مشاهدة النسخة كاملة : أعلام الأزهر الشريف


Mr. Hatem Ahmed
22-03-2016, 07:43 AM
http://www.cairodar.com/images/2015/03/%D9%85%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81-625x352.jpg


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، قيّوم السماوات والأرضين؛ والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ثـم أمـا بـعـــد

لا يخفى على أحد دور الأزهر الشريف في جميع أرجاء المعمورة، فهو منارة العلم التي يقصدها القاصي والداني لينهل منها ... وعلى مر العصور والأزمان تخرّج من الأزهر كبار العلماء في مختلف العلوم الدينية، بَيْد أنه كان من هؤلاء جمعوا علومًا شتى متمثلة في شخص واحد فصار بمثابة المرجع لأبناء عصره في أحكام الحلال والحرام ... هذا الشخص أُطلق عليه اسم: "شيخ الجامع الأزهر".

ومن خلال الأسطر التالية سنتعرّف على أشهر مَن تولّى مشيخة الأزهر الشريف بدءًا مِن أول مَن وَلِيها وحتى يومنا هذا ... وسمّيتُه ((أعـــلام الأزهـــر الـشـــريـــف)).

*********

حـاتــم أحـمــد مـحـمــد

Mr. Hatem Ahmed
22-03-2016, 07:49 AM
(1) الــخَـــراشـــــي


هـــــو: محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي، أبو عبد الله؛ المالكي المذهب. الإمام الشيخ، أول إمام للأزهر الشريف، وأحد كبار علماء المسلمين في العصور الحديثة.

مــولـــده: وُلِد الشيخ في سنة 1601م.

وسُمّي بالخَراشي نسبةً إلى قريته التي وُلِد بها، وهي قرية أبي خراش، التابعة لمركز شبرا خيت بمحافظة البحيرة.

نشأته ومراحل تعليمه: تلّقى الشيخ تعليمه على يد نُخبة مِن العلماء، مثل والده فضيلة الشيخ/ جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي، الذي غرس فيه حُبًّا للعلم وتطلعًا للمعرفة، كما تلقى العلم على يد الشيخ العلامة/ إبراهيم اللقاني، وفضيلة الشيخ/ الأجهوري، وفضيلة الشيخ/ يوسف الغليشي، وفضيلة الشيخ/ عبد المعطي البصير، وفضيلة الشيخ/ ياسين الشامي؛ وغيرهم مِن العلماء والمشايخ الذين رسموا لحياته منهجًا سار على خطواته حتى وفاته.

ودرس الشيخ الخراشي علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، ودرس أُمّهات الكتب في كل هذه العلوم السالفة الذكر على أيدي شيوخ عظماء بعلمهم وخلقهم.

وقد ظل فضيلته عشرات السنين يُعلّم ويتعلم، ويُفيد ويستفيد من العلم والعلماء، وظل يروي طيلة حياته ويُروى عنه، وبات يضيف ويشرح ويعلق على كل ما يقع بين يديه وتقع عيناه، فأفاد بلسانه وقلمه جمهرة كبيرة من العلماء الذين كانوا يعتزون به وبالانتماء إليه، والنّهل من علمه الغزير، ومعرفته الواسعة.

كان الشيخ الخراشي متواضعًا عفيفًا، واسع الخلق، كثير الأدب والحياء، كريم النفس، حلو الكلام، يُسَخِّر نفسه لخدمة الناس وقضاء حاجاتهم بنفسه، واسع الصدر، تعلم على يديه طلاب العلم مِن شتّى بقاع الأرض يسألونه ويستمعون إليه ويناقشونه دون ضيق منه أو تذمر، رحب الأفق لا يمل ولا يسأم؛ وكان يُعير مِن كُتُبه، ومِن خزانة الوقف بيده لكل طالب، إيثارًا لوجه الله تعالى.

وكان معظّماً عند الحُكّام .. فكانوا يقبلون شفاعته إذا شفع لأحد.

وَلِيَ فضيلته مشيخةَ الأزهر سنة 1679م، وكان عمره وقتذاك حوالي ثمانين عامًا، واستمر في المشيخة حتى مماته.

أشهر تلاميذه:

- فضيلة الشيخ/ أحمد اللقاني.
- وفضيلة الشيخ/ محمد الزرقاني.
- وفضيلة الشيخ/ علي اللقاني.
- وفضيلة الشيخ/ شمس الدين اللقاني.
- وفضيلة الشيخ/ داود اللقاني.
- وفضيلة الشيخ/ محمد النفراوي.
- وفضيلة الشيخ/ أحمد النفراوي.
- وفضيلة الشيخ/ الشبراخيتي.
- وفضيلة الشيخ/ أحمد الفيومي.
- وفضيلة الشيخ/ عبد الباقي القليني.
- وفضيلة الشيخ/ إبراهيم بن موسى الفيومي.
- وفضيلة الشيخ/ أحمد المشرفي.
- وفضيلة الشيخ/ الشيخ علي المجدولي.
- وفضيلة الشيخ/ أبو حامد الدمياطي.
- وفضيلة الشيخ/ شمس الدين البصير السكندري.
- وفضيلة الشيخ/ أبو العباس الديربي.

وفــاتـــه: توفي بالقاهرة، 1690م، عن عمر يناهز التسعين (90) عامًا، ودُفِن مع والده بوسط قرافة المجاورين.

Mr. Hatem Ahmed
22-03-2016, 07:53 AM
(2) الــبـــرمـــــــاوي


هـــــو: إبراهيم بن محمد بن شهاب الدين بن خالد، برهان الدين البرماوي، الأزهري تعليماً، الشافعي مذهبًا.

مــولـــده: وُلِد الشيخ البرماوي في قرية برما التابعة حالياً لمركز طنطا بمحافظة الغربية، وإليها نُسِب؛ ولا يُعرف على وجه التحديد متى وُلِد.

نَزَح البرماوي إلى القاهرة، والتحق بالأزهر الشريف ليدرس علوم اللغة العربية والشريعة على أيدي كبار علماء عصره كفضيلة الشيخ/ الشمس الشوبري، وفضيلة الشيخ/ المزاحي، وفضيلة الشيخ/ البابلي، وفضيلة الشيخ/ الشبراملسي؛ ولكنه لازم دروس فضيلة الشيخ/ أبي العباس شهاب الدين أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي، الذي احتفى بالبرماوي لِما رأى مِن نُبوغه، مما جعل البرماوي يتصدّى للتدريس والجلوس مكان أستاذه الشيخ القليوبي.

تولى الشيخ البرماوي مشيخةَ الأزهر سنة 1690م.

أشهر تلاميذه:

- فضيلة الشيخ/ العجلوني
- فضيلة الشيخ/ علي بن المرحومي
- فضيلة الشيخ/ إبراهيم بن موسى الفيومي.

وفــاتـــه: توفي الشيخ في سنة 1695م.

Mr. Hatem Ahmed
22-03-2016, 07:55 AM
(3) الــنـــشــــرتـــــي


هـــــو: محمد النشرتي، المالكي المذهب؛ الإمام والشيخ الثالث للأزهر الشريف، وأحد أعلام الفقه المالكي في الأزمنة الحديثة.

مــولـــده: وُلِدَ الشيخ النشرتي ببلدة نشرت (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B4%D8%B1%D8%AA)بمحافظة كفر الشيخ، وسُمِّي بالنشرتي نسبةً إلى بلدته هذه.

حَفِظَ الشيخ القُرآن الكريم في صِغَرِهِ، ثم انتقل مِن بلدته إلى القاهرة في صباه ليلتحق بالأزهر، وتفوق في دراسته، ليتصدّى فيما بعد للتدريس وتصدّر حلقات الدرس حتى اُختِير شيخاً للأزهر الشريف سنة 1695م، بعد وفاة الشيخ البرماوي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A7% D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%8A) مباشرةً.

تزعّم النشرتي علماء المالكية في عصره، ولم يتوقف عن التدريس حتى بعد أن تولى مشيخة الأزهر وانشغل بأعباء المشيخة، التي ظل فيها 14 عامًا لم يتوقف خلالها عن التدريس.

لم توجد له ترجمةٌ دقيقة في المراجع التاريخيَّة إلا سطور متفرِّقة ومتناثرة في بعض أجزاءٍ من كتب "الجبرتي"؛ بيد أن ما كان عليه الإمام الشيخ/ النشرتي مِن العِلم، وما كان له من الفضل والتلاميذ الذين طبقت شهرتهم الآفاق، في الفقه المالكي بخاصَّة، وفي العلوم الدينيَّة والدنيويَّة على سبيل العموم، فإنَّ المصادر التي بحثت في حياة الرجل وأعماله تؤكِّد أنَّه خلف رجالاً من العلماء كثيرين انتهت إليهم الصَّدارة في عُلوم عُصورهم المختلفة والمتعدِّدة المجالات والتخصُّصات، وإنَّ القصد من هذا نريد تعريف القارئ الكريم بأنَّ العلماء الذين لم يتركوا وراءهم مؤلَّفات ضخمة ومصنَّفات فريدة لم يكونوا أقلَّ حظًّا من الذين خلفوا وراءهم رجالاً، خلدوا آراءهم وأفكارهم وأبقوا على مرِّ الزمن أخبارهم وآثارهم.

أشهر تلاميذه:

- الإمام العلامة/ أبو العباس أحمد بن عمر الديربي الشافعي.
- الإمام الشيخ/ الصالح عبدالحي بن الحسن بن زين العابدين.
- الإمام الفقيه المحدِّث/ أحمد بن الحسن بن عبد الكريم الشافعي.

وفــاتـــه: توفي الشيخ النشرتي في سنة 1709م. وصُلِّي عليه بالأزهر، وحضر جنازته السناجقة والأمراء والأعيان والعامة في يوم عظيم ومشهد حافل.

Mr. Hatem Ahmed
23-03-2016, 05:53 AM
(4) الــقـــلــــيـــــنـــــــي


هـــــو: عبد الباقي القليني. الإمام الشيخ الفقيه المالكي، رابع شيوخ الأزهر الشريف (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1).

مــولـــده: وُلِد الشيخ القليني في مدينة قلين (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%86)، التابعة حالياً لمحافظة كفر الشيخ (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D9%83% D9%81%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE)، وإليها نُسِب، ولا يُعرف تاريخ ميلاده تحديدًا.

غادر القليني قريته قاصداً القاهرة (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9)ليلتحق بالجامع الأزهر (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1)، وكان من شيوخه الإمام الشيخ/ البرماوي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A7% D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%8A)، والإمام الشيخ/ النشرتي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4% D8%B1%D8%AA%D9%8A).

وكان القليني يعتني يتوجيه تلاميذه إلى العناية والاهتمام بالكتب القديمة والبحث في أمهات الكتب لاستخراج ما بها من كنوز ومعارف، وكان يساعدهم على فهم ما صعب عليهم فهمه في تلك الكتب، ويملي عليهم الحواشي لإيضاح الغوامض وتبسيط المعقّد.

أبرز تلاميذه:

- فضيلة الشيخ/ محمد صلاح البرلسي.

تولّى الشيخ القليني مشيخةَ الأزهر سنة 1709م، بعد وفاة شيخه النشرتي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4% D8%B1%D8%AA%D9%8A)، وبعد أن خاض تلاميذه وزملاؤه صراعاً عنيفاً من أجل توليته المنصب، ولم يشترك القليني في هذا الصراع من قريب أو من بعيد، لوجوده بعيداً عن القاهرة (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9)آنذاك؛ بل اشترك فيه تلاميذه وزملاؤه المقرّبون الذين كانوا يرون أنه الأحق بولاية هذا المنصب الجليل. وقد ظل الشيخ القليني في هذا المنصب حتى وفاته.

وفــاتـــه: لا يُعرف على وجه التحديد تاريخ وفاة الشيخ القليني، ولم يَرِد ذِكر بذلك في جميع الكتب التي تناولت ترجمته.

Mr. Hatem Ahmed
23-03-2016, 05:57 AM
(5) شـــنـــــن


هـــــو: محمد شنن؛ المالكي المذهب. الإمام الشيخ، خامس شيوخ الجامع الأزهر (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9_%D8%B4%D9%8A%D9%88% D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1).

مــولـــده: وُلِد الشيخ سنة 1656م، في قرية الجدية (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%A9)التابعة لمركز رشيد (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%B1%D8%B4%D9%8A% D8%AF)بمديرية البحيرة (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%A8%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A9)، وهي قرية تقع على الضفة الغربية لفرع رشيد (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D8%B9_%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AF).

نشأ الشيخ شنن في قريته، وفيها حفظ القرآن الكريم، ثم قصد الجامع الأزهر (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1) لاستكمال علومه الدينية.

وقد اشترك الشيخ شنن في الفتنة التي حدثت بين فريقي الشيخ القليني (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%82% D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A) والشيخ النفراوي، وكان مؤيداً للشيخ أحمد النفراوي، فلما تدخل ولاة الأمور في ذلك صدرت الأوامر بنفي الشيخ شنن إلى قريته "الجدية"، وتحديد إقامة الشيخ النفراوي في بيته.

وكان الشيخ شنن واسع الثراء، ويذكر "الجبرتي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85% D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D8%AA%D9%8A)": أنه ترك لابنه ثروة طائلة من الذهب والفضة والأملاك والضياع والأطيان، وكان له مماليك وعبيد وجوارٍ.

ومع ثرائه العريض كان غزير العلم، واسع الاطلاع، وكان من أعلام المالكية في زمانه، ولم تصرفه أمواله عن تحصيل العلم ومتابعة تلاميذه والاطلاع على التراث.

توفي الشيخ أحمد النفراوي أثناء مشيخة الشيخ عبد الباقي القليني (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%82% D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A)، مما دعا شيوخ الأزهر للإجماع على تولية الشيخ محمد شنن المشيخة؛ إذ كان ثلاثتهم (النفراوي والقليني وشنن) هم الأقطاب الثلاثة في ذلك العصر، وكان جميعهم على المذهب المالكي، الذي كانت المشيخة لا تخرج إلا منه غالباً.

وفي أيام مشيخة الشيخ شنن، جرى ترميم الجامع الأزهر (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1)، بعد أن أصاب التصدّع بعض جدرانه.

وفــاتـــه: توفي الشيخ شنن سنة 1720م؛ وله 64 عامًا.

Mr. Hatem Ahmed
23-03-2016, 06:01 AM
(6) الــفـــيــــومــــــي


هـــــو: إبراهيم بن موسى الفيومي، المالكي المذهب؛ الإمام الشيخ.

مــولـــده: وُلِد بمدينة الفيوم عام 1652م.

انتقل الشيخ الفيومي مِن موطنه في الفيوم (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%88%D9%85_%28%D9%85%D8% AF%D9%8A%D9%86%D8%A9%29) إلى القاهرة (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9) في مطلع شبابه للدراسة في الأزهر، فتلقّى العلم على عدد من كبار شيوخ عصره منهم الإمام الشيخ/ محمد الخراشي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1% D8%A7%D8%B4%D9%8A)، أول شيوخ الجامع الأزهر (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1)؛ الذي قرأ الفيومي عليه كتاب الرسالة (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%D9%8A%D8%A9)لأبي عبد الله بن أبي زيد القيرواني (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B2%D9%8A %D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%A7% D9%86%D9%8A)وشرحها، معيداً لها.

بَرز الفيومي في علم الحديث، الذي أخذه عن عدد من علمائه البارزين في ذلك العصر، ومن بينهم فضيلة الشيخ/ يحيى الشهاوي، وفضيلة الشيخ/ عبد القادر الواطي، وفضيلة الشيخ/ عبد الرحمن الأجهوري، والإمام الشيخ/ إبراهيم البرماوي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A7% D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%8A)، وفضيلة الشيخ/ محمد الشرنبابلي، وغيرهم.

كما كان من شيوخ الفيومي في بقية العلوم فضيلة الشيخ/ الشبراملسي، وفضيلة الشيخ/ الزرقاني، وفضيلة الشيخ/ الشهاب أحمد البشبيشي، وفضيلة الشيخ/ الغرقاوي، وفضيلة الشيخ/ علي الجزايرلي الحنفي، وغيرهم.

تولّى الشيخ الفيومي مشيخةَ الأزهر (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D8%B2%D9%87%D8%B1) بإجماع الشيوخ سنة 1720م.

أشــهـــر تـلامـيـــذه:

- فضيلة الشيخ/ محمد بن عيسى بن يوسف الدمياطي الشافعي، الذي درس على الشيخ الفيومي علم الفقه المالكي، وغيره.
- فضيلة الشيخ/ الصالح علي الفيومي المالكي.
- فضيلة الشيخ/ علي بن أحمد بن مكرم الله الصعيدي العدوي المالكي.

وفــاتـــه: توفي الشيخ الفيومي عام 1724م، عن عمر يناهز 72 عاماً؛ وكان آخر مَن وَلِي المشيخة مِن المالكية بعد أن ظلّ المنصب في المالكية طيلة نصف قرن.

الأستاذة ام فيصل
23-03-2016, 10:00 PM
جزاك الله خيرا مستر حاتم

جهد مشكور

للمعلومات فقط هل المذهب المالي هو السائد في مصر

حسب معلوماتي هو الشافعي

تحياتي وتقديري

Mr. Hatem Ahmed
23-03-2016, 11:31 PM
جزاك الله خيرا مستر حاتم

جهد مشكور


بارك الله فيكِ أستاذتنا الكريمة




للمعلومات فقط هل المذهب المالي هو السائد في مصر
حسب معلوماتي هو الشافعي




المشهور عندنا في مصر هو فعلاً المذهب الشافعي

وفي مواد القانون المدني معظمه مأخوذ من المذهب الحنفي!


وبالنسبة للمذهب المالكي فهو قليل جدًا عندنا في الوقت الحالي!




تحياتي وتقديري


حضرتك شرّفتيني ونوّرتيني بمرورك الجميل

الأستاذة ام فيصل
24-03-2016, 12:19 AM
شكرا جزيلا اخي الفاضل مستر حاتم

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

تحياتي وتقديري

Mr. Hatem Ahmed
24-03-2016, 04:12 AM
شكرا جزيلا اخي الفاضل مستر حاتم

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

تحياتي وتقديري


خالص الشكر والتقدير والتحية لحضرتك للمرور مرة ثانية

Mr. Hatem Ahmed
08-04-2016, 09:10 PM
(7) الـــشــــبــــــــــراوي


هـــــو: عبد الله بن محمد بن عامر بن شرف الدين، أبو محمد الشبراوي؛ ثم الشافعي المَذْهب. الإمام الشيخ

مــولـــده: وُلِد فضيلة الشيخ الشبراوي في سنة 1681م.

تعليمه وأساتذته: البيئة التي نشأ فيها الشيخ الشبراوي كانت من بيت العلم والجلالة، فجدّه هو عامر بن شرف الدين، كان أحد المشايخ الموصوفين بالحِفظ والذّكاء.

وقد تتلمذ الشبراوي على الإمام الشيخ/ الخراشي، ونال إجازته وهو دون العاشرة، ومن أساتذته الشيخ/ حسن البدري، الذي كان من الشعراء المرموقين في عصره، وقد تأثر الشبراوي بأدبه كما درس عليه علم الحديث؛ ومن شيوخ الشبراوي أيضاً الشيخ/ شهاب الدين أحمد بن محمد الثحلي الشافعي المكي، والشيخ/ خليل بن إبراهيم اللقاني، والشيخ/ محمد بن عبد الرازق الزرقاني، والشيخ/ أحمد النفراوي، والشيخ/ عبد الله بن سالم البصري، والشيخ/ صالح بن حسن البهوي، والشيخ/ شمس الدين الشرنبلالي.

أشهر تلاميذه: من أبرز تلاميذ الشيخ/ الشبراوي: الشيخ/ إبراهيم بن محمد بن عبد السلام الرئيس الزمزمي المكي الشافعي، والوالي/ عبد الله باشا بن مصطفى باشا الكوبريلي، الذي وَلاّه السلطان العثماني/ محمود الأول ولاية مصر، والشيخ/ أحمد بن عيسى العماوي المالكي.

مَنْزلته: جمع الشبراوي بين عدّة مواهب، فكان شاعراً متميزاً وكاتباً مرموقاً بمقاييس عصره، كما كان فقيهاً متعمقاً في أصول الفقه والحديث وعلم الكلام.

شِعْره: كان الشبراوي شاعراً بارعًا، وكان يستغل مواهبه الشعرية في نَظْم بعض العلوم لتسهيل حفظها على الطلاب، مثل نظمه للآجرومية في علم النّحو.

تولّيه المشيخة: تَوَلّى الشيخ الشبراوي مشيخة الأزهر عام 1724م، فكان أول مَن وَلِي المشيخة من مشايخ المذهب الشافعي.

- قال عنه الجبرتي: الإمام الفقيه المحدث الأصولي المتكلم الماهر الشاعر الأديب.

وفــاتـــه: توفي الشيخ الشبراوي في صبيحة يوم الخميس، سنة 1758م؛ عن عمر يناهز ثمانين عاماً، وصُلِّي عليه بالجامع الأزهر في مشهد حافل، ودُفِن بتُربة المجاورين.

....رولا....
09-04-2016, 06:49 PM
عمل رائع
بارك الله بحضرتك وجزاك الله الفردوس الاعلى
خالص التحية والتقدير

Mr. Hatem Ahmed
09-04-2016, 09:49 PM
أسعدني وشرّفني تواجد حضرتك بالموضوع

خالص ودّي واحترامي لحضرتك

Mr. Hatem Ahmed
10-04-2016, 08:10 PM
(8) الــحــــفــــــنـــــــــي


هـــــو: محمد سالم أحمد الخَلْوَتِي، أبو المكارم الحفني، ثم الشافعي المَذهب. الإمام الشيخ

مـولـــده: وُلِد الشيخ الحفني بقرية حفنا بمركز بلبيس، محافظة الشرقية، عام 1688م؛ ونشأ بها ونُسب إليها.

تعليمه: نشأ الحفني بقريته وحفظ بها القرآن الكريم حتى سورة الشعراء، وأشار الشيخ/ عبد الرؤوف البشبيشي على أبيه بإرساله إلى الأزهر فاقتنع الأب بذلك وأرسله إلى الأزهر وهو في الرابعة عشرة من عمره، فأتم فيه حفظ القرآن، ثم اشتغل بحفظ المتون ... فحفظ "ألفية ابن مالك" في النحو، و"الجوهرة" في التوحيد، و"الرحبية" في الفرائض، و"متن أبي شجاع" في فقه الشافعية، وغير ذلك من المتون.

فتَبَحَّر الحفني في علوم النحو والفقه والحديث والأصول وعلم الكلام، كما برع في العروض، وأيضًا في كتابة النثر طبقاً لأسلوب عصره.

مشايخه: من أشهر مشايخ الحفني ... فضيلة الشيخ/ محمد البديري الدمياطي الذي أخذ عنه التفسير والحديث، وقرأ عليه: صحيح البخاري وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجة، ومُوطّأ مالك، ومسند الشافعي، والمعاجم الثلاثة للطبراني (الكبير والأوسط والصغير)، وصحيح ابن حبان، والمُسْتَدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري، وحِلية الأولياء لأبي نُعيم الأصبهاني، وإحياء علوم الدين للغزالي.

ومن شيوخه أيضاً فضيلة الشيخ/ محمد الديربي، وفضيلة الشيخ/ عبد الرؤوف البشبيشي، وفضيلة الشيخ/ أحمد الملوي، وفضيلة الشيخ/ محمد السجاعي، وفضيلة الشيخ/ يوسف الملوي، وفضيلة الشيخ/ عبده الديوي، وفضيلة الشيخ/ محمد الصغير، وفضيلة الشيخ/ محمد بن عبد الله السجلماسي، وفضيلة الشيخ/ عيد بن علي النمرسي، وفضيلة الشيخ/ مصطفى بن أحمد العزيزي، وفضيلة الشيخ/ محمد بن إبراهيم الزيادي، وفضيلة الشيخ/ علي بن مصطفى السيواسي الحنفي، وفضيلة الإمام الشيخ/ عبد الله الشبراوي، وفضيلة الشيخ/ أحمد الجوهري، وفضيلة الشيخ/ محمد بن محمد البليدي.

تلاميذه: اضطلع الحفني بعد حصوله على الإجازة بالتدريس في مدرسة السنانية والوراقين، ثم في المدرسة الطيبرسية التي أنشأها الأمير علاء الدين طيبرس الخازندار سنة 709 هــ.

فَمِن تلاميذه ... فضيلة الشيخ/ يوسف الحفني، وفضيلة الشيخ/ إسماعيل الغنيمي، وفضيلة الشيخ/ علي الصعيدي العدوي، وفضيلة الشيخ/ محمد الغبلاني، وفضيلة الشيخ/ محمد الزهار.

تولّيه المشيخة: تولى فضيلة الشيخ الحفني مشيخة الجامع الأزهر بعد وفاة الإمام الشيخ الشبراوي سنة 1757م، وظل في منصبه هذا حتى وفاته، أي لمدة عشر سنوات.

وفاته: توفي الشيخ أبو المكارم الحفني يوم السبت، عام 1767م، عن عمر يناهز الثمانين عاماً؛ ودُفن في اليوم التالي بعد الصلاة عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل.

الأستاذة ام فيصل
13-04-2016, 12:23 AM
بارك الله بمجهوك وجعله الله في
ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري

Mr. Hatem Ahmed
13-04-2016, 01:13 AM
بارك الله بمجهوك وجعله الله في
ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري



ربنا يبارك فيكِ أستاذتنا الكريمة ويجزيك خير الجزاء

أسعدني وشرّفني مرور حضرتك الجميل

Mr. Hatem Ahmed
13-04-2016, 01:15 AM
(9) الــســـجــــيـــــنـــــــي


هـــــو: عبد الرؤوف محمد عبد الرحمن أحمد السجيني، أبو الجود، الشّافعي المَذْهَب. الإمام الشيخ العلامة

مــولـــده: وُلِد في قرية سجين الكوم بمحافظة الغربية، عام 1741م.

ولُقِّب بالسجيني نسبةً إلى بلدته التي وُلد بها.

نشأته وتعليمه: نشأ الإمام/ السجيني في بيتٍ كله علم وفضل؛ فهو سليلُ أسرةٍ اشتهرت بالعِلم، وهو من أحفاد الشيخ/ شمس الدين السجيني، والشيخ/ إبراهيم السجينى، ووالده الشيخ/ محمد السجيني الشافعي ... فحفظ القرآن الكريم في بلدته ثم انتقل إلى القاهرة ... وقد درس الشيخ السجيني علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، على أيدي شيوخ عظماء بعلمهم وخلقهم.

- قال عنه الجبرتي: الإمام العلاّمة الفقيه النبيه.

-- بيد أن لم نظفر له بكثير ترجمة والسبب في ذلك هو قِصَر المدَّة التي تولَّى فيها المشيخة، والتي لم تستمرَّ أكثر من سنةٍ.

وفــاتـــه: توفي فضيلة الإمام الشيخ/ السجيني في عام 1768م، وصلَّى عليه جمعٌ غفير في الجامع الأزهر من العلماء والأمراء والطلاب، ورجالات الدولة، ومشى الناس في جنازته في موكبٍ غفيرٍ رهيب، وبكاهُ البعيد والقريب، ودُفِنَ هذا الجسد الطاهر بجوار عمِّه الشمس السجيني بأعلى البستان.

Mr. Hatem Ahmed
15-04-2016, 03:12 AM
(10) الــدمـــنـــــهــــــــوري


هـــــو: أحمد عبد المنعم صيام الدمنهوري. الإمام الشيخ العلاّمة

مــولـــده: وُلِد الدمنهوريسنة 1689م، بمدينة دمنهور؛ وإليها يرجع لقبه "الدمنهوري".

تـعــلــيــمـــه ومـشــايــخـــه: تَعلّم في كُتّاب القرية ... فحفظ القرآن الكريم، وتعلّم مبادئ القِراءة والكِتابة، ثم رحل إلى القاهرة، والتحق بالأزهر صغيرًا، وتلّقى فيه العُلوم الشَّرعية واللُّغوية على يد عدد من مشايخه، كفضيلة الشيخ/ عبد الوهاب الشنواني، وفضيلة الشيخ/ عبد الرؤوف البشبيشي، وفضيلة الشيخ/ عبد الجواد المرحومي، وفضيلة الشيخ/ عبد الدائم الأجهوري؛، وغيرهم ... فَدَرَس بهم الفقه على المذاهب الأربعة، حتى أُطلق عليه المَذَاهِبي، وأجازوه فيها؛ فَكَان عالماً بها كُلَّها ... وقد دَرَس التفسير والحديث والمواريث والقراءات والنحو والبلاغة، والهندسة والفلك والطب؛ وغيرها من العلوم.

- وَصفه مُعَاصِروه بأنه كان عَالماً فَذًّا، ومُؤلِفًا عِظيمًا ... وقد ارتقى في مناصبه بالأزهر الشريف إلى أن أصبح شيخ الجامع الأزهر لمدة عشر سنوات متتالية، ليكون أول طبيب يتولى المشيخة.

-- وكان "الدمنهوري" عَالِما في الطّب والهندسة والفلك بالإضافة لعلوم الدِّين!

- وقد كانت دراساته الطّبية قد أخذها عن أحمد القرافي الطبيب بدار الشفاء، فقرأ عليه كتاب "الموجز" و "اللمحة الخفيفة في أسباب الأمراض وعلاجاتها" وبعضاً من "قانون ابن سينا" وبعضاً من "كامل الصناعة" وبعضاً من منظومة " ابن سينا الكبرى".

- وقرأ على فضيلة الشيخ/ سلامة الفيومي، أشكال التأسيس في الهندسة، وبعضًا في علم البيئة، و "رفع الأشكال عن مساحة الأشكال" في علم المساحة.

- وقرأ على فضيلة الشيخ/ محمد الشحيمي "منظومة الحكيم"، ورسالة في علم المواليد، والممالك الطبيعية، وهي الحيوانات والنباتات والمعادن.

- وكان فَقِيهًا حنفيًا، عَالمًا باللُّغة، وتصدّر للإمامة والإفتاء وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، وظل يَتعلّم ويُدرّس، حتى استقام له الأمر، وتمّكن في علوم الهندسة والكيمياء والفلك، وصُنع الآلات، ولجأ إليه مهرة الصُناّع يستفيدون من علمه.

- وكان يُنافِس فضيلة الشيخ/ الدمنهوري في تحصيل تلك العلوم فضيلة الشيخ/ حسن الجبرتي "وَالِد المُؤرّخ المعروف عبد الرحمن الجبرتي.

تَـولّــيـــه الـمَــشــيـــخَــــة: تولّى مشيخة الجامع الأزهر سنة 1768م، خَلفًا لفضيلة الشيخ/ عبد الرؤوف السجيني؛ واستمر في منصبه هذا حتى وفاته، أي لمدة 10 سنوات.

- قال عنه حسن الجبرتي "الكبير": هَابته الأُمراء؛ لكونه كان قوّالاً لِلحقّ، أمَّارًا بالمعروف، سَمحًا بما عنده من الدنيا، وقصدته الملوك من الأطراف وهَادته بهدايا فاخرة، وسائر وُلاة مصر كانوا يحترمونه، وكان شَهير الصّيت عَظيم الهَيبة.

- وبلغ مِن تَقدير الأُمراء المَماليك له وتَعظيمهم لحرمته أنه لما نشبت فتنة بين طائفة من المماليك وأتباعهم، قصده أحد أمراء الطائفتين مستنجدًا به. ولم يجد بيتًا آمنا يحتمي به غير بيت الشيخ الدمنهوري في بولاق، فلما طلب خصومه من الشيخ تسليمهم له رفض، ولم يجرؤوا على اقتحام بيت الشيخ مراعاة له!

وفــاتـــه: تُوفي الشيخ الدمنهوري يوم الأحد، 4 أغسطس، سنة 1778م؛ وقد بلغ 92 سنة.

Mr. Hatem Ahmed
16-04-2016, 04:26 AM
(11) أحــمـــد الــعـــروســـــي


هـــــو: أحمد موسى داود، أبو الصلاح العروسي. الإمام الشيخ

- هو والد شيخ الأزهر الرابع عشر الإمام/ محمد العروسي.

- وجد شيخ الأزهر العشرين الإمام/ مصطفى العروسي.

مـولــده: وُلِد الشيخ العروسي بقرية منية عروس، التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، عام 1720م، وإليها نُسب ونُسبت أسرته.

نـشـأتــه وتـعـلـيـمــه: نشأ الشيخ العروسي في قريته، وفيها حفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الدينية واللغوية، كما درس العلوم الرياضية والفلك والمنطق.

- ثم انتقل العروسي إلى الأزهر وتلّقى العِلم على كبار شيوخه، فسمع صحيح البخاري (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AE% D8%A7%D8%B1%D9%8A) من الشيخ أحمد الملوي بمسجد الحسين (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3% D9%8A%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7% D9%87%D8%B1%D8%A9) ودرس تفسير الجلالين (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AC% D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%86) والبيضاوي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A8% D9%8A%D8%B6%D8%A7%D9%88%D9%8A) على يد الشيخ/ عبد الله الشبراوي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%88%D9%8A)، ثم سمع من الشيخ الحفني (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B3%D8%A7 %D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%81%D9%86%D9%8A) صحيح البخاري وشرحه للقسطلاني مرة أخرى، ومختصر ابن أبي جمرة والشمائل النبوية للترمذي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%B0%D9%8A) وشرح ابن حجر للأربعين النووية (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A8% D8%B9%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D 9%8A%D8%A9) والجامع للسيوطي. كما لازم الشيخ حسن الجبرتي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D8%AA%D9%8A_%D8%A7% D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1)" والد المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85% D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D8%AA%D9%8A)، وقرأ عليه في الرياضيات والجبر والمقابلة وكتاب الرقائق للسبط وغيرها.

مـواقــفـــه: كانت للإمام العروسي مواقف مشهودة ضد الأُمراء في الدفاع عن الشّعب ... نذكر منها: لمّا اشتدّ الغَلاء وضجّ الناس بالشكوى، ذهب العروسي إلى الوالي/ حسن باشا واتفق معه على وضع تسعيرة للخبز واللحم والسمن، وخرج المحتسب ليعلن في الأسواق السياسة التموينية الجديدة ويُهدد من يخرج عليها، فزالت الغُمّة.

تـولـيــه الـمـشـيـخــة: تولى الشيخ/ العروسي مشيخة الأزهر بعد وفاة الإمام الشيخ/ الدمنهوري، بعشر سنوات، تم تعطيل فيها المشيخة بسبب نزاعات بين الشافعية والحنفية؛ وظلّ في المشيخة حتى وفاته.

وفــاتـــه: تُوفي الشيخ/ أحمد العروسي سنة 1804م؛ وله (84) سنة.

المركز السعودي
17-04-2016, 11:26 PM
موضوع قيم جدا

Mr. Hatem Ahmed
18-04-2016, 01:53 AM
موضوع قيم جدا

شكرًا جزيلاً للمرور الجميل والكلمات الأجمل

Mr. Hatem Ahmed
22-04-2016, 10:00 PM
(12) عــبـــد الله الــشـــرقـــــاوي


هــــو: عبد الله حجازي إبراهيم الشرقاوي، ثم الشافعي المذهب. الإمام الشيخ، العلامة النحرير، والفهامة الشهير، والأصولي الفقيه، والفاضل النبيه، والمناضل الكبير

مــولـــده: وُلِد بقرية الطويلة، من قرى محافظة الشرقية، عام 1737م.

نـشـأتـه وتـعـلـيـمــه: حفظ القرآن الكريم في قريته المولود بها، ثم تطلّع إلى المعرفة فشد رحاله إلى الجامع الأزهر حيث درس على كثير من أعلام علمائه، مثل: الشهاب الملوي، والشهاب الجوهري، والعلامة الشيخ/ علي الصعيدي، والشيخ الإمام/ الحفني، والشيخ الإمام/ الدمنهوري.

أشـهــر تـلامـيـــذه: من العلماء الذين تعلّموا على يد فضيلته، الفقيه الشيخ/ حسين الكاشف، والعلامة الشهير/ إبراهيم البجيري، والعلامة الشيخ/ محمد الدواخلي.

مـنـزلــة الـشـيــخ: كان فضيلة الإمام/ عبد الله الشرقاوي شيخ علماء الشافعية في عصره، وتنوّع العلوم دليل على سعة علمه وفضله في الفقه والحديث العقيدة، وكما كان لفضيلته رأي مسموع في الشؤون الدينية كان له رأي مسموع ايضًا في الشؤون السياسية، فقد عاصر الشيخ/ الشرقاوي، الحملة الفرنسية على مصر، وقاد الشعب من أجل مقاومتها حينًا، ومن أجل التخفيف من شدة وطأتها على الشعب حينًا آخر، وطار صيته في كل مكان، وكتب عنه الأوربيون فصولاً طوالاً، وذهب كل مَن كتب عنه مذهبًا يتفق ومدى فهمه للأحداث الجسام التي وقعت في هذه الفترة القصيرة الحافلة في تاريخ البلد.

تـولـيــه الـمـشـيــخــة: وبعد موت الشيخ العروسي حُوّلِت إليه مشيخة الأزهر وكان ذلك في سنة 1793م؛ إلا أنه كان له معارضون كثيرون فلم يتركوا له راحة، لدعوى استحقاقها للشيخ مصطفى الصاوي، وبقي هذا الاختلاف وعدم الراحة إلى أن توفي الشيخ مصطفى الصاوي، فسلمت للمُترجَم من غير منازع ... ولم يزل في منصبه مع اختلاف وشقاق من واقعات اقتضاها الحال، إلى أن مرض مدة، ثم وفاته.

وفــاتـــه: توفي الشيخ/ عبد الله الشرقاوي في القاهرة، سنة 1812م، وله 75 سنة؛ وقد صُلِّي عليه في الأزهر في مشهد حافل حضره جمع غفير من كل فئات الشّعب.

waleed elhalawany
18-05-2016, 09:00 PM
افادكم الله بكرمه

Mr. Hatem Ahmed
24-05-2016, 02:20 PM
افادكم الله بكرمه

جزاكم الله خيرًا

Mr. Hatem Ahmed
06-06-2016, 03:59 AM
(13) الــشـــنـــــوانـــــــي


هـــــو: محمد علي منصور الشنواني، الشافعي المذهب. الإمام الشيخ

مــولـــده: وُلِد الشنواني بقرية شنوان الغرف، بمحافظة المنوفية، وإليها نُسِب؛ ولا يُعرَف تاريخ مولده.

نشأته ومراحل تعليمه: تتلمذ على يد كثيرين من أعلام عصره، منهم: فضيلة الشيخ/ عيسى البراوي، تفقه عليه ولازم دروسه وقرأ عليه، وقد أجازه الشيخ/ البراوي بعد أن أعطاه جُلّ ما عنده واطمأن لعِلمه، لأن الشيخ/ الشنواني كان ذكيًّا فطناً جيد الحِفظ، فأولاه شيخه عنايته واختصه بنفسه لاجتهاده وأدبه.

أخلاقه: عُرف الشيخ بالسّماحة وشدّة الحياء والتّواضع ... ومِن تواضعه أنه كان لا يحب التّزاحم على المظاهر الدنيوية، فلم ينافس غيره في التّدريس بالجامع الأزهر وإنما قنع بإلقاء دروسه بالجامع المعروف بالفاكهاني بالعقادين بالقرب من داره في خوشقدم، فأقبل عليه الطلبة وانتفعوا بعلمه وأرائه وتوجيهاته، كما انتفعوا بأخلاقه وآدابه.

قال عنه الجبرتي: "الفقيه العلاّمة، النّحرير الفهّامة؛ كان مهذّب النّفس مع التّواضع والانكسار والبشاشة لكل أحد، ويُشمّر ثيابه ويخدم نفسه ويكنس الجامع ويسرج القناديل".

منزلته: كان الشيخ/ الشنواني مع تواضعه وزهده وعزوفه عن الاتصال بالحكّام لا يتردد في إبداء النّصيحة لهم وفي الشّفاعة عندهم، فكان الشيخ من قادة الشعب، شارك في مُقاومة الحملة الفرنسية، وقد حاول الوالي أن يستولي على كل أراضي الدّولة وأن يتخذ العلماء مَطيّة حيث أفهمهم أنه سيترك أراضيهم لهم يزرعونها بمعرفتهم ويستغلونها، فتصدّى له الإمام/ الشنواني وطالبه بالإفراج عن الأوقاف المحبوسة للطلبة، فوافقه، ثم طالبه بإلغاء أمر الاستيلاء على بقية الأراضي، فرفض.

ولايته مشيخة الأزهر: لما توفي الإمام الشيخ/ عبد الله الشرقاوي رحمه الله، توجّهت الأنظار إلى الشيخ/ الشنواني، فتغيّب عن بيته واختفى عن العُيون! ولكن الباشا أمر القاضي أن يجمع المشايخ عنده ويتفقوا على شخص يكون خالياً من الأغراض، فأرسل القاضي إليهم فحضرت جمهرتهم، فسأل القاضي: هل بقي أحد لم يحضر؟! فقالوا: لم يتأخر عن الحضور إلاّ ابن العروسي، والهيثمي، والشنواني.

فأرسل إليهم فحضر ابن العروسي والهيثمي، فقال القاضي: وأين الشنواني؟! لا بُدّ من حضوره! وأرسل إليه رسولاً فذهب إلى بيته وعاد، فقال: إنه غائب عن داره منذ ثلاثة أيام، وقد ترك رسالة جئت بها إليكم. ففتح القاضي الرسالة وقرأها على جمهرة العلماء، وهي: "بسم الله الرحمن الرحيم ... وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ... إننا نزلنا عن المشيخة للشيخ/ بدوي الهيثمي".

فعند ذلك قام الحاضرون وضجّ المشايخ، فقال بعضهم: إنه لم تثبت له المشيخة بعد حتى ينزل عنها لغيره. وقال بعضهم: لا يكون شيخاً إلاّ مَن يدرس العلوم في الأزهر ويفيد الطلبة. فتدخل القاضي ليُنهِي الِخلاف، فهدّأ من روعهم، وسألهم: مَن الذي ترضونه؟! قالوا نرضى الشيخ المهدي. ووافق الجميع، وقاموا وصافحوه؛ وكتب القاضي بهذا الأمر إلى والي مصر/ محمد علي باشا، وانفضّ الجميع، وركب الشيخ/ المهدي إلى بيته في موكب كبير وحوله المشايخ وطوائف الطلبة، وأقبل الناس على بيته للتهنئة، وانتظر الجميع موافقة الوالي على هذا القرار.

ولكن محمد علي باشا رفض تعيين الشيخ/ المهدي للمشيخة؛ لأنه صاحب تاريخ حافل في الزّعامة ورفض الضيم، فمحمد علي لا يقبل شيخاً يتدخل في شؤون الحُكم ويقود العلماء والطلبة في مقاومة المظالم كما كان كبار مشايخ الأزهر يفعلون؛ ولهذا اشترط في شيخ الأزهر أن يكون خالياً عن الأغراض، وهو لم ينسَ أنّ مشايخ الأزهر هم الذين عزلوا الوالي السابق، وهم الذين عيّنوه، فاضطر الباب العالي إلى النزول، ومَن يملك العَزل والولاية يكون خطرًا على بابا دولته التي بدأ في تكوينها.

لِذا فقد أرسل محمد علي باشا جنودَه في طلب الشيخ الشنواني، فجَدُّوا في البحث عنه، حتى عُثِر عليه في المكان الذي اختفى فيه بمصر القديمة؛ فأخبروه بطلب الوالي له، فذهب معهم.

ثم أرسل محمد علي باشا إلى المشايخ بالحُضور إلى مقرّه بالقلعة، فلما حضروا وجدوا الوالي وعنده الشيخ/ الشنواني، فأعلن محمدُ علي الشيخَ الشنوانيَ شيخًا للجامع الأزهر، ولم يعترض الشيوخ على جعل الشيخ الشنواني شيخًا للأزهر الشريف.

ثم عاد الشيخ/ الشنواني إلى بيته في جَمْع كبير وموكب رسمي عظيم، وكانت داره صغيره متواضعة لا تتسع لهذا الموكب ولوفود المهنئين! فأنزله السيد المحروقي في دار "بان الزليجي" بحارة خوشقدم، وأرسل إليه الطباخين والفرّاشين والأغنام والأرز والحطب والسّمن والعَسَل والسّكر وغير ذلك من لوازم الطعام؛ وأوقف عَبيده وخَدَمه لخدمة القادمين، وازدحم الناس على الشيخ الشنواني مُهنئين له وأتواْ أفواجًا؛ وكان ذلك في يوم الثلاثاء 20 أكوبر لعام 1812م، ولما كان يوم الجمعة ذهب الإمام الشيخ/ الشنواني على الجامع الأزهر، فصلّى الجمعة، وازدحمت عليه الجماهير مُهنئين له.
هذا ولم يترك الشيخ رحمه اللهُ مكانَه في الدّرس بعد تولّي المشيخة.

وفـاتـــه: تُوفي الشنواني في يوم الأربعاء، 23 نوفمبر، لعام 1817م، وصُلِّيَ عليه بالجامع الأزهر في مشهد عظيم، ودُفِن بتُربة المجاورين.

Mr. Hatem Ahmed
10-06-2016, 01:54 PM
(14) مــحــــمــــــد الــعــــروســـــــي


هـــــو: محمد أحمد موسى داوود العروسي؛ الشّافعي المَذْهَب. الإمام الشيخ

مـــولـــده: وُلِد الشيخ بقرية منية عروس، مركز أشمون، بمحافظة المنوفية، ولا يُعرَف له تاريخ مولد.

وَلِي أبوه المشيخة قبله وكان يفصل بين أبيه وبينه الإمامان الشيخان/ الشرقاوي، والشنواني؛ وهو وجد الشيخ العشرين للمشيخة/ مصطفى العروسي.

أخذ مكان والده في التّدريس للطلبة من الصّباح إلى المساء، وهذا ما شغله عن التّصنيف؛ فلم تُؤثر عنه إلاّ إجازة واحدة.

وقد جمع على محبته قلوب الوالي والأمراء والشّعب، وهو إجماع قلّما يناله أحد من الموهوبين.

تعليمه: نشأ الشيخ العروسي في قريته، وفيها حفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الدينية واللغوية، كما درس العلوم الرياضية والفلك والمنطق، وأخذ الطريقة الصوفية عن السيد مصطفى البكري، ولازمه وتلقن منه الذكر.

ثم انتقل العروسي إلى الأزهر وتلقّى العلم على كبار شيوخه، فسمع صحيح البخاري من فضيلة الشيخ/ أحمد الملوي بمسجد الحسين ودرس تفسير الجلالين والبيضاوي على يد فضيلة الشيخ/ عبد الله الشبراوي، ثم سمع من فضيلة الشيخ/ محمد سالم الحفني البخاري وشرحه للقسطلاني مرة أخرى، ومختصر ابن أبي جمرة والشمائل النبوية للترمذي وشرح ابن حجر للأربعين النووية والجامع للسيوطي؛ كما لازم فضيلة الشيخ/ حسن الجبرتي وقرأ عليه في الرياضيات والجبر والمقابلة وكتاب الرقائق للسبط وغيرها.

حياته العلمية وإنجازاته: حقَّق الشيخ العروسي الكثير من كتب التراث، وكان يكره السطحيَّة في العلم، ويُوصي تلاميذه بالتعمُّق في قراءة أمَّهات الكتب، واتَّصف الإمام العروسي بصفات أستاذه وشيخه الشيخ/ الصعيدي؛ فكان عالمًا من الأعلام، شديد الشكيمة في الدِّين، يصدعُ بالحق، ويأمرُ بالمعروف وإقامة شرعِ الله، محبًّا للاجتهاد في طلب العلم، ويكره سفاسف الأمور، معتزًّا بكرامة العلم ويعرف قدره، وكان الحكَّام يخشونه ويُقدِّرون نُصحَه، ويحتملون لومَه، وكان لطيف المعشر، دمث الخلق، واسع البيان.

- وقد أطفأ بحسن تَأنّيه للأمور فتنة طائفية كادت تشتعل بسبب فتوى تُحرِّم أكل ذَبائح أهل الكِتَاب.

يقول الجبرتي: إنَّ الشيخ "العروسي" لازَمَ والدَه وأخذ عنه وقرأ عليه الرياضيات والجبر والمقابلة، وكتاب الرقائق، ثم جذبته نزعة الصوفيَّة إلى الاتِّصال بالقطب "الشيخ العري"، فوثّق صلتَه به وأحبَّه ولازمَه، واعتنى به الشيخ وزوَّجَه إحدى بناته، وبشَّره بأنَّه سيسودُ وسيكون شيخًا للأزهر!

ولايته للمشيخة: تولّى مشيخة الأزهر لمدة 12 عامًا، من سنة 1818م، إلى سنة 1829م.

وفــاتـــه: توفي الشيخ محمد العروسي سنة 1829م.

شركة تقنيات التعليم
14-06-2016, 05:34 PM
مشكورين مشكورين

Mr. Hatem Ahmed
14-06-2016, 10:28 PM
مشكورين مشكورين


شكراً جزيلاً للمرور الكريم

Mr. Hatem Ahmed
17-06-2016, 12:39 AM
(15) الــدمــــهــــــوجــــــــي


هـــــو: أحمد زيد علي أحمد الدمهوجي؛ الشافعي المذهب. الإمام الشيخ، العابد الفاضل الزّاهد

مــولــــده: وُلِد بالقاهرة سنة 1761م، ويعود نَسَبه إلى قرية الدمهوج، بمحافظة المنوفية، بالقرب من مدينة بنها بمحافظة القليوبية؛ وهي القرية التي يرجع إليها أصل عائلته وإقامتهم فيها قبل انتقالهم إلى القاهرة.

وكانت داره برقعة القمح، وراء رواق الصعايدة، بجوار الجامع الأزهر، وهناك عَطفَة تُعرَف بعَطفَة الدمهوجي.

تعليمه: تلقّى الشيخ/ الدمهوجي العلوم الأزهرية على أيدي علماء الأزهر وشيوخه آنذاك، وأثبت في تحصيل العلوم درجة عالية، وشغفًا عظيمًا، فقد كان ذكاؤه باهرًا.

- قال عنه عبد الرزاق البيطار: الفاضل الجهبذ الهمام، والعاقل العالم الإمام.

ولايته المشيخة: بعد وفاة الشيخ/محمد العروسي، ظلّ منصب مشيخة الأزهر خاليًا إلى أن جاء قرار الوالي -بعد إجماع العلماء- بتكليف الشيخ/ الدمهوجي لتحملّ أعباء هذا المنصب، وعُيِّن الشيخان/ المهدي، والأمير، وكيلين للشيخ/ الدمهوجي نظرًا لِكِبَر سِنّه، واحتياجه لمَن يساعده في القيام بمهام هذا المنصب ... وقد تولَّى الشيخ/ الدمهوجي المشيخة فترة قصيرة جدًّا، وهي ستة شهور فقط، حتى توفّاه اللهُ تعالى.

ولم يأخذ الشيخ حقَّهُ من الشُّهْرَةِ والذُّيوع رغم تلاميذه الكثيرين؛ لانقطاعه للعبادة، وحبّه في عدم الظهور وإلقاء الضوء على شخصه، ولا يُعرف عن حياته إلا القليل، ولعل هذا يرجع إلى زُهده وتواضعه وبُعده عن مظاهر الحياة ومشاغلها، وانقطاعه الكامل للدراسة والتدريس بالأزهر، فإذا فرغ من دروسه أقبل على الصلاة والعبادة بمسجد الأزهر، وهكذا عاش متفرغًا للتدريس والدراسة والعبادة لله عزّ وجلّ.

وفــاتـــه: توفي الشيخ/ الدمهوجي ليلة عيد الأضحى المبارك، 21 مايو، سنة 1831م؛ وله 70 سنة.

maggy123
17-06-2016, 03:29 PM
جزاك الله خيرا

Mr. Hatem Ahmed
17-06-2016, 10:59 PM
جزاك الله خيرا


بارك الله فيك

Mr. Hatem Ahmed
20-06-2016, 05:51 AM
(16) الـــعــــــطــــــــــار


هـــــو: حسن محمد محمود العطار. الإمام الشيخ العلاّمة

مولده: وُلِد بالقاهرة في سنة 1766م.

كان أبوه فقيرًا يعمل عطارًا، من أصل مغربي وكان له إلمام بالعلم، وكان حسن يساعد والده في دكّانه، ولما رأى منه الوالد حُباً للعلم، وإقبالاً على التعلم شجّعه على ذلك، فأخذ يتردد على حلقات العلم بالأزهر.

شــيـــوخــــه: الإمام العلامة/ محمد مرتضى الزبيدي، وفضيلة الشيخ/ محمد الأمير. وفضيلة الشيخ/ محمد الصبان، وفضيلة الشيخ/ أحمد يونس. وفضيلة الشيخ/ عبد الرحمن المغربي. وفضيلة الشيخ/ أحمد السجاعي، وفضيلة الإمام الشيخ/ أحمد العروسي، وفضيلة الإمام الشيخ/ عبد الله الشرقاوي، وفضيلة الإمام الشيخ/ محمد الشنواني، وفضيلة الشيخ/ عبد الله سويدان، وفضيلة الشيخ/ محمد عرفة الدسوقي؛ وغيرهم.

صــفـــاتــــه: يُذكَر أنه كان طويلاً بعيد ما بين المنكبين واسع الصدر أسمر اللون خفيف اللحية صافي العينين حاد النظر حاد الفطنة شديد الذكاء ... جَدٌّ في التّحصيل، حتى بلغ من العلم في زمن قليل مبلغاً تميز به واستحق التّصدي للتّدريس ولكنه مال إلى الاستكمال، واشتغل بغرائب الفنون والتقاط فوائدها كالطب والفلك والرياضة.

موقفه من الحملة الفرنسية: عندما احتل الفرنسيون مصر سنة 1798م، كان العطار في الثانية والثلاثين من عمره، وبدلاً من مجابهة هذا العدوان فرّ إلى الصّعيد خوفاً على نفسه من أذاهم؛ ومكث العطار في الصعيد نحو 18 شهراً تقريباً، لكنه عاد بعدها إلى القاهرة بعد استتباب الأمن، وعندما عاد إلى القاهرة تعرّف ببعض علماء الحَملة، واطّلع على كتبهم وتجاربهم وما معهم من آلات عِلمية فلكية وهندسية، كما اشتغل بتعليم بعضهم اللغة العربية، فأفاد منهم واطلع على علومهم، واشتغل أثناء الحملة الفرنسية بالتّدريس في الأزهر.

سفره خارج مصر: وبعد ذلك ارتحل إلى بلاد الروم والشام والأراضي الحجازية سنة 1802م، ومن المُرجَّح أنه هرب بعد خروج الفرنسيين من مصر، لِما كان له من علاقات جيّدة معهم أثارت عليه سخط رجال الدين ... وقد زار تركيا ونزل بعاصمتها القسطنطينية، وأقام في ألبانيا مدة طويلة وسكن ببلد تدعي اشقودره من بلاد الأرناؤوط وتزوج بها ثم دخل بلاد الشام سنة 1810م وعمل هناك في التدريس وأقام بها خمس سنين.

مهمة إصلاح البلاد: ثم عاد إلى مصر سنة 1815م، وكانت الأمور في مصر قد استقرّت وصارت ولاية البلاد لمحمد علي باشا، فعاد إلى التدريس بالأزهر، وكان له اتصال خاص بسامي باشا وأخويه باقي بيك وخير الله بيك ضابط مصر وله عليهم مشيخة وبواسطتهم ولِقُربهم من محمد علي باشا كان يلقاه فيُجلِّه الأخير ويُعظّمه ويعرف فضله ... كما كان حريصاً على مساعدة محمد على في تطوير مصر، فكانت له يد في إنشاء المدارس الفنية العالية مثل الألسن والطب والهندسة والصيدلة ... وكان العطار قد أخذ على نفسه أن يعدّ الرجال الصالحين للقيام بمهمة الإصلاح، ومن أهم من أعدهم لذلك تلميذاه رفاعة الطهطاوي، ومحمد عياد الطنطاوي.

لم يكتفِ الشيخ العطار بذلك، بل إنه استغل قربه من محمد علي والي مصر، وثقة الوالي به، وأوعز إليه بضرورة إرسال البعثات إلى أوروبا لتحصيل علمها، وأوصى بتعيين تلميذه رفاعة الطهطاوي إماماً لأعضاء البعثة العلمية إلى باريس، وأوصى الطهطاويَّ بأن يفتح عينيه وعقله، وأن يدوّن يوميات عن رحلته، وهذه اليوميات هي التي نشرها الطهطاوي بعد ذلك.

فالشيخ العطار رُزِق حظاً كبيراً من التوفيق في الدعوة إلى إصلاح التعليم بالبلاد كلها، فالمدارس العالية الفنية التي أنشئت بمصر في ذلك العهد كالهندسة والطب والصيدلة، هي الاستجابة الحقيقية لدعوة العطار وتطلعاته ومناداته بحتمية التغيير للأحوال في البلاد.

نشأة التعليم الطبي: حدث يوماً أن حاول أحد الطلاب أن يفتك بالطبيب كلود بك وهو يمارس تشريح جثة في مشرحة مدرسة الطب بأبي زعبل، فهمّ بأن يطعنه بخنجره مرتين ولكن الطلاب حموه، من أن يصاب بسوء فوقف شيخ الأزهر "حسن العطار" في امتحان مدرسة الطب يصدع برأي الدين في تعليم الطب ويشيد بفائدته في تقدّم الإنسانية فكانت هذه الشجاعة في إحقاق الحق بمثابة الفتوى التي اعتبرت نقطة انطلاق للتعليم الطبي، وذلك بفضل الله على لسانه.

كما كان للشيخ العطار موقف متكامل من مشكلات مجتمعه الثقافية والتعليمية والأدبية والسياسية، حاول أن يُشخّص هذا الواقع ويحدد جوانب الضعف فيه، كما نادى بضرورة تغييره ورسم برنامج هذا التغيير وعهد بأمانة هذا الشيء ومستقبله إلى تلاميذه من بعده.

أوّل محرر لأول جريدة عربية مصرية: اختير العطار كأول محرر لأول جريدة عربية مصرية وهي الوقائع الرسمية التي أنشأها محمد علي سنة 1828م، وجعلها لسان حال الحكومة والجريدة الرسمية للدولة، ولعل سر اختياره كأول محرر للوقائع المصرية يكمن وراء جمال أسلوبه في الكتابة.

ولايته لمشيخة الأزهر: أصبح العطار شيخاً للأزهر الشريف وهو في الخامسة والستين من عمره، وذلك سنة 1830م، وظلّ في هذا المنصب لمدة 5 سنوات.

كان العطار شاعراً، ومؤلفاً للكتب، ومحققاً للمخطوطات، كتب الشعر التعليمي والموشحات وشعر الوصف والرثاء والمدح والهجاء، وكتب ورسائل في قواعد الإعراب والنحو والمنطق وآداب البحث والتّشريح والطّب والصيدلة وفي الهندسة والبلاغة، وكيفية عمل الإسطرلاب والربعين المقنطر والمجيب وإتقان رسم المزاول الليلية والنهارية ورسائل في الرمل؛ وغير ذلك ... وذلك إلى جانب تصانيفه في العلوم الشرعية.

قــالـــوا عــنـــه: عَرف الكثيرون فضل الشيخ/ حسن العطار في العِلم، وأهمية دوره في إيقاظ مصر وإصلاحها.

- فقال عنه الجبرتي: "صاحبنا العلامة، وصديقنا الفهامة، المنفرد الآن بالعلوم الحكمية، والمشار إليه في العلوم الأدبية، وصاحب الإنشاء البديع والنظم الذي هو كزهر الربيع".

- وقال محب الدين الخطيب: " كان العطار متضلعاً في العلوم الرياضية فضلاً عن العلوم الشرعية والعربية".

- وقال عبد الرحمن الرافعي: "كان الشيخ حسن العطار من علماء مصر الأعلام، وامتاز بالتضلع في الأدب وفنونه، والتقدم في العلوم العصرية، وكان هذا نادراً بين علماء الأزهر".

- وقال علي مبارك: "اشتغل بضرائب الفنون والتقاط فوائدها".

- وقال الطهطاوي: "كان له وُلُوع شديد بسائر المعارف البشرية".

ومــن أقـــوالـــه:

- "إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها، ويتجدّد بها من المعارف ما ليس فيها".
- "مَن سَمَتْ هِمّته به إلى الاطلاع على غرائب المؤلفات، وعجائب المصنّفات، انكشفت له حقائق كثير من دقائق العلوم، وتنزّهت فكرته إن كانت سليمة في رياض الفهوم".

وفــاتـــه: توفي الشيخ العطار في سنة 1835م، وله 69 سنة.

Mr. Hatem Ahmed
24-06-2016, 02:15 AM
(17) الــقــــويـــــســــــنـــــــــي


هـــــو: حسن درويش عبد الله مطاوع القُوَيْسِني؛ الشافعي المذهب. الإمام الشيخ، العَالِم، الزَّاهِد، العَابِد، الصَّدَّاع بالحق، المُجاب الدَّعوَة

مولده: وُلِد في قويسنا التابعة لمحافظة المنوفية، وإليها نُسِب؛ ولا يُعرَف له تاريخ مولد.

نشأته وتعليمه: حفظ القرآن الكريم في قريته ثم رحل إلى القاهرة، والتحق بالأزهر الشريف ليدرس علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، على أيدي كبار علماء عصره واندمج مع طلابه، وصار يُدرّس العلم لطلاب الأزهر على الرغم من أنه كان كفيف البصر.

شيوخه: درس القُوَيْسِني على يد العديد من الشيوخ، منهم: الإمام الشيخ/ محمد العروسي، والإمام الشيخ/ أحمد الدمهوجي، والإمام الشيخ/ حسن العطار.

تولّيه مشيخة الأزهر: اختاره الوالي وبإجماع العلماء وعدم وجود مَن يملأ الفراغ بعد
الشيخ/ العطار، وهذا يدل على مكانته العلمية، وكان ذلك في سنة 1834م، ومكث بها أربع سنين.

صفاته: كان القُوَيْسِني مَهِيبًا جدًّا، قوي الشخصية عند الأمراء وغيرهم، ذا عقل راجح ولسان وذكاء وذهن متوقّد، ورغبة قوية في تحصيل العلم والمعارف، وكان لا يسمع حديثًا إلا حفظه، ولا مقالًا إلا وعاه ورسخ في ذاكرته، ويعيده كما هو من غير نقص!
وكان زاهدًا متصوفًا وقورًا عزيز النفس عالي الهمة، مع أنه كان فقيرًا معدمًا، وأراد الوالي أن ينعم عليه بشيء من متاع الدنيا فأبت نفسه ذلك وعلى الرغم من كَفِّ بصره فقد كان يزاول مهام منصبه، ويدير شئون الأزهر بكل اقتدار.

تلاميذه: من تلاميذ الشيخ العديد من العلماء، نذكر منهم: فضيلة الشيخ/ الباجوري وفضيلة الشيخ/ الذهبي، وفضيلة الشيخ/ البناني، ورفاعة الطهطاوي؛ وغيرهم.

مواقفه وكراماته: كان القُوَيْسِني معروفًا بمواقفه العظيمة والتي سُطِّرت بأحرف من ذهب في سيرته، كما كان مجاب الدعوة ... منها:

- أنه دعا على الشيخ محمد الأمير "الصغير" بخراب بيته فخُرب، وله في ذلك قصة ... أنه ذهب إلى محمد على باشا، في أحد المرات في القلعة وقال له: "أنت مُتنعِّم، تأكل وتشرب وفي غاية من اللّذة، وأهل الأزهر ماتوا بالجوع وقلة المصرف، مع صبرهم على العمل والسَّهَر وطَلَبِ العلم والمجاهدة، وأكثر من ذلك". وكان محمد علي يهابه ويُجِلّه، فقال له: "مرحباً يا سيدي الشيخ، نعطيهم ما يكفيهم"؛ فلما غادر من عنده تأثّر الباشا من شدة الكلام، فدخل عليه الشيخ/ محمد الأمير المالكي، فأخبره الباشا بمقالة الشيخ؛ فقال الأمير: "يا أفندينا، اتركه فإنه مجنون". وعندما وصل إلى القُوَيْسِني كلام الأمير رجع إلى القلعة بالبغلة وبالطربوش وبغير عِمامة، وقال للباشا محمد علي: "أعطني قَوّاس"، وأمره أن يقول بِمثل ما يقول، فأعطاه محمد علي ما أراد، ونزل الشيخ القويسني وأخذ ينادي بأعلى صوته: "يا حي، يا قدير، أخرب بيت الأمي"، يقول مرة والقواس أخرى، ومِن خَلْفِه الناس إلى أن وصل إلى داره، فما تم أقل من أسبوع إلا ومات الأمير وقرابته، وخُرّب بيته وأُغلقت.

- ومن مواقفه أيضاً: أن زاوية "مسجد" في حارة المسيحيين خُرِبت، فأراد النصارى أن يشتروها، ويعملوها كنيسة، ويستبدلوا زاويةً غيرها في مجامع المسلمين، وأفتوهم العلماء بصحة الاستبدال؛ فلما سمع الشيخ القُوَيْسِني ذلك، دخل على حبيب أفندي كيخية وقال له: "كيف يجوز مِن الله؟! وأي علماء أفتوا بذلك؟!" وتهدد على الكيخيا بالكلام، وسَبّه، فهبّ من الديوان مِن هَيبة الشيخ، ثم نادى القُوَيْسِني بأعلى صوته: "يا نارُ خُذيهم"، إلى أن وصل بيته، فثارت النار في حارة المسيحيين وأحرقتهم وبيوتهم عن آخرهم في الحِيْن وكنيستهم إلا الزاوية المذكورة، فإنها لم تقربها ولم تمسها بسوء، وعَظُم الحريق في حارة المسحيين من جهة الموسكي.

- ومن مواقفه أيضاً: عندما طلب محمد علي باشا الاستسقاء، فأحضره إلى الديوان، وقال له: "نريد أن تستقي بالناس"، فقال له القُوَيْسِني: "كيف تستسقون مع وجود هذه الخمّارات والكرخانات التي بها الزِّنى؟!" فأمر محمد علي برفع سائر الخمارات، وأبطل الكرخانات.

وفــاتـــه: توفي الشيخ القُوَيْسِني في عام 1838م، ودُفِن بمسجد الشيخ/ على البيومي بعد أن صُلي عليه بالجامع الأزهر.

Mr. Hatem Ahmed
22-07-2016, 12:20 AM
(18) أحــمـــد الــصـــائـــــم


هـــــو: أحمد عبد الجواد السفطي؛ الشافعي المذهب، والشَّهير بالشيخ أحمد الصائم.

مــولـــده: وُلِد في قرية سفط العرفاء بمركز الفشن بمحافظة بني سويف؛ ولا يُعرَف تحديدًا متى وُلِد.

نـشـأتـه وتـعـلـيـمـه وشـيـوخـه: نشَأ في قريةٍ سفط العرفاء وحَفِظَ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية، ثم رحل إلى القاهرة، والتحق بالأزهر الشريف ليدرس علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، على أيدي كبار علماء عصره ودرس على أيدي كبار مشايخه، وفي مقدّمتهم: فضيلة الشيخ/ محمد بن محمد السنباوي الشهير بالأمير الكبير، وفضيلة الإمام الشيخ/ الشنواني، وفضيلة الإمام الشيخ/ الدمهوجي؛ حتى أصبح من أصحاب الأعمدة واشتغل بالتَّدريس في الجامع الأزهر.

ولايـتــه مـشـيـخــة الأزهــر: تَولَّى السفطي مشيخة الأزهر الشريف عام 1838م، واستمر فيها لمدة تسع سنوات؛ وكان لا يحب الظهور لكثرة انقطاعه للعبادة، وكان متبحرًا في الفقه الشافعي بدرجة لم يبلغها أحدٌ من معاصريه، وكان يؤدي شئون منصبه في كفاءة، وكان حريصًا على رفع شأن الأزهر، وتوفير الكرامة لعلمائه وطُلاَّبه.

تــلامــيــــذه: فضيلة الإمام الشيخ/ إبراهيم الباجوري، وفضيلة الإمام الشيخ/ مصطفى العروسي، وفضيلة الإمام الشيخ/ محمد المهدي العباسي؛ وكلهم كانوا شيوخًا للأزهر مِن بعده.

-- والمصادر لم تُعطنا صورة واضحة لحياته، وغير كافية عن تاريخه وأعماله، ولم تُعرَف الأسباب التي من أجلها سَلَك المؤرخون هذا المَسْلَك، على الرَّغم من طول مُدَّة جلوسه على كرسي المشيخة، وربما تكون العِلَّة كما تحدّث مع بعض شيوخ الأزهر السابقين: "أنه لا يحب الظُّهور لكثرة انقطاعه للعبادة".

وفــاتـــه: تُوفي سنة 1847م، ودُفِن بمقابر المجاورين.

مراقب لجنة
24-07-2016, 02:28 PM
موضوع رائع شكرا لك

مرتضى عرفة
24-07-2016, 06:01 PM
شكرا لك شكرا اخي الكريم

Mr. Hatem Ahmed
27-07-2016, 12:13 AM
موضوع رائع شكرا لك

شكرا لك شكرا اخي الكريم


شكرًا جزيلاً لمروركما الكريم

جزاكما الله خيرًا

Mr. Hatem Ahmed
31-07-2016, 03:33 AM
(19) إبــراهــــيــــــم الــبــــاجـــــــوري


هـــــو: إبراهيم محمد أحمد الباجوري؛ الشافعي المذهب. الإمام الشيخ

مــولـــده: وُلِد في بلدة الباجور بمحافظة المنوفية في عام 1784م.

نشأته وتعليمه: نشأ الباجوري في قريته "الباجور" وحفظ بها القرآن الكريم وجوَّده على يد والده البرهان الباجوري، ثم رحل إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف وهو في سن الأربع عشرة عامًا، ليدرس علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات؛ لأجل تحصيل الآداب والعلوم الشرعية، وظل يدرس بالجامع الأزهر حتى قدوم الحملة الفرنسية واحتلال مصر سنة 1798م، فخرج من القاهرة وتوجَّه إلى الجيزة وأقام بها مدَّة وجيزة، حوالي 3 سنوات، ثم عاد إليها وإلى الدراسة بالجامع الأزهر الشريف عام 1801م، وجلس للتّدريس في الأزهر والمدارس التّابعة له، وأصبحت له حلقة يؤُمّها الطُّلاب من كل مدينة وقرية، ويتوافد عليها العلماء وتميَّز بالدِّقة في العبارة والإشارة، وفصاحة اللِّسان والبيان، وسعة علومه وثقافته المتنوعة، واهتم بالتَّعليم والتَّحصيل وكان يُرتِّل القرآن الكريم بصوت جميل، وكان يقضي وقته من أول النهار حتى العشاء مع الطُّلاب يُدرِّس لهم، ويُؤلف الكتب، وإذا فرغ من هذا جلس يُرتِّل القرآن الكريم بصوتٍ جميلٍ شجيٍّ يسعى لسماعه مئات الناس.

شيوخه: الإمام الشيخ/ عبد الله الشرقاوي، وفضيلة الشيخ/ داود القلعاوي، وفضيلة الشيخ/ محمد الفضالي، والإمام الشيخ/ حسن القويسني وهو أكثر مَن تأثَّر بهم؛ وقد شهد له شيوخه بالصَّدارة في العلوم المختلفة الإسلامية والعربية والثقافية.

ولايته للمشيخة: تولَّى الباجوري مشيخة الأزهر الشريف من عام 1847 إلى 1860م، وكان يمتاز بالهَيبة والوقار، والحِرص على إعلاء كرامة علماء الأزهر في مواجهة السُّلطة، وكان عباس باشا الأول والي مصر في عصر الشيخ يحضر دروسه لزيارته والجلوس للاستماع إليه، وكان لا يقوم عند حضوره أو انصرافه وكان يُقَبل يده لقَدره ومَنصبه.

وفــاتـــه: تُوفي عام 1859م، بعد إصابته بمرض الحمى، عن 75 عامًا؛ ودُفِن بمقابر المجاورين.

Mr. Hatem Ahmed
20-08-2016, 04:44 PM
(20) مــصـــطـــــفــــــى الــعـــــروســــــــي


هـــــو: مصطفى محمد أحمد موسى داود العروسي؛ الشافعي المَذهب. الإمام الشيخ

مــولـــده: وُلِد بالقاهرة في عام 1798م؛ وهو ابن الإمام الرابع عشر/ محمد أحمد العروسي، وحفيد الإمام الحادي عشر/ أحمد موسى العروسي.

نشأته وتعليمه: نشأ الشيخ/ مصطفى العروسي في بيت عِلْم، وحَفظ القرآن الكريم على يد والده الإمام الشيخ/ محمد أحمد العروسي شيخ الجامع الأزهر الأسبق؛ والتحق بالأزهر ودرس علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، على أيدي علمائه الكبار.

وكان غزير المعرفة في شتَّى العلوم، مشهورًا بالتزام الدِّقة وقوة الشخصية والحرص على النظام، وكانت لا تأخذه في الحق لومة لائم، فهابه المشايخ وخافه الطَّلَبَة، ومضى في طريق الإصلاح بعزمٍ وصرامةٍ، فأبطل كثيرًا من البدع الشائعة والخرافات في ذلك العصر، والتي كادت أن تشوّه صورة الإسلام وتعاليمه وتحجبها عن الأبصار ومن هذه البدع أن كثيرًا ممَن يحفظون القرآن اتجهوا للتكسب به بصورةٍ غير مرضية ... وكان فريقٌ آخر يجلسون للتدريس في الأزهر وليست لديهم الكفاءة لمزاولته، فكان يزورهم في حلقات الدرس ويسمع إليهم ويناقشهم، ويطرد مَن ليس كفؤا للتدريس، ولا يصلح لهذه الوظيفة، ولم يكتفِ بهذا وإنما عزم على عقد لجنة امتحان لكل مَن أراد أن يتصدى للتدريس في الأزهر والمدارس التابعة له ... وهكذا برزت شخصية الرجل وشدة عزيمته وقوة إرادته وظهر للعلماء والطلاب أنهم في عهدٍ جديدٍ لا مكان فيه للكسالى والخاملين، وقد أثار هذا الاتجاه الإصلاحي نفوس بعض الحاقدين عليه، وخافوا على مستقبلهم فبدأوا بمحاربة الرجل والوشاية به، وخوَّفوا المسئولين في البلاد من جرأته وقوة شخصيته.

شيوخه: الإمام الشيخ/ إبراهيم الباجوري، والإمام الشيخ/ أحمد بن عبد الجواد السفطي، والإمام الشيخ/ حسن القويسني؛ وكانوا جميعًا من مشايخ الأزهر الشريف.

فترة ولايته للمشيخة: عندما أضعف المرض الإمام/ إبراهيم الباجوري شيخ الأزهر السابق للشيخ مصطفى العروسي واقعده بمنزله نظراً لتقدّمه في السِّن، صدر القرار بإنابة أربعة وكلاء عنه في القيام بشئون الأزهر، وكان يرأسهم الإمام/ مصطفى العروسي، وما إن توفي الشيخ/ الباجوري حتى تولى الشيخ/ العروسي المشيخة سنة 1864م، كما تولاها من قبل أبوه وجده ... وكان يرأس البلاد في تلك الآونة الخديوي/ إسماعيل الذي كان يخشى أي ثورةٍ شعبيةٍ ضدَّه نتيجة الديون التي أوقع مصر فيها فقام الخديوي بعزل الإمام/ العروسي من منصب مشيخة الأزهر في سنة 1870م؛ ولم تذكر المصادر التاريخية سببًا لهذا العزل غير المسبوق، ومن المعلوم أن لمنصب شيخ الأزهر جلاله وهيبته في نفوس الحُكَّام والشعب، وكان قرار العزل أيضًا مفاجأة لم يتوقعه الشيخ نفسه.

وتبادر إلى الأذهان أن العزل راجعٌ إلى مسألة المتسولين بالقرآن، ومع ما فعله من امتحان من أراد التدريس بالأزهر من العلماء وغيرهم، مما دفع الجميع للاتصال بالحُكَّام طلبًا لحمايتهم من صرامة الشيخ وحزمه.

وهناك رواية أخرى تقول: إن الخديوي إسماعيل اِستاء من شعبية الشيخ/ العروسي شيخ الأزهر، فأراد عزله ولكنه خشي الفتنة؛ لأنه شيء لم يقع من قبل لأحد من مشايخ الأزهر، فأخذ في جس نبض العلماء وسَبر غَورهم في ذلك، فهوَّن عليه الشيخ حسن العدوي الأمر، فسُرَّ الخديوي وبادر إلى عزل الشيخ/ العروسي؛ وكان العدوى يطمع فيها، وما قال ما قال إلا توطئةً لنفسه فأخلف اللهُ ظنَّه، وتولى الشيخ/ المهدي.

وفــاتـــه: وبعد أن عاش ستة سنوات في منزله في ألم نفسي ومَرَضي، توفي في سنة 1876م، وله 78 سنة؛ ولم يذكر التاريخ أين دُفِن وهل صُلِّيَ عليه في الأزهر وأُجريت له المراسم المعتادة أم لا؟!

Mr. Hatem Ahmed
27-08-2016, 04:06 PM
(21) الــمــــهــــــدي الــعـــبــــاســـــي


هـــــو: محمد محمد أمين محمد المهدي الكبير، الحَنَفِي المَذهب. الإمام الشيخ، وأصغر مفتي للديار المصرية سِنًّا

مــولـــده: وُلِد الشيخ بمدينة الإسكندرية عام 1827م.

مِن التلمذة إلى الإفتاء: سَلَك محمد المهدي طريق العلم مثل جده وأبيه، فحفظ القرآن الكريم ومتون الفقه والحديث والنحو، وتردَّد على حلقات العِلم، ولزم الشيخ إبراهيم/ السقا الشافعي، والشيخ/ خليل الرشيد الحنفي، والشيخ/ الببتاتي وغيرهم، ولما تولى إبراهيم باشا بن محمد ولاية مصر استدعى محمد المهدي، وأصدر أمرًا بأن يتولى منصب الإفتاء في 1847م خلفًا للشيخ/ أحمد التميمي، المفتي السابق له.

وكان محمد المهدي حين وُلِّي هذا المنصب الجليل في الحادية والعشرين من عمره طَالِب عِلْم يُلازم حلقات العلماء لا يصلح للنهوض بأعباء الفتوى على الرغم من ذكائه الحاد واجتهاده في تحصيل العلم، بل إنه حين استدعي لتولي هذا المنصب كان في حلقة الشيخ/ السقا يتلقَّى منه العِلم!

لكن السياسة وأهواءها قد تحيف عن الحق، وتعدل عن العقل والحكمة، وتقدم على الغريب من الأعمال، وهذا ما كان من أمر إبراهيم باشا الذي كان في زيارة إلى عاصمة الخلافة العثمانية ليتسلم من السلطان مرسوم ولايته على مصر، وتقابل هناك مع عارف بك، فأوصاه خيرًا بذرية الشيخ محمد المهدي الكبير، وأن يولي منهم مَن يصلح لمنصب أبيه، فاستجاب إبراهيم باشا لوصيته وحرص على استرضائه، فعزل المفتي القديم، وأقام محمد المهدي في منصبه، وهو لا يزال غض الإهاب، لم يتجاوز مرحلة طلب العلم!

وحلًّا لهذا المعضلة عُقد للمفتي الجديد مجلس بالقلعة حضره الإمام/ مصطفى العروسي شيخ الجامع الأزهر وكبار العلماء، واتفقوا على تعيين أمينًا للفتوى يقوم بشئونها حتى يتأهل صاحبها، ويباشرها بنفسه.

ولم يفقد المنصب الجليل الحكمة لدى المفتي الشاب ويظن أنه تولاه عن جدارة واستحقاق، فانكب على القراءة والدرس حتى يكون أهلاً لما اختير له، وما هي إلا سنوات معدودة حتى أصبح جديرًا بالمنصب، مؤهلاً للتدريس في الأزهر بين فحول العلماء.

وجمع فضيلة الشيخ إلى جانب العلم وسعة الاطلاع ودقة الفهم ورعًا وزهدًا وصلاحًا، فلم يخشَ في الحق لومة لائم، ويصدع بالحق دون خوف أو وجل ... فحين أراد عباس الأول والي مصر أن يستولى على ثروة أسرة محمد علي بحجة أنه جاء إلى مصر لا يملك دينارًا أو درهما، وأن ما في أيدي أسرته إنما هو مال الأمة يجب رده إليها، وقف له المفتي وامتنع عن إصدار فتوى تبيح للوالي الإقدام على مثل هذا العمل، فحاول إكراهه وتهديده، فازداد امتناع الشيخ ولم يأبه لتهديدات الوالي.

ولايته لمشيخة الأزهر: وفي عهد الخديوي إسماعيل تولَّى محمد المهدي مشيخة الأزهر وكان ذلك في سنة 1870م، خلفًا للشيخ/ مصطفى العروسي، مع احتفاظه بمنصب الإفتاء، فكان أول مَن جمع بين المنصبين وأول حنفي يتولى مشيخة الأزهر، وكان عادة يتولى المشيخة العلماء من أصحاب المذهب الشافعي.

وكان الشيخ/ محمد المهدي عند حُسن الظن، فباشر عمله بكل حزم ونشاط، وشرع في تنظيم شئون الأزهر الإدارية والمالية، وأعاد لأهل الأزهر ما كان لهم من رواتب شهرية وسنوية، وتشدد في إنفاق أموال الأوقاف على مستحقيها وفق الشروط التي وضعها الواقفون.

ثم استصدر قرارًا من الخديوي بوضع قانون للتدريس بالأزهر، فاستجاب له، وكان هذا أول خطوة في إصلاح نُظُم الأزهر وتطوير الدراسة به، واختيار القائمين على التدريس به وفق شروط موضوعية، وكان المعتاد أن يجلس للتدريس بالأزهر مَن يجد في نفسه قدرة على التدريس، فإذا أقره شيوخه على هذا بعد حضور دروسه استمر في عمله، وكانت هذه الطريقة ينفذ من خلالها مَن ليس أهلاً للتدريس بفعل المجاملة والتساهل.

واقتضى النظام الذي قدمه شيخ الأزهر أن يُمتحن الطالب الذي يرغب في الجلوس للتدريس أمام لجنة من ستة من كبار علماء الأزهر، ويكون الامتحان في أحد عشر علمًا من العلوم المتداولة بالأزهر، وهي: التفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، وأصوله، والنحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والبديع، والمنطق.

وقبل أن يُعقَد له الامتحان يشهد له ثمانية من مشايخه على أقل تقدير أنه جدير بالالتحاق بزُمرة العلماء، ويحدَّد له درس في كل فن مِن الفنون يتولى إعداده، ثم يقوم بعرضه أمام اللجنة المشكلة لاختباره، والتي تسمع درسه، وتتولى هي سؤاله وعليه أن يقنع الحاضرين بأنه قد هضم مسائل العلم التي يطرحها عليهم، فإذا أجاب في كل فن ونال ثناءهم، مُنِح تقديرًا من الدرجة الأولى، وإذا أجاب في أكثر الفنون نال تقديرًا من الدرجة الثانية، وإذا أجاب في أقل من ذلك مُنِح تقديرًا من الدرجة الثالثة.

وكان الامتحان عسيرًا، لا يجتازه إلا مِن استعدّ له تمامًا ونجح في إقناع الستة الممتحنين، ولذلك كان كثير من المتقدمين لا يجتازون هذا الامتحان من المرة الأولى، بل تتعدد محاولتهم للحصول على تقدير اللجنة، وكان أغلبية الناجحين من أصحاب الدرجة الثالثة، وبتطبيق هذا النظام كان الشيخ/ محمد المهدي هو أول مَن سنَّ قانونًا بتنظيم الامتحان في الأزهر.

في مواجهة الخديوي إسماعيل: أراد الخديوي إسماعيل أن يلحق للأوقاف الأهلية بالأوقاف العمومية ليسهل الاستيلاء عليها، حيث كان ناظرًا عليها، ورغب في أن يعوض أربابها بما يكفل لهم معاشهم، وسأل الفُتيا في ذلك فأفتاه بعض العلماء بجواز ذلك، فكان ذلك مسوغًا له ليشيد في طلب موافقة الإمام الذي أعلن رفضه لما يطلبه الخديوي، ولم يخضع لتهديداته قائلاً: "إنه ليسهل عليه تجرده مما يملك وما ورث عن آبائه على أن يُعلِن أنه حَكَم بغير ما أنزل الله، وأنه حابى بدينه، أو راعه التهديد"، ولم يعد أمام الخديوي سوى أن يعقد جلسة للعلماء؛ لبحث شرعية ما ينوي الإقدام عليه، وانتهى الرأي بالحاضرين من العلماء إلى صواب ما ذهب إليه الإمام الأكبر، فارتفعت مكانته وزادت هيبته بين الحكام.

موقفه من عزل الخديوي توفيق: لم يزل الشيخ الكبير موضع إجلال وتقدير من كافة طوائف الناس حتى قامت الثورة العرابية فلم يتجاوب معها، فطلب عرابي من الخديوي توفيق عزله، فأجابه إلى ما طلب، وعزله في عام 1881م، ولما اشتدت الثورة العرابية كتب العلماء وقادة الثورة قرارًا بعزل الخديوي توفيق، وطلبوا منه التوقيع على البيان، فرفض، فلما اشتدوا عليه في الطلب قال لهم: "أنا لا أُوقِّع بيدي، فإذا كان في الأمر غصب، فإن خاتمي معي فخذوه ووقعوا أنتم بأيديكم كما تشاءون"؛ ولعله كان يرى أن الذي يملك عزل الخديوي هو الخليفة العثماني.

ولما فشلت الثورة العرابية وعاد الخديوي توفيق إلى الحكم أعاد الشيخ إلى منصبة في 2 من أكتوبر 1882م، تقديرًا منه لعِلمه وفضله، غير أن ذلك لم يمنع الشيخ من أن يعقد جلسات في بيته يؤمها بعض الكبراء والعلماء، يتكلمون في السياسة ويظهرون سخطهم على الاحتلال البريطاني وعلى ممالأة الحكومة المصرية له، فلما نمى ذلك إلى الخديوي توفيق غضب غضبًا شديدًا، وزاد من ذلك أن نوبار باشا "رئيس النظام" اشتكى الخديوي أن شيخ الأزهر يعارض أحكام القضاء، وأنه يتدخل في اختيار القضاة الشرعيين، وكان الشيخ يراعي في اختيارهم العلم والأمانة والدقة، ويحميهم مِن تدخل الحُكَّام.

فلمَّا لاَمَه الخديوي توفيق في إحدى المناسبات وخاطبه بغلظة ألاَّ يتدخل فيما لا يعنيه، أجابه الشيخ في عزة بأن طلب إعفاءه من المنصب بحجة أنه كبر سِنّه ولم يعد يتحمل أعباء الأزهر، فغضب الخديوي من رد الإمام الذي لم يكن يتوقعه، فقال له مستفهمًا: "ومن الإفتاء أيضًا؟!" فقال له: "نعم"، ثم انصرف الشيخ، فأمر الخديوي بتعيين الإمام/ الإنبابي شيخًا للأزهر خلفًا للإمام/ المهدي، في 30 من نوفمبر 1886م.

الأيام الأخيرة: ظلَّ الشيخ محل تقدير وإجلال ومصدرًا للفتوى بين الناس لما عُرِف عنه من تقوى وصلاح، وكرَّمته دولة الخلافة العثمانية، فمنحه الباب العالي كسوة التشريف من الدرجة الأولى، والوسام العثماني الأول ... وفي سنوات عمره الأخيرة أُصيب بالفالج (الشَّلل) وهو يتوضأ لأداء الصلاة، وظل مريضًا نحو أربع سنوات حتى توفي بالقاهرة في 8 من ديسمبر عام 1897م؛ ودُفِن بمقابر المجاورين في زاوية الحفني جنب أَبِيه وجَدِّه.

Mr. Hatem Ahmed
16-09-2016, 06:16 AM
(22) شـمــس الــديـــن الأنـبــابــــي


هـــــو: محمد محمد حسين الأنبابي؛ الشافعي المذهب. الإمام الشيخ

مــولـــده: وُلِد الأنبابي في عام 1824م؛ وهو منسوب إلى بلدة أنبابة، والمعروفة الآن باسم (إمبابة) وتقع على الشاطئ الغربي للنيل في مواجهة الزمالك، وهي تابعة لمحافظة الجيزة ... ونُسِب الشيخ إلى (أنبابة) لأنه عاش فيها فترة من حياته.

نشأته وتعليمه: نشأ الشيخ في إمبابة وحفظ القرآن الكريم بها، وتابع دراسته الأولى فيها، وكان والده من كبار التُّجار، فورث عنه حُبّ التجارة وكانت له وكالة لتجارة الأقمشة في الغورية وتُعرَف باسمه، ولكنه كان ميَّالًا إلى طلب العِلم، فالتحق بالأزهر الشريف ليدرس علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، على أيدي كبار علماء عصره.

ولم يمرّ عليه غير وقت قليل حتى لَفَت أنظار شيوخه، فأذنوا له بالتدريس بالأزهر والمدارس التابعة له؛ وذلك لما كان يمتاز به من العلم الغزير، ومن حسن الإلقاء وجودة التعبير، وكانت له حلقة كبيرة يتوافد عليها الطلاب والعلماء على السواء، وبدأ دروسه بالنحو وبالكتب الصغيرة أولا ثم أخذ يتدرج حتى وصل إلى الموسوعات، وكان لا يدرِّس كتابًا حتى يكتب عنه تقريرًا مساويًا له في حجمه.

صفته: كان الشيخ خيِّرًا، سمح السجايا، كريم الخلق، يقابل السية بالحسنة، إلا لو كانت شيئًا يمسّ الأزهر الشريف، مشهورًا بالتقوى والصلاح وحب الخير، مُعِينًا للضعفاء والمحتاجين.

وقد تولى أمانة الفتوى في عهد الإمام الشيخ/ العروسي، والوكالة عنه في إدارة الأزهر، والفصل في قضاياه، والتدريس في الأزهر وتم تعيينه رئيسًا لعلماء المذهب الشافعي بعد وفاة الشيخ/ السقا.

شيوخه: دَرَس على يد كبار علماء عصره ومنهم: فضيلة الشيخ/ إبراهيم الباجوري، ورئيس علماء المذهب الشافعي فضيلة الشيخ/ إبراهيم السقا، وفضيلة الشيخ/ مصطفي البولاقي.

توليه مشيخة الأزهر: تولى الشيخ الأنبابي مشيخة الأزهر الشريف مرتين: الأولى: كانت في عام 1882م، بعد عزل الخديوي/ توفيق للشيخ/ محمد المهدي واستمرت ما يقارب 11 شهرًا، ثم قدم استقالته عقب ثورة عرابي.

والثانية: كانت في 30 من نوفمبر عام 1886م، أصدر قرارٌ بتعيينه مرة ثانية شيخًا للأزهر وظلَّ بها 9 سنوات.

ولم يكن فضيلة الشيخ/ الأنبابي مؤيدًا للحركة الإصلاحية التي كان يدعو إليها كلٌّ من: الشيخ/ المهدي العباسي، والشيخ/ العروسي، والشيخ/ محمد عبده، والأفغاني؛ وغيرهم.

كما شدَّد على أن تكون الدروس في الأزهر وفي المدارس التابعة له مقصورة على العلوم اللُّغوية والدينية، ولكنه لم يرفض باقي العلوم وإنما كان يرى أنها من فروض الكفاية التي إذا قام بها البعض سقطت عن الجميع.

واستمر في المشيخة حتى استقال بعد أن أُصِيب بالشلل وأصبح غير قادر على القيام بعمله ... وكرَّمَه الخديوي/ عباس، وأرسل إليه رسالة رقيقة يشكره فيها، ومنحه النيشان العثماني من الدرجة الأولى.

أشهر تلاميذه: تعلَّم على يد فضيلة الشيخ/ الأنبابي العديد من علماء الأزهر ومنهم مشايخ الأزهر: الشيخ/ حسونة النواوي، والشيخ/ أبو الفضل الجيزاوي، والشيخ/ علي الببلاوي.

وفــاتـــه: جلس الشيخ في بيته وعَكَف على قراءة كُتُب الصِّحاح، وعلى كتاب الشفاء في السيرة النبوية للإمام القاضي/ عياض، حتى ليلة وفاته في عام 1896م، عن عُمْر يُنَاهز 74 عاماً، ودُفن بمقابر المجاورين، وكان قد وقف مكتبته وما يملك من عقارٍ في وجوه الخير.

Mr. Hatem Ahmed
21-09-2016, 06:15 AM
(23) حـسـونــة الـنــواوي


هـــو: حسونة بن عبد الله النواوي؛ الحَنَفِي المَذْهَب. الإمام الشيخ، ومفتي الديار المصرية الأسبق.

مـولــده: وُلِد بقرية نواي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%8A) بمركز ملوي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%88%D9%8A) بمحافظة المنيا (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A7) سنة 1839م.

أتم النواوي حفظ القرآن الكريم (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84% D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85) ثم التحق بالأزهر وتلقّى الدروس على يد كبار مشايخه، مثل الإمام الشيخ/ الأنبابي (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%8A)، وفضيلة الشيخ/ عبد الرحمن البحراوي (https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8 %B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8% B1%D8%A7%D9%88%D9%8A&action=edit&redlink=1)، وفضيلة الشيخ/ علي خليل الأسيوطي (https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%AE%D9%84%D9 %8A%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D9%88%D8% B7%D9%8A&action=edit&redlink=1).

عُيّن النواويُّ أستاذاً للفقه بكلية دار العلوم، وفي مدرسة الحقوق، قبل أن يُنتدب وكيلاً للأزهر الشريف سنة 1894م، ثم تعيينه في مشيخة الأزهر الشريف في عام 1895م، خلفاً لفضيلة الشيخ/ الأنبابي بعد أن استقال الأخير.

وفي عام 1899م، أصدر الخديوي/ عباس حلمي الثاني قراراً بتنحيّته بعد أن عارض نَدب قاضيين من مستشاري محكمة الاستئناف الأهلية ليقوما بمشاركة قضاة المحكمة الشرعية في الحُكم.

ثم عاد مرة أخرى لمشيخة الأزهر سنة 1907م، إلا أنه استقال بعد ثلاث سنوات.

وقد تولّى منصب الإفتاء جنباً إلى جنب مع مشيخة الأزهر في الفترة ما بين عام 1895م، إلى عام 1899م، وأصدر خلال هذه الفترة حوالي 287 فتوى.

وفـاتــه: توفي النواوي في سنة 1924م؛ وله 85 سنة.

Mr. Hatem Ahmed
25-09-2016, 12:24 AM
(24) الـقــطـــب الــنـــــواوي


هـــــو: عبد الرحمن القطب النواوي؛ الحنفي المذهب. الإمام الشيخ

مولده: وُلِد عبد الرحمن القطب النواوي بقرية نواي بمركز ملوي، وكانت وقتها تتبع اِداريًّا محافظة أسيوط سنة 1829م.

وهو ابن عم الإمام الشيخ/ حسونة النواوي.

نشأته وتعليمه: نَشَأ في قريته نواي التي نُسِبَ إليها وتربَّى فيها، وحَفِظ القرآن تمهيدًا للالتحاق بالأزهر، ودرس علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، على يد كبار مشايخ عصره؛ وانكب على تحصيل العلم، ومواصلة مذاكرة دروسه بجدٍّ واجتهادٍ، حتى شهد له العلماء بالنبوغ والتفوق.

ولم يتصدَّر القطب النواوي للتدريس بالأزهر والمدارس التابعة له، وإنما آثر الوظائف العامة خارج الأزهر؛ حيث شغل عِدَّة مناصب قضائية، منها:

- أمانة فتوى مجلس الأحكام، مساعدًا لفضيلة لشيخ/ البقلي.

- قضاء مديرية الجيزة.

- قضاء مديرية الغربية.

- رئيس المحكمة الشرعية الكبرى بالقاهرة.

- قضاء الإسكندرية.

- الإفتاء في وزارة الحقانية "العدل".

شيوخه: تتلمذ على يد كبار مشايخ العلماء في عصره، مثل: فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن البحراوي، وفضيلة الشيخ/ إبراهيم السقا، وفضيلة الشيخ/ شمس الدين الأنبابي، وفضيلة الشيخ/ عليش؛ وغيرهم.

فترة ولايته: تم اختيار الشيخ/ عبد الرحمن النواوي ليكون شيخًا للأزهر، لِمَا عُرِفَ عنه بالنَّزاهة والعِلم والعَدل، وقد نال ثِقة الجميع، وكان ذلك في عام 1900م، ولكنه توفي بعد شهر من ولايته.

وفاته: توفي القطب النواوي في عام 1900م، وصُلِّي عليه بالأزهر، ودُفِنَ بمقابر المجاورين؛ عن 71 سنة.

Mr. Hatem Ahmed
18-10-2016, 09:42 PM
(25) عـبـد الـمـجـيــد الـبـشـــري


هــو: عبد المجيد سليم البشري؛ الحنفي المذهب. الإمام الشيخ، ومُفتِي الديار المصرية الأسبق

مـولــده: وُلِد في قرية ميت شهالة التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، في 13 أكتوبر عام 1883م.

حفظ القرآن الكريم وجوّده، ثم التحق بالأزهر، وكان متوّقد الذكاء مشغوفاً بفنون العلم متطلعاً إلى استيعاب جميع المعارف؛ وكان يختار أعلام الأساتذة والمشايخ ليتتلمذ عليهم.

فحضر دروس الشيخ/ محمد عبده، والإمام الشيخ/ حسن الطويل، والشيخ/ أحمد أبو خطوة؛، وغيرهم من كبار العلماء.

نال البشري شهادة العالمية من الدرجة الأولى سنة 1908م، وشغل وظائف التدريس، والقضاء، والإفتاء، ومشيخة الجامع الأزهر.

مكث في الإفتاء قرابة عشرين عامًا، وله من الفتاوى ما يقرب من 15 ألف فتوى.

وتولَّى مشيخة الأزهر مرَّتين، وأُقِيل في أولاهما؛ لأنَّه نَقَد الخديوي، ثم استقال من المنصب في المرة الثانية في 17 سبتمبر لسنة 1952م.

-وفيما يلي استعراض لمواقف مشرّفة له في بعض المسائل المهمة التي زلَّ فيها الكثير:

- موقفه من ربا المصارف ...؟!

قال فضيلة الشيخ: "أخـْذ فوائد على الأموال المودعة بالبنوك مِن قبيل أخذ الربا المُحرَّم شرعًا، ولا يبيح أخذه قصد التصدق به؛ لإطلاق الآيات والأحاديث على تحريم الربا، ولا نعلم خلافًا بين علماء المسلمين في أن الربا محرمٌ شرعًا على أي وجه كان، هذا ولا يقبل اللهُ تعالى هذه الصدقة؛ بل يأثم صاحبها كما تدل على ذلك أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

- وسُئل فضيلته عن حُكم العمل ككاتب بأحد البنوك الربوية...؟!

فقال فضيلته: "اطّلعنا على هذا السؤال، ونفيد أن الربا محرمٌ شرعًا بنص الكتاب والسنة وبإجماع المسلمين، ومباشرة الأعمال التي تتعلق بالربا من كتابة وغيرها إعانة على ارتكاب المحرم، وكل ما كان كذلك فهو محرم شرعًا".

- موقفه من البهائين...؟!

قال عن "البهائين": "ومَن كان منهُم في الأصل مسلمًا أصبح باعتقاده لمزاعم هذه الطائفة (أي البهائية) مُرتدًّا عن دين الإسلام وخارجًا عنه، تجري عليه أحكام المُرتد المقررة في الدِّين الإسلامي القويم، وإذا كانت هذه الطائفة ليست من المسلمين فلا يجوز شرعًا دفن موتاهم في مقابر (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%82%D8%A8%D8%B1%D8%A9) المسلمين سواء منهم مَن كان في الأصل مسلمًا ومَن لم يكن كذلك".

- موقفه من الإحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد...؟!

قال فضيلته: "عمل الموالد بالصفة التي يعملها العامة الآن لم يفعله أحد من السلف الصالح ولو كان ذلك من القُرَب لفعلوه".

- موقفه مِن سبِّ الدين...؟!

قال فضيلة الشيخ: "مَن قال هذه الجملة الخبيثة المذكورة: (يلعن دين ....)؛ فهو كافر مُرتد عن دين الإسلام بلا خلاف بين أئمة المسلمين، والأمر في ذلك ظاهر لا يحتاج إلى بيان".

ولفضيلة الإمام الشيخ غير ذلك من المواقف المشرّفة الكثير، وفي ذلك أسوة لمَن بعده من العلماء؛ أسألُ اللهَ تعالى أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يُولِّي أمورنا خيارنا.

وفـاتــه: توفي في صباح يوم الخميس 7 أكتوبر سنة 1954م؛ وله 71 سنة.

smeer awad
21-10-2016, 08:01 AM
بارك الله فيك

Mr. Hatem Ahmed
29-12-2016, 07:12 AM
بارك الله فيك


جزاك الله خيرًا