مشاهدة النسخة كاملة : رمضان بدون خلافات زوجية.. كيف؟


طبيب عالمى قادم
29-08-2008, 01:52 PM
مع حلول شهر رمضان الكريم تتغير كل مظاهر الحياة المجتمعية وأنماط السلوك الفردية ويسود الانفعال كافة معاملاتنا وممارساتنا اليومية فتتصاعد نسبة الخلافات العائلية وتزيد نسبة الحوادث والسؤال هنا لماذا تشتعل الأمور في بعض الأسر وهل حقا للخلافات الزوجية مواسم؟ وكيف يمكن للزوجين تجاوز هذه المرحلة بسلام؟
يري أحمد كمال.. موظف أن الرجال أكثر عرضة للتوتر بحكم أن المرأة بعيدة عن ال*** وهي صاحبة مشاعر رقيقة مضيفاً ان أكثر الناس عرضة للتوتر هم الذين يصومون بدون رغبة من باب إسقاط الواجب وبالتالي فإن الصوم لا يسمو بأرواحهم ولا يهذب أخلاقهم لأن الذين يعلمون أهمية الصوم ويدركون فضائله لا ينتابهم الغضب ولا يشعرون بتوتر.
فرصة محدودة
وتري فاطمة أنور موظفة أن المرأة أكثر عرضة للتوتر العصبي خصوصا إذا كانت عاملة فهي المطالبة باستمرار وعليها التزامات تجاه أولادها وعليها أن تعد مأدبة إفطار يومية وبالتالي تكون فرصة الراحة لديها محدودة جداً.
ويشير حازم نبيل موظف إلي أن التوتر العصبي يظهر لدي العاملين بشكل ملفت للنظر قبل الفطور ففي ساعة محددة تجدهم جميعاً في حالة توتر عصبي في الشوارع والأسواق البائع والمشتري والسائق كلهم يعيشون حالة من الاستنفار وعلي عجالة من أمرهم.
حلول نموذجية
يستعرض دكتور خالد عبدالوهاب أستاذ مساعد علم النفس بكلية الآداب بني سويف أبرز المشكلات التي تواجه الزوجين في سنة أولي رمضان بعد الزواج وأول المشاكل التي تقع فيها الزوجة هي افتقادها لعائلتها الكبيرة ولأهلها وبالتالي قيامها بأعباء البيت وحدها وشعورها أن المسئولية أصبحت كلها علي عاتقها ولا أحد يساعدها مثلما كانت عند الأهل. كما أنها تتوقع مساعدة الزوج لها في الأعباء المنزلية في هذا الشهر ولكن الزوج في كل الحالات لا يفعل شيئاً قبل الزواج وبعده وبالتالي تشعر الزوجة بالغضب والعصبية وبعمق الأعباء المنزلية وعندما لايفهم الزوج سبب هذه العصبية ولا يتفهمها نستطيع القول أن رمضان الأول كان التغيير به سلبيا وليس إيجابياً ولحل هذه المشكلة علي الزوجة أن تنظيم وقتها وتعطي قدراً من الوقت للاهتمام بنفسها وشكلها ومظهرها فهذا له نتيجة إيجابية جداً علي نفسيتها. كما أنها لابد وأن تشعر نفسها بجمال المسئولية الملقاة علي عاتقها ولا تأخذها بمأخذها السلبي.
من المشكلات المنتشرة أيضاً هي إهمال الزوجة لنفسها ومظهرها في هذا الشهر علي اعتبار أنه شهر الصيام.
بالنسبة للزوج فهو دائماً ما يترك كل المسئولية علي زوجته ولكن لماذا لا يضع في حسابه الثواب الذي يتقاضاه في هذا الشهر الكريم والحسنة بعشر أمثالها إذا قام بمساعدة زوجته خاصه إذا كانت مجهدة وبالتالي تشعر الزوجة بالامتنان والسعادة.
التليفزيون عادة ما يشعر الزوجين بالغربة وبعدهما عن بعضهما البعض فيكون ترشيده من الأمور المفيدة جداً لهما.
كذلك عدم الإسراف في العزومات التي تستهلك الوقت والجهد والمال.
كما أن بعض الزوجات تصر علي خلق المشاكل مع أن المتعارف عليه اجتماعياً أن الزوجة تذهب مع زوجها أول يوم في رمضان أو في الأعياد عند أهله وبالتالي فلا داعي لتحويل المناسبات السعيدة إلي أحزان ومشاكل فالتعامل ببساطة مع الأمور بشكل عام هو الذي يجعلنا سعداء.
غسل القلوب
ويشير د. خالد إلي ضرورة أن نغسل القلوب من أي مشاعر غير وديه وأن نخصص وقتا لصلة الرحم وزيارة أهل كلا الزوجين وألا يحاول كل طرف فرض أجندته لشهر رمضان سواء الدينية أو الاجتماعية علي الآخر ولكن ما عليه هو عرضها بشكل جذاب وجميل وعلي الطرف الثاني أن يقرر هل يوافق أو يختلف مع بعض البنود والأهم أن يكون هذا الشهر الكريم صفحة جديدة بين الشخص ونفسه وبينه وبين ربه.
ظروف معيشية
يشير دكتور أشرف شلبي أستاذ مساعد علم النفس بكلية الآداب جامعة بني سويف إلي أن الخلافات الزوجية والطلاق سببهما الظروف المعيشية فشهر رمضان احتياجاته كثيرة ومطالب البيوت تزيد فيقع الخلاف بين الأزواج في الأسر ذات الدخل المحدود وفي بعض الحالات يكون الزوج بدون عمل ومن طبع الزوجة أن تتحمله طيلة العام. لكن في شهر رمضان تفقد قدرتها علي الصبر وهذا أمر طبيعي من وجهة نظري لأن شهر رمضان يحتاج ان تتوافر فيه بعض المستلزمات التي يمكن ان تستغني عنها الأسرة بقية الأشهر.
ظروف الحياة
ويضيف ان الطلاق يحدث تحت تأثير التوتر العصبي لأن المشاكل تظهر في ظروف الحياة الرمضانية المتمثلة في الجوع والسهر فلا يستطيع بعض الأزواج أن يكبح جماح غضبه فيحصل الطلاق لأتفه الأسباب.
ويري دكتور أشرف شلبي أن شهر رمضان فرصة لإزالة غبار الخلاف والشقاق وهموم الحياة ومتاعبها بين الزوجين ولكي يتحقق ذلك لابد من بعض الأمور التي ينبغي أن يراعيها الزوجان في هذا الشهر الكريم فمع دخول شهر رمضان يتغير نمط الحياة المعتاد ويحدث انقلاب في مواعيد النوم والطعام والعمل وقد تتغير تبعاً لذلك شخصية المرء وطباعه مما يعرض علي الزوجين التكيف مع الوضع الجديد وترويض الطباع والعادات والتعاون لتوفير الوقت والراحة النفسية للطرف الأخر حتي يؤدي عبادته بدون أي منغصات أو مكدرات.
ومن الأمور التي لها أعظم الأثر في زيادة المودة والمحبة بين الزوجين أن يجتمعا علي طاعة الله وعبادته حيث ترفرف ظلال العبادة وبركات الطاعة من خلال صلاة التراويح والقيام والتهجد وقراءة القرآن وعمارة البيت بذكر الله.
رمضان أيضاً فرصة مهمة لتقوية الروابط الأسرية والعلاقات الاجتماعية مع أهل الزوج والزوجة ومع الجيران من خلال الزيارات والاتصالات والدعوة إلي الإفطار مع الأسرة ليس كما يتمني الزوجان فيأتي شهر رمضان ليسد هذا الخلل.
في شهر رمضان تجتمع العائلة كلها علي الإفطار ثلاثين مرة مما يجعل أمام الزوجين فرص استثمار هذا اللقاء في تقوية العلاقة فيما بينهما وبين أبنائهما من خلال الحوار وتبادل الحديث ومناقشة المشاكل وحلها.
أيضاً من الأمور التي ينبغي أن تراعيها الزوجة ضبط ميزانية شهر رمضان ومراعاة إمكانات الزوج وظروفه المادية وينبغي علي الزوج أن يساعد زوجته في القيام بشئون البيت والعناية بالأطفال وأن توزع المهام بصورة معتدلة تضمن توفير الوقت للزوجة وإعانتها علي العبادة والطاعة ولا يلحق الرجل بذلك أدني عيب بل هو من محاسن الأخلاق وشيم الرجال وقد قال أفضل الخلق: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
تطهير النفس
وفي النهاية يأتي دور الشرع ليرسم لنا الطريق ويضع النقاط علي الحروف لتجاوز الأزمات بين الزوجين كما تشير دكتورة سعاد صالح أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر حيث شرع الله العبادات لحكم جليلة منها ما هو القصد منه تطهير النفس ومنها ما هو القصد منه التكفير عن الذنوب والآثام والأصل هو أن الله خلق الإنسان لعبادته وامتثال أوامرة واجتناب نواهيه والسعي إلي تحقيق التقوي. وعبادة الصوم هي العبادة الوحيدة التي جعلها الله سراً بين العبد وربه وهي العبادة الوحيدة التي تجزأ بها الله عبده حيث يقول الرسول صلي الله عليه وسلم في حديث قدسي "إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"
وعباده الصوم الأصل منها تعويد النفس علي الصبر والقضاء علي الشهوات لقول الرسول "الصوم جنه" أي وقايه وقوله "الصوم من الصبر" وقوله: "من لم يدع الزور والعمل به فلا حاجة لله في أن يدع طعامه.
وقوله أيضاً: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق وإذا سابه أحد أو شتمه أو قاتله فليقل إني صائم.. إني صائم.. إني صائم" والأصل في العلاقة الزوجية ان تقوم علي أسس منها: عدم التكليف فوق الطاقة فلا يجوز لأحد الزوجين أن يطلب من الآخر طلبات مادية فوق طاقته وأيضا تقوم علي التشاور والتناصح وعدم الضرر والتراضي. كل هذا تحققه الآيه الكريمة: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"... وقوله تعالي: "وأن تعفوا أقرب للتقوي ولا تنسو الفضل بينكم".
وتضيف إن ما نشاهده الآن من خلافات زوجية خاصة في شهر رمضان نتيجة مطالبات مادية من الزوجة لزوجها فوق طاقته أو نتيجة المباهاة والمظهرية والإسراف والتبذير فهو يتناقض تماماً مع منهج الإسلام في تنظيم العلاقة الزوجية ويتناقض أيضاً مع الحكمة الشرعية للصوم وهي الصبر وتهذيب النفس وتعويدها علي التحمل وإحساس الغني بالفقير وغير ذلك من المعاني التي جمعها الله في كلمة واحدة وهي "لعلكم تتقون".

منقول من جريدة عقيدتى للافادة

الأستاذه
29-08-2008, 09:58 PM
جزاك الله خيرا
بس احنا دايما نعلق عصبيتنا على الصيام رغم إن الصوم مفروض يكون دافع لحسن الخلق والالتزام ومراعاة الآخرين (لوجه الله)
بارك الله فيك ع الموضوع الجميل ده