مشاهدة النسخة كاملة : شخصيتك ضاقت عليك


abomokhtar
06-09-2012, 12:53 AM
إذا ضاقت عليك شخصيتك غيرها، فليست الملابس وحدها التى تحتاج ذلك، ليس من المناسب أبدا أن يحتفظ رجل مكتمل الرجولة بشخصيته أيام المراهقة تلك الفترة التى تميز فيها بالطيش الحالم والخفة الصبيانية، إن ملابسه اللافتة ومبالغاته فى الحديث واستخدامه لمفردات وألفاظ غريبة لم تعد تليق به، المفترض أنه قد كبر عليها وازداد نضجه ووعيه، المنتظر منه الآن أن يكون رجلا ملء ثوبه يستمع أكثر مما يتحدث ويعد فقط بما يمكنه الوفاء به ويتجه لما يفيده ويوسع مداركه فى دينه ودنياه وإن لم يفعل نظر له الجميع باستياء، وتأخذه الدهشة، أنا لم أتغير فما الذى حدث؟
الذى حدث أنه كان واجبا عليك أن تتطور مع تيار الحياة وتجدد جلدك ليناسبك ولا تقف متشبثا بمكانك والجميع قد تجاوزك.
أيضا تلك المرأة التى عاشت طويلا فى دور الصبية الجميلة ولا اهتمام لها سوى زينتها وعاطفتها والدنيا تمر والأولاد يكبرون وتجدها تنافس ابنتها فى الملبس والدلال الذى لم يعد لائقا بها وترفض أن تنتقل لمرحلة الأمومة الخالصة وتتعجب ما الذى يأخذه عليها الجميع وهى كما هى.
يأخذون عليك تشبثك بمرحلة الشباب والدلال، وكلام فى سرك لو ارتديت ما يناسبك وعشت سنك واحترمت مرحلتك الحياتية ستبدين أكثر جمالا، سيقولون سيدة ناضجة جميلة خيرا من أن ينظر لك بازدراء ولسان الحال يقول يا لها من عجوز متصابية.
فكرة جمود الشخصية وتصلبها على حال واحد فكرة ضد الزمن الذى لا يقهره أحد، فالسمة الثابتة الوحيدة فى الحياة أنها متغيرة باستمرار، ولن نناقش أنها متغيرة فهو أمر مسلم به ولكن نناقش مسألة الاستمرار، يقول المثل الشعبى المحنك: (كل وقت وله أذان) الفجر البازغ غير الظهيرة اللاهبة ويختلف أيضا عن وقت الغروب حيث تسقط الشمس فى خط الأفق ويأتى بعدها ظلام الليل، تعاقب الفصول وتوالى الليالى والأيام والنبتة الخضراء الصغيرة التى تتحول لشجرة باسقة عملاقة كل ذلك يهمس بسر الحياة للناس (تحرك، تغير، تطور، تقدم، لا تقف مكانك مكتوف الأيدى، ولا تثبت على وضعك محلك سر).
ربما يكون السر وراء رفض التغيير هو التمسك بمرحلة ما، اعتقادا بأنها الأفضل ومن المعروف أن هناك ميلا فطريا للتمسك بأهداب الشباب ورفض مغادرته للأمام، والحقيقة أن من يعيشون أعمارهم الحقيقية يجدون فى كل مرحلة جديدة متعة وراحة لا يرضون عنها بديلا، كأن الجسد والعقل والروح يتغير ويتمدد ليناسب المرحلة الجديدة، فيشعر الإنسان بالراحة والمتعة الحقيقية فيما يناسب سنه فقط ويستبدل اهتماماته ونشاطاته السابقة بأخرى جديدة ويفيد نفسه وغيره أيضا.
رغم أن الشباب هم عصب الحياة، ولكن لا يمكن إغفال دور حكمة الأجيال الأكبر ومساندتهم والعروس الشابة الجديدة لن تستغنى عن حضن أمها لتنقل لها خبرتها وتساندها حتى تثبت أقدامها فى عشها الجديد، راية يسلمها جيل لجيل ومتعة فى تمكين الجيل الجديد وفرحة بنقل تاج الجمال لرأس الابنة من أمها.
إذا كنت تشعر بالضيق والتوتر وأن هناك ضغطا وعدم ملاءمة فى حياتك وكثر اللغط الرافض من حولك وكأنك فجأة أصبحت لا تعجب الناس، فربما تكون شخصيتك القديمة قد ضاقت عليك وأنت لا تشعر، تخلص منها واستبدلها بأخرى أكثر اتساعا وتسامحا وأنسب لنضجك ونمو خبرتك وملكاتك وأكثر تجددا ومناسبة لك وستشعر بالراحة والتحرر.





إيمان القدوسى (http://www.almesryoon.com/search.php?q=%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%20%D8% A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%88%D8%B3%D9%89)

أحمد هاشم الزيدي
11-09-2012, 12:02 AM
بارك الله في حضرتك
بجد موضوع جميل أوووووووي