خالد بن الوليد





خالد بن الوليد اسمه وحال والده وأمه

http://islamstory.com/sites/default/files/images/stories/articles/103/785_image002.jpgهو أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة، ينتهي نسبه إلى مرة بن كعب بن لؤي الجد السابع للنبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وأبي بكر الصديق http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg. وأمه هي لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، كان مظفرًا خطيبًا فصيحًا، يشبه عمر بن الخطاب.
خالد بن الوليد خلقه وصفته.

أما أبوه فهو عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان ذا جاه عريض وشرف رفيع في قريش، وكان معروفًا بالحكمة والعقل. وكان "الوليد" خصمًا عنيدًا للإسلام والمسلمين، وكان شديد النكاية بالرسول، حتى إذا مضى عن الدنيا خلف وراءه الحقد في نفوس أبنائه.
وفي هذا الجو المترف المحفوف بالنعيم نشأ خالد بن الوليد، وتعلم الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه. كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ.
خالد بن الوليد قبل الإسلام

كان خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg كغيره من أبناء قريش معاديًا للإسلام، ناقمًا على النبي العدنان http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg والمسلمين الذين آمنوا به وناصروه، بل كان شديد العداوة لهم، شديد التحامل عليهم، ومن ثَمَّ فقد كان حريصًا على محاربة الإسلام والمسلمين، وكان في طليعة المحاربين لهم في كل المعارك التي خاضها الكفار والمشركون ضد المسلمين، وكان له دور بارز في إحراز النصر للمشركين على المسلمين في غزوة أُحد.
إسلام خالد بن الوليد

في عمرة القضاء قال النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg للوليد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أخيه: "لو جاء خالد بن الوليد لقدّمناه". فكتب "الوليد" http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg إلى "خالد" يرغِّبه في الإسلام، ويخبره بما قاله رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg فيه، فكان ذلك سبب إسلامه وهجرته. وقد سُرَّ النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بإسلام خالد بن الوليد، وقال له حينما أقبل عليه: "الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألاَّ يسلمك إلا إلى خير".
وقد أسلم خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg في (صفر 8هـ/ يونيو 629م)، أي قبل فتح مكة بستة أشهر فقط، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين.
خالد بن الوليد سيف الله في مؤتة

كانت أولى حلقات الصراع بين خالد والمشركين -بعد التحول العظيم الذي طرأ على حياة خالد بن الوليد وفكره وعقيدته- في (جمادى الأولى 8هـ/ سبتمبر 629م) حينما أرسل النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg سرية الأمراء إلى "مؤتة" للقصاص من ***ة "الحارث بن عمير http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg رسولِهِ إلى صاحب بُصْرَى.
وجعل النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg على هذا الجيش زيد بن حارثة، ومن بعده جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة رضي الله عنهم جميعًا، فلما التقى المسلمون بجموع الروم، استشهد القادة الثلاثة الذين عيَّنهم النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وأصبح المسلمون بلا قائد، وكاد عقدهم ينفرط وهم في أوج المعركة، وأصبح موقفهم حرجًا، فاختاروا خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg قائدًا عليهم.
http://islamstory.com/sites/default/files/images/stories/articles/103/785_image003.jpgواستطاع خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بحنكته ومهارته أن يعيد الثقة إلى نفوس المسلمين بعد أن أعاد تنظيم صفوفهم، وقد أبلى خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg في تلك المعركة بلاءً حسنًا؛ فقد اندفع إلى صفوف العدو يُعمِل فيهم سيفه ***اً وجرحًا حتى تكسرت في يده تسعة أسياف، حتى إذا ما أظلم الليل غيَّر خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg نظام جيشه، فجعل مقدمته مؤخرته، ووضع من بالمؤخرة في المقدمة، وكذلك فعل بالميمنة والميسرة، وأمرهم أن يحدثوا جلبةً وضجيجًا، ويثيروا الغبار حتى يتوهم جيش الروم أن المدد قد جاءهم بليلٍ، ولهذا لما طلع النهار لم يجرؤ الروم على مطاردة المسلمين؛ مما سهّل على خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg مهمة الانسحاب بأمان، وقد اعتبر رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg ذلك فتحًا من الله على يد خالد بن الوليد.
فقد أخبر النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg أصحابه باستشهاد الأمراء الثلاثة، وأخبرهم أن خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أخذ اللواء من بعدهم، وقال عنه: "اللهم إنه سيف من سيوفك، فأنت تنصره". فسمِّي خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg "سيف الله" منذ ذلك اليوم.
خالد بن الوليد والدفاع عن الإسلام

حينما خرج النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في نحو عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار لفتح مكة في 10 رمضان 8هـ الموافق 3 يناير 630م، جعل النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg على أحد جيوش المسلمين الأربعة، وأمره بالدخول من "اللِّيط" في أسفل مكة، فكان خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg هو أول من دخل من أمراء النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، بعد أن اشتبك مع المشركين الذين تصدوا له وحاولوا منعه من دخول البيت الحرام، ف*** منهم ثلاثة عشر مشركًا، واستشهد ثلاثة من المسلمين، ودخل المسلمون مكة -بعد ذلك- دون قتال.
وبعد فتح مكة أرسل النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg خالد بن الوليد في ثلاثين فارسًا من المسلمين إلى "بطن نخلة" لهدم "العزى" أكبر أصنام قريش وأعظمها لديها. ثم أرسله -بعد ذلك- في نحو ثلاثمائة وخمسين رجلاً إلى "بني جذيمة" يدعوهم إلى الإسلام، ولكن خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg -بما عُرف عنه من البأس والحماس- *** منهم عددًا كبيرًا، برغم إعلانهم الدخول في الإسلام؛ ظنًّا منه أنهم إنما أعلنوا إسلامهم لدرء ال*** عن أنفسهم، وقد غضب النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg لما فعله خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg وقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"، وأرسل عليَّ بن أبي طالب لدفع دية ***ى بني جذيمة. ولقد أخطأ خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg في ذلك متأوِّلاً، وليس عن قصد أو تعمد.
خالد بن الوليد سيف على أعداء الله

ظل خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg يحظى بثقة النبي؛ لذا فقد ولاه إمارة عدد كبير من السرايا، وجعله على مقدمة جيش المسلمين في العديد من جولاتهم ضد الكفار والمشركين؛ ففي "غزوة حنين" كان خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg على مقدمة خيل "بني سليم" في نحو مائة فارس، خرجوا لقتال قبيلة "هوازن" في شوال 8هـ/ فبراير630م، وقد أبلى فيها خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بلاءً حسنًا، وقاتل بشجاعة، وثبت في المعركة بعد أن فرَّ من كان معه من بني سليم، وظل يقاتل ببسالة وبطولة حتى أثخنته الجراح البليغة، فلما علم النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بما أصابه، سأل عن رَحْلِه ليعوده. ولكن هذه الجراح البليغة لم تمنع خالدًا http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أن يكون على رأس جيش المسلمين حينما خرج إلى الطائف لحرب "ثقيف" و"هوازن".
ثم بعثه النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg -بعد ذلك- إلى "بني المصطلق" سنة 9هـ/ 630م؛ ليقف على حقيقة أمرهم، بعدما بلغه أنهم ارتدوا عن الإسلام، فأتاهم خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg ليلاً، وبعث عيونه إليهم، فعلم أنهم على إسلامهم، فعاد إلى النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فأخبره بخبرهم.
وفي (رجب 9هـ/ أكتوبر 630م) أرسل النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg خالدًا في أربعمائة وعشرين فارسًا إلى "أكيدر بن عبد الملك" صاحب "دومة الجندل"، فاستطاع خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أسر "أكيدر"، وغنم المسلمون مغانم كثيرة، وساقه إلى النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فصالحه على فتح "دومة الجندل"، وأن يدفع الجزية للمسلمين، وكتب له النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg كتابًا بذلك.
وفي (جمادى الأولى 1هـ/ أغسطس 631م) بعث النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg إلى بني الحارث بن كعب بنجران في نحو أربعمائة من المسلمين، ليخيِّرهم بين الإسلام أو القتال، فأسلم كثير منهم، وأقام خالد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg فيهم ستة أشهر يعلِّمهم الإسلام وكتاب الله وسُنَّة نبيه، ثم أرسل إلى النبي يخبره بإسلامهم، فكتب إليه النبي r يستقدمه مع وفد منهم.
يتبع

خالد بن الوليد يقاتل المرتدين ومانعي الزكاة

http://islamstory.com/sites/default/files/images/stories/articles/103/785_image004.jpgبعد وفاة النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg شارك خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg في قتال المرتدين في عهد أبي بكر الصديق http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg، فقد ظن بعض المنافقين وضعاف الإيمان أن الفرصة قد أصبحت سانحة لهم -بعد وفاة النبي- للانقضاض على هذا الدين؛ فمنهم من ادَّعى النبوة، ومنهم من تمرد على الإسلام ومنع الزكاة، ومنهم من ارتدَّ عن الإسلام، وقد وقع اضطراب كبير، واشتعلت الفتنة التي أحمى أوارها وزكّى نيرانها كثير من أعداء الإسلام.
وقد واجه الخليفة الأول تلك الفتنة بشجاعة وحزم، وشارك خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بنصيب وافر في التصدي لهذه الفتنة والقضاء عليها، حينما وجّهه أبو بكر لقتال طليحة بن خويلد الأسدي، وكان قد تنبَّأ في حياة النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg حينما علم بمرضه بعد حجة الوداع، ولكن خطره تفاقم وازدادت فتنته بعد وفاة النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg والتفاف كثير من القبائل حوله، واستطاع خالد أن يُلحِق بطليحة وجيشه هزيمة منكرة، فرَّ "طليحة" على إثرها إلى الشام، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه. وبعد فرار طليحة راح خالد يتتبع فلول المرتدين، فأعمل فيهم سيفه حتى عاد كثير منهم إلى الإسلام.
خالد بن الوليد والقضاء على فتنة مسيلمة الكذاب

كان أبو بكر http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg قد أرسل عكرمة بن أبي جهل http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg لقتال مسيلمة، ولكنه هزم، فأرسل له أبو بكر شرحبيل بن حسنة http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg، وزادت المصيبة ثقلاً على المسلمين عندما هزموا مرةً ثانية؛ مما رفع من الروح المعنوية لأتباع "مُسَيْلمة الكذَّاب"، وتعاظمت ثقتهم بالنصر، فلم يَرَ أبو بكرٍ بُدًّا من إرسال سيف الله المسلول خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg إليهم. ومن البطاح إلى "اليمامة" خرج خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg لقتال مسيلمة الكذاب الذي كان من أشد أولئك المتنبِّئين خطرًا، ومن أكثرهم أعوانًا وجندًا.
والتقى الجمعان بـ"عقرباء"، ودارت معركة عنيفة بين الجانبين، قاد مسيلمة قواته التي تزيد على الأربعين ألف مقاتل لمجابهة خالد الذي لم تكن قواته تزيد على ثلاثة عشر ألف مجاهد في سبيل الله، ودارت رحى معركة عنيفة، وازدادت أعداد ال***ى، وثبت "مسيلمة" رغم كثرة أعداد ال***ى من جيشه، وأدرك خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أنها لا تركد إلا ب***ه، فبرز خالد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg حتى إذا كان أمام الصفوف دعا إلى المبارزة، فجعل لا يبارز أحدًا إلا أرداه قتيلاً، حتى دنا من "مسيلمة" فأرهقه وأدبر، ونادى مسيلمة في قومه: الحديقةَ الحديقةَ؛ فدخلوا (حديقة الموت) وأغلقوها عليهم، وأحاط المسلمون بهم، فصرخ البراء بن مالك http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg قائلاً: يا معشر المسلمين، احملوني على الجدار اقتحم عليهم. فحملوه، وقاتلهم على الباب حتى تمكن من فتحه للمسلمين، فدخلوا، واقتتلوا قتالاً شديدًا، وأتى وحشيّ بن حرب http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg فهجم على مسيلمة بحربته، وضربه رجل من الأنصار بسيفه، فقُتل.
وهكذا انتهت المعركة بهزيمة "بني حنيفة" وم*** "مسيلمة"، وقد استشهد في تلك الحرب عدد كبير من المسلمين بلغ أكثر من ثلاثمائة وستين من المهاجرين والأنصار، وبثَّ خالد بعد المعركة مباشرةً خيوله تطارد فلول المشركين، وتلتقط من ليس في الحصون.
فتوحات خالد بن الوليد في العراق

مع بدايات عام (12هـ/ 633م) بعد أن قضى أبو بكر الصديق http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg على فتنة الردة التي كادت تمزق الأمة وتقضي على الإسلام، توجه الصّدّيق http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg ببصره إلى العراق يريد تأمين حدود الدولة الإسلامية، وكسر شوكة الفرس المتربصين بالإسلام.
كان المثنى بن حارثة http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg يقاتل في العراق عندما كانت جيوش المسلمين تحارب المرتدين، وما إن انتهت حروب المرتدين بقيادة خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg، حتى أصدر الصديق http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أوامره لخالد بن الوليد وعياض بن غنم -رضي الله عنهما- بالتوجه إلى العراق، فتوجه خالد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg إلى العراق، واستطاع أن يحقق عددًا من الانتصارات على الفرس في "الأُبُلَّة" و"المذار" و"الولجة" و"أُلَّيْس"، وواصل خالد تقدمه نحو "الحيرة" ففتحها بعد أن صالحه أهلها على الجزية، واستمر خالد بن الوليد في تقدمه وفتوحاته حتى فتح جانبًا كبيرًا من العراق، ثم اتجه إلى "الأنبار" ليفتحها، ولكن أهلها تحصنوا بها، وكان حولها خندق عظيم يصعب اجتيازه، ولكن خالدًا لم تعجزه الحيلة، فأمر جنوده برمي الجنود المتحصنين بالسهام في عيونهم، حتى أصابوا نحو ألف عين منهم، ثم عمد إلى الإبل الضعاف والهزيلة، فنحرها وألقى بها في أضيق جانب من الخندق، حتى صنع جسرًا استطاع العبور عليه هو وفرسان المسلمين تحت وابل من السهام أطلقه رماته لحمايتهم من الأعداء المتربصين بهم من فوق أسوار الحصن العالية المنيعة. فلما رأى قائد الفرس ما صنع خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg وجنوده، طلب الصلح، وأصبحت الأنبار في قبضة المسلمين.
في الوقت نفسه كانت الأمور على مسرح عمليات الشام تتطور بصورة خطيرة، فقد جمع الروم قوات ضخمة لمحاربة الفاتحين المسلمين، ولم يكن من بدٍّ من إرسال سيف الله المسلول إلى هناك.
الطريق إلى الشام

رأى أبو بكر الصديق http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أن يتجه بفتوحاته إلى الشام، إذ كان خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg قائده الذي يرمي به الأعداء في أي موضع، حتى قال عنه: "والله لأنسيَنَّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد".
ولم يخيِّب خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg ظن أبي بكر الصديق http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg فيه، فقد استطاع أن يصل إلى الشام بسرعة بعد أن سلك طريقًا مختصرًا، مجتازًا المفاوز المهلكة غير المطروقة، متخذًا "رافع بن عمير الطائي" دليلاً له؛ ليكون في نجدة أمراء أبي بكر في الشام، فيفاجئ الروم قبل أن يستعدوا له.
وما إن وصل خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg إلى الشام حتى عمد إلى تجميع جيوش المسلمين تحت راية واحدة؛ ليتمكنوا من مواجهة عدوهم والتصدي له، وكانت أول مهمة تتطلب الحل هي "تقسيم القوات"، فقد كان خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg يؤمن بنوعية المقاتل، وقدرة هذه النوعية على تحقيق التعادل ضد التفوق الكمي الذي ينفرد به أعداء المسلمين، وكان خالد بن الوليد يعرف أيضًا أن أمامه في الشام معارك حاسمة، فسار إليهم حتى وصل إلى قوات أبي عبيدة بن الجراح http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg في (بُصرى)، وبدأ بخطبة جيش المسلمين قائلاً: "إن هذا يوم من أيام الله لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي، أخلصوا جهادكم، وأريدوا الله بعملكم؛ فإن هذا يوم له ما بعده، ولا تقاتلوا قومًا على نظام وتعبية على تساند وانتشار؛ فإن ذلك لا يحل ولا ينبغي، وإن من وراءكم لو يعلم علمكم حال بينكم وبين هذا، فاعملوا فيما لم تؤمروا به بالذي ترون أنه الرأي من واليكم ومحبته".
وقد تمكَّن خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أن يلحق بالروم هزائم عديدة، حتى استطاع أن يقضي على شوكتهم تمامًا، وصارت بلاد الشام بلدًا إسلاميًّا.
خالد بن الوليد بين القيادة والجندية

لم ينتهِ دور خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg في الفتوحات الإسلامية بعزل عمر له وتولية أبي عبيدة بن الجراح http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أميرًا للجيش، وإنما ظل خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg يقاتل في صفوف المسلمين، فارسًا من فرسان الحرب، وبطلاً من أبطال المعارك الأفذاذ المعدودين.
وكان لخالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg دورًا بارزًا في فتح دمشق وحمص وقِنَّسْرِين، ولم يفتّ في عضده أن يكون واحدًا من جنود المسلمين، ولم يوهن في عزمه أن يصير جنديًّا بعد أن كان قائدًا وأميرًا؛ فقد كانت غايته الكبرى الجهاد في سبيل الله، ينشده من أي موقع وفي أي مكان.
خالد بن الوليد قائدًا

لعل فن الحرب لم يعرف قائدًا تتمثل في أعماله كل مواصفات القيادي الناجح مثل خالد بن الوليد، فقد برع http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg في خوض المعارك، وتصميم الانتصارات، ووضع الاستراتيجيات العسكرية التي تجلب له النصر بأيسر الطرق، فمنذ جاهليته وفي عملياته الأولى، برز تفوقه في استراتيجية "الهجوم غير المباشر"، وذلك في موقعة أُحد، عندما هجم على مؤخرة جيش المسلمين، بعد أن استغل غياب الرماة.
ويمكن بعد ذلك استعراض كل أعمال خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg، حيث تظهر عمليات خالد على شكل مسيرات طويلة للوصول إلى مؤخرات قوات العدو أو مجنباته، وقد عبَّر خالد عن هذه الاستراتيجية عند حديثه مع دليله رافع بن عميرة، إذ قال له: "كيف لي بطريق أخرج فيه من وراء جموع الروم، فإني إن استقبلتها حبستني عن غياث المسلمين؟" وقد اضطر خالد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg في موقعتين حاسمتين مجابهة أعدائه، كانت الأولى في حروب الردة في "موقعة اليمامة"، والأخرى في "موقعة اليرموك"، ولكن مع ذلك فقد بقي هدف خالد الدائم البحث عن وسيلة لضرب مؤخرة العدو.
كما امتاز خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بحرصه على الانطلاق من قاعدة قوية ومأمونة، كذلك حرص خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg على بناء المجتمع الجديد بارزًا في فتوحاته، فهو لا يتعامل من منطلق كونه قائدًا عسكريًّا فحسب، وإنما هو ينشر دعوة الله، ويبلغ رسالة الإسلام إلى شعوب الأرض التي يفتحها، فلما وقف في "الحيرة" في مجتمع النصارى العرب، كان حريصًا على اجتذابهم والإحسان إليهم وتأليف قلوبهم، وكان يقول لهم: "لكم ما لنا، وعليكم ما علينا".
خالد بن الوليد والغيرة على دين الله ورسوله

فعن أبي سعيد الخدري http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg قال: بعث علي بن أبي طالب http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg إلى رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها. قال: فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن بدر وأقرع بن حابس وزيد الخيل، والرابع إما علقمة وإما عامر بن الطفيل؛ فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء. قال: فبلغ ذلك النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فقال: "ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحًا ومساء".
قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كثّ اللحية، محلوق الرأس مشمر الإزار فقال: يا رسول الله، اتقِ الله. قال: "ويلك! أوَ لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله؟!"
قال: ثم ولَّى الرجل، قال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: "لا، لعله أن يكون يصلي". فقال خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg: وكم من مصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. قال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg: "إني لم أُومَرْ أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم". قال: ثم نظر إليه وهو مُقَفٍّ فقال: "إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبًا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية".
وفاة خالد بن الوليد

لما حضرت خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg الوفاة قال: "لقد طلبت ال*** فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عمل أرجى من لا إله إلا الله وأنا متتَرِّس بها". ثم قال: "إذا أنا مت فانظروا سلاحي وفرسي، فاجعلوه عُدَّة في سبيل الله". وقد تُوفِّي خالد بحمص في (18 من رمضان 21هـ/ 20 من أغسطس 642م).

بارك الله فيك وجزاك خيرا على جهودك الطيبة

رضي الله عن القائد الكبير أبي سليمان الأمير