مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ مصر الاسلامية


aymaan noor
04-01-2014, 12:14 AM
تاريخ مصر الاسلامية

http://egypthistory.net/CMS/wp-content/uploads/2010/12/fath-Misr-low-resized-300x234.jpg

( 1 )

فتح مصر641م

كان أهل مصر علي عهد الدولة البيزنطية يعيشون في ظلم مرير، فالمسيحيون المصريون الذين كانوا علي مذهب يعقوب البردعي الذي يقوم علي مبدأ وحدة طبيعة المسيح الإلاهية قد تعرضوا للاضطهاد من قبل الروم البيزنطيين الذي كانوا علي مذهب الملكاتي الذي يقوم علي مبدأ ثنائية طبيعة المسيح .

كان عمرو بن العاص قد زار مصر من قبل في تجارة له ، و عندما تولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة ، فاتحه عمرو في أمر فتح مصر أكثر من مرة ، حتي وافقه عمر . فسار بجيش مكون من 4 آلاف رجل و عبر بهم من فلسطين إلي العريش و مر ببئر المساعيد حتي انتهي إلي الفرما و هي ميناء صغير علي البحر يسمي عند الروم Pelusiun و تقابل هناك مع حامية رومية ـ و دار قتـل شديد حتي انتصر المسلمون ، ثم واصلوا السير إلي داخل مصر حتي وصلوا إلي بلبيس في دلتا مصر في مارس 640 م / ربيع أول 19 هـ .

و في بلبيس تقابل جيش المسلمين مع جيش الروم بقيادة Arteon الذي سماه العرب أرطبون ، و انتصر المسلمون بعد قتال دام شهر و استولوا علي بلبيس ثم تقدموا إلي حصن بابليون . و كان الحصن فيه حامية رومية كبيرة و يقع في منطقة تسمي مدينة مصر ، و هي منطقة مزارع من قري و حدائق تتصل جنوباً بمدينة منف في الجيزه علي الضفة الغربية للنيل . كان حصن بابليون شديد المنعة ، فارسل عمرو بن العاص يطلب مدداً من الخليفة عمر بن الخطاب .

أقام عمرو في الفيوم للتزود بالمؤن و انتظار المدد العسكري من الحجاز لمحاصرة و اقتحام الحصن . و وصل المدد من الخليفة عمر بن الخطاب قوامه أربعة آلاف رجل و علي رأسهم أربعة من كبار الصحابة هم الزبير بن العوام و مسلمة بن مخلد و عبادة بن الصامت و المقداد بن الأسود . فتسني لعمرو بن العاص ترتيب صفوفه و اتجه لملاقاة جيش الروم الذي كان يقدر ب20 ألف جندي . و تقابل الجيشان في موقعة كبري هي عين شمس عام 640 م / 19 هـ ، و انتصر عمرو بن العاص انتصاراً كبيراً ، و فر من بقي من جيش الروم إلي داخل حصن بابليون .

توجه عمرو بن العاص بجيشه إلي حصن بابليون و حاصره 7 أشهر متواصلة . فأرسل المقوقس إلي عمرو بن العاص يفاوضه يعرض فيها عليه مبلغاً من المال نظير رجوع المسلمين لبلادهم ، و لكن عمرو بن العاص رفض و قال له ليس بيننا و بينكم إلا ثلاث خصال : الإسلام أو الجزية أو القتال .

خريطة فتح مصر

فأشار المقوقس علي الحامية الرومانية التسليم و الصلح ، و لكن الحامية رفضت و كذلك الإمبراطور الروماني هرقل الذي قام بعزل المقوقس عن حكم مصر ، فتجدد القتـال و شدد المسلمون الحصار علي الحصن ، و في أبريل 641 م استطاع الزبير بن العوام تسلق سور الحصن و معه نفر من جند المسلمين و كبروا ، فظن الروم أن العرب اقتحموا الحصن فتركوا أبواب الحصن و هربوا إلي الداخل، فقام المسلمون بفتح باب الحصن ، و استسلم الروم و طلبوا الصلح فاجابهم عمرو بن العاص سنة 641 م / 20 هـ.

بعد سقوط حصن بابليون فقد الروم معظم مواقعهم في مصر ، و لكن مازالت عاصمتهم المزدهرة الأسكندرية في أيديهم . و لقد رأي عمرو بن العاص أن مصر لن تسلم من غارات الروم طالما بقيت الأسكندرية في حوزة الروم ، فاتجه بجيشه إلي الأسكندرية و فرض عليها حصار بري استمر لمدة أربعة أشهر ، ولكن هذا الحصار لم يكن مجدي لأن المواصلات بينها و بين الإمبراطورية الرومانية عن طريق البحر ظلت مفتوحة لولا موت الإمبراطور الروماني و حدوث فتن و اضطرابات عمن يخلفه .

فقرر عمر بن العاص اقتحام المدينة و عهد إلي عبادة بن الصامت بذلك ، فنجح في اقتحام المدينة بجنده ، و جاء المقوقس إلي الأسكندرية و وقع علي معاهدة الأسكندرية مع عمرو بن العاص سنة 642 م / 21 هج ، وكانت تنص علي انتهاء حكم الدولة البيزنطية لمصر و جلاء الروم عنها و دفع الجزية للمسلمين دينارين في السنة عن كل شخص و إعفاء النساء و الأطفال و الشيوخ منها . و كان تعداد مصر في ذلك الوقت من ستة إلي ثمانية ملايين قبطي علي أرجح الأقوال . و كان عدد من تجب عليهم الجزية من مليون إلي اثنين مليون قبطي .

و بعد أن استتب الأمر لعمرو بن العاص في الأسكندرية ، أرسل عقبة بن عامر إلي النوبة لفتحها و لكنه لم يستطع لشدة مقاومة أهلها الذين كانوا مهرة في النبال ، و كانوا يوجهون نبلهم إلي عيون جنود الأعداء فسموا رماة الحدق.

عمرو بن العاص يتولي حكم مصر

بعد إتمام فتح مصر ، ولي عمر بن الخطاب عمرو بن العاص علي مصر . و عندما استتب له الأمر في الاسكندرية عاد إلي موضع فسطاطه عند حصن بابليون و شرع في بناء عاصمة لمصر بدلاً من الأسكندرية لأن الخليفة عمر بن الخطاب أمره أن يختار عاصمة لا تكون بينها و بينه ماء.

اختار عمرو بن العاص موقعاً بالقرب من حصن بابليون غرب جبل المقطم ليبني حاضرته الجديدة و أسماها الفسطاط و تعني الخيمة .

ثم سار عمرو بن العاص بجيشه تجاه برقة و كان يسكنها البربر الذين عانوا طويلاً من الطغيان البيزنطي ، فتفاوض عمرو مع زعماء البربر الذين رحبوا بالفتح الإسلامي العربي و وافقوا علي دفع الخراج لعمرو و كان حوالي 13 ألف درهم و كان ذلك عام 643 م / 22 هج.

بعد ذلك أكمل عمرو بن العاص مسيرته إلي الغرب لفتح طرابلس ، فدخل بنفسه مدينة طرابلس دون مقاومة سنة 643 م / 22 هـ . و بعد تأمينها أرسل بعثة إلي ولاية فزان ( جنوب غرب ليبيا) بقيادة عقبة بن نافع ففتحها و كان بها أحد أقوي الحصون البيزنطية .


أعمال عمرو بن العاص في مصر

قام عمرو بن العاص بالشروع في بناء عاصمة لمصر الإسلامية بمجرد عودته من الأسكندرية بعد توقيع معاهدة الأسكندرية. و اسماها الفسطاط نسبة إلي فسطاطه ( خيمته) التي نصبه عند دخوله مصر .

استمرت الفسطاط في الاتساع و الازدهار و أصبحت مركزاً للتجارة حتي أحرقها شاور وزير الخليفة الفاطمي العاضد خوفاً من استيلاء الصليبيين عليها سنة 1168 م .

كما بني عمرو بن العاص أول مسجد في مصر و إفريقيا و هو جامع عمرو بن العاص في وسط مدينة الفسطاط سنة 642 م / 21 هـ . و عندما بني المسجد لأول مرة كان له ستة أبواب ، و به ساحة غير مسقوفة ، و كانت أعمدته الداخلية من جذوع النخل و سقفه من الجريد . و يقال أنه وقف علي إقامة قبلته ثمانون رجلاً من الصحابة ، منهم : الزبير بن العوام ، و المقداد بن الأسود ، و عبادة بن الصامت ، و أبو الدرداء ، و أبو ذر الغفاري .

كما أعاد عمرو بن العاص حفر القناة التي كانت تصل بين النيل و البحر الأحمر و سماها قناة خليج أمير المؤمنين .

قدم إلي مصر مع عمرو بن العاص عدد كبير من الصحابة ، فتلقي عنهم أهل مصر الدين الإسلامي الجديد ، و من هؤلاء الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص ، و الزبير بن العوام ، و المقداد بن الأسود ، و عبادة بن الصامت ، و عبد الله بن عمر بن الخطاب ، و مسلمة بن مخلد .

و كانت دروس الفقه تعطي في مسجد عمرو ، و المستمعون يجلسون في حلقة حول المدرس الذي يجلس مسنداً ظهره إلي أحد الأعمدة . و أشهر من علٌم بمصر من الصحابة بعد الفتح هو عبد الله بن عمرو بن العاص ، و يعد مؤسس مدرسة مصر الدينية ، إذ أخذ عنه كثير من أهلها .

دامت ولاية عمرو بن العاص الأولي علي مصر حوالي أربع سنوات، حتي عزله عثمان بن عفان . و لكنه سيعود لولاية مصر في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان .

aymaan noor
05-01-2014, 11:15 AM
ولاة الفتنة الكبري

ولاية عبد الله بن أبي السرح لمصر

عندما تولي عثمان بن عفان الخلافة من بعد م*** الخليفة عمر بن الخطاب عزل عمرو بن العاص، و ولي عبد الله بن سعد بن أبي السرح علي مصر سنة 24 هـ . و يقال أن سبب العزل أن عمرو طلب من عثمان عزل عبد الله بن سعد عن ولاية صعيد مصر ، فرفض عثمان و عزل عمرو و ولي عبد الله بن سعد بن أبي السرح ولاية مصر كلها .

اختلفت سياسة عبد الله عن ولاية عمرو بن العاص فقد تشدد في جمع الضرائب و عامل المصريين بقسوة ترتب عليها أن حرض أهل الأسكندرية دولة الروم علي غزو مدينتهم . فعاد الروم يحتلون الأسكندرية و بعض مدن الوجه البحري ، فبعث المصريون إلي الخليفة عثمان بن عفان يطلبون منه تكليف عمرو بن العاص بقتال الروم البيزنطيين . فاستجاب عثمان و أرسل عمرو بن العاص والياً علي الأسكندرية و أمره بقتال الروم ، و نجح عمرو في مهمته وطرد الروم سنة 25 هـ / 646 م.

كما أغار النوبيون علي مصر من الجنوب ، فأعد عبد الله بن أبي السرح جيشاً بقيادة عقبة بن عامر و طردهم من حدود مصر ووصلت جيوشه إلي دنقلة من أرض السودان ، و بعد قتال شديد انتصر المسلمون علي أهل دنقلة – الذين سماهم العرب الأساود . و عقد معاهدة البقط Pacton سنة 31 هـ و من بين شروطها ارسال 360 رجلاً من السود سنوياً لوالي مصر مقابل إرسال ما يحتاجونه من غلال . و تعهد أهل دنقلة بفتح بلادهم للمسلمين ، و بني المسلمون مسجداً في دنقلة و تعهد الأساود بكنسه و رعايته و إيقاد القناديل فيه بالليل .

استمرت ولاية عبد الله بن سعد حوالي عشر سنوات، حتي قُتل عثمان بن عفان عام 35 هـ ، و قام علي بن أبي طالب بعزل عبد الله و ولي قيس بن سعد بن عبادة.

ولاية قيس بن سعد بن عبادة

بعد م*** عثمان بن عفان عام 35 هـ ، اضطرب الأمر في كل الولايات الإسلامية و من بينها مصر ، و انحازت فئة إلي معاوية بن أبي سفيان تطالب بدم عثمان و فئة أخري إلي علي بن أبي طالب .

و قام علي بن أبي طالب بعزل عبد الله بن سعد من ولاية مصر ، و ولي مكانه قيس بن سعد بن عبادة سنة 37 هـ . و كان قيس من أدهي دواهي العرب ، استطاع أن يستميل شيعة عثمان الذي كانوا يطالبون بدمه في مصر و علي رأسهم معاوية بن حديج ، ليأمن مكرهم و مكيدتهم . كما استطاع أن يضبط الأمور في البلاد مدة ولايته .

لذلك علم معاوية بن أبي سفيان أنه لن يستطيع أن يستولي علي مصر و يستقوي بها مع الشام ضد علي بن أبي طالب ما دام فيها قيس بن سعد . فأرسل إلي قيس يحاول أن يستميله إلي صفه . فتظاهر قيس أول الأمر بالمهادنة ، و لكن التظاهر لم ينطلي علي معاوية ، فأغلظ له قيس في الرد و قال له في رسالة بعث بها إليه في دمشق :

” أما بعد ، فالعجب من اغترارك بي با معاوية و طمعك في ، تسُومني الخروج عن طاعة أولي الناس بالإمرة ، و أقربهم للخلافة ، و أقولهم للحق ، و أهداهم سبيلاً ، و أقربهم إلي رسوله وسيلة ، و أوفرهم فضيلة ، و تأمرني بالدخول في طاعتك ، طاعة أبعد الناس من هذا الأمر ، و أقولهم بالزور و أضلهم سبيلا ، و أبعدهم من الله و رسوله وسيلة ، و لد ضالين مضلين طاغوت من طواغيت إبليس ، و أما قولك : معك أعنة الخيل و أعداد الرجال ، لتشتغلن بنفسك حتي العدم ” .

و عندما علم معاوية أنه لن يستطيع أن يستميله ، لجأ إلي المكيدة ، فأطلق إشاعة في الشام أن قيس بن سعد قد بايعه . و انتشرت الإشاعة حتي وصلت إلي علي بن أبي طالب. فأشار عليه أصحابه أن يقوم بعزل قيس بن سعد عن مصر ، مخافة أن يكون الخبر صحيح .

و بالفعل قام علي بن أبي طالب بعزل قيس عن ولاية مصر بعد أن دامت ولايته أربعة أشهر و خمسة أيام ، و ولي عليها الأشتر النخعي .

ولاية الأشتر النخعي

ولي علي بن أبي طالب الأشتر النخعي علي مصر عام 37 هـ . فأرسلت عيون معاوية بن أبي سفيان إليه بالخبر . و كان الأشتر مشهوراً بشجاعته و اقدامه و انحيازه لعليٌ في موقعة الجمل . فبعث معاوية بن أبي سفيان إليه من ي***ه عند قدومه إلي مصر . و بالفعل مات الأشتر بسم دُس له في العسل.

و عندما بلغ معاوية و عمرو بن العاص الخبر، قال معاوية – و قيل عمرو – ” إن لله جنوداً من عسل”.

ولاية محمد بن أبي بكر الصديق

بعد اغتيال الأشتر النخعي ، ولي علي بن أبي طالب محمد بن أبي بكر علي مصر سنة 37 هـ . و كان محمد فتي في الخامسة و العشرين من عمره ، قليل الخبرة . كما أنه لم يسمع نصيحة قيس بن سعد عن كيفية معاملة شيعة عثمان في مصر حتي لا يثوروا عليه .

لذلك وجد معاوية بن أبي سفيان أن الفرصة مواتية للانقضاض علي مصر . فأرسل جيشاً قوامه ستة آلاف رجل و علي رأسه عمرو بن العاص إلي مصر لانتزاعها من محمد بن أبي بكر .

و تقابل جيش عمرو بن العاص و جيش محمد بن أبي بكر ، و دارت معركة طاحنة كانت الغلبة فيها أولاً لجيش محمد بن أبي بكر الذي كان يقوده كنانة بن بشر . و لكن انضمام شيعة عثمان في مصر بقيادة معاوية بن حديج إلي جيش عمرو رجح كفته ، و قُتل كنانة بن بشر . و تفرق جيش محمد بن أبي بكر عنه ، و وقع هو في أسر معاوية بن حديج الذي ***ه شر ***ة ، و أرسل رأسه إلي معاوية بن أبي سفيان في دمشق .

و كان الأمويون و المتشيعون لعثمان يرون أن محمد بن أبي بكر كان من المحاصرين لبيت عثمان بن عفان و المشاركين في ***ه ، ف***وه لذلك .

و بذلك تملك عمرو بن العاص مصر مرة أخري من قبل معاوية بن أبي سفيان سنة 38 هـ .

و في عام 40 هـ قُتل علي بن أبي طالب علي يد عبد الرحمن بن ملجم من الخوارج ، و هو يدخل مسجد الكوفة ليصلي الفجر . و خلفه ابنه الحسن الذي تخلي عن البيعة لمعاوية بن أبي سفيان سنة 41 هـ حقناً لدماء المسلمين . و بذلك اجتمعت الخلافة و البيعة لمعاوية بن أبي سفيان من كل المسلمين .

aymaan noor
14-01-2014, 12:57 AM
ولاية عمرو بن العاص الثانية

عاد عمرو بن العاص لولاية مصر سنة 34 هـ بعد أن تولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة ، و أعطاه معاوية ولاية مصر مكافأة له علي وقوفه بجانبه في قتاله ضد علي بن أبي طالب .

و أصبح لعمرو بن العاص ولاية مطلقة في مصر ، و سمح له معاوية أن يبقي علي خراج مصر بعد المصروفات و لا يرسل منه شيئاً إلي دمشق .

و في عام 40 هـ ، اتفق ثلاثة من الخوارج علي قتـل علي بن أبي طالب و عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان . فنجح عبد الرحمن بن ملجم في قتـل علي بن أبي طالب و هو خارج إلي مسجد الكوفة لصلاة الفجر .

أما يزيد الذي قصد عمرو بن العاص ليقتـله ، فقد قتـل خارجة بن حذافة ظناً منه انه عمرو ، لأن عمرو بن العاص اصابته وعكة فلم يخرج في تلك الليلة . فنجا عمرو من الموت ، كما نجا معاوية بن أبي سفيان.

مكث عمرو بن العاص في ولايته الثانية لمصر حوالي 4 سنوات و توفي سنة 43 هـ / 663 م .

و قيل أنه عندما شارف علي الموت جعل يذكر تحالفه مع معاوية بن أبي سفيان ضد علي بن أبي طالب و يبكي . فقال له ابنه عبد الله : أتبكي جزعاً من الموت ؟ فقال : لا و الله و لكن مما بعده .

و جعل ابنه يذكره بصحبته رسول الله صلي الله عليه و سلم و فتوحه الشام ، فقال عمرو : تركت أفضل من ذلك : شهادة أن لا إله إلا الله ، إني كنت علي ثلاثة أطباق ليس منها طبقة إلا عرفت نفسي فيها : كنت أول شئ كافراً و كنت أشد الناس علي رسول الله صلي الله عليه و سلم ، فلو مت حينئذ لوجبت لي النار ، فلما بايعت رسول الله صلي الله عليه و سلم ، كنت أشد الناس منه حياءً ما ملأت عيني منه ، فلو مت حينئذ لقال الناس : هنيئاً لعمرو ، أسلم علي خير و مات علي خير أحواله ، ثم تلبست بعد ذلك بأشياء فلا أدري أعليٌ أم لي . فإذا مت فلا يُبكي عليٌ و لا تُتبعوني ناراً ، و شدوا عليٌ إزاري فإني مخاصَم ، فإذا أوليتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جذور و تقطيعها استأنس بكم حتي أعلم ما اراجع به رسل ربي . “

توفي داهية العرب عمرو بن العاص في شوال من عام 43 هـ في مصر ، و لا يعرف حتي الآن أين دُفن .

أما الضريح الموجود في الجهة الشرقية من مسجده، فإن المدفون فيه هو ابنه عبد الله بن عمرو وفقاً لبعض أقوال المؤرخين.

الأستاذ / فولي سيد محمد
24-11-2014, 05:51 PM
جزاكم الله خيراً

rania zaky
10-12-2014, 02:30 AM
فتح مصر 641م
كان أهل مصر علي عهد الدولة البيزنطية يعيشون في ظلم مرير، فالمسيحيون المصريون الذين كانوا علي مذهب يعقوب البردعي الذي يقوم علي مبدأ وحدة طبيعة المسيح الإلاهية قد تعرضوا للاضطهاد من قبل الروم البيزنطيين الذي كانوا علي مذهب الملكاتي الذي يقوم علي مبدأ ثنائية طبيعة المسيح .

كان عمرو بن العاص قد زار مصر من قبل في تجارة له ، و عندما تولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة ، فاتحه عمرو في أمر فتح مصر أكثر من مرة ، حتي وافقه عمر . فسار بجيش مكون من 4 آلاف رجل و عبر بهم من فلسطين إلي العريش و مر ببئر المساعيد حتي انتهي إلي الفرما و هي ميناء صغير علي البحر و تقابل هناك مع حامية رومية ـ و دار قتـل شديد حتي انتصر المسلمون ، ثم واصلوا السير إلي داخل مصر حتي وصلوا إلي بلبيس في دلتا مصر في مارس 640 م / ربيع أول 19 هـ .
و في بلبيس تقابل جيش المسلمين مع جيش الروم بقيادة Arteon الذي سماه العرب أرطبون ، و انتصر المسلمون بعد قتال دام شهر و استولوا علي بلبيس ثم تقدموا إلي حصن بابليون . و كان الحصن فيه حامية رومية كبيرة و يقع في منطقة تسمي مدينة مصر ، و هي منطقة مزارع من قري و حدائق تتصل جنوباً بمدينة منف في الجيزه علي الضفة الغربية للنيل . كان حصن بابليون شديد المنعة ، فارسل عمرو بن العاص يطلب مدداً من الخليفة عمر بن الخطاب .
أقام عمرو في الفيوم للتزود بالمؤن و انتظار المدد العسكري من الحجاز لمحاصرة و اقتحام الحصن . و وصل المدد من الخليفة عمر بن الخطاب قوامه أربعة آلاف رجل و علي رأسهم أربعة من كبار الصحابة هم الزبير بن العوام و مسلمة بن مخلد و عبادة بن الصامت و المقداد بن الأسود . فتسني لعمرو بن العاص ترتيب صفوفه و اتجه لملاقاة جيش الروم الذي كان يقدر ب20 ألف جندي . و تقابل الجيشان في موقعة كبري هي عين شمس عام 640 م / 19 هـ ، و انتصر عمرو بن العاص انتصاراً كبيراً ، و فر من بقي من جيش الروم إلي داخل حصن بابليون .
توجه عمرو بن العاص بجيشه إلي حصن بابليون و حاصره 7 أشهر متواصلة . فأرسل المقوقس إلي عمرو بن العاص يفاوضه يعرض فيها عليه مبلغاً من المال نظير رجوع المسلمين لبلادهم ، و لكن عمرو بن العاص رفض و قال له ليس بيننا و بينكم إلا ثلاث خصال : الإسلام أو الجزية أو القتال .

remo helmy
11-12-2014, 01:35 AM
أعمال عمرو بن العاص في مصر
قام عمرو بن العاص بالشروع في بناء عاصمة لمصر الإسلامية بمجرد عودته من الأسكندرية بعد توقيع معاهدة الأسكندرية. و اسماها الفسطاط نسبة إلي فسطاطه ( خيمته) التي نصبه عند دخوله مصر .
استمرت الفسطاط في الاتساع و الازدهار و أصبحت مركزاً للتجارة حتي أحرقها شاور وزير الخليفة الفاطمي العاضد خوفاً من استيلاء الصليبيين عليها سنة 1168 م .
كما بني عمرو بن العاص أول مسجد في مصر و إفريقيا و هو جامع عمرو بن العاص في وسط مدينة الفسطاط سنة 642 م / 21 هـ . و عندما بني المسجد لأول مرة كان له ستة أبواب ، و به ساحة غير مسقوفة ، و كانت أعمدته الداخلية من جذوع النخل و سقفه من الجريد . و يقال أنه وقف علي إقامة قبلته ثمانون رجلاً من الصحابة ، منهم : الزبير بن العوام ، و المقداد بن الأسود ، و عبادة بن الصامت ، و أبو الدرداء ، و أبو ذر الغفاري .
كما أعاد عمرو بن العاص حفر القناة التي كانت تصل بين النيل و البحر الأحمر و سماها قناة خليج أمير المؤمنين .
قدم إلي مصر مع عمرو بن العاص عدد كبير من الصحابة ، فتلقي عنهم أهل مصر الدين الإسلامي الجديد ، و من هؤلاء الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص ، و الزبير بن العوام ، و المقداد بن الأسود ، و عبادة بن الصامت ، و عبد الله بن عمر بن الخطاب ، و مسلمة بن مخلد .
و كانت دروس الفقه تعطي في مسجد عمرو ، و المستمعون يجلسون في حلقة حول المدرس الذي يجلس مسنداً ظهره إلي أحد الأعمدة . و أشهر من علٌم بمصر من الصحابة بعد الفتح هو عبد الله بن عمرو بن العاص ، و يعد مؤسس مدرسة مصر الدينية ، إذ أخذ عنه كثير من أهلها .
دامت ولاية عمرو بن العاص الأولي علي مصر حوالي أربع سنوات، حتي عزله عثمان بن عفان . و لكنه سيعود لولاية مصر في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان .

عاشق الأزهر
05-02-2015, 01:33 AM
جزاك الله خير الموضوع قيم جدا

Mo Fawzi
07-02-2015, 08:45 PM
جزاك الله خيرا على هذا العمل

aymaan noor
22-02-2015, 10:41 PM
جزاكم الله خيراً

فتح مصر 641م
كان أهل مصر علي عهد الدولة البيزنطية يعيشون في ظلم مرير، فالمسيحيون المصريون الذين كانوا علي مذهب يعقوب البردعي الذي يقوم علي مبدأ وحدة طبيعة المسيح الإلاهية قد تعرضوا للاضطهاد من قبل الروم البيزنطيين الذي كانوا علي مذهب الملكاتي الذي يقوم علي مبدأ ثنائية طبيعة المسيح .

كان عمرو بن العاص قد زار مصر من قبل في تجارة له ، و عندما تولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة ، فاتحه عمرو في أمر فتح مصر أكثر من مرة ، حتي وافقه عمر . فسار بجيش مكون من 4 آلاف رجل و عبر بهم من فلسطين إلي العريش و مر ببئر المساعيد حتي انتهي إلي الفرما و هي ميناء صغير علي البحر و تقابل هناك مع حامية رومية ـ و دار قتـل شديد حتي انتصر المسلمون ، ثم واصلوا السير إلي داخل مصر حتي وصلوا إلي بلبيس في دلتا مصر في مارس 640 م / ربيع أول 19 هـ .
و في بلبيس تقابل جيش المسلمين مع جيش الروم بقيادة arteon الذي سماه العرب أرطبون ، و انتصر المسلمون بعد قتال دام شهر و استولوا علي بلبيس ثم تقدموا إلي حصن بابليون . و كان الحصن فيه حامية رومية كبيرة و يقع في منطقة تسمي مدينة مصر ، و هي منطقة مزارع من قري و حدائق تتصل جنوباً بمدينة منف في الجيزه علي الضفة الغربية للنيل . كان حصن بابليون شديد المنعة ، فارسل عمرو بن العاص يطلب مدداً من الخليفة عمر بن الخطاب .
أقام عمرو في الفيوم للتزود بالمؤن و انتظار المدد العسكري من الحجاز لمحاصرة و اقتحام الحصن . و وصل المدد من الخليفة عمر بن الخطاب قوامه أربعة آلاف رجل و علي رأسهم أربعة من كبار الصحابة هم الزبير بن العوام و مسلمة بن مخلد و عبادة بن الصامت و المقداد بن الأسود . فتسني لعمرو بن العاص ترتيب صفوفه و اتجه لملاقاة جيش الروم الذي كان يقدر ب20 ألف جندي . و تقابل الجيشان في موقعة كبري هي عين شمس عام 640 م / 19 هـ ، و انتصر عمرو بن العاص انتصاراً كبيراً ، و فر من بقي من جيش الروم إلي داخل حصن بابليون .
توجه عمرو بن العاص بجيشه إلي حصن بابليون و حاصره 7 أشهر متواصلة . فأرسل المقوقس إلي عمرو بن العاص يفاوضه يعرض فيها عليه مبلغاً من المال نظير رجوع المسلمين لبلادهم ، و لكن عمرو بن العاص رفض و قال له ليس بيننا و بينكم إلا ثلاث خصال : الإسلام أو الجزية أو القتال .

أعمال عمرو بن العاص في مصر
قام عمرو بن العاص بالشروع في بناء عاصمة لمصر الإسلامية بمجرد عودته من الأسكندرية بعد توقيع معاهدة الأسكندرية. و اسماها الفسطاط نسبة إلي فسطاطه ( خيمته) التي نصبه عند دخوله مصر .
استمرت الفسطاط في الاتساع و الازدهار و أصبحت مركزاً للتجارة حتي أحرقها شاور وزير الخليفة الفاطمي العاضد خوفاً من استيلاء الصليبيين عليها سنة 1168 م .
كما بني عمرو بن العاص أول مسجد في مصر و إفريقيا و هو جامع عمرو بن العاص في وسط مدينة الفسطاط سنة 642 م / 21 هـ . و عندما بني المسجد لأول مرة كان له ستة أبواب ، و به ساحة غير مسقوفة ، و كانت أعمدته الداخلية من جذوع النخل و سقفه من الجريد . و يقال أنه وقف علي إقامة قبلته ثمانون رجلاً من الصحابة ، منهم : الزبير بن العوام ، و المقداد بن الأسود ، و عبادة بن الصامت ، و أبو الدرداء ، و أبو ذر الغفاري .
كما أعاد عمرو بن العاص حفر القناة التي كانت تصل بين النيل و البحر الأحمر و سماها قناة خليج أمير المؤمنين .
قدم إلي مصر مع عمرو بن العاص عدد كبير من الصحابة ، فتلقي عنهم أهل مصر الدين الإسلامي الجديد ، و من هؤلاء الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص ، و الزبير بن العوام ، و المقداد بن الأسود ، و عبادة بن الصامت ، و عبد الله بن عمر بن الخطاب ، و مسلمة بن مخلد .
و كانت دروس الفقه تعطي في مسجد عمرو ، و المستمعون يجلسون في حلقة حول المدرس الذي يجلس مسنداً ظهره إلي أحد الأعمدة . و أشهر من علٌم بمصر من الصحابة بعد الفتح هو عبد الله بن عمرو بن العاص ، و يعد مؤسس مدرسة مصر الدينية ، إذ أخذ عنه كثير من أهلها .
دامت ولاية عمرو بن العاص الأولي علي مصر حوالي أربع سنوات، حتي عزله عثمان بن عفان . و لكنه سيعود لولاية مصر في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان .

جزاك الله خير الموضوع قيم جدا

جزاك الله خيرا على هذا العمل

جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم

ماهر فتاكه
20-05-2016, 03:24 AM
جزاك الله خيرا

smeer awad
21-10-2016, 08:44 AM
شكرا لك على موضوعك الراائع

aymaan noor
21-10-2016, 11:26 PM
جزاك الله خيرا

شكرا لك على موضوعك الراائع

تشرفت بمروركم الكريم

جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم