مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ عبد العزيز بن باز


مستر محمد سلام
15-09-2012, 04:33 AM
تعريف بالشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز ولد في ذي الحجة سنة 1330هـ بمدينة الرياض،كان بصيرا ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346هـ وضعف بصره ثم فقده عام 1350هـ،حفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ ثم جد في طلب العلم على العلماء في الرياض ولما برز في العلوم الشرعية واللغة عين في القضاء عام 1350هـ ،لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك مما جعله يزداد بصيرة ورسوخا في كثير من العلوم،توفي رحمه الله قبيل فجر الخميس 27/1/1420هـ.

اسمه ونسبه
هو الإمام الصالح الورع الزاهد أحد الثلة المتقدمين بالعلم الشرعي، ومرجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، في الفتوى والعلم، وبقية السلف الصالح في لزوم الحق والهدي المستقيم، واتباع السنة الغراء: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، وآل باز - أسرة عريقة في العلم والتجارة والزراعة معروفة بالفضل والأخلاق قال الشيخ: سليمان بن حمدان - رحمه الله - في كتابه حول تراجم الحنابلة : أن أصلهم من المدينة النبوية، وأن أحد أجدادهم انتقل منها إلى الدرعية، ثم انتقلوا منها إلى حوطة بني تميم.

مولده

ولد في الرياض عاصمة نجد يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة عام ألف وثلاثمائة وثلاثين من الهجرة النبوية، وترعرع فيها وشب وكبر، ولم يخرج منها إلا ناويا للحج والعمرة.






نشأ سماحة الشيخ عبد العزيز في بيئة عطرة بأنفاس العلم والهدى والصلاح، بعيدة كل البعد عن مظاهر الدنيا ومفاتنها، وحضاراتها المزيفة، إذ الرياض كانت في ذلك الوقت بلدة علم وهدى فيها كبار العلماء، وأئمة الدين، من أئمة هذه الدعوة المباركة التي قامت على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأعني بها دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وفي بيئة غلب عليها الأمن والاستقرار وراحة البال، بعد أن استعاد الملك عبد العزيز - رحمه الله - الرياض ووطد فيها الحكم العادل المبني على الشرعة الإسلامية السمحة بعد أن كانت الرياض تعيش في فوضى لا نهاية لها، واضطراب بين حكامها ومحكوميها.


ففي هذه البيئة العلمية نشأ سماحته - حفظه الله - ولا شك ولا ريب أن القرآن العظيم كان ولا يزال - ولله الحمد والمنة - هو النور الذي يضيء حياته، وهو عنوان الفوز والفلاح فبالقرآن الكريم بدأ الشيخ دراسته - كما هي عادة علماء السلف - رحمهم الله - إذ يجعلون القرآن الكريم أول المصادر العلمية - فيحفظونه ويتدبرونه أشد التدبر، ويعون أحكامه وتفاسيره، ومن ثمَّ ينطلقون إلى العلوم الشرعية الأخرى، فحفظ الشيخ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل أن يبدأ مرحلة البلوغ، فوعاه وحفظه تمام الحفظ، وأتقن سوره وآياته أشد الإتقان، ثم بعد حفظه لكتاب الله، ابتدأ سماحته في طلب العلم على يد العلماء بجد وجلد وطول نفس وصبر.


وإن الجدير بالذكر والتنويه في أمر نشأته، أن لوالدته - رحمها الله - أثرا بالغا، ودورا بارزا في اتجاهه للعلم الشرعي وطلبه والمثابرة عليه، فكانت تحثه وتشد من أزره، وتحضه على الاستمرار في طلب العلم والسعي وراءه بكل جد واجتهاد كما ذكر ذلك سماحته في محاضرته النافعة - رحلتي مع الكتاب - وهي رحلة ممتعة ذكر فيها الشيخ في نهاية المحاضرة، وبالخصوص في باب الأسئلة بعض الجوانب المضيئة من حياته - فاستمع إلى تلك المحاضرة غير مأمور -.


ولقد كان سماحة الشيخ / عبد العزيز - حفظه الله - مبصرا في أول حياته، وشاء الله لحكمة بالغة أرادها أن يضعف بصره في عام 1346 هـ إثر مرض أصيب به في عينيه ثم ذهب جميع بصره في عام 1350 هـ، وعمره قريب من العشرين عاما؛ ولكن ذلك لم يثنه عن طلب العلم، أو يقلل من همته وعزيمته بل استمر في طلب العلم جادا مجدا في ذلك، ملازما لصفوة فاضلة من العلماء الربانيين، والفقهاء الصالحين، فاستفاد منهم أشد الاستفادة، وأثّروا عليه في بداية حياته العلمية، بالرأي السديد، والعلم النافع، والحرص على معالي الأمور، والنشأة الفاضلة، والأخلاق الكريمة، والتربية الحميدة، مما كان له أعظم الأثر، وأكبر النفع في استمراره.


على تلك النشأة الصالحة، التي تغمرها العاطفة الدينية الجياشة، وتوثق عراها حسن المعتقد، وسلامة الفطرة، وحسن الخلق، والبعد عن سيئ العقائد والأخلاق المرذولة ومما ينبغي أن يعلم أن سماحة الشيخ عبد العزيز - حفظه الله- قد استفاد من فقده لبصره فوائد عدة نذكر على سبيل المثال منها لا الحصر أربعة أمور: -


الأمر الأول : حسن الثواب، وعظيم الأجر من الله سبحانه وتعالى، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه في حديث قدسي أن الله تعالى يقول: إذا ابتليت عبدي بفقد حبيبتيه عوضتهما الجنة البخاري ( 5653 ).


الأمر الثاني: قوة الذاكرة، والذكاء المفرط: فالشيخ - رعاه الله - حافظ العصر في علم الحديث فإذا سألته عن حديث من الكتب الستة، أو غيرها كمسند الإمام أحمد والكتب الأخرى تجده في غالب أمره مستحضرا للحديث سندا ومتنا، ومن تكلم فيه، ورجاله وشرحه.


الأمر الثالث: إغفال مباهج الحياة، وفتنة الدنيا وزينتها، فالشيخ - أعانه الله - متزهد فيها أشد الزهد، وتورع عنها، ووجه قلبه إلى الدار الآخرة، وإلى التواضع والتذلل لله سبحانه وتعالى.


الأمر الرابع: استفاد من مركب النقص بالعينين، إذ ألح على نفسه وحطمها بالجد والمثابرة حتى أصبح من العلماء الكبار، المشار إليهم بسعة العلم، وإدراك الفهم، وقوة الاستدلال وقد أبدله الله عن نور عينيه نورا في القلب، وحبا للعلم، وسلوكا للسنة، وسيرا على المحجة، وذكاء في الفؤاد.









لعل من أبرز ما تميز به شيخنا


حفظه الله


الزهد في هذه الدنيا، مع توفر أسبابها، وحصول مقاصدها له، فقد انصرف عنها بالكلية، وقدم عليها دار البقاء، لأنه علم أنها دار الفناء، متأسيا بزهد السلف الصالح


رحمهم الله


الذين كانوا من أبعد الناس عن الدنيا ومباهجها وزينتها الفانية، مع قربها منهم، فالشيخ


حفظه الله


مثالا يحتذى به، وعلما يقتدى به، وقدوة تؤتسى في الزهد والورع وإنكار الذات، والهروب من المدائح والثناءات العاطرة، وكم من مرة سمعته في بعض محاضراته، حين يطنب بعض المقدمين في ذكر مناقبه وخصاله الحميدة، وخلاله الرشيدة، يقول: " لقد قصمت ظهر أخيك، وإياكم والتمادح فإنه ال***، اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون " بمثل هذه الكلمات النيرة، والتوجيهات الرشيدة نراه يكره المدح والثناء كرها شديدا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على زهد في القلب وعفة في الروح، وطهارة في الجوارح، وخشية للمولى جل وعلا.


وأما عفته وتعففه فهو بحر لا ساحل له، فهو عف اللسان، عفيف النفس طاهر الذيل بعيدا عن المحارم، مجانبا للمآثم، مقبلا على الطاعات، مدبرا عن السيئات ومواطن الزلل


نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا


.




كان رحمه الله كثيراً ما يبكي عند سماع القرآن الكريم ، أَيَّاً كان صوت التالي ، أو حسن ترتيله من عدمه.
وكان يبكي إذا سمع شيئاً من السنة النبوية.
وقد رأيته أكثر من مرة يبكي عندما يسمع سيرة أحد العلماء في تراجمهم في البداية والنهاية ، أو في تهذيب التهذيب ، أو في سير أعلام النبلاء.
وكان يبكي - أيضاً - إذا سمع بأخبار الاضطهاد ، وال***** التي تمر بالمسلمين في بعض البلاد.
أما طريقة بكائه فكان يبكي بصوت خافت جداً ، ويُرَى التأثر على وجهه ، أو يرى الدمع يُهْراق من عينيه ، وكان لا يحب رفع الصوت بالبكاء.
وكان يبكي كثيراً إذا تكلم عن شيخه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى - بل إنه كان لا يستطيع مواصلة الكلام عنه.
وكان كثير البكاء إذا سمع شيئاً يتعلق بتعظيم القرآن ، أو السنة ، وأذكر أنني كنت أقرأ عليه في كتاب =القول القويم+ للشيخ العلامة حمود التويجري رحمه الله ومر أثناء القراءة كلام للشيخ حمود حول تعظيم السنة فالتفتُّ فإذا دموع سماحة الشيخ تتحادر على خديه.
وكان من عادة سماحة الشيخ رحمه الله أنه إذا استُضِيف في مكان ما طلب من بعض الحاضرين أن يتلو بعض الآيات؛ ليعطر بها المجلس ، وليقوم سماحته بشرحها ، وكثيراً ما كنت ألحظ عليه البكاء ، والدمع ، وتغير الصوت.
وكان يبكي كثيراً إذا توفي أحد العلماء المشهورين أو من لهم بلاء في الإسلام ، حيث بكى على الشيخ صالح العلي الناصر ، والشيخ حمود التويجري ، والشيخ صالح بن غصون ، وبكى كذلك على الرئيس الباكستاني السابق ضياء الحق - رحم الله الجميع - .
وإذا عَرَض عليه بعض المساكين ، أو المظلومين حاله تأثر ورقَّ لحاله ، وربما بكى.
وإذا سمع شيئاً من أخبار المسلمين وما يلاقونه من العنت والشدة بكى ، وتغير صوته.
وكثيراً ما كان يبكي إذا صلى بالناس ولكنه كان يغالب نفسه.
وكذلك كان يبكي حال الدعاء ، وكنت أدقق النظر في وجهه أثناء الدعاء في عرفة ، أو عند الصفا والمروة ، فأجد دموعه تنزل على خديه ، وألحظ تغيراً في صوته.
وكثيراً ما كان يبكي أثناء الدروس ، فيتوقف قليلاً حتى يذهب ما بنفسه ، إلا أنه أحياناً يُغْلَبُ على أمره.
وكثيراً ما كان يبكي إذا سمع حادثة الإفك ، أو قصة الثلاثة الذين خُلِّفوا.
وكنت أقرأ عليه كتاب الجواب الكافي لابن القيم رحمه الله في مجالس كثيرة ، فكان يبكي في بعض المواضع المؤثرة من الكتاب.
وكان فضيلة الدكتور محمد الشويعر يقرأ عليه في البداية والنهاية ، فكان يبكي إذا سمع بعض الأخبار المتصلة بالحروب خصوصاً إذا كان فيها ***ى كثيرون من المسلمين.
وكان يبكي أحياناً إذا سمع شعراً مؤثراً يدعو للفضيلة ، ويصور مآسي المسلمين - كما سيأتي عند الحديث عن سماحته والشعر - .




سماحة الشيخ رحمه الله عظيم الثقة بالله ، حسن الظن به ، قوي التوكل عليه-عز وجل-.


وجوانب ثقته بالله كثيرة جداً؛ فهو واثق بنصر الله للمسلمين ويظهر ذلك من خلال مراسلاته مع المجاهدين الأفغان وغيرهم.


وهو عظيم الثقة بالله في بذل المال؛ فهو ينفق في سبيل الله ولا يبالي ، ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر.


وهو عظيم الثقة بالله في تحمل تبعات المشروعات وهي قيد التنفيذ.


وهو عظيم الثقة بالله في سداد الديون عن المعسرين.


إلى غير ذلك من جوانب ثقته بالله-عز وجل-.







مؤلفاتة

لقد أثرى الشيخ - حفظه الله - المكتبة الإسلامية بمؤلفات عديدة، قيمة في بابها، واضحة العبارات رصينة في أسلوبها، تطرق فيها إلى جوانب من العلوم الشرعية، والقضايا الاجتماعية والواقعية، وذلك من أجل إبراء الذمة، ونصح الأمة، وبيان الحق لها، وتحذيرها من الباطل والضلال وأسبابهما، وكتب سماحته ومؤلفاته زاخرة بالعلم الشرعي، من الأدلة الواضحة من كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأقوال الأئمة المرضيين من السلف الصالحين، ومن سار على نهجهم من أئمة الدين، فنجد من سماحته - رعاه الله - أنه قد كتب في العقيدة الإسلامية بأنواعها وأقسامها المختلفة، ونبه إلى البدع والمنكرات، وألف في الفقه وأصوله وقواعده، وفي العبادات والمعاملات والبيوع المحرمة، وكتب في الحديث وأصوله ومصطلحاته، وفي الأذكار وفوائدها .
وفي التراجم، وعن المرأة المسلمة ودورها في بناء المجتمع، وإنقاذها من براثن الكفر والشبه الضالة، وفي التشريع والجهاد في سبيل الله، وفي فضل الدعوة إلى الله، ومسئولية الشباب المسلم، وفي الحض على الزواج المبكر، كما أنه كتب كتبا تدفع المطاعن والشبهات في الدين، وكتب في الغزو الفكري، والقومية العربية، والحداثة الشعرية . فهذه الكتب المتنوعة يجمعها صدق النصيحة، مع صدق العبارة، مع الأسلوب الواضح المفهوم لخاصة الناس وعامتهم، فنفع الله بهذه المؤلفات نفعا عظيما، حتى أن كثيرا منها قد ترجم لعدة لغات ؛ لكي يستفاد منه أشد الاستفادة، حتى أنني رأيت بعض كتب سماحته - في أدغال أفريقيا - وهي وصلت إلى كل بقعة من العالم الإسلامي ويحكي لي بعض الدكاترة المصريين: أنه رأى في معرض الكتاب الدولي في القاهرة صفا طويلا "أي طابورا" فاستغرب لهذا المنظر الغريب، والأمر العجين، فأخذه حب الاستطلاع إلى الوقوف مع الناس، فإذا به يفاجأ بأن الصف من أجل أنه يوزع كتاب "التحذير من البدع" لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رعاه الله - يقول: فكبرت بأعلى صوتي وقلت: "جاء الحق وزهق الباطل" .
وهكذا - يهيئ الله لمن أخلص نيته، وأحسن قصده، القبول في جميع الأرض، وعند جميع طبقات العالم الإسلامي .
ومؤلفاته على النحو التالي:
أ- الرسائل الكبيرة والمتوسطة:
1- الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب .
2- الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض .
3- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين .
4- الإمام محمد بن عبد الوهاب: دعوته وسيرته.
5- بيان معنى كلمة لا إله إلا الله .
6- التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة.
7- تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل .
8- ثلاثة رسائل:
أ- العقيدة الصحيحة وما يضادها .
ب- الدعوة إلى الله .
جـ- تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة إلى الشيخ أحمد .
9- رسالتان هامتان:
أ- وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها،
ب- الدعوة إلى الله سبحانه وأخلاق الدعاة .
10- الرسائل والفتاوى النسائية: اعتنى بجمعها ونشرها أحمد بن عثمان الشمري .
11- الفتاوى: ط مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية .
12- فتاوى إسلامية - ابن باز - ابن عثيمين - ابن جبرين .
13- فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة .
14- فتاوى المرأة لابن باز واللجنة الدائمة جمع وترتيب محمد المسند .
15- فتاوى مهمة تتعلق بالحج والعمرة .
16- فتاوى وتنبيهات ونصائح .
17- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية،
18- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة أشرف على تجميعه وطبعه د . محمد بن سعد الشويعر . من ا - 12 طبعة دار الإفتاء .
19- مجموعة رسائل في الطهارة والصلاة والوضوء .
20- مجموعة الفتاوى والرسائل النسائية .
21- نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع .
22- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
23- وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها .
24- شرح ثلاثة الأصول .
ب- الرسائل الصغيرة
1- الأذكار التي تقال بعد الفراغ من الصلاة .
2- إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .
3- التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله .
4- التحذير من البدع .
5- التحذير من القمار وشرب المسكر .
6- التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات الزواج .
7- تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة من الأدعية والأذكار .
8- تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة للشيخ أحمد خادم الحرم النبوي .
9- ثلاث رسائل في الصلاة:
أ- كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم،
ب- وجوب أداء الصلاة في الجماعة،
جـ- أين يضع المصلي يديه بعد الرفع من الركوع .
10- الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح .
11- الجواب المفيد في حكم التصوير .
12- حكم الإسلام فيمن زعم أن القرآن متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات أو وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بما يتضمن تنقصه أو الطعن في رسالته، والرد على الرئيس أبي رقيبة فيما نسب إليه من ذلك .
13- حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار .
14- حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والإشارة إليها بالحروف .
15- حكم الغناء .
16- حكم مقابلة المرأة للسائق والخادم .
17- خطر مشاركة الرجل للمرأة في ميدان عمله .
18- الدروس المهمة لعامة الأمة .
19- الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة .
20- رسالتان في الصلاة .
21- رسالتان موجزتان عن أحكام الزكاة والصيام .
22- رسالة عن حكم شرب الدخان .
23- رسالة في إعفاء اللحى .
24- رسالة في الجهاد .
25- رسالة في حكم السحر والكهانة .
26- رسالة في مسائل الحجاب والسفور .
27- رسالة في وجوب الصلاة جماعة .
28- رسائل في الطهارة والصلاة .
29- السفر إلى بلاد الكفرة .
30- العقيدة الصحيحة وما يضادها .
31- عوامل إصلاح المجتمع مع نصيحة مهمة عامة .
32- الغزو الفكري ووسائله .
33- فتاوى في حكم الغناء والإسبال وحلق اللحى والتصوير وشرب الدخان .
فتاوى ورسائل في الأفراح .
35- فضل الجهاد والمجاهدين .
36- كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم .
37- ماذا يجب عليكم شباب الإسلام .
38- مجموعة رسائل في الصلاة .
39- موقف اليهود من الإسلام .
40- نصيحة المسلمين وفتاوى بشأن الخدم والسائقين وخطرهم على الفرد والمجتمع .
41- نصيحة وتنبيه على مسائل في النكاح مخالفة للشرع .
42- هكذا حج الرسول صلى الله عليه وسلم .
43- وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه .
44- في ظل الشريعة الإسلامية .
45- وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة .
46- دعوة للتوبة .
47- بيان لا إله إلا الله .
48- العلم وأخلاق أهله .
49- أهمية العلم في محاربة الأفكار الهدامة .
50- أصول الإيمان .
51- لا دين حق إلا دين الإسلام .
52- التحذير من الإسراف والتبذير .
53- يا مسلم احذر تسلم .
54- بيان التوحيد .
55- السحر والخرافة .
56- الأجوبة المفيدة عن بعض رسائل العقيدة .
57- رسالة في التبرك والتوسل .
58- مسئولية طالب العلم .
59- إعصار التوحيد يحطم وثن الصوفية .
60- نصائح عامة





النظام اليومي للشيخ


يقوم سماحة الشيخ رحمه الله قبل الفجر بساعة تقريباً؛ لأداء صلاة التهجد؛ حيث يصلي إحدى عشرة ركعة كلها خشوع ، وتضرع ، ودعاء كثير ، وكان يكثر في ذلك الوقت من الذكر ، وقراءة القرآن ، والدعاء للمسلمين وولاة أمورهم ، ويختم بالاستغفار.


وبعد أذان الفجر أو قبله يذهب إلى المسجد بسكينة ووقار وذل لله ، فإذا خرج من المنزل قال الدعاء المأثور ، ثم إذا وصل المسجد قدم رجله اليمنى ، ودعا بما ورد ، ثم صلى السنة الراتبة ، وأكثر من الأدعية ، ثم يؤدي صلاة الفجر ، وبعدها يأتي بالأذكار الواردة بعد الصلاة ، ثم يمكث طويلاً لورده اليومي من الأدعية والأذكار الصباحية.


وبعد ذلك يبدأ الدرس المعتاد الذي ربما زاد وقته على ثلاث ساعات؛ حيث تُقرأ عليه الكتب المتعددة المتنوعة ، وبعد ذلك يجيب على الأسئلة الكثيرة بكل عناية ودقة ، ثم ينصرف بعد ذلك إلى منزله.


وإذا لم يكن عنده درس انصرف إلى منزله بعد أن يأتي بورده اليومي الصباحي.


ثم يجلس في المنزل ما يقارب الساعتين؛ حيث تعرض عليه بعض المعاملات المهمة ، أو تقرأ عليه بعض الكتب أو البحوث ، وفي ذلك الوقت - أيضاً - يقوم سماحته بالنفث والرقية في بعض أواني المياه ، أو قوارير الزيت ، أو العسل التي أتى بها أصحابها؛ ليقرأ فيها سماحته.


وبعد ذلك يتوجه سماحته إلى داخل منزله ، لأخذ قسط من الراحة ، وقد يجلس على سريره دون نوم - كما يقول ذلك هو - .


وبعد الساعة الثامنة ينهض ، ويتهيأ للإفطار ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ، ثم يتوجه إلى المكتب بسكينة وعزيمة وهمة.


وفور ركوبه السيارة تُعْرَض عليه بعض القضايا ، أو تقرأ عليه بعض الكتب ، وإذا وصل المكتب وتَرَجَّل ماشياً عرضت عليه - أيضاً - بعض الكتابات ، أو القضايا إلى أن يصل إلى مكتبه.


وإذا استقر في مكتبه واصل القيام بالأعمال العظيمة التي لا يقوم بها الجماعة الكثيرة من الرجال الأقوياء الأشداء؛ حيث تعرض عليه القضايا ، ويستقبل الوفود ، ويجيب على السائلين ، ويؤدي الأعمال المنوطة به في المكتب ، ويأتيه المطلقون إلى غير ذلك مما لا يمكن حصره ، مما سيرد ذكره بعد قليل.


وهكذا يستمر عمله إلى الساعة الثانية والنصف أو بعدها بقليل ، حيث يكون آخر من يخرج من العمل.


وبعد ذلك يتوجه إلى منزله ، وفي الطريق إلى المنزل يُواصَل عَرْضُ القضايا أو قراءة الكتب عليه ، وكثيراً ما كان يستمع إلى أخبار الثانية والنصف ظهراً عبر المذياع وهو في الطريق إلى منزله.


وإذا لم يكن معه من يقرأ عليه قطع الطريق بالذكر ، وقراءة القرآن.


وإذا وصل إلى منزله وجد الجموع الغفيرة من الأجناس المتعددة ومن ذوي الحاجات المتنوعة بانتظاره؛ فهم ما بين مستفت ومُسَلِّمٍ ، ومطلِّق ، وطالب حاجة ، وفقير ، ومسؤول ، وزائر من قريب أو بعيد.


وبعد أن يصل إليهم يلقي السلام عليهم ، ويدعوهم إلى تناول طعام الغداء على مائدته ، ثم يقوم الحاضرون إلى الغداء ، ويجلس سماحته بينهم يتناول طعام الغداء ، ويباسطهم ، ويسأل عن أحوالهم ، ويجيب عن أسئلتهم ، وإذا انتهى من الغداء تأنى قليلاً؛ كيلا يعجلهم ، وإذا قام قال: كلٌّ براحته ، لا تعجلوا.


وإذا قام لغسل يديه بدأت الأسئلة ، تلقى عليه وهو في الطريق إلى المغسلة ، ومن بعدها يعود إلى المجلس.


وإذا كان الوقت متأخراً ووقت صلاة العصر قد اقترب توضأ ، وتابع المؤذن ، ثم توجه إلى المسجد.


وإذا كان في الوقت متسع رجع إلى المجلس ، وتناول الشاي مع الضيوف ، وتطيب معهم ، ثم توجه إلى داخل المنزل قليلاً ، ثم يخرج وقت أذان العصر.


وبعد ذلك يتوجه إلى المسجد ويؤدي الصلاة ، وبعد ذلك يقرأ الإمام ما تيسر من كتاب رياض الصالحين للنووي ، أو الوابل الصيب لابن القيم ، أو كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب ، أو غيرها من الكتب ، ثم يشرع سماحته بشرح ما قرئ ، ثم توجه إليه الأسئلة ، فيجيب عليها ، ثم يرجع إلى منزله؛ لأخذ بعض الراحة ، وفي الطريق إلى المنزل يجيب على ما تيسر من أسئلة الجموع الغفيرة المحيطة به.


وقبل المغرب يتوضأ سماحته ، ويذهب لصلاة المغرب ، وبعد الصلاة يأتي للمنزل ، ويؤدي السنة الراتبة ، ثم يجلس للناس جلسته المعتادة إذا لم يكن لديه محاضرة ، أو تعليق على ندوة.


وفي مجلسه المعتاد يؤدي من الأعمال العظيمة ما قد لا يخطر على بال كما سيأتي بيان ذلك في صفة مجلسه.


وإذا أُذِّن بصلاة العشاء تابع المؤذن ثم قام للصلاة ، وترك جميع الأعمال ، وإذا دخل المسجد ، وأدى تحية المسجد بدأ الإمام يقرأ بعض الأحاديث ، ثم يشرع سماحة الشيخ في شرحها ، وإيضاحها ، ثم تنهال عليه الأسئلة بعد ذلك ، فيجيب على ما تيسر منها.


وبعد صلاة العشاء يعود إلى منزله إذا لم يكن لديه موعد خارج المنزل أو محاضرة ، أو إجابة دعوة خاصة ، أو وليمة زواج ، أو زيارة مريض ، أو نحو ذلك.


وإذا رجع للمنزل جلس لقراءة بعض المعاملات عليه ، أو راجع بعض الكتب ، وربما كان لديه اجتماع أو أكثر داخل المنزل ، وربما كان لديه ضيوف ، وربما كان لديه موعد تسجيل إذاعي ، أو محاضرة يلقيها عبر الهاتف لأناس خارج المملكة.


وبعد ذلك يتناول طعام العشاء مع ضيوفه ، وموظفي مكتب المنزل ، ومن حضر عموماً.


وبعد تناول العشاء؛ يعود لإكمال ما شرع فيه من عمل قبل العشاء ، أو يكمل الجلوس مع ضيوفه ، أو يجلس لقراءة بعض الكتب ، أو إنهاء بعض المعاملات حتى ساعة متأخرة؛ إما الحادية عشرة أو الثانية عشرة ، ثم ينصرف بعد ذلك إلى داخل منزله ، ويمشي على قدميه مدة نصف ساعة تقريباً ، ثم يأوي إلى فراشه.


وهكذا كان يقضي سحابة يومه في عمل وهمة ونشاط وأنسٍ يسري منه إلى من حوله..





مكانتة العلمية


إن مما لا شك فيه، ولا ريب يعتريه، أنه لا توجد في الإسلام وظيفة أشرف قدرا، وأسمى منزلة، وأرحب أفقا، وأثقل تبعة، وأوثق عهدا، وأعظم أجرا عند الله، من وظيفة العالم! ذلك لأنه وراث لمقام النبوة، وآخذ بأهم تكاليفها، وهو الدعوة إلى الله وتوجيه خلقه إليه، وتزكيتهم وتعليمهم وترويضهم على الحق حتى يفهموه ويقبلوه، ثم يعملوا به ويعملوا له.

فالعالم بمفهومه الديني في الإسلام، قائد ميدانه النفوس، وسلاحه الكتاب والسنة وتفسيرهما العملي من الكتاب والسنة، ومن فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه، وعونه الأكبر الانتصار، في هذا الميدان أن ينسى نفسه ويذوب في المعاني السامية التي جاء بها الإسلام وأن يطرح حظوظها وشهواتها من الاعتبار، وأن يكون حظه من ميراث النبوة أن يزكي ويعلم، وأن يقول الحق بلسانه، ويحققه بجوارحه، وأن ينصره إذا خذله الناس، وأن يجاهد في سبيله بكل ما آتاه الله من قوة؛ وقد هيأ الله لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز هذه الصفات الحميدة، والمناقب الرشيدة فأتاه الله حسن القبول، ورفعة الذكر، وانكباب المسلمين عليه في أقطار المعمورة، إفتاء ودعوة وتوجيها وإرشادا وتسديدا، بل إنه ليعتبر في مكانة علمية رفيعة فهو مفتي المسلمين ومرجعهم في النوائب والكرب والملمات والشدائد، بعد الله سبحانه، فهو لضعيفهم أب رحيم، ولمظلومهم كهف منيع ولداعيهم موجه سديد، ولطالبهم معلم رشيد، ولفقيرهم محسن كريم، وأما الوسيلة الكبرى في نجاحه في هذه المكانة العلمية ووصوله إليها، فهي أنه قد بدأ بنفسه في نقطة الأمر والنهي، فلا يأمر بشيء مما أمر الله به ورسوله حتى يكون أول فاعل له، ولا ينهى عن شيء مما نهى الله ورسوله عنه حتى يكون أول تارك له، كل ذلك ليأخذ الناس عنه بالقدوة والتأسي أكثر مما يأخذون عنه بوساطة الأقوال المجردة والنصوص اللفظية، لأنه أدرك - أدام الله عزه - تمام الإدراك أن تلاوة الأقوال والنصوص لا تعدو أن تكون تبليغا، والتبليغ لا يستلزم الاتباع، ولا يثمر الاهتداء ضربة لازم، ولا يعدو أن يكون تذكيرا للناسي، وتبكيتا للقاسي، وتنبيها للخامل، وتعليما للجاهل، وإيقاظا للخامل، وتحريكا للجامد ودلالة للضال...
أما جر الناس إلى الهداية بكيفية تشبه الإلزام فهو في التطبيقات والتفسيرات العملية التي كان المرشد الأول محمد صلى الله عليه وسلم يأتي بها في تربية أصحابه، فيعلمهم بأعماله، أكثر ما يعلمهم بأقواله... لعلمه وهو - سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم - بما للتربية العملية من الأثر في النفوس، ومن الحفز إلى العمل بباعث فطري في الاقتداء، وقد رأى مصداق ذلك في واقعة الحديبية حين أمر أصحابه بالقول فتردّدوا، مع أنهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا ينطق عن الهوى، ثم عمل فتتابعوا في العمل اقتداء به وكأنهم غير من كانوا.
ومما أوصل سماحته إلى هذه المكانة العلمية، والمنزلة الرفيعة، أنه يرى نفسه أنه مستحفظ على كتاب الله، ومؤتمن على سنة رسوله في العمل بها وتبليغها كما هي، وحارس لهما وعليهما أن يحرفهما الغالون، أو يزيغ بهما عن حقيقتهما المبطلون، أو يعبث بها المبتدعة الضالون، فهو حذر أن يؤتى الإسلام من قبله، تجده لذلك - حفظه الله - يقظ الضمير، متأجج الشعور، مضبوط الأنفاس، دقيق الوزن، مرهف الحس، كثير العمل، قليل الكلام عن نفسه وجهده وجهاده، متتبع لما يأتي الناس، وما يذرون من قول وعمل، سريع الاستجابة للحق، إذا دعا داعيه، وإلى نجدته، إذا ريع سربه، أو طرق بالشر حماه. ومما أوصله إلى مكانته العلمية أنه قد أخذ على نفسه بالفزع والجد لحرب الباطل أول ما تنجم ناجمته وتظهر بوادره، فلا يهدأ له خاطر، ولا تلين له قناة، حتى يوسعه إبطالا ومحوا، ولا يسكت عليه وعنه حتى يستشري شره ويستفحل أمره، فتستغلظ جذوره، ويتبوأ من نفوس العامة مكانا مطمئنا، بل يحاربه محاربة شديدة حتى يقل ويندثر، وتلك صفة مجيدة، ومنقبة حميدة تذكر لسماحته في كل منكر وباطل - زاده الله توفيقا -.
من تلك المقومات، لمكانته العلمية أنه دائما يتذكر عهد الله على العلماء وأنه قد أخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق، وأن الحق هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم عن ربه عز جل لهداية البشر وصلاح حالهم وإصلاح نفوسهم.
ومن تلك المقومات، أنه يزن نفسه دائما بميزان الكتاب والسنة، فأي زيغ واعوجاج وميل، قوّمه في الحال بالرجوع والإنابة والعودة إلى المصدرين الأصليين والمنبعين العظيمين. ومما أوصله إلى تلك المكانة المتميزة أنه يرد كل ما اختلف فيه إلى الكتاب والسنة، تاركا آراء العلماء، وأقوال الفقهاء، والتي يرى أنها بعيدة عن الكتاب والسنة، لأن الحق واحد لا يتعدد؛ وله في ذلك سلف صالح من علماء الأمة، وأمناء الملة، فما هي قصة الإمام مالك - بن أنس - رحمه الله - مع الإمام ابن مهدي - رحمه الله - وهو قرينه في العلم والإمامة - حينما عزم على الإحرام من المسجد النبوي، وعلل ذلك قائلا : إنما هي بضعة أميال أزيدها، فقال له مالك : أو ما قرأت قوله : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وأية فتنة أعظم من أن تسول لك نفسك أنك جئت بأكمل مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أو كلاما هذا معناه... ثم تلا قوله تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا }
وقال كلمته الجامعة التي كأن عليها ضياء الوحي بل كأنها مستلة من مشكاة النبوة، وهي قوله : " فما لم يكن دينا فليس اليوم بدين ".
ومن أبرز مقومات مكانته العلمية التي تبوأها هي أنه يقدم دينه والوحي على العقل، ويجعل الرأي تبعا للنص ويحكم عقله في لسانه، فلا يصدر كلاما إلا بعد أن يتحرى ويتروى فيه، وينظر نظرة ذات اعتبار وتقدير في آرائه وفتاويه، ويجعل ميزان الترجيح داخلا في أمور مهمة من المصلحة والضرورة والزمان والمكان والحال، ودرء المفاسد، بل إنه يميز بين أقل الخيرين وأكثر الشرين مع دفع أعلاهما ضررا وأضرارا، وبين خير الخيرين وشر الشرين، لذلك غلب صوابه على خطأه في الفهم والاجتهاد.
وكان وما زال - رفع الله قدره - يزن الشدائد التي تصيبه في طريقه إلى إقامة دين الله بأجرها عند الله ومثوبتها في الدار الآخرة، ولا يهتم بما يفوته من أعراض الدنيا، وسلامة البدن، وخفض العيش وراحة البال، فما أصابه من أمر من أمور الابتلاء يعد طريقا إلى الجنة، ووسيلة إلى رضي الله. ومن أهم مقومات مكانته العلمية أنه ذائد عن حمى الدين، واقف بالمرصاد لمن يريد العلو في الأرض والفساد والضلال بين العباد، لا يقر باطلا أو منكرا، ولا يسكت أو يتجاهل مخالفة صريحة للدين، ولا يتساهل أبدا في حق الله، ولا يرضى مطلقا عن ما يسخط الله من أي شخص كائن من كان، بل يقول كلمة الحق، ويدل عليها، ويحرص أشد الحرص على بيان الحق وإيصاله للأمة أجمع، فلله دره ما أقواه وما أجلده فجزاه الله خير الجزاء عن أمة الإسلام، فقد قدم جهدا كبيرا، وبذل وقتا ثمينا للأمة فنال بذلك جمال الأحدوثة، وطيب الثناء، والأمة هي شهود الله في الأرض، وأن الأمة تشهد والتاريخ يشهد والعلماء يشهدون أن ابن باز - وفقه الله للصالحات من الأعمال - أمة في رجل، ورجل في أمة.
بمثل هذه الخلال الحميدة التي أشرنا إليها إشارات يسيرة، باللمحة المنبهة، تبوأ ابن باز هذه المكانة العلمية التي أوصلته إلى أعلى المراتب، وأسنى المناصب، وهو التوقيع عن رب العالمين في الإفتاء والدعوة إلى الله، وهذا قليل من كثير في مكانته العلمية، ومنزلته الدينية، جعلنا الله وإياه من دعاة الحق وأنصار الهدى - آمين -.

وإننا لنفرح أشد الفرح أن الله قد ادّخره لهذا العصر المتلاطمة أمواجه بالفتن، والظاهر فيه أوار المحن والذي تأذن فيه أيضا فجر الإسلام بالانبلاج، هذا العالم الرباني، والإمام المصلح، الذي بزَّ الجميع في شجاعة الرأي وقوة العلم والعقل، وسلامة الفكر والتدبير، وجرأة اللسان والقلب، والزهد والورع فهز النفوس الجامدة، وحرك العقول الراكدة، وأيقظ المشاعر الخامدة، وترك ذكره وعمله دويا وصوتا ملأ سمع الزمان، وسيكون له شأن أيما شأن، بإذن الواحد المنان، وربنا الرحمن المستعان.




شيوخة

إن سماحته علم بارز من أعلام الأمة الإسلامية ، وقد نهل علمه ، وتلقى العلوم الشرعية من علماء بارزين ، وأئمة ناصحين ، لهم القدح المعلى في العلم والفضل ، استفاد منهم أشد الاستفادة ، وأخذ منهم الصفات الحميدة ، والعلوم الشرعية والعربية وهم على النحو التالي : - 1- الشيخ / محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ - رحمه الله - المتوفى عام 1367 هـ وهاك ترجمته بنوع من التفصيل والإطناب؛ وهي وغيرها من التراجم الآتية مستقاة من كتاب شيخنا العلامة عبد الله بن بسام - حفظه الله - علماء نجد خلال ثمانية قرون .
هو الشيخ الفاضل محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
وُلد المترجَم في مدينة الرياض عام 1283 هـ ، ونشأ بها وقرأ القرآن في حياة والده العلامة الشيخ عبد اللطيف ، ثم شرع في طلب العلم ، فأخذ يقرأ على أخيه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ محمد بن محمود والشيخ إبراهيم بن عبد الملك والشيخ حمد بن عتيق والشيخ حسن بن حسين آل الشيخ والشيخ أبو بكر خوقير ، وله منه إجازة . وغيرهم من علماء عصره .
وهكذا جدَّ واجتهد حتى صار له يد طولى في التوحيد والتفسير والحديث والفقه وعلوم العربية ، حتى عدَّ من كبار علماء وقته .
ثم عيَّنه الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى قاضيا في القويعية ثم في الوشم ، ومقر عمله في شقراء ، كما بعثه إلى عسير وبلاد الحجاز مرشدا وداعيا إلى الله تعالى ، فهدى الله به خلقا كثيرا . ونفع الله بوعظه وتوجيهه .
فلما علم الكفاية التامة عينه قاضيا لعاصمة المملكة ( الرياض ) فباشر هذه الأعمال بقوة وكفاية وأمانة وعفة .
وتصدَّى للإفتاء والتدريس والإفادة ، فكان يجلس لتدريس تلاميذه في بيته فيأخذون عنه جميع العلوم الشرعية ، والعربية ، حتى استفاد منه خلق كثير منهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم والشيخ عبد الملك بن إبراهيم وأبناء المترجَم الشيخ عبد الرحمن وعبد الله وإبراهيم والشيخ الأستاذ حمد بن محمد بن جاسر صاحب دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر والشيخ صالح بن سحمان والشيخ عبد الرحمن بن إسحاق والشيخ عبد الله الدوسري ومحمد بن حمد بن فارس ومبارك أبو حسين وغيرهم كثير . وكان شغوفا بجمع الكتب مهما كلفه ذلك من المشقة والإنفاق حتى جمع من نفائس المخطوطات مكتبة لا نظير لها في نجد .
حدثني الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ، قال : كنت حاجا مع العم الشيخ محمد بن عبد اللطيف ، فجعل طريقنا على البرة وهناك طريق أقصر منه ، فلما وصلنا ( قرية البرة ) طلب حضور رجل من أهلها فلما جاءه اشترى منه أجزاء من كتاب ( التمهيد ) لابن عبد البر . فقلت له يا عم : مهدت الطريق لأجل التمهيد ، فاستحسن مني هذه النكتة البديعة .
وهذه المكتبة لا تزال محفوظة عند ابنه عبد الرحمن ، ولكن ثمرتها والفائدة منها لا تكون إلا بتسهيل الانتفاع منها ، حقَّق الله ذلك .
والباقي من هذه المكتبة صارت هي نواة المكتبة السعودية بالرياض وأساس هذه المكتبة هي كتب جده الشيخ عبد الرحمن بن حسن انتقلت إلى ابنه الشيخ عبد اللطيف ، ومنه إلى ابنه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ومنه إلى أخيه الشيخ المترجَم ، ولا شك أن تضخمها كان بجهود الشيخ محمد بن عبد اللطيف .
وقد توفي ابنه عبد الرحمن عند كتابة هذه السطور في رمضان عام 1393 هـ رحمه الله ، ونقل بعض الكتب إلى المكتبة السعودية بالرياض .
وللمترجَم رسائل وأجوبة تدل على طول باعه وسعة اطلاعه وخاصة في التوحيد ، نشر بعضها ضمن رسائل أئمة الدعوة السلفية .
ولمَّا أن عزمت الحكومة السعودية على طبع رسائل أئمة الدعوة للمرة الأولى جعل الملك عبد العزيز أمر ذلك إليه ، فقام بالتعهد لها ، وجرى بينه وبين المطبعة وصاحبها محمد رشيد رضا صاحب مصر مجاوبات في شأنها ، وأخذ عليه تعهدات أن لا يتصرف بشيء من ألفاظها وكلماتها ، وقد برزت الرسائل مطبوعة بمطبعة المنار على أحسن ما يرام ولله الحمد .
ومن أراد أن ينظر إلى مناقبه ويعرف فضائله فليراجع العقيدة التي جمعها وبعثها إلى رؤساء القبائل من أهل اليمن وعسير وتهامة وشهران وبني شهر وقحطان وغامد وزهران وكافة أهل الحجاز ، وذلك سنة 1339 هـ بأمر من جلالة الملك ابن سعود ، وكان لها أحسن وقع ، فلذلك جعلها الشيخ سليمان بن سحمان من جملة رسائل الهدية السنية ، وكم لهذا العالم من رسائل أشاد بها التوحيد وهدم الشرك ، فجزاه الله عن المسلمين خيرا .
وكان جوادا كريما مضيافا ، حسن الخلق لطيف العشرة ، متواضعا سليم الصدر ليِّن الجانب .
ولم يزل على حاله الكريمة الطيبة حتى توفي يوم الأحد ثاني جمادى الثانية عام 1367 هـ.
ولمَّا مات رثاه الشعراء والأدباء ، وهذه مرثية أنشأها الأديب ابن أخيه عبد الله ابن الشيخ عمر ابن الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ لما توفَّاه الله في 4 / 6 / 1357 هـ ، وقد أثبتنا ما وجدناه منها ، نسأل الله تعالى أن يرفع درجاته في الدار الآخرة :
على الشيخ فليبكي محب مولع *** فبكاه حزين قلبه يتصدع
وينشر دمعا من عيون غريقة *** فإن قلصت ماء فبالدم تدمع
وميتة خير الخلق للناس كلهم *** عزاء به يسلو المصاب المفجع
فقد رحل الحبر الفقيه الذي به *** قواعد دين الله تتلى وترفع
له همة تسمو إلى هامة العلى *** تقلدها مذ كان في الحجر يرضع
إمام همام ألمعي مهذب *** فقيه نبيه حافظ متضلع
مجالسه بالعلم أضحت منيرة *** بها أمهات الدين تقرا وتسمع
مرابعه تبكيه من بعد ما غدت *** معطلة أرجاؤها تترجع
ويبكيه أهل الدين إذ كان دأبه *** مجدا على تبيينه فهو يصدع
وحق لها تبكيه إذ كان قائما *** بغرس علوم الدين أيضا ويجمع
أصولا وتوحيدا وفهما وكلما *** رأى حسنا منها لها يتتبع
فتلك جمادات عون بفقده *** يرجعن أصواتا لها تتنوع
فيا ليتني أرويت قلبي بمجلس *** فأحفظ منه الجم إذ لا أضيع
فهيهات هيهات انقضت وتصرمت *** لياليه بالإحسان فالله يجمع
فآها على العلم الشريف فإنه *** يتيما غدا من بعد ما كان يرفع
وما مثله في الجود إلا كحاتم *** جميع خصال الخير والفضل مودع
وَصول لأرحام وإن قطعت له *** عفو حليم ذو تقى متخشع
فيا حي يا قيوم يا سامع الدعا *** ويا من له كل الخلائق تفزع
أنله الرضا وأحسن جميعا لنا العزا *** وأسكنه جنات بها يتمتع
وأبق لنا شيخ الهدى علم الورى *** يقرر هذا الأصل لا يتضعضع
وأعني به الحبر التقي محمدا *** سلالة من للدين شادوا ويرفعوا
ويا أيها الأبناء للشيخ إنني *** أوصيكم بالعلم فيه تولعوا
فمن فاته العلم الشريف فإنما *** بضاعته المزجاة دوما يخدع
ويا رب ثبتنا جميعا وكن لنا *** معينا على فهم الذي هو أنفع
وصلَّ إلهي كل وقت وساعة *** على المصطفى من للخلائق يشفع
وآل كرام ثم صحب ومن على *** طريقتهم يقفو وللرسل يتبع
عقبه :
وخلَّف ثلاثة أبناء هم : عبد الرحمن وعبد الله وإبراهيم ، وله أحفاد ، والمشهور من أحفاده الآن هو الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف ، فهو عضو في مجلس هيئة كبار العلماء ، وعضو في اللجنة الثقافية الخماسية ، وهو إمام جامع الرياض الكبير وخطيبه ، كما أنه هو خطيب الحج يوم عرفة في مسجد نمرة ، وفقه الله تعالى ورحم أسلافه ، آمين .
الشيخ / سعد بن حمد بن علي بن عتيق - رحمه الله - المتوفى سنة 1349 هـ ، وهو إمام في العلم والعمل والزهد والورع ، وقد أخذ الشيخ عنه في الحديث وعلومه ، ودرس علمه في العقيدة والفقه ، وإبان دراسة الشيخ عليه ، كان ضعيفا في بدنه ، مريضا في جسده ، وكانت دروسه في جامع الرياض الكبير وهذه ترجمته مفصلة مطولة لعل فيها فوائد ودروسا وعبرا يستفيد منها من رام معرفته وحرص على ذلك :
هو الشيخ الزاهد العالم سعد بن حمد بن علي بن محمد بن عتيق بن راشد بن حميضة ، كانت مساكنهم الأولى في ( الزلفي ) ، فعُيِّن والده قاضيا في الأفلاج ، فاستقر فيه ، واتخذه له موطنا ، ثم نقل والده إلى قضاء حوطة سدير ، فولد المترجَم في بلدة ( الحلوة ) إحدى القرى التابعة لحوطة بني تميم سنة 1268 هـ ، وقيل غير ذلك ، لكن هذا هو الأصح ، والله أعلم .
نشأ المترجم في بلده ( الحلوة ) وشرع في القراءة على والده ، فلما أدرك في التوحيد والتفسير والحديث والفقه والنحو رغب في الزيادة فسافر إلى الهند سنة 1301 هـ ، فقرأ على محدث الهند الشيخ نذير حسين الدهلوي والشيخ العلامة المحقق صديق حسن خان القنوجي والشيخ شريف حسين والشيخ محمد بشير السندي والشيخ سلامة الله الهندي والشيخ حسين بن محسن الأنصاري الخزرجي اليماني نزيل الهند ، وهؤلاء العلماء كلهم محققون في العقيدة محدثون مفسرون .
وقد أجازه الشيخ الأنصاري ونذير حسين ، وهكذا أقام يقرأ على هؤلاء المحدثين المفسرين المحققين في الهند تسع سنين حتى استفاد منهم فائدة كبرى فأجازوه وأثنوا عليه ثناء عطرا . ثم توجه إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ، فوجد فيها المحدث الكبير العلامة الشيخ شعيب بن عبد الرحمن الدكالي المغربي والشيخ الفقيه العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى النجدي والشيخ محمد بن سليمان حسب الله الهندي ، والشيخ السيد عبد الله بن محمد بن صالح الزواوي ، والشيخ أحمد أبو الخيور .
وبانكبابه على القراءة والاستفادة من هؤلاء العلماء الكبار من النجديين والحجازيين والهنديين بلغ في العلم مبلغا كبيرا ، وصار من عداد كبار العلماء المشار إليهم بالبنان ، كما ورث عن والده الغيرة الشديدة في الدين ، والصلابة في العقيدة ، فاشتهر بسعة العلم والتقى والصلاح ، وجدَّ واجتهد في نشر الدعوة السلفية ، حتى نفع الله باجتهاده وبركة دعوته خلقا كثيرا .
وسافر إلى الهند عام 1301 هـ ، وكتب تاريخ سفره في هذه الأبيات :
لاكتساب العلم سافرنا وأرجو *** أنه فتح وإقبال وبِرّ
قلت يا قلبي فأرِّخ منهما *** قال تاريخ يجيء له ( يمن أغر )
فلمَّا اطلع على هذين البيتين والده ، فأعجب بهما وكتب تحتهما بقوله :
يا إلهي لا تخيب سعيه *** أَوْلِه التوفيق حقا والظفر
واجعل العلم اللدني حظه *** أَوْلِ فهم المُنزَل والأثر
وأعطه رزقا حلالا واسعا *** كافيا حاجاته في ذا السطر
واكفه جميع محذوراته *** أيضا حادثات البر والبحر
وبعد عودته إلى بلاده ( الأفلاج ) عينه الإمام عبد الله الفيصل آل سعود في قضاء الأفلاج مكان والده في القضاء ، ثم استولى الأمير محمد بن رشيد على نجد ، فأقره على عمله ، فاستمر قاضيا حتى فتح الملك عبد العزيز آل سعود الرياض عام 1319 هـ ، واستولى على الأفلاج ، فنقله من قضاء الأفلاج إلى الرياض وجعله قاضيا في جميع قضايا البادية القريبة من الرياض أو القادمة إليه ، وجميع الدماء من ال*** فما دونه من أنواع الجراحات ، واختار لتقدير الشجاج في الرأس التي دون الموضحة وهي الخمس ، التي لا تقدير فيها من الشرع بل حكومة ، اختار لتقديرها طريقة حسنة .
فقال - رحمه الله - في وصف طريقته : ( وأما ما سألت عن عادتنا في تقدير حكومة الشجاج التي دون الموضحة فالجواب :
غير خاف عليك حقيقة الحكومة وكيفيتها ، ونحن في الغالب ما نعتبر الحكومة ، لكن نتحرى ما تأخذ الجناية من اللحم الحاصل بين البشرة وبين العظم ، أعني حد الموضحة ، ثم نعرف نسبة ما أخذته الجناية من اللحم إلى أرش الجناية ، وهو نصف عشر الدية ، فإذا عرفنا أن الجناية أخذت ثلث ما بين البشرة إلى حد الموضحة ، فقيها ثلث أرش الموضحة ، وهكذا .
هذا ما ذكره بعض العلماء ، وهو حسن ، لكنه يحتاج إلى عارف بصير بالجراحات ، ولكن إذا علم الله من العبد تحري العدل والإنصاف فالله يغفر له ) . اهـ .
وكان من مزايا المترجَم أنه كثير التواضع قليل الكلام .
وقد عينه الملك عبد العزيز إماما في جامع الرياض الكبير ، وفي هذا المسجد الواسع عقد له حلقتين للتدريس ، إحداهما بعد طلوع الشمس حتى امتداد النهار ، والثانية بعد صلاة الظهر ، وكان حريصا على ما يلقيه من الدروس ، شديد التثبت لمعنى ما يقرأ عليه ، فلا يلقي درسه ولا يسمعه من الطالب حتى يراجع عليه شروحه وحواشيه ، وما قاله العلماء عليه وضبطه لغة ونحوا وصرفا ، حتى يحرر الدرس تحريرا بالغا ، وكان إذا حصل إشكال أثناء الدرس لم يتجاوزه حتى يزول ذلك الإشكال ، وربما بعث من يحضر له الكتب التي تكون مظنة ذلك .
لذا أقيل عليه الطلاب ، وحفوا به ، واستفادوا منه فوائد جليلة ، فتخرج عليه أكابر العلماء ، فمن تلاميذه الكبار سماحة الشيخ عبد الله بن حسن رئيس القضاة ، وسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رئيس القضاة ، وسماحة الشيخ عمر بن حسن رئيس الهيئات للأمر بالمعروف بالمنطقتين الوسطى والشرقية ، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم نائب رئيس المعاهد والكليات ، والشيخ محمد بن عبد اللطيف ، والشيخ سليمان بن سحمان ، والشيخ محمد بن عثمان الشامي ، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز ، والشيخ العنقري ، والشيخ عبد الله الدوسري ، والشيخ عبد العزيز بن مرشد ، والشيخ إبراهيم بن سليمان آل مبارك ، والشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك ، والشيخ عبد الرحمن بن عودان ، والأستاذ البحاثة حمد الجاسر ، والشاعر الكبير محمد بن عثيمين ، والشيخ سعود بن رشود ، والشيخ محمد بن رشيد قاضي الرس ، ثم قاضي رنية ، والشيخ عبد الله بن سعد بن جاسر التغلبي الدوسري ، وغير هؤلاء كثير من كبار علماء المملكة العربية السعودية .
كما تصدى لنشر العلم بالكتابة ، فقد بعث الرسائل والنصائح ، كما حرر الفتاوى والأجوبة على الأسئلة ، فيما لو جمعت كتاباته وفتاويه لجاءت جزءا حافلا ، ونظم مختصر المقنع حتى كاد أن يتمه ، وله رسالة سماها : " حجة التحريض تحريم ال*** للمريض " في مكتبة جامعة الرياض ، برقم ( 215 ) .
وكتاباته وفتاواه دليل على غزارة علمه ، وسعة اطلاعه ، وحسن تصوره ، وقد جمعت وطبعت في كتاب سمي " المجموع المفيد من رسائل وفتاوى الشيخ سعد بن حمد بن عتيق " رحمه الله ، ويحوي هذا المجموع أربعين رسالة للمترجَم ، وله : نيل المراد بنظم متن الزاد .
والمترجَم في عداد كبار علماء نجد المشار إليهم ، فهو مقرب من الملك عبد العزيز ويعتمد عليه في مهام الأمور الدينية ، وهو معزز محترم عند علماء الدعوة ، فيجلونه ويقدرونه ، ويعرفون له حقه ومكانته العلمية ونشاطه في الدعوة وموالاة أهلها ، وقد ألف رسالة سماها : ( عقيدة الطائفة النجدية في توحيد الألوهية ) لا تزال مخطوطة في جامعة الرياض .
وللمترجَم شعر جيد ونظم رائق ، فله قصائد كثيرة تدل على علو منزلته في الشعر ، حتى إن من مؤلفاته : ( نظم المفاتيح ) لابن القيم ، وشرع في نظم زاد المستقنع ، ثم توفي قبل إتمامه .
وما زال على أحواله الكريمة وسجاياه ، حتى توفي في الرياض بعد أن كف بصره ، وذلك في اليوم الثالث عشر من جمادى الأولى عام 1349 هـ ، ودُفن في مقبرة العود في الرياض ، وكان قد صلي عليه في جامع الرياض ، وأم المصلين الشيخ محمد بن عبد اللطيف .
وله وصية بقلم محمد بن عبد الرحمن الشويعر في تاريخ 28 جمادى الأولى من عام 1349 هـ ، وهذا نصها .
( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأوصي من بعدي أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا ، وأن يعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا ، وأن يلتزموا ما وصى به إبراهيم بنيه حيث يقول : {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } والحمد لله أولا وآخرا ، وظاهرا وباطنا ، كما يحب ربنا ويرضى ، وأنا الفقير إلى الله سعد بن حمد بن عتيق أمليتها آخر الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول عام 1349 هـ ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين ) .
وعلى هذا النقل تصديق من الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم وقال فيه : إنه نقلها من ورقة إملاء الشيخ سعد وعليها ختمه . تمَّ بحمد الله .
وقد بكاه الناس وأسفوا عليه ، وحزنوا لفقده وتبادلوا التعازي في موته ، لأنه محبب إلى كل قلب عزيز على كل فرد ، فالمصاب به عام والحزن عليه شامل ، وقد رثي بكثير من القصائد والرسائل ، وممن رثاه شاعر نجد الكبير الشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين بقصيدة منها :
أهكذا البدر تخفي نوره الحفر *** ويُفقد العلم لا عين ولا أثر
خبت مصابيح كنا نستضيء بها *** وطرحت للمغيب الأنجم الزهر
واستحكمت غربة الإسلام وانكسفت *** شمس العلوم التي يهدى بها البشر
تخرم الصالحون المقتدى بهمو *** وقام منهم مقام المبتدأ الخبر
فنح على العلم نوح الثاكلات وقل *** والهف نفسي على أهل له قبروا
لم يجعلوا سلما للمال علمهم *** بل نزهوه فلم يعلق به وضر
تلك المكارم لا تزويق أبنية *** ولا الشفوف التي تكسى بها الجدر
فَابْكِ على العَلَم الفرد الذي فخرت *** بذكر أفعاله الأخبار والسير
بحر العلوم الذي فاضت جداوله *** أضحى وقد ضمه في بطنه المدر
طوتك يا سعد أيام طوت أمما *** كانوا فبانوا وفي الماضين معتبر
إن كان شخصك قد واراه ملحده *** فعلمك الجم في الآفاق منتشر
بنى لكم حمد آل العتيق علا *** لم يبنها لكمو مال ولا خطر
لكنه العلم يسمو من يقوم به بالجهل *** على الجهول ولو من جَدُّه مضر
لكنه العلم إن كان أقوالا بلا عمل *** فليت صاحبه بالجهل منغمر
يا حامل العلم والقرآن إن لنا *** يوما تضم به الماضون والأخر
فرحم الله الراثي والمرثي وجزاهما أحسن الجزاء .
الشيخ / حمد بن فارس بن محمد بن فارس المتوفى سنة 1345 هـ أخذ الشيخ عنه علم الفرائض والحساب ، وكان الشيخ حمد - رحمه الله - من أبرز العلماء في وقته بالفرائض والحساب والعربية ، بل هو أنحى أهل نجد في زمانه ، وهاك ترجمته موسعة :
هو الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن فارس بن عبد العزيز بن محمد بن الشيخ إسماعيل بن رميح بن جبر بن عبد الله بن حماد بن عريض بن محمد بن عيسى بن عرينة العرني التيمي الربابي ، فهو فخذ العرينات الذين هم بطن من تيم الذين هم قبيلة من قبائل الرباب ، والرباب تتألف من سبع قبائل هي : تيم وعدي وثور وعكل ومزينة وعوف وأشيب .
والرباب هم بنو عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار معد بن عدنان ، وهم أبناء عم تميم بن مر بن أد بن طابخة . . . إلخ النسب .
والمشهود عند أهل نجد أن العرينات من قبيلة ( سُبَيْع ) تصغير سبع ، ولكن هذه النسبة بالحلف فقط ، فهم أحلاف لسبيع لا منهم .
كما أن أبناء عمهم بني ثور ، ينسبون إلى سبيع ، وهم من الرباب أيضا ، وأصل بلد المترجَم - بلدة العطار - من مقاطعة سدير ، ونسب المترجَم كما تقدم يتصل بنسب الشيخ إسماعيل بن رميح العالم المشهور صاحب المجموع بـ ( مجموع ابن رميح ) ، فهو ابن عم آل رميح الموجودين في بلدة العطار .
وقد وُلِدَ المترجَم عام 1263 هـ ، وكان والده الشيخ فارس من أهل العلم ، فنشأ نشأة طيبة ، ورباه تربية صالحة ، فلازمه ملازمة تامة حتى حفظ عليه القرآن الكريم ، وقرأ عليه في علم الفرائض والحساب ومبادئ العلوم .
ثم شرع في القراءة على العالم الخطيب الواعظ الشيخ عبد الله بن حسين المخضوب الهاجري القحطاني قاضي الخرج ، ثم سافر إلى الرياض للتزود من العلم ، فقرأ على العلامة الكبير الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وعلى غيره ، حتى أدرك وحصل كثيرا من العلوم الشرعية والعربية ، لا سيما النحو ، فقد صار أنحى أهل زمانه في نجد ، فعرف في هذا الباب من العلم حتى صار مرجع العلماء وطلابه في علوم العربية ، كما أن له اطلاعا جيدا في علم سير الفلك وحسابه وأوقاته وبروجه ومنازله .
ثم عينه الإمام عبد الله الفيصل على بيت المال يوم كانت هذه الوظيفة كوزارة المالية في العهد الحاضر ، كما عينه مديرا لأوقاف آل سعود ينفذها في أعمال البر والإحسان ، فحمدت سيرته في ذلك ، حيث برَّ الفقراء وواسى المساكين وأجرى إنفاق هذه الأموال في مجاريها الشرعية النافعة ، واستمر في هذا العمل أيضا في ولاية الإمام عبد الرحمن الفيصل وصَدْرا من حكم الملك عبد العزيز ، حتى إذا توسعت الأعمال وتحددت المسئوليات أصبح هذا العمل الآن وزارة من أكبر الوزارات .
وكان المترجَم مع عمله عاكفا ومقيما على التدريس في مسجد الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في - حي دخنة - فحف به الطلاب وأقبلوا عليه وتتلمذوا على يديه ، فاستفادوا منه ، حتى تخرج عليه الفوج بعد الفوج ، وأغلبهم من كبار العلماء ، فمن مشاهير تلاميذه :
سماحة الشيخ عبد الله بن حسن ، وسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ، وسماحة الشيخ عمر بن حسن ، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم ، والشيخ محمد بن عبد اللطيف ، والشيخ سليمان بن سحمان ، والشيخ عبد الله العنقري ، والشيخ عبد الرحمن بن عودان ، والشيخ محمد بن علي البيز والشيخ عبد الله بن زاحم ، والشيخ محمد الشاوي ، والشيخ سعد بن رشود ، والشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد أحد علماء بلدة الرس وقضاتها وغيرهم من كبار علماء نجد .
وجمع المترجَم مكتبة خاصة كبيرة غنية بنفائس المخطوطات آلت بعد وفاته إلى ابنه محمد ، وقد توفي ابنه فلا ندري ماذا كان مصيرها .
وكان المترجَم مع علمه دينا متعبدا كثير الصيام والقيام ، ولم يزل على حالته الحميدة وسيرته المرضية حتى توفي في مدينة الرياض بعد العصر من اليوم الثامن والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام 1345 هـ ، وصلي عليه في جامع الرياض ، وحضر جنازته حشد كبير من المسلمين ، فيهم الأمراء والأعيان ، وصلي عليه صلاة الغائب في أنحاء المملكة ، وله الآن أحفاد في الرياض . فرحمه الله تعالى .
* وقد ترجم له الشيخ سليمان بن حمدان ، ومن خطه نقلت فقال : ( الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن رميح تصغير رمح النجدي الحنبلي ، وهو شيخنا الإمام العالم العلامة النحوي الفرضي الحيسوب الفلكي الفقيه الوجيه ، وُلد سنة ثلاث وستين ومائتين وألف تقريبا ، أخبرني بذلك عنه ابنه محمد ، فنشأ على يد والده فهذّبه ورباه تربية طيبة ولازمه ملازمة تامة ، فتخصص عليه في علم الفرائض والحساب وغيرها من العلوم ، وقرأ على الشيخ عبد الله بن حسين المخضوب صاحب الخطب وعلى الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن أخذ عنه علم النحو وغيره ، وتفقه به ، وأخذ عن جملة من الأكابر حتى اشتهر وأصبح سيبويه زمانه في علم النحو ، وصار مرجعا لطلاب العلم ، وضربت للأخذ عنه أكباد الإبل من أطراف نجد ، وكان مداوما على التعليم في مسجد الشيخ عبد الله بعد صلاة الصبح إلى الساعة الرابعة نهارا ، لا يُخِلّ بذلك ، وكان كثير الصيام قلَّ أن تراه مفطرا ، وكان ملازما على الصف الأول خلف الإمام ، كثير الأوراد والأذكار ، مهيبا عند الخاص والعام ، طويلا نحيف الجسم ، يخضب بالحناء .
تولى حفظ بيت المال للإمام عبد الله آل فيصل ثم للإمام عبد الرحمن ، ثم للملك عبد العزيز ، فباشره بعفة ونزاهة تامة ، وكان يواسي الفقراء من طلبة العلم وغيرهم من بيت المال ، ويعطيهم ما يقوم بكفايتهم منه .
وقد تخرج به خلق كثير لا يحصون ، ولما قدمت الرياض قرأت عليه جملة من كتاب الروض المربع شرح زاد المستقنع ، وملحة الإعراب ، وبعض ألفية ابن مالك ، وبعض الرحبية .
وتوفي رحمه الله في الساعة العاشرة بعد العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف ، وقد كفّ بصره قبل وفاته ، وصلي عليه في جامع الرياض ، وأم الناس في الصلاة عليه شيخنا محمد بن عبد اللطيف ، وشيَّعه خلق كثير من الأعيان والأمراء ، ودفن في مقبرة العود ، وصلي عليه صلاة الغائب في مكة والمدينة والطائف وجدة ، وتأسف الناس على فقده رحمه الله ، ولم يخل من الأولاد سوى ابنه محمد ) . انتهى .
كما ترجم له مطلق بن صالح في تاريخه المخطوط فقال : ( وفي رجب سنة 1345 هـ توفي الشيخ العالم المتبحر في العلوم حمد بن فارس طيب الله ثراه ، وجعل الجنة مثواه ، وكان رحمه الله تعالى وأفاض عليه سحب رضوانه هو الذي إليه بيت مال المسلمين يجبي ويدفع إليه ذلك ويفرق على جميع بلدان المسلمين ، وكان على حالة مُرْضِيَة ، وطريقة من الزهد مرضية ، وكان عن ذلك المال والأقل منه متعففا ، بل يأكل منه بالمعروف ، ولمَّا توفي رحمه الله تعالى وُجِد عليه من الدين تسعون ألف ريال ، فأدَّاها عنه الإمام عبد العزيز ، أيَّده الله بالعز والإقبال ) اهـ .
الشيخ / صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين آل الشيخ - رحمه الله - المتوفى سنة 1372 هـ وهو قاضي الرياض في زمانه ، ومن العلماء الزهاد الورعين المعروفين بالفضل ، أخذ الشيخ عنه في العقيدة والفقه ولازم دروسه فنهل معه العلوم المفيدة ، وهذه ترجمته مفصلة موسعة :
هو الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، كان جده الشيخ عبد الرحمن بن حسين هو قاضي بلدان الخرج للإمام تركي ثم لابنه الإمام فيصل ، وكان والده مع جده في مقر عمله ، فولد الشيخ المترجَم صالح في ( السلمية ) إحدى بلدان مقاطعة الخرج ، ومكث فيها أيام طفولته ، فمات والده وهو في أول سن التمييز ، فانتقل مع والدته إلى الرياض حيث يقيم هو وعشيرته وأخواله ، فكفله ابن عمه الشيخ حسن بن حسين ، وتزوج بأمه بعد أبيه ، فنشأ في بيت عمه وأمه نشأة صالحة .
وقد دخل الكتّاب وتعلم فيه مبادئ الكتابة والقراءة ، ثم حفظ القرآن عن ظهر قلب ، ثم شرع في طلب العلم فأخذ في حفظ وقراءة كتب شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وغيرها من مختصرات العلوم النافعة ، فأدرك طرفا طيبا منها .
ولما شب أخذ يتعاطى التجارة ، مع الحرص على تحري العقود الصحيحة والنزاهة وحسن المعاملة .
وتعاطيه التجارة لم يصده عن الاستمرار ومواصلة طلب العلم ، فكان ملازما لدروس الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ عبد الله الخرجي ، والشيخ حمد بن فارس ، والشيخ محمد بن محمود ، حتى أدرك في التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصول هذه العلوم والنحو .
وكان يرافق الملك عبد العزيز في غزواته ، وآخر غزواته له هي غزوة جراب عام 1333 هـ .
وقد جلس للتدريس في الرياض ، فعمر مجلسه بالدروس ، واقتنى مكتبة كبيرة خاصة به .
وفي عام 1337 هـ ولاه الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله قضاء مدينة الرياض ، فكان المثل الحسن في العدل والإحسان والإنصاف والنزاهة والعفاف ، واستمر في القضاء حتى عام 1352 هـ ، حيث أصيب بألم شديد في رأسه وعينيه ، واستعفي بسبب ذلك من القضاء فأعفي ، ثم سافر إلى مصر للعلاج عام 1354 هـ ، ثم عاد بدون فائدة ، وطال معه هذا المرض حتى مات منه عام 1372 هـ . رحمه الله تعالى .
الشيخ / سعد بن وقاص البخاري - رحمه الله - أخذ عنه علم التجويد في مكة ، وكان - رحمه الله - له دكان صغير في الشامية ، وقد بحثت عن ترجمة موسعة له فلم أجد من ذلك شيئا ، والمقصود أنه من العلماء الفضلاء المعروفين بسلامة المعتقد ، وأصالة الرأي ، وحسن التعليم - رحمه الله - .
الشيخ / سعد بن وقاص البخاري - رحمه الله - أخذ عنه علم التجويد في مكة ، وكان - رحمه الله - له دكان صغير في الشامية ، وقد بحثت عن ترجمة موسعة له فلم أجد من ذلك شيئا ، والمقصود أنه من العلماء الفضلاء المعروفين بسلامة المعتقد ، وأصالة الرأي ، وحسن التعليم - رحمه الله - .
الشيخ الإمام العلامة / محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ المتوفى سنة 1389 هـ ، وهو علم على رأسه نار ، إمام معروف بالعلم والفضل وقوة الرأي ، وحسن التدبير لازمه الشيخ عبد العزيز - حفظه الله - مدة طويلة تقدر نحو عشر سنين ، وكان من أخص تلامذته ، وذلك ما بين عام 1347 هـ إلى عام 1357 هـ ، وهذه ترجمة مفصلة موسعة له من كتاب مشاهير علماء نجد وغيرهم .
هو العلامة الجليل الأصولي المحدث الفقيه الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، مفتي الديار السعودية ورئيس قضاتها في حياته - رحمه الله - .
مولده :
ولد في مدينة الرياض في السابع عشر من شهر محرم سنة ألف وثلاثمائة وإحدى عشرة من الهجرة ونشأ في كنف والده الشيخ إبراهيم ، ولما بلغ الثامنة من عمره أدخله مدرسة تحفيظ القرآن عند مقرئ يدعى عبد الرحمن بن مفيريج فختم القرآن نظرا وهو في الحادية عشرة من عمره وطرأ عليه العمى وهو في الرابعة عشرة من عمره فأعاد قراءة القرآن مرة أخرى عن ظهر قلب حتى ختمه وحفظه حفظا تاما ثم شرع في قراءة العلم في مختصرات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومبادئ النحو والفرائض على والده الشيخ إبراهيم ثم شرع في القراءة على عمه الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف في كتاب التوحيد ثم في العقيدة الواسطية والحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية ، وقرأ عليه في أصول التفسير والحديث وقرأ على الشيخ سعد بن الشيخ حمد بن عتيق في الفقه ومصطلح الحديث ولازمه ملازمة تامة وقرأ على الشيخ حمد بن فارس في الألفية وغيرها من المؤلفات النحوية ، وقرأ عليه في الفقه وقرأ على الشيخ عبد الله بن راشد بن جلعود العنزي نزيل مدينة الرياض آنذاك في الفرائض ولم يزل مجدا في طلب العلم إلى أن توفي عمه الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف سنة 1339 هـ ، فعينه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود خلفا لعمه في الفتيا وإمامة المسجد والتدريس فصار يؤم الناس الفروض الخمسة في مسجد عمه المشهور بمسجد الشيخ ( بحي دخنة ) ويجلس فيه لطلبة العلم يقرءون عليه في مختلف العلوم وفي سنة 1345 هـ أرسله جلالة الملك عبد العزيز آل سعود إلى أهل الغطغط لما غلوا في الدين وشددوا فيه تشديدا ينافي الشرع فمكث عندهم ستة شهور يبين لهم معاني الكتاب والسنة وعبارات رسائل علماء دعوة التوحيد السلفية ، ويحذرهم من الغلو ومجاوزة الأمور المحظورة ، ثم رجع إلى الرياض واستمر في نشر العلم وتعليمه .
طريقة تدريسه وأوقات جلوسه :
فكان - رحمه الله - إذا صلى الفجر جلس في المسجد يقرأ عليه صغار الطلبة في الأجرومية في النحو ، وبعدهم يقرأ عليه متوسطو الطلبة في القطر لابن هشام في النحو ، وبعدهم يقرأ عليه كبار الطلبة في ألفية ابن مالك وشرح ابن عقيل ، فإذا انتهوا من قراءة النحو في الألفية والشرح قرءوا عليه في الفقه في ( متن زاد المستقنع ) غيبا ، فإذا قرأ آخرهم وسكت أخذ الشيخ في إعادة ما قرءوه من المتن من حفظه وشرع يتكلم على العبارات ويوضح معاني الكلمات ، فإذا انتهى شرع أحد الطلاب في قراءة شرح الزاد المسمى ( الروض المربع شرح زاد المستقنع ) قراءة ترتيل يقف عند كل فقرة وجملة والشيخ يعلق على عبارات الشارح وجملة بكلام يوضح المعنى ويزيح الإشكال ، ويصور المسائل تصويرا ملموسا يقرب المعاني الفقهية إلى أذهان الطلبة ، ويقرر قواعدها في نفوسهم لأنه - رحمه الله - آخذ بناصية علم الفقه ومتبحر فيه تبحرا عظيما ، فإذا انتهى من تقريره على الفقه شرعوا في القراءة عليه في بلوغ المرام ، فإذا أشارت الساعة إلى الواحدة نهارا انصرف إلى داره وجلس فيها ، فإذا حانت الساعة الثالثة جاءه كبار الطلبة وخواصهم وقرءوا عليه إلى الساعة الخامسة نهارا ، ثم انصرفوا ، فإذا أذن الظهر خرج وصلى بالناس في المسجد وجاء أهل المطولات وقرءوا عليه في مختلف الكتب بجامع الترمذي وصحيح البخاري وزاد المعاد في هدي خير العباد ، فإذا انتهوا قرأ عليه بعض الطلبة في بعض المتون العلمية غيبا مثل كتاب التوحيد والعقيدة الواسطية ، فإذا أذن العصر خرج إلى داره وجدد الوضوء ثم رجع وصلى بالناس العصر وجلس في المسجد يقرأ عليه أحد أعيان الطلبة في بعض الردود ، فإذا انتهى قرأ عليه جملة من الطلبة في مصطلح الحديث ، فإذا انتهوا قرءوا عليه في العقيدة الحمولة لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فإذا بقي على أذان المغرب مقدار نصف ساعة خرج إلى داره ، فإذا أذن المغرب جاء وصلى بالناس ثم جلس في المسجد للطلبة يقرءون عليه علم الفرائض والمواريث ، فإذا ختم أذان العشاء قام من حلقة درس الفرائض إلى الصف الأول وتنفل ثم أمر القارئ فشرع يقرأ عليه في تفسير ابن كثير إلى الساعة الثانية والنصف ، فيأمر بإقامة صلاة العشاء ، فإذا أقيمت وصلى بالناس تنفل وأوتر وخرج إلى داره وهي قريبة من مسجده ، واستمر على هذا الترتيب في الدروس بهذه الصفة من عام 1339 هـ إلى عام 1380 هـ حيث ترك جميع الدروس ما عدا درس الفقه وبلوغ المرام فإنه لم يترك الجلوس لهما بعد صلاة الفجر إلى أن حبسه المرض .
وقد تخرج على يديه أفواج من العلماء كثيرون شغلوا مناصب القضاء والتدريس والدعوة إلى الله ، والإرشاد ، وحسبنا أن نشير إلى البعض منهم إشارة موجزة في هذه الترجمة المقتضبة على النحو الآتي :
1- الشيخ العلامة الجليل عبد الله بن محمد بن حميد ، الرئيس العام للإشراف الديني بالمسجد الحرام .
2- الشيخ عبد العزيز بن باز ، رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة .
3- الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل نزيل أبها في هذا الوقت .
4- شيخنا الشيخ عبد الله بن سليمان المسعري رئيس ديوان المظالم .
5- شيخنا الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد رئيس هيئة التمييز بالمنطقة الغربية .
6- الشيخ عبد الملك بن إبراهيم بن الشيخ عبد اللطيف شقيق المترجم رئيس هيئات الأمر بالمعروف بالمنطقة الشرقية .
7- الشيخ عبد العزيز بن الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ .
8- الشيخ صالح بن الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ .
9- الشيخ عبد الرحمن بن فارس أحد قضاة الرياض حاليا .
10- الشيخ عبد الرحمن بن سعد من بلد ملهم المعروفة بنجد .
11- الشيخ إبراهيم بن سليمان من آل مبارك أهل بلدة حريملاء تولى قضاء الخرمة والأفلاج وتوقي - رحمه الله .
12- الشيخ محمد بن عبد العزيز بن الشيخ حمد بن عتيق توفي - رحمه الله - .
13- الشيخ عبد الله بن عمر بن دهيش رئيس محكمة مكة المكرمة سابقا .
14- الشيخ سليمان بن عبيد السلمي رئيس محكمة مكة حاليا .
15- الشيخ عبد العزيز بن عجلان من بلدة نعام المعروفة .
16- الشيخ محمد بن مسلم آل عثيمين .
17- الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان من أهل مدينة . الرياض الأقدمين .
18- وابنه الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد إبراهيم نائب المفتي الأكبر .
19- وابنه الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ محمد بن إبراهيم مدير المعاهد والكليات .
20- الشيخ راشد بن صالح بن خنين .
21- الشيخ سعود بن رشود رئيس محكمة الرياض في حياته - رحمه الله - .
22- الشيخ ناصر الحناكي .
23- الشيخ سعد بن غرير .
24- أهل بلدة حريملاء .
25- الشيخ محمد بن مهيزع . أحد قضاة الرياض حاليا .
26- الشيخ عبد الله بن بكر توفي - رحمه الله - .
27- محمد السحيباني .
28- صالح السحيباني .
29- حسن بن مانع .
30- إبراهيم بن نغميش .
31- زيد بن فياض .
32- محمد ابن الشيخ عبد الرحمن بن قاسم .
33- عبد العزيز بن محمد بن صالح بن شلهوب .
34- أحمد بن قاسم .
وقرأ عليه غير هؤلاء خلق كثير لا يحضرني ذكرهم ولا معرفة أسمائهم .
مؤلفاته :
ألف مؤلفات وكتب ورسائل كثيرة وله فتاوى تبلغ مجلدات جمعها ورتبها الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم جامع ( فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ) وله فتاوى غير ما جمعه ابن قاسم تبلغ عدة مجلدات لا تزال محفوظة في ملفات دار الإفتاء بالرياض .
وبلغني أن النية متجهة إلى ترتيبها وتحقيقها وتبويبها والقيام بطبعها ، وله مجموعة أحاديث في الأحكام رتبها على أبواب الفقه لا تزال محفوظة في ملفاتها ، وله معرفة بالعروض ويقرض الشعر على طريقة العلماء ، له مرثية في عمه الشيخ عبد الله ابن الشيخ عبد اللطيف تبلغ أبياتها خمسة وخمسين بيتا ، ومطلعها :
على الشيخ عبد الله بدر المحافل نريق كصوب الغاديات الهواطل
وله أربعة أبيات رثاء في الشيخ عمر بن سليم .
وظائفه وأعماله التي قام بها:
استمر في إمامة مسجد عمه الشيخ عبد الله المعروف بمسجد الشيخ وتدريس الطلاب فيه من عام 1339 هـ إلى قبيل وفاته . وفي عام 1373 هـ أنشئت دار الإفتاء والإشراف على الشئون الدينية تحت رئاسة سماحته، وفي عام 1376 هـ أنشئت رئاسة القضاة تحت رئاسة سماحته في نجد والمنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية، وبعد وفاة سماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ - رحمه الله - سنة 1378 هـ رئيس القضاة بالحجاز والمنطقة الغربية ضمت رئاسة القضاة بالحجاز والمنطقة الغربية إلى سماحة المترجم فصار رئيس قضاة المملكة العربية السعودية عامة .
أعمال سماحته المتعلقة بالمدارس والمعاهد والكليات:
وفي عام 1369 هـ عرض سماحته على جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود فكرة إنشاء معهد علمي بمدينة الرياض، فأمر جلالته - رحمه الله - بإنشاء هذا المعهد وتخصيص مكافآت سخية لطلابه تحت إشراف سماحته، وتم افتتاح هذا المعهد المشار إليه عام 1370 هـ ؛ وأسند سماحته إدارته إلى شقيقه الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم واختار سماحته عددا وفيرا من تلامذته وألحقهم بالسنة الثالثة من المعهد المذكور نظرا لقراءتهم عليه وتحصيلهم السابق المعادل للسنة المذكورة .
وفي عام 1373 هـ أنشئت كلية الشريعة بمدينة الرياض فالتحق بها خريجو المعهد المذكور، وفي عام 1374 هـ تحصل سماحته على أمر ملكي يخوله افتتاح فروع لهذا المعهد فأمر سماحته بافتتاح ستة معاهد في كل من بريدة وشقراء والإحساء والمجمعة ومكة المكرمة وسامطة من أعمال جازان، ثم بدأت فروع هذا المعهد تنتشر في جميع أنحاء هذه المملكة .
وفي عام 1374 هـ أنشئت كلية اللغة العربية بمدينة الرياض .
هذه بعض الأعمال التي كان يقوم بها ويضطلع بأعبائها في حياته، وقد أوردنا ملخصا يتضمن جميع الأعمال المنوطة بسماحته في ملحق خاص وضعناه في آخر هذه الترجمة ليرجع إليه من شاء الاطلاع ومعرفة ما كان ينوء به الفقيد من الأعمال العظيمة التي لا يستطيع القيام بها إلا من كان في مستواه من العلم وراحة العقل والاتزان ومعرفة موارد الأمور ومصادرها .
وفاته رحمه الله :
توفي ظهر يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة ألف وثلاثمائة وتسع وثمانين عن عمر بلغ ثمانين وسبعين سنة وثمانية شهور وثمانية أيام، وانزعج الناس لموته وحزنوا عليه حزنا شديدا وصلوا عليه في الجامع الكبير وأم الصلاة عليه الشيخ عبد العزيز بن باز وبعد فراغهم من الصلاة خرجوا به إلى المقبرة محمولا على الأعناق وكان الجمع عظيما والزحام شديدا وشيعه إمام المسلمين جلالة الملك فيصل آل سعود والعلماء والأمراء والوزراء وجميع سكان مدينة الرياض وقبر بمقبرة العود، وخلف أربعة أبناء هم الشيخ عبد العزيز والشيخ إبراهيم، وأحمد وعبد الله، وقد رثاه العلماء . والأدباء والشعراء نثرا ونظما، ويكفي أن نشير إشارة خاطفة في هذه الترجمة الموجزة إلى بعض من رثاه مرتبين على النحو التالي:
1- الشيخ راشد بن صالح بن خنين رثاه نثرا بعنوان ( حادث جلل ) .
2- الشيخ حمد بن محمد بن فريان .
3- الشيخ سعد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن رويشد رثاه نثرا بعنوان ( فقيد الإسلام) .
4- ابنه عبد الله ابن الشيخ سعد بن عبد العزيز بن رويشد رثاه نثرا بعنوان: ( فجيعة مملكة في شيخ القضاء وقاضي العلماء ) .
5- ورثاه شعرا الشيخ عبد الله بن إدريس بقصيدة تبلغ أبياتها عشرين بيتا ومطلعها:
ما عاش إلا للعلوم وشنرعة الإنصاف قضى الحياة مكرم الأوصاف
6- ورثاه الدكمور محمد عبد المنعم الخفاجي بقصيدة طويلة تبلغ أبياتها زهاء ثلاثة وخمسين بيتا ومطلعها:
أمات الشيخ هل ذهب الإمام *** وطار به إلى الخلد الغمام
7- ورثاه الدكتور كامل الفقي مدرس بكلية اللغة العربية بالرياض رثاه بقصيدة تبلغ أبياتها اثنين وثلاثين بيتا ومطلعها:
دهى الجزيرة خطب ليس يحتمل*** فلتنفطر مهج ولتنهمر مقل
8- ورثاه الشيخ محمد بن عبد العزيز بن هليل المستشار الشرعي بديوان المظالم بقصيدة تبلغ أبياتها أربعة وثلاثين بيتا ومطلعها:
على شيخنا الحبر الجليل محمد*** حفيد إمام المسلمين محمد
محقق توحيد الإله بدعوة*** تجلت بنهج مستبشر محمد
9- ورثاه نجله الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ محمد مدير المعاهد والكليات بقصيدة تبلغ أبياتها ثلاثة وعشرين بيتا ومطلعها:
خطب دهى فبكى له العلماء*** وبكت لهول مصابه العقلاء
10- ورثاه نجله الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد نائب المفتي الأكبر بقصيدة تبلغ أبياتها ثلاثين بيتا ومطلعها:
مصاب كبير وجرح أليم*** ورزء عظيم وخطب جسيم
ورثاه معالي الشيخ حسن ابن الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ .
وسيرى القارئ على الصفحة التالية ملحقا في ملخص أعمال سماحته التي كان يشغله ويقوم بأعبائها في حياته تغمده الله برحمته وغفرانه .
ملحق في ملخص أعمال سماحته
نلخص أعمال سماحته ومسئولياته فيما يأتي:-
1- دار الإفتاء .
2- رئاسة القضاة .
3- رئاسة الكليات والمعاهد العلمية .
4- رئاسة الجامعة الإسلامية التي أسست بالمدينة المنورة سنة 1381 هـ . وبعد وفاة سماحته أسندت رئاستها إلى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في 15 / 9 / 1390 هـ .
5- رئاسة دور الأيتام التي ضمت فيما بعد إلى وزارة العمل والشئون الاجتماعية .
6- الإشراف على رئاسة تعليم البنات .
7- رئاسة المعهد العالي للقضاء .
8- رئاسة المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي .
9- رئاسة المكتبة السعودية التي أنشئت بجوار مسجد سماحته بحي دخنة عام 1370 هـ.
10- رئاسة المعهد الإسلامي في نيجيريا .
11- رئاسة المجلس العالي للقضاء .
12- رئاسة معهد إمام الدعوة .
13- خطيب الجامع الكبير وإمام العيدين .
14- إمام مسجد دخنة الكبير المعروف بمسجد الشيخ من عام 1339 هـ إلى أن توفي - رحمه الله - .
15- الإشراف على نشر الدعوة الإسلامية في إفريقيا .
16- رئيس مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية التي تصدر عنها الآن جريدة الدعوة .
17- بدأ في إنشاء مجلس هيئة كبار العلماء وأثبت في ميزانية عام 1389 هـ غير أن المنية وافت سماحته - رحمه الله - قبل أن يباشر المجلس أعماله .
18- الإشراف على ترشيح الأئمة والمؤذنين .
19- تعيين الوعاظ والمرشدين .






هذا موجز أعمال سماحته التي كان يضطلع بها في حياته - رحمه الله تعالى - .