مشاهدة النسخة كاملة : عبد الله بن أبي شيبة .. المحدث العلَم


abomokhtar
06-05-2013, 07:23 PM
ولد الإمام الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خُوَاسْتَى العبسي بالكوفة سنة (159 هـ)، وكانت نشأته ووفاته بها، غير أنه رحل منها إلى بعض الأقطار الأخرى كالبصرة وبغداد والحجاز لطلب العلم وسماع الحديث، ثم عاد إليها، وقد اشتهر بـ"ابن أبي شيبة" نسبة إلى جده القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي.

نشأ في بيت علم وفضل، وكان سليل عائلة علمية مشهورة، بدءا بجدّه القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي، مرورا بأخويه: الحافظ عثمان بن أبي شيبة، والقاسم بن أبي شيبة، ووصولا إلى ولده: الحافظ إبراهيم بن أبي بكر، وابن أخيه: الحافظ أبو جعفر محمد بن عثمان، فهم بحقٍّ بيت علم وفضل، وأبو بكر أجلّهم -كما ذكر الإمام الذهبي-، يقول يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني: "أولاد ابن أبي شيبة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عند كل محدث".
بدأ طلب العلم في وقت مبكر من حياته، يقول الإمام الذهبي: "طلب أبو بكر العلم وهو صبي، وأكبر شيخ له هو شريك بن عبد الله القاضي، سمع منه ومن أبي الأحوص سلام بن سليم، وعبد السلام بن حرب، وعبد الله بن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر، وسفيان بن عيينة.. وخلق كثير بالعراق والحجاز وغير ذلك".
كان من أقران الأئمة المشهورين: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني سناً وعلماً، وقد حدث عنه: الشيخان، وأبو داود، وابن ماجه، وروى النسائي عن أصحابه، ولا شيء له في جامع الترمذي، وروى عنه أيضا: محمد بن سعد الكاتب، ومحمد بن يحيى، وأحمد ابن حنبل، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو حاتم الرازي، وغيرهم.

مناقبه وثناء الأئمة عليه

كان إماما حافظا متقنا، صنف كتبا عديدة، أشهرها: المسند والأحكام والتفسير، وكان نعت الإمام الذهبي له في السير بقوله: "الإمام العَلَم، سيد الحفاظ وصاحب الكتب الكبار".
وأما الإمام ابن حبان فقد قال عنه: "كان متقناً حافظاً ديّناً، ممن كتب وجمع وصنّف وذاكر"، ويقول عنه الإمام أبو عبيد: "ربانيو الحديث أربعة: فأعلمهم بالحلال والحرام أحمد بن حنبل، وأحسنهم سياقة للحديث وأداء علي بن المديني، وأحسنهم وضعا لكتاب أبو بكر بن أبي شيبة، وأعلمهم بصحيح الحديث وسقيمه يحيى بن معين".

وقفات مع سيرته

أهم ما يمكن أن نقف عليه في حياة الإمام الحـافظ أبي بكر ابن أبي شيبة الكـوفـي - رحمه الله -:
إمامته في السنة والدعوة: كان له باع طويل في الرد على الخوارج والمرجئة، وقد ذكر الإمام اللالكائي بعض ردوده على المبتدعة، كما جعله ضمن أئمة أهل السنة الذين رُسِموا بالإمامة في السنة والدعوة والهداية إلى طريق الاستقامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سعة حفظه وشدة ضبطه: كان بحرا من بحور العلم، وبه يضرب المثل في قوة الحفظ، يقول عنه الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ: "الحافظ عديم النظير، الثبت النِّحرير"، ويقول عنه الحافظ ابن عبد الهادي: "الحافظ الثبت، العديم النظير"، ويقول عمرو بن علي الفلاس: "ما رأيت أحدا أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة، قدم علينا مع علي بن المديني فسرد للشيباني أربع مائة حديث حفظا وقام"، ويقول الإمام أبو عبيد: "انتهى الحديث إلى أربعة: فأبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، ويحيى بن معين أجمعهم له، وعلي بن المديني أعلمهم به".

وفاته

توفي الإمام أبو بكر ابن أبي شيبة بالكوفة ليلة الخميس، لثمان مضت من المحرم، سنة خمس وثلاثين ومائتين من الهجرة النبوية الشريفة، وله من العمر ستا وسبعين سنة، رحمه الله رحمة واسعة.

abomokhtar
06-05-2013, 07:26 PM
نسبه

هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خُواستي بخاء معجمة مضمومة ثم واو مخففة ثم ألف ثم سين مهملة ساكنة ثم تاء مثناة من فوق ثم ياء مثناة من تحت هكذا نسبه النووي وضبط اسم جده الأعلى في شرحه لصحيح مسلم عند أول حديث في المقدمة، ونسبه هكذا الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب وقبله الذهبي في تذكرة الحفاظ، وأبو شيبة كنية جده إبراهيم وكان قاضي واسط وهو ضعيف متفق على ضعفه كما قال النووي، وأما أبوه محمد قال فيه النووي: كان على قضاء فارس وكان ثقة قاله يحيى بن معين وغيره انتهى. وله أخوان : عثمان وهو ثقة والقاسم وهو ضعيف.


كنيته

يكنى أبا بكر وقد اشتهر بكنيته منسوبا إلى جده مكنى فيقال فيه كثيرا غالبا: أبو بكر بن أبي شيبة.
نسبته

هو واسطي الأصل ونزل الكوفة ومات بها واشتهرت نسبته إليها، قال الحافظ في التقريب: الواسطي الأصل أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي.
وقال الحافظ في الفتح (11- 280) أصله من واسط وسكن الكوفة، ويقال له العبسي بموحدة مولاهم كما في الخلاصة وكذا نسبه إلى عبس نسبة ولاء الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في تذكرة الحفاظ.


ممن روى عنهم

روى عن كثير من الأئمة فروى عن أبي الأحوص سلام بن سليم وعبد الله بن ادريس وعبد الله بن المبارك وشريك بن عبد الله وهشيم ابن بشير وأبي بكر بن عياش وإسماعيل ابن عياش وجرير بن عبد المجيد وأبي أسامة وأبي معاوية ووكيع وابن علية وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى ابن سعيد القطان وسفيان بن عيينة وأبي خالد الأحمر وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ومحمد بن فضيل ويزيد ابن هارون وأمم سواهم.


ممن رووا عنه

روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه وابنه أبو شيبة إبراهيم ابن أبي بكر وأحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وعبد الله ابن أحمد بن حنبل إبراهيم الحربي ويعقوب ابن شيبة وبقي بن مخلد وابن أبي عاصم وغيرهم.


من خرّج حديثه

خرج حديثه الجماعة سوى الترمذي فالبخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه رووا عنه بغير واسطة والنسائي روى عنه بواسطة وقد أكثر مسلم من إخراج حديثه في صحيحه ولم يرو عن أحد من شيوخه مثل ما روى عنه إذ روى عنه ألفا وخمسمائة وأربعين حديثا كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب ولهذا قلّ أن تنظر في صفحات صحيح مسلم فلا تجد ذكر أبي بكر بن أبي شيبة وقد التزم مسلم ذكره بكنيته وكنية جده، أما البخاري فقد روى عنه ثلاثين حديثا كما في تهذيب التهذيب لابن حجر ويذكره باسمه وكنية جده، وقد يكنيه، قال الحافظ في الفتح (11- 528): وفي شيوخ البخاري عبد الله بن محمد وهو أبو بكر بن أبي شيبة لكنه لم يسم أباه في شيء من الأحاديث التي أخرجها إما يكنيه ويكني أباه أو يسميه ويكني أباه ومراده تكنية جده فقد قال في الفتح (11- 280) : هو أبو بكر وأبو شيبة جده لأبيه وهو ابن محمد ابن أبي شيبة واسمه إبراهيم أصله من واسط وسكن الكوفة وهو أحد الحفاظ الكبار وقد أكثر عنه المصنف - يعني البخاري - وكذا مسلم لكن مسلم يكنيه دائما والبخاري يسميه وقلّ أن كناه انتهى.


من ثناء الأئمة عليه

أثنى عليه الأئمة وذكروه بما هو أهله من الفضل والحفظ. قال الإمام أحمد: أبو بكر صدوق هو أحب إليّ ممن أخيه عثمان وقال العجلي: ثقة حافظ. وقال الفلاس: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة وكذا قال أبو زرعة الرازي وقال أبو عبيد: انتهى الحديث إلى أربعة فأبو بكر ابن أبي شيبة أسردهم له وأحمد أفقههم فيه وابن معين أجمعهم له وابن المديني أعلمهم به، وقال صالح بن محمد : أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي لين المديني وأحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة.
وعن أبي عبيد: أحسنهم وضعا لكتاب أبو بكر بن أبي شيبة وقال الخطيب: كان أبو بكر متقنا حافظا صنف المسند والأحكام والتفسير. هذا ما نقله الذهبي في التذكرة عن الأئمة في الثناء على أبي بكر بن أبي شيبة وقال هو فيه: الحافظ عديم النظير الثقة النحرير، ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال فيه: كوفي ثقة. وقال ابن كثير في البداية والنهاية: أحد الأعلام وأئمة الإسلام وصاحب المصنف الذي لم يصنف أحد مثله قط لا قبله ولا بعده. وقال ابن خراش: ثقة، وقال ابن حبان في الثقات: كان متقنا حافظا دينا ممن كتب وجمع وصنف وذاكر وكان أحفظ أهل زمانه للمقاطيع، وقال ابن قانع: ثقة ثبت، وقال الذهبي في العبر: الإمام أحد الأعلام، وقال نفطويه: لما قدم أبو بكر بن أبي شيبة بغداد في أيام المتوكل حزروا مجلسه بثلاثين ألفا، وقال ابن ناصر الدين كما في شذرات الذهب لابن العماد: كان ثقة عديم النظير وقال الذهبي في الميزان: الحافظ الكبير الحجة وثقه الجماعة وما يكاد يسلم، قال الميموني : تذاكرنا يوما فقال رجل: ابن أبي شيبة يقول عن عفان فقال أحمد بن حنبل: دع ابن أبي شيبة في ذا وانظر ما يقول غيره يريد أبو عبد الله كثرة خطئهثم قال الخطيب :أرى أنّ أحمد لم يرد ما ذكره الميموني من أن أبا بكر كثير الخطأ وأظن حديث عفان الذي ذكر له عن أبي بكر قد كان عنده فأراد غيره ليعتبر به الخلاف والله أعلم.
وقال جعفر الفريابي: سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن بني أبي شيبة ثلاثتهم فقال فيهم قولا لم أحب أن أذكره ثم قال الذهبي : قلت : أبو بكر ممن قفز القنطرة وإليه المنتهى في الثقة، وقال الحافظ في الفتح (11- 280): وهو أحـد الحفاظ الكـبار، وقال في تقريب التهذيب: ثقة حافظ صاحب تصانيف.


آثاره

قال الذهبي في التذكرة: صاحب المسند والمصنف وغير ذلك. وقال في العـبر: صاحب التصانيف الكبار، وقال الخزرجي في الخلاصة: صنّف التفسير وغيره وقال الحافظ في التقريب: صاحب تصانيف وقال الخطيب في تاريخه: صنّف المسند والأحكام والتفسير، وقال ابن كثير صاحب المصنّف الذي لم يصنّف أحد مثله قط لا قبله ولا بعده انتهى، وقد تم طبع أجزاء من كتابه المصنّف، ومن مؤلفاته كتاب الإيمان يوجد مخطوطا في المكتبة الظاهرية في دمشق تحت رقم 279 حديث وقد طبع في المطبعة العمومية بدمشق بتحقيق الشيخ ناصر الدين الألباني وكتاب الأدب يوجد مخطوطا في الظاهرية في المجموع 78 وهو ناقص.


وفاته

توفي أبو بكر بن أبي شيبة يوم الخميس لثمان خلون من المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين، أرخ وفاته بهذا البخاري فيما نقله ابن القيسراني في الجمع بين رجال الصحيحين ونقل تاريخ وفاته بهذه السنة عن البخاري أيضا الذهبي في التذكرة والخزرجي في الخلاصة وأرخ وفاته بهذه السنة الذهبي في الميزان والعبر والنووي في شرج صحيح مسلم وابن حجر في تقريب التهذيب وابن كثير في البداية والنهاية وابن العماد في شذرات الذهب ونقل الخطيب في تاريخه عن إبراهيم ابن محمد بن عرفة أنه توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين ثم قال الخطيب: هذا وهم لأنه مات في سنة خمس وثلاثين ومائتين ونقل عن عـبيد الله بن محمد بن خلف البزار ومحمد بن عبد الله الحضرمي أنه مات لثمان خلون من المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين وقد ذكر الخطيب تاريخ سنة ولادته فقال : ولد سنة تسع وخمسين ومائة، فمدة عمره ست وسبعون سنة.


ممن ترجم له



ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل2/2/160.
والذهبي في التذكرة2/20، وفي الميزان2/490، وفي العبر1/421.
وابن حجر في التقريب1/445 وتهذيب التهذيب6/2.
والخزرجي في الخلاصة179.
وابن القيسراني في الجمع بين رجال الصحيحين 259.
والنووي في شرح صحيح مسلم1/64.
وابن كثير في البداية والنهاية10/315.
والخطيب في تاريخ بغداد10/66.
وابن العماد في شذرات الذهب2/85.
وكحالة في معجم المؤلفين6/107.