مشاهدة النسخة كاملة : الحسبة والشرطة والعسس في الدولة الإسلامية ...محمد علي شاهين


abomokhtar
29-03-2013, 01:39 AM
الحسبة في الإسلام
عرّف ابن خلدون الحسبة بأنّها: وظيفة دينيّة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي هو فرض على القائم بأمر المسلمين.
وجاء في اصطلاح الماوردي أنّها: أمر بالمعروف إذا ظهر تركه، ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله، وقال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 104].
الفرق بين المتطوّع والمحتسب
وجد الماوردي (http://islamstory.com/ar/%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7% D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%88%D8%B1%D 8%AF%D9%8A) أنّ بين المتطوّع والمحتسب تسعة أوجه:
1- أنّ فرضه متعيّن على المحتسب بحكم الولاية، وفرضه على غيره داخل في فروض الكفاية.
2- أنّ قيام المحتسب به من حقوق تصرّّفه الذي يجوز أن يتشاغل عنه، وقيام المتطوّع به من نوافل عمله الذي يجب أن يتشاغل عنه بغيره.
3- أنّه منصوب للاستعداء إليه فيما يجب إنكاره، وليس المتطوّع منصوبًا للاستعداء.
4- أنّّ على المحتسب إجابة من استعداه وليس على المتطوّع إجابته.
5- أنّّ عليه أن يبحث عن المنكرات الظاهرة ليصل إلى إنكارها، ويفحص عما ترك من المعروف الظاهر ليأمر بإقامته، وليس على غيره من المتطوعة بحث ولا فحص.
6- أنّ له أن يتخذ على إنكاره أعوانًا، لأنّه عمل هو له منصوب، وإليه مندوب، ليكون له أقهر وعليه أقدر، وليس للمتطوّّع أن يندب لذلك أعوانا.
7- أنّّ له أن يعزّر في المنكرات الظاهرة لا يتجاوز إلى الحدود، وليس للمتطوّع أن يعزّر على منكر.
8- أنّّ له أن يرتزق على حسبته من بيت المال، ولا يجوز للمتطوّع أن يرتزق على إنكار منكر.
9- أنّّ له اجتهاد رأيه فيما تعلق بالعرف دون الشرع، فيقرّ وينكر من ذلك ما أدّاه اجتهاده إليه، وليس هذا للمتطوّع، فيكون الفرق بين والي الحسبة وإن كان يأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين غيره من المتطوّعين، وإن جاز أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر من هذه الوجوه التسعة(1).
علم آداب الحسبة
هي من جملة الواجبات ولا بد وأن يكون المحتسب عالماًً بمواقع الحسبة وأن يكون ورعًا حسن الخلق إذ العلم والورع لا يكفي في اللطف والرفق ما لم يكن لصاحبه حسن الخلق، ومن آدابها تقليل العلائق حتى لايكثر خوفه ويقطع الطمع حتى تزول عنه المداهنة، وهذا العلم من العلوم المتعلقة بالعادات ذكره في مدينة العلوم وقد تقدّّم الكلام عليه أيضا في علم الاحتساب(2).
شروط المحتسب
وأجمل الفقهاء (http://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%D8%A7%D8%A1) المسلمون وفي مقدّمتهم الشيزري صاحب كتاب (نهاية الرتبة في طلب الحسبة) الشروط الواجب توفّرها في المحتسب ومنها: أن يكون فقيهًا عارفًا بأحكام الشريعة، وأن يعمل بما يعلم بحيث لا يكون فعله مخالفًا لقوله، وأن يقصد في قوله وفعله وجه الله تعالى، وطلب مرضاته، مخلصًا النية، لا يشوبه في طوّية رياء ولا مراء، وأن يكون مواظبًا على سنن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مع القيام على الفرائض والواجبات، وأن يكون من شيمته الرفق، ولين القول، وطلاقة الوجه، وسهولة الأخلاق عند أمره للناس ونهيهم، وأن يكون عفيفًا عن أموال الناس، متورّعًا عن قبول الهديّة من المتعيّّشين وأرباب الصناعات لأنّها رشوة، وعليه أن يلزم أعوانه وغلمانه بما التزمه بهذه الشروط، وأن يكون بالغًا، عاقلاً، ذا رأي وصرامة وخشونة في الدين، وعلم بالمنكرات الظاهرة، وان يكون عالمًا من أهل الاجتهاد، عفيفًا منزّهًا عن قبول الرشوة.
وقد تولّى الرسول صلى الله عليه وسلم الحسبة بنفسه، وقلّدها غيره، واتبعها من بعده الخلفاء، ثم صارت ولاية من ولايات الإسلام، ونظامًا من أنظمة الحكم التي جرى عليها الولاة والحكام، وعيّن الرسول صلى الله عليه وسلم سعد بن سعيد على سوق مكّة لمراقبتها، كما استعمل عمر بن الخطاب (http://islamstory.com/%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8/) رضي الله عنه على سوق المدينة.
وتذكر المصادر أنّ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يشرف على أسواق المدينة بعد توليه الخلافة، وأنّّه ولّى إحدى الصحابيات الشفاء بنت عبد الله العدوية (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%A8%D9%86% D8%AA_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_ %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%A9) على سوق المدينة، وكانت لها عنده منزلة كبيرة، حتى أنّه كان يقدّمها في الرأي، وتولّت السيدة سمراء بنت نهيك الأسديّة هذا المنصب أيضًا، وقد أدركت الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وعمّرت طويلاً، وكانت تمرّ في الأسواق تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتضرب الناس على ذلك بسوط معها، كذلك كان الخليفة علي (http://islamstory.com/ar/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8) -رضي الله عنه- يمرّ في الأسواق ينهي عن الغش في الكيل والميزان، ويوصي أصحاب السلع بأخذ الحق وإعطاء الحق(3).
علم الاحتساب
عرّف صاحب كشف الظنون علم الاحتساب بأنّه علم باحث عن الأمور الجارية بين أهل البلد من معاملاتهم اللاتي لا يتم التمدن بدونها من حيث إجرائها على قانون العدل بحيث يتم التراضي بين المتعاملين وعن سياسة العباد بنهي المنكر وأمر المعروف بحيث لا يؤدّي إلى مشاجرات وتفاخر بين العباد بحسب ما رآه الخليفة من الزجر والمنع ومباديه بعضها فهي وبعضها أمور استحسانيّة ناشئة من رأي الخليفة، والغرض منه تحصيل الملكة في تلك الأمور وفائدته إجراء أمور المدن في المجاري على الوجه الأتم، وهذا العلم من أدق العلوم ولا يدركه إلاّ من له فهم ثاقب وحدس صائب إذ الأشخاص والأزمان والأحوال ليست على وتيرة واحدة فلا بد لكل واحد من الأزمان والأحوال سياسة خاصّة وذلك من أصعب الأمور، فلذلك لا يليق بمنصب الاحتساب إلاّ من له قوّة قدسيّة مجرّدة عن الهوى كعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، ولذلك كان علمًا في هذا الشأن كذا في موضوعات لطف الله، وعرفه المولى أبو الخير بالنظر في أمور أهل المدينة بإجراء ما رسم في الرئاسة وما تقرر في الشرع ليلاً ونهارًا سرًّا وجهارًا ثم قال: وعلم رئاسة السياسة المدنيّة مشتمل على بعض لوازم هذا المنصب ولم نر كتابًا صّنف فيه خاصّة، وذكر في الأحكام السلطانيّة ما يكفي، أقول فيه كتاب نصاب الاحتساب خاصّة ما ذكر فيه مؤلّفه أنّ الحسبة في الشريعة تتناول كل مشروع يفعل لله تعالى كالأذان والإقامة وأداء الشهادة مع كثرة تعدادها، ولذا قيل القضاء باب من أبواب الحسبة، وفي العرف مختص بأمور فذكرها إلى تمام خمسين(4).
مهمّة المحتسب
إذا كانت الحسبة وظيفة دينيّة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا ينبغي أن يقصر أمرها ونهيها على حقوق الله، وما حدّه من حدود، بل يشملان في الحسبة حقوق البشر، والحقوق المشتركة بين الله وعباده.
وقد أجمل الدكتور القوصي مهام المحتسب في التالي: مراقبة التجار وأرباب الحرف، كإجبار الطبيب على دفع ديّة المريض الذي يموت بسبب سوء علاجه، ووضع الشروط على الحرف التي تتطلب النظافة، وتتصل بالطعام والشراب، كالعجّانين والسقائين والجزّارين والحلوانيين وغيرهم، ومراقبة الأسعار والموازين، ومنع التلاعب في الأسعار، أو الغش في الكيل والميزان، ومنع الاحتكار، ومراقبة أبنية السوق وطرقاته، وأن يجعل لكل صنعة سوقًا، وأن يجعل على أهل كل صنعة عريفًا من صالح أهلها، خبيرًا بصيرًا بغشوشهم وتدليسهم، ومراقبة الأخلاق العامّة، كمنع شرب الخمر، ومنع تعرّض الرجال للنساء في السوق، وعدم طرح الأقذار عل جوانب الطريق، وإرسال الماء من المزاريب إلى الطريق، ومراقبة العبادات إذ يأخذ المسلمين لصلاة الجمعة والجماعات والأعياد، ويمنعهم من الإفطار في رمضان، وعنايته بنظافة الجوامع، وإظهار هيبة الإسلام، كما يراقب المحتسب حسن معاملة العبيد والإماء والرفق بالحيوان، وعدم تسخيره فيما لا يطيق، ويرعى الأطفال اللقطاء، ويمنع معلمي الصبيان من ضرب صبيانهم ضربًا مبرّحًا، ويمنع الحمّالين وأهل السفن من زيادة التحميل خوفًا من غرق السفينة(5).
وكان المحتسب يأخذ على الأطباء، وأصحاب المهن الطبيّة عهد (أبقراط): ألاّ يعطوا أحدًا دواءً مضرًا، ولا يركّبوا له سمًّا، ولا يصفوا التمائم عند أحد من العامّة، ولا يذكروا للنساء الدواء الذي يسقط الأجّنة، ولا للرجال الدواء الذي يقطع النسل، وليغضّوا أبصارهم عن المحارم عند دخولهم على المرضى، ولا يفشوا الأسرار، ولا يهتكوا الأستار.
ويحيل على رئيس الأطباء من يريد مزاولة الطب من الكحّالين، والمجبّرين، والجرائحيّين وغيرهم للامتحان بل وإعطائهم إجازة العمل.
وذكر محمد ابن الأخوة، صاحب (معالم القربة في مسائل الحسبة) أنّّ المحتسب كان يمتحن الكحّالين بكتاب حنين بن إسحق (العشر مقالات في العين) قبل أن يأذن لهم بالتصدّي لمداواة أعين الناس؛ أما الجرائحيّون فيجب عليهم معرفة كتاب جالينوس في الجراحات والمراهم، وأن يعرفوا التشريح وأعضاء الإنسان.
يقول الفقيه ابن عبدون الأندلسي: يجب ألا يترك أحد يتسوّر في شيء لا يحسنه، لا سيما صناعة الطب الذي فيه إتلاف المهج(6).
وذكر القفطي، وابن أبي أصيبعة (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE)، أنّ الخلفاء كانوا يباشرون مهمّة المحتسب بأنفسهم في بعض الأحيان، ويقومون بتطهير هذه المهنة العلميّة من الجهلة والمتطفّّلين عليها، وتحدّثوا عن رواية امتحان المأمون لصيادلة بغداد، وعن امتحان المعتصم بالله العبّاسي للصيادلة في معسكره.
ورأى الماوردي في أحكامه، أنّّ من واجبات المحتسب مراقبة المتسوّلين، ومنع الأغنياء من طلب الصدقة، وتأديبهم إذا لم يمتنعوا، وإعلامهم بأنّها محرّمة على المستغني عنها، وإذا ما رأى السائل ذا جلد وقوّة على العمل زجره وأمره أن يحترف عملاً ما، فإذا أقام على التسول عزّره وأدّبه حتى يقلع عنه، وعليه منع التكسّب بالكهانة واللهو والتأديب على ذلك، وأخذ أهل الذمّة بما شرط عليهم، وعليه أن يمنع عنهم من يتعرّض لهم بأذى، ويؤدّب من خالف ذلك، ويمنع المحتسب كشف حرمات المنازل، والاستطالة عليها، حتى أنّ محتسب الكوفة لم يسمح للمؤذن بصعود المئذنة إلاّ إذا كان كفيفًا.
المحتسب يستنفر الناس للجهاد
ذكر كمال الدين بن أبي جرادة كيفيّة النفير بطرسوس، وكيف كان يجري أمره، قرأت بخط أبي عمرو القاضي في كتابه قال: "يركب المتولي لعمل الحسبة أي وقت وقع النفير من ليل أو نهار ورجالته بين يديه ينادون بأعلى أصواتهم أجمع صوتًا واحدًا يقولون النفير يا أصحاب الخيل والرجالة، النفير حملكم الله إلى باب الجهاد"، وإن أراد إلى باب قلميه أو إلى باب الصاف أو إلى أي باب اتفق وتغلق سائر أبواب المدينة وتحصل مفاتيحها عند صاحب الشرطة فلا تزال مغلقة حتى يعود السلطان من النفير ويستقر في داره، ثم تفتح الأبواب المغلقة كلّها، ويطوف المحتسب ورجالته الشوارع الجداد كلّها، فإن كان ذلك نهارًا إنضاف إلى رجالته عدد كثير من الصبيان وساعدوهم على النداء بالنفير وربما احتاجوا إلى حشد الناس لشدّة الأمر وصعوبة الحال فأمر أهل الأسواق بالنفير، وحضهم على المسير في أثر الأمير أين أخذ وكيف سار، ويكون مركز صاحب الشرطة إذا وقع النفير مع رجالته الموسومين به عند الباب الأوّل الذي يلي المدينة الذي يخرج منه الناس إلى النفير، وكذلك المحتسب إلاّ أنّ المحتسب يتردّد في الأسواق إذا طال أمر النفير وتأخّر خبره ويبعث على اللحوق بمن سار مع الأمير وبمن توجه إلى النفير، فلا يزال الأمر على هذا حتى يعود السلطان إلى دار الإمارة، ويخرج إلى النفير قوّاد الرجّالة معروفون متى عقد السلطان لقائد من الفرسان فبعثه للقاء من ورد من ذلك الوجه أضاف إليه قائدًا من قوّاد الرجّالة وأتبعه(7).
وظيفة المحتسب وظيفة القضاء
وعندما تولى منصب الاحتساب بمصر مصطفى كاشف كرد، طلب قوائم مشتروات التجّار، ونظر في مكايلهم فضاق خناق أكثر الناس من ذلك لكونهم لم يعتادوه من محتسب قبله، وكأنه وصله خبر ولاة الحسبة وأحكامهم في الدول المصرية، فإنّ وظيفة أمين الاحتساب وظيفة قضاء، وله التحكّم والعدالة والتكلّم على جميع الأشياء وكان لايتولاها إلاّ المتضلّع من جميع المعارف والعلوم والقوانين ونظام العدالة حتى على من يتصدّر لتقرير العلوم فيحضر مجلسه ويباحثه، فإن وجد فيه أهليّة للإلقاء أذن له بالتصدّر أو منعه حتى يستكمل، وكذلك الأطبّاء والجراحيّة حتى البياطريّة والبزدريّة ومعلمو الأطفال في المكاتب ومعلمو السباحة في الماء والنظر في وسق المراكب في الأسفار وأحمال الدواب في نقل الأشياء ومقادير روايا الماء مما يطول شرحه، وفي ذلك مؤلف للشيخ بن الرفعة وقد يسهل بعض ذلك مع العدالة وعدم الاحتكار وطمع المتولي وتطلّعه لما في أيدي الناس وأرزاقهم(8).
الشرطة
وظيفة هامّة في الدولة الإسلاميّة، ترتبط بالقضاة وتساعدهم في تنفيذ الأحكام الشرعيّة وإقامة الحدود، وكان يطلق على صاحب الشرطة: صاحب الليل، وصاحب المدينة، لأنّه يقوم بحفظ النظام، ويساعد الوالي على استتباب الأمن في المدينة، ويقبض على الجناة وأصحاب الفساد والشر لتقديمهم إلى القضاء، وكانت توكل إلى كبار القوّاد والموالي المخلصين لهم(9).
وسمي الشرط لأنّهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها الواحد شرطة و شرطي بسكون الراء فيهما وقال أبو عبيد سمّوا شرطًا لأنّهم أعدّوا من قولهم أشرط من إبله وغنمه أي أعد منها شيئا للبيع(10).
قال ابن خلدون (http://islamstory.com/ar/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8_%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%85% D8%A9_%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88% D9%86) في مقدمته: وكان أصل وضعها في الدولة العباسيّة لمن يقيم أحكام الجرائم في حال استبدادها أوّلاً ثم الحدود بعد استيفائها فإنّ التهم التي تعرض في الجرائم لا نظير للشرع إلاّ في استيفاء حدودها وللسياسة النظر في استيفاء موجباتها بإقرار يكرهه عليه الحاكم إذا احتفت به القرائن لما توجبه المصلحة العامّة في ذلك، فكان الذي يقوم بهذا الاستبداد وباستيفاء الحدود إذا تنزّه عنه القاضي يسمى صاحب الشرطة، وربّما جعلوا إليه النظر في الحدود والدماء بإطلاق، وأفردوها من نظر القاضي.
ونزّهوا هذه المرتبة وقلّدوها كبار القواد، وعظماء الخاصّة من مواليهم، ولم تكن عامّة التنفيذ في طبقات الناس إنّما حكمهم على الدهماء وأهل الريب، والضرب على أيدي الرعاع والفجرة، ثم عظمت نباهتها في دولة بني أميّة بالأندلس ونوعت إلى شرطة كبرى، وشرطة صغرى (11).
وجرت عادة العباسيين (http://islamstory.com/ar/%D9%85%D9%86_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84_%D8%B3 %D9%82%D9%88%D8%B7_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7% D8%B3%D9%8A%D9%8A%D9%86_%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D 8%B1_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D 9%8A%D9%85_%D8%B9%D9%88%D9%8A%25D) على اختيار صاحب الشرطة من علية القوم، ومن أهل العصبيّة والقوّة، وكانت مهمّة الشرطة الكبرى الضرب على أيدي الزعماء وعلى أيدي أقاربهم في الظلامات، والصغرى تحكم في الرعاع وعامّة الناس.
واجبات الشرطة
أجمل الأستاذ أنور الرفاعي، في كتابه القيّم (الإنسان العربي والحضارة) واجبات الشرطة بما يلي: حفظ النظام، وحفظ الأمن، مراقبة أماكن اللهو واللعب ومنع ما يقع فيها من مخالفات، وتنفيذ أوامر السلطان، وتنفيذ أوامر القضاة، وإدارة السجون(12).
كما أوكل إليها حراسة بيت المال، والنظر في الجرائم، ومراقبة الأماكن العامّة، ومساعدة عمال الخراج، ومراقبة أبواب المدن، والنظر في الحدود، وكان صاحب الشرطة ينوب عن الأمير إذا غاب، وعلى العموم فقد كان أصل وضعها لمن كان يقيم أحكام الجرائم في حالة استبرائها أوّلاً، ثم الحدود بعد استيفائها.
شروط صاحب الشرطة
ذكر ابن أبي الربيع صاحب كتاب (سلوك المالك في تدبير الممالك) ما ينبغي أن يكون عليه صاحب الشرطة من خصال فقال: أمّا صاحب الشرطة فينبغي أن يكون حليمًا مهيبًا، دائم الصمت، طويل الفكر، بعيد الغور.
وأضاف قائلاً: وأن يكون غليظًا على أهل الريب في تصاريف الحيل، شديد الفطنة؛ وأن يكون ظاهر النزاهة غير عجول، وأن يكون نظره شزرًا، قليل التبسّم، غير ملتفت إلى الشفاعات؛ وأن يأمر أصحابه بملازمة المحابس، وتفتيش الأطعمة وما يدخل السجون؛ ويجب عليه عمارة سور المدينة وأبوابها، ولمّ شعثها، ومعرفة من يدخلها.
العسس أو حرّاس الليل
نظام أمني في الدولة الإسلاميّة، مهمّته الطواف بالليل، لتتبع اللصوص، وطلب أهل الفساد.
وفي لسان العرب: عس يعس عسسًا، وعسا أي طاف بالليل ومنه حديث عمر رضي الله عنه أنّه كان يعسّ بالمدينة أي يطوف بالليل يحرس الناس ويكشف أهل الريبة والعسس اسم منه كالطلب وقد يكون جمعًا لعاسّ كحارس وحرس و العسّ نفض الليل عن أهل الريبة(13).
وأوّل من استن نظام العسس الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان يعسّ بالمدينة يحرس الناس، وينفض الليل عن أهل الريبة ويكشفهم.
ويروي ابن سعيد المغربي أنّه كان للأندلس دروب تغلق ليلاً، وتحرس بواسطة رجال الشرطة المسمون (بالدرّابين) وأنّ كلّ واحد كان معه سلاح وكلب وسراج.
وأجاز فقهاء الأندلس في عهد المرابطين (http://islamstory.com/ar/%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1% D8%A7%D8%A8%D8%B7%D9%8A%D9%86) فرض ضريبة أطلق عليها (التعتيب) كان الغرض منها تأمين الأموال الكافية لترميم الحصون والقلاع والأسوار حول المدن الرئيسيّة، ومن حصيلتها كانت تقوم بالانفاق على أرزاق الجند والموظّفين، وإنشاء المشروعات العامّة، ونفقات الحملات العسكرية، وشراء الأسلحة والمعدّات الحربيّة، وترتيب العسس والدرّابين لحراسة الأسواق والطرقات والدروب وغير ذلك(14).
سبق في ميدان التنظيم المدني
حدث بمراكش أيام الموحدين (http://islamstory.com/ar/%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88% D8%AD%D8%AF%D9%8A%D9%86) سنة 571 هـ طاعون شديد، فكان الرجل لا يخرج من منزله حتى يكتب اسمه ونسبه وموضعه في بطاقة يضعها في جيبه، فإن مات حمل إلى أهله بالموضع المذكور في البطاقة.
وتستخدم الجيوش في زمن الحرب الآن بطاقة معدنيّة، يعلّقها الجنود في سلسلة معدنيّة خفيفة بصدورهم، مع إضافة الرقم العسكري، والزمرة الدموية، والدين، لتسهيل إسعاف الجرحى، وإجراء المراسم الدينية لمن ي*** منهم.
ويعلّق الأستاذ محمد المنوني في كتابه (حضارة الموحّدين) على هذه البطاقة فيقول: هذا النوع من (الكارني) الذي سبق الموحّدون إلى استعماله، كاف في الإعراب عن عظمته، ناطق بعبقرية الموحّدين في ميداني الابتكار والنظام (15).
المصدر: مجلة غرباء (http://alghoraba.com/hadara/21_alshurta.htm).
1- أبو الحسن الماوردي: الأحكام السلطانية والولايات الدينية ص 260.
2- صديق حسن خان: أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم ج 2 ص 36.
3- د. الكروي. و د. عبد التواب شرف الدين: المرجع في الحضارة العربية الإسلامية ص 93.
4- حاجي خليفة: كشف الظنون ج 1 ص 15.
5- د. عطية القوصي: الحضارة الإسلامية ص 50.
6- د. أمين توفيق الطيبي: دراسات في تاريخ صقلية الإسلامية ص 132.
7- كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة: بغية الطلب في تاريخ حلب ج 1 ص 188.
8- عبد الرحمن الجبرتي: تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار ج 3 ص 565.
9- د. محمد حسين محاسنة: بناء الدولة العربية الإسلامية ص 129.
10- محمد بن أبي بكر الرازي: مختار الصحاح ج 1 ص 141.
11- عبد الرحمن بن خلدون: مقدمة ابن خلدون ص 277.
12- أنور الرفاعي: الإنسان العربي والحضارة ص 235.
13- محمد بن مكرم بن منظور: لسان العرب ج 6 ص 139.
14- د. حسين يوسف دويدار: المجتمع الأندلسي في العصر الأموي ص 374.
15- محمد المنوني: حضارة الموحدين ص 94.

abomokhtar
29-03-2013, 01:46 AM
حسبة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جاء في كتب اللغة أن المعروف : ما يستحسن من الافعال، وكلّ ماتعرفه النفس من الخير وتطمئن إليه (1). والمنكر : كل ما قبّحه الشرع وحرّمه وكرّهه (2). وقيل عن المعروف : هو اسم لكلِّ فعل يُعْرَف بالعقل أو الشرع حسنه. والمنكر : ما ينكر بهما (3)، أي كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه أو تتوقف في استقباحه واستحسانه، فتحكم بقبحه الشريعة (4). وجاء في مجمع البيان أنّ المعروف : الطاعة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%B9%D8% A9&action=edit&redlink=1)، والمنكر : المعصية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B5%D9% 8A%D8%A9&action=edit&redlink=1).
موارد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

لا يختص الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمورد من الموارد، ولا مجال من المجالات، بل هو شامل لجميع ما جاء به الاِسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%90%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) من مفاهيم وقيم، فهو شامل للتصورات والمبادئ التي تقوم على أساسها العقيدة الاِسلامية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8% AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%90%D8%B3%D9%84%D8%A 7%D9%85%D9%8A%D8%A9&action=edit&redlink=1)، وشامل للموازين والقيم الاِسلامية التي تحكم العلاقات الإنسانية، وشامل للشرائع والقوانين، وللأوضاع والتقاليد، وبعبارة اُخرى هو دعوة إلى الاِسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%90%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) عقيدة ومنهجاً وسلوكاً ؛ بتحويل الشعور الباطني بالعقيدة إلى حركة سلوكية واقعية، وتحويل هذه الحركة إلى عادة ثابتة متفاعلة ومتصلة مع الاوامر والإرشادات الاِسلامية، ومنكمشة ومنفصلة عن مقتضيات النواهي الاِسلامية. وقد بيّن الاِمام الحسين (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%90%D9%85%D8% A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86&action=edit&redlink=1) موارد الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائلاً : «... بدأ الله بالاَمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بأنّها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلّها هينها وصعبها ؛ وذلك أن الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الاِسلام، مع ردّ المظالم ومخالفة الظالم، وقسمة الفيء والغنائم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D9%86%D9%8A%D9%85%D8%A9)، وأخذ الصدقات (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%82%D8% A9&action=edit&redlink=1) من مواضعها، ووضعها في حقها...» وقد تجلّت هذه الشمولية بوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمعاذ بن جبل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B0_%D8%A8%D9%86_%D8%AC%D8%A8 %D9%84) حينما ولاّه على أحد البلدان : « يا معاذ علمهم كتاب الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) وأحسن أدبهم على الاخلاق (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D9%84%D8% A7%D9%82&action=edit&redlink=1) الصالحة، وانزل الناس منازلهم ـ خيّرهم وشرهم ـ وانفذ فيهم أمر الله... وأمت أمر الجاهلية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9) إلاّ ما سنّه الاِسلام، واظهر أمر الاِسلام كلّه، صغيره وكبيره، وليكن أكثر همّك الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9) فإنّها رأس الاِسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%90%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) بعد الاقرار بالدين، وذكّر الناس بالله واليوم الآخر واتبع الموعظة » (1). والاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستتبع جميع مقوّمات الشخصية الإنسانية في الفكر والعاطفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A9) والسلوك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%83)، لتكون منسجمة مع المنهج الالهي في الحياة، وتكون هذه المقومات متطابقة مع بعضها، فلا ازدواجية بين الفكر والعاطفة ولا بينهما وبين السلوك، وهي وحدة واحدة يكون فيها الولاء والممارسة العملية لله وحده ولمنهج التوحيد الذي دعا إليه في جميع مفاهيمه وقيمه.
حكم الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر

إنّ الاِسلام ليس مجرد تفكير وتدبّر وخشوع يتحرك في داخل العقول والقلوب، وإنّما هو منهج حياة واقعي، يدعو إلى استنهاض الهمم والعزائم وتقوية الارادة ؛ لتنطلق في الواقع مجسدة للمفاهيم والقيم الالهية بصورة عملية، وهو يدعو إلى النهوض بالتكاليف الالهية في عالم الضمير وعالم الواقع على حدٍّ سواء، والاستقامة على ضوئها المهند
أدلة الوجوب

القرآن الكريم

اعتمد أغلب الفقهاء على الآيات القرآنية في اثبات الوجوب دون ذكر تفاصيل الاستدلال، اقراراً منهم بوضوح دلالتها حتّى قيل : (إنّ وجوب الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة دينية عند المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) يستدلُّ بها، ولا يستدل عليها). وفيما يلي نستعرض الآيات القرآنية الواقعة في مقام الاستدلال على الوجوب. الآية الاُولى : (وَلتكُن مِنكُم أُمّة يَدعُونَ إلى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وأُولئك هُمُ المفلحِونَ) (3). المخاطب بهذه الآية القرآنية هم المؤمنين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86) كافة، فهم مكلفون بأن (ينتخبوا منهم أُمّة تقوم بهذه الفريضة، وذلك بأن يكون لكلِّ فرد منهم ارادة وعمل في ايجادها) (4). وهي واضحة الدلالة على الوجوب، فإنّ قول القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84% D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85) : (ولتكن) أمر، وظاهر الاَمر الايجاب هذا من جهة، ومن جهة اُخرى حصرت الآية الفلاح بهذا العمل
الخلاف حول تطبيق نظام الحسبة

هناك خلاف شرعي حسب مذهب اهل السنة والجماعة في ما يسمى فقه الحسبة فأنقسم العلماء إلى ثلاثة فرق:
الفريق الأول: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين، ومن الأدلة على هذا قوله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) <آل عمران:104> حيث إن وجه الدلاله هو أن (مِنْ) هنا بيانية فتكون دلالتها تشمل الأمة جميعاً. ويستدلون أيضاً بالحديث الشريف عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ. وهذا الحديث يدل على عموم وجوب الاحتساب على كل أحد لايخرج منه أي مسلم.
الفريق الثاني: ويرجح الكثير من علماء السنة هذا الرأي حيث يعتقدون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية (أذا قام به البعض سقط عن الباقين) وهم يستدلون بنفس الآيه أيضاً قال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) <آل عمران:104> ويقولون إن (مِن) في الآية تبعيضية فتفيد أن هذا الواجب خاص ببعض الأمة وليس جميعها.
الفريق الثالث: حيث يجمع اصحاب هذا الفريق بين الفريقين السابقين بحيث يعتقدون بحيث يعتقدون أن فرض عين إذا اتفقنا إن الأنكار يتم بجميع صورة ومنها الانكار بالقلب كل بحسب قدرته واستطاعته كما جاء في الحدبث الشريف السابق والدى يستشهد به الفريق الثاني, كما يمكن قبول رأي الفريق إذا الثاني إذا ما اعتبرنا ان هناك اناس لا يستطيعون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعمل أو بالقول. كما أنه لا يمكن تفريغ حميع الناس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفريغاً تاماً بحيث تتعطل مصالح المسلمين عامه نتيجة لذلك.[1] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9#cite_note-.D8.A3.D8.B5.D9.84_.D9.87.D9.8A.D8.A6.D8.A9_.D8.A7 .D9.84.D8.A3.D9.85.D8.B1_.D8.A8.D8.A7.D9.84.D9.85. D8.B9.D8.B1.D9.88.D9.81_.D9.88.D8.A7.D9.84.D9.86.D 9.87.D9.8A_.D8.B9.D9.86_.D8.A7.D9.84.D9.85.D9.86.D 9.83.D8.B1-1)
المراجع



^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9#cite_ref-.D8.A3.D8.B5.D9.84_.D9.87.D9.8A.D8.A6.D8.A9_.D8.A7 .D9.84.D8.A3.D9.85.D8.B1_.D8.A8.D8.A7.D9.84.D9.85. D8.B9.D8.B1.D9.88.D9.81_.D9.88.D8.A7.D9.84.D9.86.D 9.87.D9.8A_.D8.B9.D9.86_.D8.A7.D9.84.D9.85.D9.86.D 9.83.D8.B1_1-0) أصل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (http://www.hesbah.gov.sa/home/index.php?option=com_content&view=article&id=189)




1) مجمع البيان في تفسير القرآن \ الطبرسي 1 : 483.
2) تحف العقول \ ابن شعبة الحرّاني : 168.
3) لسان العرب / ابن منظور 9 : 239.
4) لسان العرب 5 : 233.

abomokhtar
29-03-2013, 01:48 AM
نشأت وظيفة الحسبة إلى جانب وظيفة القاضي؛ نتيجة تضخُّم ظروف الحياة في الخلافة الإسلامية، وهي وظيفة دينية من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي هو فرض على القائم بأمور المسلمين، يُعَيِّنُ لذلك مَنْ يراه أهلاً له، فيتعيَّن فَرْضُه عليه بحُكْمِ الولاية، وإن كان على غيره من فروض الكفاية[1] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn1)، قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْـخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ} [ آل عمران: 104].وفي تطوُّرها فقد تَعَدَّتِ الحسبة هذا المعنى الديني في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى واجبات عملية مادِّيَّة تتَّفق مع المصالح العامَّة للمسلمين؛ فقد تناولت أمورًا اجتماعية متعدِّدة؛ مثل: المحافظة على النظافة في الطرق، والرأفة بالحيوان بأن لا يُحَمَّل ما لا يطيق، ورعاية الصحَّة بتغطية الروايا، ومنع معلِّمِي الصبيان من ضرب الأطفال ضربًا مبرحًا، ومراقبة الحانات وشاربي الخمر، وتبرُّج النساء، وبعبارة عامَّة كل ما يَتَعَلَّق بالمجتمع وأخلاقه، والظهور فيه بالمظهر اللائق، كما تناولت أمورًا اقتصادية؛ وذلك لتضخُّم المدن الإسلامية بأرباب الحرف والتجارات، فكان عمل المحتسب الأساسي منع الغش في الصناعة والمعاملات، وبخاصة الإشراف على الموازين والمكاييل وصحَّتها ونسبها[2] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn2).
ولم تعرف الأمم والحضارات السابقة وكذا اللاحقة هذه الوظيفة في مجتمعاتها وأعرافها، والحق أن هذه الوظيفة في غاية الأهمية؛ لأنها تمثِّل المراقبة الأخلاقية على الشعوب، فمن المعلوم أن الحضارة الإسلامية اهتمت بعاملين مهمين؛ فالأول: العامل المادي. والثاني: العامل الروحي، ومن ثَمَّ كانت وظيفة الحسبة بمنزلة التطبيق الرائع لأخلاقيات الإسلام وأوامره السلوكية.
الحسبة في عهد النبي

وأول من احتسب في تاريخ الحضارة الإسلامية، هو رسول الله (http://islamstory.com/ar/article.php?cat_id=125) http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فعن أبي هريرة (http://islamstory.com/ar/article.php?id=948) http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg مرَّ على صُبْرة[3] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn3) طعامٍ، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: "مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟". قال: أصابته السماء يا رسول الله. قال: "أَفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي"[4] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn4).
http://islamstory.com/sites/default/files/images/stories/articles/771/16279_image003.jpg

وحينما بدأت الدولة الإسلامية الأولى تأخذ في التشكل والاستقلال، رأينا رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg يُعيّن أول محتسب في الإسلام، حيث استعمل سعيد بن سعيد بن العاص http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بعد الفتح، على سوق مَكَّةَ (http://islamstory.com/ar/pagination.php?type=articles&cat_id=2)[5] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn5)؛ مما يُدلل على أهمية هذه الوظيفة منذ فجر الإسلام.
ومن اللافت للنظر أن بعض النساء من الصحابيات (http://islamstory.com/ar/pagination.php?type=articles&cat_id=225) قد استُعْمِلْنَ في هذه الوظيفة منذ عهد النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فقد ذكر ابن عبد البر أن سمراء بنت نهيك الأسدية رضي الله عنها "أدركت رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وعُمِّرَتْ، وكانت تمرُّ في الأسواق، وتأمرُ بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتضرب الناس على ذلك بسوط كان معها"[6] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn6)، بل الأعجب أن عمر بن الخطاب (http://islamstory.com/ar/pagination.php?type=articles&cat_id=60) http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أبقاها محتسبة على السوق، وهذا ما يؤكده ابن الجوزي بقوله: "وكان عمر http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg إذا دخل السوق، دخل عليها"[7] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn7). أي يدخل عليها مكان عملها لا بيتها، كما قد يُتَوَهَّم[8] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn8).
بل كان أمير المؤمنين عمر http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg يقوم بوظيفة المحتسب بنفسه، فكان يتولَّى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويُوَجِّه الناس إلى الحقِّ والصراط السوي، ويمنع الغشَّ، ويحذر منه، وكان http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg يمرُّ في السوق ومعه الدِّرَّة[9] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn9)، فيزجر بها غلاة الأسعار والغشاشين[10] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn10).
وظل نظام المراقبة والحسبة موجودًا طوال العهد الراشدي والأموي، وإن لم يحمل صاحبه لقب المحتسب؛ إذ عُرِف هذا المسمَّى في العصر العباسي، وقد عَيَّن زياد بن أبيه عاملاً على سوق البصرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان (http://islamstory.com/ar/article.php?id=729)[11] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn11).
الحسبة في العصر العباسي

ومنذ العصر العباسي بدأت وظيفة المحتسب تأخذ شكلاً مغايرًا، فأصبحت معروفة بين الناس منذ الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور؛ ولذلك فتيسيرًا على المحتسبين، وتنظيمًا للمجتمع؛ نقل المنصور أسواق بغداد والمدينةِ الشرقية إلى مناطق أخرى متخصصة، وبعيدة عن مركز المَدِينةِ ودواوينها، فنقل الأسواق إلى باب الكَرْخ وباب الشعير، وعَيَّن لها محتسبِينَ؛ يُراقبون شئونها، ويضبطون مخالفاتها[12] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn12).
وقد تطورت وظيفة المحتسب في ظلِّ الخلافة العباسية (http://islamstory.com/ar/pagination.php?type=articles&cat_id=100) من مراقبة المكاييل والموازين، ومنع الاحتكار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى الإشراف على نظافة الأسواق والمساجد، ومراقبة الموظفين للتقيد بالأعمال، حتى مراقبة المؤذِّن للتَّقَيُّد بأوقات الصلاة، وامتدَّت سلطة المحتسب كذلك إلى مراقبة القضاة إذا تأخَّروا عن أعمالهم، أو انقطعوا عن الجلوس عن الحكم، والغريب أن المحتسب كان له الحق في امتحان واختيار ذوي المهن والحرف؛ لمعرفة مدى إتقانهم للمهنة والحرفة؛ حتى لا يستغلُّوا الآخرين؛ فقد طلب الخليفة العباسي المعتضد (ت 279هـ) من سنان بن ثابت رئيس الأطباء امتحان جميع الأطباء ببغداد، وكانوا حوالي 860 طبيبًا، وأمر المحتسب بعدم السماح لطبيب أن يُمارس مهنته إلا بعد اجتياز الامتحان[13] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn13)!
دور المحتسب في الدولة

وكان كثير من المحتسبين يُقيم الحدود، ويُوقِّع العقوبات على الأمراء والسلاطين المخالفين؛ شأنهم شأن باقي الرعية؛ فقد ذكر نظام الملك في كتابه "سير الملوك" أن السلطان السلجوقي محمود بن ملكشاه "كان قد شرب الخمر مرَّة مع خاصَّته وندمائه طوال الليل... وكان علي بن نوشتكين ومحمد العربي (من قُوَّاده ومُقَرَّبيه) ممن حضروا المجلس، وممن ظلُّوا يسهرون ويشربون مع مَحْمود الليلة بكاملها، ومع إشراقة الصباح أُصيب علي بدوار، وبدا عليه أثر إرهاق السهر والإفراط في الشراب، فاستأذن السلطان بالذهاب إلى منزله، فقال له مَحْمود: ليس صوابًا أن تذهب في وضح النهار وأنت سكران هكذا، ابقَ هنا واسترح في إحدى الحجرات حتى العصر، ثم اذهب آنذاك وأنت صاحٍ؛ فإنني أخشى إذا ما ذهبتَ الآن بهذه الحال أن يراك المحتسب في السوق، فيأخذك، ويُقيم عليك الحدَّ، فيُراقُ ماء وجهك، وينتابُني الغمُّ، دون أن أستطيع التفوُّه بشيء. غير أن علي بن نوشتكين الذي كان قائدًا لخمسين ألف فارس، وصنديدَ زمانه، والذي كان يُعدُّ بألف رجل، لم يخطر له على بال أن المحتسب سيجرؤ حتى على مجرَّد التفكير في الأمر، فلم يَنْثَنِ عن عزمه، بل أصرَّ على أن لا بُدَّ من الذهاب، فقال مَحْمود: الرأي رأيك، دعوه يذهب. وركب علي بن نوشتكين في موكب عظيم من فرسانه وغلمانه وخدمه؛ قاصدًا منزله، وشاء الله I أن يكون المحتسب مع مائة من رجاله بين خيَّال وراجل في وسط السوق، فلما رأى عليًّا سكران، أمرَ بإنزاله عن فرسه، ونزل هو أيضًا، ثم أمرَ بأن يجلس رجلٌ على رأسه، وآخر على رجليه، وجلَدَهُ بيده -دون أدنى محاباة- أربعين جلدة، حتى التهم الأرض بأسنانه، وحاشيُته وعسكره ينظرون، دون أن يجرؤ أي منهم على أن يتفوه بكلمة واحدة!"[14] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn14).
هذه هي الحضارة الإسلامية، التي لا تُفَرِّق بين قائد يستطيع أن يُحَرِّك خمسين ألفًا بإشارة منه، وبين محتسب لا يملك من أمره إلا مائة رجل فقط، ورغم ذلك، يُنزل المحتسبُ العقوبة علانية على القائد أمام جنوده وفرسانه، ولا يستطيع أحد منهم أن يُحَرِّك ساكنًا؛ ذلك لأن الحقَّ كان مع المحتسب النابه، الذي جعل القائد عبرة لمن يعتبر!
ولذلك بحثَ الخلفاء والأمراء والسلاطين عن المحتسبين أصحاب المهارة والعلم والحزم، وقد حكى ابن الإخوة في "نهاية الرتبة" أن "أتابك طغتكين سلطان دمشق طلب له محتسبًا، فذُكِرَ له رجلٌ من أهل العلم، فأمر بإحضاره، فلمَّا بصُر به قال: "إنِّي ولَّيتك أمر الحسبة على النَّاس؛ بالأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر. قال: إن كان الأمر كذلك، فقُم عن هذه الطَّرَّاحة، وارفع هذا المسند؛ فإنَّهما حريرٌ، واخلع هذا الخاتم، فإنَّه ذهبٌ. فقد قال النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في الذهب والحرير: "إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتي، حِلٌّ لإِنَاثِهَا"[15] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn15). قال: فنهض السُّلطان عن طَرَّاحته، وأمر برفع مسنده، وخلع الخاتم من أصبعه، وقال: قد ضممتُ إليك النظر في أمور الشُّرطة. فما رأى النَّاس محتسبًا أهيب منه"[16] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn16).
ولذلك كان منصب المحتسب في غاية الأهمية، خاصة في أوقات الأزمات والغلاء، ففي عام 307هـ غلت الأسعار في بغداد غلوًا فاحشًا حتى "ضجت العامة... وكسروا المنابر، وقطعوا الصلاة، وأحرقوا الجسور"[17] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn17)، فكانت وظيفة المحتسب حينئذ -وهو إبراهيم بن بطحا- أن يُسَعِّر بعض السلع الضرورية، فسَعَّر كُرَّ[18] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn18)الدقيق بخمسين دينارًا، وهو ما هدَّأ من الثورة واضطراب العامة[19] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn19).
ولم يكن منصب المحتسب حكرًا على من توليهم الدولة لهذه الوظيفة، فمن المعلوم أن الحضارة الإسلامية قد ربَّت جميع أبنائها على الوقوف أمام المنكر ومحاربته بقدر ما يُستطاع، وهذا الأمر من أعجب ما يُقال، ومن أكثر ما يلفت النظر في حضارتنا الخالدة، فكل مسلم بطبعه وبدينه وبحضارته مُحتسبٌ وإن لم يُتوَلَّها، وقد حكى الإمام ابن كثير (http://islamstory.com/ar/article.php?id=90) في "البداية والنهاية" أن "أبا الحسين النوريَّ اجتاز بزورق فيه خمر مع ملاَّح (بحَّار) فقال: ما هذا؟ ولمن هذا؟ فقال له: هذه خمر للمعتضد. فصَعِدَ أبو الحسين إليها فجعل يضرب الدنان (أوعية ضخمة) بعمود في يده حتى كسرها كلها إلا دنًّا واحدًا تركه، واستغاث الملاح، فجاءت الشرطة، فأخذوا أبا الحسين، فأوقفوه بين يدي المعتضد، فقال له: ما أنت؟ فقال: أنا المحتسب. فقال: ومن ولاَّك الحسبة؟ فقال: الذي ولاَّك الخلافة يا أمير المؤمنين.
فأطرق رأسه، ثم رفعه فقال: ما الذي حملك على ما فعلت؟ فقال: شفقةً عليك؛ لدفع الضرر عنك. فأطرق رأسه، ثم رفعه، فقال: ولأي شيء تركت منها دنًّا واحدًا لم تكسره؟ فقال: لأني إنما أقدمت عليها فكسرتها إجلالاً لله تعالى، فلم أُبَالِ أحدًا، حتى انتهيتُ إلى هذا الدنِّ دخل نفسي إعجاب من قبيل أني قد أَقْدَمْتُ على مثلك فتركته. فقال له المعتضد: اذهب، فقد أطلقت يدك، فغيِّر ما أحببتَ أن تُغَيِّره من المنكر.
فقال له النوري: الآن انتقض عزمي عن التغيير. فقال: وَلِمَ؟ فقال: لأني كنتُ أُغَيِّرُ عن الله، وأنا الآن أُغَيِّر عن شرطي. فقال: سَلْ حاجتك. فقال: أحبُّ أن تُخْرِجَني من بين يديك سالمًا. فأمر به فأُخْرِج فصار إلى البصرة، فأقام بها مختفيًا؛ خشية أن يشقَّ عليه أحدٌ في حاجة عند المعتضد، فلما توفي المعتضد رجع إلى بغداد"[20] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftn20).
د. راغب السرجاني
[1] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref1) ابن خلدون: العبر وديوان المبتدأ والخبر 1/225.
[2] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref2) الماوردي: الأحكام السلطانية ص 211 وما بعدها، وابن خلدون: العبر وديوان المبتدأ والخبر 1/225، وعبد المنعم ماجد: تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى ص 57.
[3] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref3) الصبرة: الكومة المجموعة من الطعام. انظر: النووي: المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج 2/109.
[4] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref4) مسلم: كتاب الإيمان، باب قول النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg من غشنا فليس منا (102)، أبو داود (3452)، والترمذي (1315)، وابن ماجه (2224)، وأحمد (7290).
[5] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref5) ابن عبد البر: الاستيعاب 1/185.
[6] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref6) المصدر السابق 4/1863.
[7] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref7) ابن الجوزي: سيرة عمر بن الخطاب ص41.
[8] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref8) انظر: ظافر القاسمي: نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الإسلامي 2/592.
[9] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref9) الدرة: العصا أو السوط التي يُضرب بها. انظر: المعجم الوسيط مادة درر ص279.
[10] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref10) الطبري: تاريخ الأمم والملوك 2/578.
[11] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref11) الصلابي: الدولة الأموية 1/315.
[12] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref12) انظر: الطبري: تاريخ الأمم والملوك 4/480.
[13] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref13) انظر: ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء 1/112.
[14] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref14) نظام الملك: سياست نامه ص80، 81.
[15] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref15) مشكل الآثار للطحاوي (4209).
[16] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref16) ابن الإخوة: نهاية الرتبة في طلب الحسبة ص78.
[17] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref17) محمد بن عبد الملك الهمذاني: تكملة تاريخ الطبري ص21.
[18] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref18) الكُرُّ: مكيال لأَهل العراق، قدره ستون قفيزًا، أربعون أردبًا، أو سبعمائة وعشرون صاعًا. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة كرر 5/135. والصاع عند الحنفية: 3261.5 جرام، وعند غيرهم: 2172جرامًا.
[19] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref19) محمد بن عبد الملك الهمذاني: تكملة تاريخ الطبري ص21.
[20] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7#_ ftnref20) ابن كثير: البداية والنهاية 11/89.