مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من شخص إلى الشيخ حسان.. ما اغتنى غنى إلا بفقر فقير..


abomokhtar
25-02-2012, 11:09 PM
توقفت عند دعوتك المهمة والجادة لجمع تبرعات من القادرين تغنينا عن مد اليد للمعونة الأمريكية المهينة.

وقبل الخوض فى الأمر أوضح أمرين.. الأول: أننى لست من أصحاب فكرة استبعاد أى شخص عن الاهتمام بشئون الوطن مادام هو ابناً له، فلست ممن يقولون: فليدع رجال الدعوة، أو غيرهم، السياسة لأهلها، فأهل السياسة هم كل من يعيش على أرض هذا الوطن، والثانى: أننى أرفض وضع الناس فى قوالب ثابتة نتيجة مواقف أو آراء سابقة، فالنية الحسنة متوفرة تجاه كل مصرى سواء بآرائه المختلفة أو المتفقة، وتغير الآراء والمواقف ليس تذبذباً بقدر ما هو تراجع إيجابى من أجل صالح الوطن، ولهذا لا أرى فى موقفك من الثورة المصرية فى بدايتها مانعا لك من الاهتمام بشؤون الوطن والارتفاع بثورته الشعبية، بل أراه رأيا احتمل الصواب والخطأ.

وفيما يخص دعوتكم، فما لفت نظرى فيها أنها دعوة مشاركة جماهيرية فى هم من هموم الوطن ومحاولة جماعية لحل مشكلة من مشكلاته، وهو أسلوب اتبعه من قبل وطنيون خلدهم التاريخ مثل سعد زغلول الذى استند على الجماهير وتوكيلاتهم له لقيادة الجهاد للحصول على الاستقلال، ومثل طلعت حرب الذى واجه بالاكتتاب الشعبى السيطرة والهيمنة الاقتصادية للمستعمر الإنجليزى، هذا بالإضافة إلى أننى من مدرسة الاشتراكية فى السياسة والتى ترى أن المشاركة الجماهيرية هى الطريق الوحيد للنهوض واستقلال الأوطان.

استندت دعوتك- يا شيخ حسان- على جمع التبرعات من القادرين لصرفها على غير القادرين فى ثلاثة أوجه الصحة والمسكن والمأكل، وهى المشكلات الحقيقية لفقراء مصر وهم الكثر.

هى مبادرة ممتازة إذا تم توجيه عائدها للتنمية ووضع حل لمشكلة الفقر.. فهل ترى- يا شيخ حسان- فى التوقف عند أسلوب المنح والهبات والعطف من الأثرياء على الفقراء حلاً اقتصادياً ملائماً لمشكلات الوطن؟

أتعرف- يا شيخ حسان- الفرق بين المُسكّن والعلاج؟ وهل تعلم من هم جمهور كل منهما؟.. المُسكّن جمهوره هم المرضى الذين لا ينامون من الألم، ولا يشعرون بالحياة بسببه، فيرون فى المُسكّن ضرورة لإنقاذهم من آلام اللحظة وشقائها حتى لو كانوا يعلمون أن الألم سيعاودهم بعد ضياع مفعوله، وهذا ما يفسر مباركة بعض الفقراء لمبادرتك ومنهم، كما شاهدت فى برنامج الحقيقة، من طلب منك سداد إيصالات الأمانة التى تهدده بالسجن.

أما العلاج يا شيخ، فيجب أن يكون أصحابه وجمهوره من المفكرين والاقتصاديين والعلماء أمثالك.. هم يشعرون بآلام الفقراء والوطن والمحتاجين، ولكنهم لا يعيشون نفس الضرورة التى تدفع بهؤلاء المساكين إلى تفضيل المُسكّن عن العلاج، ولهذا فيجب أن تنضوى أفكار هؤلاء العلماء على حلول جذرية لمشكلات الوطن وليس مُسكّنات.

يا شيخ حسان.. أيهما أفضل أن تملأ بطوناً جائعة يوماً أو شهراً أو حتى عاما، أم أن تضمن لكل البطون حقاً فى الغذاء بكرامة وشرف، هل ترى حل مشكلات الوطن فى أن تظل علاقات الإنتاج تزيد الأثرياء ثراء فاحشاً، وتزيد الفقراء فقراً مدقعاً، ولا يكون هناك حل آخر سوى الهبات والتبرعات التى لن تُقرب أيا من الطرفين من بعض، ويظل المشهد مقتصرا على شديدى الثراء وشديدى الفقر.

يقول على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، «ما اغتنى غنى إلا بفقر فقير».. وفى عام الرمادة لم يطلب الفاروق من أغنياء المسلمين التبرع لفقرائهم، بل صادر أموال شديدى الثراء ليضعها تحت يد الدولة لتضمن حلولاً دائما كريمة لكل أبناء الوطن الإسلامى آنذاك وفى حدود النشاط الاقتصادى الموجود فى هذه الفترة.. وعندما أراد طلعت حرب أن يواجه السيطرة والهيمنة الاقتصادية للمستعمر الإنجليزى، والذى كان يضع كرامة الوطن أمام حاجته مثلما يفعل الأمريكان الآن، لم يطلب طلعت حرب من أغنياء الوطن أن يتبرعوا بجزء من أموالهم للمصريين الفقراء حتى لا يعملوا فى المشروعات الإنجليزية.. بل جمع الأموال من كل فئات الشعب لإنشاء مشروعات اقتصادية كبرى تضمن النهوض باقتصاد الوطن عامة، وتضمن الحياة الكريمة لكل المصريين دون الحاجة للهبات والعطف والتعطف.

يا شيخ حسان.. حقيقة خفية فيما قلته، وهى أن الأثرياء الذين جمعوا أموالهم من علاقات إنتاج ظالمة ومن بيع اقتصاد الوطن وتدميره لصالح قوى الاستغلال العالمية من أجل ضمان الثراء الفاحش لن يكونوا حريصين على وضع حلول جذرية للقضاء على مشكلات الفقر، لأن فى القضاء عليها تقويضاً لمصادر ثرواتهم، بل إنهم سيرون فى دعاوى التبرعات والهبات حلاً مثالياً لبقاء الحال كما هو عليه.. وهو قمة المراد لهم.

يا شيخ حسان: أتفق معك فى جمع هذه الأموال من كل فئات المجتمع، بالإضافة إلى مصادرة الأموال والمشروعات المنهوبة فى الداخل والخارج وصرفها ليس فى تسكين آلام الفقراء والمحتاجين، وإنما فى مشروعات تضمن انتقالهم من معسكر الفقر والحاجة الدائمة إلى معسكر الحياة الكريمة.

أعترف لك أنها دعوة لن تلاقى نفس القبول لدى الأثرياء بنفس القدر الذى لاقته دعوتك بالهبات والصدقات، فهم اغتنوا على حساب الفقراء، والقضاء على الفقر يعنى بالنسبة لهم الإقلال من ثرواتهم، بل إننى أتوقع أنهم سيقفون ضد هذه الدعوى.. ولكنى أفترض فقط أنك تبغى وجه الله وأنا معك.
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=611489&SecID=12

أحمد طوسون
29-02-2012, 07:20 PM
شكرا جزيلا على الخبر

د.عبدالله محمود
29-02-2012, 08:45 PM
لا أدرى لماذا يُحارب الشيخ
ربما لأن كثيراً من عشاق الشهرة يحاولون الظهور على كتفيه
أنا سمعت جزءً من حواره مع الإبراشى , وأظن الرجل كان يقصد أنه :
لا يوجد شخص وطنى على أرض مصر يتأخر فى نجدة مصر
بدءً من بائعة الفجل وحتى الأثرياء
يقصد الوطنيين طبعاً ، وأنا أتفق معه فى هذا المعنى
وهل لو طلب حسان حقيبة الأوقاف أو عضوية بالبرلمان كانت ستستعصى عليه
أو سيجد مشقة فى نوالها ؟ ! لا أظن
ولكن الرجل يطمع فى الآخرة ويعدُّ لها عدتها ، نحسبه عند الله كذلك

جزيل الشكر على نقل الخبر

صوت العقل
29-02-2012, 09:17 PM
شكرا .. جزاكم الله خيرا على نقل الخبر ..

أ/رضا عطيه
29-02-2012, 09:21 PM
جزاكم الله خيرا

توفيق رفعت عجيز
01-03-2012, 03:51 AM
باركالله في شيخنا الجليل وجعل هذه الدعوه في ميزان حسناته

Mr.Hani
01-03-2012, 09:04 AM
شكرا على الموضوع