مشاهدة النسخة كاملة : الصبر واحتمال الغضب


الطفله السعيده
29-09-2008, 02:58 PM
الصبر لغة بمعنى المنع والحبس ، وهي منزلة رفيعة لا ينالها إلا ذوو الهمم العالية ، والنفوس الزكية ، والغضب هو ثورة في النفس ، يفقد فيها الغاضب اتزانه ، وتنقلب الموازين عنده ، فلا يكاد يميز بين الحق والباطل ، وهي خصلة غير محمودة ، إلا ما كان منها غضباً لله ، وهو ما كان يتصف به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه لم يكن يغضب لنفسه ولم ينتصر لها قط ، إنما كان يغضب إذا انتهكت حرمات الله .


ووجه تعلق ذلك بالتعليم :أني المعلم يتعامل معل أفراد يختلفون في الطباع ، والأفكار ، فمنهم الجيد ، ومنهم الضعيف ، هذا بالإضافة إلى انشغال المعلم بعمليات التحضير ن والتصحيح ،والتدريس المتواصل أغلب فترات اليوم الدراسي ، مع ما يتبع ذلك من تحمل لمشاكل الطلاب المتكررة ، إلى غير ذلك من المهام المنوطة بالمعلم . فكل الأمور السالفة الذكر وغيرها ، تستلزم من المعلم صبراً وتحملاً ، وهذا الصبر ليس سهل المنال ، بل إنه يحتاج إلى طول ممارسة من المعلم حتى يعتاد ذلك ويألفه . وفقدان الصبر يوقع المعلم في حرج شديد ، خصوصاً إذا كان ذلك أثناء ممارسة للتعليم ، فإن المعلم يواجه عقليات متفاوتة في الإدراك والتصور ، والاستجابة ، إلى غير ذلك . فقد يظل المعلم يلقي هذا الدرس كله ، أو قد يتعرض المعلم إلى أسئلة تافهة أو في غير محلها ، أو قد يفاجاً المعلم أثناء إلقاء بأن أحد طلابه نائم أم يبتسم .. الخ . بل إن من أشدها وقعاً وأثراً على المعلم وهو ما إذا تعرض المعلم لكلمة نابية من أحد طلابه ، وليس ذلك بمستغرب لأختلافهم في الطباع ،والإدراك ونحو ذلك .


إن احتواء الغضب والسيطرة عليهن علامة قوة للمعلم ، وليست علامة ضعف ، خصوصاً إذا كان ذلك المعلم قادراً على إنفاذ ما يريد ، أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله " ليس الشديد بالصرعة . إنما الشدي الذي يملك نفسه عند الغضب " . ويجسد ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله فإنه ـ بأمي وأمي ـ كان أملك الناس لغضبه .


1- عن أنس بن مالك قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه رداء نجراني غليظ شدي الحاشية ، فأكركه أعرابي ، فجبذه بردائه جيذة شديدة . نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثر بها حاشية الرداء من شدة جبذته. ثم قال :يا محمد ! مر لي من مال الله الذي عندك . فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فضحك ثم أمر بعطاء . علق النوري على هذا الحديث بقوله : فيه احتمال الجاهلين والإعراض عن مقابلتهم ، ودفع السئية بالحسنة قلت : ولاشك أنه مهما بلغ من أمر الطالب ما بلغ ، فهو دون ذلك الأعرابي بكثير !!


2- عن عبد الله بن مسود ـ رضي الله عنه ـ قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً . فقال رجل : إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله . فال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فساررته . فغضب من ذك غضباً شديداً واحمر وجهه حتى تمنيت أني لم أذكره له .قال . ثم قال : " قد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر " .


ولك أن تسأل عن أثر الغضب على المرء في جسمه ، ولسانه ، وأعضائه ، وقلبه يقول صاحب الإحياء .


ومن آثار هذا الغضب في الظاهر تغير اللون وشدة الرعدة في الأطراف وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام واضطراب الحركة والكلام ، حتى يظهر الزبد على الأشداق وتحمر الأحداق وتنقلب المناخر وتسحيل الخلفة ، ولم رأى الغضبان في حالة غضبه قبح صورته لسكن غضبه حياء من قبح صورته ، واستحالة خلقته .. وأما أثره في اللسان غضبه حياء من قبح صورته ، واستحالة خلقته .. وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش من الكلام الذي يستحي منه ذو العقل ويستحي منه قائله عند فتور الغضب ، وذلك مع تخبط النظم واضطراب اللفظ . وأما أثره على الأعضاء فالضرب والتهجم والتمزيق وال*** والجرح عند التمكن من غير مبالاة .. وأما أثره في القلب مع المعضوب عليه فالحقد والحسد وإضمان السوء والشماته بالمساءات الحزن بالسرور ..أ هـ .


وعلاج ذلك يكون بالعلاج الرباني والنبوي : أما العلاج الرباني ن فقد أثنى الله سبحانه وتعالى على الذين يكظمون غيظهم وليس ذلك فقط بل مع العفو عن الناس . قال تعالى: ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(آل عمران: من الآية134 ) . وأما العلاج النبوي فقد عالج النبي صلى الله عليه وسلم الغضب بعده طرق .


1) أن يقول الغاضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .


2) أن يسكب الغاضب ولا يتكلم ، حتى لا يتمادى به الغضب فيقع في المحذور .


3) إذا كان الغاضب قائماً فليجلس ،وإن لم ينطفئ غضبه فلتضطجع .


4) أن يتوضأ الغاضب وضوء للصلاة ، فإذ الغضب يطفأ بالماء قال علي بن ثابت .


العقل آفنه الإعجاب والغضب والمال آفنيه التبذير والنهب


ولم أر في الأعداء حين خبرتهم عدواً لعقل المرء أعلى من الغضب


الخلاصة :


1) الصبر عامل قوي في نجاح المعلم .


2) الغضب ثورة في النفس ، واختلال في الموازين وضعف في التمييز ، وعواقبه وخيمه .


3) براعة المعلم تكمن في كيفية امتصاص غضبه عند حدوثه والسيطرة على أعصابه .


4) التدرج ، وطول المران يكسبان المعلم ، قوة ومنعة .


5) المبادرة بعلاج الغضب عند حدوثه ، وأفضله على الإطلاع العلاج الرباني النبوي .

تحياتي

محمد فريد الشناوى
19-10-2008, 07:33 PM
- اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ؛ فاغفر لي مغفرة من عندك إنك أنت الغفور الرحيم .

Sherif Elkhodary
27-10-2008, 09:53 AM
جزاكي الله خيرا
كل مواضيعك مميزة

في ميزان حسناتكم ان شاء الله

MoHaMeD ELsHeRbEnY
06-12-2008, 10:17 PM
شكرا على الموضوع

جزاك الله خيرا

فى ميزان حسناتك ان شاء الله


فى امان الله

Sharp
09-12-2008, 11:27 PM
شكرا على الموضوع

جزاك الله خيرا

فى ميزان حسناتك ان شاء الله


فى امان الله