مشاهدة النسخة كاملة : التفسير الإبداعي لتدبر القرآن وحفظه


islamdream
18-03-2015, 06:50 PM
بعدما حفظنا أعظم سورة في القرآن وهي سورة الفاتحة، وهي السورة التي لا تصح الصلاة إلا بها، دعونا اليوم نتدبر أعظم آية في القرآن الكريم، وهي آية الكرسي.. لابد لكل من يحب القرآن أن يحفظها ويتدبرها ويتفكر في معانيها، بل ويكررها في حياته اليومية، وبخاصة قبيل النوم... لأنها آية الحفظ من الشيطان.

إنها آية تستحق أن تكون أعظم آية في كتاب الله تعالى، لأنها تلخص لنا صفات الله عز وجل، وقدرته على حفظ السماوات والأرض. فلا يعجز عن حفظك أيها المؤمن مهما كانت الظروف التي تمر بها.

وحدانية الله وملكه

إن أهم حقيقة في هذا الكون هي أن الله واحد ولا إله غيره وأنه حيّ لا يموت، قيوم يقوم على هذا الكون، فهو خالق الكون وهو الذي يحفظه من الفناء، ولذلك بدأت هذه الآية العظيمة بقوله (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) فالله واحد وحيٌّ وقيوم، فلو أهمل الله هذا الكون لحظة لانهار كل شيء، ولكنه بقدرته يقوم على حفظه فهو الحي القيوم.. سبحانه وتعالى.

ومن هنا لابد للحي القيوم أن يتنزّه عن الغفلة أو النوم (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) فهو عز وجل لا تأخذه أقل غفلة (سِنَةٌ) ولا ينبغي له أن ينام.. لأن النوم والغفلة والسِّنة من صفات المخلوقات الضعيفة. ولكن الله تعالى هو الذي خلق الكون و(لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرضِ)، فكل ما نتخيله في هذا الكون هو ملك لله، كيف لا يكون ملكاً له وهو خالق كل شيء، سبحانه وتعالى.

ولكن هل يستطيع أحد أن يشفع لأحد إلا بإذن الله؟ وهل يمكن لمخلوق أن ينفع أحداً إلا بإذن الله ومشيئته وإرادته؟ (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ).

علم الله

ولذلك فإن الله يعلم كل شيء، لا تتصور أن الله يخفى عليه أي شيء، كل ما تقوم به أو تفكر به، أو يخطر ببالك (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ) فهو يعلم الأشياء التي تراها أمامك وبين يديك، ويعلم ما خلفك مما لا تتصوره ويعلم ما ينتظرك في المستقبل.. ولكن هل يستطيع أحد أن يعلم شيئاً إلا بإرادة الله تعالى؟ ولذلك قال: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) فلا تظن أنك ستحصل على أي علم إلا بمشيئة الله تبارك وتعالى.