مشاهدة النسخة كاملة : البرادعى بتاع الفيس بوك بقلم وائل قنديل


maths city teacher
28-08-2011, 02:56 PM
بدايه كل سنه وانتم طيبين ويا رب جمع كلمتنا ولا تجعلنا اللهم متفرقين ومختلفين
لست من انصار البرادعى ( وان كنت احترمه جدا ع المستوى الشخصى ) ولم احدد حتى الآن من سأعطى له صوتى
ولكن الأمانه تحتم انك تعطى كل ذى حق حقه لذا وجب على نقل هذا المقال الذى اعجبنى بشده لموضوعيته

البرادعى بتاع الفيس بوك ... بقلم: وائل قنديل

أفهم أن يهاجم مخلوق اسمه توفيق عكاشة الدكتور محمد البرادعى، انطلاقا من كون الأخير لم يزغط البط يوما، أو يضع يديه فى روث الجاموسة، أو يسبح فى طفح المجارى وبعض الفضائيات الخاصة، لا فرق.

وأتصور كراهية ضابط للبرادعى شخصا وفكرة ومشروعا، باعتبار أنه كان وراء كل المصائب التى نزلت على رأس دولة الأمن.

وأفهم أن يقودك حظك العثر لركوب تاكسى أبيض فتجد نفسك فجأة بين براثن سائق بدرجة أستاذ علوم سياسية بالبنديرة ينهال عليك بدروس تبدأ بـ«شفت الثورة عملت فى البلد ايه» ثم ينتقل مباشرة إلى الهجوم على البرادعى على أساس أنه ليس «واحد مننا» وأنه «بتاع الفيس بوك والكلام الفارغ ده»، مع أن الأيام أثبتت السقوط الذريع لنظرية عمرو دياب حين كشفت أن القابع فى المركز الطبى العالمى طلع «واحد منهم» وليس «واحد مننا»..

كل ما سبق أستطيع أن أتفهمه، لكن ما أجد صعوبة فى هضمه واستيعابه هو هذه الروح الانقضاضية الانقلابية الانتهازية من بعض نخبة سياسية تسابقت يوما وتدافعت وتزاحمت من أجل أن تحصل على مكان بارز فى الصورة الجماعية مع البرادعى فى أول اجتماع ببيته بعد عودته التاريخية فى 19 فبراير 2010.

إن الصور لاتزال موجودة لسياسيين تقافزوا لحجز مقعد أمامى فى قطار محمد البرادعى، ومن أسف أن بعضا من هؤلاء السادة المحترمين الذين هرولوا للاستدفاء بعباءته السياسية ينزعون عن الرجل أى فضل ويرون فيه هم أيضا «بتاع الفيس بوك».

ولقد قيل مثل ذلك كثيرا قبل ثورة 25 يناير بشهور عدة حين بدت وصلات السخرية والردح السياسى لحملة التوقيعات الإلكترونية على بيان البرادعى للتغيير، حتى أن بعض رؤساء تحرير صحف الحكومة المخلوعين كان يخرج على الشاشة ضاحكا ملء شدقيه ليطمئن الخائفين من ظهور البرادعى بقوله إنه «بتاع فيس بوك وتويتر» فقط.

وبصرف النظر عن أن الأيام أثبتت أن «بتوع الفيس بوك» أكثر حضورا وتحققا فى الواقع، فإن الملاحظة الجديرة بالتوقف هنا أن بعض المرشحين المحتملين بدأوا يمارسون نوعا من النزق الذى يليق بمعركة انتخابية على مقعد محليات وليس مقعد رئاسة مصر، ومن ذلك الاستسلام السريع لغواية التعليق وإبداء الرأى فى منافسيهم وبشكل خاص محمد البرادعى الذى ينتقد لأنه يتواصل عبر «تويتر» و«فيس بوك»و كأننا بإزاء تعريف جديد لكلمة «الواقعية» صكه توفيق عكاشة وسار على دربه كثيرون، حيث نعيش واقعية تزغيط البط وتعشير الجاموسة والسباحة فى مجارى القرى والأحياء الشعبية.

إن من حق كل مرشح محتمل أو غير محتمل أن يحلم برئاسة مصر، وأن يسعى فى تحقيق ذلك بكل الوسائل والسبل، بما فى ذلك السخرية من محمد البرادعى، لكن الموضوعية تقتضى التذكير بأن 19 فبراير 2010 كان يوما فاصلا فى تاريخ مصر الحديث، حين عاد محمد البرادعى إلى القاهرة وعادت الروح إلى معارضة مصرية كانت متناثرة ومتخبطة ومترددة على نحو لم يكن يقنع أكثر المتفائلين بأن التغيير فى مصر يمكن أن يأتى عبر طريق آخر غير «طريق عزرائيل».

إن حالة التململ الرسمى والأمنى ولدى بعض النخب من البرادعى إذا تكلم وأيضا إذا سكت تبدو فى حاجة إلى دراسة.