مشاهدة النسخة كاملة : الدولة الحمدانية


abomokhtar
11-04-2013, 09:59 PM
[/URL] الحمدانيون أو بنو حمدان، أسرة عربية شيعية أسست [URL="http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9"]الدولة الحمدانية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86#. D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B5.D8.A7.D8.AF.D8.B1) التي حكمت حلب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%84%D8%A8) والموصل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84) وأمتد نفوذها إلى بلدان وقرى الفرات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA) والشام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85) خلال الفترة من 890م (http://ar.wikipedia.org/wiki/890) إلى 1004 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1004) وينتسب الحمدانيون إلى قبيلة تغلب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%BA%D9%84%D8%A8) بن وائل من القبائل العربية التي كانت مساكنها أرض الجزيرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9) شمال شرق سوريا. ولمع نجم الدولة الحمدانية أثناء عهد مؤسس السلالة حمدان بن حمدون (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86_%D8 %A8%D9%86_%D8%AD%D9%85%D8%AF%D9%88%D9%86&action=edit&redlink=1)، والذي أصبح سنة 890 م واليا على منطقة ماردين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86) من قبل العباسيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9).
تأسيس الدولة الحمدانية

ينتسب الحمدانيون إلى: حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن الرشيد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن غطيف بن محرية بن حارثة بن مالك بن عبيد بن عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وفي الوقت الذي كان فية القادة الأتراك يتنازعون السلطة لا سيما مركز أمير الامراء، استغل الحمدانيون فرصة ضعف الخلافة العباسية واستقلوا بدولتهم في الموصل سنة (229م)وفي حلب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%84%D8%A8) وقد انضمت تحت لواء دولتهم القبائل العربية الضاربة في وادي الفرات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA) والجزيرة السورية وأطراف بادية الشام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4% D8%A7%D9%85).
الدولة الحمدانية والخلافة

ساء الدولة الحمدانية استبداد الأتراك بالخلافة العباسية، فتوجه زعماؤها لمناصرة الخليفة في محاولة لإنقاذ الخلافة العباسية، ونجح الحسن بن عبد الله حمدان (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8 %A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9 %87_%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86&action=edit&redlink=1) في دخول بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF) ورحب به الخليفة المتقي بالله ومنحه راتبه أمير الأمراء أحمد حمدان، بالإضافة إلى لقب ناصر الدولة، كما منح أخاه عليًا لقب سيف الدولة، وبذلك استطاع الحمدانيون انتزاع السلطة من يد الأتراك عام 330 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/330_%D9%87%D9%80). غير أن الأتراك ما لبثوا أن وحدوا صفوفهم بقيادة أحد امرائهم المدعو توزون. ولم تساعد الظروف الحمدانيين على البقاء في بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF) وعلى مقاومة توزون، إذ حدثت مجاعة شديدة أعقبها غلاء فاحش في الأسعار واضطر الحمدانيون إلى فرص ضرائب باهظة وترتب على هذا انعدام الأمن في المدينة، فضلا عن انتشار الأوبئة، كما عجز الحمدانيون عن دفع مرتبات الجنود، فقامت فصائل منهم بالثورة والعصيان، وهذا كلة ساعد الأتراك بقيادة توزون على رد الحمدانيين.
انتزع الحمدانيون حلب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%84%D8%A8) من أيدي الأخشيديين سنة 333 (944م)، لينتقل الحمدانيون بثقلهم إلى حلب التي أصبحت عاصمة الدولة الحمدانية، وأصبح سيف الدولة حاكما وأميرا على حلب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%84%D8%A8)، أما الخليفة العباسي المتقي بالله، فقد لحق بالحمدانيين خشية أن ينتقم منه الأتراك، غير أنهم طلبوا اليه العودة وأعطوه الأمان، ولكنهم خلعوه بعد أن سملوا عينيه، وعينوا بدلا منه الخليفة المستكفي بالله (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9% 83%D9%81%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87&action=edit&redlink=1)، وكان هذا عام 944م.
جهاد الحمدانيين ضد الروم

أصبحت الدوله الحمدانية تتمتع بقوة ونفوذ في عاصمتها حلب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%84%D8%A8) وتجاور الدولة البيزنطية في جنوب آسيا الصغرى، ولهذا تصدى سيف الدولة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84% D8%A9) حاكم وامير حلب للبيزنطيين، وامتاز عهده بكثرة حروبه حتى قيل أنه غزا بلادهم المجاورة لبلاده أربعين غزوة، وانتصر في بعضها وحلت به الهزيمة في بعضها الآخر وكون في حلب جيشًا قويًا وكان يشن الحرب تلو الأخرى على مناطق البيزنطيين. وعاصر أقوى امبراطورين وهما : نقفور فوفاس (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%86%D9%82%D9%81%D9%88%D8%B1_%D9 %81%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%B3&action=edit&redlink=1) وحنا شميشق (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AD%D9%86%D8%A7_%D8%B4%D9%85%D9 %8A%D8%B4%D9%82&action=edit&redlink=1)، وأما الأول فقد استولى على حلب سنة (351هـ-960م) وأحرق المدينة ودمر قصر سيف الدولة لكن سيف الدولة جمع قوته وطرد الغزاة. بعد مقاومة الحمدانيين لم يسطع نقفور الصمود وبعد أسبوع أحكم سيف الدولة سيطرته وانتصر عليهم وألحق بهم هزيمة كبيرة، وأما الثاني وهو حنا شميشق، فقد حاول الاستيلاء على بيت المقدس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF% D8%B3) دون جدوى، وقام الحمدانيون يقيادة سيف الدولة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84% D8%A9) بدور بطولي في الدفاع عن المناطق الإسلامية وحمايتها من غارات البيزنطين.
نهاية الدولة الحمدانية

توفي سيف الدوله امير حلب في صفر سنة (356هـ-967م)،وبعد وفاته انتاب الدولة الحمدانية الضعف بسبب المنازعات الداخلية بين أبناء البيت الحمداني، ولم يتمكن خلفاء سيف الدولة من مقاومة الفاطميين الذين استولوا على حلب سنة 1003 م.

abomokhtar
11-04-2013, 10:01 PM
قامت الدولة الحمدانية (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9) كأثر من سياسة الخلافة العباسية (http://islamstory.com/ar/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9) في ترك المجال لقيام حكم ذاتي على الأطراف، وهي السياسة التي بدأها الرشيد مع دولة الأغالبة في المغرب، ثم اضطردت فيما بعد في دول أخرى كالدولة الطاهرية في خراسان (http://islamstory.com/ar/%D9%81%D8%AA%D8%AD_%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7% D9%86) على عهد المأمون.
واستطاعت الخلافة عبر هذه السياسة أن تحول مشكلات الأطراف إلى مكاسب، فهي قد تخففت من عبء التعامل المباشر مع اضطرابات هذه المناطق، ثم استفادت بالأموال السنوية التي تأتي في كل عام، فتحول المغرم إلى مغنم!
وقامت كثير من تلك الدول بمواصلة الفتوحات بمعزل عن الخلافة، فالأغالبة فتحوا صقلية وتوغلوا في إيطاليا، والسامانيون فتحوا مناطق واسعة في وسط آسيا وأدخلوا أعدادا هائلة من قبائل الأتراك في الإسلام، والغزنويون فتحوا الهند وأدخلوا مساحات واسعة في أرض الإسلام وغيرهم. كما استطاعت تلك الدول في كثير من الأحيان أن تكون سلاحًا قويًا في يد الخلافة بعدما صارت إلى الضعف، فحملت عبء مواجهة التمردات المحلية والتمردات ذات المشاريع الكبرى سواء كانت فارسية شعوبية أو خارجية أو علوية أو غير ذلك.
وحديث السطور القادمة بإذن الله سيكون عن الدولة الحمدانية..
***
كانت بلاد الموصل وما يليها شمالا من بلاد الجزيرة الفراتية منطقة كثر استقرار القبائل العربية فيها، فهذه بلاد ديار بكر وديار مضر وديار ربيعة، ولهذا كانت السيادة في بلاد الجزيرة وما يليها غربًا من شمال الشام وخاصة حلب لزعماء من العرب[1].
والحمدانيون (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9) ينتسبون إلى حمدان بن حمدون التغلبي الذي كان من مناوئي الخلافة في عهد وظهر متحالفا مع الخوارج (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AC_%D9%81% D8%B1%D9%82_%D9%88%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86) أيام المعتضد.
لكن ابنه الحسين بن حمدان صار من قادة جيش الخلافة البواسل، وبذل مجهودا كبيرا في حرب الخوارج والقرامطة والروم، ووتولى إمارة ديار ربيعة في عهد المكتفي 292 هـ، ثم كان أحد القادة الذين نفذوا الانقلاب على المقتدر أول خلافته لصالح ابن المعتز، وكان انسحابه من حصار القصر هو سبب فشل هذا الانقلاب، وقد طاردته الخلافة بعد هذا، وتولى المطاردة أخوه أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان وظفر به بعد عناء، ولولا أن المقتدر بطبعه كثير الصفح والعفو لكان في عداد المقتولين لكنه عفا عنه بل وولاه على قُمَّ في فارس، ثم استقر أمره في قم نحو أربع سنوات حتى تولى ديار ربيعة في الجزيرة الفراتية 298 هـ وقاد من هناك عددا من الصوائف في جهاد الروم، ثم تمرد على الخلافة 303 هـ فانهزم أمام جيش الخلافة الذي يقوده مؤنس الخادم فأُسِر ثم حُبِس في بغداد إلى أن قُتِل في محبسه 306 هـ بعد التاريخ الطويل في جهاد أعداء الدولة من القرامطة والروم وغيرهم[2]، حتى لقد كان يقول حين أُسِر ما يشبه النبوءة: "والله لقد امتلأت صناديقى من الخلع والألوية وأفنيت أعداء الدولة وإنما أصار بى إلى ما ترى الخوف على نفسي وما الذي نزل بى إلا دون ما سينزل بالسلطان إذا فقد من أوليائه مثلي"[3].. فهذا هو الحسين بن حمدان بن حمدون الذي "كان من أجلّ الأمراء بأسا وشجاعة، وهو أوّل من ظهر أمره من ملوك بنى حمدان"[4].
أما الرجل الثاني الكبير من آل حمدان بعد الحسين فهو أخوه أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان، وقد كان أيضا من الأمراء المقدمين في الدولة، وقد تولى الموصل وأعمالها 293 هـ في عهد المكتفي، استطاع ضبط أمرها منذ تولاها 293 هـ وأبدى من الصرامة والكفاءة والحزم ما استطاع به إنهاء التمردات الكردية التي شغلت هذه الناحية حتى أنهاها وطارد أصحابها حتى جبال أذربيجان فاستقرت أمور الموصل تحت ولايته، وقد ظل واليا عليها لثمان سنوات حتى جاء القرار بعزله صفر 301 هـ فقاوم هذا العزل وأعلن العصيان، فتحركت إليه فرقة بقيادة بني بن نفيس 15 صفر 301 هـ، ثم تحرك جيش بقيادة مؤنس ربيع الأول 301 هـ، وعندئذ أيقن أبو الهيجاء ألا فائدة في الحرب فطلب الأمان وعاد مع مؤنس إلى بغداد، وكعادة المقتدر في العفو رضي عنه وخَلَع عليه. وفي خلال ولايته تمرد أخوه الحسين في الموصل وتولى هو أمر حربه ومطاردته بمعاونة جيش الخلافة حتى أَسَرَه، ثم إنه قُبِض عليه وحُبِس في أزمة أخيه الحسين 303 هـ وظل في السجن حتى 305 هـ ثم ولاه المقتدر طريق خراسان والدينور 308 هـ والشؤون المالية للموصل ونواحيها 314 هـ، فكان يشرف على ذلك وهو ببغداد، ثم إنه كان من رجال الانقلاب الثاني على المقتدر 317 هـ وهو الانقلاب الذي كانت فيه نهايته[5] كما سيأتي معنا فيما بعد.
ويعتبر أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان المؤسس الحقيقي للدولة الحمدانية في الموصل، غير أن الدولة الحمدانية لم تقم فحسب على أكتاف عبد الله أو الحسين، ذلك أن باقي إخوتهم كانوا أيضا من الأمراء رجال الدولة؛ فكان إبراهيم بن حمدان واليا على ديار ربيعة 307 هـ ولما مات المحرم 308 هـ خلفه أخوه داود حتى عام 309 هـ، وكان أبو العلاء سعيد بن حمدان أمير الحرب في نهاوند 312 هـ، وكان أبو السرايا نصر بن حمدان من رجال الدولة وأمرائها أيضا بل وكان من رجال الانقلاب الثاني على المقتدر 317 هـ على أنه استطاع الهرب فأفلت من الجزاء وسيطر على الموصل حتى 319 هـ، بينما كان أخوه داود من الموالين للخليفة وممن ظل على ولائه حتى قُتِل معه 320 هـ.. وكلهم أسهم وأسس في رسوخ نفوذ الحمدانيين في تلك المنطقة.
على أن الأهم من هؤلاء هو الأمير الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان الملقب بـ "ناصر الدولة"، فهذا الذي كان له النصيب الأوفر من استقرار الدولة الحمدانية منذ أن كان نائبا عن أبيه 308 هـ فاحتفظ بالموصل لمدة نصف قرن حتى وفاته 358 هـ فيما عدا فترات بسيطة أهمها ما كان بين عامي 317، 319 هـ حين عزله الخليفة عن الموصل وولاها عميه أبو السرايا نصر وأبو العلاء سعيد.. وسيأتي تمام قصته وقصة الدولة الحمدانية في حديثنا القادم بإذن الله تعالى.
كان أهم ما استفادته الخلافة من الحمدانيين في تلك الفترة هو تصديهم للمتمردين الأكراد والأعراب المنتشرين في هذه المناطق، وإن كانت الخلافة قد ساعدتهم أحيانا على نحو ما جرى عام 309 هـ إذ أرسل المقتدر بمحمد بن نصر الحاجب أميرا عسكريا على الموصل لمواجهة تمرد كردي واستطاع القضاء عليه[6].
ونستطيع أن نرصد ثلاث تمردات قوية واجهها الحمدانيون وحملوا عبئها عن الخلافة:
أولها: في عام 314 هـ شب تمرد جديد من الأعراب في الموصل ومن الأكراد في شهرزور على طريق خراسان، فراسل ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء –نائب الموصل عن أبيه- أباه في الأمر، فجمعا القوات واجتمعا حتى أنزلا بالأعراب هزيمة قاسية وأجبروهما على إعادة المنهوبات والأموال، ثم سارا إلى الأكراد فألحقا بهم هزيمة أخرى أدت في النهاية إلى أن يستسلم الأكراد ويعودوا إلى الطاعة والخضوع للخلافة[7].
والثاني: تمرد الأغر بن مطر الخارجي شعبان 318 هـ في نصيبين والذي لم يلبث طويلا حتى تصدى له ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء –وكان في هذا الوقت أمير ديار ربيعة[8]- فقاتله فهزمه وأسره وأرسله إلى بغداد[9].
والثالث: تمرد صالح بن محمود البجلي الخارجي في منطقة البوازيج جمادى الأولى 318 هـ، الذي استعان بأعراب بني مالك فأخذ في اقتحام المدن وجمع الأموال منها بما يراه الحق الشرعي للخليفة كالزكاة والجزية والخراج والعشور، فتولى التصدي له أمير الموصل –في ذلك الوقت- أبو السرايا نصر بن حمدان الذي ظل في مطاردته حتى ظفر به وأسره شعبان 318 هـ وأرسله إلى بغداد.
لكن الأيام كانت تخبئ للدولة الحمدانية مستقبلاً أرفع وأهم بكثير من مواجهة تمردات محلية.
مصدر المقال: المركز العربي للدراسات والبحوث (http://arabicenter.net/ar/news.php?action=view&id=1793)
[1] د. حسين مؤنس: أطلس تاريخ الإسلام، الزهراء للإعلام العربي، القاهرة. ص233.
[2] ابن شداد: الأعلاق الخطيرة في أمراء الشام والجزيرة، تحقيق: يحيى زكريا عبادة، وزارة الثقافة، دمشق، 1991م. والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الخامسة عشر، مايو 2002 م. 2/236.
[3] ابن العمراني: الإنباء في تاريخ الخلفاء، تحقيق: قاسم السامرائي، دار الآفاق العربية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1421 هـ = 2001 م. ص158.
[4] ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دار الكتب، مصر. 3/195.
[5] زمباور: معجم الأنساب والأسرات الحاكمة، ترجمة وتحقيق: د. زكي محمد حسن وحسن أحمد محمود، دار الرائد العربي، بيروت، 1400 هـ = 1980 م. ص58، والزركلي: الأعلام 4/82، 83.
[6] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، تحقيق: عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415 ه = 1995م. 7/6.
[7] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 7/27.
[8] في عامة الأحوال كانت ديار ربيعة منطقة تابعة إداريا للموصل، وفي ذلك الوقت كان ناصر الدولة أميرا على ديار ربيعة، وكانت إمارة الموصل لعمه أبو السرايا نصر بموجب قرار الخليفة.
[9] هذا التمرد والذي يليه ذكرهما ابن الأثير مرتين، مرة مختصرين وأرخهما في عام (317 هـ) ومرة مفصلين وأرخهما عام (318 هـ)، انظر: ابن الأثير: الكامل في التاريخ 7/58، 61، 62.