صحيحا. من الضروري أن يبدأ بمقدمات صحيحة ويستخدم الأساليب المنطقية في التفكير, فالفرد بحاجة إلى حقائق ( أي قضايا صادقة عن أمور حقيقية) , ثم لابد له من أن يستخدمها بطريقة منطقية للوصول إلى نتائج صحيحة مستنبطة من تلك الحقائق للحصول على معرفة جديدة منظمة.
تعديل أساليب التفكير الخاطئ اللاعقلاني :
من انسب الطرق استخداما في هذا المجال , هو طريقة الارشاد العقلاني الانفعالي او ما يسمى بطريقة الدفع – المتعقل (البرت اليس Ellis ) .
وأن أهداف الإرشاد حسب طريقة الدفع – المتعقل يمكن تحديدها بما يأتي :
1- مساعدة المسترشد على محو الأفكار اللاعقلانية اللامنطقية الهازمة للذات أو تعديلها:
2- مساعدة المسترشد على تحديد الحديث الذات تعريفه بأنه مصدر الاختلالات والاضطرابات النفسية عندما يكون هذا الحديث الذاتي لامنطقيا ولاعقلانيا .
وبصورة عامه يهدف الإرشاد والعلاج للدفع –المتعقل إلى:
1- تعليم المسترشد لميز بين التفكير العقلاني واللاعقلاني.
2- تعليم المسترشد الاختلاف بين الانفعال الملائم وغير الملائم
للمواقف .
خطوات العلاج من خلال الدفع –المتعقل:
للتخلص من الأفكار والاتجاهات غير المعقولة في التفكير,واستبدالها بأخرى معقولة تتبع الخطوات الآتية:
1- معرفة سبب المشكلة أو معرفة الأفكار اللامنطقية التي يعتقد المسترشد بها والتي تؤثر على إدراكه وتجعله مضطربا .
2- أعادة تنظيم إدراك وتفكير المسترشد عن طريق التخلص من أسباب المشكلة, الذي يقوم به المرشد, ويسميه ليس كفاح المرشد الإعادة تنظيم أدراك المسترشد حتى يصل على مرحلة الاستبصار للعلاقة بين النواحي الانفعالية والمعتقدات والأفكار والحدث الذي وقع به .
3- يقوم المرشد بإتباع أساليب مختلفة في مساعدة المسترشد للتغلب على التفكير اللامنطقي منها:
*إن يثبت المسترشد انه غير منطقي ثم مساعدته على إن يفهم لماذا هو غير منطقي.
* أن يوضح له العلاقة بين أفكار غير العقلانية وبين ما يشعر به من تعاسة واضطراب انفعالي.
*أن يساعد المسترشد على ان يغير تفكيره ويترك الأفكار غير العقلانية.
منقول