مشاهدة النسخة كاملة : كارل بروكلمان صاجب فهرس المخطوطات الشهير


simsim elmasry
02-08-2012, 11:29 AM
http://islamstory.com/sites/default/files/styles/300px_node_fullcontent_img/public/12/04/17/stanss.jpgرئيس المستشرقين كارل بروكلمان، هكذا كان عنوان تلك الترجمة في مجلة الاستقامة، كنت في الشهور الأولى من عام 2008م في الهند ممثلا لمكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض للمشاركة في معرض نيودلهي الدولي للكتاب، وزرت جمعية أهل الحديث بالعاصمة قرب الجامع الكبير، وأكرموني أيما إكرام، ومما أكرموني به أن حصلت على مجلتهم الشهرية الموسومة بالاستقامة العدد: 18 ـ 28 / صفر ـ ذو الحجة/ 1428هـ، مارس ـ ديسمبر 2007م.
محتويات العدد:
1 ـ الظواهر الخارجية للحركات الإسلامية.
2 ـ الشباب واستنزاف طاقتهم.
3 ـ ترشيد الإنفاق والاستهلاك في ضوء الكتاب والسنة.
4 ـ قضية حبس الشمس لطائفة من الأنبياء.
5 ـ رئيس المستشرقين كارل بروكلمان.
6 ـ حكم قراءة الفاتحة للمأموم.
7 ـ التربية الإسلامية وأهدافها.
8 ـ تجديد المناهج الدارسية في المدارس الإسلامية.
9 ـ أحكام الاستئذان وآدابه.
10 ـ مراكز الدارسات العربية في غرب البنغال.
11 ـ الشعر العربي في الهند.
12 ـ الشيخ مختار أحمد الندوي في ذمة الله.
13 ـ اجتماعات وندوات جمعية أهل الحديث.

ولا تخفى أهمية المقالات المكتوبة أعلاه، إلا أنني رأيت أن أكتب للمهتمين بالمكتبات والمخطوطات والاستشراق ترجمة كارل بروكلمان، وإليك ما جاء في الدورية بنصه باستثناء الحواشي التي سأضع أرقامها بدون كتابتها:

رئيس المستشرقين كارل بروكلمان

عبد المنان محمد شفيق السلفي(*)
الباحث في جامعة أم القرى بمكة

ولد كارل بروكلمان في عام 1285هـ الموافق 17/سبتمبر/1868م، في مدينة ورستوك(1)، وكان أبو تاجرا، أما أمه فكانت سيدة خصبة الفكر، وموهوبة روحيا، ومنها ورث ميوله العلمية، وهي التي فتحت له آفاق الأدب الألماني وعرفته كنوزه(2).
بدأ كارل بروكلمان تعليمه في مسقط رأسه واستمر فيه حتى وصل إلى المرحلة الثانوية، وهنا ظهرت موهبته في اللغات وتجلت فيه الميول التي سيطرت على حياته بكل وضوح، وكان يهتم بالمجلات الجغرافية ويطلع عليها مرتين في الأسبوع، وكان ذلك عصر الاكتشافات الجغرافية العظيمة في آسيا وأفريقية، ومن هنا زاد اهتمامه بالعالم الشرقي وعن هذا الطريق ارتبط خياله بالمشرق(3).
كما كان من أكبر أمانيه أن يعيش وراء البحار، ويجوب العالم سواء كطبيب بحري أو مترجم أو مبشر ديني، ولهذا السبب بدأ يحضر دروس الأستاذ نيرغر معلم اللغة العبرية في تلك المدرسة الثانوية، وأتقن العبرية إلى درجة أنه استطاع أن يترجم في امتحان الشهادة الثانوية النهائي نصا عبريا من سفر عاموس (العهد القديم) ترجمة شفوية فورية دون أي إعداد سابق لها، كما بدأ يدرس اللغة الآرامية (لغة الكتاب المقدس)، واللغة السريانية وهو لا يزال طالبا في الثانوية(4).
وكان الطالب حاد الذكاء نابها فهيما سريعا في القراءة وكثير الدراسة والمطالعة، وكانت ذاكرته قوية تحفظ كل ما كان يقرأ، ويضاف إلى ذلك أنه كان يملك قدرة فائقة على التنظيم والتنسيق(5).
ثم التحق كار بروكلمان بجامعة روستوك في عام 1304هـ الموافق ربيع 1886م، ودرس إلى جانب الاستشراق اللغات الكلاسيكية (اليونانية، واللاتينية)، والتاريخ، فأخذ اللاتينية على أستاذ ليو، ودرس العربية والحبشية على أستاذ فريدرش فيلهم مارتن فليبي، وبناء على توجيه فيلبي انتقل بروكلمان إلى جامعة برسلا، في عام 1305هـ الموافق 1887م(6)، وفيها درس اللغات الشرقية على يد أستاذ فرينكل، وأخذ العلوم الشرقية طوال فصلين دراسيين على يد بريتوريوس، كما حضر دروس هلبرنت في اللغات الهندية الجرمانية(7).
وفي عام 1306هـ الموافق ربيع 1888م سافر بروكلمان إلى (استراسبورغ) بناء على توجيه فيلبي وبريتوريوس للدراسة على يدي تيودور ولدكه(8)، وتعلم منه كثيرا وإفاد منه إفادة كبرى في الشرقيات، كما كان يحضر دروس هوبشمن، في اللغة السنسكريتية والأرمنية، ودروس دومشن في اللغة المصرية القديمة(9)، كما كان يحضر دروس أوتينج في النقوش العربية والخط العربي (10).
واستمر كارل بروكلمان الطالب النبيه النجيب الذكي في تعليمه الجامعي بجد ونشاط، وقطع خطوات كبيرة فيها وأنجز إنجازات عظيمة حتى استطاع هذا الشاب الغض ذو الاثنين والعشرين عاما فقط أن يحصل في منتصف عام 1308هـ الموافق التاسع من إبريل سنة 1890م على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة استراسبورغ برسالة موضوعها (علاقة كتاب الكامل لابن الأثير بتاريخ الطبري)(11).
والأساتذة الآخرون الذين أخذ كارل بروكلمان عنهم العلم في استراسبورغ هم: ليو، وكايبل، وعالما اللغات الكلاسيكية ميشائيل والمؤرخ ك. ي . نويمان، وباول شيفربويشورست، وباومغارتن، والفيلسوف فندلباند(12).
وفي بداية عام 1309هـ الموافق أول أكتوبر 1890م جرى تعيينه كمدرس في المدرسة الثانوية البروتستنتية في استراسبورغ أولا تحت التمرين وبعد ذلك مدرسا مساعدا، ولكنه رأى أنه لا مستقبل له في هذه المدرسة، ورغب في التدريس الجامعي وعزم على ذلك، ولأجل هذا غادر إلى برسلاو في عام 1310هـ الموافق نوفمبر 1892م حصل على دكتوراه التأهيل للتدريس في 1310هـ الموافق 28يناير 1893م برسالة عنوانها: (أبو الفرج ابن الجوزي: تلقيح فهوم أهل الآثار في مختصر السير والأخبار)(13).
ويبدو من دراسة حياته أنه بعد ذلك قام بالتدريس الحر في جامعة برسلاو مقابل راتب زهيد لا يتجاوز مائة مارك شهريا لأعوام عديدة وإلى جانب ذلك واصل دراساته العربية واشتغل بالتأليف والتصنيف، ثم انتقل إلى معهد اللغات العربية، وفي صيف العام نفسه خلا منصبان أحدهما: منصب أستاذ مساعد في جامعة إيرلنجن، والثاني: منصب أستاذ مساعد في جامعة برسلاو، وعرض المنصبان على بروكلمان فاختار برسلاو، وانتقل إليها وبقي فيها إلى محرم 1321هـ الموافق ربيع عام 1903م، ثم انتقل إلى جامعة كينجزبرج في العام نفسه، وأصبح أستاذا ذا كرسي فيها، ومكث فيها إلى عام 1328هـ الموافق 1910م، ثم أصبح أستاذا في جامعة هله وعمل فيها إلى عام 1341هـ الموافق 1922م، وكان سعيدا فيها من أي مكان آخر؛ لأن تلاميذه هنا كانوا أوفر مواهب واهتماما(14).
ثم شغل منصب الأستاذية في جامعة برلين وكان يعتقد أنها أفضل جامعة في ألمانيا لتحقيق آماله العلمية وتحسين ظروفه الاقتصادية، ولكن آماله لم تتحقق، ولذا ترك جامعة برلين بعد عام واحد فقط، وعاد مرة أخرى إلى جامعة برسلاو وحل محل أستاذه يريتورس، وبقي فيها مدة طويلة حتى تم انتخابه كرئيس للجامعة في صفر 1351هـ الموافق صيف عام 1932م، ولكنه اضطر إلى الاستقالة من منصبه في ذي القعدة 1351هـ الموافق شهر مارس 1933م بعد أن استولى النازي على السلطة(15).
وتقاعد بروكلمان في محرم 1354هـ الموافق خريف عام 1935م، وانتقل إلى هله ثانية في بداية عام 1355هـ الموافق ربيع عام 1937م؛ لأنه أراد استخدام مكتبة جمعية المستشرقين لأبحاثه وخاصة لمواصلة العمل في كتابه الرئيي ((تاريخ الأدب العربي)) ومكث فيها إلى عام 1364هـ الموافق 1945م مواصلا تأليفه وتصنيفه، وظهرت له كتب عديدة في هذه الفترة، ثم ذهب إلى جامعة برسلاو وعمل فيها كأمين مكتبة جمعية المستشرقين الألمانية، وصرف كل همه لإعادة تنظيمها واستعادة ما نقل من كتبها ومخطوطاتها .
وفي منتصف 1366هـ الموافق صيف عام 1947م جرى تعيينه كأستاذ فخري، وحصل في العام نفسه على مقعد الأستاذية في اللغة التركية، وكان يلقي الدروس في اللغات المختلفة، وأحيل بروكلمان للمرة الثانية على التقاعد في منتصف 1372هـ الموافق صيف عام 1953م، ولكن مع ذلك استمر في نشاطاته العلمية وواصل التدريس والتأليف.
وأصيب بروكلمان في ليلة عيد الميلاد في ربيع الثاني 1374هـ الموافق ديسمبر 1954م بنزلة برد لم يستطع أن يتخلص من مضاعفاتها فيما بعد، ولكنه على الرغم من ذلك استمر في عمله التعليمي ويتابع أبحاثه بالقدر الذي كانت تسمح به ظروفه الصحية، واستعان بواحد من أواخر تلاميذه حتى استطاع إتمام كتابه الأخير نظم اللغة العبرية وقد طبع هذا الكتاب بعد وفاته (16).
وتوفي هذا المستشرق الألماني الكبير في 26من رمضان 1375هـ الموافق السادس من مايو عام 1956م(17).
ومن أهم مميزات بروكلمان أنه كان يجيد 11 لغة شرقية ويتقنها (تحدثا وقراءة وكتابة) وهي: العربية، السريانية، العبرية، الآشورية، البابلية، الحبشية، الفارسية الوسطى، الفارسية الحديثة، الأرمنية، التركية، القبطية، إلى جانب إتقانه اليونانية، واللاتينية، والفرنيسية، والإيطالية، والإنجليزية، والأسبانية(18).
وكان يأخذ بروكلمان أثناء المحاضرة والتدريس بنظر الاعتبار رغبات مستمعيه، وكان يقيم حلقات دراسية كثيرة لتعليم اللغات المختلفة، وكان في المحاضرات يجيب بكل طيب خاطر على جميع الأسئلة التي كان طلابه يوجهونها له، ولم يكن يتقدم في المحاضرة إلا بعد التأكد من زوال أي غموض أو صعوبة، أما خارج محاضراته فقد كان منغمسا في أبحاثه وأعماله العلمية، بحيث قلما تجرأ طلابه على توجيه أي سؤال له وإذا ما حدث وسأله أحد رغم ذلك، فإن بروكلمان كان يلقي عليه الجواب فورا بكل ما يتعلق بالموضوع وبكل دقة بحيث يمكن أن يرسل جوابه للطبع فورا.
وكان بروكلمان يتمتع بالذاكرة الممتازة، وقدرة خارقة على التنظيم والتنسيق، وموهبة للفهم السريع، وقدرة على حسن تقدير أبعاد عمل أو بحث معين، بالإضافة إلى إرادة حديدية وطاقة خارقة على العمل والإنتاج، وقد عرف مقدراته خير معرفة وكان يستخدمها خير استخدام، وكان عمله اليومي منظما بكل دقة وصرامة، وفي أعوام حياته الأولى كان يسافر كثيرا في الإجازات وكان يحب البحار ويستمتع بالتجوال(19).
واشتهر كارل بروكلمان في مجالات عديدة وبصفة خاصة في فقه العربية وقراءتها قراءة سليمة فصيحة وكتابتها كتابة، وأيضا في التاريخ الإسلامي وتاريخ الأدب العربي حتى عد إماما من أئمتها(20).
لقد كرمت أوربا وأهلها كارل بروكلمان تكريما يليق به تقديرا لجهوده العظيمة ولإنجازاته الكبيرة في مجال العلم والمعرفة، ورحبت به الجمعيات والمنظمات الأوروبية وفتحت له أبوابها ومنحته عضويتها تكريما له، ومن ثم تم انتخابه كعضو مراسل أو عامل في كثير من المجامع العلمية والأكاديميات في العالم، فكان عضوا عاملاً في الأكاديمية السويسرية للعلوم، وعضوا في الجمعية العلمية السويدية، وعضوا في الجمعية الألمانية للدراسات الشرقية، والجمعية الآسيوية الملكية في لندن، والجمعية العلمية السويدية، وعضوا في الجمعية الألمانية للدراسات الشرقية في الولايات المتحدة الأمريكية، والجمعية اللغوية الأمريكية، والمجمع العلمي العربي في دمشق.
ولكل هذا تعبير عن تكريم العلماء في أوروبا الشرقية وأمريكا والعالم العربي لبروكلمان الذي أسهم في أكثر من ميدان بدراسات علمية على مستوى العالم، وبعد كفاح علمي طويل نال بروكلمان في دولته من التقدير أرفع درجاته ومن التكريم أسمى صوره، فمنحته جمهورية ألمانيا الديمقراطية سنة 1370هـ الموافق 1951م أرفع أوسمتها بأن قدمت له الجائزة الوطنية الألمانية، واحتفلت به في مؤتمر علمي عقد في العيد المئوي لميلاده(21).
أما إنجازاته العلمية والأدبية فهي أكثر من أن تستوعب في مقال وجيز، أكبر باحث ولذلك اعتبر بالجامعات الأوروبية في النصف الأول من القرن العشرين في مجالات الدراسات السامية وتاريخ التراث العربي، حيث عاش حياة عامرة بالبحث والدراسة العلمية، وحياة علمية حافلة بالتأليف والتصنيف الأكاديمي، وظل يؤلف أكثر من 66عاما، وبسبب تمتعه بالذاكرة القوية والممتازة والجلد والتوجيه العلمي والصفات الأخرى كما مر ذكرها أنجز في حياته وحيدا ما تنوء بإنجازه العصبة القوية(22) حتى بلغ عدد مؤلفاته (555) مؤلفا ما بين تأليف وتحقيق وبحوث ومقالات وتقارير وغيرها(23)، ومما يبعث على الدهشة والإعجاب أنه لم يكن هذا الإنجاز في مجال علمي واحد أو في لغة واحدة بل تنوعت اهتماماته العلمية وبحوثه الفكرية في لغات عديدة. ومن هنا أكتفي في السطور القادمة بذكر بعض مؤلفاته القيمة، والتعليق عليها إذ دعت الحاجة إليها، وهاكم مؤلفاته:
1 ـ علاقة كتاب الكامل لابن الأثير بتاريخ الطبري، ألفه كرسالة دكتوراه كما مر، وهو أول باكورته العلمية.
2 ـ تاريخ الأدب العربي: وهو كتابه الرئيسي والأهم، ومرجع أساسي إلى يومنا هذا في كل ما يتعلق بالمخطوطات العربية وأماكن وجودها، ولا غنى عنه لأي باحث في مجال المخطوطات والأعلام(24).
وتناول بروكلمان في هذا الكتاب التراث العربي من فجر الإسلام إلى وقت صدور الكتاب ويشتمل على خمسة أجزاء، وظهر طبعه الأخير في حياته بين عامي 1934 ـ 1948م(25).
3 ـ ديوان لبيد بن ربيعة، تحقيق وترجمة ودراسة.
4 ـ طبقات ابن سعد: دراسة وتحقيق ونقد الجزء الثامن.
5 ـ فهرست المخطوطات العربية والفارسية والقبطية والتركية والسريانية والحبشية المحفوظة في هامبورج.
6 ـ تاريخ الشعوب الإسلامية: لم يقتصر فيه بروكلمان على التاريخ العربي بل تناول تاريخ كل الدول الإسلامية حتى العصر الحديث، ووضع في آخر الكتاب دليلا زمنيا يضم حوالي 400تاريخ، تعد أهم معالم الطريق في التاريخ الإسلامي، طبع عام 1939م.
7 ـ المعجم السرياني: لم يكتف بروكلمان في هذا المعجم بإيراد اللفظ السرياني ومقابله اللاتيني بل جعله معجما تأصيليا مقارنا، حيث إنه يذكر اللفظ السرياني مع المقابلات السامية الأخرى في العربية والعبرية وسائر اللغات السامية.
8 ـ الأساس في النحو المقارن للغات السامية: تناول المؤلف في القسم الأول اللغات السامية وتوزيعها الجغرافي والتاريخي في مقدمة علمية، ثم درس الأصوات في اللغات السامية دراسة مقارنة، ثم عقد لبناء الكلمة في اللغات السامية، أما القسم الثاني فقد تناول بناء الجملة في اللغات السامية، إذن يعد هذا كتابا مهما في علم اللغة المقارن من جوانبه الصوتية والصرفية والنحوية التركيبية.
9 ـ النحو السرياني: وهو كتاب ما يزال إلى يومنا أفضل ما ألف في بابه.
10 ـ دراسة في الآشورية.
11 ـ نظرية أصوات الحلق في الآشورية.
12 ـ التاء نهاية للتأنيث في اللغات السامية.
13 ـ حول الأصوات في اللغة العبرية.
14 ـ اللغة السامية.
15 ـ النحو العربي: ألفه عام 1925م على أساس كتاب المستشرق سوسين.
16 ـ بناء الجملة في اللغة الأجريتية، وهي لغة سامية اكتشفت سنة 1992م، ومع هذا تحدث عنها علميا في هذا المقال.
18 ـ الآداب الشرقية: اشترك في تأليفه مع المؤلفين الآخرين.
19 ـ تاريخ الآداب المسيحية: اشترك في تأليفه مع المؤلفين الآخرين.
20 ـ اللغات السامية وآدابها: تأليف مشترك أيضا.
21 ـ عيون الأخبار: تحقيق.
22 ـ قواعد الصرف العبري، هو آخر كتاب ألفه في حالة مرضه وطبع بعد موته.
23 ـ ديوان لغات الترك الذي ألفه محمود بن الحسين الكاشغري، قام بشرحه وتحقيقه ودراسته، طبع عام 1928م.
24 ـ قواعد اللغة التركية الشرقية للغات الأدبية الإسلامية لأواسط آسيا.
25 ـ تلقيح فهوم أهل الآثار في مختصر السير والأخبار لعبد الرحمن أبي الفرج بن الجوزي دراسة وتحقيق، ألفه كرسالة ونال بها شهادة دكتوراه التأهيل للتدريس كما سبق ذكره(26).

هذا، وليس نجاف على الباحثين أن افتراءات بروكلمان على التاريخ الإسلامي كثيرة، وقد قام الدكتور غيثان علي جريس بنقد ودحض افتراءاته على السيرة النبوية في كتابه المسمى (افتراءات المستشرق كارل بروكلمان على السيرة النبوية)، كما قام عبد الكريم علي باز بنقد بعض آرائه في التاريخ الإسلامي في كتابه الموسوم (افتراءات فيليب حتي وكارل بروكلمان على التاريخ الإسلامي)، وقد كان هذا الكتاب في الأساس رسالة علمية نال بها الطالب درجة الماجستير من جامعة الملك عبد العزيز عام 1398 ـ 1399هـ.
أما أنا فأختار التاريخ الإسلامي في الهند: لأنه حسب علمي ـ لم يقم أحد بدراسته ـ وسأبين إن شاء الله تعالى افتراءات كارل بروكلمان في التاريخ الإسلامي بالهند من خلال كتابه (تاريخ الشعوب الإسلامية) ثم أقوم بنقد آرائه والرد عليها ردا علميا.
ومن ملاحظاتي أنه لم يتعرض إلى تاريخ الإسلام في الهند في كتابه (تاريخ الشعوب الإسلامية) في باب أو فصل أو مبحث مستقل، بل تعرض له في أماكن متفرقة ضمنيا، كأن الأمر لا يعنيه، أو لأن الدولة الهندية كانت تحت سيطرة الإنجليز في عصره، والمسلمون ما كانوا يديرون دفة البلاد، ولذا عدها دولة غير إسلامية، ولكن يمكن قبول هذا القول بالنسبة للقرن التاسع عشر والعشرين، أما من قبل فقد كان المسلمون حكام الهند، وكانوا يديرون شئونها.
وعلى كل حال فقد تكلم بروكلمان عن مسلمي الهند في كتابه المذكور أعلاه في الصفحات (138، 268، 377 ـ 378 ، 557، 696، 776)(26).
وكما ذكر أن كلامه عن الهند لم يكن مستقلا بل جاء ضمنا بعض الأبواب، إلا أن كتاباته خاطئة عمدا، حيث استخدم كلمات لا تصح استعمالها بالنسبة للمسلمين فمثلا يقول عن محمود الغزنوي في الصفحة رقم 268: إنه احتل كجرات في الهند ونهب معبد سومنات.
فنعلم جميعا أن فتح محمود لم يكن احتلالا وحصوله على الغنائم لم يكن نهبا وسلبا كما هو عند النصارى.
ويذكر مبينا النزاع بين المسلمين في أفغانستان في الصفحة رقم 3388: أن إخوة سورى ما لبثوا أن حشدوا جحافلهم المتوحشة وأعادو الكرة ... فيستخدم كلمة المتوحشة للمسلمين كأنهم وحوش بعيدون عن الحضارة والمدنية، ولا يعرفون آداب الحروب ونظمها وقوانينها مثل النصارى الذين لا يبالون بإل ولا ذمة في حالة غلبهم على المسلمين ويقومون بال*** والتدمير على أوسع نطاق، وهذا هو ديدنهم وهو واضح من التاريخ الإسلامي.
كما يقول في ص557 ضمن ذكر الوهابيين: أما في الهند، حيث كان السيد أحمد الراي لبريلوي قد سعى إلى نشره عقب أدائه فريضة الحج 1822 ـ 1823م، فقد أحدث في العقود التالية كثيرا من الاضطراب بسبب من أن أتباعه في مقاطعة الفتن واصلوا إعلان الجهاد ضد غير المسلمين.
فلا شك أنه يقصد ويشير بهذه العبارة إلى الحركة التي تعرف في الهند بحركة الإمامين أحمد بن محمد عرفان والشاه محمد إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، ولا ريب أن معلوماته هذه كلها خاطئة، ونعذره في ذلك لأنه بدون شك استقى معلوماته من المصادر الأنجليزية، وما دامت هذه الحركة ضد الإنجليز وطردهم من الهند وتحريرها فالإنجليز ربطوها بالوهابية عمدا لأسباب سياسية ودينية لا يخفى على المؤرخين، ومع هذا كان يلزمه أن يراجع المصادر والمراجع الهندية التي ألفها المسلمون هناك ويطلع على آرائهم، وإذا لم يتيسر له الكت، فكان من الممكن مراجعة علماء الهند ومراسلتهم وأخذ آرائهم في هذا الصدد ولكن لا نعذره في الأشياء التالية لأنه لا شك كان رجلا مثقفا متعلما حاد الذهن واسع الإطلاع على تاريخ المسلمين، وهي:
1 ـ تسمية حرك الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بالحركة الوهابية كذلك تسمية حركة الإمامين بالحركة الوهابية وربطها بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولا أريد أن أخوض في الكلام حول الوهابية فإنها لا يخفى على الباحثين والمؤرخين، وهذا خطأ فادح من بروكلمان.
2 ـ تسمية جهاد المسلمين بإحداث الاضطراب والفوضى داخل البلاد، ولا شك أن جهاد المسلمين ضد الإنجليز كان للحصول على الحقوق الشرعية والدولية ولأجل تحرير الهند من المحتلين، وهذا لا يسمى اضطرابا، بل هو حق شرعي وديني وإنساني ودولي، فنسأل بروكلمان لو احتل أحد بيتك الذي تسكن فيه أو بلدك ووطنك فهل أنت تتخلى عنهما بدون بذل أي جهد لأخذ حقوقك، أو تبذل جهودك وتستعمل كل الوسائل لاسترداد حقوقك المشروعة، وهل تعتبر هذا الجهد من باب الاضطراب يا بروكلمان؟.
ولا شك أن إجابتك تكون بالنفي، فلماذا هذا الافتراء على المسلمين يا زعيم المستشرقين وأين موضوعيتك ومنهجيتك في دراستك؟.
3 ـ كما أبغى أن أوضح أن هذا الجهاد لم يكن ضد جميع غير المسلمين يا بروكلمان بل كان ضد الإنجليز والسيخ فقط، وجاهد السيد السيخ مضطرا إلى ذلك، لأن السيخ كانوا حلفاء الإنجليز وكانوا على الحدود بين السيد والإنجليز، ودعاهم السيد إلى الصلح والقتال معا ضد الإنجليز ولكن لم يرضوا بذلك، ولذلك جاهد ضدهم، وإلا في الأساس كانت هذه الحركة ضد الإنجليزن ولذلك نرى أنه لم يحارب الهندوس لأنهم كانوا إخوة الوطن، وهم أيضا يريدون تحرير الهند من الإنجليز ولذا نراهم ساعدوا السيد من الناحية المادية واشتركوا معه في جهوده التحريرية سواء كانت السلمية أو القتالية.
4 ـ حركة الإمامين بدأت قبل أن يقوما بأداء الحجن وهي حركة سلفية على أساس الكتاب والسنة، ونسبت إلى الوهابية من قبل الإنجليز قبل أدائهما الحج، ولذا لا يصح القول بأن السيد سعى إلى نشر الوهابية بعد أداء الحج.
وأكتفي بهذه النماذج فهي كافية للدلالة على افتراءاته.
___________________________________________
(*) الكاتب الأصلى للموضوع