مشاهدة النسخة كاملة : المحاضرة رقم 1 : اا.. البلاغة والفصاحة ..اا


رحييق
01-04-2012, 03:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


..


البلاغة والفصاحة في اللغة والاصطلاح


..

البلاغـــة في اللغة:الوصول والانتهاء إلى الشيء يقال بلغ فلان مراده إذاانتهى إليه .
قال تعالى: " (ولّما بلغ اشدَّه) أي : وصل ، وبلغ الراكب المدينة : إذا وصل إليها ، ومبلغ الشيء : منتهاه



...


وجاءت في معجم «لسان العرب» لابن منظور، (مادة بلغ): (بَلَغَ الشيء يَبْلُغُ بُلوغاًوبَلاغاً: وصل وانتهى، وأبلغه هو إبلاغاً وبلَّغَه تبليغاً.
والبلاغة الفصاحة،والبَلْغُ والبِلْغُ: البليغ من الرِّجال، ورجل بليغٌ وبَلْغٌ وبِلْغ: حسن الكلام فصيحُه،
يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في قلبه، والجمع بلغاء، وبَلُغَ بلاغةً: أيصار بليغاً .
،،،


وهذه اللفظة ـ (بليغ) شائعة حياتنا عامة وتراثناالنقدي والبلاغي ومنها ما جاء في القرآن :
مثل قوله تعالى {وقُلْلهم في أنفسهم قولاً بليغاً} (النساء: 63)
وفسرها الزمخشري من حيث لمحه للأثر النفسي فيها وأشار إلى تأثيرها رمزاً فيقوله "قل لهم قولاً بليغاً مؤثراً في قلوبهم يغتمون به اغتماماً ويستشعرون منهالخوف استشعاراً".




وعرفها ابن المقفع قائلا: " البلاغة اسم جامع لمعان تجري في وجوه كثيرة؛
فمنها ما يكون في الاستماع، ومنها ما يكون في الإشارة ومنها ما يكون في الاحتجاج ، ومنها ما يكون جوابا ،
ومنها ما يكون شعرا، ومنها ما يكون سجعا وخطبا، ومنها ما يكون رسائل . فعامة ما يكون منهذه الأبواب الوحي منها،
والإشارة إلى المعنى والإيجاز هو: البلاغة.


...
وتنبه عبد القاهر الجرجاني في كتابه" دلائل الإعجاز" إلىالعلاقة الوثيقة بين الألفاظ والمعاني، فرأى أن البلاغة أو الجمال الفني،
ليس في الألفاظ والمعاني ، ورآها في التراكيب، أو في العلاقة القائمة بين الألفاظ فيالعبارات ،
وما ينتج من هذه العلاقات من معان، وقد سمَّى عبد القاهر هذه العلاقات " النظم"

وقد تناول بعض الدارسين المُحدثين مفهوم البلاغة من حيثالاصطلاح، فقالوا: " أما البلاغة فهي تأدية المعنى الجليل بعبارة صحيحة،
لها في النفس أثر خلاب مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه، والأشخاص الذين يُخاطبون.
في الاصطلاح : هي مطابقة الكلامالفصيح لمقتضى الحال . أو هيسوق الكلام الفصيح على مقتضى الحال بحسبالمقامات.



..


الخطيب القزويني (ت739هـ) وقف عند البلاغة من المتأخرين، فيفرق بين بلاغة الكلام وبلاغة المتكلم،
فيقول عن بلاغة الكلام : "وأما بلاغة الكلام فهي مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته، ومقتضى الحال مختلف، ومقامات الكلام متفاوتة :
فمقام التنكير يباين مقام التعريف.. وكذا خطابالذكي يباين خطاب الغبي، وكذا لكل كلمة مع صاحبتها مقام،
وتطبيق الكلام على مقتضى الحال هو الذي يسميه عبد القاهر الجرجاني (النظم)
أما بلاغة المتكلم : فهيملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ".



.....



تعريف الفصاحة في اللغة والاصطلاح:




الفصاحة في اللغة :تطلق الفصاحة في اللفظ على معانٍكثيرة منها : البيان ، والظهور ، والانكشاف ،
ومنه قال عز وجل: {وَأَخِي هَارُونُهُوَ أَفْصَحُ مِنِّي } القصص ( آية : 34 ) . أي : أبين مني منطقا ، وأظهر منيقولا.

يقال : أفصح الصبي في منطقة، إذا بان وظهركلامة

وقالت العرب: أفصح الصبح : إذا أضاء

وأفصح الأعجمي : إذاأبان بعد أن لم يكن يفصح ويبين.


الفصاحة في الاصطلاح:هي الألفاظ البينة الظاهرة المتبادرةإلى الفهم، والمأنوسة الاستعمال لمكان حسنها، وهي تقع وصفا للكلمة ، أو الكلام والمتكلم.
ومعظم علماء البلاغة لا يفرقون بين البلاغة والفصاحة بل يستعملونهمااستعمالا الشيئين المترادفين على معنى واحد في تسوية الحكم بينهما،
ومن هؤلاء أبي هلال العسكري في "كتاب الصناعتين"، والفخر الرازي في كتابه " نهاية الإيجاز فقد ذهب الرازي "
إلى أن البلاغة سميت بلاغة لأنها تنهيالمعنى إلى قلب السامع فيفهمه، والبلاغة من صفة الكلام لا من صفة المتكلم".



ويشهد لذلك قول الجوهري في "الصحاح " : الفصاحة البلاغة . على أن معظمهميرى أن الفصاحة : صفة اللفظ، وأن البلاغة: صفة للمعنى مع اللفظ، والمعنى أن الكلام لا يكون بليغا إلا إذا كان فصيحا في الوقت نفسه.
فلا بد لأي كلام بليغ أن تكونألفاظه فصيحة، وقد يكون الكلام فصيحا وهو غير بليغ إذا لم تتناسب الكلمات الفصيحة مع المقام الذي قيلت فيه.


شروط اللفظة الفصيحة ::
ومن الشروط التي ينبغي توافرها في اللفظة الواحدة حتى تكون فصيحة ما يلي :






ـ أن تكون جارية على القياس الصرفي على الميزان الصرفي بحيث يكون معناها واضحًا ودالاً . لأن بمخالفة القياس الصرفي يعد قدحاُ في الفصاحة:
أمثلة لمخالفة القياس الصرفي:
مثل: فك الإدغام في الحرفين المتماثلين مثل
"ردّ" أن يقول "ردد" أو "عدّ" "عدد" أو "كدّ" "كدد".

ـ أن تكون الكلمة خالية من الغرابة واضحة عند العرب الفصحاء وأن تكون مألوفة الاستعمال عند المتخصصين ، عند النبهاء عند الكُتاب، عند العرب البيانيين في زمانهم الذين حذقوا العربية وأجادوا سبكها، وأجادوا عرضها . والبعد عن استعمال الكلمات المهجورة التي لا توجد إلا في القواميس لأن ذلك يعد قدحاً وغرابة ونوعاً من الغموض.
ـأن تكون خالية من تنافر الحروف.




ـ أن تكون متباعدة المخارج



ـ ألا تكون من ألفاظ العامة .


....................

MOSTAFA093
01-04-2012, 08:30 PM
جزاكى الله خير اختى الكريمة
فى انتظار باقى المحاضرات لتعم الإفادة للجميع بإذن الله
تحياتى