مشاهدة النسخة كاملة : كيف أتعامل مع زملائي الجدد؟!


abomokhtar
16-08-2012, 05:15 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عُيِّنْتُ منذ أيام في عمل جديد، وتعرفتُ على الزملاء الموجودين في العمل، مشكلتي أني أجد من معي يتكلمون كثيرًا، ويفتحون مواضيع كثيرة، وأشعر بينهم بغربة، والأكثر مِن ذلك أنهم لاحظوا ذلك عليَّ، فقالوا لي: أنت كثير الصَّمت، علمًا بأني أثق في نفسي جدًّا، وأتكلم مع أصدقائي الذين أعرفهم بطلاقة!

فماذا أفعل؟ وكيف أتداخل معهم في أحاديثهم؟


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

ابني الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نرحب بك أولًا ، ونسأل الله تعالى أن يُسددنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.

وأحيي ما لمستُه فيك مِن ثقة بالنفس، ورغبة جادة في التواصل الاجتماعي السليم، وهي سماتٌ إيجابية تُحسَب لك، وأتمنى منك تعزيزها في نفسك.
لكن هذه السمات الإيجابية، لا يجب أن تجعلَك تتعجل الأحداث، وتتوتَّر لانتظار النتائج، فأنت لم تقضِ مع زُملائك أكثر مِن بضعة أيام، وما زال الوقت مبكرًا جدًّا لبناء العلاقات معهم، والتي تجعلك تشاركهم أطراف أي حديث يخوضون فيه.
صحيح أن هناك مَن يستطيع فعل ذلك بسرعةٍ كبيرة، لكني لا أنصحك بذلك؛ لعدم معرفتك بالطبيعة الشخصية والفكرية والاجتماعية لزملائك، وهي طبيعة لا يكشف عنها إلا الوقت والمواقف الجادة.
فلو صُدِمتَ - لا قَدَّر الله تعالى - في أحد زملائك في خُلُق سيئ مثلًا، جعلك لا تطيق التواصل معه بأحاديث ومجاملات، فسيكون من الصعب عليك حينها أن تُقَلِّل مِنْ كمِّ ونوع أحاديث اعتادها منك.
ولذلك فإنَّ التريُّث في ذلك، والتزام الاتِّزان في بناء العلاقات الشخصية، والتي تسمى بـ: (العلاقات الغير رسمية) في ميدان العمل، حتى تتعرفَ أكثر على سمات مَن حولك؛ لتختار معهم نوع الحديث المناسب، وعُمق التواصل، وفق ما يناسبك أنت - سيجنبك كثيرًا من المشكلات التي تعج بها ساحات العمل.
مِن ناحية أخرى فإن العشرة والتعامل بالخلق الحسن مع مَن حولك جميعًا، وتجنُّبك التطفُّل، والابتعاد عن الخوض في القيل والقال، سيعمل على بناء انطباع إيجابي عنك لدى زملائك، وبذلك ستحظى بمحبتهم واحترامهم وتقديرهم، خاصة وأنك لم تنسَق إلى استهزاءاتهم واستفزازاتهم الكلامية التي تُواجهها الآن، واعتمدت الحكمة والتغاضي بعقلانية عما يُزعجك منهم.

وأخيرًا:
أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يمنَّ عليك بالرفقة الصالحة، ويفتح لك أبواب فضله، وينفع بك، وسنسعد بالسماع منك مجددًا.