مشاهدة النسخة كاملة : الوصايا العشر في حكم مصر


Mr.Hani
23-06-2012, 07:25 AM
فاروق جويدة يكتب : الوصايا العشر في حكم مصر




أجيال كثيرة في مصر رحلت دون ان يتحقق حلمها في ان تري رئيسا منتخبا علي رأس الكنانة‏..

كانت عمليات التزوير والتأليه وصناعة الفرعون قد أصبحت طقوسا ثابتة في حياة المصريين وتراثا تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل.. وكانت ملامح الفراعنة تتشابه في أواخر أيامهم وكأنهم يحملون جينات وراثية تسري في دمائهم.

أخيرا عشنا تجربة اختيار رئيس مصري بإرادة شعبية وانتخابات حقيقية أيا كانت نتائجها حتي الآن ولكنها كانت علي درجة كبيرة من النزاهة والمصداقية.. ورغم ان عدد المرشحين كان كبيرا إلا ان كل الدلائل كانت تؤكد ان المناخ السياسي والقوي السياسية في مصر سوف تبقي لفترة طويلة أسيرة الإخوان المسلمون والحزب الوطني المنحل, لأن القوي الأخري لا تملك القدرات ولا الإمكانيات التي تجعلها قادرة علي ان تنافس علي مقعد الفرعون في مصر و رغم ان التجربة جديدة علينا إلا انني أعتقد انها تمت بنجاح كبير وان الشعب المصري قدم نموذجا طيبا في الانضباط والوعي وان جيش مصر كان علي مستوي المسئولية والأمانة.


في هذا المشهد التاريخي توقفت عند بعض الملامح وبعض التساؤلات وكثير من الأمنيات ان نجد في مصر يوما حاكما يعيش هموم الناس ويشعر بآلامهم ومتاعبهم وان يقرأ دروس التاريخ قراءة واعية فهل نجد يوما حاكما تتوافر فيه هذه الصفات..


< علي الرئيس الجديد ان يلقي خلفه كل انتماءاته التي عاش عليها طوال حياته وان تصبح الوطنية المصرية الخالصة هي الهدف والغاية.. لم يعد الرئيس الجديد مسئولا في حزب أو فصيل أو جماعة ولكنه حين يحمل اسم مصر الأرض والشعب والتاريخ والدور والحضارة ومهما كانت إنتماءاته القديمة وولاءاته السابقة فهي لا تمثل شيئا امام وطن وتاريخ لدولة في حجم مصر.. يجب ان يتسع أفق الرئيس الجديد ليمتد ويري مصر كلها ارضا وسماء ونيلا وصحراء وبشرا وحين يراها من خلال هذه الرؤي فسوف يتعامل مع كل قضاياها واحتياجات شعبها وامنه واستقراره بروح الأمانة والمسئولية الوطنية


< علي الرئيس الجديد ان يقرأ سيرة من سبقوه من الفراعنة الصغار أو الكبار حتي يتحصن من لعنة الفراعنة وهي لم تكن فقط لعنة الموتي ولكنها لعنة السلطان حين يتشبس بالسلطة ويتمسك بالقرار ويخطئ في اختيار معاونيه وحاشيته ويتصور ان الأوطان ملك للسلاطين يعبثون فيها كما شاءوا.. كثير من فراعنة مصر كانوا أسوياء وهم يصافحون السلطة لأول مرة ولكن سرعان ما تغيرت الأشياء وتحولوا امام حملة المباخر والكهان ومواكب النفاق إلي آلهة فكانت نهايتهم شيئا مختلفا تماما عن بدايتهم فسجنوا معارضيهم.. و***وا كل صاحب رأي ونشروا الفتن والإنقسامات والمؤامرات بين شعوبهم فكانت النهايات المأساوية التي لحقت بهم.


< علي الرئيس الجديد ان يري شعبه من مكان واحد ومن خلال نظرة واحدة فلا يفرق بين دين ودين وفصيل وفصيل وان يقف علي مسافة واحدة وهو يتفحص مطالب شعبه فلا يرفع طبقة ولا يجامل رفاقا ولا يوزع خيرات وطنه علي بطانة سوء أو حاشية مغرضة أو أسرة فاسدة.. امام الرئيس الجديد طبقات اجتماعية شردها الفقر والجوع والمرض وعليه ان يبدأ رحلته مع هموم الناس من خلال هؤلاء المحتاجين لأن حزب الفقراء هو أكبر أحزاب مصر عددا.. وفي هذا الحزب سوف يجد الرئيس الجديد الملايين من سكان العشوائيات.. والملايين من الأميين الذين لايقرأون ولا يكتبون والملايين من مرضي فيروس سي والفشل الكبدي والكلوي, وسوف يجد الملايين من أطفال الشوارع.. والملايين من شباب رائع يتسكع في الشوارع بلا عمل, امام الرئيس الجديد9 ملايين شاب يعانون البطالة.. و20 مليون مواطن تطحنهم الأمية و3 ملايين طفل في الشوارع و12 مليون مواطن يسكنون العشوائيات.


< امام الرئيس الجديد ملفات كثيرة للنظام السابق.. ولكن هناك ثلاثة ملفات لا تحتمل التأجيل أولها المسئولية الجنائية عن *** شهداء ثورة يناير لا نريد إلقاء التهم جزافا ولكننا نبحث عن العدالة لأن دماء الشهداء والمصابين في رقابنا جميعا.. الملف الثاني هو اموال مصر الهاربة في الداخل أو الخارج ولا بد من فتح هذه الملفات وإجراء التحقيقات فيها, أما الملف الثالث فهو المصالحة الوطنية لأن الانقسامات في الشارع المصري الآن تهدد كيان هذا الوطن في كل شئ.. من سرق شيئا عليه ان يعيده ومن كان طرفا في فساد سياسي أو مالي أو إداري ينبغي ان يلقي جزاءه في ظل احترام كامل للقوانين والعدالة.


< علي الرئيس الجديد ان يفتح ابواب الحوار والتواصل مع جميع القوي السياسية والفكرية والاجتماعية في مصر وان يكون رئيسا لكل هذا الشعب.. إن الرئيس في موقعه الجديد يحتاج إلي كل صاحب فكر.. وكل صاحب موقف وان يحترم كل رأي معارض,وان يدرك انه لا يستطيع ان ينجز شيئا دون ان يستعين بكل صاحب خبرة,وأن مشاكل هذا المجتمع أكبر بكثير من ان تواجهها قدرات عدد من الأشخاص مهما كانت قدراتهم.. علي الرئيس الجديد ان يفتح ابوابه وألا يسكن برجا عاجيا وألا يبتعد عن هموم شعبه وان يسمع صرخات الناس لأن الذين سبقوه سجنوا أنفسهم في قصور الغرور والتعالي وانفصلوا عن شعوبهم فكانت نهايتهم المؤلمة الحزينة.


< امام الرئيس الجديد مجموعة من الأرقام المزعجة عليه ان يقرأها جيدا وان يناقش كل رقم فيها مع أصحاب الرأي والخبرة.. امامه ديون خارجية وداخلية تجاوزت ترليون و300 مليار جنيه بحيث أصبح علي كل مواطن مصري دينا يبلغ15 ألف جنيه.. وان يبدأ رحلة للتفاوض علي إسقاط جزء من هذه الديون وان يصرخ امام العالم كله بأن هذه الديون سرقتها عصابة, وعلي العالم ان يتحمل مسئولياته في إسقاط هذه الديون فقد كان شريكا لنظام فاسد.. علي الرئيس الجديد ان يعلم ان العجز في الميزانية قد تجاوز150 مليار جنيه سنويا وعليه ان يدبر هذه الأرقام ويعيد ترتيب أولوياتها.. ان يدرك الرئيس الجديد ان حجم الإحتياطي إقترب من15 مليار دولار وهذا الرقم لا يوفر احتياجات حزب الفقراء في مصر ستة أشهر فقط.. وعليه ان يعلم ان هناك ثلاث ميزانيات تحتاج إلي دعم غير عادي هي التعليم وهو أساس بناء دولة حديثة.. والصحة لأن صحة المصريين في خطر والإسكان لأن العشوائيات هي الأرض الخصبة للجهل والجريمة والتطرف. وعلي الرئيس الجديد ان ينزل مرة واحدة كل شهر إلي أحد الأسواق لكي يري بعينيه ويسمع بأذنه كيف ارتفعت أسعار السلع في كل شئ دون رحمة من التجار أو رقابة من الحكومة.. وعلي الرئيس ان يسد عشرات بل مئات البلاعات التي تتسرب فيها اموال الدولة ولا يعرف أحد عنها شيئا.


< علي الرئيس الجديد ان يكون علي يقين بأن العقل المصري هو ثروة مصر الحقيقية وان هذا العقل تعرض لعمليات تجريف ضارية ويحتاج الآن إلي إعادة بناء كاملة في الفكر والثقافة والإعلام بحيث يستعيد بريقه ودوره ومسئولياته ولن يتحقق ذلك إلا من خلال حريات كاملة في الفكر والإبداع والحوار.. ان ثقافة مصر وإعلامها تحتاج إلي رؤي جديدة توفر مناخا صحيا لإبداع خلاق وفكر مستنير يجب ان يدرك الرئيس الجديد ان سلبيات الحريات تعالجها حريات أكثر وان تطرف الفكر يعالجه فكر وسطي مستنير.. وان الجنوح في أي شئ يحتاج إلي الحكمة والتوازن.. يجب ان يدرك ان مؤسسات مصر الفكرية والثقافية والدينية هي قلاعها الحقيقية التي انارت هذا العالم ابتداء بالأزهر الشريف والجامعات والمؤسسات الثقافية العريقة والمتاحف والآثار والإبداع المصري الخلاق.. لا يوجد تعارض بين الإبداع الراقي والحياة بكل جوانبها فكرا وتدينا وإحساسا ومسئولية.. ومن هنا يجب ان ترعي الدولة مبدعيها وأصحاب الفكر فيها لأنهم ثروتها الحقيقية وزادها الدائم.


< علي الرئيس الجديد ان يراجع ملفات موارد مصر وثرواتها الكثيرة,وسوف يكتشف ان مصر ليست دولة فقيرة وان مواردها كثيرة ولكنها تسربت عبر سنوات وعقود إلي جيوب اعداد قليلة من البشر.. في مصر ثروات تكفي شعبها وتوفر له حياة كريمة,ولكن المهم هي العدالة,الزائر الغائب والحلم المستحيل.
< علي الرئيس الجديد ان ينزل للناس وان يعيش بينهم وان يكون الشعب هو حارسه الحقيقي وليس قوات الأمن وحاشية السوء,لأن الهروب إلي الأبراج العاجية وشلل الأنس والنفاق والمباخر الملوثة كل هذه الأشياء تتحول إلي سواتر وجدران تفصل الحاكم عن شعبه وتتحول هذه الهموم مع الكبت والحرمان والسجون والمعتقلات إلي براكين لا يعرف الحاكم متي تثور وتتحول إلي جحيم ونيران وغضب..


< علي الرئيس الجديد ان يحلم مع شعبه لأن أسوأ انواع الحكام حاكم لا يحلم,والحلم لا يعني احلاما لليقظة ولكن ان يولد إيمان ويقين بأن الغد سيكون أفضل وان الشعوب قادرة علي ان تصنع المستحيل حين يشارك الحكام شعوبهم في مواكب الأحلام فإنهم يغيرون العالم.. كل الأشياء الكبيرة والعظيمة في هذا العالم بدأتها احلام صغيرة صنعها حاكم عظيم وشعب قادر.

totta2101
23-06-2012, 06:18 PM
جزاك الله كل خير

faten forever
23-06-2012, 11:42 PM
موضوع هام
ربنا يولى من يصلح

جزاكم الله خيرا

الأستاذة ام فيصل
27-06-2012, 12:37 AM
وصايا اكثر من رائعة
شكرا على الموضوع
تحياتي

ahmed el nawam
27-06-2012, 12:49 AM
جزااااااااااااااااكم الله خيراااااااا ... راااااااائعة