مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة التسامح


دندش المصرى
24-08-2013, 11:09 PM
ثقافة التسامح أ / أحمد عمر هاشم
إن أرض الكنانة، تشهد صراعات آثمة، وتحديات غاشمة، فرزتها الأنانية، والتطلع الى المغانم الدنيوية الزائلة، التى لا دوام لها ولا بقاء، كما أنها تواجه فتنا هوجاء كقطع الليل المظلم، وكل ذلك يستوجب على أبنائها البررة، على كل الأصعدة أن يستنفروا قوى الخير والحق والأمان، وألا تتعثر خطاهم فى الدروب المعتمة، وألا يركنوا الى الذين ظلموا.

إن لمصر مكانتها وخصوصيتها. وقد قضت الإرادة الإلهية أن لمصر رسالتها فى الدفاع عن الأمن القومى لأمتها، ولتصون حدودها، وتكافح عن عقيدتها وهويتها.

ومن أجل ذلك كان جند مصر خير أجناداها الأرض، وكانت لقواتها مكانتها.
إنها أيضا حفيظة على تراث الإسلام، الذى يمثل أشرف تراث فى الوجود، كتابا وسنة وتشريعا.
فقد شاء الله تعالى بعد القرون الثلاثة الأولى أن تنهض مصر بأزهرها الشريف منذ أكثر من ألف عام ليختص الثقافة الإسلامية الأصيلة بعد أن كادت تطيح بها الهجمة القديمة الشرسة، لولا قيام الازهر الشريف على أرض الكنانة، فكان وجوده ارادة إلهية لحماية الدين وعلومه من الذين أرادوا شرا بالإسلام والمسلمين.

واستقبل أبناء المسلمين من كل بقاع العالم فى أروقته حيث فروا إليه، وبعث بعلمائه الى العالم الإسلامى ينشرون عبق الإسلام فى ربوع الدنيا.

وظلت عناية الله لمصر منذ قديم الزمان، فقد حفظها الله بعنايته، فجندها خير أجناد الأرض لرباطهم فى سبيل الله، لأن بها قبلة العلوم الإسلامية، ومنارة المعرفة (الأزهر الشريف)، ولأنها التى استقبلت الفتح الإسلامى منذ أول وهله ودخل أهلها فى دين الله أفواجا. ولأنها التى استقبلت الصفوة من آل البيت حين آثروها بالإقامة فيها.


من أجل ذلك عرفت بأنها أرض الكنانة، وأنها المحروسة وما رماها دام يرجع إلا رده الله على عقبه خاسرا! هل يليق بوطن هذا شأنه، وتلك رسالته أن يخرج من بين أبنائه من يستبيح الدماء ويزهق الأرواح ويحدث القلاقل، ويفجر الفتن؟


فليعلم كل من يحاول ممارسة الإرهاب على المستوى الفردى أو الجماعى أو الدولى أنه شيوعا بإثم كبير وأن إزهاق نفس واحدة يعتبره الإسلام إزهاقا لأرواح الناس جميعا، لأن الأمة كالجسد الواحد ما يصيب أحد أعضائه تألم له سائر الأعضاء، من أجل ذلك قرر القرآن الكريم أن *** النفس الواحدة *** للناس جميعا.


وقررت السنة المطهرة أن من حمل السلاح على الأمة فليس منها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حمل علينا السلاح فليس منا) كما أنه يرجع القهقرى الى عمل الجاهلية والكفار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)، وعندما يستحلون هذا ال*** يخرجون من خطى الإسلام.


فعلى الجميع تحاشى ظواهر ال*** والإرهاب وأن ينأى بنفسه عن دعاوى الباطل التى يحاول إثارتها بعض الناس.


وإن واجب الجميع فى هذه المرحلة أن يتضامن وأن يتعاون على نشر الأمان، والتوافق الوطنى السلمى وأن تتنامى ثقافة الحب وحقوق الإنسان. وأن نستجيب جميعا للأمر الرباني: (ادخلوا فى السلم كافة) وأن نتواصى بالحق وبالصبر)، قال الله تعالي: (والعصر إن الإنسان لفى خسر أيها الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). ويجب أن نتواصى على أمن الوطن، وأن نجنب البلاد غوائل الظواهر السلبية العابثة والتى تحدث شرورا وفتنا لا أول لها ولا آخر.

إن واجب جميع أبناء الوطن من كل الأطراف، ومن جميع الأطياف أن يكونوا على قلب رجل واحد، وأن ينبذوا الفرقة، وأن يقيموا التوافق الوطني، وأن ينشروا ثقافة التسامح فيما بينهم، وأن يتقوا أنفسهم من نبرة العداء والفرقة حتى يستطيعوا أن يجتازوا هذه الأزمة الخانقة التى كادت تودى بالجميع، وأوشكت تصل الى جرائم الحرابة حتى انتقلت فيها الصراعات الى المساجد وهى بيوت الله تعالي، إن المناصب زائلة، وإن الدنيا كلها الى فناء، فكونوا جميعا محافظين على وطنكم وعلى القضاء ومؤسسات الوطن، وانبذوا الأنانية والأضغان والأحقاد، وكونوا عباد الله إخوانا.

أبو جهاد المصري
25-08-2013, 01:52 AM
بارك الله فيك