مشاهدة النسخة كاملة : الشدة المستنصرة


محمد محمود بدر
06-09-2016, 09:48 PM
مشاهد من الشدة المستنصرة ( حدث فى مصر )

ربما يكون هذا المقال مؤلم للنفوس لكنها حقيقة تاريخية عاشتها مصر وربما لا يعلم عنها الكثير لأن أمة اقرأ لا تقرأ ..

فى عصر الخليفة الفاطمى الخامس المستنصر بالله حلت كارثة ومجاعة لمصر لمدة سبع سنوات عجاف (457هـ - 464هـ / 1065م - 1071م

المشهد الأول :

من شدة الجوع أن الناس أكلوا الكلاب والقطط، وكان ثمن الكلب الواحد خمسة دنانير والقط ثلاثة،

المشهدالثانى :

اشتد الأمر حتى صار الرجل يأخذ ابن جاره ويقتــله ويأكله ولا ينكر ذلك عليه أحد من الناس، وصار الناس في الطرقات إذا قوى القوى على الضعيف يقتــله ويأكله.

المشهد الثالث :

ذكرابن إياس من العجائب التي لا يصدقها عقل فى زمن تلك المجاعة . أن طائفة من الناس جلسوا فوق أسقف البيوت وصنعوا الخطاطيف والكلاليب لاصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح، فإذا صار عندهم يقتــلوه في الحال وأكلوه بعظامه.

المشهد الرابع :

ذكر أن وزير البلاد لم يكن يمتلك سوى بغل واحد يركبه، فعهد بالبغل إلى غلام ليحرسه، إلا أن الغلام من شدة جوعه كان ضعيفًا فلم يستطع أن يواجه اللصوص الذين سرقوا البغل، وعندما علم الوزير بسرقة بغله غضب غضبا شديدا، وتمكن من القبض على اللصوص، وقام بشنقهم على شجرة، وعندما استيقظ فى الصباح وجد عظام اللصوص فقط؛ لأن الناس من شدة جوعهم أكلوا لحومهم.

المشهد الخامس :

كان بمصر حارة تعرف بحارة الطبق، وهي معروفة بمدينة الفسطاط، كان فيها عشرون دارا، كل دار تساوي ألف دينار، فأبيعت كلها بطبق خبز، كل دار برغيف، فسميت من يومئذ بحارة الطبق.

المشهد السادس :

ذكر ابن الأثير أنه اشتد الغلاء، حتى حكي أن امرأة أكلت رغيفا بألف دينار، وباعت عروضا تساوي ألف دينار بثلاث مائة دينار، فاشترت بها شوالًا من القمح، فانتهبه الناس، فنهبت هي منه، فحصل لها ما خبز رغيفًا وكان أغلى رغيف خبز فى العالم

المشهد السابع :

ذكر المقريزي أن سيدة غنية من نساء القاهرة ألمها صياح أطفالها الصغار وهم يبكون من الجوع فلجأت إلى شكمجية حليها وأخذت تقلب ما فيها من مجوهرات ومصوغات ثم تتحسر لأنها تمتلك ثروة طائلة ولا تستطيع شراء رغيف واحد. فاختارت عقداً ثميناً من اللؤلؤ تزيد قيمته على ألف دينار، وخرجت تطوف أسواق القاهرة والفسطاط فلا تجد من يشتريه.حتى أقنعت أحد التجار بشرائه مقابل كيس من الدقيق, واستأجرت بعض الحمالين لنقل الكيس إلى بيتها، ولكن لم تكد تخطو بضع خطوات حتى هاجمته جحافل الجياع، فاغتصبوا الدقيق، وعندئذ لم تجد مفرًا من أن تزاحمهم حتى اختطفت لنفسها حفنة من الدقيق وعجنت حفنة الدقيق وصنعت منها أقراصاً صغيرة وخبزتها ثم أخفتها فى طيات ثوبها، وانطلقت إلى الشارع صائحة: الجوع الجوع. الخبز الخبز. وألتفت حولها الرجال والنساء والأطفال وسارت معهم إلى قصر الخليفة المستنصر، ووقفت على مصطبة ثم أخرجت قرصاً من طيات ثوبها ولوحت به وهي تصيح: "أيها الناس، فلتعلموا أن هذه القرصة كلفتني ألف دينار، فادعوا معي لمولاي المستنصر الذي أسعد الله الناس بأيامه، وأعاد عليهم بركات حسن نظره، حتى تقومت عليَّ هذه القرصة بألف دينار

المشهد الثامن :

قُبض على رجل كان يقتــل النساء والصبيان ويبيع لحومهم ويدفن رءوسهم وأطرافهم، فقُتل. واشتد الغلاء والوباء حتى أن أهل البيت كانوا يموتون في ليلة واحدة، وكان يموت كل يوم على الأقل ألف نفس، ثم أرتفع العدد إلى عشرة آلاف وفي يوم مات ثماني عشرة ألفًا.

وكان المستنصر يتحمل نفقات تكفين عشرين ألفًا على حسابه، حتى فنى ثلث أهل مصر، وقيل إنه مات مليون وستمائة ألف نفس، ونزل الجند لزراعة الأرض بعد أن هلك الفلاحون.

وقد مرت الشدة المستنصرة بعدة مراحل طوال سنوات الجفاف بدأت بعد بيع المجوهرات والكنوز لشراء القمح بشراء واكل الكلاب والقطط ثم أكل الموتى من القبور ثم أكل لحوم الاحياء من الاطفال والغلمان والضعفاء من القوم

نسأل الله تعالى أن يكفى مصر غضبه وسخطة من حكم الجبابرة وظلمهم وأن يرفع عن مصر البلاء والابتلاء وينعم على أهلها



المصادر ابن خلكان - ابن اياس - المقريزى - ابن الأثير - سبط ابن الجوزي وراجع كتاب إتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة كتاب ابن تغري بردي : النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة كتاب ابن إياس :إغاثة الأمة بكشف الغمة الموضوع تم اختصارة لكن الحقيقة ابشع مما نتصور

Mr. Hatem Ahmed
08-09-2016, 03:38 AM
مشاهد من الشدة المستنصرة ( حدث فى مصر )

ربما يكون هذا المقال مؤلم للنفوس لكنها حقيقة تاريخية عاشتها مصر وربما لا يعلم عنها الكثير لأن أمة اقرأ لا تقرأ ..

فى عصر الخليفة الفاطمى الخامس المستنصر بالله حلت كارثة ومجاعة لمصر لمدة سبع سنوات عجاف (457هـ - 464هـ / 1065م - 1071م

المشهد الأول :

من شدة الجوع أن الناس أكلوا الكلاب والقطط، وكان ثمن الكلب الواحد خمسة دنانير والقط ثلاثة،

المشهدالثانى :

اشتد الأمر حتى صار الرجل يأخذ ابن جاره ويقتــله ويأكله ولا ينكر ذلك عليه أحد من الناس، وصار الناس في الطرقات إذا قوى القوى على الضعيف يقتــله ويأكله.

المشهد الثالث :

ذكرابن إياس من العجائب التي لا يصدقها عقل فى زمن تلك المجاعة . أن طائفة من الناس جلسوا فوق أسقف البيوت وصنعوا الخطاطيف والكلاليب لاصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح، فإذا صار عندهم يقتــلوه في الحال وأكلوه بعظامه.

المشهد الرابع :

ذكر أن وزير البلاد لم يكن يمتلك سوى بغل واحد يركبه، فعهد بالبغل إلى غلام ليحرسه، إلا أن الغلام من شدة جوعه كان ضعيفًا فلم يستطع أن يواجه اللصوص الذين سرقوا البغل، وعندما علم الوزير بسرقة بغله غضب غضبا شديدا، وتمكن من القبض على اللصوص، وقام بشنقهم على شجرة، وعندما استيقظ فى الصباح وجد عظام اللصوص فقط؛ لأن الناس من شدة جوعهم أكلوا لحومهم.

المشهد الخامس :

كان بمصر حارة تعرف بحارة الطبق، وهي معروفة بمدينة الفسطاط، كان فيها عشرون دارا، كل دار تساوي ألف دينار، فأبيعت كلها بطبق خبز، كل دار برغيف، فسميت من يومئذ بحارة الطبق.

المشهد السادس :

ذكر ابن الأثير أنه اشتد الغلاء، حتى حكي أن امرأة أكلت رغيفا بألف دينار، وباعت عروضا تساوي ألف دينار بثلاث مائة دينار، فاشترت بها شوالًا من القمح، فانتهبه الناس، فنهبت هي منه، فحصل لها ما خبز رغيفًا وكان أغلى رغيف خبز فى العالم

المشهد السابع :

ذكر المقريزي أن سيدة غنية من نساء القاهرة ألمها صياح أطفالها الصغار وهم يبكون من الجوع فلجأت إلى شكمجية حليها وأخذت تقلب ما فيها من مجوهرات ومصوغات ثم تتحسر لأنها تمتلك ثروة طائلة ولا تستطيع شراء رغيف واحد. فاختارت عقداً ثميناً من اللؤلؤ تزيد قيمته على ألف دينار، وخرجت تطوف أسواق القاهرة والفسطاط فلا تجد من يشتريه.حتى أقنعت أحد التجار بشرائه مقابل كيس من الدقيق, واستأجرت بعض الحمالين لنقل الكيس إلى بيتها، ولكن لم تكد تخطو بضع خطوات حتى هاجمته جحافل الجياع، فاغتصبوا الدقيق، وعندئذ لم تجد مفرًا من أن تزاحمهم حتى اختطفت لنفسها حفنة من الدقيق وعجنت حفنة الدقيق وصنعت منها أقراصاً صغيرة وخبزتها ثم أخفتها فى طيات ثوبها، وانطلقت إلى الشارع صائحة: الجوع الجوع. الخبز الخبز. وألتفت حولها الرجال والنساء والأطفال وسارت معهم إلى قصر الخليفة المستنصر، ووقفت على مصطبة ثم أخرجت قرصاً من طيات ثوبها ولوحت به وهي تصيح: "أيها الناس، فلتعلموا أن هذه القرصة كلفتني ألف دينار، فادعوا معي لمولاي المستنصر الذي أسعد الله الناس بأيامه، وأعاد عليهم بركات حسن نظره، حتى تقومت عليَّ هذه القرصة بألف دينار

المشهد الثامن :

قُبض على رجل كان يقتــل النساء والصبيان ويبيع لحومهم ويدفن رءوسهم وأطرافهم، فقُتل. واشتد الغلاء والوباء حتى أن أهل البيت كانوا يموتون في ليلة واحدة، وكان يموت كل يوم على الأقل ألف نفس، ثم أرتفع العدد إلى عشرة آلاف وفي يوم مات ثماني عشرة ألفًا.

وكان المستنصر يتحمل نفقات تكفين عشرين ألفًا على حسابه، حتى فنى ثلث أهل مصر، وقيل إنه مات مليون وستمائة ألف نفس، ونزل الجند لزراعة الأرض بعد أن هلك الفلاحون.

وقد مرت الشدة المستنصرة بعدة مراحل طوال سنوات الجفاف بدأت بعد بيع المجوهرات والكنوز لشراء القمح بشراء واكل الكلاب والقطط ثم أكل الموتى من القبور ثم أكل لحوم الاحياء من الاطفال والغلمان والضعفاء من القوم

نسأل الله تعالى أن يكفى مصر غضبه وسخطة من حكم الجبابرة وظلمهم وأن يرفع عن مصر البلاء والابتلاء وينعم على أهلها



المصادر ابن خلكان - ابن اياس - المقريزى - ابن الأثير - سبط ابن الجوزي وراجع كتاب إتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة كتاب ابن تغري بردي : النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة كتاب ابن إياس :إغاثة الأمة بكشف الغمة الموضوع تم اختصارة لكن الحقيقة ابشع مما نتصور




دا إحنا على كدا المفروض نبوس إيدينا وش وضهر .. لأ ورجلينا كمان :d:d

محمد محمود بدر
08-09-2016, 06:53 PM
دا إحنا على كدا المفروض نبوس إيدينا وش وضهر .. لأ ورجلينا كمان :d:d


جزيل الشكر والتقدير لحضرتك

شكرا على المرور الكريم

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

smeer awad
21-10-2016, 08:17 AM
جزاك الله كل خير

محمد محمود بدر
21-10-2016, 04:44 PM
جزاك الله كل خير
جزيل الشكر والتقدير لحضرتك

شكرا على المرور الكريم

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم