بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   مصر بين الماضى و الحاضر (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=569)
-   -   جـهـابـــذة اللـغـــة (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=602371)

Mr. Hatem Ahmed 25-05-2014 07:47 AM

جـهـابـــذة اللـغـــة
 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى أَشْرَفِ المُرْسَلِين، سَيِّدِنَا مُحَمَّد خَاتَم النَّبِيين وإِمَام المُتَّقِين، وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ ومَنْ تَبعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّين.

وبَـعــــــــــد
،،،


فَهَذِهِ تَرَاجِم قَيِّمَة لِمَشَاهِير عُلَمَاء اللُّغَة مِن نَحْوٍ وصَرْفٍ وبَلاَغَةٍ وأَدَبٍ، مِمَنْ كَانَ لَهُم أَبْلَغ الأَثَر فِي إِثْرَاء اللُّغَة العَرَبِيَّة ... قُمْتُ بِجَمْعِهِم وتَرتِيبِهِم طِبقاً لِأَقْدَمِيَّة وَفَاتِهِم ... فَاللهَ أَسألُ أَنْ يَجْعَل هَذَا العَمَل خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيم، والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالِمِين.

كَـتَـبَـه
/ حَاتِم أَحمَد



Mr. Hatem Ahmed 25-05-2014 07:49 AM


(1) أَبُـــو الأَسْـــــــوَدِ الـــــدُّؤَلِـــــــــــيُّ

هُـــــو: ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خِلْسِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفَاتَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدُّئِلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الفَاضِلُ، وَاضِعُ عِلْم النَّحو، مِن كِبَار التَّابِعِين، مُخَضْرَم أَدَرَك الجَاهِلِيّة والإِسْلاَم. أَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، ولَمْ يَرَه. وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ زَمَنَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، وشَهِدَ مَعَه وَقْعَة الجَمَل وصِفِّين، وكَانَ مِن نُجَبَاء أَصحَابِهِ.

وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ المَصَاحِفَ، والسَّبَب فِي ذَلِك أَنَّه سَمِعَ قَارِئاً يَقْرَأُ: {أَنَّ اللهَ بَرِيْءٌ مِنَ المُشْرِكِيْنَ وَرَسُوْلُهُ}.[التَّوْبَةُ: 3]، (بِكَسْرِ اللاَّمِ بَدَلاً عَنْ ضَمِّهَا)، فَقَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَمْرَ النَّاسِ قَدْ صَارَ إِلَى هَذَا.

فَقَالَ لِزِيَادٍ
بْن أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْب أَمِير البَصرَة: ابْغِنِي كَاتِباً لَقِناً (سَرِيع الفَهْم). فَأَتَى بِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الأَسْوَد: إِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ فَتَحْتُ فَمِي بِالحَرْفِ، فَانْقُطْ نُقْطَةً أَعْلاَهُ، وَإِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ ضَمَمْتُ فَمِي، فَانْقُطْ نُقْطَةً بَيْنَ يَدَيِ الحَرْفِ، وَإِنْ كَسَرْتُ، فَانْقُطْ نُقْطَةً تَحْتَ الحَرْفِ، فَإِذَا أَتْبَعْتُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ غُنَّةً، فَاجْعَلْ مَكَانَ النُّقْطَةِ نُقْطَتَيْنِ، فَهَذَا نَقْطُ أَبِي الأَسْوَدِ.

سَبَبُ وَضْعِهِ لِعِلْمِ النَّحْوِ: أَنَّ بِنْتَهُ قَالَتْ لَهُ يَوْماً: مَا أَشَدُّ الحَرِّ! (الصَّحِيح أَنْ تَقُول: مَا أَشَدَّ الحَرِّ!)
فَقَالَ: الحَصْبَاءُ بِالرَّمْضَاءِ.
قَالَتْ: إِنَّمَا تَعَجَّبْتُ مِنْ شِدَّتِهِ.
فَقَالَ: أَوَ قَدْ لَحَنَ النَّاسُ؟!
فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَأَعْطَاهُ أُصُوْلاً بَنَى مِنْهَا، وَعَمِلَ بَعْدَهُ عَلَيْهَا. فَأَرَاهُ أَبُو الأَسْوَدِ مَا وَضَعَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا أَحْسَنَ هَذَا النَّحْوَ الَّذِي نَحَوْتَ!! فَعِنْدَهَا سُمِّيَ النَّحْوُ نَحْواً.

وقِيل: جَاءَ أَبُو الأَسْوَدِ إِلَى زِيَادُ بْن أَبِي سُفْيَان أَمِير البَصرَة آنَذَاك، فَقَالَ: أَرَى العَرَبَ قَدْ خَالَطَتِ العَجَمَ، فَتَغَيَّرَتْ أَلْسِنَتُهُم، أَفَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَضَعَ لِلْعَرَبِ كَلاَماً يُقِيْمُوْنَ بِهِ كَلاَمَهُم؟
قَالَ: لاَ.
فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى زِيَادٍ بَعد ذَلِك، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، تُوُفِّيَ أَبَانَا وَتَرَكَ بَنُوْنَ!! (الصَّحِيح أَنْ يَقُول: تُوُفِّيَ أَبُونَا وتَرَكَ بَنِينَ).
فَقَالَ زِيَاد: ادْعُ لِي أَبَا الأَسْوَد.
فَدُعِيَ، فَقَالَ: ضَعْ لِلنَّاسِ الَّذِي نَهَيْتُكَ عَنْهُ. فَوَضع أَبُو الأسْوَد النَّحو.

مِن أَقْوَالِــهِ: لَيْس شَيءٌ أَعَزّ مِن العِلْم، لأَنَّ المُلُوكَ حُكَّامٌ عَلَى أَهْلِ الأَرضِ، والعُلَمَاءُ حُكَّامٌ عَلَى المُلُوكِ.

ومِن أَشْهَر أَبْيَاتِــهِ: لاَ تَنْه عَن خُلُق وتَأْتِي مِثْلَه...عَارٌ عَلَيْك إِذَا فَعَلتَ عَظِيم

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو الأَسْوَدِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ (69 هــ) بِالبَصْرَة.


Mr. Hatem Ahmed 25-05-2014 07:52 AM


(2) نَـصْـــــرُ بْـنُ عَـاصِـــــم

هُـــــوَ: نَصْر بْنُ عَاصِم اللَّيْثِيُّ، الإِمَام العَلاَّمَةُ النَّحوِيّ، مِن أَوَائِل وَاضِعِي عِلْم النَّحو، وَضَعَ لِلنَّحو أَبْوَاباً، وأَصَّلَ لَهُ أُصُولاً، فَذَكَر عَوَامِل الرَّفْع والنَّصب والخَفْض والجَزْم، ووَضَع بَابَ الفَاعِل والمَفْعُول والتَّعَجُّب والمُضَاف.

قِيلَ: هُوَ أَوَّل مَن نَقَط المَصَاحِف. وكَانَ يَرَى رَأْي الخَوَارِج ثُمَّ تَرَك ذَلِك، وَلَهُ فِي تَركِه أَبْيَات.


وَفَـاتُـــــه: مَاتَ بِالبَصرَة سَنَة تِسْع وثَمَانِين (89 هـ).


Mr. Hatem Ahmed 25-05-2014 07:54 AM


(3) عَـبْـــــدُ الـحَـمِـيْـــــدِ الـكَـــاتِـــــــــب

هُـــــوَ: عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ يَحْيَى بنِ سَعْدٍ الأَنْبَارِيُّ، أَبُو يَحْيَى. العَلاَّمَةُ، الأَدِيبُ، البَلِيْغُ، يُضْرَبُ بِهِ المَثَل فِي البَلاَغَة.

- لَهُ عِدَّة رَسَائِل، تَزِيد عَلَى أَلْف وَرَقَة. ولَهُ أيْضاً (نَصِيحَة الكُتَّاب وَمَا يَلْزَم أَن يَكُونُوا عَلَيْهِ مِن الأَخْلاَق والآدَابِ).

مِن كَلاَمِـهِ: القَلَمُ شَجَرَة ثَمَرَتها الأَلْفَاظ، والفِكْر بَحر لُؤْلُؤْه الحِكْمِة.

وَفَاتُـــــهُ: مَاتَ بِالفَيُّوم فِي مِصْرَ مَقْتُولاً فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ ومِائَة (132 هــ) فِي آخِر دَوْلَة بَنِي أُمَيَّة.


Mr. Hatem Ahmed 25-05-2014 01:03 PM


(4) أَبُـــــو عَـمْـــــرٍو بْـــنُ الـعَـــــــلاَء

هُـــــوَ: زَبَّانُ بْنُ العَلاَءِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ العُرْيَانِ التَّمِيْمِيُّ ثُمَّ المَازِنِيُّ، البَصْرِيُّ، الإِمَامُ، شَيْخُ القُرَّاءِ وَالعَرَبِيَّةِ، كَانَ مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ، واِشْتُهِرَ بِالفَصَاحَةِ وَالصِّدْقِ وَسَعَةِ العِلْمِ، وقَد مَدَحَه الفَرَزْدَقُ فِي قَصِيدَةٍ.

مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ أَبُو عَمْرو فِي سَنَةِ سَبْعِيْن (70 هــ). وقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى أَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِد بْن جَبْر وَعِكْرِمَةَ القُرَشِيّ. وكَانَ مِن أَعْلَم النَّاسِ بِالقِرَاءاتِ، وَالعَرَبِيَّةِ، وَالشِّعرِ، وَأَيَّامِ العَرَب، حَتَّى صَارَ إِمَاماً يُرجَعُ إِلَيْهِ.

وقَد أَخَذَ عَنْهُ العَرَبِيَّة: الأَصْمَعِيُّ وَأَبُو عُبَيْدَةَ اللُّغَوِيُّ، وَآخَرُوْن.

ومِن أَقْوَالِــهِ:
- كُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنَ الكَرِيْمِ إِذَا أَهَنْتَه، وَمِنَ اللَّئِيمِ إِذَا أَكْرَمْتَه، وَمِنَ العَاقِلِ إِذَا أَحْرَجْتَه، وَمِنَ الأَحْمَقِ إِذَا مَازَحْتَه، وَمِنَ الفَاجِرِ إِذَا عَاشَرْتَه.

-
لَيْسَ مِنَ الأَدَبِ أَنْ تُجِيْبَ مَنْ لاَ يَسْأَلُكَ، أَوْ تَسْأَلَ مَنْ لاَ يُجِيْبُكَ، أَوْ تُحِدِّثَ مَنْ لاَ يُنْصِتُ لَكَ.


- قَالَ عَنْهُ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي عَمْرٍو.

-
وقَالَ الأَصْمَعِىُّ: مَا سَمِعتُ أَحَداً يَسْأَلُ أَبَا عَمْرٍو عن شىء فَعَجَزَ عَن جَوَابِهِ، ولاَ سَأَلْتُه أَنَا عَن شَيىٍء إِلَّا وَجَدتُ عِنْدَه مِنْه عِلْماً، ولَقَد سَأَلْتُه عَنْ أَلْفِ مَسْأَلة، فَأَجَابَنِي فِيهَا بِأَلْفِ حُجَّة!!

وَفَاتُـــــه: مَاتَ أَبُو عَمْرٍو بِالبَصرَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَة (154 هــ)، وقَد عَاشَ أَربَعاً وسَبْعِين سَنَة (74).


Mr. Hatem Ahmed 25-05-2014 01:08 PM


(5) الأَخْـفَــــــشُ الـكَـبـِيْـــــــر

هُـــــوَ: عَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ عَبْدِ المَجِيْدِ أَبُو الخَطَّابِ البَصْرِيُّ، الإِمَامُ، شَيْخُ العَرَبِيَّةِ. لَهُ أَشْيَاءُ غَرِيْبَةٌ، يَنفَرِدُ بِنَقلِهَا عَنِ العَرَبِ.

تَخَرَّجَ بِهِ سِيْبَوَيْه، وَحَمَلَ عَنْهُ النَّحْوَ، ولَوْلاَ سِيْبَوَيْه لَمَا اشْتُهِرَ الأَخْفَشُ.

وَأَخَذَ عَنْهُ أَيْضاً النَّحْو: عِيْسَى بنُ عُمَرَ ويُونُس بْن حَبِيب الضَّبِّيُّ وأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى، وَغَيْرُهمَا.

لاَ يُعرَف لَهُ تَارِيخُ مَوْلِد ولاَ وَفَاة.


Mr. Hatem Ahmed 25-05-2014 01:34 PM


(6) أَبُـــــو عُـمَـــــــر الـثَّــقَـفِـــــــيُّ

هُـــــوَ: عِيْسَى بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ أَبُو عُمَرَ البَصْرِيُّ، الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُقْرِئُ، إِمَامُ النَّحْو. هُوَ أَوَّلُ مَنْ هَذَّبَ النَّحْو ورَتَّبَ أَبْوَابَه، وَكَانَ صَدِيْقاً لأَبِي عَمْرٍو بْنِ العَلاَء.

أَخَذَ عَنْهُ النَّحْو: الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ والأَصْمَعِيُّ، وغَيْرُهُم الكَثِير.

وَكَانَ صَاحِبَ فَصَاحَةٍ وَتَقَعُّرٍ وَتَشَدُّقٍ فِي الكَلاَمِ، واِسْتِعمَالٍ لِلغَرِيب فِيِهِ.

أُغْشِيَ
عَلَيْهِ فِي السُّوقِ يَوْماً .. فَتَجَمْهَر النَّاسُ حَوْلَه يَقُولُونَ: مَصْرُوعٌ، مَصْرُوعٌ!! فَلَمَّا أَفَاقَ مِن غَشْيَتِهِ نَظَرَ إِلَى اِزْدِحَامِهِم فَقَالَ لَهُم: مَا لَكُمْ تَكَأْكَأْتُم عليَّ تَكَأْكُؤَكُم عَلَى ذِي جِنَّةٍ؟! اِفْرَنْقِعُوا عَنِّي!!!

صَنَّفَ فِي النَّحْوِ مَا يَزيد عَلَى السَّبْعِين مُصَنَّفاً، مِن أَشْهَرِهِم: (الإِكْمَال) وَ (الجَامِع).

وَفَاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو عُمَر فِي سَنَةِ تِسْعٍ وأَرْبَعِيْنَ ومِائَة (149 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 25-05-2014 01:41 PM


(7) الـخَـلِـيْـــــــلُ بْـــنُ أَحـمَـــــد الـفَـــرَاهِـيْـــــــدِيُّ

هُـــــوَ: الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بْن عَمْرو بْن تَمِيم، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَرَاهِيْدِيُّ البَصْرِيُّ، الإِمَامُ، صَاحِبُ العَرَبِيَّةِ، وَمُنْشِئُ عِلْمِ العَرُوضِ، أَحَدُ الأَئِمَّة الأَعْلاَم.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ الخَلِيْلُ فِي البَصْرَة سَنَة مِائَة (100 هـــ).

وكَانَ رَأْساً فِي لِسَانِ العَرَبِ، دَيِّناً، عَاقِلاً، حَلِيماً، وقوراً، وَرِعاً، قَانِعاً، مُتَوَاضِعاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، شَدِيدَ الذَّكَاء.

أَخَذَ عِلْم النَّحْو عَن: أبي عَمْرو بْنِ الْعَلَاء وغَيْرِهِ.


وأَخَذَ عَنْهُ النَّحْو: الأَصْمَعِيُّ وسِيْبَوَيْه وَالنَّضْرُ بنُ شُمَيْل، وَآخَرُوْنَ.

مِن أَشْهَر تَصَانِيفِـهِ: كِتَابُ (العَرُوض) وَكِتَاب (العَيْن).

كَانَ الخَلِيلُ عَفِيفَ النَّفْس، لاَ يَخْتَار صُحبَة المُلُوكِ والأُمَرَاءِ؛ كَتَبَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ بْن عَلَيّ الْهَاشِمِي الأَمِيْرُ (عَمُّ أَبِي جَعفَر المَنْصُوْر) يَسْتَدعِيه، وبعَثَ إِلَيْهِ بِمَالٍ، فَرَّدَ الخَلِيلُ المَالَ، وَكتب إِلَيْهِ بِهَذِهِ الأَبْيَات:

أبْلِغْ سليمانَ أنِّي عَنهُ فِي سَعَةٍ
... وَفِي غِنىً غيرَ أنِّي لستُ ذَا مَال

شُحًّا بنَفْسِيَ إنِّي لَا أَرَى أحَداً ... يَمُوتُ هَزْلاً وَلَا يَبْقَى علَى حَالِ
فالرِّزْقُ عَن قَدَرٍ لَا العَجْزُ يَنْقُصُهُ ... وَلَا يَزِيدُك فِيهِ حَوْلَ مُحْتالِ
وإنَّ بينَ الْغِنَى والفَقْرِ مَنْزِلَةً ... مَوْصُوَلةً بجَدِيدٍ لَيْسَ بالْبالِي
والفقرُ فِي النَّفسِ لَا فِي المالِ ... تَعْلَمُهُ ومِثْلُ ذَاك الغِنَى فِي النَّفْسِ لَا المالِ
والصَّبْرُ يُعْقِبُ خَيْراً إِن قَنَعْتَ بِهِ ... والحِرْصُ يَدْعُو إِلَى فَقْرٍ وإذْلالِ

مِن أَقْوَالِــــهِ:

-
قَالَ الخَلِيْلُ: أَكمَلُ مَا يَكُوْنُ الإِنْسَانُ عَقْلاً وَذِهْناً عِنْدَ الأَرْبَعِيْنَ.

-
وقَالَ: لاَ يَعرِفُ الرَّجُلُ خَطَأَ مُعَلِّمِهِ حَتَّى يُجَالِسَ غَيْرَه.

وَفَاتُـــــهُ: مَاتَ الخَلِيلُ بِالبَصْرَة سَنَة سَبْعِين ومِائَة (170 هــ)، رَحِمَهُ اللهُ.


Mr. Hatem Ahmed 25-05-2014 11:54 PM


(8) سِـــيْـــبَـــــــــــوَيــــْـــــــــــــه

هُـــــوَ: عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ قَنْبَرٍ أَبُو بِشْرٍ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ البَصْرِيُّ، إِمَامُ النَّحْوِ، حُجَّةُ العَرَبِ، هُوَ أَوَّلُ مَن بَسَط عِلْمَ النَّحوِ.

طَلَبَ الفِقْهَ والحَدِيْثَ مُدَّةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى العَرَبِيَّةِ، فَبَرَعَ وَسَادَ أَهْلَ العَصْرِ، وأَلَّفَ فِيْهَا كِتَابَهُ الكَبِيْرَ، لاَ يُدْرَكُ شَأْوُهُ فِيْهِ، وكَانَ شَابّاً جَمِيْلاً، أَنِيقًا ذَكِيًّا، بَرَعَ فِي عُلُومٍ شَتَّى.


مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ فِي إِحْدَى قُرَى شِيرَاز سَنَة ثَمَان وثَلاَثِين ومَائَة (138 هـــ). وسُمِّيَ سِيْبَوَيْه؛ لأَنَّ خَدَّيْهِ كَانَا كَالتُّفَاحَتَيْنِ، رَائِعَ الجَمَال.

وكَانَ إِذَا أَقْبَلَ عَلَى الخَلِيلِ بْنِ أَحمَدَ، قَالَ لَهُ: مَرْحَبًا بِزَائِرٍ لَا يُمَلُّ؛ ومَا كَانَ الخَلِيلُ يَقُولُهَا لِأَحَدٍ إِلَّا لِسِيبَوَيْه.


أَخَذَ
سِيْبَوَيْه النَّحْوَ عَنْ: عِيْسَى بنِ عُمَرَ وَيُوْنُسَ بنِ حَبِيْب وَأَبِي الخَطَّابِ الأَخْفَشِ الكَبِيْرِ، وَالخَلِيْلِ بْنِ أَحمَد ولاَزَمَهُ وتَعَلَّقَ بِهِ حَتَّى عُرَفَ بِتِلْمِيذِهِ النَّجِيب.

مِـن أَشْهَـر تَصَـانِيفِـــهِ: (الكِتَاب) و (مَجْمُوعَة الأَفْعَال والتَّصْرِيف).

- كَانَ المُبَرِّدُ إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَقَرَأ عَلَيْهِ "كِتَاب سِيْبَوَيْه" يَقُولُ لَهُ: هَلْ رَكِبْتَ البَحْرَ؟! تَعْظِيمًا لَهُ، واسْتِعظَاماً لِمَا فِيهِ.

- وذَكَرَ الجَاحِظُ "كِتَابَ سِيْبَوَيْه" فَقَالَ عَنْهُ: لَمْ يَكْتُب النَّاسُ فِي النَّحْوِ كِتَابًا مِثْلَهُ، وجَمِيعُ كُتُبِ النَّاسِ عَلَيْهِ عِيَالٌ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سِيْبَوَيْه سَنَةَ ثَمَانِيْنَ ومِائَة (180 هـــ)، وقَد عَاشَ اثْنَتَيْن وأَربَعِين سَنَة (42)، رَحِمَهُ اللهُ.


استاذ حسن عبد السلام محمد 26-05-2014 07:16 AM

مشكووووووووووووووووووووووووووور

Mr. Hatem Ahmed 26-05-2014 07:56 AM

شكراً لمرورك الكريم

Mr. Hatem Ahmed 26-05-2014 10:49 PM


(9) يُـــــوْنُـــــسُ بْـــنُ حَــبِــيْــــــــــبٍ

هُـــــــــوَ: يُوْنُسُ بْنُ حَبِيْبٍ الضَّبِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحمَن، النَّحْوِيُّ العَلاَّمَةُ، إِمَامُ نُحَاةِ البَصْرَةِ فِي عَصْرِهِ.

كَانَت لَهُ حَلْقَةٌ عِلْمِيَّة عَظِيمَة بِالْبَصْرَةِ، يَتَوَافَدُ عَلَيْهَا طُلاَّبُ العِلْمِ وأَهْلُ الأَدَبِ وفُصَحَاءِ الأَعْرَابِ ووُفُودُ البَادِيَةِ، كَي يَنْهَلُوا مِن عِلْمِهِ، ولَهُ مَذَاهِبُ خَاصَّة فِي النَّحْوِ، مُنْتَشِرَة فِي كُتُبِـهِ.


مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ أَربَعٍ وتِسْعِينَ (94 هــ).

أَخَذَ النَّحْـــوَ عَـن: أَبِي عَمْرٍو بْنِ الْعَلَاء، وغَيْرِهِ.

وأَخَذَ عَنْـهُ النَّحْـــوَ: سِيْبَوَيْـه والكِسَائِيّ والفَرَّاءُ وأَبُو عُبَيْدَةَ، وغَيْرُهُم.

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: اخْتَلَفْتُ (تَرَدَّدتُ) إِلَى يُوْنُسَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، أَمْلأُ كُلَّ يَوْمٍ أَلْوَاحِي مِنْ حِفْظِـهِ.

أَشْهَرُ مُؤَلَّفَاتِـــهِ: كتاب (مَعَانِي الْقُرْآن) و (اللُّغَات) و (النَّوَادِر الْكَبِير) و (النَّوَادِر الصَّغِير) و (مَعَانِي الشِّعْرِ).

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَمَانِينَ ومِائَة (182 هــ)، وقَد عَاشَ ثَمَانِياً وثَمَانِينَ سَنَةَ (88).


Mr. Hatem Ahmed 27-05-2014 01:43 PM


(10) الـــكِـــسَـــائِـــــــــيُّ

هُـــــوَ: عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بَهْمَنَ بنِ فَيْرُوْزٍ الأَسَدِيُّ، أَبُو الحَسَن الكُوْفِيّ. الإِمَامُ، شَيْخُ القِرَاءةِ والعَرَبِيَّةِ.

اجْتَمَعَ فِيْهِ أَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالنَّحوِ، ووَاحِدَهُم فِي الغَرِيْبِ، وأَوحَدَ فِي عِلْمِ القُرْآنِ، وكَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ رَفِيْعَةٍ عِنْدِ هَارُونَ الرَّشِيْدِ، وأَدَّبَ وَلَدَهُ الأَمِيْنَ، ونَالَ جَاهاً وأَمْوَالاً.


أَخَذَ النَّحو عَنْ الخَلِيْل بْن أَحمَد، وَسَافَرَ فِي بَادِيَةِ الحِجَازِ مُدَّةً لِإتْقَان اللُّغَة الْعَرَبِيَّةِ. وسُمِّيَ الْكِسَائِيّ لأَنَّهُ أُحْرِمَ فِي كِسَاءٍ. وَهُوَ أَحَدُ القُرَّاء السَّبْعَة الْمَشْهُورِين.

لَهُ عِدَّةُ تَصَانِيْف، مِنْهَا: (مَعَانِي القُرْآنِ) و (القِرَاآتِ)، و (النَّوَادِرِ الكَبِيْرِ) و (المَصَادِر) و (الحُرُوف) و (مَا يَلْحَن فِيهِ العَوَام).

- قَالَ عَنْهُ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي النَّحوِ، فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى الكِسَائِيِّ.

وَفَاتُـــــهُ: مَاتَ الكِسَائِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وثَمَانِيْنَ ومِائَة (189 هـــ)، وقَد بَلَغَ سَبْعِيْنَ سَنَة (70).


Mr. Hatem Ahmed 27-05-2014 09:59 PM


(11) الـنَّـضْـــــرُ بْـــنُ شُـمَـيْـــــلٍ

هُـــــوَ: النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلِ بنِ خَرَشَةَ بنِ زَيْدٍ بْنِ كُلْثُوْمِ بنِ عَنَزَةَ بنِ زُهَيْرِ بنِ عَمْرِو بنِ حُجْرِ بنِ خُزَاعِيّ،ِ أَبُو الحَسَنِ المَازِنِيُّ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ النَّسَّابَة، النَّحْوِيُّ، القَاضِيُّ.

كَانَ إِمَاماً فِي العَرَبِيَّةِ والحَدِيْثِ، مِنْ فُصَحَاءِ النَّاسِ وعُلَمَائِهِم بِالأَدَبِ وأَيَّامِ النَّاسِ، وهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ السُّنَّةَ بِمَرْوَ وجَمِيْعِ خُرَاسَان.


مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ النَّضْرُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وعِشْرِيْنَ ومِائَة (122 هــ).

أخذ النَّحوعَن الخَلِيلِ بنِ أَحمَدَ، وهُوَ مَعدُودٌ مِن كِبَار أَصْحَابِهِ، وأَقَامَ بِالبَادِيَةِ زَمَناً طَوِيلاً فَأَخَذَ عَن فُصَحَاءِ العَرَبِ الشَّعِرَ والعَرَبِيَّـة.

أَشْهَـر مُؤَلَّفَاتِـهِ: (الصِّفَات) و (السِّلاَح) و (المَعَانِي) و (غَرِيب الحَدِيث) و (المَصَادِر) و (الجِيم).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ النَّضْرُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ ومِائَتَيْن (204 هــ)، وقَد بَلَغَ اثْنَتَيْن وثَمَانِينَ سَنَة (82).


Mr. Hatem Ahmed 28-05-2014 02:57 AM


(12) أَبُـــو عَـمْـــــرٍو الـشَّـيْـبَـــانِـــــيُّ

هُـــــــوَ: إِسْحَاقُ بْنُ مِرَارٍ الشَّيْبَانِيُّ ثُمَّ الكُوفِيُّ، النَحْوِيُّ العَلاَّمَةُ المُعَمَّرُ، نَزَلَ بَغَدَادَ ونَشَرَ بِهَا عِلْم اللُّغَة.

وكَانَ خَيِّراً فَاضِلاً صَدُوقاً، وكَانَ الإِمَامُ أَحمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَلْزَمُ مَجَالِسِهِ ويَكْتُبُ أَمَالِيهِ.


مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ أَبُو عَمْرٍو سَنَةَ سِتٍّ وتِسْعِينَ (96 هــ). وكَانَ مِن أَعْلَمِ أَهْلِ زَمَانِهِ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، مُوَثَّقاً فِيمَا يَحكِيهِ، بَصِيراً بِالْشِّعرِ، جَمَعَ أَشْعَارَ العَرَبِ ودَوَّنَهَا.

أَخَذَ عِلْمَ النَّحْوِ عَن: أَبِي عَمْرٍو بْنِ العَلاَءِ، وغَيْرِهِ.

وأَخَذَ عَنْهُ اللُّغَةَ: ابْنُهُ عَمْرُو، وأَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ ومُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ، وغَيْرُهُم.

مِن أَشْهَـرِ تَصَانِيفِـهِ: كِتَابُ (غَرِيب الحَدِيثِ) و (الجِيم) و (اللُّغَات) و (النَّوَادِر الكَبِير) و (الحُرُوف) و (الخَيْل) و (الإِبِل).

وَفَـاتُـــــهُ
: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ ومِائَتَيْن (206 هــ)، وقَد بَلَغَ مِائَة سَنَةَ وعَشْر سِنِينَ (110).


Only Forward 28-05-2014 10:27 AM

موضوع رائع يستحق مليون نجمة:022yb4::022yb4:

Mr. Hatem Ahmed 29-05-2014 05:06 AM

شكراً لمرورِك وكلامِك الجميل ده يا آية

Mr. Hatem Ahmed 29-05-2014 05:09 AM


(13) قُـــــطْـــــــــرُب

هُـــــــوَ: مُحَمَّد بْنُ المُسْتَنِيرِ بنِ أَحمَدَ، أَبُو عَلِيِّ البَصْرِيِّ، الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ، الأدِيبُ الأَرِيبُ

كَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ، حَرِيصاً عَلَى الاِشْتِغَالِ بِهِ، وزَارَ بَغَدَادَ، وسُمِعَ مِنْهُ بِهَا أَشْيَاء مِن تَصَانِيفِهِ، وهوَ مِن أَشْهَرِ تَلاَمِيذِ سِيبَوَيْـهِ النُّجَبَاءِ، وهُوَ الَّذِي لَقَّبَهُ بِـقُطْرُب.


وسَبَبُ تَسْمِيَتِهِ بِـقُطْرُبٍ: أَنَّهُ كَانَ يُبَكِّر إِلَى سِيبَوَيْـهِ، قَبْل حُضُورِ أَحَدٌ مِن التَّلاَمْذَة، وذَلِكَ قُبَيْل الفَجْرِ!! فَخَرَجَ سِيبَوَيْـه يَوْماً مِن دَارِهِ فَوَجَدَهُ عَلَى بَابِهِ، حَرِيصًا عَلَى التَّعَلُّمِ، فَقَالَ لَهُ: مَا أَنْتَ إِلاَّ قُطْرُبُ لَيْلٍ.

ومَعنَى القُطْرُب: دُوَيْبَّةٌ تَسْعَى نَهارَهَا كُلَّه لاَ تَسْتَريحُ.

أخذ النَّحْو عَنْ: سِيبَوَيْهٍ وعِيسَى بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ، وغَيْرِهِم مِن عُلَمَاءِ البَصْرَةِ.

وأَخَذَ عَنْهُ النَّحْـوَ: ابْنُ السِّكِّيت.

لَهُ تَصَانِيفٌ كَثِيرَة، مِنْهَا: كِتَابُ (مَعَانِي القُرآن) و (غَرِيب الحَدِيث) و (إِعرَاب القُرآن) و (الرَّد عَلَى المُلْحِدِين فِي مُتَشَابِه القُرآن) و(المُثَلَّث) و (الجَمَاهِير) و (الإِشْتِقَاق) و (الأَضِدَّاد) و (النَّوَادِر) و (الأَصْوَات) و (الأَزْمِنَة) و (القَوَافِي) و (الهَمْزَة) و (العِلَلُ فِي النَّحْو) و (مَا خَالَف فِيهِ الإِنْسَانُ البَهِيمِيَّة الوُحُوشِ وصِفَاتِهَا).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ سَتٍّ ومِائَتَيْن (206 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 04-06-2014 03:09 PM


(14) الــــــفَــــــــــــــرَّاء

هُــــــــوَ: يَحْيَى بنُ زِيَادِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْظُوْرٍ الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ، النَّحْوِيُّ العَلاَّمَةُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الكَثِيرَة، إِمَامُ الكُوفِيين وأَعْلَمُهُم بِالْنَّحْوِ واللُّغَةِ والأَدَبِ، وكَانَ مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي اللُّغَةِ فَقِيهاً، عَالِماً بِأَيَّامِ العَرَبِ وأَخْبَارِهَا، عَارِفاً بِالْطِّبِ.

مَوْلِـــدُهُ: وُلِدَ الـفَـرَّاءُ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ أَربَعٍ وأَربَعِينَ ومِائَة (144 هــ).

- قَالَ عَنْهُ ثَعْلَب: لَوْلاَ الفَرَّاءُ، لَمَا كَانَتْ عَرَبِيَّةً، وَلَسَقَطَتْ؛ لأَنَّهُ خَلَّصَهَا وضَبَّطَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ تُتَنَازَعُ وَيَدِّعِيْهَا كُلُّ أَحِدٍ، ويَتَكَلَّمُ النَّاسُ فِيهَا عَلَى مَقَادِير عُقُولِهِم وقَرَائِحِهِم، فَتَذْهَب.

- وقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لأَهْلِ بَغْدَادَ وَالكُوْفَةِ مِنَ النُّحَاةِ إِلاَّ الكِسَائِيُّ وَالفَرَّاءُ، لَكَفَى.

مِنْ أَشْهَرِ كُـتُـبِـــهِ: (المَقْصُور والمَمْدُود) و (مَعَانِي القُرآن) و (المُذَكَّر والمُؤَنَّث) و (اللُّغَات) و (الفَاخِر) و (مَا تَلْحَنُ فِيهِ العَامَّة) و (الأَيَّام واللَّيَالِي) و (البَهِيّ) و (الجَمْعُ والتَّثْنِيَةُ فِي القُرآن) و (الحُدُود) و (مُشْكِل اللُّغَةِ).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الفَرَّاءُ بِطَرِيقِ الحَجِّ سَنَةَ سَبْعٍ ومِائَتَيْن (207 هــ)، ولَـهُ ثَلاَثٌ وسِتُّوْنَ سَنَة (63).


Mr. Hatem Ahmed 09-06-2014 12:49 PM


(15) أَبُـــو عُــبَــيْـــــــدَةَ الـــتّـــَيْـــمِـــــــــــــيُّ

هُـــــــوَ: مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى التَّيْمِيُّ، البَصْرِيُّ، الإِمَامُ المُعَمَّرُ، النَّحْوِيُّ العَلاَّمَةُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الكُثِيرَةِ، وهِيَ تُقَارِبُ مِائَتَيْ مُصَنَّف (200)، وقَد حَدَّثَ بِبَغْدَادَ بِجُملَةٍ مِنْهَا.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ بِالْبَصْرَةِ فِي سَنَةِ عَشْرٍ ومِائَةٍ (110 هــ)، وكَانَ مَعَ سِعَةِ عِلْمِهِ رُبَّمَا أَنْشَدَ البَيْتَ فَلَمْ يَقُم وَزْنَـه، ويُخْطِئ إِذَا قَرَأَ القُرآنَ!!!

أَخَذَ النَّحْـوَ والعَرَبِيَّـةَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بْنِ العَلاَءِ، وطَائِفَةٍ.

وأَخَذَ عَنْـهُ النَّحْـوَ والعَرَبِيَّـةَ: أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ وأَبُو حَاتِم السِّجِسْتَانِيّ، وغَيْرُهُمَا.

- قَالَ عَنْـهُ الجَاحِظُ: لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ أَعْلَمَ بِجَمِيْعِ العُلُوْمِ مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ.

-
وقَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ لاَ يَحكِي عَنِ العَرَبِ إِلاَّ الشَّيْءَ الصَّحِيْحَ.

-
وقَالَ المُبَرِّدُ: كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ والأَصْمَعِيُّ مُتَقَارِبَيْنِ فِي النَّحوِ.

أَشْهَــرُ كُتُبِـــهِ: (مَعَانِي القُرآن) و (إِعرَاب القُرآن) و (غَرِيْب الحَدِيْثِ) و (نَقَائِض جَرِير والفَرَزْدَق) و (العَقَقَة والبَرَرَة) و (مَآثِر العَرِب) و (مَا تَلْحَن فِيهِ العَامَّة) و (أَيَّام العَرَبِ) و (الإِنْسَان) و (الزَّرع) و (الشَّوَارِد) و (طَبَقَات الفُرسَانِ) و (طَبَقَات الشُّعَرَاءِ) و (المُحَاضَرَات والمُحَاوَرَات) و (الخَيْل) و (القَبَائِل) و (الأَمْثَال).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِالْبَصْرَةِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ ومِائَتَيْنِ (209 هــ)، وقَد قَارَب المِائَة سَنَة (100)، ولَمْ يَحضُر أَحَدٌ جَنَازَتِهِ، لِشِدَّةِ نَقْدِهِ لِمُعَاصِرِيهِ مِن العُلَمَاءِ.


أبو عمار 2010 09-06-2014 07:14 PM

موضوع رائع بارك الله فيك

Mr. Hatem Ahmed 10-06-2014 02:03 AM

شكراً جزيلاً لمرور حضرتك الجميل

ودعوتك الأجمل

Mr. Hatem Ahmed 10-06-2014 02:15 AM


(16) أَبُـــــــو زَيْـــــــــــدٍ الأَنْــــصَـــــــــــارِيُّ

هُـــــــوَ: سَعِيْدُ بنُ أَوْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ بَشِيْرِ بْنِ ثَابِتُ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصَارِيُّ ثُمَّ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، المُعَمَّرُ، اللُّغَوِيُّ، الأَرِيبُ، النِّحْرِيرُ.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشَرَةَ ومِائَةٍ (119 هــ)؛ وكَانَ الأَصْمَعِيُّ يُبَجِّلُهُ جِداً، فَكَانَ كُلَّمَا رَأَى أَبَا زَيْدٍ قَبَّل رَأْسَهُ، ويَقُولُ: "هَذَا عَالِمُنَا وَمُعَلِّمُنَا مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً".

أَخَذَ النَّحـْـوَ عَـنْ: أَبِي عَمْرٍو بْنِ العَلاَءِ؛ وغَيْرِهِ.

وأَخَذَ عَنْهُ النَّحـْــوَ: سِيْبَوَيْه وأَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ وأَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ وأَبُو عُثْمَانَ المَازِنِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: كِتَابُ (مَعَانِي القُرآن) و (النَّحو الكَبِير) و (النَّوَادِر) فِي اللُّغَة، و (الْهَمْزَة) (غَريب الأَسْمَاء) (الجَمْع والتَّثْنِية) و(الصِّفَات) و(اللُّغَات) و (بُيُوتَات العَرَبِ) فِي الأَنْسَابِ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو زَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشَرَة ومِائَتَيْن (215 هــ)، ولَهُ سِتٌّ وتِسْعُونِ سَنَةٍ (96رَحِمَهُ اللهُ.


Mr. Hatem Ahmed 13-06-2014 12:51 AM


(17) الأَخْـــفَـــــــش الأَوْسَـــــــط

هُـــــــوَ: سَعِيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ البَلْخِيُّ ثُمَّ البَصْرِيُّ. العَلاَّمَةُ، إِمَامُ النَّحْوِ.

أَخَـذَ العَرَبْيَّـةَ عَــن: الخَلِيْلِ بْنِ أَحْمَدَ وسِيْبَوَيْه، وَلَزِمَهُ حَتَّى بَرَعَ فِيهَا. وهُوَ الَّذِي زَادَ فِي العَرُوضِ بَحر (الخَبَب)، وكَانَ الخَلِيْلُ قَد جَعَلَ البُحُورَ خَمْسَةَ عَشَرَ، فَأَصْبَحَت سِتَّة عَشَرَ بِهَذَا البَحرِ.

مِن أَشْهَـرِ تَصَانِيفِــهِ: (تَفْسِيرُ مَعَانِي القُرآن) و (الأَوْسَطُ فِي النَّحوِ) و (شَرحُ أَبْيَاتِ المَعَانِي) و (الاِشْتِقَاق) و (مَعَانِي الشِّعرِ) و (القَوَافِي).

- قَالَ عَنْـهُ ثَعْلَب: كَانَ أَوْسَعَ النَّاسِ عِلْماً.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَة ومِائَتَيْن (215 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 18-06-2014 12:38 AM


(18) الأَصْـــــــمَـــــــعِـــــــــــــــــــــيُّ

هُـــــــوَ: عَبْدُ المَلِكِ بْنُ قُرَيْبِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَصْمَعَ بْنِ مُظَهِّرِ الأَصْمَعِيُّ، أَبُو سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، المُعَمَّرُ، حُجَّةُ الأَدَبِ، لِسَانُ العَرَبِ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعلاَمِ.

كَتَبَ أَشيَاءاً لاَ تُحْصَى عَنِ العَرَبِ فِي اللُّغَةِ، وَكَانَ ذَا حِفْظٍ، وَذكَاءٍ، وَلُطْفِ عِبارَةٍ؛ وكَانَ كَثِيراً مَا يَتَنَاظرُ مَعَ سِيْبَوَيْه.


مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وعِشْرِينَ ومِائَةٍ (122 هــ).

وكَانَ شَاعِراً مَجِيداً، يَحفَظُ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفِ أُرْجُوزَةٍ!! وكَانَ هَارُون الرَّشِيد يُسَمِّيهِ "شَيْطَانُ الشِّعْرِ".

وكَانَ ،مَعَ سِعَةِ عِلْمِهِ وتَبَحُّرِهِ فِي عِلْمِ اللُّغَةِ، يَتَّقِي أَنْ يُفَسِّرَ القُرْآنَ الكَرِيمَ.


وأَخَذَ عَـنْـهُ عِلْمِ اللُّـغَـةِ: أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بْنُ سَلَّام وأَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ يَطُولُ ذِكْرُهُم.

مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِـــهِ: (غَرِيب القُرآن) و (غَرِيب الحَدِيث) و (أُصُول الكَلَام) و (الكَنْز اللُّغَوِي) و (القَلْب والإِبْدَال) و (الأَلْفَاظ) و (الصِّفَات) و (اللُّغَات) و (المَقْصُور والمَمْدُود) و (المَصَادِر) و (نَوَادِر الإِعرَاب) و (الِاشْتِقَاق) و (الأَضِدَّاد فِي اللُّغَة) و (الهَمْزَة وتَخْفِيفَهَا) و (مَا اتَّفَق لَفْظُه واخْتَلَف مَعنَاه) و (الْأَمْثَال) و (السِّلَاح) و (الخَيْل) و (مَا تَكَلَّم بِهِ الْعَرَب فَكَثُر فِي أَفْوَاه النَّاس) و (المُذَكَّر والمُؤَنَّث) و (خَلْق الاِنْسَان) و (الإِبِل) و) و (الشَّاء) و (أَسْمَاء الوُحُوش وصِفَاتِهَا) و (صِفَات الأَرضِ والسَّمَاء) و (النَّبَات والشَّجَر).

قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

- قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: مَا عَبَّرَ أَحَدٌ عَنِ العَرَبِ بِأَحْسَنَ مِنْ عِبَارَةِ الأَصْمَعِيِّ.

-
وقَالَ الإِمَامُ يحيى بْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ الأَصْمَعِيُّ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ فِي فَنِّهِ.

-
وقَالَ المُبَرِّدُ: كَانَ الأَصْمَعِيُّ بَحْراً فِي اللُّغَةِ، لاَ نَعْرِفُ مِثْلَهُ فِيْهَا.

ومِـن أَقْوَالِــــهِ:

- إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى طَالِبِ العِلْمِ إِذَا لَمْ يَعْرِفِ النَّحْوَ أَنْ يَدْخُلَ فِي جُمْلَةِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).

-
وقَالَ: مَنْ لَمْ يَحتَمِل ذُلَّ التَّعلِيمِ سَاعَةً، بَقِيَ فِي ذُلِّ الجَهْلِ أَبَداً.


وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الأَصْمَعِيُّ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ ومِائَتَيْن (216 هــ)، وقَد عَاشَ أَربَعاً وتِسْعِينَ سَنَةً (94)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


مستر محمد سلام 18-06-2014 01:04 AM

شكراااااااااااااا جزيلا لحضرتك استاذ حاتم .



Mr. Hatem Ahmed 19-06-2014 12:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر محمد سلام (المشاركة 5902861)
شكراااااااااااااا جزيلا لحضرتك استاذ حاتم


مشكور جداً أستاذ محمد على مرور حضرتك الكريم

والذي أسعدني وشرفني جداً

Mr. Hatem Ahmed 07-07-2014 07:47 AM


(19) أَبُـــــو عُـــــبَـــــــيْـــــــــــــد

هُـــــــوَ: القَاسِمُ بْنُ سَلاَّمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ، أَبُو عُبَيْدٍ البَغْدَادِىُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الفَقِيهُ المُجتَهِدُ، الأَخْبَارِيُّ العَلاَّمَةُ، القَاضِيُّ الأَدِيبُ، اللُّغَوِيُّ الأَرِيبُ، ذُو التَّصَانِيف المُونِقَة الَّتِي سَارَت بِهَا الرُّكبَانُ وانْتَشَرَت فِي جَمِيعِ الأَقطَارِ والبُلْدَانِ.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ أَبُو عُبَيْدٍ سَنَةَ سَبْعٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (157 هــ).

وكَانَ إِمَاماً، ثِقَةً، دَيِّناً، وَرِعاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، مَهِيْباً، وَقُوْراً، عَالِماً بِأَيَّامِ النَّاسِ والنَّحوِ واللُّغَةِ والفِقْهِ والحَدِيثِ؛ وزَارَ مِصرَ سَنَةَ ثَلاَثِ عَشْرَةَ ومِائَتَينِ (
213 هــ)، فَسَمِعَ النَّاسُ مِن كُتُبِهِ؛ ووَلِيَ القَضَاءَ بِطَرسُوس (مَدِينَة بِالْعِرَاق) ثَمَانِي عَشَرَة سَنَةً (18).

قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: أَبِي الحَسَنِ الكِسَائِيِّ وإِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعفَرٍ وشُجَاعِ بْنِ أَبِي نَصرٍ البَلْخِيِّ.

وأَخَذَ الحَدِيثَ مِن: يَحيَى بْنِ سَعِيدٍ القَطَّان وعَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ وهُشَيْم بْنِ بَشِيرٍ وسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وعَبْد اللهِ بْنِ المُبَارَكِ وغُنْدَرٍ ووَكِيْع بْنِ الجَرَّاحِ وجَرِيْرِ بْنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ الضَّبِيِّ وأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْر وإِسْحَاقَ الأَزْرَقَ ويَزِيْد بْنِ هَارُوْنَ، وغَيْرِهِم.

وأَخَذَ اللُّغَةَ عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ وأَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ والأَصْمَعِيِّ وأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وغَيْرِهِم.

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ حَمْدَانُ بْنُ سَهْلٍ: سَأَلْتُ يَحيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ...؟!
فَتَبَسَّمَ، وقَالَ: مِثْلِي يُسْأَلُ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ...؟! أَبُو عُبَيْدٍ يُسْأَلُ عَنِ النَّاسِ؛ لَقَد كُنْتُ عِنْدَ الأَصمَعِيِّ يَوْماً، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو عُبَيْدٍ، فَشَقَّ إِلَيْهِ بَصَرَهُ حَتَّى اقْتَرَبَ مِنْهُ، فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذَا المُقْبِلَ؟!
قَالُوا: نَعَم.
فَقَالَ: لَنْ يَضِيعَ النَّاسُ مَا حَيِيَ هَذَا.

- وقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْه: أَبُو عُبَيْدٍ أَفْقَهُ وأَعْلَمُ مِنِّي؛ وهُوَ أَوْسَعُنَا عِلْماً، وأَكْثَرُنَا أَدَباً، وأَجْمَعُنَا جَمْعاً، إِنَّا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ، ولاَ يَحْتَاجُ إِلَيْنَا.

- وقَالَ أَحمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو عُبَيْدٍ؛ أُسْتَاذٌ، وهُوَ مِمَّنْ يَزْدَادُ عِنْدَنَا كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً.

- وقَالَ أَبُو العَبَّاسِ ثَعلَبٌ: لَوْ كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيْلَ، لَكَانَ عَجَباً؛ ولَقَد مَنَّ اللهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ بِأَرْبَعَةٍ فِي زَمَانِهِم: بِالشَّافِعِيِّ تَفَقَّهَ بِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبِأَحمَدَ ثَبَتَ فِي المِحنَةِ، وبِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ نَفَى الكَذِبَ عَنِ الحَدِيْثِ، وبأَبِي عُبَيْدٍ فَسَّرَ الغَرِيْبَ مِنَ الحَدِيْثِ، ولَوْلاَ ذَلِكَ، لاَقْتَحَمَ النَّاسُ فِي الخَطَأِ.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: أَبُو عُبَيْدٍ: ثِقَةٌ، مَأْمُونٌ.

- وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ، جَبَلٌ.

- وقَالَ إِبْرَاهِيمُ الحَربِيُّ: أَدرَكْتُ ثَلاَثَةً تَعجِزُ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدنَ مِثْلَهُم: رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدٍ مَا مَثَّلْتُهُ إِلاَّ بِجَبَلٍ نُفِخَ فِيْهِ رُوحٌ، وَرَأَيْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ، مَا شَبَّهْتُهُ إِلاَّ بِرَجُلٍ عُجِنَ مِن قَرنِهِ إِلَى قَدَمِهِ عَقلاً، وَرَأَيْتُ أَحمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَرَأَيْتُ كأَنَّ اللهَ قَد جَمَعَ لَهُ عِلمَ الأَوَّلِينَ، فَمِنْ كُلِّ صِنْفٍ يَقُوْلُ مَا شَاءَ، وَيُمْسِكُ مَا شَاءَ.

- وقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: هُوَ إِمَامُ أَهلِ دَهرِهِ فِي جَمِيعِ العُلُومِ، ثِقَةٌ، مَأْمُونٌ، صَاحِبُ سُنَّة.

- وقَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: كَانَ أَبُو عُبَيدٍ فَاضِلاً فِي دِينِهِ وفِي عِلْمِهِ، رَبَّانِيّاً، مُفَنَّناً فِي أَصنَافِ عُلُومِ الإِسْلاَمِ مِنَ القُرآنِ والفِقْهِ والعَرَبِيَّةِ والأَخْبَارِ، حَسَنَ الرِّوَايَةِ، صَحِيحَ النَّقلِ، لاَ أَعلَمُ أَحَداً طَعَنَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمرِهِ وَدِينِهِ.

مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: (الأَمْوَالِ) و (غَرِيْب الحَدِيثِ) و (مَعَانِي القُرآنِ) و (فَضَائِلِ القُرآنِ) و (الطّهُوْرِ) و (النَّاسِخِ وَالمَنْسُوخِ) و (المَوَاعِظِ) و (الغَرِيبِ المُصَنَّفِ فِي عِلْمِ اللِّسَانِ) وهُوَ مِنْ أَجَلِّ كُتُبِهِ فِي اللُّغَةِ، صَنَّفَهُ فِي أَربَعِيْنَ سَنَةً؛ و(الأَمْثَال) (المَقْصُور والمَمْدُود) و (الأَجْنَاس مِن كَلاَم العَرَب) و (أَدَب القَاضِي) و (المُذَكَّر والمُؤَنَّث) و (النَّسَب) و (الاِيمَان ومَعَالِمه وسُنَنه واسْتِكْمَاله ودَرَجَاتِه).

ومِـن أَقْوَالِـــــهِ:

- المُتَّبِعُ السُّنَّةَ، كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ، هُوَ اليَوْمَ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ ضَربِ السَّيْفِ فِي سَبِيْلِ اللهِ.

- مَثَلُ الأَلْفَاظِ الشَّرِيْفَةِ والمَعَانِي الظَّرِيْفَةِ، مَثَلُ القَلاَئِدِ اللاَّئِحَةِ فِي التَّرَائِبِ الوَاضِحَةِ.

- إِنِّيْ لأَتَبَيَّنُ فِي عَقْلِ الرَّجُلِ أَنْ يَدَعَ الشَّمْسَ، ويَمْشِيَ فِي الظِّلِّ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ بِمَكَّةَ، سَنَةَ أَربَعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَتَيْنِ (224 هــ)، وقَد بَلَغَ سَبْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً (67)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

وقَد رَثَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ، لَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ نَعيُ أَبِي عُبَيْدٍ، فَأَنْشَأَ يَقُـــولُ:

يَا طَالِبَ العِلْمِ قَد مَاتَ ابْنُ سَلاَّمِ ... وَكَانَ فَارِسَ عِلْمٍ غَيْرَ مِحجَامِ
مَاتَ الَّذِي كَانَ فِيْنَا رُبعَ أَربَعَةٍ ... لَمْ يَلْقَ مِثْلَهُمْ أُسْتَاذُ أَحكَامِ
خَيْرُ البَرِيَّةِ عَبْدُ اللهِ أَوَّلُهُمْ ... وَعَامِرٌ وَلَنِعْمَ التِّلْوُ يَا عَامِ
هُمَا اللَّذَانِ أَنَافَا فَوْقَ غَيْرِهِمَا ... وَالقَاسِمَانِ ابْنُ مَعنٍ وَابْنُ سَلاَّمِ


Mr. Hatem Ahmed 09-07-2014 02:36 AM


(20) ابْــنُ سَـــــــــلاَّم الـجُـمَـحِــــــــــيُّ

هُـــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَّم بْن عَبْدِ الله بْنِ سَالِم الجُمَحِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ؛ اللُّغَوِيُّ البَارِعُ، الأَدِيبُ العَلاَّمَة.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَة أَربَعِينَ ومِـائَـةٍ (140 هــ)، وابْيَضَّتْ لِحيَتُهُ ورَأْسُهُ ولَهُ سَبْعٌ وعِشْرُونَ سَنَةً!!

وكَانَ مِن أَعيَان أَهلِ اللُّغَة والأَدَب.


أَشْهَـرُ كُـتُـبِـــهِ: (طَبَقَات الشُّعَرَاء) و (غَرِيب القُرآنِ).

وَفَاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَلاَثِيْنَ ومِائَتَيْن (232 هــ)، وقَد عَاشَ اثْنَتَيْن وتِسْعِين سَنَة (92).


Mr. Hatem Ahmed 21-07-2014 06:38 AM


(21) ابْـــنُ الـــسِّـــــكِّــــيْــــــت

هُـــــــوَ: يَعقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ السِّكِّيْتِ البَغدَادِيُّ، أَبُو يُوسُف. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، النَّحوِيُّ الفَهَّامَةُ، شَيْخُ العَرَبِيَّةِ.

مَـوْلِـــــدُهُ
: وُلِـدَ سَنَةَ سِتٍّ وثَمَانِينَ ومِائَةٍ (186 هـ).

وأَخَذَ عِلْمَ اللُّغَةِ مِنْ: الأَصْمَعِيِّ وأَبِي عُبَيْدَةَ والفَرَّاء وأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وغَيْرِهِم.

مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: (إصْلاَحِ المَنْطِقِ) و (أَدَبِ الكَاتِبِ) و (الأَلفَاظ) و (الأَضِدَّاد) و (القَلْب والإِبْدَال) و (الأَجْنَاس) و (الأَمْثَال) و (المَقْصُور والمَمْدُود) و (المُذَكَّر والمُؤَنَّث) و (النَّبَات والشَّجَر) و (النَّوَادِر) و (الوُحُوش) و (شَرح دِيوَان عُروَة بْن الوَرد) و (شَرح دِيوَان قَيْس بْن الخَطِيم) و (تَفْسِير شِعر أَبِي نَوَّاس) و (شَرح شِعر الأَعشَى) و (شَرح شِعر زُهَير) و (شَرح شِعر عُمَر بْن أَبِي رَبِيعَة) و (شَرح المُعَلَّقَات) و (مَعَانِي الشِّعر الكَبِير) و (مَعَانِي الشِّعر الصَّغِير).

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قال المُبَرِّدُ: مَا رَأَيْتُ لِلبَغْدَادِيينَ كِتَاباً أَحسَن مِن كِتَاب ابْنِ السِّكِّيت فِي المَنْطِق.

-
وقَالَ ثَعلَبٌ: أَجمَعُوا أَنَّهُ لَم يَكُن أَحَدٌ بَعدَ ابْنِ الأَعرَابِيِّ أَعلَمَ بِاللُّغَةِ مِنِ ابْنِ السِّكِّيْتِ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَربَعٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَتَيْن (244 هــ)؛ وعَاشَ ثَمَانِياً وخَمْسِينَ سَنَةً (58).


Hanan Hamdy 21-07-2014 12:47 PM

جزاكم الله خيــــــــــــــــرا

Mr. Hatem Ahmed 23-07-2014 08:24 AM

شكراً جزيلاً لمرورِك الكريم

Mr. Hatem Ahmed 23-08-2014 09:32 AM


(22) أَبُـــو عُــثْـــمَـــــانَ الــمَـــازِنِــــــيُّ

هُـــــــوَ: بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ، أَبُو عُثْمَانَ البَصْرِيُّ. إِمَامُ العَرَبِيَّةِ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ المُفِيدَةِ.

- وكَانَ ذَا وَرَعٍ وَدِينٍ...، قَدِمَ يَهُوْدِيٌّ كَي يُحَصَّلَ النَّحوَ، فَجَاءَ لِيَقرَأَ عَلَى المَازِنِيِّ (كِتَابَ سِيْبَوَيْه) فَعَرَضَ عَلَيْهِ مِائَةَ دِيْنَارٍ، فَامْتَنَعَ المَازِنِيُّ، وقَالَ: هَذَا الكِتَابُ يَشْتَمِلُ عَلَى ثَلاَثِ مائَةِ آيَةٍ وَنَيِّفٍ، فَلا أُمَكِّنُ مِنْهَا ذِمِّيّاً.

- وكَانَ حَاذِقاً فَطِناً...، فَكَانَ إِذَا نَاظَرَ أَهْلَ الكَلاَمِ، لَم يَسْتَعِن بِالنَّحوِ، وإِذَا نَاظَرَ النُّحَاةَ، لَم يَسْتَعِن بِالكَلاَمِ.

أَخَـذَ الـنَّـحــوَ والـعَـرَبِـيَّــةَ مِــنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ، والأَصْمَعِيِّ، وأَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ.

مِن أَشْهَـر كُـتُـبِـــهِ: (التَّصْرِيْفِ) و(مَا تَلْحَن فِيهِ العَامَّة) و (الأَلِف واللاَّم) و (العَرُوض) و (الدِّيبَاج) و (القَوَافِي).

وأَخَذَ مِنْهُ النَّحوَ والعَرَبِيَّةَ: الفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ اليَزِيدِيُّ، وعَبْدُ اللهِ بْنِ أَبِي سَعدٍ الوَرَّاقُ، ومُوْسَى بنُ سَهْلٍ الجَوْنِيُّ، والمُبَرِّدُ، ولازَمَهُ، واختَصَّ بِهِ؛ وخَلْقٌ سِوَاهُم.

بَـرَاعَـتُــهُ فِـي اللُّـغَـــةِ:

قَالَ المَازِنِيُّ يَوْماً لاِبْنِ السِّكِّيتِ: مَا وَزْنُ (نَكْتَلُ)...؟!
فَقَالَ: نَفْعَلُ.
قَالَ لَهُ: اتَّئِد. (يَعنِي: تَمَهَّلّ)
فَفَكَّرَ، وقَالَ: نَفْتَعِلُ.
قَالَ لَهُ: فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَحرُفٍ.
فَسَكَتَ، فَقَالَ: مَا وَزْنُهَا...؟!
قَالَ لَهُ: وَزنُهَا فِي الأَصْلِ (نَفْتَعِلُ)؛ لأَنَّهَا (نَكْتِيْلُ)، فَتَحَرَّكَ حَرفُ العِلَّةِ، وانفَتَحَ مَا قَبْلَهُ، فَقُلِبَ أَلِفاً، فَصَارَ: نَكْتَالُ، فَحُذِفَت أَلِفُهُ لِلجَزْمِ، فَبَقِيَ (نَكْتَلُ).

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ المُبَرِّدُ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ سِيْبَوَيْه أَعْلَمَ بِالنَّحْوِ مِنَ المَازِنِيِّ.

-
وقَالَ الجَاحِظُ: فِينَا اليَوْم ثَلاَثَةُ رِجَالٍ نحويّون ليس فى الأرض مثلهم، ولاَ يُدرَكُ مِثْلهُم فِي الاِعتِلاَلِ والاِحتِجَاجِ والتَّقْرِيبِ؛ فَالأَوَّلُ أَبُو عُثْمَانَ المَازِنِىُّ، والثَّانِى الرِّيَاشِىُّ، والثَّالِثُ أَبُو إِسْحَاقَ الزِّيَادِىُّ.

-
وقَالَ بَكَّارُ بنُ قُتَيْبَةَ: مَا رَأَيْتُ نَحوِيّاً يُشْبِهُ الفُقَهَاءَ إِلاَّ المَازِنِيَّ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ المَازِنِيُّ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَتَيْنِ (249 هـــ).


جازم بدرى 23-08-2014 01:22 PM

رحم الله علماء اللغة وما قدموه من اعمال جليلة لحفظ الدين

Mr. Hatem Ahmed 24-08-2014 01:52 AM


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جازم بدرى (المشاركة 5976228)
رحم الله علماء اللغة وما قدموه من اعمال جليلة لحفظ الدين



اللهم آمين

وشكراً لمرورك الكريم


Mr. Hatem Ahmed 26-10-2014 12:32 AM


(23) الـــزِّيــَـــــــادِيُّ

هُـــــوَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُفْيَانَ الزِّيَادِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ. أَحَدُ أَئِمَّةِ العَرَبِيَّة بِالعِرَاقِ؛ كَانَ يُشَبَّه بِالأَصْمَعِيِّ فِي مَعرِفَتِهِ بِالشِّعرِ ومَعَانِيهِ، وكَانَت فِيهِ دُعَابَة.

أَخَـذَ الـنَّـحــوَ والـعَــرَبِـيَّـــةَ مِـــن: الأَصْمَعِيِّ وأَبِي عُبَيْدَةَ؛، ونُظَرَائِهِمَا.

أَشْـهَـــرُ تَـصَـانِـيـفِـــهِ: (الأَمْثَال) و (أَسْمَاء السَّحَاب والرِّيَاح والأَمْطَار) و (شَرح نُكَت كِتَاب سِيبَوَيْهٍ).

وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وأَربَعِينَ ومِائَتَيْنِ (249 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 03-12-2014 01:42 AM


(24) الـــجَـــــاحِـــــــــظ


هُـــــوَ: عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ بْنِ مَحْبُوْبٍ البَصْرِيُّ، أَبُو عُثْمَانَ الجَاحِظُ. العَلاَّمَةُ المُتَبَحِّرُ، كَبِيرُ أَئِمَّةِ الأَدَبِ، ورَئِيسُ الفِرقَةِ الجَاحِظِيَّةِ مِن المُعتَزِلَةِ.

مَـوْلِــدُهُ: وُلِدَ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وسِتِّينَ ومِائَةٍ (163 هــ)؛ وسُمَّيَ بِــ"الجَاحِظُ" لِجُحُوظِ عَيْنَيْهِ؛ وكَانَ شَنِيعَ المَنْظَرِ.

أَخَذَ النَّحوَ والعَرَبِيَّةَ مِن: أَبِي عُبَيْدَةَ التَّيْمِيِّ، والأَصْمَعِيِّ، وأَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، والأَخْفَش الأَوْسَط؛، وغَيْرِهِم.

- وكَانَ وَاسِعَ الإِطِّلاَعِ جِدّاً، لِدَرَجَةِ أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ بِيَدِهِ كِتَابٌ قَطُّ إِلاَّ اسْتَوفَى قِرَاءتَه، حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَسْتَأَجِر دَكَاكِيْنَ الكُتْبِيِّيْنَ، ويَبِيتُ فِيْهَا لِلمُطَالَعَةِ!!

- وكَانَ أَحَدَ الأَذْكِيَاءِ، دَاهِيَةً فِي قُوَّةِ الحِفْظِ، مِنْ بُحُورِ العِلْمِ، وتَصَانِيْفُه كَثِيْرَةٌ جِدّاً؛ حَيْثُ لاَ يُعلَمُ أَحَدٌ مِن أَهْلِ العِلْمِ أَكَثَر كُتُباً مِنْهُ؛ وكَانَت فِيهِ دُعَابَةٌ.

- بَيْدَ أَنَّهُ كَانَ مَاجِناً، قَلِيْلَ الدِّيْنِ، مُعتَزَلِيَّ المَذْهَبِ؛، سَامَحَهُ اللهُ.

أَشْــهَـــرُ تَـصَــانِـيـفِـــهِ: كِتَابُ (الحَيَوَان)، وَ (النِّسَاء)، وَ (البِغَال)، وَ (الرَّدُّ عَلَى أَصْحَابِ الإِلهَامِ)، وَ (الرَّدُّ علَى المُشَبِّهَةِ)، وَ (الرَّدُّ عَلَى النَّصَارَى)، وَ (الطُّفَيْلِيَّةُ)، وَ (فَضَائِلُ التُّرْك)، وَ (الرَّدُّ عَلَى اليَهُوْدِ)، وَ (الوَعِيْد)، وَ (الحُجَّةُ وَالنُّبُوَّةُ)، وَ (المُعَلِّمِيْن)، وَ (البُلْدَان)، وَ (حَانُوْتُ عَطَّارٍ)، وَ (ذَمُّ الزَّنَى)، وَ (البَيَان والتَّبْيِين)، وَ (التاج)، و (البُخَلاَء)، و (المَحَاسِن والأَضِدَّاد)، وَ (المِعَاد والمَعَاش)، وَ (كِتْمَان السِّر)، وَ (حِفْظ الِّلسَان)، وَ (الجِدّ والهَزْل)، وَ (الحَسَد والعَدَاوَة)، وَ (تَنْبِيه المُلُوك)، وَ (الدَّلاَئِل والاِعتِبَار)، وَ (الرَّبِيع والخَرِيف)، وَ (الحَنِين إِلَى الأَوْطَان)، وَ (العِبَر والاِعتِبَار)، وَ (جَمْهَرَة المُلُوك)، وَ (الاسْتِبْدَاد والمُشَاوَرَة فِي الحَربِ).

قَــالُـــوا عَـنْـــهُ:

- قَالَ المُبَرِّدُ: مَا رَأَيْتُ أَحرَصَ عَلَى العِلْمِ مِن ثَلاَثَةٍ: الجَاحِظ، والفَتْح بْن خَاقَان، وإِسْمَاعِيل القَاضِي.

- وقَالَ أَبُو هَفَّانَ المِهْزَمِيُّ: ثَلاَثَةٌ لَم أَرَ قَطُّ ولاَ سَمِعتُ أَحَبّ إِلَيْهِم مِن الكُتُبِ والعُلُومِ: الجَاحظ، والفَتْح بْن خَاقَان، وإِسْمَاعِيل القَاضِي.

- وقَالَ ثَعْلَبُ: كَانَ كَذَّاباً عَلَى اللهِ وعَلَى رَسُولِهِ، وعَلَى النَّاسِ.

- وقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: هُوَ أَكْذَبُ الأُمَّةِ، وأَوْضَعُهُم لِحَدِيثٍ، وأَنْصَرُهُم لِبَاطِلٍ.

- وقَالَ ابْنُ حَزْمٍ: كَانَ أَحَدَ الضُّلاَّلِ، غَلَبَ عَلَيْهِ الهَزْلُ، ومَعَ ذَلِكَ فَإِنَّا مَا رَأَيْنَا لَهُ فِي كُتُبِهِ تَعَمُّدَ كَذِبَةٍ يُورِدُهَا مُثْبِتًا لَهَا، وإِنْ كَانَ كَثِيرَ الإِيرَادِ لِكَذِبِ غَيْرِهِ.

- وقَالَ أَبُو مَنْصُور الأَزْهَرِيُّ: أُوتِيَ الجَاحِظُ بَسْطَةً فِي القَوْلِ وبَيَاناً عَذْباً فِي الخِطَابِ، ومَجَالاً فِي الفُنُونِ غَيْرَ أَنَّ أَهْلِ العِلْمِ ذَمَّوهُ، وعَنِ الصِّدقِ دَفَعُوهُ.

- وقَالَ يَاقُوتُ الحَمَوِيُّ: كَانَ الجَاحِظُ مِنَ الذَّكَاءِ وسُرعَةِ الخَاطِرِ والحِفْظِ، بِحَيْثِ شَاعَ ذِكْرُهُ وعَلاَ قَدرُهُ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ وَاسِعَ النَّقْلِ، كَثِيرَ الإِطِّلاَعِ، مِن أَذْكِيَاءِ بَنِي آدَمَ وأَفْرَادِهِم وشَيَاطِينِهِم؛ وكَانَ مِن أَئِمَّةِ البِدَعِ.

- وقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: كَانَ سَيِّئَ المَخْبَرِ، رَدِيءَ الِاعتِقَادِ، يُنْسَبُ إِلَى البِدَعِ والضَّلاَلاَتِ، وكَانَ بَارِعاً فَاضِلاً، قَد أَتقَنَ عُلُومًا كَثِيرَةً، وصَنَّفَ كُتُبًا جَمَّةً تَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ ذِهْنِهِ وجَودَةِ تَصَرُّفِهِ.

ومِــنْ كَــلاَمِـــهِ:

- العَدلُ يُوْجِبُ اجْتِمَاعَ القُلُوْبِ، والجَوْرُ يُوْجِبُ الفُرْقَةَ.

- المَنْفَعَةُ تُوْجِبُ المَحَبَّةَ والمَضَرَّةُ تُوْجِبُ البِغْضَةَ، والمُضَادَّةُ عَدَاوَةٌ، والأَمَانَةُ طُمَأْنِيْنَةٌ، وخِلاَفُ الهَوَى يُوْجِبُ الاسْتِثْقَالَ، ومُتَابَعَتُهُ تُوْجِبُ الأُلْفَةَ.

- حُسْنُ الخُلْقِ أُنْسٌ، والانْقِبَاضُ وَحْشَةٌ؛ التَّكَبُّرُ مَقْتٌ، وَالتَّوَاضُعُ مِقَةٌ؛ الجُوْدُ يُوْجِبُ الحَمْدَ، والبُخْلُ يُوْجِبُ الذَّمَّ؛ التَّوَانِي يُوْجِبُ الحَسْرَةَ، والحَزْمُ يُوْجِبُ السُّرُوْرَ، والتَّغْرِيْرُ نَدَامَةٌ؛، ولِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ إِفْرَاطٌ وتَقْصِيْرٌ، وإِنَّمَا تَصِحُّ نَتَائِجُهَا إِذَا أُقِيْمَتْ حُدُوْدُهَا. فَإِنَّ الإِفْرَاطَ فِي الجُوْدِ تَبْذِيْرٌ، والإِفْرَاطَ فِي التَّوَاضُعِ مَذَلَّةٌ، والإِفْرَاطَ فِي الغَدْرِ يَدْعُو إِلَى أَنْ لاَ تَثِقَ بِأَحَدٍ، والإِفْرَاطَ فِي المُؤَانَسَةِ يَجْلِبُ خُلَطَاءَ السُّوْءِ.

ومِـن شِـعْــرِهِ:

أَتَرْجُو أَنْ تَكُونَ وَأَنْتَ شَيْخٌ ... كَمَا قَدْ كُنْتَ أَيَّامَ الشَّبَابِ
لَقَدْ كَذَبَتْكَ نَفْسُكَ لَيْسَ ثَوْبٌ ... دَرِيسٌ كَالْجَدِيدِ مِنَ الثياب

وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَتَيْنِ (255 هــ)، ولَهُ مِن العُمُرِ اثْنَتَانِ وتِسْعُونَ سَنَةً (92).


Mr. Hatem Ahmed 07-01-2015 01:25 AM


(25) أَبُـــو حَـــاتِـــــمٍ الــسِّـــجِــــسْـــــتَـــــــانِـــــــــيُّ


هُـــــوَ: سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السِّجِسْتَانِيُّ، ثُمَّ البَصْرِيُّ، أَبُو حَاتِمٍ. الإِمَامُ المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، اللُّغَوِيُّ العَلاَّمَةُ، الأَدِيبُ الأَرِيبُ.

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وسَبْعِينَ ومِائَةٍ (172 هــ).

قَرَأَ القُرآنَ عَلَى: يَعقُوبَ الحَضْرَمِيِّ.

وأَخَذَ الحَدِيثَ مِنْ: يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، ووَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وأَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ؛، وغَيْرِهِم.

وأَخَذَ اللُّغَةَ مِنْ: الأَصْمَعِيِّ، وأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ المُثَنَّى، وأَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ؛، وغَيْرِهِم.



وتَصَدَّرَ لِلإقرَاءِ والحَدِيْثِ والعَرَبِيَّةِ؛ وكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ، جَهِيراً، حَافِظاً لِلقُرآنِ والقِرَاءَاتِ والعَرُوضِ والتَّفْسِيرِ، طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ... فَقَد تَرَكَ لَهُ أَبُوهُ مَا يَزيد عَن مِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، فَأَنْفَقَهَا أَبُو حَاتِمٍ فِي طَلَبِ العِلْمِ وعَلَى العُلَمَاءِ؛ ولَمَّا مَاتَ أَبُو حَاتِمٍ بَلَغَت قِيمَةُ كُتُبِهِ أَربَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ.

ولَهُ بَاعٌ طَوِيْلٌ فِي اللُّغَاتِ والشِّعْرِ، وحَمَلَ النَّاسُ عَنْهُ القُرآنَ والحَدِيثَ والعَرَبِيَّةَ.

حَــدَّثَ عَـنْـــهُ: أَبُو دَاوُدَ، والنَّسَائِيُّ فِي كِتَابَيْهِمَا، وأَبُو بَكْرٍ البَزَّارُ فِي (مُسْنَدِهِ)، ومُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّوْيَانِيُّ، وابْنُ صَاعِدٍ، وأَبُو رَوْقٍ الهِزَّانِيُّ؛، وعَدَدٌ كَثِيْرٌ.

وتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةُ النَّحوِ واللُّغَةِ، مِنْهُم: أَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ، وأَبُو بَكْرٍ بنُ دُرَيْدٍ؛، وخَلْقٌ.

أَشْـهَـــرُ تَـصَـانِـيـفِـــهِ: كِتَابُ (إِعرَابِ القُرآنِ)، وَ (الإِدغَام)، و (الأضداد)، وَ (الحشرات)، وَ (المُخْتَصَر) فِي النَّحو عَلَى مَذْهَبِ الأَخْفَش وسِيبَوَيْه؛ وَ (مَا يَلْحَنُ فِيْهِ العَامَّةُ)، وَ (المَقْصُوْرِ والمَمْدُوْدِ)، و (المَقَاطِعِ والمَبَادِئِ)، وَ (القِرَاءَاتِ)، وَ (الفَصَاحَةِ)، وَ (الوُحُوشِ)، وَ (اخْتِلاَفِ المَصَاحِفِ) وَ (الوَقْف والابْتِدَاء)، وَ (المُذَكَّر والمُؤَنَّث) وَ (الشَّجَر والنَّبَات) وَ (النَّخْلَة) وَ (القِسِيّ والنِّبَال) وَ (السُّيُوف والرِّمَاح) وَ (الهِجَاء) وَ (الزَّرع)، وَ (النَّحل والعَسَل)، وَ (الشِّتَاء والصَّيْف)، وَ (الجَرَاد)، وَ (الحَرّ والبَرد)، وَ (اللَّيْل والنَّهَار) وَ (الطَّيْر)، وَ (العُشْب والبَقْل)، و (الفَرق بَيْن الآدَمِيين وكُلّ ذِي رُوحٍ).

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَتَيْنِ (255 هــ)، وقَد عَاشَ ثَلاَثاً وثَمَانِيْنَ سَنَةً (83)؛رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


عنبري 12-01-2015 06:26 AM

جزاك الله خيرا

Mr. Hatem Ahmed 13-01-2015 08:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عنبري (المشاركة 6092603)
جزاك الله خيرا


بارك الله فيك

Mr. Hatem Ahmed 30-01-2015 07:22 AM


(26) أَبُــو هِــفَّـــان المِــهْـــزَمـِــــيُّ

هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحمَدَ بْنِ حَربٍ المِهْزَمِيُّ العَبْدِيُّ، أَبُو هِفَّانَ. الشَّاعِرُ الأَدِيبُ.

مِن أَهْلِ البَصْرَةِ، وقَد سَكَنَ بَغْدَادَ.

وأَخَذَ النَّحْوَ والعَرَبِيَّةَ مِن: الأَصْمَعِيِّ؛، وغَيْرِهِ.

وكَانَ مُتَهَتِّكاً، فَقِيراً، يَلْبَسُ مَا لاَ يَكَادُ يَسْتُرُ جَسَدَهُ.

- قَالَ عَنْهُ مَسْلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ: كَانَ شَاعِراً لُغَوِياً كَثِيرَ الأَخْبَارِ.

- وقَالَ الخَطِيبُ وابْنُ حَجَرٍ: كَانَ كَبِيرَ المَحَلِّ فِي الأَدَبِ.

أَشْـهَــرُ تَـوَالِـيـفِـــهِ: (أَخْبَار الشُّعَرَاء)، وَ (صِنَاعَة الشِّعْر)، وَ (أَخْبَار أَبِي نَوَّاس).

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْنِ (257 هــ).


الأستاذة ام فيصل 31-01-2015 11:39 PM


أكثر جـهـابـــذة اللـغـــة هم من العراق
وبالتحديد من مدينة البصره الشامخه بنخيلها ايضا
شكرا على المعلومات القيمة
تحياتي وتقديري

Mr. Hatem Ahmed 03-02-2015 04:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة ام فيصل (المشاركة 6111998)

أكثر جـهـابـــذة اللـغـــة هم من العراق
وبالتحديد من مدينة البصره الشامخه بنخيلها ايضا
شكرا على المعلومات القيمة
تحياتي وتقديري

أكيد طبعاً

وهذا ليس بغريب عن العراق... فقد كانت منبعاً لكافة العلوم

حضرتِك شرّفتي ونوّرتي الموضوع أستاذتنا

Mr. Hatem Ahmed 27-03-2015 02:43 PM


(27) الـــرِّيَـــــــــاشِـــــــــــــــيُّ

هُـــــوَ: عَبَّاسُ بْنُ الفَرَجِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرِّيَاشِيُّ، أَبُو الفَضْلِ البَصْرِيُّ. مِن كِبَارِ النُّحَاةِ وأَهْلِ اللُّغَةِ والأَدَبِ.

مَــوْلِــــدُهُ: وُلِدَ أَبُو الفَضْلِ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وسَبْعِينَ ومِائَتَيْنِ (277 هـــ).

صِــفَــتُـــهُ: كَانَ رَجُلاً طُوَالاً، أَسْمَرَ اللَّوْنِ، مُحَدِّثاً ثِقَةً فِيمَا يَروِيهِ، بَصِيراً بِالنَّحوِ والعَرَبِيَّةِ، عَارِفاً بِأَيَّامِ العَرَبِ.

- وكَانَ يَحفَظُ كُتُبَ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ وكُتُبَ الأَصْمَعِيِّ كُلِّهَا؛ وقَد قَرَأَ "كِتَابَ سِيبَوَيْه" عَلَى أَبِي عُثْمَانَ المَازِنِيِّ، فَكَانَ المَازِنِيُّ يَقُولُ: قَرَأَ عَلِيَّ الرِّيَاشِيُّ الكِتَابَ، وهُوَ أَعلَمُ بِهِ مِنِّي.

- وكَانَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ يُعَظِّمُ الرِّيَاشِيَّ تَعظِيماً كَثِيراً؛ وأَبُو حَاتِمٍ أَسَنُّ مِنْهُ.

- وقَد لَقِيَهُ أَبُو العَبَّاسِ ثَعلَبُ، وكَانَ يُقَدِّمُهُ ويُفَضِّلُهُ.

أَشْــهَـــرُ مَـا صَــنَّـــفَ: كِتَاب (الخَيْل)، و (الإِبِل)، و (مَا اخَتْلَفَت أَسْمَاؤه مِن كَلاَم العَرَب).

أَخَــذَ الـحـــَدِيـــثَ مِـــن: أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَأَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْلِ، وَأَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيِّ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَمُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَمُسَدَّدٍ؛، وخَلْقٍ كَثِيْرٍ.

وأَخَــذَ عِــلْـــمَ اللُّــغَـــةِ مِـــن: الأَصْمَعِيِّ، وأَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بنِ المُثَنَّى، والمازنيّ؛، وطائفة غيرهم.

وأَخَــذَ مِــنْـــهُ عِــلْـــمَ الـحَــدِيـــثِ: أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، وأَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَةَ، وإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وأَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمِيرَةَ، وإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْتِيُّ القَاضِي، وأَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ؛، وخَلْقٌ سِوَاهُم.

وأَخَـــذَ مِــنْـــهُ عِــلْـــمَ اللُّــغَـــةِ: أَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ، وأَبُو بَكْرٍ بنُ دُرَيْدٍ، ومحمد بْن أَبِي الأزهر؛، والكَثِيرُ غَيْرُهُم.

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ السّيرَافيُّ: كَانَ حَافِظاً لِلُّغَةِ، والشِّعْرِ كَثِيْرَ الرِّوَايَةِ عَنِ الأَصْمَعِيِّ.

- وقَالَ الخُشَنِيُّ: كَانَ المَازِنِىّ فِي الإِعرَابِ، وأَبُو حَاتِمٍ فِي الشِّعرِ والرِّوَايَةِ، وكَانَ الرِّيَاشِيّ فِي الجَمِيعِ؛ وكَانَ أَهْلَ البَصْرَةِ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْىءٍ قَالُواْ مَا قَالَ فِيهِ أَبُو الفَضْلِ الرِّيَاشِيّ، اِنْقِيَادًا لِفْضْلِهِ ورِوَايَتِهِ، وكَانَ مِن أَهْلِ الفَضْلِ، لاَ تُخْرِجُ البَصْرَةُ مِثْلَ الرِّيَاشِيّ.

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً؛ وكَانَ مِنَ الأَدَبِ وعِلْمِ النَّحْوِ بِمحَلٍّ عَالٍ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: عَلاَّمَةٌ، حَافِظٌ، شَيْخُ الأَدَبِ، وكَانَ مِنْ بُحُورِ العِلْمِ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ الرِّيَاشِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْنِ بِالبَصْرَةِ (257 هـــ)، قَـتَـلَـتْـهُ الزَّنْجُ، إذ دَخَلُوا عَلَيه المَسْجَدَ بِأَسيَافِهِم وَالرِّيَاشِيُّ قَائِمٌ يصلي الضُّحَا فَضَرَبُوهُ بِالأَسيَافِ، وقَالُوا: هَاتِ المَالَ فَجَعَلَ يَقُوْلُ: أَيُّ مَال؟! أَيُّ مَال?! حَتَّى مَاتَ؛ فَلَمَّا خرجَتِ الزَّنْجُ عَنِ البَصْرَةِ دخلنَاهَا فمررْنَا ببنِي مَازِن الطَّحَّانين، وَهنَاكَ كَانَ يَنْزِلُ الرِّيَاشِيُّ فَدَخَلْنَا مَسْجِدَهُ فَإِذَا بِهِ مُلقَىً، وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ القِبْلَةِ كَأَنَّمَا، وُجِّهَ إِلَيْهَا وَإِذَا بِشَمْلَةٍ تحركُهَا الرِّيْحُ، وَقَدْ تمزقَتْ وَإِذَا جَمِيْعَ خَلْقِهِ صَحِيْحٌ، لَمْ ينشَقَّ لَهُ بطنٌ وَلَمْ يتغيَّرْ لَهُ حَالٌ، إلَّا أَنَّ جلدَهُ قَدْ لَصِقَ بِعَظْمِهِ ويَبِسَ، وَذَلِكَ بَعْد م***ِهِ بِسنتينِ؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


Dr.Mohamed Sabry 27-03-2015 06:28 PM

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

Mr. Hatem Ahmed 28-03-2015 10:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dr.mohamed sabry (المشاركة 6145068)
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا


شكراً جزيلاً لمرورك الكريم

Mr. Hatem Ahmed 04-04-2015 10:01 AM


(28) ابْـــنُ قُــتــَيْــبَــــةَ الــدِّيْــنَـــــوَرِيُّ


هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ قُتَيْبَةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّيْنَوَرِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ الكَبِيْرُ، ذُو الفُنُوْنِ الجَمَّة، والعُلُوْمِ المُهِمَّة، وصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الكَثِيرَةِ النَّافِعَةِ.

- وَلِيَ قَضَاءَ الدِّيْنَوَرَ، وكَانَ رَأْساً فِي عِلْمِ اللِّسَانِ العَرَبِي، والأَخْبَارِ، وأَيَّامِ النَّاسِ.

- ونَزَلَ بَغْدَادَ، وصَنَّفَ وجَمَعَ، وبَعُدَ صِيْتُهُ، فَكَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ المَشْهُوْرِيْنَ.

أَخَـذَ الـعِـلْـمَ مِـنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وأَبِي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيِّ، ومُحَمَّدِ بنِ زِيَادِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الزِّيَادِيِّ، وزِيَادِ بنِ يَحْيَى الحَسَّانِيِّ؛، وطَائِفَةٍ.

وأَخَـذَ مِـنْـهُ الـعِـلْـمَ: ابْنُهُ القَاضِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، بِدِيَارِ مِصْرَ، وعُبَيْدُ اللهِ السُّكَّرِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَكْرٍ، وعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ دُرُسْتَوَيْه النَّحْوِيُّ؛، والكَثِيرُ غَيْرُهُم.

أَشْـهَـــرُ تَـصَـانِـيْـفِـــهِ: كِتَابُ (غَرِيْبُ القُرْآنِ)، و (غَرِيْبُ الحَدِيْثِ)، و (المعَارِفِ)، و (مُشْكِلِ القُرْآنِ)، و (مُشْكِلِ الحَدِيْثِ)، و (أَدَبِ الكَاتِبِ)، و (عُيُوْنِ الأَخْبَارِ)، و (طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ)، و (إِصْلاَحِ الغَلَطِ)، و (الفَرَسِ)، و (الهَجو)، و (المَسَائِلِ)، و (أَعْلاَمِ النُّبُوَّةِ)، و (المَيْسِرِ)، و (الإِبلِ)، و (الوَحْشِ)، و (الرُّؤيَا)، و (الفِقْهِ)، و (معَانِي الشِّعْرِ)، و (جَامِعِ النَّحوِ)، و (الصِّيَامِ)، و (أَدَبِ القَاضِي)، و (الرَّدِ عَلَى مَنْ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ)، و (إِعْرَابِ القُرْآنِ)، و (القِرَاءاتِ)، و (التَّسْوِيَةِ بَيْنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ) ، كِتَابُ (الأَشرِبَةِ).

- قَالَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً دَيِّناً فَاضِلاً.

- وقَالَ السِّلَفِيَّ: ابْنُ قُتَيْبَةَ مِنَ الثِّقَاتِ، وَأَهْلِ السُّنَّةِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ عَلاَّمَةٌ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ ابنُ قُتَيْبَةَ فُجَاءةً فِي شَهْرِ رَجَبٍ، سَنَةَ سِتٍّ وسَبْعِيْنَ ومِائَتَيْنِ (276 هـــ).


Mr. Hatem Ahmed 07-07-2015 02:57 PM


(29) الــمُـــبَــــــــــرِّدُ

هُـــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الأَكْبَر الأَزْدِيُّ، البَصْرِيُّ، أَبُو العَبَّاسِ. إِمَامُ النَّحْوِ بِبَغْدَادَ فِي زَمَانِهِ، وأَحَدُ أَئِمَّةِ الأَدَبِ والبَلاَغَةِ والأَخْبَارِ قَاطِبَةً.

وسَبَبُ تَسْمِيَتُهُ بِالمُبَرِّدِ: أَنَّ المَازِنِيَّ أَعجَبَهُ جَوَابُه، فَقَالَ لَهُ: "قُمْ فَأَنْت المُبَرِّدُ". أَيْ: المُثْبِتُ لِلحَقِّ.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ عَشَرَ ومِائَتَيْن (210 هـــ).
وكَانَ إِمَاماً، علاَمَةً، جَمِيْلاً، وَسِيماً، فَصِيْحاً، مُفَوَّهاً، مُوَثِّقاً، صَاحِبَ نَوَادِرٍ وطُرَفٍ، آيَةً فِي النَّحوِ.

أَخَذَ النَّحوَ والعَرَبِيَّةَ مِنْ: أَبِي عُثْمَانَ المَازِنِيِّ، وأَبِي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيِّ.

وأَخَذَ عَنْهُ النَّحوَ والعَرَبِيَّةَ: أَبُو بَكْرٍ الخَرَائِطِيُّ، ونِفْطَوَيْه، وأَبُو سَهْلٍ القَطَّانُ، وإِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّار، وأَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ الدِّيْنَوَرِيّ؛، وعِدَّةٌ.

أَشْــهَـــرُ كُــتُــبِـــهِ: كِتَاب (إِعرَاب القُرآنِ)، وَ (التَّامّ فِي مَعَانِي القُرآنِ)، وَ (الكَامِل)، وَ (المُذَكَّر والمُؤَنَّث)، و (المُقْتَضَب)، و (التَّعَازِي والمَرَاثِي)، وَ (شَرح لاَمِيَّة العَرَب)، وَ (طَبَقَات النُّحَاة البَصْرِيين)، وَ (نَسَب عَدنَان وقَحطَان)، وَ (المُقَرَّب)، وَ (الرَّوْضَة)، وَ (الاِشْتِقَاق)، وَ (القَوَافِي) ، وَ (الخَطّ والهِجَاء)، و (المَدخَل إِلَى كِتَاب سِيْبَوَيْه)، وَ (المَقْصُور والمَمْدُود)، وَ (المُذَكَّر والمُؤَنَّث)، وَ (الرَّدّ عَلَى سِيْبَوَيْه)، وَ (الرِّسَالَة الكَامِلَة)، وَ (الحَثّ عَلَى الأَدَبِ والصِّدقِ)، وَ (نَسَب عَدنَان وقَحْطَان)، وَ (الزِّيَادَة عَلَى كِتَاب سِيبَوَيْه)، وَ (التَّعَازِي)، وَ (المَدْخَل إِلَى النَّحْوِ)، وَ (شَرْح شَوَاهِد سِيبَوَيْه)، وَ (ضَرُورَة الشِّعْرِ)، وَ (أَدَب الجَلِيسِ)، وَ (المَمَادِح والمَقَابِح)، وَ (الإِعْرَاب)، وَ (النَّاطِق)، وَ (العَرُوض)، وَ (البَلاَغَة)، وَ (شَرْح كَلاَمِ العَرَبِ)، وَ (مَا اتَّفَقَت أَلْفَاظُهُ واخْتَلَفَت مَعَانِيهِ)، وَ (الفَاضِل والمَفْضُول)، وَ (الحُروُف)، وَ (التَّصْرِيف)، وَ (الكَافِي).

ثَــنَـــاءُ الــعُــلَــمَـــاءِ عَــلَــيْـــهِ:

- قَالَ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ: كَانَ عَالِمًا فَاضِلًا، مَوْثُوقًا بِهِ فِي الرِّوَايَةِ، حَسَنَ المُحَاضَرَةِ، مَلِيحَ الأَخْبَارِ، كَثِيرَ النَّوَادِرِ.
- وقَالَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِيُّ: مَا رَأَى المُبَرَّدُ مِثْلَ نَفْسِهِ.
- وقَالَ السِّيْرَافِيُّ: اِنْتَهَى عِلْمُ النَّحْوِ بَعْدَ المَازِنِيُّ والجَرْمِيُّوطَبَقَتِهِمَا إِلَيْهِ.
- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ بْنُ مُجَاهِدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ جَوَابًا فِي مَعَانِي القُرآنِ مِمَّا لَيْسَ فِيهِ قَوْلٌ لِمُتَقَدِّمٍ مِنَ المُبَرِّد.
- وقَالَ نِفْطَوَيْه: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ لِلأَخْبَارِ بِغَيْرِ أَسَانِيدٍ مِنْهُ.
- وقَالَ القِفْطِيُّ: كَانَ المُبَرَّدُ مِنَ العِلْمِ، وغَزَارَةِ الأَدَبِ، وكَثْرَةِ الحِفْظِ، وحُسْنِ الإِشَارَةِ، وفَصَاحَةِ اللِّسَانِ، وبَرَاعَةِ البَيَان، ومُلُوكِيَّةِ المُجَالَسَةِ، وكَرَمِ العِشْرَةِ، وبَلاَغَةِ المُكَاتَبَةِ، وحَلاَوَةِ المُخَاطَبَةِ، وجَوْدَةِ الخَطِّ، وصِحَّةِ القَرِيحَةِ، وقُرْبِ الإِفْهَامِ، ووُضُوحِ الشَّرْحِ، وعُذُوبَةِ المَنْطِقِ؛ عَلَى مَا لَيْسَ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِمَن تَقَدَّمَهُ أَوْ تَأَخَّرَ عَنْهُ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامُ النَّحْوِ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ المُبَرَّدُ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وثَمَانِيْنَ ومِائَتَيْنِ (286 هـــ)، ولَهُ سِتٌّ وسَبْعُونَ سَنَةً (76)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


Mr. Hatem Ahmed 28-10-2015 10:14 PM



(30) ثَــعـــلَـــــبٌ

هُـــوَ: أَحمَدُ بنُ يَحيَى بنِ يَزِيْدَ الشَّيْبَانِيُّ، أَبُو العَبَّاسِ البَغْدَادِيُّ. العَلاَّمَةُ، المُعَمَّرُ، شَيْخُ العَرَبِيَّةِ بِبَغْدَادَ، وإِمَامُ الكُوفِيِّينَ فِي النَّحْوِ

مَـوْلــِدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ مائَتَيْنِ (200 هــ).

ابتَدَأَ بِطَلَبِ العِلْمِ وهُوَ ابْنُ ثمَانِي عَشْرَة سَنَةً، ولَمَّا بَلَغَ خَمْساً وعِشْرِيْنَ سَنَةً، مَا بَقِيَ مَسْأَلَةٌ للفَرَّاءِ إِلاَّ وقَد وَعَاهَا.

- وكَانَ لاَ يَتَفَاصَحُ فِي خِطَابِهِ.
- وكَانَ يُزرِي عَلَى نَفْسِهِ، وَلاَ يَعُدُّ نَفْسَهُ.

- قَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: رَأَيْتُ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، فَقَالَ لِي: "أَقرِئ أَبَا العَبَّاسِ السَّلاَمَ، وَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ صَاحِبُ العِلْمِ المُسْتَطِيلِ".

قَـالُــواْ عَـنْــهُ:

- قَالَ عَنْهُ الرِّيَاشِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْهُ.

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَنْبَارِيُّ: كَانَ ثِقَةً، صَدُوقًا، حَافِظًا لِلُّغَةِ، عَالِمًا بِالمَعَانِي.

- وقَالَ المُبَرِّدُ: أَعْلَمُ الكُوْفِيّين ثَعْلَبٌ. فَذُكِرَ لَهُ الفَرَّاءُ، فَقَالَ: لاَ يَعْشُرُهُ. (يَعنِي: لاَ يَبْلُغُ قَدْرَ عُشْرِ عِلْمِهِ)

- وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: إِمَامُ الكُوفِيِّينَ فِي النَّحْوِ واللُّغَةِ.

- وقَالَ الخَطِيْبُ البَغْدَادِيُّ: ثِقَةٌ حُجَّة، دَيِّنٌ صَالِحٌ، مَشْهُوْرٌ بِالحِفْظِ.

- وقَالَ أَبُو المَحَاسِنِ التَّنُوْخِيُّ: لَهُ عِلْمٌ كَثِيرٌ، ورِوَايَةٌ وَاسِعَةٌ، وأَمَالٌ جَيِّدَةٌ.

- وقَالَ يَاقُوتٌ الحَمَوِيُّ: إِمَامُ الكُوفِيِّينَ فِي النَّحْوِ واللُّغَةِ والثِّقَةِ والدِّيَانَةِ.

- وقَالَ مَسْلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ: ثِقَةٌ، كَانَ مِن أَهْلِ الجَمْعِ والبَصَرِ بِاللُّغَةِ والعِلْمِ بِالتَّصْنِيفِ ولَهُ مِنَ اللُّغَةِ أَوْضَاعٌ كَثِيرَةٌ، وهِيَ الأَغْلَبُ عَلَيْهِ.

- وقَالَ القِفْطِيُّ: إِمَامُ الكُوفِيِّينَ فِي النَّحْوِ واللُّغَةِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: عَلاَّمَةُ، إِمَامُ النَّحْوِ.

وَفَــاتُـــهُ: صَدَمَتْهُ دَابَّةٌ، فَوَقَعَ فِي حُفرَةٍ، وَمَاتَ مِنْهَا فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ ومِائَتَيْنِ (291 هــ)؛ وقَد بَلَغَ إِحْدَى وتِسْعِينَ سَنَةً (91).


ShadyEhab 29-11-2015 08:37 PM

شكرا وجزاك الله خير على الموضوع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.