مشاهدة النسخة كاملة : تجاهل كتاب الصف الأول الابتدائي


فريد البيدق
10-02-2016, 10:15 AM
تجاهل كتاب الصف الأول الابتدائي إثراء مد الواو بالواو وصوت الياء المكسورة وصوت الياء الممدوة بالياء
(1)
برمج كتاب اللغة العربية الوزاري للصف الأول الابتدائي دراسة الحروف التي اقتصر عليها في الفصل الدراسي الأول على وفق الآتي:
أ- نشاط 1: قصة عن الحرف.
ب- نشاط2: اسم الحرف وشكله في مختلف الأماكن في الكلمة أولها ووسطها وآخرها.
ج- نشاط3: تلوين الحرف ونطقه في كلمات معطاة لتأكيد السابق.
د- نشاط 4: الأصوات القصيرة (الحركات الثلاث والسكون) تحت عنوان: استمع وانطق.
هـ- نشاط 5: تطبيق على الأصوات القصيرة بإكمال أصوات كلمات معطاة.
و- نشاط 6: رسم الأصوات بملء فراغ أصوات معطاة.
ز- نشاط 7: تكوين كلمات من حروف معطاة.
ح- نشاط 8: أغنية الحرف.
ط- نشاط 9: صور للأصوات الطويلة.
ي- نشاط 10: الأصوات الطويلة الثلاثة التي هي حروف المد بالألف والواو والياء تحت عنوان "استمع وانطق".
ك- نشاط 11: مفاضلة بين الصوت القصير والطويل في كلمات معطاة تحت عنوان "لاحظ الفرق".
ل- نشاط 12: تقطيع كلمات معطاة.
م- نشاط 13: يخص الخط بكتابة كلمات معطاة. وهذا النشاط قد لا يوجد في بعض الحروف.
(2)
ماذا رأينا؟
رأينا تنظيما دقيقا لدراسة الأصوات الستة المختارة للحروف، فهل انتظم الكتاب فيها مع كل الحروف؟
نعم، إلا في صوت الواو في عدم إثراء مد الواو بالواو، وفي حرف الياء في صوتين هما الياء المكسورة والياء الممدودة بالياء إهمالا وتجاهلا.
كيف؟
(3)
لو لحظنا ص106 التي وردت فيها الأصوات الطويلة للواو لوجدنا أن مد الواو بالواو لم يأت إلا كلمة واحدة هي "طاووس"، تحت المدود في نشاط 10 كالآتي:
وا
وو
وي
دواء
طاووس
طويل


ثم أعادها في نشاط 11، وتبعته الكتب الخارجية التي من مهامها إثراء المعلمين والمعلمات والتلاميذ.
وقد أدى هذا إلى حيرة بعض المعلمين والمعلمات الذين لا يقتصرن على ما في الكتاب ويريدون إثراء تلاميذهم في الأنشطة والتدريبات كما عاينتُ. ولو فتح مؤلفا الكتاب المعاجم لوجدوا كلمات كثيرة كان يجب إيراد بعضها لمساعدة المعلمين والمعلمات ولبناء قاموس التلاميذ وإثرائه من اللحظة الأولى.
مثل ماذا؟
مثل الكلمات الآتية:
1- داوود: اسم نبي.
2- راووق: يقول الفيومي في المصباح المنير: راق الماء يروق: صفا. و"روقته" في التعدية، واسم الآلة "راووق".
3- ناووس: يقول الفيومي في "المصباح المنير": (و"النَّاوُوسُ" فاعُولُ: مقبرة النصارى)
4- قاووق: يقول المعجم الوسيط: القاووق: قلنسوة طويلة من ملابس الرأس للفرس (د).
5- صياغة صيغة مبالغة من الأجوف الواوي على فاعول، مثل: قاوول، وصاوول، و... إلخ. وهذا باب قياسي يمد المعلمين بمدد كبير إن لم يجدوا سماعا لغويا يحضرهم. وهي صيغة أجازها مجمع اللغة العربية، ويوردها الشيخ الدقر في كتابه "معجم القواعد العربية" تحت عنوان: صِيَغ لِمُبَالَغَةِ الفَاعل قَليلة الاستعمال، وهي: فَاعُول كـ "فارُوق" ...).
(4)
هذا عن الواو، فماذا عن الياء؟
لو لحظنا النشاط الرابع والنشاط العاشر الخاصين بالأصوات القصيرة والأصوات الطويلة للياء لوجدنا الخلل.
ما هو؟
إنه عدم إيراد الياء المكسورة في الأصوات القصيرة، ولا الياء الممدودة بالياء في الأصوات الطويلة.
كيف؟
عرضت ص108 الأصوات القصيرة كالآتي:
يْ
يُ
يَ
ذَيْل
يُسْرِي
يَد


وعرضت ص 109 الأصوات الطويلة كالآتي:
يُو
يُو
يَا
طُيُور
يُوسف
خيَار


ونجد هنا إهمال الكسرة في الأصوات القصيرة والياء في الأصوات الطويلة وتكرار المد بالواو وكأن الياء لا تمد بالياء.
فهل فعل ذلك مع الواو المضمومة والممدودة بالواو، وهي أخت الياء؟
لا.
كيف؟
وْ
وُ
وِ
وَ
حوْض
وُجوه
وِسام
وَجه


نجد هنا وجود الواو المضمومة ولم تهمل استثقالا كما قد يُتوَّهم مع الياء.
وفي ص 106 نجد الأصوات الطويلة كالآتي:
وِي
وُو
وَا
طوِيل
طاوُوس
دوَاء


ماذا نجد هنا؟
نجد أنه اختار كلمة استثنائية في الإملاء في مد الواو بالواو.
ما هي؟
إنها كلمة "طاووس" التي تكتب بواو واحدة منعا من اجتماع مثلين في الخط استثقالا كما يحدث في الصوت، ولم يورد غيرها من الكلمات الممدودة الواو بالواو كما بينت آنفا. وعلى الرغم من ذلك أوردها ولم يجد حرجا؛ فلِمَ لمْ يورد هذا مع الياء؟
هل تخلو اللغة من الأمثلة الدالة على ذلك؟
لا، إن اللغة لم تهمل "فعل" مكسور العين اليائي.
مثل ماذا؟
مثل "حَيِيَ، وغَيِد".
يقول الشيخ أحمد الحملاوي في كتابه "شذا العرف في فن الصرف" في تنبيهاته بعد أضرب الفعل وأبوابه ص 30: "والأجوف يجيء من ثلاثة أبواب: من باب نصر وضرب وفرِح، نحو: قال يقول وباع يبيع وخاف يخاف وغيِد يغْيَد وعوِر يعْوَر إلا إن شرطه أن يكون في الباب الأول واويا وفي الثاني يائيا وفي الثالث مطلقا".
ويقول الباحث هاني محمد عبد الرازق القزاز في بحثه للدكتوراه (المسائل النحوية والصرفية في شرح أبي العلاء المعري على ديوان ابن أبي حصينة) ص152: (فإن وسط اللسان يرتفع أكبر ارتفاع عند النطق بياء المد، ومعنى هذا بُعْد الفتحة عن الكسرة فى بناء (فَعِل) وما تصرف منه، فلذلك يكثر تصحيح وزن ( فَعِل مكسور العين) فعلا كان أو اسما، ولا يشترط فى الاسم أن يكون الوصف منه على ( أفعل) كما شرطه النحاة، والدليل على هذا مجئ أفعال كثيرة على وزن (فَعِل) مصححة. وقد قمت باستقراء أولى لهذا النوع من الأفعال الجوفاء على وزن (فَعِل مكسور) فى معجم الأفعال للسرقطسى وقفت فيه على نحو من خمسة عشر فعلاً كلها مصحح).
وكان من هذه الأفعال يائية العين مكسورتها التي ساقها الباحث هذه المجموعة: (جيد وخيف صيد هيغ وهيم شيم عيش عيط ليث).
وورد في شرح ابن عقيل (4/ 286): (ومثال ما عينه ياء باقية على أصلها: غيد، وحيد، وصيد).
ويطرد كسر الياء في بعض الصيغ كصيغة "فَيْعِل" من الأجوف الواوي واليائي، مثل "سيِّد وميِّت وقيِّم و... إلخ".

(5)
وقد يقول قائل: هذا في الأصوات القصيرة فهل هناك كثير من الكلمات التي تحتوي الياء الممدودة بالياء؟
أقول: ليس هناك كلمات كثيرة فقط بل هناك أبواب علمية تحوي ما لا يحصى من الكلمات المحققة ذلك.
مثل ماذا؟
مثل مد التمكين.
ما مد التمكين؟
ورد في "أحكام التلاوة" للشيخ عادل نصار ص 7 ببعض تصرف: (مد التمكين هو ياءان أولاهما مشددة مكسورة، وثانيهما ساكنة وهي التي تمد. وسبب التسمية أن الشدة تخرجه متمكنا. ومن أمثلته {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء: 86]، و{وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [البقرة: 61]، و {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة: 111]. {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} [المطففين: 18]. وحكمه: واجب. ومقداره: حركتان).

هذا عن الباب الأول، فماذا عن الباب الثاني؟
إنه باب جمع المنسوب جمعا مذكرا سالما مجرورا أو منصوبا.
ما المنسوب؟
إنه الاسم الذي ألحقت به ياء النسب مثل "مصريّ وسعوديّ وكويتيّ وتركيّ وأمريكيّ، وجمعها: مصريين وسعوديين وكويتيين وتركيين وأمريكيين".

وهل هناك باب ثالث؟
نعم.
ما هو؟
إنه باب المصدر القياسي "تفعيل" من الأجوف اليائي، مثل "تعيين وتخييم و... إلخ".
(5)
فلماذا أهمل مؤلفا الكتاب هذين الصوتين على الرغم من وجودهما في اللغة وجودا ليس قليلا لا سيما أنه في مقام تعليم أصوات الحروف الذي يستلزم إيراد كل الأصوات حتى لو كان وجودها تخيلا؟
أيكون ذلك التجاهل تَمّ خوف الإثقال على التلاميذ؟
لا، لأن ذلك سهل ميسور كما برهنت التجربة.
أم يكون ذلك لقلة ورود ذلك؟
لا، لأن الأمر واسع كما بسطت سابقا.
أم يكون الأمر ... أم يكون الأمر ... لا أدري، لكنني أدري أن على المعلمين تصحيح ذلك وأن على مؤلفي الكتاب تصحيحه أيضا في الطبعة القادمة إن شاء الله.