مشاهدة النسخة كاملة : الرجولة قوة نفسية واحتواء للآخر .. جاذبية الرجل من تصرفاته


abomokhtar
12-01-2012, 03:10 AM
هل تعرف كيف تكون رجلاً جذاباً في عيون شريكة حياته ؟ قد يكون سؤال محير لدي البعض ممن يجهلون الأسرار والصفات التى تتلخص في كلمة واحدة ألا وهي "الرجولة".

"الرجولة" ببساطة لا تقاس بالعمر ،أو بالجسم والوسامة ، ولا بالمال ، ولا بالجاه ، إنما الرجولة قوة نفسية تنأي بصاحبها عن صغائر الأمور وتبعده عن التفاهات ، فهي بإيجاز : قوة الخُلق .

ذكورية حواء

من الضروري عزيزي الرجل أن تنتبه إلى أخلاقك التى هي سر سحرك وجاذبيتك ، لأنها تعد المصدر الذي يدفعك إلى معاملة المرأة بالطريقة المناسبة والتى تضيف لك رصيداً لديها في حالة حدوث مشكلة أو أزمة ما.

ولكن الملاحظ أن طباع الرجال تختلف بين جيل وآخر ، لتختفي بعض الطباع وتظهر أخلاق جديدة ،

وتناولت دراسة سابقة للباحثة اللبنانية عزة شرارة بيضون موضوع الرجولة تحت عنوان "الرجولة وتغيّر أحوال النساء"، عن المركز الثقافي العربي في بيروت

وأرجعت تغير مفهوم الرجولة إلى بعض الشباب إلى وجود جيل من الرجال عايش الحركات النسوية وأدرك تأثيرها في النموذج الذكوري ، حيث عاش هذا الجيل في تخبط بين اللين والقسوة في معاملة المرأة ، بل إن بعضهم رأي أن عليه أن يعيد بناء شخصيته من جديد.

وتبحث الباحثة خلال دراستها عن إجابة لتساؤلات أفرزتها تغيّر النساء وتبدّل أحوالهن وتأثير ذلك على "هويات" الرجال. ولعلّ أبرزها التساؤل عن إذا كان الرجال راضين عن أدوارهم الجديدة التي فرضتها عليهم الثقافة الاجتماعية، أم أنهم يشعرون كما تشعر النساء، بوطأة قيودها عليهم؟

وتطرح عزة بيضون، في دراستها، مسألة تلخّص النظرة إلى تأثّر الرجال بتطورات العصر، مؤكدة أن الرجال هم ضحايا حركة تحرر المرأة التي رفضت خضوع النساء الذي هو الشرط الضروري لتألق ذكورتهم، وهم أيضاً ضحايا العولمة التي اجتاحت حياتهم المستقرّة"

متسائلة أولاً عن إذا كان رجل "هذا العصر" واقعاً في أزمة وهمية أم أزمة حقيقية خلقت منه ضحية ، وأشارت إلى أن خطاب "الرجل الضحية لا يحظى بقبول شامل، فالمفكر البريطاني ألفرد نورث وايتهيد يقول بأنها "أزمة وهمية".

زوجاً محباً

وسواء كان الرجل يقع تحت وطأة أزمة ما ، فالمرأة مهما وصلت من مناصب تحتاج إلى زوج "رجلاً" بمعنى الكلمة ، يغرقها بحبه وحنانه بعد الزواج كما كان يفعل أيام الخطوبة ، يلقي بهموم عمله بمجرد دخوله إلى المنزل ليضع حداً فاصلاً.

يقول عالم العلاقات الإنسانية جون جراي : لكي يستمتع الرجل بعلاقة عاطفية جيدة مع شريكة حياته ، يجب عليه أن يعدّل من توقعاته ، فبدلاً من أن يعتقد أن عمله ينتهي بوصوله إلى المنزل ، عليه أن يدرك أن علاقته بشريكة حياته جزء من عمله أيضاً ، وهناك دائماً معوقات لكي نتغلب عليها في سبيلنا للحفاظ على علاقة الحب وبين شركاء حياتنا ، وكثيراً ما يفترض الرجل أنه بمجرد أن يتزوج ، فإن العمل الذي يقتضيه علاقة الحب قد انتهي.

إن الرجل الحكيم يعمل بوعي على تحسين العلاقة بينه وبين شريكة حياته ، مما يساعدها على الاسترخاء والاستمتاع بشكل أكبر ، وذلك يجعلهما سعيدين ، وعلاقة الحب الناجحة هي مزيج متوازن بين العمل ، الاستمتاع ، والوقت الذي يقضيه كل طرف بمفرده ، والوقت الذي يقضيانه معاً.

إن إحدي مسؤوليات الرجل الكبرى هي أن يقاوم نزعته نحو أن يكون شديد التركيز على رغباته ، وأن يطمح إلى أن يكون محباً ، ومحترماً ، وملتزماً بتفهم مشاعر واحتياجات شريكة حياته ، بينما يحافظ على احساسه برجولته في ذات الوقت ، وعن طريق التعلم تدريجياً للإنصات إلى مشاعرها، سوف يصبح الرجل أكثر تحفيزاً لمساندتها ، وسوف يدرك احتياجاته الحقيقية في علاقته بشريكة حياته ، وعندما يبذل الرجل هذا المجهود المتعمد ، ستتمكن المرأة من أن تسترخي بشكل أكبر.

اتيكيت الاحترام

وتقول خبيرة الإيتيكيت ريجينا فنيانوس إن الاتيكيت مساو للاحترام، يعطي الرجل المزيد من القوة ولا يضعفه،وأن الرجل لا يتعلم فنون الإيتيكيت بين ليلة وضحاها، لأنه سلوك يكتسبه في الصغر ويشب عليه، وهو الامر "الذي يفتقده اليوم لدى عدد من الرجال للأسف، بدليل ان بعضهم لا يراعون اصول الكلام، ويطلقون العنان لاصواتهم تزأر أو يتحدثون بسرعة بالغة، مقاطعين الآخرين وقاطعين عليهم الطريق لأي تدخل أو أخذ ورد".

وتعتقد فنيانوس ان هذا السلوك ناتج عن عدم اكتراث الاهل الى صوت الاولاد العالي في الصغر، في حين يتشددون مع البنات ويعلمونهن ضرورة خفض اصواتهن في كل المناسبات،كما تعتبر "ان اصرار الرجل على رأيه دائماً كأنه صاحب الحقيقة المطلقة واستخفافه بآراء الآخرين يعود في صميمه الى عادة درجت عليها نسبة كبيرة من الشرقيين الذين يتجاهلون ان من حقهم الدفاع عن آرائهم والتعامل مع غيرهم بالمثل، والسماح لهم بإبداء وجهات نظرهم،فالديكتاتورية ليست من قواعد الايتيكيت في شيء، بل هي ابتعاد حقيقي عنها، وتظهر الرجل اكثر ***اً وحدّة وضعفا».

وعليك البحث عن المشاعر الرومانسية، لأنها لم تعد حكراً على الأفلام والمسلسلات فحسب، فالزوجة لا تريد فيلماً تقدمه لها، ولا أن تقوم بدور الأمير على فرس الأحلام، لكن بعضاً من الملاطفات مع زوجتك لن تفقدك رجولتك ولن تخسرك شيئاً إنما ستزيد الحب والمودة بينكما وتكلل حياتك بالتجديد الممتع.

الرجولة الحقة

يؤكد الدكتور حسن الشافعي : أن الرجولة كلمة لها مدلولات حقة يجب أن يعيها ويدركها كل شاب ، وللتعرف علي مدلول لفظ رجل نعرض للمواطن التي ذكر فيها اللفظ في "القرآن الكريم ".

فقد استخدم القرآن الكريم كلمة الرجولة للدلالة على كمال الإيمان والتضحية ، فالرجل دليل على كمال الإيمان والتضحية ، فالرجل في هذا المعنى هو الذي صدق إيمانه وضحى في سبيل هذا الإيمان ، قال تعالى :

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)(الأحزاب/23) .

كما أن الاستخدام الثاني للفظ كان في إشارة إلى أن الرجال هم عميقو الإيمان الذين لم تشغلهم عوارض الدنيا الزائلة عن الآخرة .يقول الله تعالى:(في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)(النور/36 ، 37) .

وفي الاستخدام الثالث للفظ أشار إلى أن الرجل هو الذي يجهر بالحق ويناصر الضعفاء فقال تعالى : (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ…)(غافر/28) .
http://www.moheet.com/2012/01/11/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%84%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D8%AC%D8%A7%D8%B0%D8%A8%D9%8A/

صوت العقل
14-01-2012, 09:57 PM
جزاكم الله خيرا .. شكرا للموضوع الرائع ...

Mr.Hani
16-01-2012, 10:36 AM
شكرا على الموضوع

د.عبدالله محمود
19-01-2012, 09:57 PM
جزيل الشكر على الموضوع
جزاكم الله خيراً