مشاهدة النسخة كاملة : زواج عدو المرأة _ توفيق الحكيم


mohammed ahmed25
29-01-2012, 09:57 AM
زواج عدو المرأة

يروي الحكيم القصة فيقول: وأخيرا.. اختار لي الله.. ومن اقرب الطرق فقد كان لي وقتئذ صديق أو على الأصح تلميذ كانت ثقافته هي التي قربته مني فقد كان يترجم أعمال سو فكيس وايروبيديس من عمالقة الإغريق الذين أقدرهم.
رأيته يوماً في الطريق إلى سينما مترو..
وكانت في ذراعه سيدة في نحو الثلاثين فحسبته قد تزوج لكنه أخبرني أنها أخته. وأنه يخرج بها إلى السينما لأن شقيقهما الأكبر اللواء فتحي متغيب وشقيقهما الأوسط الدكتور لطفي الأستاذ المساعد وقتذاك في كلية طب الإسكندرية مسافر في لندن.. وهي في ذلك الوقت وحيدة لأنها مطلقة.
كان والدها قد اختار لها زوجها وهو شاب ممتاز خريج تجارة عليا واهتماماته كلها الأرقام والأعمال الاقتصادية والمصارف، هو من أسرة ميسورة طيبة.. أما هي فاهتماماتها أدبية ودراستها بدأت في المدارس الفرنسية ثم نقلها والدها بعد ذلك إلى المدارس المصرية فتعلقت بالأدب العربي وكلما أراد أن يدفع لها المصروفات أخبروه أنها حائزة على مجانية تفوق.
وكانت من قارئات مجلة الرسالة التي لا يقرؤها وقتذاك غير طبقة المثقفين وكان هذا الاختلاف في طبيعة الثقافة قد جعل التفاهم متعذرا فلم ينجح زواجها.
وانتهى الأمر بأن فاتحت أمر زواجي منها مع شقيقها الأصغر وتلميذي فرحب بالطبع ولو كان والدها على قيد الحياة لرفضني فقد كان يكره كتبي عندما رأى أولاده يقرأون كتابي «محمد» نصحهم بأن يقرأوا بدلا منه كتاب «حياة محمد» لهيكل وان كانوا قد فاجأوه بقراءة كتابي سرا.. لمجرد حب الاستطلاع!
ولولا شقيقها الأصغر فهيم هذا لما تم الزواج أيضا!
فقد كان هو المتحمس لي. وكان له الفضل في تسهيل كل شئ.. حتى وضعت العروس خاتم الخطبة في إصبعها.
ويكشف الحكيم أي حياة صعبة عاشتها زوجته وعياله أيضا مع رجل فنان مثله. لكن أفكاره العائلية جامدة حادة!
فيقول: ولم تكن حياتي الزوجية لها ميسرة فأنا زوج من طراز أزواج القرن التاسع عشر.. لا اختلاط.. لا خروج لزوجتي معي وأكثر وقتي وحدي في حجرتي الخاصة مع كتبي وأوراقي
حقا إن الذي بيننا هو «المودة والرحمة» والله تعالى لم يقل «وجعل بينكم الحب والهيام». لماذا؟ لأن الحب والهيام هو الزائل وكم من زواج بني على الحب والغرام فتغير واشتكى الطرفان أو على الأقل الزوجة من أن العاطفة المتأججة أيام الخطبة أو شهر العسل قد هدأت.
ولو تأملوا حكمة الله. لأدركوا أن العاطفة لم تنطفئ ولكنها تحولت إلى العاطفة الأبقى والأثبت وهي «المودة والرحمة» ولإدراكي لحكمة الله في هذه الآية وانه اختار لي في هذه الزوجة الهادئة العاطفة الباقية الثابتة التي ذكرها في قرآنه الكريم. فقد هدأت نفسي واستقبلت بالرضاء حياتي هذه «الزوجية المبنية على حكمة الله»!
وأخذت أرى أن الله قد حباني باختياره هو لي هذه الزوجة الملائمة.
فهي طوال حياتنا الزوجية لم تسمع مني لفظ «حبيبتي».

د.عبدالله محمود
29-01-2012, 05:29 PM
رائع حب الأزواج
ولكنه ليس هو الأساس الوحيد لبناء البيوت
أتحفتنا بهذا الموضوع الرائع
وهذا الكاتب الرائع
جزيل شكرى وتقديرى

راغب السيد رويه
30-01-2012, 06:49 AM
جزاك الله خيرا

صوت العقل
30-01-2012, 05:07 PM
فعلا موضوع رائع .. لعل الجميع يستفادوا ان لازم اساس قوى للزواج ..
شكرا .. جزاكم الله خيرا ..

mohammed ahmed25
01-02-2012, 09:49 AM
جزاكم الله خيرا

شكرا على المرور