مشاهدة النسخة كاملة : من مآثر المسلمين في طب القرون الوسطى


abomokhtar
31-05-2012, 02:54 AM
كتب الطبيب المشهور علي بن العباس قبل مئات السنين : (وأما السرطان فأمره عجب وشفاءه صعب وهو حقل لم يفلح فيه الطب والتطبيب الا نادرا , لذلك عليك أن تقلع الورم من جذوره حتى لاتبقى منه أية بقايا أو رواسب ثم تضع في التجويف خرغة مبللة بالخمر لئلا يحصل أي تعفن أو التهاب ).
وكتب أبن سيناء سابقا عصره بقرون :( علينا ألا تثق بنتائج تحليل البول ألا أذا توفرت لدينا الشروط التالية : أن يكون البول أول بول من المريض أي بول الصباح والا يكون المريض قد شرب ماء بكثرة أو أكل مايمكنه تلوين البول كالزعفران .. كذلك يجب على المريض الايقوم بحركات خاصة أو يتبع نظاما على غير عاداتة كالصيام أو التأخر في النهوض أو الامعان في التعب , لان كل هذا يؤثر كثيراً في تركيب البول , كما أن الجماع يغير لونه والقئ والدوخة يؤثران في تركيبه .....) !
ويروى أن صبيا صغيرا قد أتى يوما من الأيام آلى ألامام الرازي يشكوله , في اضطراب عظيم وخوف كبير , حالته التي ساءت خلال رحلتة وانتهى به الأمر ألى بصق الدم .
فعاينه الطبيب الرازي بكل هدوء دون أن يعثر على سبب . فلم يكن هناك أي التهاب أو سرطان .. فطلب من الفتى أن يتريث قليلا ويصبر حتى يتمكن من إعادة درس قضيتة ثانية لعله يوفق في الكشف عن علتة .
وهنا تعالى صراخ المريض وانهمرت دموعه وعلا نحيبه قائلا : أذا كان أمهر أطباء العالم عاجزا عن معرفة مابي , فسلام علي ,وأن يوسع الناحبات أن يولولن من ورائي عاجلا ! .
وقلب الرازي القضية من كل جوانبها وساله أخيراً : أي ماء شربت في رحلتك ؟ فاجاب الفتى :» لقد شربت هنا وهناك من ماء الآبار والمستنقعات « فقال له :» لاريب أنك ابتلعت علقة دموية , تثبتا في امعائك .
فارجع لي غدا حتى أجرى لك علاجا خاصا .
ولكن أصدر أمرا لخدمك أن ينفذوا تعليماتي « وفي اليوم التالي أتى خدم الفتى بكمية كبيرة من الطحلب فاشار الرازي على مريضه أن يبدأ في أكلها وأمعاؤه خاوية .
وظل هذا يمضغ منها حتى ضاق ذرعا بها وشعر بها في حلقة . ثم دعاه الى القى فخرجت من الامعاء علقة دموية مفزعة وسر الفتى سرورا بالغا وغمره الفرح لانه خيب امال الناحيات وانطلق يذيع في الافاق معجزة « أمير الاطباء « وابوقراط العرب «و» منقذ المؤمنين « ! ويروي الرواة ابن النفيس ( مكتشف الدورة الدموية الصغرى ) كان يكتب كتبه دون الرجوع إلى أي مرجع وكأنه سيل عرم متدفق .
وبينما كان ذات مرة في أحد حمامات القاهرة التي بلغت عدد جاوز 1200 , وهو منهمك في دلك جسمه بصابون زيت الزيتون النقي , أذا به يخرج فجأة من حوض الحمام إلى القاعة الخارجية ويطلب ورقا وريشة وحبرا, ويبدأ في كتابة رسالته الشهيرة عن النبض , حتى إذا ما انتهى منها رجع ثانية إلى الحمام , وكان شيا لم يحدث ! وفي مداواة الجروح تقليد عربي قديم هو تعبير أصيل عن عبقرية العرب , وذلك أن عرب الجاهلية قد أبدعوا في مداواة الجروح المعدية ووجدو لها وسيلة , لم تكشف إلا في القرن الحاضر , وكان لها صدى عظيم , ونعني بها مضادات الجراثيم ( الأنتييونيك), فمن سروج حميرهم ودوابهم حصلوا على المواد المضادة للجراثيم ( البنسيلين ) وعلى دواء الهليون وصنعوا منها مراهم وعالجوا بها جراحاتهم الملتهبة .
كما انهم نفخوا غبار الخبز العفن في الحلق لداء التهابه , كما هو معهود لدى البدو حتى أيامنا هذه . وكنا ننظر الى هذه الوصفات قبل خمسين سنة نظرة الاستخفاف, السخرية , وأما الآن فإننا لانجد بدا من إكبارها والإعجاب بهذه المعارف عن مفعول بعض الأجسام الصغيرة ( الميكرواورجانيزم ) القاتل للميكروبات وهي معارف ستبقى تمثل لنا من قمم الحكمة الطبية الإنسانية , حتى يحل محلها كشف أخر .
ومن سبق المسلمين في الطب توصلهم إلى الأسلوب الأسمى في الوقلية من الأمراض المعدية خاصة الطاعون وذلك تطبيقا لقول النبي صلى الله علية وسلم : ( إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها و إذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ) متفق علية .
و كتب أحد الوزراء في قصر غرناطة , وهو الطبيب العربي ابن خطيبة : « أن نتائج تجاربي الطويلة تشير إلى أن من خالط أحد المصابين بمرض سار أو لبس من ثيابه ابتلي مباشرة بالداء , ووقع فريسة عوارضه نفسها , وإذا مابصق العليل الأول دما بصق الثاني أيضا ... «.
ولقد بلغ العرب في طب العيون شاوا عظيما تفوقوا فيه على اليونان وساعدهم في هذا اكتشافاتهم الناجحة في علم البصريات الذي يعد علما عربيا دون مبالغة .
وأول كتاب في هذ كان كتاب ابن اسحق بن حنين ( العشر مقالات عن العين ) الذي كان مع مؤلفات علي بن عيسى وعمار من الموصل المرجع الأول لطب العيون في أوروبه حتى القرن الثامن عشر . وللعرب على علم الطب فضل أخر في غاية الأهمية , وهو استخدام المرقد ( المخدر ) العام في العمليات الجراحية , وكم كان التخدير العربي فريدا من نوعه ورحيما بمن يتناوله , ألا وهو فن استعمال الأسفنجة المخدرة والتي كان توضع في عصير من الحشيش والأفيون وست الحسن ثم تجفف في الشمس ولدى الاستعمال ترطب ثانية وتوضع على أنف المريض فتمتص الأنسجية المواد المخدرة ويركض المريض إلى نوم عميق يحرره من ألام العمليات الجراحية .
لاشك أن هذا الفن يختلف كل الاختلاف عن المشروبات المسكرة التي كان الهنود واليونان والرومان يجبرون مرضاهم تناولها كلما ارادوا تخفيف الامهم .
هذه أمثلة بسيطة لتقدم المسلمين في المجال الطبي في قرون سادت حضارتهم العالم .. وكان لهم السبق في دعم وتحفيز النهضة العلمية في أوروبا حتى وصلت إلى ماوصلت ألية في عصرنا الحاضر .
لم يكن العلماء المسلمين مجرد ناقلين ومترجمين للمائر العلمية اليونانية والرومانية كما يزعم الكثير من المؤرخين الغربيين بل مساهمين ومضيقين ومجددين لها مفندين للكثير من أخطائها .
وقد شهد بذالك المنصفين منهم , راجع مثلا كتاب ( شمس العرب تسطع على الغرب ) للمستشرقين الألمانية « زيغريد هونكة» .

الدكتور/ مراد عبدالله العشبان

hakimqwe
25-06-2012, 12:44 AM
شكرررررررررررررررررررراا