مشاهدة النسخة كاملة : جماليات الخط العربي وتطوره على كسوة الكعبة المشرفة


مسترسمير إبراهيم
24-02-2012, 10:59 PM
[جماليات الخط العربي وتطوره على كسوة الكعبة المشرفة"]دراسات متنوعة عن المخربشات والرموز الأولى للكتابة في الملتقى الدولي للخطوط والنقوش بمكتبة الإسكندرية

ناقش المنتدى الدولي الثالث للنقوش والخطوط والكتابات في العالم عبر العصور الذي عقد بمكتبة الإسكندرية بمشاركة أكثر من 80 باحثا من مختلف أنحاء العالم العربي والغربي العديد من القضايا التراثية المهمة الخاصة بالملامح الأولى لبدايات الكتابة في الحضارات الإنسانية، وذلك من خلال الرموز والمخربشات والطقوس الاجتماعية، والعديد من القطع الأثرية المختلفة التي يتم الكشف عنها لأول مرة.

وفي بحثه حول كسوة الكعبة المشرفة تناول د. محمد بن حسين الموجان الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام بن سعود الإسلامية بمدينة الرياض، تأريخ ظهور الكتابات على كسوة الكعبة المشرفة منذ أول ظهور لها معروف في المصادر التاريخية وحتى أواخر العصر المملوكي، مشيرا إلى أنه تم الكشف عن قطع مهمة ترجع للعصر المملوكي من كسوة الكعبة الداخلية ومن الحزام وكيس المفتاح، لعل أهمها قطعة من الحزام مؤرخة بسنة 905 للهجرة، تكتشف لأول مرة على أنها من العصر المملوكي، وقطعة من الكسوة الداخلية من عصر السلطان الناصر حسن بن محمد بن قلاوون وتؤرخ بسنة 761 للهجرة، وهي أقدم قطعة معروفة حتى الآن من قطع الكسوة بصفة عامة، وكسوة الكعبة الداخلية بصفة خاصة.

ويوضح الموجان: أنه من خلال دراسة الكتابات على تلك الكساوى ومقارنتها مع كتابات العمائر والتحف المعاصرة لنفس الفترة نجد جمال الخط وروعة التصميم ودقة التنفيذ. كما يمكن من خلال دراسة هذه القطع النادرة وتلك التي ترجع لبداية العصر العثماني، ومقارنتها مع نصوص المؤرخين والرحالة في العصر المملوكي، أن نتصور ما كانت عليه كتابات الكسوة في هذا العصر، كما يمكن القول إن خطوط كسوة الكعبة المشرفة في العصر المملوكي قد أثرت تأثيرا كبيرا في تصميم وطراز الكتابات والزخارف التي ظهرت على كسوة الكعبة في بداية العصر العثماني، واستمرت فترة ليست بالقصيرة. كما عرض د.ناصر بن علي الحارثي الأستاذ بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية، لدراسة عن النقوش الكتابية الصخرية الإسلامية المبكرة على الصخور في مكة المكرمة والطائف، تضم مجموعة من النقوش التي نقشت على الصخور في مكة المكرمة والطائف خلال القرون الهجرية الأربعة الأولى، مجموعة منها مؤرخة وأقدمها يعود تاريخه لعام 40 هـ. ويقول الحارثي: تنطوي هذه النقوش الصخرية على أهمية قصوى بالنظر إلى أنها نقشت على أيدي خطاطين محليين، مما يؤكد على انتشار الخط العربي في تلك الفترة التاريخية المبكرة من التاريخ الإسلامي بين عامة الناس، فضلا عن التعرف على التطورات التي حدثت على الخط العربي في مراحله الأولى في المنطقة التي ظهر فيها الإسلام، وتتبع تسلسل النقوش المؤرخة في المنطقة وترتيبها وفقا لما تم اكتشافه من نقوش مؤرخة مماثلة في الأقاليم الإسلامية الأخرى، بالإضافة إلى التعرف على الصيغ والمضامين التي كانت سائدة في تلك الفترة.