مشاهدة النسخة كاملة : مؤتة.. أرض الشهداء...


abomokhtar
26-02-2013, 07:01 AM
إنّها مؤتة.. أرض الشهداء والدماء النقية، وهناك اختلطت حبات التراب بنجيع الشهداء الأخيار، وتواصلت المسيرة من الأبناء البررة، وامتد الحب وتوارثت الأجيال نقاء الأرض وصفاءها، وبقيت بصماتها عبر الزمن الذي شهد لها أنّها في قلوب أبنائها وفي عيون أهلها.
نعم هي مؤتة.. الأرض والتاريخ والدماء، فإلى هناك حيث يأخذنا الآسر؛ حيث ندري ولا ندري كيف احتضنت هذا الجمال وهذا الحب الأزلي، فلها ألف حكاية وحكاية، والتاريخ دائمًا هو الذي ينقلنا حيث لا نريد، فالأردن مليء بالمواقع التي تثيرك، فكل المواقع والآثار لها وقع خاص بها ولها حكاية تسرّك، فلا بدّ من كشف السر المدفون في أعماقك الذي جعلك تهيم فيها حبًّا وهيامًا، يجب أن تبوح لها بسرّك لكي تبادلك البوح في بعض سرّها وبعض نصف الحقيقة، وتحبك بأقل ما أحببتها، أو تمنحك بعض الحب عند حاجتها، أو عند كرهها للآخر، فالمكان تمامًا كالمعشوق الذي لا يفارقك خياله أو ظله المتجذر فيك، فكيف إذا كانت هذه هي مؤتة التاريخ والشهداء والعلم والإنسان الطيب.. آه أيتها الرائعة المتجذرة فينا كحد السيف لا نقدر إلا أن نبقى على اندهاشنا عندما نغادر جمالها وناسها مرددين:
يا مؤتة الأحرار يا رجع الصـدى
يا موئل الأبـرار يـا نبع الفـدا
عهدًا ستـبقي للعروبة محــتدا
والـله لا يـنسى أبي المــحتدا
أقسمت بالرحمن بالشعب الأبـي
بالثـورة الكبرى تبـناها أبــي
أقسمت بالأرض الطهور وبالذرى
أن لا يقـر على ثراهـا مـعتدي
تلك الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء؛ زيد وعبد الله وجعفر، أرض المجد والكبرياء العربية عبر التاريخ العربي الحافل بالأمجاد المثخنة بالجراح والمعطرة بالدماء..
فهناك في سهل مؤتة جرت أول معركة خاضها المسلمون خارج الجزيرة العربية، فكانت غزوة مؤتة (http://islamstory.com/ar/%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%85%D8%A4%D8%AA%D8%A9) ولا تزال من أهم الغزوات في التاريخ الإسلامي التي خاضها المسلمون خارج الجزيرة العربية، وهي من أهم المعارك التي حدثت على أرض الأردن الطاهرة، كما كانت أول معركة يشارك فيها القائد خالد بن الوليد بعد إسلامه الذي أدخل مبدأ «الانسحاب التكتيكي» حتى يؤمن سلامة القوات بخطة خلاص محكمة، وكانت أول معركة يستشهد فيها قادتها الثلاثة كما أبلغهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قبل المعركة.
مؤتة.. دخول المكان
نستأذن الجنوب وجبال المؤابيين عبر وادي الموجب لندخل الكرك الحبيبة؛ حيث القلعة المهيبة التي بناها الصليبيون في القرن الثاني عشر الميلادي، تحيط بالمدينة بأكملها والتي تظل شرفاتها في انحدار سحيق نحو البحر الميت.
ومن المدينة المؤابية المحاطة في الصحراء والجبال والأغوار والشواطئ الجنوبية للبحر الميت الذي مات في الزمن الغابر الحي في زمنها، نواصل المسير جنوبًا؛ حيث حملنا أمانة السلام على أرواح الشهداء ومدينتهم وأهلها، وعلى الطريق تتناثر بقايا «المشهد» حتى نصل مدينتنا، مدينة الشهداء ورائحة «المزار» المعطرة تناديك لمرقد الشهداء هناك؛ حيث كانت في ضيافتهم، وما بين المزار ومؤتة التربة المعطرة بدمائهم، ويشهد على ذلك الجامع المهيب ذو المئذنتين والقبتين في أطراف البلدة مذكرة التاريخ المليء بمعاني البطولة والتضحية والفداء بمعركتها الشهيرة التي انتهت بحنكة خالد بن الوليد (http://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%8A%D9%81_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%84_%D8%AE%D8%A7% D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84% D9%8A%D8%AF)، وصانت دماء المسلمين الذين قدموا أنفسهم في سبيل السلام.
مؤتة.. الأرض والتاريخ
الأردن كان جزءًا من بلاد الشام وملتقى للطرق المتجهة غربًا إلى البحر الأبيض ومصر وشمال إفريقيا، وجنوبًا إلى شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر، وشرقًا للعراق والخليج، وشمالاً لتركيا وسورية، واحتل الأردن بحكم موقعه منذ القدم مكانة مرموقة في الحضارة الإنسانية التي تأثر بها.
ومن أبرز الملامح التاريخية التي تدل على مكانة الأردن من ذلك التاريخ، تردد ذكر منطقة جنوب الأردن في النقوش الفرعونية القديمة، واشتهرت بصلتها الوثيقة بحوادث العهد القديم، وقامت فيها ممالك من أهمها مملكة أدوم وامتدت لجنوب وادي الحسا، وكذلك هناك مملكة موآب التي كانت من أهم الممالك في شرقي الأردن؛ حيث امتدت من وادي الموجب شمالاً وحتى وادي الحسا جنوبًا، وأيضًا هناك مملكة عمون في شمال الأردن.
وكذلك شهدت منطقة الجنوب حركة العبرانيين عند خروجهم من مصر باتجاه فلسطين مرورًا بسيناء ومدين، فوقفت شعوب المنطقة في وجههم ومنعت دخولهم من أراضيهم، وفي مرحلة لاحقة تطور الصراع بين الطرفين بسبب أطماع العبرانيين التوسعية عبر نهر الأردن شرقًا وقد انتصر العمونيون عليهم وتحكموا بهم مدة 18 عامًا.
وقبل نهاية القرن الثامن قبل الميلاد احتل الآشوريون سورية ومن ضمنها شرق الأردن، وبقيت المنطقة تحت حكمهم حتى 629 قبل الميلاد، وفي عام 586 قبل الميلاد حكم البابليون بلاد الشام، واستطاع الفرس عام 539 ق.م القضاء على البابليين وفرض السيطرة على المنطقة.
ومع مجيء العرب الأنباط من شمال الجزيرة وإقامة دولتهم في البتراء في القرن السادس قبل الميلاد، بسطوا نفوذهم إلى دمشق شمالاً وجنوب فلسطين غربًا واتخذوا غزة ميناءً لهم، وبذلك أصبحت البتراء مركزًا تجاريًّا مهمًّا في المنطقة واستمرت دولة الأنباط قوية حتى بداية القرن الأول قبل الميلاد.
وفي عام 64 ق.م جاء الرومان لاحتلال بلاد الشام، وصار الأردن جزءًا من إمبراطوريتهم التي تركت بصمات ما زالت باقية في أكثر المدن الأردنية، وبعد ذلك أصبح الأردن جزءًا من مملكة الغساسنة العربية التابعة للإمبراطورية البيزنطية.
وفي عام 636م دخل الأردن في العهد الإسلامي وقامت على ثراه معارك بين المسلمين والبيزنطيين (اليرموك ومؤتة)، هؤلاء القادة الذين ضحوا في سبيل الإسلام هم خير دليل على تضحيات الأجداد لحماية البلاد والإسلام.
وازداد الأردن أهمية في العهد الأموي، فبطون الكتب مليئة بالحكايات والأسرار التاريخية عن المنطقة، والقصور المترامية في الصحراء شواهد على التاريخ، وشهدت المنطقة (الجنوب) ولادة أول حركة سريّة في التاريخ الإسلامي، فمن الحميمة أطاح العباسيون بأبناء عمهم الأمويين وبقيت المدن الأردنية حلقة الوصل التجاري بين بلاد الحجاز ومصر والشام بعدما انتقلت الخلافة إلى بغداد.
ومن هنا فالأردن مكان الانطلاق للأمة العربية ومن جزيرتها، ففي العام الثامن من الهجرة أرسل النبي عليه الصلاة والسلام جيشًا صغيرًا ليؤدب به الغساسنة الذين ***وا حامل كتابه، واصطدم بجيش الروم الجرار في قرية مؤتة جنوب الكرك، وهناك استشهد القواد الثلاثة بعد أن ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والثبات والتضحية، وبذلك أصبحت مؤتة مفتاح التاريخ الإسلامي.
وتقع بلدة مؤتة إلى الجنوب من مدينة المؤابيين «الكرك» بحوالي 12كم، حيث تشاهد من بعيد وسط سهل فسيح أمام هذه البلدة التي استشهد فوقها أبطال الإسلام، وتبعد المزار عن مؤتة 3كم جنوبًا، وكلاهما على الطريق التي تربط عمان بالطفيلة ومعان.
وفي المزار؛ حيث يرقد الشهداء الثلاثة أقيم مسجد واسع بثلاث قباب خضراء، ومئذنتين شاهقتين، وفي الإيوان الشرقي لمدخل المسجد أقامت وزارة الأوقاف متحفًا إسلاميًّا يضم العديد من القطع الفخارية والمخلفات المادية والنقود الإسلامية.
مؤتة المعركة
قال أبو هريرة (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A_%D8%A3% D8%A8%D9%88_%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D8%A9): "شهدت مؤتة، فلما رأينا المشركين رأينا ما لا قبل لنا به من العدد، والسلاح، والكراع، والديباج، والحرير، والذهب، فبرق بصري؛ فقال لي ثابت بن أرقم: يا أبا هريرة، ما لك؟ كأنك ترى جموعًا كثيرة. قلت: نعم، قال: إنّك لم تشهد بدرًا معنا، إننا لم ننصر بالكثرة".
هناك على أرضها دارت معركة «مؤتة» بين الروم والمسلمين في العام الثامن للهجرة وسببها أن الرسول عليه الصلاة والسلام أرسل الحارث بن عمير الأزدي إلى والي بصرى الشام، ف***ه شرحبيل بن عمرو الغساني سيد مؤتة، وهو في الطريق، ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك سرية إلى «ذات أطلاح برئاسة عمرو بن كعب الغفاري وعدد رجالها خمسة عشر رجلاً»، وفي هذا المكان الذي يقع بين الكرك والطفيلة دعا رجال السرية أهله الى الإسلام فأبوا أن يجيبوا بل ***وهم جميعًا، ونجا عمرو متحاملاً حتى وصل المدينة، ويذكر الطبري (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%B1%D9%8A_%D8%A7%D9%84% D9%85%D9%81%D8%B3%D8%B1.) أنّ سكان ذات أطلاح هم قبيلة من قضاعة ورئيسهم يدعى سدوس.
وأشفق الرسول عليه السلام من عقبى السكوت على كلتا الفعلتين، خاصة أنّه وصل له استعدادات الروم العسكرية وبعض القبائل العربية (بهراء وقضاعة ولخم وجذام وأهل البلقاء)، كل هذه الأسباب حملت النبي صلى الله عليه وسلم على تجريد حملة غايتها الثأر لل***ى وتأديب المعتدي واختبار قوة الأعداء ومدى استعدادهم والتعرف على أسباب تجمعهم على أطراف الأردن المتاخمة للحجاز.
وفي شهر جمادي الأولى من السنة الثانية للهجرة (أيلول 629م) جرد الرسول الكريم جيشًا بلغ عدده ثلاثة آلاف وأمر عليهم زيد بن حارثة (http://islamstory.com/ar/%D8%B2%D9%8A%D9%80%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A7 %D8%B1%D8%AB%D8%A9).
وقال: «إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب (http://islamstory.com/ar/%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8) فإن أصيب فعبد الله بن رواحة (http://islamstory.com/ar/%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3% D9%88%D9%84_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84% D9%87_%D8%A8%D9%86_%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%A9) على الناس»، فلما ***وا أخذ الراية خالد بن الوليد.
نقل المسلمون شهداءهم من أرض المعركة (المشهد) إلى مكان عرف فيما بعد بـ«المزار» وأخذ خالد في إنقاذ الجيش الإسلامي الذي لا قدرة له على مواجهة جيش الروم وحلفائهم العرب، فبادر بتغيير المواقع لجيشه (خطة إنقاذ) حتى يوهم الروم بأن المدد قد جاء وانطلت الخطة عليهم، وأنقذ خالد ما تبقى من الجيش عائدًا للمدينة، وقد صاح الناس فيهم يا فرار.. يا فرار.. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: إن الغنيمة في رجوعهم إلينا سالمين من موت كان محتمًا عليهم، بل إنّهم الكرار إن شاء الله، وسمى خالد بن الوليد لحنكته العسكرية «سيف الله المسلول»، وعندما علم أن تسعة أسياف تكسرت بيديه وهو يقاتل.
ومن نتائج المعركة كان لعودة الجيش إلى المدنية وقع شديد على نفوس المسلمين حتى خرج أهل المدينة لملاقاة الجيش وهم يقولون: يا فرار.. أفررتم في سبيل الله؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى.
وقد كان من نتائج المعركة ما يلي: استشهاد اثني عشر مقاتلاً من المسلمين بما فيهم القادة الثلاثة، تخليص جيش المسلمين من معركة غير متكافئة، دخول القبائل العربية في شمال الجزيرة في الإسلام ونشره، كانت المعركة فرصة للمسلمين للاحتكاك مع جيوش خارجية لأول مرة.
مؤتة.. الدروس المستفادة
برز من خلال هذه المعركة منذ بداية الحملة وحتى عودة الجيش إلى المدنية بعض المواقف والدروس المستفادة، ومنها رفع الروح المعنوية والتصميم على الهدف؛ حيث صمم الجيش على المضي في التقدم لملاقاة الروم رغم الأعداد الكبيرة للجيوش المعادية، والمرونة والخدعة؛ حيث ظهرت في الخطة التي طبقها خالد واستطاع خداع الروم دون أن يعرفوا نواياه الحقيقية، والشجاعة وقوة الشخصية، وظهرت في استبسال القادة الثلاثة الذين قاتلوا قتالاً مشرفًا، وفي القائد الرابع وهو خالد بن الوليد وحنكته العسكرية، وكذلك الطاعة والنظام، وتتمثل في طاعة الجيش حسب وصية النبي صلى الله عليه وسلم في تسلسل القيادة، ثم وصيته في القتال وعدم التعرض للشيوخ والأطفال والنساء.
وفي النهاية لقد كانت غزوة مؤتة صفحة مشرقة في تاريخنا العسكري الإسلامي، وتركت في نفوس الروم أثرًا من ملاقاة المسلمين، فلم يحاول الروم ولا أتباعهم من العرب أن يتعرضوا للمسلمين، وبقيت الدولة الإسلامية مهابة وعظيمة لأنّها تستند إلى رجال عظماء ضحوا بأرواحهم في سبيل نشر هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها.

abomokhtar
26-02-2013, 07:03 AM
[/URL] غزوة مؤتة أو سرية مؤتة، جرت الغزوة في [URL="http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D9%88%D9%84"]جمادي الأول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D9%85%D8%A4%D8%AA%D8%A9# .D9.88.D8.B5.D9.84.D8.A7.D8.AA_.D8.AE.D8.A7.D8.B1. D8.AC.D9.8A.D8.A9) من العام الثامن للهجرة (أغسطس 629 م) بسبب *** الحارث بن عمير الأزدي رسول الرسول محمد إلى ملك بصرى على يد شرحبيل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B4%D8%B1%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D9% 84_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A7%D9 %84%D8%BA%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A&action=edit&redlink=1) بن عمرو بن جبلة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9 %86_%D8%AC%D8%A8%D9%84%D8%A9&action=edit&redlink=1) الغساني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%86%D8%A9) والي البلقاء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1) الواقع تحت الحماية الرومانية؛ إذ أوثقه رباطا، فقدمه، فضرب عنقه.
سبب الغزوة

سبب هذه المعركة أن النبي محمد بعث الحارث بن عمير الأزدي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB_%D8%A8%D9%86_ %D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2% D8%AF%D9%8A) بكتابه إلى عظيم بُصْرَى ،‏ فعرض له شُرَحْبِيل بن عمرو الغساني (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B4%D9%8F%D8%B1%D9%8E%D8%AD%D9% 92%D8%A8%D9%90%D9%8A%D9%84_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9% 85%D8%B1%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B3%D8%A7%D9%8 6%D9%8A&action=edit&redlink=1) ـ وكان عاملاً على البلقاء من أرض الشام من قبل قيصر ـ فأوثقه رباطاً ، ثم قدمه ، فضرب عنقه ‏.‏وكان *** السفراء والرسل من أشنع الجرائم ، يساوي بل يزيد على إعلان حالة الحرب ، فاشتد ذلك على النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)حين نقلت إليه الأخبار ، فجهز إليهم جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل ، وهو أكبر جيش إسلامي لم يجتمع قبل ذلك إلا في غزوة الخندق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%86% D8%AF%D9%82). [1] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D9%85%D8%A4%D8%AA%D8%A9# cite_note-.D9.85.D8.B9.D8.B1.D9.83.D8.A9_.D9.85.D8.A4.D8.AA. D8.A9-1).
وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)لأمراء الجيش

أمر الرسول على هذا البعث زيد بن حارثة، وقال‏:‏ ‏(‏إن *** زيد فجعفر، وإن *** جعفر فعبد الله بن رواحة‏)‏، وعقد لهم لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة‏.‏ وأوصاهم أن يأتوا م*** الحارث بن عمير، وأن يدعوا مَنْ هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم، وقاتلوهم، وقال لهم ‏:‏ ‏(‏اغزوا بسم الله، في سبيل الله، مَنْ كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا ت***وا وليداً ولا امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا منعزلاً بصومعة، ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة، ولا تهدموا بناء‏)‏‏. وقد خرجت نساء المسلمين لتوديع ازواجهن وهن يقولون ((ردكم الله الينا صابرين)) فرد عبد الله بن رواحه وقال ((اما أنا فلا ردني الله))
عند مدينة مؤتة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D8%A9) توقف المسلمين وكان عددهم ثلاثة آلاف‏ وعدد الغسانين والروم مئتا الف. اختار المسلمون بقياده زيد بن حارثة، الهجوم على المشركين وتم الهجوم بعد صلاه الفجر وكان اليوم الأول هجوم قوي ومن صالح المسلمين بسبب ان الروم والغساسنه لم يتوقعوا من جيش صغير البداء بالهجوم، وفي اليوم الثاني بادر المسلمين أيضا بالهجوم وكان من صالح المسلمين و*** كثير من الروم وحلفائهم إلى اليوم الثالث حيث بادر الروم بالهجوم وكان أصعب وأقوى الايام وفيه استشهد زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحه. واختار المسلمون خالد بن الوليد قائدا لهم.
توديع الجيش الإسلامي وبكاء عبد الله بن رواحة

ولما تهيأ الجيش الإسلامي للخروج حضر الناس ، وودعوا أمراء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وسلموا عليهم ، وحينئذ بكي أحد أمراء الجيش ـ عبد الله بن رواحة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%A9) ـ فقالوا ‏:‏ ما يبكيك ‏؟‏ فقال ‏:‏ أما والله ما بي حب الدنيا ، ولا صبابة بكم ، ولكني سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار‏ : ‏" ‏وَإِن مِّنكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا "‏ ‏[ ‏مريم ‏: ‏71 ‏] ‏، فلست أدري كيف لي بالصدور بعد الورود‏ ؟‏ فقال المسلمون ‏:‏ صحبكم الله بالسلامة ، ودفع عنكم ، وردكم إلينا صالحين غانمين ، فقال عبد الله بن رواحة ‏:‏
لكنني أسأل الرحمن مغفــرة
وضربة ذات فرع تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مجـهزة
بحربة تنفذ الأحشـاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي
أرشده الله من غاز وقد رشدا
تحرك الجيش الإسلامي

وتحرك الجيش الإسلامي في اتجاه الشمال حتى نزل مَعَان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86) ، من أرض الشام ، مما يلي الحجاز الشمالي ، وحينئذ نقلت إليهم الاستخبارات بأن هرقل نازل بمآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم ، وانضم إليهم من لَخْم وجُذَام وبَلْقَيْن وبَهْرَاء وبَلِي مائة ألف.
المجلس الاستشاري بمعان

لم يكن المسلمون أدخلوا في حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العرمرم ـ الذي بوغتوا به في هذه الأرض البعيدة ـ وهل يهجم جيش صغير ، قوامه ثلاثة آلاف مقاتل فحسب ، على جيش كبير عرمرم مثل البحر الخضم ، قوامه مائتا ألف مقاتل ‏؟‏ حار المسلمون ، وأقاموا في مَعَان ليلتين يفكرون في أمرهم ، وينظرون ويتشاورون ، ثم قالوا‏ :‏ نكتب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فنخبره بعدد عدونا ، فإما أن يمدنا بالرجال ، وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له‏ .‏ ولكن عبد الله بن رواحة عارض هذا الرأي ، وشجع الناس ، قائلاً‏ :‏ يا قوم ، والله إن التي تكرهون لَلَّتِي خرجتم تطلبون ‏:‏ الشهادة ، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا ، فإنما هي إحدى الحسنيين ، إما ظهور وإما شهادة‏ .‏ وأخيراً استقر الرأي على ما دعا إليه عبد الله بن رواحة‏ .
الجيش الإسلامي يتحرك نحو العدو

وحينئذ بعد أن قضى الجيش الإسلامي ليلتين في معان ، تحركوا إلى أرض العدو ، حتى لقيتهم جموع هرقل بقرية من قرى البلقاء يقال لها‏ :‏ ‏[ ‏َشَارِف ‏]‏ ثم دنا العدو ، وانحاز المسلمون إلى مؤتة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D8%A9) ، فعسكروا هناك ، وتعبأوا للقتال ، فجعلوا على ميمنتهم قُطْبَة بن قتادة العُذْرِي ، وعلى الميسرة عبادة بن مالك الأنصاري ‏.‏
بدء القتال وتناوب القادة

وهناك في مؤتة التقى الفريقان ، وبدأ القتال المرير ، ثلاثة آلاف رجل يواجهون هجمات مائتي ألف مقاتل ‏.‏ معركة عجيبة تشاهدها الدنيا بالدهشة والحيرة ، ولكن إذا هبت ريح الإيمان جاءت بالعجائب ‏.‏ أخذالراية زيد بن حارثة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A7%D8%B1 %D8%AB%D8%A9) ـ حِبُّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وجعل يقاتل بضراوة بالغة ، وبسالة لا يوجد لها نظير إلا في أمثاله من أبطال الإسلام ، فلم يزل يقاتل ويقاتل حتى شاط في رماح القوم ، وخر صريعاً‏ .‏ وحينئذ أخذ الراية جعفر بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8) ، وطفق يقاتل قتالاً منقطع النظير ، حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه الشقراء فعقرها ، ثم قاتل حتى قطعت يمينه ، فأخذ الراية بشماله ، ولم يزل بها حتى قطعت شماله ، فاحتضنها بعضديه ، فلم يزل رافعاً إياها حتى *** ‏.‏ يقال‏ :‏ إن رومياً ضربه ضربةً قطعته نصفين ، وأثابه الله بجناحيه جناحين في الجنة ، يطير بهما حيث يشاء ، ولذلك سمي بجعفر الطيار ، وبجعفر ذي الجناحين ‏.‏
روى البخاري عن نافع ، أن ابن عمر أخبره‏ :‏ أنه وقف على جعفر يؤمئذ وهو قتيل ، فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ، ليس منها شيء في دبره ، يعني ظهره .‏ وفي رواية أخرى قال ابن عمر ‏:‏ كنت فيهم في تلك الغزوة ، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في ال***ى ، ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية‏ .‏ وفي رواية العمري عن نافع زيادة ‏:‏ ‏[ ‏فوجدنا ذلك فيما أقبل من جسده ‏] ‏‏.‏
ولما *** جعفر بعد أن قاتل بمثل هذه الضراوة والبسالة ، أخذ الراية عبد الله بن رواحة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%A9) ، وتقدم بها ، وهو على فرسه ، فجعل يستنزل نفسه ، ويتردد بعض التردد ، حتى حاد حيدة ثم قال ‏:‏ أقسـمت يـا نفــس لتنــزلنـه إن أجلب الناس وشدوا الرنة كارهــــة أو لتــطـاوعــــــنـه مالي أراك تكرهيــن الــجنة ثم نزل ، فأتاه ابن عم له بعَرْق من لحم فقال ‏:‏ شد بهذا صلبك ، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت ، فأخذه من يده فانتهس منه نَهْسَة ، ثم ألقاه من يده ، ثم أخذ سيفه فتقدم ، فقاتل حتى *** ‏.‏
الراية إلى سيف من سيوف الله

وحينئذ تقدم رجل من بني عَجْلان ـ اسمه ثابت بن أقرم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AB%D8%A7%D8%A8%D8%AA_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D9%82 %D8%B1%D9%85) ـ فأخذ الراية وقال ‏:‏ يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم ، قالوا ‏:‏ أنت‏ .‏ قال‏ :‏ ما أنا بفاعل ، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) ، فلما أخذ الراية قاتل قتالاً مريراً ، فقد روى البخاري عن خالد بن الوليد قال‏:‏ لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف ، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية‏ .‏ وفي لفظ آخر:‏ لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف ، وصبرت في يدي صفيحة لي يمانية ‏.‏البخاري (4266) وقد قال رسول الله() يوم مؤتة ـ مخبراً بالوحي ، قبل أن يأتي إلى الناس الخبر من ساحة القتال‏ :‏ ‏( ‏أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب ـ وعيناه تذرفان ـ حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم‏ )‏ ‏.‏ البخاري (2/611)
نهاية المعركة

ومع الشجاعة البالغة والبسالة والضراوة المريرتين ، كان مستغرباً جداً أن ينجح هذا الجيش الصغير في الصمود أما تيارات ذلك البحر الغطمطم من جيوش الروم‏ ،‏ ففي ذلك الوقت أظهر خالد بن الوليد مهارته ونبوغه في تخليص المسلمين مما لقوه في تلك المعركة.‏ واختلفت الروايات كثيراً فيما آل إليه أمر هذه المعركة أخيراً‏ .‏ ويظهر بعد النظر في جميع الروايات أن خالد بن الوليد نجح في الصمود أمام جيش الرومان طول النهار ، في أول يوم من القتال ‏.‏ وكان يشعر بمسيس الحاجة إلى مكيدة حربية تلقي الرعب في قلوب الرومان حتى ينجح في الانحياز بالمسلمين من غير أن يقوم الرومان بحركات المطاردة‏ .‏ فقد كـان يعرف جيداً أن الإفلات من براثنهم صعب جداً لو انكشف المسلمون ، وقام الرومان بالمطاردة .‏
فلما أصبح اليوم الثاني اعتمد خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) في خطته على الحرب النفسية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9 %86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9&action=edit&redlink=1) حيث أمر عدد من الفرسان بأثارة الغبار خلف الجيش، وتعلو اصواتهم بالتكبير والتهليل كذلك قام بتبديل الرايات وغير أوضاع الجيش ، وعبأه من جديد ، فجعل مقدمته ساقه ، وميمنته ميسرة ، وعلى العكس ، فلما رآهم الأعداء أنكروا حالهم ، وقالوا‏ :‏ جاءهم مدد ، فرعبوا ، وصار خالد ـ بعد أن تراءى الجيشان ، ،وهجم خالد بن الوليد على الروم وقاتل حتى وصلوا إلى خيمه قائد الروم ثم امر خالد بانسحاب الجيش بطريقة منظمة ـ وأخذ يتأخر بالمسلمين قليلاً قليلاً ، مع حفظ نظام جيشه ، ولم يتبعهم الرومان ظناً منهم أن المسلمين يخدعونهم ، ويحاولون القيام بمكيدة ترمي بهم في الصحراء ولم يتبعوا خالد في انسحابه،
وهكذا انحاز العدو إلى بلاده ، ولم يفكر في القيام بمطاردة المسلمين ونجح المسلمون في الانحياز سالمين ، حتى عادوا إلى المدينة ‏.
***ى الفريقين

استشهد يومئذ من المسلمين اثنا عشر رجلاً ، أما الرومان ، ف*** منهم ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون رجل.
كيف استقبل النبي وأهل المدينة الجيش

قال ابن إسحاق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%A5%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D9%82) : فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير. قال لما دنوا من حول المدينة تلقاهم رسول الله والمسلمون. قال ولقيهم الصبيان يشتدون ورسول الله مقبل مع القوم على دابة فقال «خذوا الصبيان فاحملوهم، وأعطوني ابن جعفر. فأتى بعبد الله فأخذه فحمله بين يديه. قال وجعل الناس يحثون على الجيش التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله قال فيقول رسول الله ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله»[2] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D9%85%D8%A4%D8%AA%D8%A9# cite_note-.D8.B3.D9.8A.D8.B1.D8.A9_.D8.A8.D9.86_.D9.87.D8.B4 .D8.A7.D9.85_.D8.AC2-2)
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن بعض آل الحارث بن هشام : وهم أخواله عن أم سلمة زوج النبي قال قالت أم سلمة لامرأة سلمة بن هشام بن العاص بن المغيرة «مالي لا أرى سلمة يحضر الصلاة مع رسول الله ومع المسلمين ؟ قالت والله ما يستطيع أن يخرج كلما خرج صاح به الناس يا فرار فررتم في سبيل الله حتى قعد في بيته فما يخرج»[2] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D9%85%D8%A4%D8%AA%D8%A9# cite_note-.D8.B3.D9.8A.D8.B1.D8.A9_.D8.A8.D9.86_.D9.87.D8.B4 .D8.A7.D9.85_.D8.AC2-2)
أثر المعركة

وهذه المعركة وإن لم يحصل المسلمون بها على الثأر ، الذي عانوا مرارتها لأجله ، لكنها كانت كبيرة الأثر لسمعة المسلمين ، إنها ألقت العرب كلها في الدهشة والحيرة ، فقد كانت الرومان أكبر وأعظم قوة على وجه الأرض ، وكانت العرب تظن أن معنى جلادها هو القضاء على النفس وطلب الحتف بالظِّلْف ، فكان لقاء هذا الجيش الصغير ـ ثلاثة آلاف مقاتل ـ مع ذلك الجيش الضخم العرمرم الكبير ـ مائتا ألف مقاتل ـ ثم الرجوع عن الغزو من غير أن تلحق به خسارة تذكر‏ .‏ كان كل ذلك من عجائب الدهر ، وكان يؤكد أن المسلمين من طراز آخر غير ما ألفته العرب وعرفته ، وأنهم مؤيدون ومنصورون من عند الله ، وأن صاحبهم رسول الله حقاً‏ .‏ وكانت هذه المعركة بداية اللقاء الدامي مع الرومان ، فكانت توطئة وتمهيداً لفتوح البلدان الرومانية ، وفتح المسلمين الأراضي البعيدة النائية‏ . في هذه المعركة فر سلمة بن هشام بن العاص بن المغيرة و عبدالله بن عمر بن الخطاب من المعركة قبل نهايتها و قصدوا المدينة كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير ولهذا اختبأوا فقالت زوجة سلمة عندما تخلف عن الصلاة "والله ما يستطيع أن يخرج كلما خرج صاح به الناس يا فرار فررتم في سبيل الله حتى قعد في بيته فما يخرج"
أسماء شهداء المسلمين



زيد بن حارثة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A7%D8%B1 %D8%AB%D8%A9)
جعفر بن ابي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D8%A8 %D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8)
عبد الله بن رواحة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%A9)
مسعود بن الاسود (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7 %D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%88%D8%AF)
وهب بن سعد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%87%D8%A8_%D8%A8%D9%86_%D8%B3%D8%B9%D8%AF )
عباد بن قيس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D9%82%D9%8A %D8%B3)
عمرو بن سعد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%B3%D8%B9 %D8%AF)
ثمامه بن أثال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%85%D9%87_%D8%A8%D9%86_%D8%A3 %D8%AB%D8%A7%D9%84)
الحارث بن النعمان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB_%D8%A8%D9%86_ %D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86)
سراقة بن عمرو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%85%D8%B1%D9%88)
أبو كليب بن عمرو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%A8_%D8%A8 %D9%86_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88)
جابر بن عمرو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%85 %D8%B1%D9%88)
عامر بن سعد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%B3%D8%B9 %D8%AF)

hishmet
02-03-2013, 07:21 PM
http://www.samysoft.net/forumim/shokr/1/868686.gif

الأستاذ / فولي سيد محمد
20-11-2014, 08:44 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع المتميز

نمرنمر
23-11-2014, 06:01 PM
[/url] غزوة مؤتة أو سرية مؤتة، جرت الغزوة في [url="http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%8a_%d8%a7%d9%84%d8%a3% d9%88%d9%84"]جمادي الأول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ba%d8%b2%d9%88%d8%a9_%d9%85%d8%a4%d8%aa%d8%a9# .d9.88.d8.b5.d9.84.d8.a7.d8.aa_.d8.ae.d8.a7.d8.b1. d8.ac.d9.8a.d8.a9) من العام الثامن للهجرة (أغسطس 629 م) بسبب *** الحارث بن عمير الأزدي رسول الرسول محمد إلى ملك بصرى على يد شرحبيل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%d8%b4%d8%b1%d8%ad%d8%a8%d9%8a%d9% 84_%d8%a8%d9%86_%d8%b9%d9%85%d8%b1%d9%88_%d8%a7%d9 %84%d8%ba%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a&action=edit&redlink=1) بن عمرو بن جبلة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%d8%b9%d9%85%d8%b1%d9%88_%d8%a8%d9 %86_%d8%ac%d8%a8%d9%84%d8%a9&action=edit&redlink=1) الغساني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ba%d8%b3%d8%a7%d8%b3%d9%86%d8%a9) والي البلقاء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a1) الواقع تحت الحماية الرومانية؛ إذ أوثقه رباطا، فقدمه، فضرب عنقه.
سبب الغزوة

سبب هذه المعركة أن النبي محمد بعث الحارث بن عمير الأزدي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%ab_%d8%a8%d9%86_ %d8%b9%d9%85%d9%8a%d8%b1_%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2% d8%af%d9%8a) بكتابه إلى عظيم بُصْرَى ،‏ فعرض له شُرَحْبِيل بن عمرو الغساني (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%d8%b4%d9%8f%d8%b1%d9%8e%d8%ad%d9% 92%d8%a8%d9%90%d9%8a%d9%84_%d8%a8%d9%86_%d8%b9%d9% 85%d8%b1%d9%88_%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b3%d8%a7%d9%8 6%d9%8a&action=edit&redlink=1) ـ وكان عاملاً على البلقاء من أرض الشام من قبل قيصر ـ فأوثقه رباطاً ، ثم قدمه ، فضرب عنقه ‏.‏وكان *** السفراء والرسل من أشنع الجرائم ، يساوي بل يزيد على إعلان حالة الحرب ، فاشتد ذلك على النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)حين نقلت إليه الأخبار ، فجهز إليهم جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل ، وهو أكبر جيش إسلامي لم يجتمع قبل ذلك إلا في غزوة الخندق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ba%d8%b2%d9%88%d8%a9_%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%86% d8%af%d9%82). [1] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ba%d8%b2%d9%88%d8%a9_%d9%85%d8%a4%d8%aa%d8%a9# cite_note-.d9.85.d8.b9.d8.b1.d9.83.d8.a9_.d9.85.d8.a4.d8.aa. d8.a9-1).
وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)لأمراء الجيش

أمر الرسول على هذا البعث زيد بن حارثة، وقال‏:‏ ‏(‏إن *** زيد فجعفر، وإن *** جعفر فعبد الله بن رواحة‏)‏، وعقد لهم لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة‏.‏ وأوصاهم أن يأتوا م*** الحارث بن عمير، وأن يدعوا مَنْ هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم، وقاتلوهم، وقال لهم ‏:‏ ‏(‏اغزوا بسم الله، في سبيل الله، مَنْ كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا ت***وا وليداً ولا امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا منعزلاً بصومعة، ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة، ولا تهدموا بناء‏)‏‏. وقد خرجت نساء المسلمين لتوديع ازواجهن وهن يقولون ((ردكم الله الينا صابرين)) فرد عبد الله بن رواحه وقال ((اما أنا فلا ردني الله))
عند مدينة مؤتة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d9%85%d8%a4%d8%aa%d8%a9) توقف المسلمين وكان عددهم ثلاثة آلاف‏ وعدد الغسانين والروم مئتا الف. اختار المسلمون بقياده زيد بن حارثة، الهجوم على المشركين وتم الهجوم بعد صلاه الفجر وكان اليوم الأول هجوم قوي ومن صالح المسلمين بسبب ان الروم والغساسنه لم يتوقعوا من جيش صغير البداء بالهجوم، وفي اليوم الثاني بادر المسلمين أيضا بالهجوم وكان من صالح المسلمين و*** كثير من الروم وحلفائهم إلى اليوم الثالث حيث بادر الروم بالهجوم وكان أصعب وأقوى الايام وفيه استشهد زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحه. واختار المسلمون خالد بن الوليد قائدا لهم.
توديع الجيش الإسلامي وبكاء عبد الله بن رواحة

ولما تهيأ الجيش الإسلامي للخروج حضر الناس ، وودعوا أمراء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وسلموا عليهم ، وحينئذ بكي أحد أمراء الجيش ـ عبد الله بن رواحة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%b9%d8%a8%d8%af_%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87_%d8%a8 %d9%86_%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%a9) ـ فقالوا ‏:‏ ما يبكيك ‏؟‏ فقال ‏:‏ أما والله ما بي حب الدنيا ، ولا صبابة بكم ، ولكني سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار‏ : ‏" ‏وَإِن مِّنكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا "‏ ‏[ ‏مريم ‏: ‏71 ‏] ‏، فلست أدري كيف لي بالصدور بعد الورود‏ ؟‏ فقال المسلمون ‏:‏ صحبكم الله بالسلامة ، ودفع عنكم ، وردكم إلينا صالحين غانمين ، فقال عبد الله بن رواحة ‏:‏
لكنني أسأل الرحمن مغفــرة
وضربة ذات فرع تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مجـهزة
بحربة تنفذ الأحشـاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي
أرشده الله من غاز وقد رشدا
تحرك الجيش الإسلامي

وتحرك الجيش الإسلامي في اتجاه الشمال حتى نزل مَعَان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86) ، من أرض الشام ، مما يلي الحجاز الشمالي ، وحينئذ نقلت إليهم الاستخبارات بأن هرقل نازل بمآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم ، وانضم إليهم من لَخْم وجُذَام وبَلْقَيْن وبَهْرَاء وبَلِي مائة ألف.
المجلس الاستشاري بمعان

لم يكن المسلمون أدخلوا في حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العرمرم ـ الذي بوغتوا به في هذه الأرض البعيدة ـ وهل يهجم جيش صغير ، قوامه ثلاثة آلاف مقاتل فحسب ، على جيش كبير عرمرم مثل البحر الخضم ، قوامه مائتا ألف مقاتل ‏؟‏ حار المسلمون ، وأقاموا في مَعَان ليلتين يفكرون في أمرهم ، وينظرون ويتشاورون ، ثم قالوا‏ :‏ نكتب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فنخبره بعدد عدونا ، فإما أن يمدنا بالرجال ، وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له‏ .‏ ولكن عبد الله بن رواحة عارض هذا الرأي ، وشجع الناس ، قائلاً‏ :‏ يا قوم ، والله إن التي تكرهون لَلَّتِي خرجتم تطلبون ‏:‏ الشهادة ، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا ، فإنما هي إحدى الحسنيين ، إما ظهور وإما شهادة‏ .‏ وأخيراً استقر الرأي على ما دعا إليه عبد الله بن رواحة‏ .
الجيش الإسلامي يتحرك نحو العدو

وحينئذ بعد أن قضى الجيش الإسلامي ليلتين في معان ، تحركوا إلى أرض العدو ، حتى لقيتهم جموع هرقل بقرية من قرى البلقاء يقال لها‏ :‏ ‏[ ‏َشَارِف ‏]‏ ثم دنا العدو ، وانحاز المسلمون إلى مؤتة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d9%85%d8%a4%d8%aa%d8%a9) ، فعسكروا هناك ، وتعبأوا للقتال ، فجعلوا على ميمنتهم قُطْبَة بن قتادة العُذْرِي ، وعلى الميسرة عبادة بن مالك الأنصاري ‏.‏
بدء القتال وتناوب القادة

وهناك في مؤتة التقى الفريقان ، وبدأ القتال المرير ، ثلاثة آلاف رجل يواجهون هجمات مائتي ألف مقاتل ‏.‏ معركة عجيبة تشاهدها الدنيا بالدهشة والحيرة ، ولكن إذا هبت ريح الإيمان جاءت بالعجائب ‏.‏ أخذالراية زيد بن حارثة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%b2%d9%8a%d8%af_%d8%a8%d9%86_%d8%ad%d8%a7%d8%b1 %d8%ab%d8%a9) ـ حِبُّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وجعل يقاتل بضراوة بالغة ، وبسالة لا يوجد لها نظير إلا في أمثاله من أبطال الإسلام ، فلم يزل يقاتل ويقاتل حتى شاط في رماح القوم ، وخر صريعاً‏ .‏ وحينئذ أخذ الراية جعفر بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ac%d8%b9%d9%81%d8%b1_%d8%a8%d9%86_%d8%a3%d8%a8 %d9%8a_%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8) ، وطفق يقاتل قتالاً منقطع النظير ، حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه الشقراء فعقرها ، ثم قاتل حتى قطعت يمينه ، فأخذ الراية بشماله ، ولم يزل بها حتى قطعت شماله ، فاحتضنها بعضديه ، فلم يزل رافعاً إياها حتى *** ‏.‏ يقال‏ :‏ إن رومياً ضربه ضربةً قطعته نصفين ، وأثابه الله بجناحيه جناحين في الجنة ، يطير بهما حيث يشاء ، ولذلك سمي بجعفر الطيار ، وبجعفر ذي الجناحين ‏.‏
روى البخاري عن نافع ، أن ابن عمر أخبره‏ :‏ أنه وقف على جعفر يؤمئذ وهو قتيل ، فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ، ليس منها شيء في دبره ، يعني ظهره .‏ وفي رواية أخرى قال ابن عمر ‏:‏ كنت فيهم في تلك الغزوة ، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في ال***ى ، ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية‏ .‏ وفي رواية العمري عن نافع زيادة ‏:‏ ‏[ ‏فوجدنا ذلك فيما أقبل من جسده ‏] ‏‏.‏
ولما *** جعفر بعد أن قاتل بمثل هذه الضراوة والبسالة ، أخذ الراية عبد الله بن رواحة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%b9%d8%a8%d8%af_%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87_%d8%a8 %d9%86_%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%a9) ، وتقدم بها ، وهو على فرسه ، فجعل يستنزل نفسه ، ويتردد بعض التردد ، حتى حاد حيدة ثم قال ‏:‏ أقسـمت يـا نفــس لتنــزلنـه إن أجلب الناس وشدوا الرنة كارهــــة أو لتــطـاوعــــــنـه مالي أراك تكرهيــن الــجنة ثم نزل ، فأتاه ابن عم له بعَرْق من لحم فقال ‏:‏ شد بهذا صلبك ، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت ، فأخذه من يده فانتهس منه نَهْسَة ، ثم ألقاه من يده ، ثم أخذ سيفه فتقدم ، فقاتل حتى *** ‏.‏
الراية إلى سيف من سيوف الله

وحينئذ تقدم رجل من بني عَجْلان ـ اسمه ثابت بن أقرم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ab%d8%a7%d8%a8%d8%aa_%d8%a8%d9%86_%d8%a3%d9%82 %d8%b1%d9%85) ـ فأخذ الراية وقال ‏:‏ يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم ، قالوا ‏:‏ أنت‏ .‏ قال‏ :‏ ما أنا بفاعل ، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af_%d8%a8%d9%86_%d8%a7%d9%84 %d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af) ، فلما أخذ الراية قاتل قتالاً مريراً ، فقد روى البخاري عن خالد بن الوليد قال‏:‏ لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف ، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية‏ .‏ وفي لفظ آخر:‏ لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف ، وصبرت في يدي صفيحة لي يمانية ‏.‏البخاري (4266) وقد قال رسول الله() يوم مؤتة ـ مخبراً بالوحي ، قبل أن يأتي إلى الناس الخبر من ساحة القتال‏ :‏ ‏( ‏أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب ـ وعيناه تذرفان ـ حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم‏ )‏ ‏.‏ البخاري (2/611)
نهاية المعركة

ومع الشجاعة البالغة والبسالة والضراوة المريرتين ، كان مستغرباً جداً أن ينجح هذا الجيش الصغير في الصمود أما تيارات ذلك البحر الغطمطم من جيوش الروم‏ ،‏ ففي ذلك الوقت أظهر خالد بن الوليد مهارته ونبوغه في تخليص المسلمين مما لقوه في تلك المعركة.‏ واختلفت الروايات كثيراً فيما آل إليه أمر هذه المعركة أخيراً‏ .‏ ويظهر بعد النظر في جميع الروايات أن خالد بن الوليد نجح في الصمود أمام جيش الرومان طول النهار ، في أول يوم من القتال ‏.‏ وكان يشعر بمسيس الحاجة إلى مكيدة حربية تلقي الرعب في قلوب الرومان حتى ينجح في الانحياز بالمسلمين من غير أن يقوم الرومان بحركات المطاردة‏ .‏ فقد كـان يعرف جيداً أن الإفلات من براثنهم صعب جداً لو انكشف المسلمون ، وقام الرومان بالمطاردة .‏
فلما أصبح اليوم الثاني اعتمد خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af_%d8%a8%d9%86_%d8%a7%d9%84 %d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af) في خطته على الحرب النفسية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%d8%ad%d8%b1%d8%a8_%d8%a7%d9%84%d9 %86%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%a9&action=edit&redlink=1) حيث أمر عدد من الفرسان بأثارة الغبار خلف الجيش، وتعلو اصواتهم بالتكبير والتهليل كذلك قام بتبديل الرايات وغير أوضاع الجيش ، وعبأه من جديد ، فجعل مقدمته ساقه ، وميمنته ميسرة ، وعلى العكس ، فلما رآهم الأعداء أنكروا حالهم ، وقالوا‏ :‏ جاءهم مدد ، فرعبوا ، وصار خالد ـ بعد أن تراءى الجيشان ، ،وهجم خالد بن الوليد على الروم وقاتل حتى وصلوا إلى خيمه قائد الروم ثم امر خالد بانسحاب الجيش بطريقة منظمة ـ وأخذ يتأخر بالمسلمين قليلاً قليلاً ، مع حفظ نظام جيشه ، ولم يتبعهم الرومان ظناً منهم أن المسلمين يخدعونهم ، ويحاولون القيام بمكيدة ترمي بهم في الصحراء ولم يتبعوا خالد في انسحابه،
وهكذا انحاز العدو إلى بلاده ، ولم يفكر في القيام بمطاردة المسلمين ونجح المسلمون في الانحياز سالمين ، حتى عادوا إلى المدينة ‏.
***ى الفريقين

استشهد يومئذ من المسلمين اثنا عشر رجلاً ، أما الرومان ، ف*** منهم ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون رجل.
كيف استقبل النبي وأهل المدينة الجيش

قال ابن إسحاق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d8%a8%d9%86_%d8%a5%d8%b3%d8%ad%d8%a7%d9%82) : فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير. قال لما دنوا من حول المدينة تلقاهم رسول الله والمسلمون. قال ولقيهم الصبيان يشتدون ورسول الله مقبل مع القوم على دابة فقال «خذوا الصبيان فاحملوهم، وأعطوني ابن جعفر. فأتى بعبد الله فأخذه فحمله بين يديه. قال وجعل الناس يحثون على الجيش التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله قال فيقول رسول الله ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله»[2] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ba%d8%b2%d9%88%d8%a9_%d9%85%d8%a4%d8%aa%d8%a9# cite_note-.d8.b3.d9.8a.d8.b1.d8.a9_.d8.a8.d9.86_.d9.87.d8.b4 .d8.a7.d9.85_.d8.ac2-2)
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن بعض آل الحارث بن هشام : وهم أخواله عن أم سلمة زوج النبي قال قالت أم سلمة لامرأة سلمة بن هشام بن العاص بن المغيرة «مالي لا أرى سلمة يحضر الصلاة مع رسول الله ومع المسلمين ؟ قالت والله ما يستطيع أن يخرج كلما خرج صاح به الناس يا فرار فررتم في سبيل الله حتى قعد في بيته فما يخرج»[2] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ba%d8%b2%d9%88%d8%a9_%d9%85%d8%a4%d8%aa%d8%a9# cite_note-.d8.b3.d9.8a.d8.b1.d8.a9_.d8.a8.d9.86_.d9.87.d8.b4 .d8.a7.d9.85_.d8.ac2-2)
أثر المعركة

وهذه المعركة وإن لم يحصل المسلمون بها على الثأر ، الذي عانوا مرارتها لأجله ، لكنها كانت كبيرة الأثر لسمعة المسلمين ، إنها ألقت العرب كلها في الدهشة والحيرة ، فقد كانت الرومان أكبر وأعظم قوة على وجه الأرض ، وكانت العرب تظن أن معنى جلادها هو القضاء على النفس وطلب الحتف بالظِّلْف ، فكان لقاء هذا الجيش الصغير ـ ثلاثة آلاف مقاتل ـ مع ذلك الجيش الضخم العرمرم الكبير ـ مائتا ألف مقاتل ـ ثم الرجوع عن الغزو من غير أن تلحق به خسارة تذكر‏ .‏ كان كل ذلك من عجائب الدهر ، وكان يؤكد أن المسلمين من طراز آخر غير ما ألفته العرب وعرفته ، وأنهم مؤيدون ومنصورون من عند الله ، وأن صاحبهم رسول الله حقاً‏ .‏ وكانت هذه المعركة بداية اللقاء الدامي مع الرومان ، فكانت توطئة وتمهيداً لفتوح البلدان الرومانية ، وفتح المسلمين الأراضي البعيدة النائية‏ . في هذه المعركة فر سلمة بن هشام بن العاص بن المغيرة و عبدالله بن عمر بن الخطاب من المعركة قبل نهايتها و قصدوا المدينة كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير ولهذا اختبأوا فقالت زوجة سلمة عندما تخلف عن الصلاة "والله ما يستطيع أن يخرج كلما خرج صاح به الناس يا فرار فررتم في سبيل الله حتى قعد في بيته فما يخرج"
أسماء شهداء المسلمين



زيد بن حارثة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%b2%d9%8a%d8%af_%d8%a8%d9%86_%d8%ad%d8%a7%d8%b1 %d8%ab%d8%a9)
جعفر بن ابي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ac%d8%b9%d9%81%d8%b1_%d8%a8%d9%86_%d8%a7%d8%a8 %d9%8a_%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8)
عبد الله بن رواحة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%b9%d8%a8%d8%af_%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87_%d8%a8 %d9%86_%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%a9)
مسعود بن الاسود (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d9%85%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af_%d8%a8%d9%86_%d8%a7 %d9%84%d8%a7%d8%b3%d9%88%d8%af)
وهب بن سعد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d9%88%d9%87%d8%a8_%d8%a8%d9%86_%d8%b3%d8%b9%d8%af )
عباد بن قيس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%af_%d8%a8%d9%86_%d9%82%d9%8a %d8%b3)
عمرو بن سعد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%b9%d9%85%d8%b1%d9%88_%d8%a8%d9%86_%d8%b3%d8%b9 %d8%af)
ثمامه بن أثال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%85%d9%87_%d8%a8%d9%86_%d8%a3 %d8%ab%d8%a7%d9%84)
الحارث بن النعمان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%ab_%d8%a8%d9%86_ %d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%86)
سراقة بن عمرو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d9%82%d8%a9_%d8%a8%d9%86_%d8%b9 %d9%85%d8%b1%d9%88)
أبو كليب بن عمرو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a3%d8%a8%d9%88_%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%a8_%d8%a8 %d9%86_%d8%b9%d9%85%d8%b1%d9%88)
جابر بن عمرو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ac%d8%a7%d8%a8%d8%b1_%d8%a8%d9%86_%d8%b9%d9%85 %d8%b1%d9%88)
عامر بن سعد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1_%d8%a8%d9%86_%d8%b3%d8%b9 %d8%af)

جزاك الله خيراً ونفع بك