مشاهدة النسخة كاملة : معركة اليرموك


abomokhtar
21-06-2013, 02:10 AM
معركة اليرموك، كانت سنة(15 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/15_%D9%87%D9%80) - 636 (http://ar.wikipedia.org/wiki/636) م) بين العرب المسلمين والإمبراطورية البيزنطية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D 9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8 %B2%D9%86%D8%B7%D9%8A%D8%A9)، يعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7% D9%85). المعركة حدثت بعد وفاة الرسول عام 632م (http://ar.wikipedia.org/wiki/632) بأربع سنوات.
قررت الجيوش الإسلامية الانسحاب من الجابية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9) بالقرب من دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82) إلى اليرموك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B1%D9%85%D9%88%D9%83) بعد تقدم جيش الروم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%85) نحوهم. تولَّى خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل أبوعبيدة بن الجراح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_% D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD)، كانت قوات جيش المسلمين تعدّ 36 ألف مقاتل في حين كانت جيوش الروم تبلغ 250 ألف مقاتل.
في هذه الأثناء غزا الفرس الساسانيون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86) منطقة الجزيرة (شمال العراق) (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9) وفي سنة 611 م اكتسحوا سوريا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7) ودخلوا الاناضول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%88%D9%84) محتلين مدينة مزاكا القيصرية. تمكن بعدها هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84) من إزاحة الفرس من الأناضول، إلا أنه تعرض لهزيمة نكراء عندما قام بهجومٍ كبيرٍ على سوريا ضد الفرس سنة 613 م. خلال العقود التالية استطاع الفرس غزو كل من فلسطين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86) ومصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1). وفي هذه الأثناء أعد هرقل العدة لهجومٍ مضادٍ وقام بإعادة بناء جيشه. حيث قام هرقل بهجومه أخيراً بعد تسع سنين أي في 622 م. بعد انتصاراته الحاسمة على الفرس وحلفائها في القوقاز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%B2) وأرمينيا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7)، قام هرقل في 627 م بهجوم شتوي ضد الفرس في منطقة الجزيرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9) محققاً فوزاً ساحقاً في معركة نينوى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%8A%D9%86%D9%88%D9%89_%28%D9%85%D8%AF%D9% 8A%D9%86%D8%A9%29). وعلى هذا النحو أصبحت عاصمة الفرس مهددة أيضاً. شعوراً بالخزي والعار من هذه الهزائم تمت إزاحة خارسو الثاني (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%88_%D8 %A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A&action=edit&redlink=1) و***ه في انقلاب قاده أبنه كافاد الثاني (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AF_%D8 %A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A&action=edit&redlink=1)، الذي جنح إلى السلم فوراً، حيث وافق على الإنسحاب من جميع الأراضي البيزنطية المحتلة. وأعاد لهرقل الصليب الحقيقي – الذي كان يعتقد بأن النبي عيسى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B1 %D9%8A%D9%85) (عليه السلام) قد صُلب عليه – ومن ثم تم إرجاعه إلى القدس باحتفالٍ ملكي مهيب سنة 629 م.
وفي هذه الأثناء كانت تطورات سياسية سريعة تحدث في الجزيرة العربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9)، حيث كان النبي محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A_%D9%85%D8%AD%D9%85% D8%AF) صلى الله عليه وسلم لا يزال ينشر الإسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85)، وبحلول سنة 630 كان قد استطاع بنجاح توحيد معظم الجزيرة العربية تحت سلطة سياسية واحدة. وحين توفي النبي صلى الله عليه وسلم في حزيران 632، انتُخب أبو بكر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%83%D8%B1) خليفة للمسلمين خلفاً للرسول الكريم(). وحالما تولى أبو بكر الخلافة انبثقت مشاكل عندما ثارت جهراً العديد من القبائل العربية ضد أبو بكر ()، والذي أعلن الحرب ضد المتمردين. والتي عرفت لاحقاً بحروب الردة. بعدها تمكَّنَ أبو بكر من توحيد الجزيرة العربية تحت السلطة المركزية للخلافة الإسلامية ومركزها المدينة المنورة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B1%D8%A9). حالما تم تطويع التمرد، بدء أبو بكر عهد الفتوحات، مبتدئأ بالعراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82)، المحافظة الأغنى للإمبراطورية الفارسية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D 9%8A%D8%A9_%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%A9). وبإرساله أكثر جنرالاته عبقرية ودهائاً وهو خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF)، تم فتح العراق بسلسلة من الحملات الناجحة ضد الفرس الساسانيين. نمت ثقة أبو بكر، وحالماً تمكن خالد بن الوليد من تأسيس معقل قوي في العراق، أعلن أبو بكر نداء التسلح لغزو الشام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85) في شباط/فبراير من سنة 634. كان الغزو الإسلامي للشام عبارة عن سلسلة من العمليات العسكرية المخططة بعناية والمنسقة جيداً والتي استخدمت الإستراتيجية بدلاً من القوة المجردة للتعامل مع مقاييس الدفاع البيزنطية. على أية حال تبين للجيوش الإسلامية بأنها أقل من اللازم للتعامل مع الرد البيزنطي، وطلب قادتها التعزيزات. أرسل خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) من العراق إلى الشام مع التعزيزات ولقيادة الغزو. في تموز/يوليو 634، هُزم البيزنطيون على نحو حاسم في معركة أجنادين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A3%D8%AC%D9%86% D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%86). وسقطت مدينة دمشق في أيلول/سبتمبر 634، وتبعها معركة الفحل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8 %A7%D9%84%D9%81%D8%AD%D9%84&action=edit&redlink=1) حيث هزمت وهلكت آخر المعاقل العسكرية المهمة للبيزنطيين في فلسطين. توفي الخليفة أبو بكر الصديق في سنة 636. وقرر خلفه عمر بن الخطاب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE %D8%B7%D8%A7%D8%A8) () إكمال توسع الخلافة الإسلامية أعمق إلى الشام. بالرغم من أن حملات سابقة ناجحة قادها خالد بن الوليد، إلا أنه تم استبداله بأبو عبيدة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_ %D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD) . بتأمين جنوب فلسطين، تقدمت القوات الإسلامية الآن إلى الطريق التجاري حيث سقطت طبريا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%A7) وبعلبك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B9%D9%84%D8%A8%D9%83) من دون عناء كبير وبعدها غزا المسلمون مدينة حمص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%B5) بأوائل 636. وعليه أكمل المسلمون غزوهم عبر الشام.
الهجوم البيزنطي المعاكس

وباحتلالهم لمدينة حمص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%B5)، كان المسلمون على بعد مسيرة واحدة للوصول إلى حلب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%84%D8%A8)، ومن المعقل القوي للبيزنطيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%B2%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%8A%D9%86) في أنطاكيا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%83%D9%8A%D8%A7)، حيث يقطن هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84). أنذرت سلسلة النكسات على نحو خطير هرقل الذي حضّر لهجوم مضاد لاستعادة المناطق الضائعة. في 635 يزدجرد الثالث (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%B2%D8%AF%D8%AC%D8%B1%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB) – امبراطور الفرس – ابتغى تحالفاً مع الإمبراطور البيزنطي. زوج هرقل ابنته(طبقاً للتقاليد، حفيدته) مانيانة إلى يزدجرد الثالث (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%B2%D8%AF%D8%AC%D8%B1%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB) وهو تقليد روماني لعقد التحالف. بينما استعد هرقل لهجوم عظيم في الشام، كان من المفترض أن يقوم يزدجرد الثالث (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%B2%D8%AF%D8%AC%D8%B1%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB) بهجوم مضاد في نفس الوقت في العراق، في ما كان من المفترض أن يكون جهداً منسقاً. على أية حال، عمر بن الخطاب كانت له بصارة في هذا التحالف، حيث أشغل يزجرد الثالث في مفاوضات للسلام، حيث دعاه بوضوح إلى اعتناق الإسلام. عندما أطلق هرقل هجومه في آيار/مايو 636، لم يتمكن يزدجرد من التنسيق مع المناورة بسبب الظروف المضنية في حكومته. الأمر الذي أضاع ما كان ليكون خطة محكمة. ربح عمر بن الخطاب نصراً حاسماً ضد هرقل في معركة اليرموك، واستخدم استراتيجية عظيمة في إشغال يزدجرد الثالث (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%B2%D8%AF%D8%AC%D8%B1%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB) وإيقاعه في الفخ. وبعد ثلاثة شهور خسر يزدجرد الثالث جيشه الامبراطوري في معركة القادسية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82% D8%A7%D8%AF%D8%B3%D9%8A%D8%A9) في أيلول/سبتمبر 636، وانتهاء الحكم الساساني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D 9%88%D9%86) في غرب بلاد الفرس.
بدأت استعدادات البيزنطيين في أواخر سنة 635 ومع حلول شهر آيار/مايو 363 كان هرقل قد جمع قوة كبيرة في أنطاكيا في شمال سوريا. تألف الجيش المركب من قبائل السلاف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%81) والفرنجة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%AC%D8%A9) والجورجيون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D9%88%D9%86)، واالأرمن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%86) والعرب المسيحيون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%88%D9%86_%D8%B9% D8%B1%D8%A8). نُسّقت هذه القوة إلى خمس جيوش، القائد العام ثيودور تريثوريوس (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%AF%D9%88%D8% B1_%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AB%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%8 8%D8%B3&action=edit&redlink=1) - شقيق القيصر-. وماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) من الأرمن والقائد العسكري السابق لمدينة حمص، والذي قام بالقيادة الميدانية الإجمالية، والذي يوجد تحت قيادته جيش خالص من الأرمن. قناطير الأمير السلافي قام بقيادة السلاف. جبلة بن الأيهم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%A3%D9%8A%D9%87%D9%85)، ملك العرب الغساسنة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8_%D8 %A7%D9%84%D8%BA%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%86%D8%A9&action=edit&redlink=1)، قام بقيادة قوة من العرب المسيحيين حصراً. والقوة المتبقية كانت كلها من الأوروبيين وضعت تحت قيادة غريغوري (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%BA%D9%88%D8% B1%D9%8A&action=edit&redlink=1) ودريجان (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D9% 86&action=edit&redlink=1). وقد أشرف هرقل شخصياً على العملية من مدينة أنطاكيا. ذكرت مصادر تاريخية بيزنطية بأن ابن الجنرال الفارسي شهرباراز (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B4%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8% B1%D8%A7%D8%B2&action=edit&redlink=1) كان أحد القادة أيضاً إلا انه غير معروف أي جيش كان تحت قيادته.
وكان جيش المسلمين مقسماً إلى أربعة مجاميع: واحد تحت قيادة عمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5) في فلسطين، وواحد تحت قيادة شرحبيل بن حسنة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D9%84_%D8%A8%D9%86_ %D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9) في الأردن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86)، والآخر تحت قيادة يزيد ابن أبي سفيان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B9 %D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9) ضمن منطقة دمشق، والأخير تحت قيادة أبو عبيدة بن الجراح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_ %D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD) جنباً إلى جنب مع خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) في مدينة حمص. وكون الجيوش المسلمة كانت مقسمة جغرافياً، حاول هرقل استغلال هذا الوضع وخطط لشن الهجوم. حيث إنه لم يرغب بالاشتباك في معركة ملتصقة واحدة بل استخدام تكتيك الموقع المركزي ومحاربة جيوش المسلمين كلٌ على حدة بتركيز قوة كبيرة ضد كل فرقة من فرق المسلمين قبل أن يتمكنوا من توحيد جنودهم. وذلك بإجبار قوات المسلمين إما على الإنسحاب أو بتدميرها على حدة. ومن ثم يستوفي استراتيجيته باستعادة الأراضي المفقودة. أُرسلت تعزيزات إلى مدينة قيسارية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9) تحت قيادة قسطنطين الثالث (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86_%D8%A7% D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB) – ابن هرقل – على الأرجح لدحر قوات يزيد ابن أبي سفيان التي كانت تحاصر المدينة. تحرك الجيش الامبراطوري البيزنطي من أنطاكيا إلى شمال سوريا في وقت ما من حزيران/يونيو 636 م. الجيش الامبراطوري البيزنطي كان يعمل على النحو التالي: جيش جبلة بن الأيهم خفيف التدريع من العرب المسيحيين أن ينطلق إلى حمص من حلب عبر حماة ويحتجز الجيش الرئيسي للمسلمين في حمص. أن يقوم ديرجان بتحركات ملتوية ما بين الساحل وطريق حلب حيث يصل إلى حمص من الغرب مغيراً على الجناح الأيسر للمسلمين في الوقت الذي هم يجابهون من الأمام عن طريق جبلة بن الأيهم. وأن يغير غريغوري على الجناح الأيمن للمسلمين ويصل إلى حمص من الشمال الشرقي عبر منطقة الجزيرة. وأن يندفع قاناطير بمحاذاة الطريق الساحلي ويحل بيروت، التي منها يهاجم مدينة دمشق ضعيفة التحصين من الغرب ويفصل الجيش الرئيسي للمسلمين في حمص. وتعمل فرقة ماهان كقوة احتياطية وتصل حمص عن طريق حماة. ...
استراتيجية المسلمين

اكتشف المسلمون استعدادات هرقل عن طريق الأسرى الرومان. مما اطرق الإنذار من احتمالية أن يمسكوا في قوات منفصلة والتي من الممكن هزيمتها. دعى خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) إلى مجلس الحرب. حيث نصح أبو عبيدة بن الجراح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_ %D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD) لسحب القوات من فلسطين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86) ومن شمال ووسط سوريا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7) ومن ثم توحيد جميع جيوش المسلمين في مكان واحد. أمر أبو عبيدة بتجميع الجنود في السهل الواسع قرب جابيا، حيث التحكم بالمساحة يجعل هجمات الخيالة ممكنة وأيضاً يمهد لوصول التعزيزات من الخليفة أبو بكر الصديق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84 %D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82). وهكذا فإن قوة موحدة قوية ممكن أن تجابه في الميدان الجيوش البيزنطية. تميز الموقع أيضاً من قربه من مركز قوة الدولة الإسلامية في الحجاز في حال حدث الإنسحاب. و صدرت تعليمات من الخليفة بإعادة الجزية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%A9) التي دفعت إلى أصحابها. على أية حال، بالتجمع في منطقة جابيا. كان المسلمون عرضة لهجوم قوات الغساسنة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%86%D8%A9) حلفاء البيزنطيين. وبالتخييم في المنطقة كان أيضاً أمراً خطيراً لأن قوة بيزنطية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%B2%D9%86%D8%B7%D9%8A%D8%A9) قوية كانت لا تزال موجودة في قاسارية والتي من الممكن أن تهاجم المسلمين من الخلف بينما هم منشغلين مع البيزنطيين من الامام. وبناءاً على نصيحة خالد ابن الوليد، انسحبت قوات المسلمين إلى الدارة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8% A9&action=edit&redlink=1) ودير أيوب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%8A%D8%B1_%D8%A3%D9%8A%D9%88%D8%A8)، مستغلين الهوة بين حلق اليرموك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%B1%D9%85%D9%88%D9%83_%28%D8%A8%D9%84%D8% AF%D8%A9%29) وسهل جراء البركاني، وبنوا خط من الخيام في الجزء الشرقي من سهل اليرموك. كانت هذه نقطة دفاع قوية وهذه المناورات جرت المسلمين والبيزنطيين إلى مواجه حاسمة، الأمر الذي أراد الأخير تجنبه. خلال هذه المناورات الإستراتيجية لم تكن هناك مواجهات ماعدا مناوشة صغيرة بين فرقة صفوة الخيالة الخفيفة لخالد وطليعة الجيش البيزنطي.
ساحة المعركة

المعركة كانت في شمال الأردن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86)
نشر الجنود

أكثر الحسابات الإسلامية قدماً تضع حجم الجيوش الإسلامية ما بين 24.000 و 40.000 وحجم القوات البيزنطية بين 100.000 و 200.000. حسابات حديثة لحجم كلا الجيشين تتنوع: تقديرات للجيش البيزنطي غالباً ما بين 80.000 و 120.000، مع بعض التقديرات تصل إلى 50.000 و 15.000 – 20.000. وتقديرات الجيش الإسلامي بين 25.000 و 40.000. تأتي هذه الارقام من القدرات المنطقية للمقاتلين، واستدامة أساسات العمليات، والقوة البشرية الاجمالية حصر التأثير كلا الرومان والعرب. على أية حال، الاجماع على أن الجيش البيزنطي وحلفائه يفوقون جيش المسلمين بهامش ضخم، وحيث أن معركة اليرموك من المعارك الفاصلة في فتوح الشام فإن دفاع البيزنطين عن الشام يحتم ضخامة الجيش البيزنطي الذي كان يمثل أحد أقوى قوتين في العالم في هذا الوقت كما أن البيزنطيين قد استعانوا في هذه المعركة كعادتهم بأعداد كبيرة من المرتزقة والشعوب التي كانت تحت سيطرة إمبراطريتهم.
جيش المسلمين

أثناء عقد مجلس الحرب، تم عزل خالد من قبل أمير المؤمنين وتولى الجيش أبوعبيده بن الجراح وقد قسّم جيش المسلمين إلى 36 كتيبة مشاة وأربعة كتائب للخيالة، وتولى هو قيادة صفوة الخيالة المتحركة وجعلها كقوة احتياطية. نظم خالد الجيش على تشكيل الطابعة وهو تشكيل دفاعي قوي لقوات المشاة. اصطف الجيش الإسلامي على طول 12 كيلومتر مواجهة الغرب، وجناحه الأيسر إلى جهة نهر اليرموك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%87%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B1%D9%85% D9%88%D9%83) على مسافة ميل واحد من بداية الاودية وادي العلن. جناح الجيش الأيمن على جهة طريق الجابية إلى الشمال بمحاذاة مرتفعات تل الجمعة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AA%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9 %85%D8%B9%D8%A9&action=edit&redlink=1)، ومع وجود فراغات بين الفرق العسكرية بحيث تتطابق واجهة الجيش مع الجيش البيزنطي على طول 13 كيلومتر. مركز الجيش كان تحت قيادة أبو عبيدة بن الجراح الذي تولى قيادة (الوسط الايسر) وتولى شرحبيل ابن حسنة قيادة (الوسط الأيمن). وكان (الجناح الأيسر) تحت لواء يزيد بينما (الجناح الأيمن) تحت قيادة عمرو بن العاص. المركز وكلا الجناحين اسندت بفرق الخيالة لتستخدم كقوة احتياطية أثناء الهجوم المعاكس في حالة التراجع تحت ضغط الجيش البيزنطي. وخلف المركز تقف الخيالة المتحركة تحت القيادة الشخصية لخالد بن الوليد. وفي حالة انشغال خالد في قيادة الجيش الأساسي، يتولى ضرار بن الأزور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%A3%D8%B2%D9%88%D8%B1) قيادة فرقة الخيالة المتحركة. عبر مسار المعركة، يستخدم خالد قوته الاحتياطية الراكبة في استخدامات حاسمة وحرجة. قام خالد بإرسال عدة جوالة لأبقاء البيزنطيين تحت المراقبة. في اواخر تموز/يوليو 636، ارسل ماهان جبلة بن الايهم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%A7%D9%8A%D9%87%D9%85) مع قوته الخفيفة من العرب المسيحيين للقيام باستكشاف إجباري لجيش المسلمين إلا أنه تم صد هذه القوة من قبل الخيالة المتحركة. بعد هذه المناوشة لم تحدث أي مناوشات أخرى خلال الشهر.


(يوم التسليح)*

استخدمت خوذ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%88%D8%B0%D8%A9) بعضها ذهبية مشابهة للخوذ الفضية لجيش الامبراطورية الفارسية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D 9%8A%D8%A9_%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%A9). وكان استخدام الدروع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%B1%D8%B9) شائعاً لحماية الوجوه والرقبة. وكان استخدام الدروع الجلدية السميكة نموذجياً لدى الجنود المسلمين الأوائل كما هو الحال في الجيش البيزنطي. تضمن التدريع صفائح سميكة من الجلد أو الدرع الجلدي lamellar armor - وهو درع مكون من صفائح جلدية سميكة مربطة مع بعضها البعض - ودرع شبكي mail armor - وهو درع مكون من حلقات معدنية صغيرة مترابطة في نمط معين لتشكل شبكة - كان المشاة أفضل تدريعاً بكثير من الخيالة. حيث استخدمت ستائر خشبية كبيرة. استخدم المسلمون الرماح الطويلة، حيث زود المشاة برمح طوله 2.5 م والفرسان برماح طول 5.5 م. استخدم المشاة سيوف قصيرة شبيهه بالسيوف البيزنطية الكلاديوس؛ واستخدم الفرسان عادة السيوف الفارسية الطويلة. وبلغ ذراع الأقواس 2 متر في حالة الرخاء، مشابه في حجمه القوس الإنكليزي المشهور اللونغ بو (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D9%86%D8% BA_%D8%A8%D9%88&action=edit&redlink=1) (longbow)، أقصى مدى مؤثر للقوس بلغ 150 م. كان النبالة المسلمين من المشاة الذين برهنوا تأثيرهم الفعال ضد فرسان العدو.
الجيش البيزنطي

بعد أيامٍ من تخييم المسلمين في سهل اليرموك (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B3%D9%87%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9 %8A%D8%B1%D9%85%D9%88%D9%83&action=edit&redlink=1)، استهل الجيش البيزنطي جيش جبلة بن الأيهم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%A3%D9%8A%D9%87%D9%85) الخفيف التسليح، والذي تقدم وخيم إلى الشمال من وادي الرقاد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82% D8%A7%D8%AF). كان الجناح الأيمن للجيش البيزنطي في النهاية الجنوبية من السهل قرب نهر اليرموك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%87%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B1%D9%85% D9%88%D9%83) وعلى بعد حوالي ميل واحد قبل اودية وادي العلن (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9_%D9 %88%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9% 86&action=edit&redlink=1). وكان الجناح الأيسر في الشمال، على مسافة قريبة من بداية تلال جابيا، حيث كان مكشوفاً نسبياً.نشر ماهان جيشه الإمبراطوري مواجهاً للشرق، مع خط أمامي بطول 13 كيلومتر، حيث أراد أن يغطي كل المسافة بين منخفض اليرموك في الجنوب والطريق الروماني المؤدي إلى مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) في الشمال، وتركت مسافات كبيرة بين كتائب الجيش البيزنطي. كان الجناح الأيمن بقيادة غريغوري (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%BA%D9%88%D8% B1%D9%8A&action=edit&redlink=1) والأيسر لقاناطير (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%82%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%B7%D9% 8A%D8%B1&action=edit&redlink=1). وتشكل الوسط من جيش ديرجان وجيش الأرمن لماهان. وكلاهما تحت القيادة العامة لديرجان. ضم الرومان فرق الخيالة الثقيلة، فرقة الدروع، التي وزعت بالتساوي بين الجيوش الرومانية الأربعة، ووضع كل جيش المشاة في المقدمة، والفرسان كقوة احتياطية في الخلف. نشر ماهان جيش العرب المسيحيين والذي يمتطي الخيول والجمال كقوة للمناوشات، التي تحجب الجيش الرئيسي لحين وصوله. ذكرت مصادر إسلامية قديمة بأن جيش غريغوري كان قد استخدم سلاسل لربط أقدام الجنود الذين اخذو عهداً بالموت. كانت السلاسل بطول عشر رجال واستخدمت كدليل على الشجاعة التي لا تهتز، كسمة من سمات الرجال، والذين أظهروا بذلك رغبتهم في الموت وعدم الانسحاب أبداً. عملت هذه السلاسل أيضاً كضمان لعدم حدوث أي ثغرة ممكن ان تحدث من قبل فرسان العدو. على كل حال، فقد ذكر مؤرخين معاصرين بأن الجيش البيزنطي تبنى التشكيل العسكري المسمى تستودو Testudo الروماني، حيث يقف فيه الجنود كتفاً لكتف وتُمسك الدروع إلى الأعلى ونسق من 10-20 رجل بحيث يكونون محميين من كل الجوانب من مقذوفات العدو، ويوفر كل جندي غطاء للجندي المجاور له.
<<<التسليح>>> تسلح الفرسان البيزنطيين بسيوف طويلة معروفة بسباثيون (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%AB%D9% 8A%D9%88%D9%86&action=edit&redlink=1) spathion. بالإضافة إلى رمح خشبي خفيف يسمى كنتاريون Kontarion وقوس توكساريون Toxarion مع اربعين سهم في الرف، يتدلى إما من السرج أو من حزام الجندي. المشاة الثقيلة المعروفة بسكوتاتوي Skoutatoi تسلحت بسيوف ورماح قصيرة. وحمل النبالة البيزنطيين تسليح خفيف ودروع صغيرة، ويتدلى القوس من الكتف إلى الظهر مع حفنة من السهام. اشتمل تدريع الفرسان على الدرع الشبكي armor mail وخوذة وقلادة pendant (حامية للرقبة) وأهداب ناتئة من الخوذة لحماية أجزاء الوجه. وكان للمشاة تدريع مماثل مع خوذة ودرع للصدر وللساق. واستخدمت أيضاً الدروع الجلدية السميكة lamellar وصفائح مدرعة scale armor - وهي دروع تتكون من العديد من الصفائح الصغيرة المرتبطة مع بعضها البعض كمواد داعمة للدروع الجلدية أو الملابس -.
توتر في الجيش البيزنطي

أجبرت استراتيجية خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) الإنسحاب من الأراضي المحتلة وجمع كل الجنود لمعركة واحدة حاسمة أجبرت البيزنطيين على جمع جميع جيوشهم في جيش واحد كرد فعل طبيعي. وكان البيزنطيون يتجنبون لعقود الإشتباك في معارك حاسمة ذات نطاق واسع، وخلق تجميع قواتهم سوية توتر لوجستي والذي كانت لم تكن الإمبراطورية مستعدة له. كانت دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82) القاعدة اللوجستية الأقرب، ولكن لم يتمكن أمير دمشق منصور من دعم الجيش البيزنطي الهائل الذي تجمع في سهل اليرموك. لهذا فإن عدة إشتباكات قيل أنها حدثت بين الجيش البيزنطي والسكان المحليين, حيث كان الصيف في نهايته ولا مفر من رعاية الماشية لدعم الجيش. اتهمت مصادر في القصر البيزنطي ماهان بالخيانة العظمى كونه عصى أوامر هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84) بعدم خوض المعركة بنطاقٍ واسع مع العرب. وبإعطاء الأثر البعيد لجيوش المسلمين في اليرموك، رغم ذلك، لم يكن لدى فاهان الكثير من الخيارات إلا أن يرد بلطف. كانت العلاقات بين القادة البيزنطيين مفعمة بالتوتر أيضاً. حيث كان هناك صراع على القوة بين تروثوريوس (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AA%D8%B1%D9%88%D8%AB%D9%88%D8% B1%D9%8A%D9%88%D8%B3&action=edit&redlink=1) وفاهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) وجاراجس (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8% B3&action=edit&redlink=1) وقناطير (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%B1). وقد تم تجاهل جبلة بن الأيهم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%A3%D9%8A%D9%87%D9%85) قائد العرب المسيحيين بشكل كبير، الأمر الذي أضر بسير المعركة لجهل البيزنطيين بطبيعة الأرض المحلية. ولهذا فقد ساد جو من عدم الثقة بين اليونان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86) والأرمن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%86) والعرب المسيحيون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%88%D9%86_%D8%B9% D8%B1%D8%A8).
تحالف جيوش الإمبراطورية البيزنطية

كان جيش البيزنطيين يتألف من خمسة جيوش، حيث قاد ماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) (أو فاهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86)) ملك أرمينية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9) جيشه الأرمني، وقاد الأمير "قناطير (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%B1)" (Buccinator) السلافي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9)، أو الروسي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A)، جيشه من الشعوب السلافية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9)، وكان ملك الغساسنة جبلة بن الأيهم الغساني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%A3%D9%8A%D9%87%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B3% D8%A7%D9%86%D9%8A) على رأس جيش المسيحيين العرب (كلهم من راكبي الخيول والجمال)، وكانت الجيوش الأوروبية كاملة تحت قيادة غريغوري (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%BA%D9%88%D8% B1%D9%8A&action=edit&redlink=1) ودريجان (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D9% 86&action=edit&redlink=1)، حيث تولى دريجان (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D9% 86&action=edit&redlink=1) قيادة الجيوش مجتمعةً. كما شارك تيودوروس، شقيق القيصر هرقل في المعركة، وهو "تذارق" بالمراجع العربية، وكذلك "دارقص أو سقلاب"، وكان خصي لهرقل قاد الآلف من المقاتلين الروم.
كان جند غريغوري (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%BA%D9%88%D8% B1%D9%8A&action=edit&redlink=1) على ميمنة جيوش الروم وقد ربطوا أرجلهم بالسلاسل تعبيراً عن تصميمهم على الصمود تحت كل الظروف، ورمزا للشجاعة، كما أن السلاسل يمكن أن تستخدم ضد خيول المسلمين في حال حدوث خرق في صفوف جيش غريغوري. وهذا ماجعل حركة الجنود بطيئة على كل الأحوال.
أرض المعركة وجيش المسلمين

أعاد خالد تنظيم الجيش بعد توليه لقيادة الجيش، فجعل ربع جيش المسلمين من الخيالة، وكانوا حوالي 10 آلاف فارس، وقسم الجيش إلى 36-40 (كردوسا) أي كتيبة من المشاة (كردوسا) وزعت على أربعة ألوية مشاة وكان قادة الأرباع (أبو عبيدة بن الجراح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_ %D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD) وشرحبيل بن حسنة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D9%84_%D8%A8%D9%86_ %D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9)، ويزيد بن أبي سفيان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86) وعمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5)). وعلى الميمنة معاذ بن جبل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B0_%D8%A8%D9%86_%D8%AC%D8%A8 %D9%84)، وعلى الميسرة نفاثة بن أسامة الكناني (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%86%D9%81%D8%A7%D8%AB%D8%A9_%D8 %A8%D9%86_%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9 %84%D9%83%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A&action=edit&redlink=1)، وعلى الرجالة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85_%D8%A8%D9 %86_%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D 8%A8%D9%8A_%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%B5&action=edit&redlink=1)، وعلى الخيالة خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF)، وتشكل كل لواء منهم من تسعة سرايا كانت منظمة على أساس التجمع القبلي أو العشائري، بحيث يقاتل كل واحد إلى جانب أخيه المسلم من عشيرته أو قبيلته، ومن أمراء الكراديس (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8% AF%D9%8A%D8%B3&action=edit&redlink=1) يومئذ:


مذعور بن عدي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%B0%D8%B9%D9%88%D8%B1_%D8 %A8%D9%86_%D8%B9%D8%AF%D9%8A&action=edit&redlink=1) العجلي البكري.
عياض بن غنم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B6_%D8%A8%D9%86_%D8%BA%D9%86 %D9%85) الفهري القرشي.
قباث بن الأشيم الليثي الكناني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A8%D8%A7%D8%AB_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%B4 %D9%8A%D9%85).
هاشم بن عتبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%AA %D8%A8%D8%A9) الزهري القرشي.
سهيل بن عمرو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%87%D9%8A%D9%84_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%85 %D8%B1%D9%88) العامري القرشي.
عكرمة بن أبي جهل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%B1%D9%85%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A3 %D8%A8%D9%8A_%D8%AC%D9%87%D9%84) المخزومي القرشي.
عبد الرحمن بن خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85% D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8 %D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) المخزومي القرشي.
حبيب بن مسلمة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B3 %D9%84%D9%85%D8%A9) الفهري القرشي.
صفوان بن أمية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%81%D9%88%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%A3 %D9%85%D9%8A%D8%A9) الجمحي القرشي.
سعيد بن خالد بن العاص (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9 %86_%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D 9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5&action=edit&redlink=1) الأموي القرشي.
خالد بن سعيد بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B3%D8%B9 %D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7 %D8%B5) الأموي القرشي.
عبد الله بن قيس (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9 %84%D9%87_%D8%A8%D9%86_%D9%82%D9%8A%D8%B3&action=edit&redlink=1).
معاوية بن حديج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%86_ %D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AC) التجيبي الكندي.
الزبير بن العوام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%B1_%D8%A8%D9%86_ %D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85) الأسدي القرشي.

وجعل لكل لواء مجموعة من الاستطلاع بحيث يتم مراقبة أرض المعركة كاملة، وكانت خط الجبهة يمتد على 11 ميلاً بحيث يتجه المسلمون غرباً في مواجهة الروم وإلى الجنوب إلى يمين الجيش الرومي يمر نهر اليرموك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%87%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B1%D9%85% D9%88%D9%83) وشمالاً على بعد أميال بإتجاه الجنوب الغربي هناك طرف وادي الرقاد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82% D8%A7%D8%AF).
وكلف كل من قيس بن هبيرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%8A%D8%B3_%D8%A8%D9%86_%D9%87%D8%A8%D9%8A %D8%B1%D8%A9) بقيادة فرق الخيالة التي تلعب دور الوحدات الاحتياطية للتدخل في حال أي تراجع ممكن للألوية الإسلامية.
وكان ضرار بن الأزور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%A3%D8%B2%D9%88%D8%B1) ينوب عن خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) بقيادة الوحدة المتنقلة في حال انشغال خالد في الأعمال القتالية في المعركة.
المعركة في سطور

دامت المعركة ستة أيام، كان المسلمون فيها يردون هجمات الروم في كل يوم، حيث كان خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) يستخدم "سرية الخيالة المتحركة السريعة" التي يقودها بنفسه ليتحرك بسرعة خاطفة من مكان إلى آخر حيث يكون جيش المسلمين في تراجع تحت ضغط الروم، ويعود كل من الجانبين في نهاية النهار إلى صفوفه الأولية قبل القتال أو إلى معسكراته.
وجرى الأمر كذلك خلال الأربعة أيام الأولى كانت فيها خسائر الروم بالأعداد أكبر من خسائر جيش المسلمين، وفي اليوم الخامس لم يحدث الشيء الكثير بعد رفض خالد "هدنة ثلاثة أيام" التي عرضها الروم بقوله المشهور لرسول الروم "نحن مستعجلون لإنهاء عملنا هذا"
وفي اليوم السادس تحولت إستراتيجية خالد من الدفاع إلى الهجوم، وتمكن بعبقريته الفذة من شن الهجوم المجازف على الروم واستخدام الأسلوب العسكري الفريد من نوعه آنذاك وهو الاستفادة الصحيحة من إمكانيات "سرية الفرسان سريعة التنقل" ليحول الهزيمة الموشكة للمسلمين إلى نصر مؤزر لهم.
وقاتلت نساء المسلمين من خلف الجيوش (في معسكرات المسلمين الخلفية) في هذه المعركة، و***ن عدداً كبيراً من الروم و***ت خولة بنت الأزور على سبيل المثال، وكن يضربن من انهزم من المسلمين بالحجارة ويزجرنهم، وفق تعليمات خالد عند قدومه وتنظيمه لجيش المسلمين، ويصرخن قائلات: "أين تذهبون وتدعوننا للعلوج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D8%AC)"، وعندئذ يرجع المنهزمون، وقد تكرر ذلك في كل يوم من أيام المعركة، حتى قيل أن بعض المقاتلين عندما كانوا يهمون بالفرار إلى الخلف كانوا يقولون "مواجهة الروم ولا مواجهة نسائنا" وبعدها يكر المسلمون لشن الهجوم المعاكس.
من احداث اليوم الأول

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/5/5f/2Day-1-muslims-attack-mohammad_adil_rais.jpg/300px-2Day-1-muslims-attack-mohammad_adil_rais.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:2Day-1-muslims-attack-mohammad_adil_rais.jpg&filetimestamp=20071123113215&) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:2Day-1-muslims-attack-mohammad_adil_rais.jpg&filetimestamp=20071123113215)
Day-1 Battle


بدءت المعركة في يوم 15 آب/أغسطس 636. مع حلول الفجر اصطف كلا الجيشين للقتال يفصلهما اقل من ميل واحد. قد سجل في يوميات المسلمين بأن قبل أن تبدأ المعركة اتجه جورج القائد في فرقة الوسط الأيمن في الجيش البيزنطي إلى جيش المسلمين ودخل الإسلام، و*** شهيداً (بإذن الله) في نفس اليوم محارباً إلى جانب المسلمين.[2] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%8A% D8%B1%D9%85%D9%88%D9%83#cite_note-2) كانت البداية بإرسال البيزنطيين ابطالهم مع المبارزين المسلمين في قتال ثنائي. كان المبارزين المسلمين مدربين بشكل خاص على السيوف والرماح ل*** أكبر عدد ممكن من قادة العدو من اجل تثبيط عزيمتهم. وفي منتصف النهار، وبعد خسارة عدد من القادة في القتال الثنائي، أمر فاهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) بهجوم محدود من ثلث قوات جيشه من المشاة لتجربة قوة استراتيجية جيش المسلمين، وإذا ما امكنه احداث ثغرة في اي منطقة ضعيفة في المعركة. على اية الحال، افتقد الهجوم البيزنطي إلى الاصرار؛ الكثير من جنود الجيش الامبراطوري لم يكونوا معتادين على القتال ولم يتمكنوا من ممارسة الضغط على الجنود المسلمين المحنكين. كان القتال بصورة عامة معتدل، بالرغم من انه في بعض الأماكن كان شديداً. لم يقم فاهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) بدعم مشاته المتقدمين، حيث بحلول الغروب كسر كلا الجيشين التماس عاد كلاً إلى مخيمه.
من أحداث اليوم الثاني

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d4/3Day-2-roman_attack-mohammad_adil_rais.JPG/220px-3Day-2-roman_attack-mohammad_adil_rais.JPG (http://commons.wikimedia.org/wiki/File:3Day-2-roman_attack-mohammad_adil_rais.JPG) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:3Day-2-roman_attack-mohammad_adil_rais.JPG)
الهجوم البيزنطي


قرر ماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) شن الهجوم المباغت عند الفجر، عندما يكون جيش المسلمين غير مستعد ولكن خالد كان قد وضع نقاطا دفاعية قوية متقدمة خلال الليل سراً مما افقد عنصر المفاجئة التي كان يخطط لها البيزنطيون، ودارت المعركة وتراجع كل من جانبي الجيش المسلم، الميمنة والميسرة،
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b8/4Day-2-muslims-counter-attack-phase-1-mohammad_adil_rais.JPG/220px-4Day-2-muslims-counter-attack-phase-1-mohammad_adil_rais.JPG (http://commons.wikimedia.org/wiki/File:4Day-2-muslims-counter-attack-phase-1-mohammad_adil_rais.JPG) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:4Day-2-muslims-counter-attack-phase-1-mohammad_adil_rais.JPG)
المرحلة الأولى من الهجوم المعاكس


حيث تدخل خالد بفرقته السريعة التنقل مرة في الميمنة ليوقف تقدم الروم، وبعدها في الميسرة،
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bb/5Day-2-muslims-counter-attack-phase-2-mohammad_adil_rais.JPG/220px-5Day-2-muslims-counter-attack-phase-2-mohammad_adil_rais.JPG (http://commons.wikimedia.org/wiki/File:5Day-2-muslims-counter-attack-phase-2-mohammad_adil_rais.JPG) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:5Day-2-muslims-counter-attack-phase-2-mohammad_adil_rais.JPG)
المرحلة الثانية من الهجوم المعاكس


حيث قسم خالد هنا وحدته المتنقلة السريعة ليرسل قسما منها بقيادة ضرار بن الأزور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%A3%D8%B2%D9%88%D8%B1) إلى قلب جيش الروم من الجهة اليمنى له، حيث تمكن ضرار في هذا الهجوم من *** القائد البيزنطي دريجان (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D9% 86&action=edit&redlink=1) رغم أن ألفين من الفرسان الروم البيزنطيين كانوا بحراسته.
وترك م*** دريجان (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D9% 86&action=edit&redlink=1) وفشل خطة ماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) الأثر المدمر على نفسية المقاتلين الروم بينما كان لنجاح خالد بصد الهجوم الأثر الأقوى لتعزيز معنويات الجند المسلمين.
من أحداث اليوم الثالث

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/7/71/6Day-3-roman-attack-mohammad_adil_rais.jpg/220px-6Day-3-roman-attack-mohammad_adil_rais.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:6Day-3-roman-attack-mohammad_adil_rais.jpg&filetimestamp=20071203100226&) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:6Day-3-roman-attack-mohammad_adil_rais.jpg&filetimestamp=20071203100226)
الهجوم البيزنطي


بعد أحداث اليوم السابق وم*** دريجان (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D9% 86&action=edit&redlink=1) أحد كبار قادة الروم، تركز في هذا اليوم هجوم الروم على نقطة محددة لفصل الجيش الإسلامي، وهي النقطة بين الميمنة التي كانت تحت قيادة عمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5) يقابله "قناطر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%B1)" قائد السلاف، وقلب الجيش الإسلامي من الجانب الأيمن تحت قيادة شرحبيل يقابله ماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86)، وبدأ الهجوم على لواء عمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5) الذي استطاع في البداية الصمود قبل أن يلعب التفوق العددي للروم دوره ليتراجع جنود عمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5) إلى الوراء بإتجاء معسكرهم، كما بدأ جنود شرحبيل في اللواء المجاور بالتراجع،
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/b/b4/7Day-3-muslims-counter-attack-mohammad_adil_rais.jpg/220px-7Day-3-muslims-counter-attack-mohammad_adil_rais.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:7Day-3-muslims-counter-attack-mohammad_adil_rais.jpg&filetimestamp=20071203100615&) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:7Day-3-muslims-counter-attack-mohammad_adil_rais.jpg&filetimestamp=20071203100615)
الهجوم المعاكس


وتدخلت سرايا الخيالة المسلمين لصد الهجوم بالالتفاف عن يسار الروم، أي من الطرف الشمالي لكل لواء، وبعدها تدخل خالد مجدداً بمجموعته سريعة التنقل ليهاجم جند ماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) المتقدمين ضد لواء شرحبيل. وتم صد الهجوم وتراجع الروم إلى أماكنهم الأصلية كما كانت قبل بداية المعركة. وجاء المساء لينتهي هذا اليوم.
من أحداث اليوم الرابع

تم صد هجوم مماثل على الجهة نفسها، بسبب إنهاكها في اليوم السابق، كما فكر وخطط ماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86)، فقد تراجع شرحبيل أمام جيش الأرمن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%86) المدعم بشكل قوي من الخيالة العرب المسيحيين بقيادة جبلة، كما تراجع عمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5) أمام جيش "قناطر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%B1)" السلافي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%81%D9%8A). وتعرض شرحبيل للضغط الشديد وبدأت علائم الإنهاك على جنده.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/f/f0/8Day-4-roman-attack-mohammad_adil_rais.jpg/220px-8Day-4-roman-attack-mohammad_adil_rais.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:8Day-4-roman-attack-mohammad_adil_rais.jpg&filetimestamp=20071203101521&) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:8Day-4-roman-attack-mohammad_adil_rais.jpg&filetimestamp=20071203101521)
الهجوم البيزنطي في اليوم الرابع


وقبل أن يتدخل خالد بفرقته السريعة التنقل ليشارك برد الزحف الرومي أمر أبا عبيدة بن الجراح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_ %D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD) ويزيد ببدء الهجوم على الجيش لإشغاله في القطاعين المقابلين لهما القسم الأيمن من القلب والميمنة الرومية وعدم تمكينهم من القيام بالهجوم الشامل.
وتمكن خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) من القيام بمناورات ذكية أدت إلى تراجع الأرمن، ودام ذلك طوال بعد الظهر، وبعد فقدان الدعم الأرمني تراجع كذلك السلاف بقيادة "قناطر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%B1)" ليعود الجميع إلى أماكنهم.
على الجانب الآخر استعر قتال الروم مع جيشي أبي عبيدة بن الجراح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_ %D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD) ويزيد وتعرض الجند المسلمين إلى رمي عنيف بالنبال أدى إلى فقدان الكثير لبصرهم نتيجة إصاباتهم في عيونهم، منهم: أبو سفيان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86) والمغيرة بن شعبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A8% D9%86_%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%A9) وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85_%D8%A8%D9 %86_%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D 8%A8%D9%8A_%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%B5&action=edit&redlink=1) والأشعث بن قيس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%AB_%D8%A8%D9%86_ %D9%82%D9%8A%D8%B3) وعمرو بن معد يكرب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B9 %D8%AF_%D9%8A%D9%83%D8%B1%D8%A8) وقيس بن مكشوح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%8A%D8%B3_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D9%83%D8%B4 %D9%88%D8%AD) والأشتر النخعي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%AA%D8%B1_%D8%A7%D9%84% D9%86%D8%AE%D8%B9%D9%8A)، وسمي ذلك اليوم بيوم خسارة العيون، وتراجع الجيشان المسلمان، جيش عبيدة وجيش يزيد إلى الخلف.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/6/63/9Day-4-muslims-counter-attack-mohammad_adil_rais.jpg/220px-9Day-4-muslims-counter-attack-mohammad_adil_rais.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:9Day-4-muslims-counter-attack-mohammad_adil_rais.jpg&filetimestamp=20071203101613&) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:9Day-4-muslims-counter-attack-mohammad_adil_rais.jpg&filetimestamp=20071203101613)
هجوم المسلمين المعاكس


ولاحت علائم الهزيمة ولكن عكرمة بن أبي جهل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%B1%D9%85%D8%A9) نادي مجاهدين للقسم على النصر أو الشهادة، فلبى نداءه 400 من المقاتلين المجاهدين وقاتلوا محاولين وقف الروم، وأوقفوا زحف الروم بعد م***هم جميعاً، ولكنهم ***وا عدداً أكبر بكثير من 400 مقاتل بيزنطي، وأصيب عكرمة وإبنه عمرو إصابة مميتة في هذه الوقعة، وعرف عكرمة بنجاح المسلمين بصد الهجوم وحمد الله قبل أن يموت متأثراً بجراحه، ليحل الظلام وينتهي ذلك اليوم.
من أحداث اليوم الخامس

كما ذكرنا سابقاً فقد رفض خالد عرضا لـ "ماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86)" بوقف القتال بضعة أيام، وعرف خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) أن عزيمة الروم على القتال لم تعد كالسابق، وكان المسلمون حتى الآن قد إتخذوا إستراتيجية دفاعية في الأعمال القتالية، فقرر الآن خالد التحول إلى الهجوم، وأجرى تغييرات على تشيكلاته، حيث جمع كافة فرق الخيالة إلى سرية قتالية موحدة، وجعل وحدته السريعة في قلبها، وخطط خالد باستخدام هذه السرية الجديدة لمهاجمة الفرسان الروم بغرض عزلهم عن المشاة الروم، بحيث يصبح المشاة الذين يشكلون نواة الجيوش البيزنطية دون أي حماية من الفرسان تقيهم من الهجمات الجانبية والخلفية، وفي نفس الوقت خطط لشن هجومٍ على الميسرة البيزنطية لردها بإتجاه الجرف إلى الغرب.
من أحداث اليوم السادس

بينما بدأت ميسرة جيش المسلمين بقيادة يزيد بن أبي سفيان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86) والقسم الأيسر من القلب بقيادة أبو عبيدة بن الجراح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_ %D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD) بالقتال على جبهتيهما هاجم خالد بسرية الخيالة الموحدة الميمنة البيزنطية، وفي الوقت نفسه شطر قِسماً من مجموعة الخيالة لمهاجمة الطرف الأيسر من الميسرة البيزنطية (كما في الصورة)،
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/7c/11Day-6-muslims-attack-phase-1-mohammad_adil_rais.JPG/220px-11Day-6-muslims-attack-phase-1-mohammad_adil_rais.JPG (http://commons.wikimedia.org/wiki/File:11Day-6-muslims-attack-phase-1-mohammad_adil_rais.JPG) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:11Day-6-muslims-attack-phase-1-mohammad_adil_rais.JPG)
المرحلة الأولى من الهجوم


بينما قام عمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5)، قائد الميمنة، في الوقت نفسه بشن الهجوم على الميسرة الرومية البيزنطية ذات الأكثرية السلافية التي كانت بقيادة قناطر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%B1).
وقد صمدت الميسرة البيزنطية بقيادة قناطر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%B1) أمام الهجومين من الأمام ومن اليسار، ولكن بفقدان الدعم من فرق الخيالة البيزنطيين، الذين إنشغلوا بصد هجوم الفرسان المسلمين، تراجعت قوات قناطر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%B1) بإتجاه القسم الأيسر من قلب الجيش الرومي حيث يقاتل الأرمن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%86) بقيادة ماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86).
بعد رؤية هذا التحول إستغل عمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5) قائد الميمنة الإسلامية تلك اللحظات ليشن هجوماً على الجانب الأيسر من قلب جيش الروم من جهته اليسرى، فوقع القسم الأيسر من قلب الجيش البيزنطي باختلال في التوازن بسبب ضغط أعداد الجنود السلاف المتراجعين.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c5/12Day-6-muslims-attack-phase-2-mohammad_adil_rais.JPG/220px-12Day-6-muslims-attack-phase-2-mohammad_adil_rais.JPG (http://commons.wikimedia.org/wiki/File:12Day-6-muslims-attack-phase-2-mohammad_adil_rais.JPG) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:12Day-6-muslims-attack-phase-2-mohammad_adil_rais.JPG)
المرحلة الثانية من الهجوم


وفي الوقت نفسه شدد شرحبيل بن حسنة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D9%84_%D8%A8%D9%86_ %D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9) قائد القسم الأيمن من قلب الجيش الإسلامي من هجومه على القلب البيزنطي من الأمام.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/66/13Day-6-muslims-attack-phase-3-mohammad_adil_rais.JPG/220px-13Day-6-muslims-attack-phase-3-mohammad_adil_rais.JPG (http://commons.wikimedia.org/wiki/File:13Day-6-muslims-attack-phase-3-mohammad_adil_rais.JPG) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:13Day-6-muslims-attack-phase-3-mohammad_adil_rais.JPG)
المرحلة الثالثة من الهجوم


الآن تقهقر الجناح الأيسر للجيش البيزنطي وراح المسلمون يستغلون ذلك ويتابعون تقدمهم، هنا، أوعز خالد للفرسان بترك القتال الرئيسي الدائر والعودة إلى الوحدة الرئيسية لعزل الخيالة البيزنطيين عن مشاتهم وإبعادهم عن الجيش البيزنطي بشكل كامل بإتجاه الشمال.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/24/14Day-6-muslims-attack-phase-4-mohammad_adil_rais.JPG/220px-14Day-6-muslims-attack-phase-4-mohammad_adil_rais.JPG (http://commons.wikimedia.org/wiki/File:14Day-6-muslims-attack-phase-4-mohammad_adil_rais.JPG) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:14Day-6-muslims-attack-phase-4-mohammad_adil_rais.JPG)
المرحلة الرابعة من الهجوم


عندما رأى ماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) ذلك دعى كافة الخيالة الروم للتجمع خلف قلب الجيش البيزنطي لتنظيم هجوم معاكس ضد الخيالة المسلمين، ولكن ماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) لم يكن سريعاً بالشكل الكافي فقد تقدم خالد سريعاً لمهاجمة الخيالة أثناء تجمعهم وذلك من الجهتين الأمامية والجانبية بينما كانوا في مناورات التحضير للهجوم المعاكس، وكان الفرسان المسلمين المسلحين بشكل خفيف مؤهلين أكثر بل متفوقين من حيث سرعة التحرك والمناورة، حيث كانوا يستطيعون الهجوم والتراجع بسرعة والعودة للهجوم مرة أخرى، وسارع الخيالة البيزنطيين إلى الهرب بإتجاه الشمال في وسط من الفوضى والعشوائية تاركين المشاة لمصيرهم، وكان بينهم كذلك قوات جبلة الراكبة، حيث تشتت بإتجاه دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82).
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/27/15Day-6-roman-retreat-phase-5-mohammad_adil_rais.JPG/220px-15Day-6-roman-retreat-phase-5-mohammad_adil_rais.JPG (http://commons.wikimedia.org/wiki/File:15Day-6-roman-retreat-phase-5-mohammad_adil_rais.JPG) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:15Day-6-roman-retreat-phase-5-mohammad_adil_rais.JPG)
المرحلة الخامسة من الهجوم


بعد تشتت فرق الخيالة البيزنطيين، تحول خالد إلى نواة جيش الروم البيزنطيين، الأرمن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%86) بقيادة ماهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86)، لمهاجمتهم من الخلف. وكان الأرمن من المقاتلين الأشداء الذين كانوا على وشك النصر على المسلمين قبل يومين عندما قاموا باختراق جيش المسلمين، ولكن تحت هجمات من إتجاهات ثلاثة في آنٍ واحد، فرقة الخيالة بقيادة خالد من جهة الخلف، وجنود عمرو من اليسار وجنود شرحبيل من الأمام وبدون دعمٍ من الفرسان الروم، إضافة إلى الاختلال الذي أحدثته في صفوفهم جنود السلاف بقيادة قناطر المتراجعة، لم يكن للأرمن أي فرصة بالصمود فهزموا.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/98/16day-6-retreat-to-canaon-mohammad_adil_rais.JPG/220px-16day-6-retreat-to-canaon-mohammad_adil_rais.JPG (http://commons.wikimedia.org/wiki/File:16day-6-retreat-to-canaon-mohammad_adil_rais.JPG) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:16day-6-retreat-to-canaon-mohammad_adil_rais.JPG)
مرحلة الحصار


بعد هزيمة الأرمن هُزمت الآن كافة الجيوش البيزنطية، فتشتت البعض بشكل عشوائي مرعوبين، والبعض تراجع بانتظام بإتجاه الغرب نحو وادي الرقاد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82% D8%A7%D8%AF).
ولكن عندما وصلت قوات البيزنطيين إلى المعبر الضيق على النهر كانت مجموعة من فرسان المسلمين بقيادة ضرار بن الأزور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%A3%D8%B2%D9%88%D8%B1) بانتظارهم. كجزء من خطة خالد الذي كان قد أرسل في الليلة السابقة سرية من الخيالة ً تقدر بـ 500 رجل لسد المعبر الضيق الذي يبلغ عرضه 500 متر فقط. في الحقيقة فقد كان هذا الطريق هو الذي كان يرغب خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) للروم أن يسلكوه في تراجعهم في حال نجحت خطته.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/9c/17day-6-slaughter-last-phase-mohammad_adil_rais.JPG/220px-17day-6-slaughter-last-phase-mohammad_adil_rais.JPG (http://commons.wikimedia.org/wiki/File:17day-6-slaughter-last-phase-mohammad_adil_rais.JPG) http://bits.wikimedia.org/static-1.22wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:17day-6-slaughter-last-phase-mohammad_adil_rais.JPG)
المرحلة النهائية وحسم المعركة


والآن يتقدم جنود المشاة المسلمون من الشرق وفرسان خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) من جهة الشمال ليصلوا إلى الوحدة الخيالة المسلمين التي تراقب المعبر الضيق من جهته الغربية. وإلى الجنوب كان هناك الجرف العميق التابع لنهر اليرموك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%87%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B1%D9%85% D9%88%D9%83) والتي تراجعت إليه القوات البيزنطية وبدأ الانحصار.
وبدأت المرحلة النهائية من المعركة عندما اندحر القسم الأكبر من القوات البيزنطية بإتجاه الجرف تحت تأثير القتاك من جهة الأمام، بينما كانوا يتراجعون بإتجاه المركز نتيجة الهجوم من الجانب، حيث نجم عن ذلك اختلال التوازن في الجيش.
عند ذلك فقد الجيش البيزنطي المتحالف كل المعلومات والارتباطات، ووصل إلى النقطة التي يتجنبها كل القواد العسكريين، وهي عندما تصبح وحداتهم عبارة عن حطام أو ركام مُسلح، فقد إنحصر الجيش البيزنطي بشكل لم يعد يستطيع فيه الجنود استخدام سلاحهم بشكل طبيعي، ولذلك فقد هزموا بسرعة محاولين إيجاد طريق للهرب عبر الجرف وبدون نجاح، فبعضهم هوى في الجرف، بينما سقط الآخرون ***ى أو أسروا لتنتهي بذلك معركة اليرموك.
لم يتواجد خالد بن الوليد مساء اليوم السادس بعد إحراز النصر وانتهاء المعركة في معسكر المسلمين، بل شوهد مساء اليوم التالي في المعسكر، فقد تابع خالد بن الوليد وفريقه فلول ماهان المتجهة إلى دمشق واشتبك معهم لي*** ماهان على يد أحد المقاتلين المسلمين، فقد قطع رأسه وصرخ والله قد ***ت ماهان. وكانت العادة السائدة آنذاك أن المعركة تنتهي بهرب الجيش المنكسر، ولذلك فكان آخر ما توقعه هامان وجنوده المنهزمون هو متابعة خالد لهم.
عاقبة المعركة

تحرك خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) شمالاً حالماً انتهت العملية ملاحقاً الجنود البيزنطيين المنسحبين؛ حيث لاقاهم قرب دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82) وقام بمهاجمتهم. وهنالك قُتل القائد العام للجيش الامبراطوري فاهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) والذي كان قد هرب من المصير المحتوم الذي لاقاه بقيه جنوده أثناء المعركة. وفتح بعدها خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) مدينة دمشق ويقال أن سكانها رحبوا به. وعندما وصلت أخبار الهزيمة المأساوية إلى هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84) في مدينة أنطاكية، أصبح محطماً غائظا والقي باللوم على السيئ من أفعاله كزواج ابنة أخته مارتينا (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9% 86%D8%A7&action=edit&redlink=1) الذي اجبرها عليه سبباً لخسارته. ولو امتلك هرقل الموارد اللازمة ربما لقام بمحاولة أخرى لاستعادة فتح المحافظات التي خسرها. ولكنه لم يعد بعد يملك الرجال ولا المال الكافي ليدافع عن مناطقه. وبدلاً عن ذلك قام بالانسحاب إلى كاتدرائية أنطاكية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%83%D9%8A%D8%A9) طالباً الشفاعة. وقام باستدعاء مستشاريه في الكاتدرائية للتمعن في أسباب الهزيمة، حيث اُعلم بالإجماع بأن الخسارة هي قرار من الرب ونتيجة لذنوب الشعب، وهو من ضمنهم، وقد قبل بهذا التفسير. وبعدها نُقل هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84) على متن سفينة إلى القسطنطينية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%B7%D9%8A%D 9%86%D9%8A%D8%A9) ليلاً، وقيل بأنه ألقى توديعةً أخيرةً إلى الشام عندما أبحرت سفينته، حيث قال: "الوداع، وداعاً أخيراً يا سوريا، يا محافظتي الجميلة، انت درة العدو الكافر الآن، فالتنعمي بالسلام يا سوريا، أي ارضٍ جميلة ستكونين لهم" هجر هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84) سوريا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A) آخذاً معه الأثر المقدس - الصليب الحقيقي True Cross -، مع آثار أخرى من اجل الحفاظ عليها من العرب الغزاة، والتي كانت محفوظة جميعها في مدينة القدس. حيث نقلها بارثيا (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D9%8A%D8% A7&action=edit&redlink=1) Parthia القدس سراً عبر البحر. وقيل بأن الإمبراطور كان يخشى البحر، لذا بنوا له جسراً عائماً عبر بحر البسفور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%B3%D9%81%D9%88%D8%B1_% 28%D9%85%D8%B6%D9%8A%D9%82%29) للوصول إلى القسطنطينية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%B7%D9%8A%D 9%86%D9%8A%D8%A9). وبعد أن تخلى عن الشام، بدء بتجميع ما تبقى له من قوات من اجل الدفاع عن الاناضول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%88%D9%84) ومصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) بدلاً عنها. ولم يبذل المسلمون جهوداً تذكر لاحتلال الاناضول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%88%D9%84)، إلا أنها ظلت تخضع لغارات سنوية، مما أدى إلى تدمير النشاطات الاقتصادية الاجتماعية لمنطقة شرق الاناضول. وسقطت أرمينية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7) البيزنطية على يد المسلمين سنة 638-39 والتي قام بعدها هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84) ببناء منطقة صدّ في وسط الاناضول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%88%D9%84) بعد أن أمر بأجلاء جميع الحصون الواقعة شرق مدينة طرطوس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%B1%D8%B7%D9%88%D8%B3). وأخيراً وفي سنة 639-642 قام المسلمون بغزو وفتح مصر البيزنطية، بقيادة عمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5) – قائد الجناح الايمن لجيش المسلمين في معركة اليرموك.
بعد المعركة

كانت معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية، وأبعدها أثرا في حركة الفتح الإسلامي، فقد لقي جيش الروم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D 9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8 %B2%D9%86%D8%B7%D9%8A%D8%A9) (أقوى جيوش العالم يومئذ) هزيمة قاسية، وفقد زهرة جنده، وقد أدرك هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84) الذي كان في حمص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%B5) حجم الكارثة التي حلت به وبدولته، فغادر سوريا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7) نهائيا وقلبه ينفطر حزنا، وقد ترتب على هذا النصر العظيم أن استقر المسلمون في بلاد الشام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85)، واستكملوا فتح مدنه جميعا، ثم واصلوا مسيرة الفتح إلى الشمال الإفريقي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84_%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A% D9%82%D9%8A%D8%A7).
تقييم

يمكن النظر إلى معركة اليرموك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B1%D9%85%D9%88%D9%83) كمثال في التاريخ العسكري عندما تستطيع قوة عسكرية صغيرة تحت قيادة حكيمة التغلب على قوة عسكرية تفوقها عدداً. لقد سمح قادة الجيش الامبراطوري لعدوهم باختيار أرض المعركة التي يريدها. وحتى ذلك الحين لم يكن لديهم ضعف تكتيكي كبير. لقد عرف خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) منذ البداية بأنه أمام قوة كبيرة جداً وحتى اليوم الأخير من المعركة أدار خطة دفاعية فعالة ملائمة لمصادره المحدودة نسبياً. وعندما قرر الهجوم في اليوم الأخير من المعركة، فقد قام بذلك على درجة من التخيل وبعد النظر والشجاعة، الأمر الذي لم يتصوره أي من القادة البيزنطيين. وبالرغم من انه قاد قوة صغيرة عددياً وكان بأمس الحاجة إلى كل الرجال الذين يمكن جمعهم، كانت لديه الجرأة وبعد النظر لشطر فرقة من خيالته في الليلة التي سبقت هجومه لتأمين الطريق الحيوي لانسحاب عدوه.
كان خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) واحداً من أجود قادة الفرسان في التاريخ، حيث اظهر استخدامه للقوة الراكبة طوال المعركة مدى فهمه لإمكانيات وقوة جنود الفرسان. حيث قامت فرقة خيالته المتحركة بتحركات سريعة من نقطة إلى أخرى، محوّلةً دائماً مجرى الأحداث في المكان الذي تقدم عليه، وثم تعدوا بسرعة إلى مكان آخر من ارض المعركة لتغير بشكل فعال المسار الذي تذهب إليه المعركة. لم يتعامل فاهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) ولا قادته العسكريين أبداً بشكل فعال مع قوة الفرسان، حيث لم تلعب فرق خيالتهم أي دور مهم في المعركة بل حُفظت كقوة احتياطية ساكنة معظم أيام المعركة. ولم يدفع البيزنطيين أبداً بهجوم حاسم حتى عندما حققوا ما كان ممكن ان يكون اختراقاً حاسماً في اليوم الرابع، ففشلوا في استغلاله. فقد ظهر جلياً افتقاد جميع القادة البيزنطيين القدرة على إيجاد الحلول، ويعود السبب إلى الخلافات الداخلية فيما بينهم والتي أوجدث صعوبات في القدرة على قيادة الجيش. واكثر من ذلك، فإن كثيراً من جنود القوات العربية المسيحية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%B1%D8%A8_%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A% D9%88%D9%86) المساندة في الجيش البيزنطي كانوا قد جُندوا كعملٍ بديلٍ عن دفع الضرائب، بينما كان الجيش العربي الإسلامي مكوناً في الجزء الأكبر منه من مقاتلين متمرسين.
لقد احتاجت الاستراتيجية الأصلية لهرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84) للقضاء على جنود المسلمين في الشام السرعة في التنفيذ وفي نشر الجنود، لكن لم يلتزم القادة على الأرض ابداً بهذه المقومات. ومن المثير للسخرية أن خالداً قاتل بقوة تكتيكية صغيرة الحجم وهي خطة هرقل التي لم تنفذ، وذلك من اجل الحصول على سرعة في نشر الجنود وسرعة في المناورة. لقد استطاع خالد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) جمع قوة كافية مؤقتاً في أماكن محددة على ارض المعركة من اجل هزم الجيش البيزنطي كل جزء على حدة. بينما لم يتمكن فاهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) ابداً من الاستفادة من تفوقه العددي، ويعود ذلك إلى حد ما إلى التضاريس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3) الغير ملائمة والتي منعت الميزان الكبير في نشر الجنود. على اية حال، فإن فاهان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%86) لم يحاول في اي مرحلة من المعركة جمع قوة كبيرة لاجل تحقيق اختراق حاسم في صفوف الجيش المسلم. على الرغم من أنه كان في حالة الهجوم طوال الأيام الخمسة الأولى، بحيث أن خط جنوده بقي مستقر على نحو كبير. بينما حدث ذلك وفي مقارنة تامة في الخطة الناجحة جداً التي قام بها خالد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) في اليوم الأخير من المعركة. عندما أعاد تجميع عملياً كل خيالته وقادهم عبر مناورة عظيمة والتي أدت إلى الظفر بالنصر. وقد وصف جورج نافزيكر (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%88%D8%B5%D9%81_%D8%AC%D9%88%D8 %B1%D8%AC_%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%83%D8% B1&action=edit&redlink=1) George F. Nafziger في كتابه الإسلام في الحرب المعركة، قائلاً: "بالرغم من أن معركة اليرموك لا تحظى بشهرة كبيرة اليوم، إلا أنها واحدةٌ من أكثر المعارك الحاسمة في تاريخ البشرية..... ولو حققت قوات هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84) النصر، لكان العالم الحديث مختلفاً جداً وغير محدد المعالم"

abomokhtar
21-06-2013, 02:12 AM
اليرموك معركة وقعت بين المسلمين والروم، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الوادي الذي وقعت فيه، وهو وادي (اليرموك)، واليرموك: "نهر ينبع من جبال حوران، يجري قرب الحدود بين سوريا وفلسطين، وينحدر جنوباً ليصب في غور الأردن ثم في البحر الميت، وينتهي مصبه في جنوب الحولة، وقبل أن يلتقي بنهر الأردن بمسافة تتراوح بين ثلاثين وأربعين كيلومتراً يوجد وادٍ فسيح تحيطه من الجهات الثلاث جبال مرتفعة بل شاهقة الارتفاع ويقع في الجهة اليسرى لليرموك.

اختار الروم الوادي؛ لأنه المكان الذي يتسع لجيشهم الضخم، الذي يبلغ عدده مائتين وأربعين ألف مقاتل تقريباً، وأما المسلمون فقد عبروا النهر إلى الجهة اليمنى، وضربوا معسكرهم هناك في وادٍ منبطح يقع على الطريق المفتوح لجيش الروم، وبذلك أغلقوا الطريق أمام الجيش المزهو بعدده وعدته، فلم يعد للروم طريق يسلكونه، أو يفرون إذا اضطروا للفرار؛ لأن جيش المسلمين قد أخذ عليهم مسلكهم الوحيد" (جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين، د. محمد السيد الوكيل، [ص:57]).

سنة وقوعها: 13 هجرية (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، أبو الفرج ابن الجوزي، ج4، [ص:123]).

القائد العام لجيش الدولة الإسلامية: خالد بن الوليد رضي الله عنه.

عدد مقاتلي الجيش الإسلامي: (36-40) ألف مقاتل، يزيد أو ينقص قليلاً.

التقسيم التنظيمي للجيش الإسلامي:

قَسَّم قائد الجيش الإسلامي خالد بن الوليد رضي الله عنه الجيش إلى (36-40) كردوساً، كل كردوس فيه 1000 مقاتل، ثم قسم كراديس الجيش إلى قلب وميمنة وميسرة وجعل على كل منها أميراً.(المنتظم المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، أبو الفرج ابن الجوزي، ج4، [ص:118].)

قادة الجيش الإسلامي (تاريخ الأمم والرسل والملوك، ابن جرير الطبري، ج2، [ص:336]) :

1- أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه يقود كراديس القلب.
2- عمرو بن العاص رضي الله عنه يقود كراديس الميمنة.
3- يزيد بن أبي سفيان يقود كراديس الميسرة.

بعض قادة الكراديس:

- عياض بن غنم رضي الله عنه.
- القعقاع بن عمرو التميمي رضي الله عنه.
- هاشم بن عتبة رضي الله عنه.
- زياد بن حنظلة رضي الله عنه.
- امرؤ القيس رضي الله عنه.
- عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه.
- عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وهو يومئذ ابن ثماني عشرة سنة.
- حبيب بن مسلمة رضي الله عنه.
- صفوان بن أمية رضي الله عنه.
- عبد الله بن قيس رضي الله عنه.
- عمرو بن عبسة رضي الله عنه.
- الزبير بن العوام رضي الله عنه.
- ضرار بن الأزور رضي الله عنه.

عن سماك بن حرب، عن عياض الأشعري رضي الله عنه، قال: "شهدت اليرموك، وعليها خمسة أمراء أبو عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض، -وليس عياض صاحب الحديث الذي يُحدّث سماك عنه-" (صحيح ابن حبان، كتاب السير، باب التقليد والجرس للدواب، ذكر ما يستحب للإمام أن يستنصر بالله جل وعلا عند قتال العدو).

القاضي: أبو الدرداء رضي الله عنه.

القاص: أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه (1).

جيش الروم:

قائد جيش الدولة البيزنطية (الرومية): باهان وهو رجل من أبناء فارس تنصر ولحق الروم (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، شمس الدين الذهبي، ج3، [ص:140]).

عدد مقاتلي جيش الروم: بحدود 240 ألف مقاتل (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، أبو الفرج ابن الجوزي، ج4، [ص:118]).

التقديم للمعركة:

بعد الخسائر التي تكبدتها جيوش الدولة البيزنطية (الرومية) برئاسة هرقل (2)، في المعارك مع جيوش الدولة الإسلامية التي يرأسها أبو بكر الصديق رضي الله عنه في إقليم الشام، كانت إقامة هرقل في أنطاكية فقرر جمع ما يستطيع من مقاتلي الروم من القسطنطينية وبلاد الشام وروميا، لخوض معركة فاصلة يوقف من خلالها المد الإسلامي في أراضي الشام، وبالفعل استطاع أن يجمع حشود هائلة من الجند أتوه من جميع أنحاء مملكته وتجمعوا في وادي اليرموك في الشام.

وكان موقف جبلَّة بن الأيهم العربي الغساني مخجلاً ومعيباً، فقد تنكّر لأخلاق أهله وأجداده، وتنصّل من تلك العروق العربية الأصيلة، وانحرف عن قيم الفضيلة، وتنازل عن الشهامة والنخوة العربية، وجاء بسابقة لم يسبقه إليها إلا أبا رغال (3) ومن على شاكلته، حين انظم مع جيش الروم لقتال أبناء عمومته من العرب المسلمين، فلقد "خرج جبلّة بن الأيهم الغساني في ستين ألفاً من متنصرة العرب فقدمهم الروم، فانتقى لهم خالد رجالاً من أشراف العرب فقاتلوهم يوماً كاملاً ثم نصر الله المسلمين وهرب جبلّة ولم ينجُ منهم إلا القليل" (شذرات الذهب في أخبار من ذهب، عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الحنبلي، ج1، [ص:27]).

أما فيما يتعلق بالجيش الإسلامي، فقد وقع اختيار أمير المؤمنين أبو بكر الصديق رضي الله عنه على خالد بن الوليد رضي الله عنه لقيادة جيوش المسلمين، وقال الصديق رضي الله عنه مقالته المشهورة: "والله لأشغلن النصارى عن وساوس الشيطان بخالد بن الوليد" (البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، ج9، [ص:547]).

أصدر أبو بكر رضي الله عنه أوامره لخالد بن الوليد رضي الله عنه بأن يترك العراق، ويتوجه على وجه السرعة إلى بلاد الشام ويستلم القيادة من أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، "وبعد وصول خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى بلاد الشام، أمر الخليفة أبو بكر رضي الله عنه خالداً أن يتولى أمر القيادة فيها، حيث كانت قوات المسلمين موزعة في الأقاليم المخصصة لها، أما القوات الرومية فقد توزعت في ناحيتين: الناحية الأولى على الساحل وهدفها ملاقاة عمرو بن العاص في أرض فلسطين، أما الناحية الثانية فوجهتها حمص وبعلبك ودمشق، والهدف من ذلك هو شل قوات عمرو بن العاص ثم الالتفاف حول بقية قوات المسلمين وتدميرها، لذلك قرر خالد بن الوليد رضي الله عنه أن تتجمع جيوش المسلمين في سهل اليرموك على أن تبقى بعض قوات عمرو بن العاص في فلسطين لصد تقدم القوات الرومية تجاهه" (أطلس الخليفة أبي بكر الصديق، سامي عبد الله المغلوث، [ص:95]).

- مشاهد من المعركة

- موقف الزبير بن العوام رضي الله عنه:

كان موقف الزبير بن العوام رضي الله عنه موقفاً مشهوداً، ومثالاً رائعاً في الصدق في العمل والإخلاص والتفاني من أجل القضية والاستبسال في القتال، فهو علامة فارقة للرجولة، والشجاعة الفائقة، ورباطة الجأش، وصدق العزيمة والزهد في الدنيا، فلقد شدَّ الزبير بن العوام رضي الله عنه على جحافل الجيش البيزنطي لوحده فاخترق مقدمته حتى طلع من الجهة الأخرى، ثم عاد من مؤخرة الجيش حتى طلع من مقدمته، فعن هشام بن عروة، عن أبيه، أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك؟ فقال: "إني إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلاً، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يوم بدر، قال عروة (ولده): "كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير" وقال: "وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ وهو ابن عشر سنين فحمله على فرس ووكل به رجلاً" (صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب *** أبي جهل).

وهكذا فإن القادة العظام يعلّمون أبناءهم اقتحام الصعاب، والرجولة والعيش في ظروف شديدة وقاسية، ويمنحونهم الفرصة للمرور في ظروف الأزمات والتجارب المريرة، والخوض في عباب المعضلات، ومواجهة الشدائد والوقوف بوجهها، ويكونون لهم القدوة الحسنة، وهكذا فعل الزبير بن العوام رضي الله عنه حين اصطحب ولده الصغير عبد الله معه في معركة ليست كباقي المعارك، إنها معركة فاصلة وهائلة، ولكن الكبار يُنَشِّئون كباراً.

- النظرية والتطبيق:

ضَربَ قادة وجنود الجيش الإسلامي نماذج رائعة في التطبيق العملي لمبادئ ما آمنوا به، فلقد كان من تلك المبادئ أن الإسلام يشجع أن يقوم المسلم بتقديم الآخرين على النفس في المصالح، أو على الأقل أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه، فعن حبيب بن أبي ثابت: "أن الحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل، وعياش بن أبي ربيعة ارتأوا يوم اليرموك، فدعا الحارث بماء ليشربه فنظر إليه عكرمة، فقال الحارث: ادفعوه إلى عكرمة، فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة، فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش، فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم، حتى ماتوا وما ذاقوه"(المستدرك على الصحيحين للحاكم، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنه، ذكر مناقب عكرمة بن أبي جهل واسم أبيه مشهور).

- نساء المسلمين يشاركن في القتال:

فقد كُنَّ نماذج رائعة للشجاعة والبطولة ونافسن الرجال في خدمة الإسلام، فقد ***ت أسماء بنت يزيد بن السكن سبعة من جيش الروم، فعن عمرو بن مهاجر، عن أبيه: "أن أسماء بنت يزيد الأنصارية شهدت اليرموك مع الناس، ف***ت سبعة من الروم بعمود فسطاط ظلتها"(سنن سعيد بن منصور، كتاب الجهاد، باب ما جاء في سهمان النساء).

- استثمر بعض الصحابة رضي الله عنهم ظروف المعركة:

واشتداد خطوبها للوفاء بالعهود التي قطعوها لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، ومن أولئك عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه؛ حيث نزل من فرسه وقاتل قتال الأبطال الأفذاذ وضحّى بحياته من أجل إعلاء كلمة الله عز ورجل، فإنه كان: "لما أسلم عكرمة بن أبي جهل فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: والله لا أترك مقاماً قُمته ليُصدَّ به عن سبيل الله إلا قمتُ مثليه في سبيل الله، ولا أترك نفقة أنفقتُها ليُصد بها عن سبيل الله إلا أنفقتُ مثلها في سبيل الله، فلما كان يوم اليرموك نزل فترجل فقاتل قتالاً شديداً فقُتِل، فوجد به بضع وسبعون من بين طعنة ورمية وضربة" (مصنف ابن أبي شيبة، كتاب فضل الجهاد، ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه).

- بالنظر لأهمية الفتوحات الإسلامية وفضل الجهاد في سبيل الله عز وجل، فقد كان كبار الصحابة من أوائل المشاركين في معركة اليرموك.
يقول ابن جرير الطبري رحمه الله: "شهد اليرموك ألف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم نحو من مائة من أهل بدر رضي الله عنهم، وكان أبو سفيان يسير فيقف على الكراديس فيقول: اللهَ الله إنكم ذادة العرب وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار الشرك، اللهم إن هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك" (تاريخ الأمم والرسل والملوك، ابن جريرالطبري، ج2، [ص:336]).

- موقف أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه كان مثالياً:

فلقد كان الجندي المقاتل في سبيل قضيته، فقبوله بأن يكون جندياً تحت راية ولده يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهما لهو مشهد مؤثر ويؤكد صحة العمل وسلامة الصدر من حظوظ الدنيا، وهذه هي حقيقة الإيمان المقترن بالعمل، فليس المهم أين يكون الفرد ليخدم دينه، المهم أن ينتصر الجمع ويرتفع شأن الدين، وكان أبو سفيان رضي الله عنه قد فقد عينه الثانية في هذه المعركة بعد أن كان فقد الأولى في غزوة الطائف.

- معركة اليرموك بيّنت أسباب انتصار المسلمين في معاركهم ضد الروم:

وذلك من أفواه خصومهم، يقول ياقوت الحموي رحمه الله: "نصر الله المسلمين بفحل وقدم المنهزمون من الروم على هرقل بأنطاكية، فدعا رجالاً منهم فأدخلهم عليه، فقال: حدثوني ويحكم عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا بشراً مثلكم؟ قالوا: بلى، قال: فأنتم أكثر أو هم؟ قالوا: بل نحن، قال: فما بالكم؟ فسكتوا، فقام شيخ منهم وقال: أنا أخبرك، أنهم إذا حملوا صبروا ولم يكذبوا، وإذا حملنا لم نصبر، ونكذب وهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويرون أن ***اهم في الجنة وأحياءهم فائزون بالغنيمة والأجر، فقال: يا شيخ لقد صدقتني ولأخرجن من هذه القرية وما لي في صحبتكم من حاجة، ولا في قتال القوم من أرب فقال ذلك الشيخ: أنشدك الله أن لا تدع سورية جنة الدنيا للعرب وتخرج منها ولم تعذر، فقال: قد قاتلتم بأجنادين ودمشق وفحل وحمص كل ذلك تفرون ولا تصلحون، فقال الشيخ: أتفر وحولك من الروم عدد النجوم؟ وأي عذر لك عند النصرانية!"

"فثناه ذلك إلى المقام، وأرسل إلى رومية وقسطنطينية وأرمينية، وجميع الجيوش فقال لهم: يا معشر الروم إن العرب إذا ظهروا على سورية لم يرضوا حتى يتملكوا أقصى بلادكم ويسبوا أولادكم ونساءكم ويتخذوا أبناء الملوك عبيداً، فامنعوا حريمكم وسلطانكم، وأرسلهم نحو المسلمين فكانت وقعة اليرموك وأقام قيصر بأنطاكية فلما هُزِمَ الروم وجاءه الخبر، وبلغه أن المسلمين قد بلغوا قنسرين فخرج يريد القسطنطينية، وصعد على نشز وأشرف على أرض الروم، وقال: "سلام عليك يا سورية سلام مودعٍ لا يرجو أن يرجع إليك أبداً"، ثم قال: "ويحك ما أنفعك أرضاً، ما أنفعك لعدوك لكثرة ما فيك من العشب والخصب" ثم إنه مضى إلى القسطنطينية" (معجم البلدان، ياقوت الحموي، حرف السين، [ص:280]).

كما كان قائد جيش المسلمين خالد بن الوليد رضي الله عنه يوضح لأفراد جيشه بأن النصر من الله عز ورجل، فقد قال رجل لخالد: "ما أكثر الروم وأقل المسلمين!، فقال خالد: ما أقل الروم وأكثر المسلمين!، إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال" (تاريخ الأمم والرسل والملوك، ابن جريرالطبري، ج2، [ص:337]).

- أصابَ جيشَ الروم اضطرابٌ ورعبٌ شديدان من شدة قتال الجيش الإسلامي:

فعن أبي واقد الليثي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أخبر في حديث رواه وهو قد شهد اليرموك، قال: "وكانت أسماء بنت أبي بكر مع الزبير، قال: فسمعتها وهي تقول للزبير: "يا أبا عبد الله؛ والله إن كان الرجل من العدو ليمر يسعى فتصيب قدمه عروة أطناب خبائي فيسقط على وجهه ميتاً ما أصابه السلاح " (الطبقات الكبرى لابن سعد، طبقات البدريين من الأنصار، تسمية النساء المسلمات المبايعات من قريش وحلفائهم ومواليهم وغرائب نساء العرب، أسماء بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة).

- إسلام القائد الرومي (جرجة بن توذرا):

ومن أحداث معركة اليرموك اللافتة للنظر إسلام القائد (جرجة) وهو أحد قادة الجيش البيزنطي؛ حيث خرج من أجل المبارزة وكان خالد بن الوليد رضي الله عنه قد خرج له، وقبل القتال دار حديث جميل بينهما كانت نتيجته أن أسلم جرجة وعاد مع خالد رضي الله عنه مقاتلاً في سبيل الله عز وجل كجندي من جنود جيش المسلمين.

روى ابن جرير الطبري رحمه الله: "وخرج جرجة حتى كان بين الصفين ونادى ليخرج إلي خالد فخرج إليه خالد وأقام أبا عبيدة مكانه، فوافقه بين الصفين، حتى اختلفت أعناق دابتيهما وقد أمن أحدهما صاحبه.

- فقال جرجة: يا خالد أصدقني ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟

- قال خالد رضي الله عنه: لا.

- قال جرجة: فبِمَ سُمِّيت سيف الله؟

- قال خالد رضي الله عنه: إن الله عز وجل بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا عنه ونأينا عنه جميعاً، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا باعده وكذبه، فكنت فيمن كذبه وباعده وقاتله، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به فتابعناه، فقال صلى الله عليه وسلم: «أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين»، ودعا لي بالنصر فسميت سيف الله بذلك فأنا من أشد المسلمين على المشركين.

- قال جرجة: صدقتني، ثم أعاد عليه جرجة: يا خالد أخبرني إلامَ تدعوني؟

- قال خالد رضي الله عنه: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما جاء به من عند الله.

- قال جرجة: فمن لم يجبكم؟

- قال خالد رضي الله عنه: فالجزية ونمنعهم.

- قال جرجة: فإن لم يعطها؟

- قال خالد رضي الله عنه: نؤذنه بحرب ثم نقاتله.

- قال جرجة: فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم إلى هذا الأمر اليوم؟

- قال خالد رضي الله عنه: منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا شريفنا ووضيعنا وأولنا وآخرنا.

ثم أعاد عليه جرجة: هل لمن دخل فيكم اليوم يا خالد مثل مالكم من الأجر والذخر؟

- قال خالد: نعم وأفضل.

- قال جرجة: وكيف يساويكم وقد سبقتموه؟

- قال خالد رضي الله عنه: إنا دخلنا في هذا الأمر، وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا، تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتب، ويرينا الآيات، وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا.

- قال جرجة: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني ولم تألفني؟

- قال خالد رضي الله عنه: بالله لقد صدقتك، وما بي إليك ولا إلى أحد منكم وحشة وإن الله لولي ما سألت عنه.

- فقال جرجة: صدقتني، وقلب الترس ومال مع خالد، وقال علمني الإسلام.

فمالَ به خالد إلى فسطاطه فشن عليه قربة من ماء ثم صلى ركعتين، وحملت الروم مع انقلابه إلى خالد وهم يرون أنها منه حملة فأزالوا المسلمين عن مواقفهم إلا المحامية عليهم، عكرمة، والحارث بن هشام، وركب خالد ومعه جرجة والروم خلال المسلمين فتنادى الناس فثابوا وتراجعت الروم إلى مواقفهم فزحف بهم خالد حتى تصافحوا بالسيوف، فضرب فيهم خالد، وجرجة من لدن ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب، ثم أصيب جرجة ولم يصل صلاة سجد فيها إلا الركعتين اللتين أسلم عليهما" (تاريخ الأمم والرسل والملوك، ابن جرير الطبري، ج3، [ص:398–400]).

أحداث المعركة:

حاول قادة جيش الروم مسك زمام المبادرة في المعركة، مستثمرين الفرق العددي الهائل بينهم وبين جيش المسلمين، فباشروا بالهجوم من أول أيام المعركة، وبالفعل استطاعوا اختراق كراديس الجيش الإسلامي في أول الأمر من الميمنة والميسرة والنفاذ إلى مقر القيادة خلف القلب، والاقتراب كثيراً من خيمة القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه، والتحم خيالة الجيش الإسلامي ورجاله مع الروم واظهروا صوراً عجيبة في القتال، والتضحية والفداء.

فمن المواقف المشهودة موقف عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه حيث:قال عكرمة بن أبي جهل يومئذ: "قاتلت رسول الله في كل موطن وأفرّ منكم اليوم، ثم نادى من يبايع على الموت فبايعه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزور، في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعاً جراحاً وقُتلوا إلا من برأ ومنهم ضرار بن الأزور، قال: وأتي خالد بعدما أصبحوا بعكرمة جريحاً فوضع رأسه على فخذه وبعمرو بن عكرمة فوضع رأسه على ساقه، وجعل يمسح عن وجوههما ويقطر في حلوقهما الماء" (تاريخ الرسل والملوك، ابن جرير الطبري، ج2، [ص:338]).

كما قاتلت نساء المسلمين قتالاً مشرفاً ودافعن كمقاتلات مؤمنات عن حياض الإسلام وشوكته، وقد سئل إبراهيم النخعي (4) رحمه الله عن جهاد النساء فقال: "كن يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيداوين الجرحى، ويسقين المقاتلة، ولم أسمع معه بامرأة ***ت، وقد قاتلن نساء قريش يوم اليرموك حين رهقهم جموع الروم حتى خالطوا عسكر المسلمين، فضرب النساء يومئذ بالسيوف في خلافة عمر رضي الله عنه" (مصنف عبد الرزاق الصنعاني، كتاب الجهاد، باب جهاد النساء وال*** والفتك).

وواجه خالد رضي الله عنه ميسرة الروم التي حملت على ميمنة المسلمين، ف*** منهم ستة آلاف، والتفت إلى أصحابه وقال: "والذي نفسي بيده لم يبقَ عندهم من الصبر والجلد إلا ما رأيتم، وإني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم، ثم اعترضهم فحمل بمائة فارس على مائة ألف منهم، فلم يكد يصل إليهم حتى أنفضَّ جمعهم، وحمل عليهم المسلمون حملة صادقة، فانكشفوا لا يلوون على شيء وتبعهم المسلمون ي***ون ويأسرون" (جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين، د. محمد السيد الوكيل،[ص:67]).

بعد هذا الاستبسال استطاع مقاتلي الجيش الإسلامي دفع الكتل البشرية من الروم، وإرجاعهم إلى ما كانوا عليه وليعود القتال طبيعياً، واستمر القتال لمدة ستة أيام متتالية، كانت الأيام الأربعة الأولى أيام شدة وضيق على الجيش الإسلامي، مثلما هي على جيش الروم.

وتخفت الأصوات في أرض المعركة، فقد حمي الوطيس، ولا يُسمع إلا صوت صهيل الخيول وصليل السيوف، ويسمع صوت مدوٍ يحفز الرجال ويبعث الهمة والعزيمة فيهم، إنه صوت أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه، فعن سعيد بن المسيب، عمن حدثه أنه: لم يسمع صوتاً أشد من صوته -يعني أبا سفيان- يوم اليرموك وهو تحت راية ابنه يقول: "هذا يوم من أيام الله، اللهم أنزل نصرك" (المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني، كتاب المناقب، فضل أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية).

حتى كان اليوم الخامس والسادس، انهارت فيهما قوى جيش الروم، وبانت بوادر نصر المؤمنين المسلمين وهزيمة الروم المشركين.

ومن الأمور التي لابد من ذكرها: أن قادة الروم قد ربطوا كل عشرة -أو أقل من ذلك- من جنودهم في سلسلة حديدية واحدة من أجل أن لا يهربوا أثناء المعركة فراداً، فلما كان اشتداد القتال استطاع المسلمون أن يسحبوهم للقتال إلى قرب وادي فحين ي*** من الروم جنديٌ أو يُدفع ليقع في الوادي يسحب معه بقية العشرة فيسقطوا جميعاً، فسقط كمٌ غفيرٌ بلغوا عشرات الألوف من مقاتلة الروم في الوادي.

يقول الذهبي رحمه الله: "وكانت الروم قد سلسلوا أنفسهم الخمسة والستة في السلسلة لئلا يفروا، فلما هزمهم الله عز ورجل جعل الواحد يقع في نهر اليرموك فيجذب من معه السلسلة حتى ردموا في الوادي واستووا فيما قيل بحافتيه، فداستهم الخيل وهلك خلق لا يحصون" (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، شمس الدين الذهبي، ج3،[ص:139-140]).

وهكذا فإن من يُقاتل بلا مبدأ أو عقيدة، ومن يعوزه الإيمان الراسخ ليربطه بقضيته، سيحتاج إلى سلاسل يُربط بها من أجل أن لا يهرب مما جيء به من أجله.

صدور الأمر بتغيير القيادة في الجيش الإسلامي:

كانت المعركة على أشدها في حوض اليرموك، وأمير المؤمنين أبو بكر رضي الله عنه في المدينة عاصمة الدولة الإسلامية، وكان أبو بكر رضي الله عنه قد مرض وأوصى إن مات فالخليفة من بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وكانت سياسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تختلف عن سياسة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقرر استبدال قيادة الجيش الإسلامي في إقليم الشام من خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه، وبعث بكتابه الذي يتضمن الأمر بذلك.

يقول ابن الأثير: "قدم البريد من المدينة واسمه محمية بن زنيم وأخذته الخيول فسألوه الخبر، فأخبرهم بسلامة وإمداد، وإنما جاء بموت أبي بكر وتأمير أبي عبيدة، فبلغوه خالداً فأخبره خبر أبي بكر سراً، وأخبره بالذي أخبر به الجند، قال: أحسنت فقف، وأخذ الكتاب وجعله في كنانته وخاف إن هو أظهر ذلك أن ينتشر له أمر الجند" (الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ج2، [ص:260]).

فلما انتهت المعركة جاء خالد رضي الله عنه ليعلن مضمون الكتاب على الملأ، ويضع نفسه جندياً مطيعاً للقائد الجديد للجيوش أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه الذي عينه أمير المؤمنين.

وكانت رؤية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تغيير منصب القائد لسببين:

السبب الأول:

تَعلُّق المسلمين بخالد بن الوليد رضي الله عنه شخصياً، وافتتانهم به، فخالد بن الوليد رضي الله عنه لم يدخل معركة في الإسلام ولا في الجاهلية إلا وانتصر فيها، وذلك لقوته وخبرته العسكرية وحسن تدبيره رضي الله عنه ودهائه بتوفيق الله عز وجل، حتى أن بعض قادة الفرس صار يعتقد أن خالداً كان يحمل سيفاً أنزله له الله عز وجل من السماء، وهكذا كانت تروج الإشاعات، ومن أُسس السياسة في الإسلام أن يأخذ الناس بالأسباب ثم تكون النتائج على الله عز وجل فتتعلق القلوب بالله وليس بالبشر، لذلك فقد كتب عمر رضي الله عنه كتب إلى الأمصار: "إني لم أعزل خالداً عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع" (البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، ج10، [ص:47]).

السبب الثاني:

إنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه عرف بشدته وقوته، وكذلك خالد بن الوليد رضي الله عنه عرف بهما، فرأى عمر أن يكون الخليفة شديداً وقائد الجيوش شديداً أمر ليس فيه مصلحة للأمة.

ومن خلال قراءة لهذا الحدث نتوصل إلى حقائق ناصعة تمثل قيم عالية في الطاعة والوفاء ومنها:

1- إن المنصب الذي يكلف فيه القائد المسلم هو (تكليف وليس تشريف)، فالهدف منه خدمة القضية والناس والدولة وليس المنافع الشخصية الدنيوية.

2- رقي وسمو أنفس أصحاب النبي رضي الله عنهم، وقبولهم لأي وظيفة يكونون بها من غير تمرد ولا شكوى ولا تبرير، ولقد كان موقف خالد رضي الله عنه موقفاً رشيداً.

3- حرص خالد بن الوليد رضي الله عنه على عدم إشاعة خبر وفاة أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه مخافة أن تتزعزع معنويات مقاتلي الجيش الإسلامي ويتقهقروا أثناء القتال.

4- كفاءة حامل البريد إلى الجيش الإسلامي وحكمته، وهو (محمية بن زنيم) حيث لم يخبر مقاتلي الجيش الإسلامي بأخبار تزعزع ثقتهم بأنفسهم، بل على العكس أسمعهم ما يعزز تلك الثقة، ثم قبوله برأي خالد رضي الله عنه بتأجيل الإعلان عن ما هو حامله.

هروب قيصر الروم هرقل:

بعد انتهاء المعركة وقد قُتل عشرات الآلاف من الروم، وأُسر الآلاف، قرر قيصر الروم هرقل أن يهرب نحو القسطنطينية، وهي عاصمة الدولة البيزنطية، يقول ابن الأثير في الكامل: "وسار هرقل فنزل بشمشاط ثم أدرب منها نحو القسطنطينية فلما أراد المسير منها علا على نشز ثم التفت إلى الشام فقال: السلام عليك يا سورية، سلام لا اجتماع بعده، ولا يعود إليك رومي أبداً إلا خائفاً" (الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ج2، [ص:341-342]).

وهذا خطاب صادر عن رجل عالم بالكتب السماوية، فلقد كان يعرف أن المسلمين على الحق، لأنهم يعتنقون الدين الحق وهو دين الإسلام، فإذا فتحوا أرض سوريا خاصة والشام عامة وحرروها من براثنه فلن تعود إلى سلطانه أبداً، لقد كان هرقل يعلم أن الإسلام دين الحق ولكنه الصلف والتكبر والظّنُّ بالملك وحب الذات، كل ذلك كانت موانع في طريق هدايته ولكن كان الثمن بالنسبة للروم كبيراً.

الشعراء يتغنون باليرموك:

ولأن اليرموك ملحمة من ملاحم التاريخ، ولأنها سفر سطر بمداد المخلصين من المسلمين، فقد تغنى الشعراء بها إكباراً وتقديراً وفخراً.

فقال أبو الفضل الوليد عنها:

أدِمَشقُ ما أمضى سيوفَ بنيكِ *** تِلكَ التي شَلَّت عُروشَ ملوكِ
ولكلِّ أرضٍ من جمالِكِ قِسمَةٌ *** وجمالُ كلِّ الأرضِ في ناديك


إن الضّحايا في هواكِ كثيرةٌ *** فَتَذكّري ما كانَ في اليَرموك
اللهُ راضٍ عن شِهادةِ فِتَيةٍ *** بعُيونِهم وقُلوبهم حَجَبوك


أبناؤك العربُ الكِرامُ تَطوّعوا *** واستهلكوا ليقوكِ أو ليفوك
سالت لدَيكِ دِماؤُهم فَتَعطّفي *** بتحيَّةٍ لِشبيبةٍ تفديك

وقال الأسود بن مقرن التميمي رضي الله عنه وهو أحد أبطالها:



وَكَم قَد أَغرنا غارَة بعد غارَة *** يَوماً وَيَوماً قَد كَشَفنا أَهاوِلَة
وَلَولا رجال كان عَشر غَنيمَة *** لَدى مَأقط رجت عَلَينا أَوائِلَة


لَقَيناهُم اليَرموك لما تَضايَقت *** بِمَن حَلَّ بِاليَرموك منهُ حَمائِله
فَلا يَعدَمن منا هرقل كتائِباً *** إِذا رامَها رامَ الَّذي لا يحاوِله

وقال محمد بن الحسن الكلاعي:



فحَلّت بأرضِ الرومِ منهم سحايِبٌ *** فظَلَّت علَيهِم بالمصائبِ تمطِرُ
فكانَ لدى اليرموكِ منهُم مواقِفٌ *** وقائِعُها فيهِم على الدهرِ تكبرُ


هوَوا في هوىً كانوا أرادوا اتّخاذها *** لمَكرٍ وكُلُّ هالِكٌ حيثُ يمكُرُ
وما زالَ منهُم موقِفٌ بعدَ موقِفٍ *** ورايَةُ نصرٍ بالهدايَةِ تُنشَرُ


إلى أن حَووا أرضَ الشامِ وقتّلوا *** علوجَ بني ليطِيّ فيها ودَمَّروا
وأرضُ فلَسطينَ وحازوا دمَشقِها *** وأضحى هرَقلُ وهوَ بالذُلِ مُجحَرُ
وقَد سُلِبَت تيجانهُ وتُقُسِّمَت *** مساكِنهُ فيها الصليبُ المُكَسَّرُ



(1)- جاء في معرفة الصحابة لأبي نعيم الصبهاني: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو سفيان سيد البطحاء، وأبو الأمراء عاش ثمان وثمانين سنة، وقيل: ثلاثا وتسعين، مولده قبل الفيل بعشر سنين، وإسلامه عام الفتح ليلة الفتح، شهد حُنيناً والطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصيبت عينه فيهما، وأصيبت الأخرى يوم اليرموك، كان ربعة عظيم الهامة، أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة من الإبل، وأربعين أوقية تألفاً، وأعطى ابنيه: يزيد ومعاوية مثله، فقال أبو سفيان: فداك أبي وأمي، والله إنك لكريم، ولقد حاربتك فنعم محاربي كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت، فجزاك الله خيراً، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان عامله على نجران، امرأته: صفية بنت حزن من بني مالك بن عامر بن صعصعة، توفي سنة إحدى وثلاثين، وقيل: اثنتين وثلاثين بالمدينة وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه بعدما عمي بصره وكان غلامه يقوده).

(2)- هرقل: هو اسم ملك الدولة البيزنطية في تلك الحقبة الزمنية، وأما القيصر فهي تعني ملك الدولة الرومية البيزنطية).

(3)- أبو رغال: رجل من ثقيف الذين كانوا يسكنون الطائف، فلما أراد إبرهة هدم الكعبة ومعه الفيلة كان قد مرّ بالطائف، فعرضت عليه ثقيف من يدله على الطريق إلى مكة لهدم الكعبة، فأرسلوا معه أبا رغال، ومات أبو رغال في الطريق وبقيت العرب ترجم قبره لخيانته، وصار مثالاً يضرب به لمن يخون بني جلدته)

(4)- إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، قال عنه الذهبي في الكشاف: "الفقيه كان عجباً فى الورع والخير، متوقياً للشهرة، رأساً في العلم").


عبد الستار المرسومي

الأستاذ / فولي سيد محمد
20-11-2014, 09:08 PM
جزاك الله كل خير