مشاهدة النسخة كاملة : نص مذكرات مبارك التي سجلها قبل خلعه .. قام بتسجيلها في 6 حلقات وجمال لعب دور المذيع .


Mr.Hani
13-03-2012, 08:45 AM
لكل رئيس أو سياسي بارز مذكراته التي يتركها شاهدة علي العصر ترصد كل الكواليس وما يحدث خلف الستار ولا تسمح لعبة «البولتيكا» أن يظهر علي سطح الأحداث.. وهناك بعض الشخصيات التي تمتلك الكاريزما والجرأة التي تمنحه الشجاعة في الاعتراف بالأخطاء التي وقع فيها مثلما فعل الرئيس الراحل محمد أنور السادات في كتابه «البحث عن الذات» والذي كان بمثابة المذكرات الحقيقية لأهم حقبة لمصر في تاريخها الحديث.

وفي عالم المذكرات الشخصية فإن الرئيس هو الذي يختار الطريقة التي يسجل بها شهادته للتاريخ وشهادة التاريخ عليه إلا أن بطل هذه المذكرات التي بين أيدينا لم يختر شيئاً في مذكراته وقرر أن يصبح مفعولاً به في مذكراته مثلما كان في عالم السياسة وترك شهادته للتاريخ في أيدي سيدة القصر والوريث.

«الموجز» تنفرد لأول مرة في الصحافة المصرية وجميع وسائل الإعلام بمذكرات الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وكواليسها وكيف تم الإعداد لها وما هو الشكل الذي خرجت فيه وهل تم استكمالها أم أن صفحاتها مازالت مفتوحة علي مصراعيها ومصيرها مجهول مثل صاحبها؟!

تبدأ فصول سيناريو الإعداد لمذكرات أطول رئيس في تاريخ مصر بعد انتخابات عام 2005 توجه الدكتور أحمد فتحي سرور وصفوت الشريف ومجموعة من رجال الأعمال البارزين وقدموا البيعة لمبارك في فترة رئاسة جديدة لأن مصر تحتاج لمبارك خاصة في ظل حالة الاضطراب التي تمر بها المنطقة ولأن الرجل كان بالنسبة لهم رمزاً للاستقرار وبعد أن انصرف الجميع من قصر العروبة أكد مبارك الأب لجمال أن الأمريكان نصحوه بالترشح لفترة قادمة وعدم استكمالها والاكتفاء بعامين فقط والدعوة لانتخابات مبكرة وبالفعل مرت انتخابات 2005 علي سلام وفي إحدي الجلسات الساخنة بين مبارك الأب والابن أكد الرجل العجوز لنجله في صوت عال أن ما يظهر للناس في عالم السياسة لا يتجاوز 25% مما يدور خلف الكواليس وأن الزعماء قدرهم أن يتحملوا أي حملات نقد.. فتساءل الابن: من حق الناس تعرف كل شيء؟!.. فرد الأب: التاريخ لا يغفل حق أحد وتجربة الرئيس الراحل السادات خير شاهد علي ذلك فقد أدرك الشارع بعد فترة طويلة أن الرجل كان محنكاً سياسياً وشهد له أعداؤه قبل حلفائه.

وفي تلك الأثناء تدخلت سيدة القصر سوزان مبارك طالبة من الرئيس مبارك وضع كتابة مذكراته في الحسبان.. إلي هنا وانتهي الحديث بين أفراد العائلة حول كتابة مذكرات الرئيس ولم يفتح هذا الحوار إلا بعد عام ونصف عندما أخبرت سوزان الرئيس المخلوع أن لديها فكرة عبقرية لموضوع تسجيل المذكرات وهذه الفكرة غير تقليدية فجميع الزعماء والرؤساء اعتادوا علي كتابة المذكرات ونشرها في كتب أو اختيار كاتب شهير لكتابتها، أما الرئيس مبارك فليس أي رئيس لذلك فإن مذكراته لن تكون كأي مذكرات وفجرت الهانم المفاجأة في وجه مبارك بفكرتها الجهنمية عندما أخبرته بأنها اختارت له فكرة تصوير مذكراته حتي يسمعها الرجل المثقف والرجل البسيط كما أن الحوار المسموع والمرئي له وقع أقوي علي النفس.. انتفخت أوداج الرئيس سعادة وإعجاباً برأي وفكرة الهانم.. وعندما سأل جمال عن رأيه فوجئ به يعلم كل صغيرة وكبيرة عن فكرة الهانم.

وبالفعل بدأت الخطوات التنفيذية لتسجيل الحلقات وتمت الاستعانة بخبرة ومشورة أنس الفقي وزير الإعلام السابق وطلب مبارك منهم أن يقوم الإعلامي عمادالدين أديب بتسجيل هذه الحلقات معه لأنه سبق وأجري معه حواراً جيداً قبل انتخابات الرئاسة وكان له وقع جيد لدي المواطنين.. إلا أن طلب الرئيس قوبل بالرفض من قبل سوزان وهنا تدخل الدكتور زكريا عزمي وطرح الجزء الأخير من مفاجأة سوزان المتفق عليها وهي أن المحاور في هذه الحلقات سيكون جمال مبارك ليلتقي الأب والابن في لقاء السحاب علي الطريقة الأمريكاني.

وكالعادة استسلم الرجل العجوز لرأي الأغلبية التي كانت تقودها المرأة الحديدية سيدة القصر التي لا يستطيع أحد أن يخالفها والكل من العاملين والموظفين في قصر العروبة يعلم أنها الآمرة الناهية.

طرح أنس الفقي عدة أسماء لتقود فريق عمل التصوير إلا أن سوزان أخبرته أنه من الأفضل الاستعانة بمخرج وطاقم أجنبي وأن جمال يستعد للسفر إلي لندن لإنهاء بعض «البيزنس» هناك وطلبت منه السفر معه لمقابلة طاقم تصوير إنجليزي يقودهم مخرج أمريكي والاتفاق معهم علي خطة العمل والبرنامج الزمني الذي لا يرهق الرئيس ولا يؤثر علي النشاط الرئاسي.

مرت 10 أيام وعاد جمال وأنس بالنبأ المبين.. تم الاتفاق علي كل شيء وطاقم التصوير في انتظار اشارة البدء منها.. وبالفعل أعطت لهم سوزان اشارة البدء فوراً.. ولكن في تلك الأثناء ظهرت مشكلة أخري وهي كتابة «الاسكريبت» الخاص بالحلقات واقترح الدكتور زكريا عزمي عدة أسماء بارزة في الوسط الصحفي علي رأسهم الأستاذ مكرم محمد أحمد والكاتب والإعلامي مفيد فوزي إلا أن أنس الفقي أخبرهم بأن الموضوع يحتاج إلي سياج من السرية علينا أن نكمله إلي آخره وأنه سيقوم بنفسه هو وجمال بإعداد «الاسكريبت» حتي لا يتم تسريب أي شيء إلي الصحافة وتظل المذكرات في الأدراج المغلقة إلي الوقت المناسب.

حالة استعداد قصوي داخل قصر العروبة علم من خلال جميع العاملين أن هناك شخصيات مهمة قادمة لزيارة الرئيس.. وبعد ساعات قليلة فوجئوا بكاميرات تصوير وطاقم أجنبي واعتقدوا أن إحدي القنوات الأوروبية جاءت لإجراء حوار مع الرئيس.. وتم تخصيص إحدي القاعات الكبري داخل القصر لإقامة «لوكيشن» عليها لتصوير المناظر وفرض حظر تجول تام داخل القصر تجاه هذه القاعة التي حملت خاتم «ممنوع الاقتراب أو التصوير» ولم يحضر في «اللوكيشن» مع مبارك وجمال وطاقم التصوير سوي سوزان والدكتور زكريا عزمي وأنس الفقي وإحدي الشخصيات المعاونة وهي مصدر معلوماتنا وانفرادنا الذي حصلنا عليه والذي نقل لنا العديد من الكواليس والأسرار التي لم يبح بها قصر العروبة علي مدار 30 عاماً وأكد بين السطور أن سيدة القصر هي التي أفسدت الحكم في مصر وكيف كانت تدير الأمور بجبروت امرأة أطاحت بأطول رئيس في حكم مصر حيث روي لنا علي هامش الأسرار أنها كانت توبخ العاملين والموظفين في قصر الرئاسة ووصفتهم بالكلاب في أكثر من واقعة أبرزها عندما تسرب إليها من خلال مخابراتها الداخلية وعيونها التي لا تنام أن سائقي الرئاسة يحصلون علي وجباتهم من أكل قصر الرئاسة وهو تقليد كان منذ عهد الرئيس السادات اتبعته السيدة جيهان السادات إلا أن سوزان قالت للسائقين: «أنتم كلاب.. وتأكلوا أكل الكلاب اللي بره مش أكل الرئاسة».

نعود إلي مذكرات الرئيس التي بدأت دقائقها الأولي بمقدمة قرأها جمال مبارك وأكد فيها أن هذا تقليد جديد للمذكرات وانتهت المقدمة بلقطات أرشيفية للرئيس مبارك في مناسبات متعددة وهو يرفع العلم فوق طابا وهو يزور بعض الأسر الفقيرة ويداعب بعض البسطاء وبعض اللقطات من العبور العظيم إلي جانب صور فوتوغرافية تظهر لأول مرة للرئيس مبارك مع نجليه جمال وعلاء وهما أطفال ومع حفيديه محمد علاء وعمر علاء.. وصور فوتوغرافية قديمة لزفاف مبارك وسوزان وزفاف علاء وهايدي.

عودة إلي الاستوديو.. جمال يرحب بالرئيس.. مبارك يبتسم: أهلاً يا سيدي.

> جمال في حميمية شديدة: نبتدي منين الحكاية؟!

>> مبارك: الحكاية طويلة قوي.

ضحكة عالية لمبارك وجمال.

> جمال: كده مش هنعرف نشتغل.

>> مبارك: اسأل يا سيدي من أي حتة عاوزها.

> جمال: ما هي حكاية الرئيس مبارك مع الحكم.. وهل كنت تتوقع في يوم من الأيام أن تكون رئيساً لمصر؟

>> مبارك: الرئيس الراحل محمد أنور السادات كانت عينه حلوة بمعني أنه كان يجيد اختيار من حوله ويكافئ كل مجتهد وقال لي إنه كان يتابعني منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ولكن كل هذا لا يعطي نبوءة بأنني كنت سأصبح رئيساً لمصر حتي عندما كنت نائباً سمعت من الرئيس السادات أكثر من مرة أنه ينتوي استلام كامل التراب المصري ثم اعتزال السياسة والدعوة لانتخابات حرة وقتها توقعت أن هناك رئيساً جديداً سيكون له نوابه الجدد إلا أن تغيرات الأحداث والاغتيال الغادر قلب الموازين.

> جمال: ولكن قيل في ذلك الوقت إن الرئيس السادات كان يري فيك الرئيس القادم لمصر؟

>> مبارك: السادات كان لا يتحدث كثيراً وإذا صنفناه نستطيع أن نقول إنه رجل أفعال لا أقوال ويؤمن بأن الصمت يصنع النجاح.. وما تتحدث عنه لم يحدث بشكل مباشر ولكن في أحد اللقاءات مع بعض الوزراء وتطرق الحديث عن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فطلبوا مني الرأي فرد السادات قائلاً: «مبارك ساداتي المذهب ناصري المزاج».

> جمال: العلاقات المصرية - الأمريكية حيرت الساسة في تحليلها فهل الأمريكان لعبوا دور الحليف لمصر بعد اتفاقية السلام أم أن هناك خلف الكواليس أمور أخري؟

>> مبارك: الأمريكان علي مدار تاريخهم لا يعترفون إلا بلغة المصالح حتي مع إسرائيل فهم يعملون ألف حساب للوبي اليهودي في الولايات المتحدة وقد أدرك الرئيس السادات هذه النقطة جيداً حاول أن يصنع من عدوه صديقاً وحليفاً بلغة المصالح.. وقد أدركت أيضاً أن العلاقة مع الأمريكان بالنسبة لمصر ذات بعدين البعد الأول يتعلق برعاية القضية الفلسطينية ولأن مصر مهمومة بالقضية الفلسطينية فإن الأمريكان شركاء لنا في هذا الملف.. والبعد الثاني يتعلق بالمعونة الاقتصادية وهذا البعد ليس ذات أهمية كما يعتقد البعض ولكن كنت أتعمد دائماً أن أبدو مهتماً بهذه المعونات وهذه هي قواعد اللعبة السياسية.

> جمال مقاطعاً: المعونات ليست ذات أهمية إذن فلماذا كل هذا اللغط حول المعونة الأمريكية؟

>> مبارك: بعدما حدث في العراق أصبحت السياسة الأمريكية سياسة توسعية في المنطقة تحت لواء «شرق أوسط جديد» فكان لابد أن تتعامل معهم بمنطق السفينة المخروقة التي أتلفها الخضر وتعجب موسي لكن بعد ذلك أدرك أن هناك ملكاً ظالماً في انتظار السفينة لخطفها لذلك أتلفها الخضر حتي تسلم من يد القرصان.

> جمال: بمناسبة الحديث عن العراق كيف تمت إدارة هذا الملف؟

>> مبارك: القصة بدأت بغزو العراق للكويت وهذا الفخ وقع فيه العرب ولم يدركوا قواعد اللعبة الأمريكية ولكن كنا نجلس في شُرفة عالية نري المشهد السياسي كله ومصر كان موقفها واضحاً من رفض غزو الكويت وتم تحريرها أما الغزو الثاني فكان تحت لواء مكافحة الإرهاب والتخلص من السلاح النووي العراقي إلا أن المسألة كانت مجرد ثأر لبوش الابن لدي صدام لصالح بوش الأب ولكن دفع الأمريكان الثمن لأن طريق الحروب ليس مفروشاً بالورود.

> جمال: ولكن الملف والخارجية المصرية لم تنشط في هذا الملف أو هكذا يبدو الأمر للمتابعين؟

>> مبارك: عندما تتحرك الآلة الحربية فإن الدبلوماسية تتوقف وتصاب بالشلل وقد اكتفيت بلعب دور الناصح الأمين للأمريكان حفاظاً علي مستقبل المنطقة وقد أدركوا أن ثمن سياسات بوش كان غالياً.

> جمال: إذن هل مشروع الشرق الأوسط الجديد تراجعت أمريكا عنه؟

>> مبارك: بالطبع لا.. ولكن الطريقة تختلف فقد أدركوا أن الآلة العسكرية لن تحقق الحلم الأمريكي في الشرق الأوسط فباتوا يبحثون عن الجزرة بعد أن فشلت العصا وإذا تطورت الأمور فإن هناك سلاحاً قوياً يلعب عليه الأمريكان وهو إثارة القلاقل الداخلية للأنظمة العربية.

> جمال: وأين مصر من هذه اللعبة؟

>> مبارك: هم يحاولون طوال السنوات الماضية اللعب علي وتر الأقباط باعتبارهم أقلية وفي السنوات الأخيرة حاولوا اللعب علي وتر جديد كان بمثابة مفاجأة لي شخصياً عندما علمت به وهو وتر الإخوان إلا أنه سرعان ما انقلب السحر علي الساحر وأدرك الأمريكان أن الإخوان خارج نطاق سيطرتهم ولن يكونوا شركاء لهم في يوم من الأيام و«كونداليزا رايس» وزيرة الخارجية الأمريكية حدثتني في هذا الملف مباشرة.

> جمال: ما هي أحرج اللحظات في حياة مبارك؟

>> مبارك: تعودت أن أقابل جميع المواقف الصعبة بهدوء وتفكير متأنٍ إلا أن قرار العبور في أكتوبر 1973 كان خارج كل الحسابات.. فالقرار كان صعباً علي الجميع ولا توجد مساحة للإخفاقات لأن الموضوع بالنسبة لمصر كان بمثابة حياة أو موت ولكن مع الضربات الأولي وقبل أن نخطر الرئيس السادات بنجاح العبور أدركت أن النصر آت لا محالة لأنها معركة السلام والكرامة.

والموقف الثاني الذي وقفت أمامه وأنا أشعر بالعجز التام هو زلزال 92 لأنك في هذه اللحظات أمام حرب مع الطبيعة وهي حرب من طرف واحد لا تستطيع إلا أن تقف مكانك وتدعو وتتضرع إلي الله.

> جمال: تحدثت عن المواقف الحرجة فذكرت العبور العظيم وزلزال 92.. ولكن ماذا عن محاولة اغتيالك في أديس أبابا؟

>> مبارك: كانت اختباراً من الله وكان استقبال الشعب لي بمثابة بطاقة حب لا تقدر بثمن.. وبصراحة الأولاد «عملوا اللي عليهم» وكان أداؤهم في الموقف وتعاملهم مع الإرهابيين مفاجأة لي وكافأتهم جميعاً علي ذلك.

> هذا هو الجزء الذي قام بتسجيله جمال مبارك مع مبارك الأب وتقمص فيه شخصية المذيع وكان من المقرر تسجيل جزء آخر علي ست حلقات إلا أنه تم تأجيله إلي أجل غير مسمي حيث تم تأجيله في إحدي المرات بسبب مرض الرئيس الأول ثم لوفاة حفيده ثم لمرضه الأخير ثم قامت ثورة 25 يناير ولم يكتب لمبارك أن يسجل باقي ذكرياته فهل ما تبقي من أيام سيشهد صفحات جديدة في ذكريات الرئيس المخلوع.


رابط الخبر (http://www.elmogaz.com/node/6058)

صوت العقل
13-03-2012, 09:42 AM
لا حول ولا قوة الا بالله ..جزاكم الله خيراااااااااا

راغب السيد رويه
13-03-2012, 12:07 PM
جزاك الله خيرا

السيد أبو مروان
13-03-2012, 02:50 PM
جميل جدا هذا الكلام لكن سؤال يتبادر الى الذهن ( اين المصدر ؟؟؟؟؟؟
كيف لنا ان نعرف ان هذا الكلام حقيقي ؟؟؟؟
انا لا اشكك في ناقل الخبر انا اتسائل فقط عن المصر هل هو كتاب ام مذكرات مكتوبه ام صحافه ام ام ام ؟؟؟

د.عبدالله محمود
13-03-2012, 08:31 PM
جزيل الشكر على نقل الخبر

خليل اسماعيل
14-03-2012, 08:59 AM
بارك الله فيك على نقل كل هذه المعلومات