بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   الموضوعات العامة (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=1640)
-   -   الحملة ليست على الأزهر (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=718751)

aymaan noor 16-04-2017 12:05 PM

الحملة ليست على الأزهر
 
الحملة ليست على الأزهر


https://i1.wp.com/www.yallafoot.com/...?fit=400%2C225

عبد الناصر سلامة

الحملة الشعواء على الأزهر الآن ليست غريبة على هذه المرحلة الأغرب فى تاريخ مصر، فى العصر الملكى كان رجال الأزهر مكرمين بلا حدود. فى عصر الرئيس جمال عبدالناصر أخذ الأزهر فى التوسع من خلال تلك الكليات العلمية المتعددة. فى عصر الرئيس أنور السادات لم يشهد رجال الأزهر تكريماً مماثلاً، فقد كان الرجل يُقدر الدين فى حياة الأُمَّة كما يقدر دور علماء الدين أيضاً. فى عصر الرئيس مبارك لم يستطع أحد مس الأزهر وعلماء الأزهر بسوء إيماناً من الرجل بقيمة هذه المؤسسة على المستوى المحلى وقدرها على المستوى العالمى.


الذى يجرى الآن هو حملة ممنهجة واضحة المعالم خرجت من نطاق الأزهر إلى نطاق الدين بمزاعم واهية، البعض رأى أن مهمة الأزهر تكفير الناس، أو تكفير داعش تحديداً، هم لم يفطنوا إلى أن باب التكفير إذا فُتح لن يستطيع أحد إغلاقه، سوف يطال الكافر بالفعل وغير الكافر، سوف يصل إلى أصحاب الديانات الأخرى، ما بالنا بمن ليسوا منها، موقف الأزهر هنا ينطلق من ثوابت دينية ومنطقية فى الوقت نفسه، ينطلق من مسؤولية دينية واجتماعية ووطنية وعالمية، ربما لم يتم توضيح هذا الأمر كما يجب.

على الجانب الآخر، يأتى باب التطوير والتطور، الذى لا يعى البعض أيضاً أن له حدوداً لا يمكن تجاوزها، بمعنى آخر خطوطاً حمراء، فلا يستطيع الأزهر على سبيل المثال الإفتاء بحرمة تعدد الزوجات، وكان موقفه فى ذلك واضحاً فى زمن الرئيس السادات الذى لم ينكر على العلماء موقفهم، كما لا يملك الأزهر الإفتاء بتقييد حق الإنجاب أو إباحة الشذوذ كما كان مطلوباً خلال مؤتمر السكان العالمى فى زمن الرئيس مبارك الذى لم ينكر على العلماء أيضاً حقهم فى ذلك، فى الوقت نفسه ليس من حق الأزهر العبث بأحكام الطلاق، إلا أنه بدا أن هناك من يبخسهم حقهم، وما هو أكثر من ذلك.

الأزهر ينطلق فى موقفه من نصوص قرآنية، بعضها يقبل أكثر من تفسير، وبعضها الآخر لا يقبل الالتباس، الأحكام واضحة وضوح الشمس، أيضاً ينطلق فى دراساته الفقهية من المذاهب الأربعة الأكثر وسطية على الإطلاق، الشافعى وأبوحنيفة ومالك وابن حنبل، لم يذهب بعيداً إلى أئمة آخرين قد يكونوا متشددين، كابن تيمية والمودودى والندوى، البعض ينقد لجنة الفتوى بالأزهر بدعوى أنها تتساهل فى أمور الدين، تضع أمام السائل آراء الأئمة الأربعة ليختار أيسرها، فى الوقت نفسه لا يروق للعابثين مجرد رؤية رجال الإفتاء، هم يريدونها سداحاً مداحاً.

ما لا يدركه البعض أن علماء الأزهر هم الجهة الوحيدة الآن فى العالم الذين يستطيعون الرد على المتشددين من داعش وغيرها، ناهيك عن أنهم الجهة الأوثق حتى لدى المذاهب غير السُنية، باعتبار أن الأزهر لا يضمر غِلاً أو تشدداً لأى منها، لذا هناك من بعض المتربصين وضعاف النفوس من يقلقهم وجود الأزهر فى حد ذاته، هم يريدون للجماعات المتشددة والإرهابية أن تكون لها اليد الطولى دون وجود من يوثق فيه أو يرد عليهم بالحجة والمنطق، حتى تظل الإشارة إلى هؤلاء على أنهم يمثلون الإسلام، أو الإشارة إلى أن الدين الإسلامى على أنه هؤلاء، بالتالى يسهل الانقضاض عليه، بل نفور أتباعه.

ما أثار انتباهى خلال الأسابيع السابقة، هو تلك الصحوة الشعبية التى فطنت مبكراً إلى ما يُحاك بالأزهر وعلماء الأزهر. لم تستطع تلك الحملة الشعواء تحقيق هدفها، بل على العكس جعلت الناس تفكر، وخاصة أنه قد أوكل بها إلى من ليسوا أهل ثقة على المستوى الشعبى، على اعتبار أنهم هم الذين سوف يقبلون بالتنفيذ، الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعى لا تتوقف، الدهشة بالغة السوء، لماذا التنكيل بأعز ما تملك مصر بهذا الشكل، لماذا يُهان الأزهر فى وطنه على الرغم من ذلك التقدير الكبير له خارج الوطن، ما الذى ترمى إليه تلك الحملة تحديداً، هل هى مجرد حملة داخلية أم مُملاة فى إطار ما هو أكبر من ذلك.

أعتقد أن المرحلة التى تمر بها البلاد الآن فى حاجة إلى قيم روحية أكثر من أى وقت مضى، فى حاجة إلى مبررات للصبر على البلاء والابتلاء، فى حاجة إلى علماء دين موثوق فيهم وبهم، بدلاً من رواد الفضائيات الذين أكلوا على كل الموائد، فلم يصبحوا مقنعين حتى حينما يبشرون الناس بالفقر الذى جاء- كما يرددون- نتيجة ممارسات الفقراء وليس نتيجة سياسات خاطئة، وهو الأمر الذى جعل الناس أصبحت تستمع على مضض إلى خطبة الجمعة المبرمجة أمنياً.

ما يجرى مع الأزهر وعلماء الأزهر أيها السادة فى حاجة إلى إعادة نظر من كل الوجوه، ذلك أن هذا المخطط يمكن أن يحترق بناره من سعوا إلى ترويجه قبل أى أحد آخر، هؤلاء الذين يسعون إلى إفساح المجال لإحدى الراقصات لتقديم برنامج دينى خلال الشهر الكريم، أو إفساح المجال لأحد الملحدين للتحدث باسم الدين والتشكيك فيه، أو حتى إفساح الباب لصحف وقنوات تليفزيونية حملت على عاتقها بث الرذيلة فى مجتمع أصبحت الجريمة فيه الحدث الأبرز، بالتالى فإن الحملة ليست على الأزهر، وإنما هى حملة على مصر وقيمة وقيم مصر، ونحن ندرى أو لا ندرى.


aymaan noor 17-04-2017 02:28 PM

استهداف الأزهر

عمرو الشوبكى

إذا استهدفت مؤسسة من مؤسسات الدولة وأنت تعلم حال باقى المؤسسات، فإن هذا أمر مثير للقلق، وإذا تعاملت بشكل انتقائى فطالبت بإصلاح بعض المؤسسات وتركت الباقى على حاله فأنت تسير عكس الطريق الصحيح، وإذا ميزت بينها واعتبرت أن هناك مؤسسات يجب محاسبتها وأخرى فوق الدولة والقانون وفوق المحاسبة فإنك بذلك تهدد كيان الدولة ولا تحافظ عليه.

هذه البديهيات يبدو أنها غابت فى الحملة التى استهدفت مؤخرا الأزهر وشيخه الجليل أحمد الطيب حين ربطت بين الأزهر والإرهاب.

المؤكد أن الأزهر يحتاج إلى إصلاحات هيكلية عميقة، ويحتاج إلى نمط إدارة جديد يختلف عما عرفه على مدار عقود وربما قرون، ويحتاج بالحتم لتجديد فى خطابه الدينى ولغة أئمته ومشايخه ومراجعة لبعض مناهجه التعليمية، بعد الإقرار بأن هناك تطويرا حدث فى عهد الإمام أحمد الطيب لكثير من هذه المناهج، كما تأسس فى عهده مرصد حديث يضم كفاءات شابة قادرة على مخاطبة العالم ومواجهة الفكر المتطرف باللغات الأجنبية فى تحول لم يعرفه الأزهر من قبل.

وقد يرى الكثيرون أن الإصلاحات التى جرت فى الأزهر غير كافية، وهم محقون، لكنها حدثت فى وقت لم تشهد فيه باقى مؤسسات الدولة أى إصلاحات من أى نوع، وقد يرى البعض الآخر أن تجديد الخطاب الدينى أولوية لأن الإرهاب يجرى باسم الإسلام، والعالم يحتاج لمؤسسة عملاقة بوزن الأزهر لدحض هذه الأفكار (وهو يحدث) وتقديم صورة مختلفة أكثر عصرية وإنسانية للإسلام (لا يزال فيها قصور).

نقد الأزهر بغرض الإصلاح والتجديد والتطوير طبيعى، أما إذا كانت استهدافا لأسباب سياسية ترجع لاستقلاليته عن الأجهزة الحاكمة، حتى وصل الأمر بالإعلامى الأكثر تأييدا وتعبيرا عن المرحلة الحالية، أن يقول إن الأزهر مات ويلصق الأمر بكل تبجح فى الرئيس بالقول إنه أعلن وفاة الأزهر بتشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، فهذه كارثة كبرى.

المفارقة أن من بين عشرات الآلاف من العناصر الجهادية والتكفيرية الذين تخرجوا فى التعليم الحكومى (يقدرون بثلاثين ألفا منذ السبعينيات وحتى بدايات هذا العقد) كان بينهم حوالى 10 فقط من خريجى المدارس الأزهرية فى مفارقة قد تجعل البعض يتأنى قليلا فى حكمه على الأزهر ويتوقف عن هذه اللغة التى تدمر كل أعمدة هذا البلد.

مسؤولية الخطاب الدينى والتفسيرات المنحرفة للنصوص الإسلامية عن الإرهاب الجديد محدودة، سواء كان فى مصر أو فى كثير من دول العالم، لأن هذا الإرهاب الجديد على خلاف إرهاب القرن الماضى هو إرهاب انتقام سياسى وتهميش اجتماعى بالأساس وعودته للنصوص الدينية هى فى اللحظات الأخيرة قبل الفعل الإرهابى لتبريرها لا صنعها (لأنها صنعت لأسباب سياسية واجتماعية).

الأزهر واجه فى تسعينيات القرن الماضى التفسيرات المنحرفة للنصوص الدينية التى لعبت دورا رئيسيا فى *** نهايات القرن الماضى وخرجت مبادرات وقف ال*** مستندة إلى تفسيرات مختلفة للنصوص الدينية، أما الآن فالإرهابيون الجدد كثير منهم لم يحفظوا آيتين من القرآن ولم يقرأوا مناهج الأزهر ولا غير مناهج الأزهر وحفظوا قشورا دينية تكفيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعى وقرروا نتيجة مظالم سياسية واجتماعية وغسيل دماغ عابرا للحدود أن يتحولوا لانتحاريين و***ة.

فالقضية لا تخص فقط مناهج الأزهر ولا فقط مناهج التعليم الحكومى ولا وضع الخطاب الدينى الذى يحتاج لتجديد وإصلاح لكى تتقدم هذه الأمة، وليس فقط لمحاربة الإرهاب، إنما أيضا قضية تخص الأداء السياسى والأمنى والأزمات الاقتصادية والاجتماعية وغياب التنوير وثقافة الإبداع التى تتطلب نظما ديمقراطية.

أخشى أن يكون البعض قد قرر محاسبة الأزهر على جوانبه الإيجابية (استقلاليته ولو النسبية نزاهة واستقامة شيخه) وليس سلبياته.

فسيبقى الأزهر إحدى أهم منارات هذا البلد، وأحد حصونه الفكرية والحضارية، فالحفاظ عليه واجب وطنى وليس فقط دينيا، وإن إصلاحه جزء من هذا الواجب.


mohamednagyezz 17-04-2017 04:57 PM

حسبنا الله ونعم الوكيل

mohamednagyezz 17-04-2017 04:58 PM

لا يمكن للأزهر أن ينهار في يوم من الأيام حفظ الله الازهر ورجاله

أبو عمار 2010 17-04-2017 06:19 PM

حفظ الله الازهر ورجاله

aymaan noor 18-04-2017 10:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamednagyezz (المشاركة 6584172)
حسبنا الله ونعم الوكيل

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamednagyezz (المشاركة 6584173)
لا يمكن للأزهر أن ينهار في يوم من الأيام حفظ الله الازهر ورجاله

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمار 2010 (المشاركة 6584201)
حفظ الله الازهر ورجاله

تشرفت بمروركم الكريم

تقبلوا خالص احترامى و تقديرى

جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم


aymaan noor 18-04-2017 10:15 AM

أول رد من الأزهر على اتهامه بنشر التطرف

http://dotmsrstatic.dotmsr.com/uploa...ar-21.9-31.jpg

استنكرت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الهجوم من بعض وسائل الإعلام على الأزهر خلال الفترة الماضية بسبب العمليات الإرهابية وتحميله مسئولية انتشار الفكر المتطرف.

وجاء بيان هيئة كبار العلماء فيما يلي:

في ظاهرة غير مسبوقة يتعرض الأزهر الشريف – في السنوات الأخيرة-إلى حملة شرسة، تجاوزت تحميله -ظلمًا- مسئولية بروز ظاهرة ال*** العشوائي، التي تروّع الآمنين، وتستخدم القوة لفرض الآراء.. تجاوزت ذلك إلى تجريج ثوابت الإسلام، والطعن في التراث الفكري والحضاري الذي جعل من أمتنا العالم الأول على ظهر هذه الأرض لأكثر من عشرة قرون، والذي استلهمته أوربا في بناء نهضتها الحديثة..

ولقد تزامنت هذه الحملة الظالمة مع بروز ظاهرة «الإسلامو فوبيا» في الغرب حتى لكأنهما جناحان لنزعة كراهية الإسلام، وتزييف صورته، وتشويه تراثه، الذي كان الأزهر -ولايزال-حارسه الأمين على امتداد تاريخ هذا المعهد العريق.

لقد تجاوز الأمر – في هذه الحملة الظالمة- كل ألوان النقد -المشـروع منه وغير المشروع- إلى الطعن الفج في ثوابت التراث، ومذاهب أهل السُّنَّة والجماعة، المجسدة لهوية الأمة وتميزها الحضاري، بالدعوة إلى إحراق هذا التراث وإهانة الأئمة والأعلام العدول الذين أسهموا في إبداعه وفي حمله جيلًا بعد جيل..

وفي إطار هذه الحملة الظالمة، رأينا:

1- فضائيات تصف كتب التراث الإسلامي -التي قامت على خدمة الكتاب والسُّنَّة- بأنها «كتب النفايات البشرية التي مثلت لعنة حلَّت على الأمة، والتي يجب حرقها ودفنها.. فكل التراث مبني على النفاق والكذب والتدليس»!! كما تصف هذه الفضائيات ثمرات قرون صدر الإسلام -القرون الثلاثة الأولى- بلعنة الإرهاب وال*** والدموية والترويع، والكارثة الكبرى التي حلت بحياتنا.. وتصف الدين – الذي هو وحي وتنزيل إلهي ووضع إلهي ثابت- بأنه منتج بشـري، لا يصح أن يكون علمًا.. وتصف علوم الحديث النبوي بالتافهة.. وتحكم بأن كل التخلف والعته والسفه في المجتمعات الإسلامية منذ ألف سنة سببه الفكر الإسلامي والمذاهب الفقهية الأربعة، وأئمة هذه المذاهب الذين تقول عليهم هذه الفضائيات «إنهم أئمة الشيطان، الذين يتعلم منهم الشيطان»!!.

2- ورأينا مجلات «ثقافية» تتهم أئمة الإسلام بأنهم أئمة الثقافة التكفيرية وتعدّ الأئمة: الشافعي ومالك وأبا حنيفة وابن حنبل والأشعري والباقلاني والبخاري والشهرستاني والغزالي -وأمثالهم- في زمرة التكفيريين!!

كما تتهم المذهب الأشعري – وهو مذهب أهل السنة والجماعة.. الممثل لفكر 90%من الأمة -بالمسئولية-عن الإفقار الكامل لكل من الطبيعة والسياسة والعقل.. مع دعوة هذه المجلات للأزهر إلى تفكيك هذا المذهب الذي هو جوهر تراث الوسطية الإسلامية عبر تاريخها الطويل..

3- وغير هذه الفضائيات وهذه المجلات، وجدنا المتمركسين الذين يتهمون الأزهر ومناهجه وعلماءه بالإرهاب.

متوسلين إلى ذلك بالتفسير المادي للدين، وطيّ صفحة الإيمان الديني، وفتح الأبواب أمام المادية الجدلية والتاريخية والزندقة والإلحاد، والبنوية والتفكيكية والحداثة وما بعد الحداثة .

وعلى سبيل المثال، فإن واحدًا من هؤلاء المتمركسين – الذين يناصبون الأزهر العداء – يعلن أن الإسلام دين "مادي" ويختزله في مجرد مشروع سياسي – هو مشروع الحزب الهاشمي الذي أسسه عبد المطلب .. ونفذه حفيده –محمد – صلى الله عليه وسلم –لإقامة الدولة العربية .. يقول: "كأني بمحمد ينادي طيف جده : أي جدي، هآنذا أحقق حلمك ".. ثم يورد بيت الشعر:

لعبت هاشم بالملك فلا .. ملك جــاء ولا وحي نزل!

ويتهم الرسول –صلى الله عليه وسلم – بأنه ورث التوحيد عن جده عبد المطلب.. وأخذ اسم الإسلام عن زيد بن عمرو بن نفيل .. واستعان بشعر أمية بن أبي الصلت في صياغة التراكيب والألفاظ التي ادعى أنها وحي إلهي .. بينما هي – في هذا الهذيان الماركسي – مواريث جاهلية !!..

كما يدعو هذا المتمركس إلى أن يكون ولاؤنا -كمصريين-إلى فرعون-لأنهم مصريون-وليس إلى أنبياء الله موسى وهارون – عليهم السلام.

هكذا تحالفت في هذه الحرب الشرسة على الإسلام وتراثه الفكري والحضاري تياراتٌ فكرية – علمانية وماركسية – وفضائيات وصحف ومجلات، اتخذت من الهجوم على الأزهر الشريف نقطة انطلاقها، لا لشيء، إلا لأن هذا المعهد العريق قد اتخذ من حراسة الشريعة وعلومها، والعربية وآدابها – وهما جماع هوية الأمة – رسالته المقدسة، التي رابط علماؤه على ثغورها منذ ما يزيد على ألف عام .

تلك هي حقائق ومقاصد هذه الحملة الشرسة –غير المسبوقة- التي يواجهها الأزهر الشريف – بمؤسساته العلمية .. وجامعته .. ومعاهده الدينية .. معلنًا – بلسان "هيئة كبار العلماء " أنه سيظل كما كان العهد به على مر تاريخه – الحصن الحصين لتراث الأمة وهويتها الحضارية في مواجهة مختلف التحديات. مهما كانت شراسة هذه التحديات ومهما كانت الجهات التي تقف وراءهم، ويؤكد الأزهر أنه سيكون لهم بالمرصاد.

وصدق الله العظيم: { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}( 61/8)


ميرفت صالح 19-04-2017 05:54 AM

بارك الله في علمائنا الأفاضل

هاوى إبداع 19-04-2017 10:41 AM

ياناطح الجبل الأشم بقرنه ... رفقا بقرنك لا رفقا علي الجبل

aymaan noor 20-04-2017 06:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميرفت صالح (المشاركة 6584647)
بارك الله في علمائنا الأفاضل

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاوى إبداع (المشاركة 6584682)
ياناطح الجبل الأشم بقرنه ... رفقا بقرنك لا رفقا علي الجبل

تشرفت بمروركم الكريم

تقبلوا خالص احترامى و تقديرى

جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم


aymaan noor 20-04-2017 06:27 AM

س: ماذا تقول المناهج الأزهرية عن المسيحيين؟

https://2.bp.blogspot.com/-9Hg2My5F5...25281%2529.jpg

حسن مصطفى

ج: كتاب "أولى إعدادى": المساواه بين الناس في الخلق على مبدأ المواطنة.. وتفسير آية "أن تبروهم وتقسطوا إليهم".

كتاب "ثانية إعدادى": درس عن إنصاف أهل الكتاب وتأمين غير المسلم.. وشرح لحديث شريف عن حق "المستجير".

كتاب "ثالثة إعدادى": رعاية حقوق غير المسلمين.. وشرح حديث " مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ".

كتاب "الثانوية": حكم المواطنة فى الإسلام.. وحرمة دماء وقتال غير المسلمين.

كتاب بكلية الدعوة: فصل عن الإيمان بالمسيح عليه السلام، ورسالته المتسامحة للعالم.. وعلاقة النبى بمسيحي مصر.

كتاب بكلية أصول الدين: سيرة تحليليلة لعلاقة النبى بغير المسلمين.


منذ ظهور التيارات الإرهابية المتطرفة، سادت موجة من الإتهامات تلاحق مناهج الأزهر، التي يدرسها لطلابه بالمعاهد الأزهرية، على أنها تحض على ال*** والتطرف، وتصنع الإرهاب، وبعدما وجه الإرهاب سهامه إلى المسيحيين، تعالت الأصوات التي تتهم مناهج الأزهر، بأنها تحض على الكراهية، وال***، وقتال وإرهاب المسيحيين، ولم يكلف هؤلاء أنفسهم بالبحث في كتب ومناهج الأزهر، التي يدرسها لطلابه بالمعاهد الثانوية الأزهرية بمرحلتيها الإعدادية والثانوية، للبحث عن خطاب تلك المناهج عن الإخوة المسيحيين، وحتى نوفر عليهم عناء البحث، تحاول "صوت الأزهر" الإجابة على السؤال: ماذا قالت مناهج الأزهر عن المسيحيين؟ عبر هذه النماذج:

المرحلة الإعدادية

في مادة أصول الدين والمقررة على الصف الأول الإعدادي بالمعاهد الأزهرية، جاء في مقدمة الكتاب بالصفحة الثالثة أن الكتاب يبين علاقة المودة بين المسلمين وغير المسلمين، ويبين الحقوق والواجبات المقررة على كل منهما، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي تظهر سماحة الإسلام، وسماحة خلق النبي عليه الصلاة والسلام، مع جانب من سيرته وتعاملاته مع غير المسلمين.

فيما يتضمن نفس الكتاب، والمقرر على الصف الأول الإعدادي، في الصفحة "62"، في درس المساواه بين الناس في الخلق، أن المساواه على مبدأ المواطنة، في إشارة على أن المسلمين والمسيحيين سواء وشركاء في الوطن، كما في الصفحة رقم "65" تضمن في الدروس المستفادة من موضوع "آداب التحية في الإسلام" أن تكون علاقة المسلم مع الناس مسلمين وغير مسلمين طيبة، بينما تضمن الكتاب ذاته درسا كاملا عن علاقة المسلم بغير المسلمين في الصفحة رقم "88"، في تفسير قوله تعالى (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).

وساق الكتاب ذاته المقرر على الصف الأول الإعدادي بالمعاهد الأزهرية، حديثا شريفا حول معاملة المسلم مع الناس المسلمين وغير المسلمين، في الصفحة رقم "115"، في شرح حديث النبي (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم)، كما تضمن الكتاب أيضا شرح حديث النبي وبراءته من أهل الغدر وهو حديث (يُّمَا رَجُلٍ أَمِنَ رَجُلا عَلَى دَمِهِ ثُمَّ قَتَلَهُ ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِيءٌ ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا) وذلك في صفحة رقم "122".

أما كتاب أصول الدين والمقررة على الصف الثاني الإعدادي بالمعاهد الأزهرية، فقد تضمن درسا في الصفحة "56" حول إنصاف أهل الكتاب (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا).

كما تضمن الكتاب درسا كاملا حول تأمين غير المسلم في الصفحة رقم "125" في شرح الحديث الشريف (ذهبت أم هانيء إلى رسول الله عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه فقال: "من هذه". فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب, فقال: "مرحبًا بأم هانئ". فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفًا في ثوب واحد, فلما انصرف, قلت: يا رسول الله, زعم ابن أمي أنه قاتل رجلاً قد أجرته فلان بن هبيرة, فقال رسول الله "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ". قالت أم هانئ: وذاك ضحى).

فيما يسوق كتاب أصول الدين المقرر على الصف الثالث الإعدادي بالمعاهد الأزهرية في الصفحة رقم "85" في موضوع بعنوان مخاطبة أهل الكتاب، في تفسيره للأية الكريمة (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)، كما تضمن درسا كاملا في الصفحة رقم "131" تحت عنوان رعاية حقوق غير المسلمين، في شرح حديث النبي (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا) مع بيان حكم المواطنة في الإسلام.

المرحلة الثانوية

أما في المرحلة الثانوية فقد تم تخصيص كتاب كامل حول الثقافة الإسلامية، يدرس لطلاب الصف الأو الثانوي بقسميه الأدبي والعلمي، وقد جاء الكتاب في "100" صفحة، ليعرض على طلاب الأزهر أهم القضايا الفكرية والدينية التي تمس واقعنا وعلاقتنا ، وتم تخصيص فصل كامل منه عن المواطنة يبدأ من صفحة 94 وحتى نهاية الكتاب.

أما طلاب الشهادة الثانوية فيدرسون في مادة الحديث الشريف عددا من الأحاديث النبوية التي تناولت علاقة المسلمين بغيرهم، وحرمة إراقة الدماء، وحرمة قتال أهل الكتاب.

مرحلة الجامعة

في الجانب الآخر، واستكمالا لما قالته مناهج الأزهر عن المسيحيين، فإن مواد كليات جامعة الأزهر، تناولت مناهجها علاقة المسلمين بالمسيحيين باتساع وتفصيل، وخصصت الكليات التي تدرس العلوم الشرعية والفقهية، ككلية الدعوة الإسلامية، وكلية أصول الدين، وكلية الشريعة والقانون، مواد ثابته يدرسها الطلاب بطول المراحل الدراسية، بحكم أنهم متخصصون في مواد التراث الإسلامي، فتدرس كلية الدعوة الإسلامية عددا من الكتب المتخصصة في تخرج دعاة أزهريون يحملون المنهج الوسطي، حيث يدرس طلاب الفرقة الأولى بالكلية مواد "الثقافة اسلامية، والملل والنحل، والفرق الاسلامية" ويتضمن كتاب الثقافة الإسلامية موضوعات حول المواطنة في الإسلام، وعلاقة المسلمين بغيرهم، والدروس المستفادة من حياة النبي، وعلاقته بالمسلمين وغير المسلمين، وكذلك درس عن وجوب تامين أهل الذمة والكتاب.

فيما تتضمن مادة "الملل والنحل" والتي يدرسها طلاب الكلية بدءا من السنة الأولى، وحتى السنة الرابعة، على دروس متخصصة في الأديان السماوية، ومنها المسيحية وعلاقتها بالإسلام، ويتضمن كتاب "إظهار الحق" والذي يدرس على طلاب الكلية على فصول كاملة حول الإيمان بالمسيح عليه السلام، والمعجزات التي جاءت على يد المسيح، ورسالة المسيح المتسامحة للعالم، كما يتضمن الكتاب فصلا كاملا عنوانه "بولس والمسيحية بعد المسيح"، ويتضمن الفصل شرحا حول علاقة الإسلام بالمسيحية.

أما طلاب الفرقة الثالثة والرابعة بكلية الدعوة فيدرسون مادة متخصصة حول "الإستشراق والتبشير"، وتتناول المادة الأسس التي بني عليها الإسلام في علاقاته مع العالم، وبخاصة المسيحيين وعلاقة النبي بالمقوقس، وكذلك النجاشي، وعلاقة النبي بمسيحي مصر.

وفي كلية أصول الدين يدرس الطلاب في قسم التفسير مادة "السيرة التحليلية" وهي مادة متخصصة في تحليل سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، وعلاقته بالمسلمين وغير المسلمين، وتحليل هذه المواقف، وكيفية بنائها، والدروس المستفادة منها، بينما يدرس طلاب قسم الدعوة بكلية أصول الدين نفس مقررات ومناهج كلية الدعوة الإسلامية.

وفي الكليات العملية يدرس الطلاب مواد متخصصة في التعايش والمواطنة وقبول التعددية كمادة "التاريخ الإسلامي"، ومادة "تيارات فكرية معاصرة" في كليات الإعلام والتربية واللغات والترجمة.


aymaan noor 20-04-2017 03:20 PM

مَن يفسر النصوص الدينية؟

عمرو الشوبكى

تزايد الحديث عن مسؤولية بعض النصوص الدينية عن العمليات الإرهابية فى مصر وخارجها، واعتبر البعض أن هناك تفسيرات فقهية متطرفة ومناهج أزهرية تحرض على الإرهاب وتبث الكراهية.

يقينا لا توجد نصوص فى أى دين سماوى أو غير سماوى تدعو إلى *** الغير أو الآخر الدينى، فنصوص الإسلام دعت إلى التسامح والرحمة مثلها مثل باقى الأديان، ولم تدعُ لقتال إلا «الذين يقاتلونكم».

ومع ذلك ظلت هناك سلسلة من المفاهيم التى راجت طوال العقود الأربعة الأخيرة من القرن الماضى، مثل مفهوم الولاء والبراء لأيمن الظواهرى، والجهاد الفريضة الغائبة لمحمد عبدالسلام فرج، وأيضا العمدة فى إعداد العدة لسيد إمام الشريف، وأيضا رسالة الإيمان لصالح سرية، ومعالم فى الطريق لسيد قطب، وهى كلها مثلت أساس ما اصطُلح على تسميته «الفكر الجهادى»، والتى ادَّعت جميعها الاستناد إلى نصوص دينية.

والسؤال المطروح: هل النصوص الدينية تُفسر تلقائيا دون وسيط بشرى؟ وهل هناك ملائكة يفسرون هذه النصوص أو يطبقونها دون الحاجة إلى هذا الوسيط البشرى، وبالتالى تكتسب قداسة لأن مَن يطبقونها ملائكة من السماء وليسوا بشرا من الأرض؟ الإجابة بالتأكيد لا.

والحقيقة أن النقاش المتطرف الذى روجه البعض حول مسؤولية النصوص الدينية عن الإرهاب وقع فى نفس خطايا الإسلاميين حين تعاملوا مع مشاريعهم السياسية باعتبارها مشاريع «ربانية» مستمدة من الدين ومن أحكامه، وبالتالى مَن يختلف معها يختلف مع الدين ويكفر، لأنها أسقطت الوسيط البشرى الذى يطبق هذه النصوص الدينية والأحكام من حساباتها، وبالتالى تجاهلت أن خطابها ينطبق عليها قانون النسبية والتحول والنقد، وليس مقدسات ومطلقات الدين.

والحقيقة أن نفس الأمر يتكرر مع التفسيرات والنصوص الحالية للدين، فهى موجودة معنا منذ قرون، فلماذا لم تُفرز جهاديين وتكفيريين فى العالمين العربى والإسلامى طوال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى مثلا، فلم يكن هناك تنظيم القاعدة ولا داعش، رغم أننا كنا بلادا محتلة، وكان مَن يقود التحرر الوطنى فى بلادنا هو جماعات وطنية وليست تكفيرية، فى حين أن بلادنا بعد الاستقلال ظهرت فيها هذه الجماعات التكفيرية، فلماذا حدث ذلك؟ هل لأنه كان هناك أمل وقدرة على الإنجاز عاشهما كثير من البلاد العربية حين كانت تناضل ضد الاستعمار وتنجز التحرر والاستقلال؟ هل ذلك نتيجة استبداد نظم ما بعد الاستقلال وفشلها؟ هل ذلك بسبب مؤامرات الخارج؟ ولماذا وجد الخارج تربة خصبة فى بلادنا لإنجاح مؤامراته ولم يجدها فى مرحلة سابقة؟

النصوص كانت واحدة وتفسيراتها تحولت تماما وانتقلت من حديث كامل فى الدين إلى حديث كامل فى الانتقام والثأر السياسى مُطعم ببعض القشور الدينية. صحيح أن النص الدينى ظل حاضرا كمبرر لل*** أو الانتحار، ولكن صانع الكراهية ودافع الإرهاب وتكفير المخالف لم يعد أولاً تفسيرا منحرفا للنص الدينى، إنما هو أساسا مظالم سياسية واجتماعية فى مصر، واضطهاد طائفى لقطاع واسع من السُّنة فى العراق، أو جرائم سياسية وطائفية ارتكبها النظام فى سوريا، فدفعت جزءا من السُّنة إلى الانضمام لداعش أو التواطؤ معه.

وحتى موضوع دواعش أوروبا تحدث عنه البعض بجهل نادر باعتباره دليلا على أن الإرهاب موجود فى ظل النظم الديمقراطية ولا علاقة له بالاستبداد. والحقيقة أن الإرهاب كما سبق أن كررنا سيبقى موجودا فى ظل كل النظم سواء كانت ديمقراطية أو استبدادية، ولكن الفارق فى الحجم والمساحة التى يشغلها، ففى أوروبا لم يسيطر الإرهابيون على مدن ولا أحياء مثلما هو الحال فى سوريا وليبيا والعراق، إنما هم قادرون على الإيلام والهرب.

والحقيقة أن دواعش أوروبا كانوا نتاج سياق مجتمعى عانوا فيه التهميش والعنصرية والفشل الدراسى والمهنى، كما أن تاريخ معظمهم لم يكن مع النصوص الدينية، إنما كان فى الملاهى الليلية ومع جرائم جنح حق عام وسرقات صغيرة وتجارة مخدرات.

الخلاصة أن النصوص خالدة، والبشر الذين يفسرونها متغيرون، واجتهاداتهم تجنح نحو التطرف أو الاعتدال تبعا للواقع الاجتماعى والسياسى المحيط، وأن كل ما يُطرح الآن حول تجديد الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم وتعديل مناهج الأزهر هى كلها أمور مرتبطة بحداثة المجتمع المصرى وتقدمه وليس مواجهة الإرهاب، فالمجتمع الذى لا تعتبر دولته أن قضية الاستثمار فى التعليم قضية أمن قومى وتروج لخطاب التجهيل كيف نتوقع أن يكون الأزهر وباقى المؤسسات الدينية فيه «واحة ليبرالية» وهو مجتمع يتعرض يوميا لحملات تجهيل مكثف؟!

إن إصلاح الأزهر وتجديد الخطاب الدينى أمر له علاقة بالتقدم وديمقراطية هذا البلد، أما موضوع الإرهاب فمسؤولية النصوص الدينية عنه منعدمة، أما مسؤولية بعض التفسيرات المنحرفة أو المتطرفة لبعض هذه النصوص فهى مؤكدة، ولكن يختلف حجمها من مرحلة لأخرى، وتطرح سؤالا اجتماعيا سياسيا: لماذا تطرف بعضنا الآن وليس أمس؟ ولماذا أصبح الإرهاب فى سيناء ظاهرة؟ ولماذا انتقل ال*** ضد المسيحيين من حديث أهل الذمة فى السبعينيات- على يد تنظيمى الجهاد والجماعة الإسلامية، اللذين استحلا المال ولم يستحلا النفس، ورفضا بناء الكنائس، ولم يقبلا بمفهوم المواطنة- إلى إرهاب و*** يستحل النفس والروح؟ الإرهابيون الجدد هم فى غالبيتهم الساحقة مارسوا الإرهاب نتيجة واقع اجتماعى وأفكار تركناها تترعرع حول ثأر وانتقام سياسى من الدولة وداعميها، صحيح أنهم بحثوا عن نص دينى يبرر ال*** والإرهاب، وهذا أمر مختلف عن جهاديى القرن الماضى، الذى كان النص الدينى فيه هو صانع ال*** وطريقهم لحمل السلاح لا الانتحار.



aymaan noor 21-04-2017 11:45 AM

تعرّفوا على الأزهر وأبرز رجاله عندما كان شيعياً

http://cdn.raseef22.com/wp-content/u...1.44.27-AM.jpg

وليد بدران

في 4 أبريل عام 970، بدأ القائد الفاطمي جوهر الصقلي بناء الجامع الأزهر في مصر، وقد تم تسليط الضوء على فترات عديدة من تاريخ هذا الجامع الذي يتجاوز عمره الألف عام. ولكن فترته الأولى لم تحظ بما تستحق من الاهتمام، فماذا عن الأزهر الفاطمي؟ وماذا عن أبرز رجالاته في ذلك العصر؟

في كتابه "دور الأزهر في السياسة المصرية" الصادر عن دار الهلال، يقول الدكتور سعيد إسماعيل علي إنه بعد دخول الجيش الفاطمي مصر بقيادة جوهر الصقلي وإقامة العاصمة الجديدة "القاهرة" شُرع في إنشاء مسجد جامع بها في أبريل عام 970 واستغرق بناؤه عامين وثلاثة أشهر.

حمل هذا الجامع في البداية اسم جامع القاهرة، ولا يعرف أحد متى على وجه التحديد سمي بالأزهر، بل يختلف المؤرخون حول سبب التسمية. ففيما يعزو بعض المؤرخين السبب إلى نسبته لفاطمة الزهراء ابنة النبي محمد، يقول آخرون إن المسجد أقيم في منطقة كانت تحمل اسم القصور الزاهرة ومنها اشتق الإسم.

الدعاية المذهبية والسياسية

يقول الدكتور سعيد إسماعيل علي في كتابه المذكور إن الحكمة كانت واضحة من إنشاء الأزهر، فقد كانت الدولة الفاطمية دولة الإمامة الشيعية الإسماعيلية، وكان الأزهر أول مسجد أقامه الشيعة بمصر، ومن ثم كان قيام الأزهر رمزاً لسيادة دعوة دينية جديدة كما كانت القاهرة المغزية رمزاً لظفر الدولة الجديدة، وقد بدأ التعليم بالأزهر شيعياً.

ويضيف قائلاً إن الفاطميين جعلوا الأزهر مركزاً لدعايتهم السياسية. وقد أسندت رئاسة الدعوة الإسماعيلية في عهد الفاطميين إلى موظف كبير أطلق عليه لقب "داعي الدعاة"، وكان يلي قاضي القضاة في الرتبة ويرتدي مثل زيه، وكثيراً ما كانت تُسند الوظيفتان إلى رجل واحد.

وكان داعي الدعاة يعقد المجالس ويحاضر في الرجال بالأزهر، بل كان يُعقد أحياناً في الأزهر مجلس خاص للنساء يسمى مجلس الدعوة يتلقين فيه أصول المذهب الشيعي الإسماعيلي.

مركز للمناسبات

كانت فكرة الإمامة عماد الدعوة الفاطمية وكان المعز لدين الله يحرص على أن يؤم الناس بنفسه في صلاة الجمعة وعيد الفطر وعيد الأضحى في الأزهر، وكان يخطب في هذا الجامع في جمع رمضان والأعياد.

ولم يكن الأزهر أيام الفاطميين جامعاً وجامعة فحسب بل مركزاً للكثير من المظاهر والمناسبات الرسمية الأخرى.

فمن ذلك أنه كان مركز المحتسب، وهو ثالث أهم المناصب الدينية بعد قاضي القضاة وداعي الدعاة، وعمله يتناول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قاعدة الحسبة.

ومن ذلك أنه كان مركزاً للاحتفال الرسمي بالمولد النبوي. ففي الثاني عشر من شهر ربيع أول يركب القاضي إلى الجامع الأزهر يرافقه حملة صواني الحلوى التي أعدت في قصر الخلافة لتفرق على الحاضرين في الجامع كقاضي القضاة وداعي الدعاة وقراء القرآن الذين يمكثون بعض الوقت في الأزهر قبل التوجه لقصر الخلافة.

وكانت ليالي الوقود، وهي التي تسبق أول ومنتصف شهري شعبان ورمضان من أشهر المواسم التي اختصت بها الدولة الفاطمية، ففيها تضاء جميع المساجد بعد غروب الشمس فتبدو القاهرة في حلة من الأنوار ويخرج الناس إلى الجامع الأزهر الذي تضاء حافاته بالمشاعل، ويعقد في صحنه مجلس حافل من القضاة والعلماء برئاسة قاضي القضاة.

وكان الشعب المصري يستقبل هذه المواسم بمظاهر الفرح والسرور إلا يوم عاشوراء، فقد كان يعتبر يوم حزن عام تعطل فيه الأسواق ويخرج المنشدون إلى الأزهر ليلقوا الأناشيد في رثاء الحسين. وفي نفس اليوم يقام سماط يسمى سماط الحزن في بهو بسيط، وكان يقدم عليه خبز الشعير والعدس والجبن ويحضره الخليفة ملثماً ومرتدياً الثياب القاتمة.

http://cdn.raseef22.com/wp-content/u...04043v_LOC.jpg

الأزهر ودار الحكمة

يقول الدكتور سعيد إسماعيل علي إنه يبدو أن يعقوب بن كلس، وزير المعز لدين الله ثم وزير ولده العزيز من بعده هو أول من فكر في اتخاذ الجامع الأزهر مهداً للدراسة المنظمة المستقرة. ففي عام 988 استأذن ابن كلس الخليفة العزيز بالله في أن يعيّن جماعة من الفقهاء للقراءة والدرس يحضرون مجلسه ويلازمونه ويعقدون مجالسهم في الأزهر في كل جمعة بعد الصلاة وحتى العصر.

وكان عدد هؤلاء الفقهاء 37 ورئيسهم الفقيه أبو يعقوب وقد رتب لهم العزيز أرزاقاً ومخصصات شهرية وأنشأ لهم داراً للسكن بجوار الأزهر الذي كان التعليم على المذهب الشيعي الإسماعيلي سائداً فيه.

وتراجعت مذهبية الأزهر عندما أقام الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله دار الحكمة عام 1005 وقد أطلق الحاكم هذه التسمية لأنها رمز الدعوة الشيعية، فمجالس الدعوة كانت تسمى مجالس الحكمة.

وزود الحاكم هذه الدار بمكتبة عرفت باسم دار العلم وحوت الكثير من الكتب في سائر العلوم والآداب من فقه ونحو ولغة وكيمياء وطب، وسمح لسائر الناس بالتردد عليها.

وعملت هذه الجامعة على نشر المذهب الشيعي بطريقة علمية منظمة وأسندت نظارتها لداعي الدعاة شخصياً. وقد سحبت الجامعة الجديدة البساط كثيراً من تحت أقدام جامعة الأزهر كمنبر للدعاية للمذهب الشيعي.

http://cdn.raseef22.com/wp-content/u...04050u_LOC.jpg

أعلام الأزهر الفاطمي

يقول كتاب "دور الأزهر في السياسة المصرية" إنه في أكتوبر عام 975، أي في أواخر عهد المعز لدين الله جلس قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان القيرواني بالجامع الأزهر وقرأ مختصر أبيه في فقه الشيعة، والمسمى بكتاب "الاختصار"، في جمع حافل من العلماء والكبراء.

وكانت هذه أول حلقات الدرس بالجامع الأزهر ثم توالت حلقات بني النعمان الذين كانوا من أكابر علماء المغرب الذين اصطفتهم الدولة الفاطمية وجعلتهم دعامتها وألسنتها الروحية.

وفي عام 980 جلس يعقوب بن كلس وزير المعز لدين الله ثم وزير ولده العزيز من بعده بالجامع الأزهر وقرأ على الناس رسالة وضعها في الفقه الشيعي على المذهب الاسماعيلي وتسمى الرسالة الوزيرية وكان على القضاة الاعتماد على هذا الكتاب في ما يصدرونه من أحكام وكان على الطلبة والأساتذة أن يتدارسوه في ما بينهم.

وكان يفد على ابن كلس الفقهاء والقضاة وأكابر رجال الدولة وكان يعقد مجلسه مرة في الجامع الأزهر، ومرة أخرى في قصره، وكان الشعراء يتقدمون في آخر الاجتماع فينشدون مدائحهم.

معظم أهل العلم في ذلك الوقت كانوا من طبقة الفقهاء التي تضم القضاة، وأصبحت المساجد مراكز ثقافية يقصدها العلماء والأدباء وخاصة فقهاء المذهب الشيعي.

يقول محمد عبد الله عنان في كتابه "تاريخ الجامع الأزهر" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2012 إن من أقطاب هذه المرحلة الحوفي النحوي اللغوي، وهو أبو الحسن علي بن إبراهيم ابن سعيد وكان من أئمة اللغة في عصره، وأبو العباس أحمد بن علي بن هاشم المصري، وكان من كبار المحدثين والمقرئين، واشتهر بتدريس علم القراءات.

ويضيف أن منهم أيضاً ابن بايشاذ النحوي الشهير، وهو أبو الحسن طاهر بن أحمد المصري، وكان إمام عصره في اللغة والنحو، وألف فيهما عدة تصانيف ضخمة، واشتغل حيناً بديوان الإنشاء في عهد المستنصر بالله، ومنهم أيضاً أبو عبد الله محمد بن بركات النحوي، وكان أيضاً من أئمة اللغة والنحو.

ومضى يقول إنه من الأعلام أيضاً الفقيه العلامة الحسن بن الخطير الفارسي، وكان من أقطاب الفقه الحنفي والتفسير، وكان أيضاً عارفاً بالرياضة والطب وعلوم اللغة والتاريخ، وله عدة منشورات في التفسير والفقه، واشتغل زمناً طويلاً بالتدريس في الأزهر.

دور الأزهر

كان للأزهر أثره في توجيه الحركة الفكرية المصرية في العصر الفاطمي، بحسب محمد عبد الله عنان، في كتابه "تاريخ الجامع الأزهر" لا سيما أنه كان موضع الرعاية الرسمية. لكن هذا الأثر كان محدوداً، خصوصاً عند قيام دار الحكمة، جامعة الدولة الرسمية، وتبوؤها مقام الزعامة في توجيه الحركة الفكرية.
ويتابع قائلاً إن أثر الأزهر كان أقوى في نشر العلوم الدينية، وتخريج علماء الدين، لأنه كان موئل الثقافة الدينية، بينما كانت دار الحكمة موئل الثقافة المدنية. وعلى أي حال، فإن مؤرخ الآداب العربية لا يسعه إلا أن ينوه بما كان للأزهر من أثر في سير الحركة العلمية والأدبية أيام الدولة الفاطمية، وإن كان هذا الأثر لم يبلغ يومئذ ما بلغه في ما بعد من الأهمية.
فأثره في توجيه الحياة العامة في تلك المرحلة لم يكن عظيماً، لأن الدولة الفاطمية كانت تحرص على سلطانها السياسي، ولا تفسح المجال لنفوذ العلماء ورجال الدين، ولم تكن عنايتها بنشر دعوتها الدينية إلا توطيداً لدعوتها السياسية.

نهاية الأزهر الفاطمي


http://cdn.raseef22.com/wp-content/u...1185_short.jpg

في عام 1169 وضع صلاح الدين الأيوبي نهاية للدولة الفاطمية واستقل بمصر ودعا للخليفة العباسي، وبادر الأيوبيون بإزالة كل مظاهر التشيع فتوقفت الخطبة وصلاة الجمعة بالأزهر وحل محله جامع الحاكم.
وفقد الأزهر مظهره الرسمي في الدولة الجديدة ولم يعد يتمتع بمباهج ليالي الوقود والمولد النبوي وغيرهما من المناسبات. وبدأت الحركة العلمية فيه تصاب بالركود والخمول لأن الدولة الجديدة أنشأت حوله مدارس تنافسه في رسالته


aymaan noor 21-04-2017 02:07 PM

ثالث أقدم جامعة فى العالم الجامع ‬الأزهر .. مسيرة أمة

http://www.ahram.org.eg/Media/News/2...355328-235.jpg

‬د. أيمن ‬فؤاد ‬سيد

تمر اليوم الف وسبعة وأربعون سنة على بدء أعمال البناء فى «جامع القاهرة» الذى سمى بعد ذلك بالجامع الأزهر الشريف، وهو أول ‬جامع ‬أسس ‬بالقاهرة ‬الفاطمية، ‬بناه ‬القائد ‬الفاطمى ‬جوهر ‬الصقلى، ‬وبدأت ‬أعمال ‬البناء ‬فيه ‬يوم ‬السبت ‬28 ‬جمادى ‬الأولى ‬سنة ‬359هـ / ‬أبريل ‬سنة ‬970م،‬وافتتح ‬للصلاة ‬يوم ‬الجمعة ‬السابع ‬من ‬رمضان ‬سنة ‬361هـ / ‬يوليو ‬سنة ‬972م .‬ وبمناسبة السجال الدائر الآن حول الأزهر الشريف الذى يعبر عن أهمية وتاريخ هذه الجامعة والجامع ــ وهو ثالث اقدم جامعة فى العالم بعد «القرويين والزيتونه» ــ وبحجم الآمال المعقودة عليه فى الحفاط على الدين الإسلامى الوسطى وحمايته من المفاهيم المغلوطة، نقدم هذه الدراسة المهمة التى كتبها الأستاذ الدكتور أيمن فؤاد سيد.. رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية.

وكان ‬يوجد ‬بدار ‬القبة ‬التى ‬فى ‬الرواق ‬الأول ‬للجامع ‬على ‬يمنة ‬المحراب ‬والمنبر ‬نص ‬إنشائى، ‬فُقد ‬الآن ‬ورآه ‬المقريزى ‬فى ‬القرن ‬التاسع ‬الهجرى / ‬الخامس ‬عشر ‬الميلادى، ‬جاء* ‬فيه :‬

»‬مما ‬أمر ‬ببنائه ‬عبد ‬الله ووليه ‬أبو ‬تميم ‬معد ‬الإمام ‬المعز ‬لدين ‬الله ‬أمير ‬المؤمنين، ‬صلوات ‬الله ‬عليه ‬وعلى ‬آبائه ‬وأبنائه ‬الأكرمين، ‬على ‬يد ‬عبده ‬جوهر ‬الكاتب ‬الصقلى، ‬وذلك ‬فى ‬سنة ‬ستين ‬وثلاث ‬مائة «‬ .‬

وعُرف ‬هذا ‬الجامع ‬ـ ‬على ‬الأقل ‬حتى ‬العقد ‬الأول ‬من ‬القرن ‬الخامس ‬الهجرى / ‬الحادى ‬عشر ‬الميلادى ‬بـ »‬جامع ‬القاهرة ‬، ‬هكذا ‬يذكره ‬ابن ‬زولاق ‬والمسبحى ‬فى ‬حولياتهما ‬كما ‬يوردها ‬تقلا ‬عنهما ‬المقريزى ‬ومعاصروه، ‬ولم ‬يتبدل ‬اسمه ‬إلى ‬قرب ‬نهاية ‬عهد ‬الإمام ‬الحاكم ‬بأمر ‬الله (‬386 ‬ـ ‬411هـ / ‬996 ‬ـ ‬1021م ) ‬بعد ‬الانتهاء ‬من ‬بناء ‬ »‬جامع ‬الخطبة ‬خارج ‬باب ‬الفتوح ‬الأول، ‬وهو ‬الجامع ‬الذى ‬بدأه ‬والده ‬العزيز بالله ‬سنة ‬380هـ / ‬990م، ‬وعرف ‬بـ ‬الجامع ‬الأنور ‬، ‬فأطلق ‬على ‬جامع ‬القاهرة ‬الجامع ‬الأزهر ‬، ‬وبعد ‬ذلك ‬عرفت ‬جميع ‬المساجد ‬الجامعة ‬التى ‬أنشأها ‬الأئمة ‬الفاطميون ‬داخل ‬القاهرة ‬بصيغة ‬أفعل ‬التفضيل : ‬ ‬الجامع ‬الأقمر ‬الذى ‬بناه ‬الإمام ‬الآمر ‬بأحكام ‬الله ‬سنة ‬519هـ / ‬1125م ‬و»الجامع ‬الأفخر ‬الذى ‬بناه ‬الإمام ‬الظافر ‬بأعداء ‬الله ‬سنة ‬553هـ /‬1157م (‬جامع ‬الفكهانى ‬الآن ‬بالغورية ).‬

كانت ‬بداية ‬التدريس ‬فى ‬الجامع ‬فى ‬سنة ‬365هـ / ‬975م، ‬بعد ‬ثلاث ‬سنوات* ‬من* ‬وصول* ‬الإمام* ‬المعز* ‬لدين* ‬الله* ‬إلى* ‬مصر،* ‬ففى* ‬صفر* ‬من* ‬هذا* ‬العام* ‬جلس* ‬القاضى* ‬على* ‬بن* ‬النعمان* ‬فى* ‬الجامع* ‬وأملى* ‬مختصر* ‬أبيه* ‬فى* ‬الفقه* ‬عن* ‬أهل* ‬البيت،* ‬المعروف* ‬بـ* ‬*»‬الاقتصار*«‬،* ‬فى* ‬جمع* ‬حافل* ‬من* ‬العلماء* ‬والكبراء* ‬وأثبت* ‬أسماء* ‬الحاضرين،* ‬فكانت* ‬هذه* ‬ـ* ‬كما* ‬يقول* ‬المقريزى* ‬ـ* ‬أول* ‬حلقة* ‬للدرس* ‬بالجامع* ‬الأزهر*.‬

وقام* ‬جامع* ‬القاهرة،* ‬أو* ‬الجامع* ‬الأزهر،* ‬بدور* ‬مهم* ‬طوال* ‬العصر* ‬الفاطمى* ‬فيما* ‬يخص* ‬الدعوة* ‬الفاطمية* ‬الإسماعيلية،* ‬حيث* ‬كانت* ‬القاهرة* ‬وقتئذ* ‬هى* ‬مركز* ‬الدعوة* ‬الإسماعيلية* ‬فى* ‬العالم* ‬الإسلامى،* ‬وكان* ‬جامع* ‬القاهرة،* ‬الجامع* ‬الأزهر* ‬فيما* ‬بعد،* ‬مقر* ‬داعى* ‬الدعاة،* ‬على* ‬الأقل* ‬حتى* ‬وفاة* ‬داعى* ‬الدعاة* ‬المؤيد* ‬فى* ‬الدين* ‬هبة* ‬الله* ‬الشيرازى* ‬سنة* ‬470هـ*/ ‬1077م*. ‬وكان* ‬الإمام* ‬الفاطمى* ‬يلقى* ‬فيه* ‬خطبة* ‬الجمعة* ‬الثانية* ‬فى* ‬شهر* ‬رمضان* ‬وكان* ‬للنساء* ‬فى* ‬جامع* ‬القاهرة* ‬ـ* ‬المعروف* ‬بالجامع* ‬الأزهر* ‬ـ* ‬مجلس* ‬وللحرم* ‬وخواص* ‬نساء* ‬القصور* ‬مجلس*.‬

ولم* ‬تكن* ‬بالجامع* ‬أي* ‬خزانة* ‬للكتب* ‬الشهيرة* ‬بالقصر* ‬الفاطمى* ‬والتى* ‬أسهب* ‬فى* ‬ذكرها* ‬المؤرخون*.‬

وإذا* ‬كان* ‬هذا* ‬حال* ‬*»‬جامع* ‬القاهرة*» (‬الأزهر*)‬*» ‬*‬طوال* ‬العصر* ‬الفاطمى،* ‬فقد* ‬كان* ‬*»‬جامع* ‬عمرو* (‬الجامع* ‬العتيق*)‬*«‬* ‬بمصر* ‬الفسطاط،* ‬الذى* ‬تأسس* ‬مع* ‬الفتح* ‬العربى* ‬الإسلامى* ‬لمصر،* ‬هو* ‬مركز* ‬الحياة* ‬العلمية* ‬خلال* ‬القرون* ‬الثلاثة* ‬الأولى* ‬للإسلام* ‬ثم* ‬أضحى* ‬مركز* ‬المقاومة* ‬السنية* ‬طوال* ‬العصر* ‬الفاطمى* ‬وشاركته* ‬فى* ‬ذلك* ‬مدينة* ‬الإسكندرية* ‬التى* ‬غلب* ‬على* ‬أهلها* ‬المذهب* ‬المالكى*. ‬حيث* ‬كان* ‬جامع* ‬عمرو* ‬منذ* ‬إنشائه* ‬مركز* ‬حلقات* ‬العلم* ‬ومجالسه؛* ‬ويعد* ‬يزيد* ‬بن* ‬أبى* ‬حبيب،* ‬المتوفى* ‬سنة* ‬128هـ*/ ‬746م،* ‬أول* ‬من* ‬أظهر* ‬العلم* ‬بمصر* ‬والحديث* ‬فى* ‬مسائل* ‬الحلال* ‬والحرام*. ‬ويعد* ‬الليث* ‬بن* ‬سعد* ‬وعبد* ‬الله* ‬بن* ‬لهيعة* ‬أهم* ‬علماء* ‬مصر* ‬للفترة* ‬التالية*.‬

* ‬بعد* ‬أن* ‬تولى* ‬السلطان* ‬الناصر* ‬صلاح* ‬الدين* ‬يوسف* ‬بن* ‬أيوب* ‬الوزارة* ‬للإمام* ‬العاضد* ‬لدين* ‬الله* ‬آخر* ‬خلفاء* ‬الفاطميين «‬564هـ* ‬ـ* ‬567م*/ ‬1169* ‬ـ* ‬1171م* «‬*‬شرع* ‬فى* ‬تغيير* ‬الدولة* ‬وإزالتها* ‬وحجر* ‬على* ‬العاضد* ‬وأوقع* ‬بأمراء* ‬الدولة* ‬وعساكرها* ‬وأنشأ* ‬بمدينة* ‬مصر* ‬الفسطاط* ‬مدرسة* ‬لفقهاء* ‬الشافعية* ‬وأخرى* ‬لفقهاء* ‬المالكية،* ‬فمهد* ‬بذلك* ‬لإعلان* ‬انقلابه* ‬السلمى* ‬على* ‬الدولة* ‬الفاطمية،* ‬فى* ‬المحرم* ‬سنة* ‬567هـ*/ ‬1171م،* ‬الذى* ‬وضع* ‬نهاية* ‬لدولتهم؛* ‬فعزل* ‬قضاة* ‬مصر* ‬الشيعة* ‬كلهم* ‬وفوض* ‬القضاء* ‬لقاضى* ‬القضاة* ‬صدر* ‬الدين* ‬عبد* ‬الملك* ‬بن* ‬درباس* ‬المارانى* ‬الهذبانى* ‬الشافعى* ‬وجعل* ‬إليه* ‬الحكم* ‬فى* ‬جميع* ‬بلاد* ‬مصر* ‬بعدما* ‬أحضره* ‬من* ‬المحلة،* ‬فعزل* ‬من* ‬كان* ‬بها* ‬من* ‬القضاة* ‬ولم* ‬يستنب* ‬عنه* ‬فى* ‬إقليم* ‬مصر* ‬إلا* ‬من* ‬كان* ‬شافعى* ‬المذهب،* ‬يقول* ‬المقريزى*: ‬*»‬فتظاهر* ‬الناس* ‬من* ‬حينئذ* ‬بمذهبى* ‬مالك* ‬والشافعى* ‬واختفى* ‬مذهب* ‬الشيعة* ‬والإسماعيلية* ‬والإمامية* ‬حتى* ‬فُقد* ‬من* ‬أرض* ‬مصر،* ‬وبطل* ‬من* ‬حينئذ* ‬مجلس* ‬الدعوة* ‬بالجامع* ‬الأزهر* ‬وغيره*. ‬ولم* ‬يكتف* ‬الناصر* ‬صلاح* ‬الدين* ‬بذلك* ‬فقام* ‬بحمل* ‬الكافة* ‬على* ‬عقيدة* ‬الشيخ* ‬أبى* ‬الحسن* ‬على* ‬بن* ‬إسماعيل* ‬الأشعرى* ‬وشرط* ‬ذلك* ‬بأوقافه* ‬التى* ‬بديار* ‬مصر*. ‬يقول* ‬المقريزى*: ‬*»‬فاستمر* ‬الحال* ‬على* ‬عقيدة* ‬الأشعرى* ‬بديار* ‬مصر* ‬وبلاد* ‬الشام* ‬وأرض* ‬الحجاز* ‬واليمن* ‬وبلاد* ‬المغرب*... ‬ والأمر* ‬على* ‬ذلك* ‬إلى* ‬اليوم*«‬*. ‬وفور* ‬أن* ‬تولى* ‬القاضى* ‬عبدالملك* ‬بن* ‬درباس* ‬عمل* ‬بمقتضى* ‬مذهبه* ‬وأفتى* ‬بامتناع* ‬إقامة* ‬خطبتين* ‬للجمعة* ‬فى* ‬بلد* ‬واحد* ‬ـ* ‬كما* ‬هو* ‬مذهب* ‬الشافعى* ‬ـ* ‬فأبطل* ‬الخطبة* ‬من* ‬الجامع* ‬الأزهر،* ‬باعتباره* ‬رمزا* ‬للدعوة* ‬الإسماعيلية،* ‬وأقرها* ‬بالجامع* ‬الأنور* (‬الحاكمى*) ‬شمال* ‬القاهرة* ‬من* ‬أجل* ‬أنه* ‬أوسع* ‬بالنسبة* ‬لسكان* ‬القاهرة،* ‬وبجامع* ‬عمرو* ‬بالنسبة* ‬لسكان* ‬الفسطاط*.‬

ونتيجة* ‬لذلك* ‬تعطلت* ‬خطبة* ‬الجمعة* ‬من* ‬الجامع* ‬الأزهر* ‬قرابة* ‬المائة* ‬عام* (‬567* ‬ـ* ‬665هـ*/ ‬1171* ‬ـ* ‬1267م*) ‬مما* ‬أدى* ‬إلى* ‬هجر* ‬الجامع* ‬وتصدعه* ‬إلى* ‬أن* ‬أعادها* ‬إلىه* ‬السلطان* ‬الظاهر* ‬بيبرس* ‬سنة* ‬665هـ*/ ‬1267م،* ‬المؤسس* ‬الحقيقى* ‬لدولة* ‬المماليك* ‬ومحيى* ‬الخلافة* ‬العباسية* ‬بالقاهرة* ‬بعد* ‬أن* ‬أسقطها* ‬المغول* ‬فى* ‬بغداد* ‬سنة* ‬656هـ*/ ‬1258م*.‬

جاء* ‬التحول* ‬الكبير* ‬فى* ‬دور* ‬الجامع* ‬الأزهر* ‬مع* ‬وصول* ‬الحملة* ‬الفرنسية* ‬إلى* ‬مصر،* ‬سنة* ‬1213هـ*/ ‬1798م،* ‬وانهزام* ‬قوات* ‬الأمير* ‬مراد* ‬بك* ‬المملوكى* ‬وانسحاب* ‬القوات* ‬المدافعة* ‬الأخرى* ‬إيمانا* ‬منها* ‬بعقم* ‬القتال،* ‬فتركت* ‬القاهرة* ‬تحت* ‬رحمة* ‬الغزاة* ‬وساد* ‬فى* ‬أرجائها* ‬الاضطراب* ‬والذعر*. ‬هنا* ‬برز* ‬دور* ‬جدبد* ‬للأزهر،* ‬هو* ‬القيادة* ‬الشعبية* ‬والزعامة* ‬الوطنية،* ‬ونجح* ‬بعد* ‬التفاوض* ‬مع* ‬الفرنسيين،* ‬فى* ‬13* ‬صفر* ‬سنة* ‬1213هـ*/ ‬25* ‬يوليو* ‬سنة* ‬1798م،* ‬فى* ‬تأليف* ‬*»‬ديوان*«‬* ‬يشرف* ‬على* ‬حكم* ‬القاهرة* ‬وتدبير* ‬شئونها* ‬مؤلف* ‬من* ‬تسعة* ‬أعضاء* ‬من* ‬شيوخ* ‬الأزهر* ‬على* ‬رأسهم* ‬الشيخ* ‬عبد* ‬الله* ‬الشرقاوى* ‬شيخ* ‬الجامع* ‬آنذاك،* ‬وتولى* ‬أمانة* ‬الديوان* ‬الشيخ* ‬محمد* ‬المهدى*. ‬وكان* ‬للأزهر* ‬كذلك* ‬شأن* ‬يذكر* ‬فى* ‬مساندة* ‬محمد* ‬على* ‬باشا* (‬1805* ‬ـ* ‬1849م*) ‬فى* ‬الوصول* ‬إلى* ‬السلطة،* ‬وتدخل* ‬علماؤه* ‬بعرائضهم* ‬إلى* ‬السلطان* ‬سليم* ‬الثالث* ‬العثمانى* (‬1203* ‬ـ* ‬1222هـ*/ ‬1789* ‬ـ* ‬1807م*) ‬فى* ‬الآستانة* ‬لدعمه* ‬وتأييده* ‬غير* ‬مرة،* ‬وكان* ‬لموقفهم* ‬أثره* ‬فى* ‬حشد* ‬الشعب* ‬من* ‬حوله* ‬وتوطيد* ‬مركزه* ‬بالتعاون* ‬مع* ‬نقيب* ‬الأشراف* ‬الزعيم* ‬الوطنى* ‬الكبير* ‬عمر* ‬مكرم،* ‬وكللت* ‬مساعيهم* ‬يومئذ* ‬بالنجاح،* ‬واشترك* ‬شيخ* ‬الجامع* ‬الأزهر* ‬الشيخ* ‬عبد* ‬الله* ‬الشرقاوى،* ‬مع* ‬السيد* ‬عمر* ‬مكرم* ‬نقيب* ‬الأشراف،* ‬فى* ‬إلباس* ‬خلعة* ‬الولاية* ‬لمحمد* ‬على* ‬باشا* ‬سنة* ‬1220هـ*/ ‬1805م*. ‬ولبث* ‬الأزهر* ‬بعد* ‬ذلك* ‬محتفظا* ‬بمكانته* ‬ونفوذه،* ‬وقد* ‬يتضاءل* ‬هذا* ‬النفوذ* ‬أحيانا* ‬تحت* ‬ضغط* ‬سلطان* ‬الطغيان* ‬السياسى،* ‬ولكنه* ‬يبقى* ‬كامنا* ‬ويبدو* ‬عند* ‬أول* ‬فرصة*.‬

وابتداء* ‬من* ‬عصر* ‬الخديو* ‬إسماعيل* ‬باشا* ‬1863*) ‬ـ* ‬1879م*( ‬أخذ* ‬الأزهر* ‬يتأثر* ‬بالتغييرات* ‬الحديثة* ‬والنقلة* ‬الحضارية* ‬التى* ‬قادها* ‬إسماعيل* ‬باشا،* ‬وأسهم* ‬كذلك* ‬فى* ‬إزكاء* ‬هذه* ‬الروح* ‬الجديدة* ‬وفى* ‬مضاعفة* ‬وعى* ‬الأزهر* ‬وطموحه* ‬مقدم* ‬المصلح* ‬الكبير* ‬السيد* ‬جمال* ‬الدين* ‬الأفغانى* ‬1838* ‬ـ* ‬1897م* ‬إلى* ‬مصر* ‬واتصاله* ‬بالأزهر* ‬وطلابه* (‬1871* ‬ـ* ‬1879م*). ‬وكان* ‬من* ‬أكبر* ‬المتأثرين* ‬به* ‬مفتى* ‬الديار* ‬المصرية* ‬بعد* ‬ذلك* ‬الإمام* ‬محمد* ‬عبده* ‬1849* ‬ـ* ‬1905م*) ‬الذى* ‬نجده* ‬لا* ‬يتردد* ‬فى* ‬التحول* ‬من* ‬مناصر* ‬لآراء* ‬المدرسة* ‬الأشعرية* ‬فى* ‬كتاب* ‬*»‬العقيدة* ‬المحمدية*«‬* ‬إلى* ‬مناصر* ‬للمعتزلة* ‬والعقليين* ‬فى* ‬كتاب*» ‬الحاشية على شرح العقائد النسفية*‬ *.«‬

وقد* ‬أثر* ‬فى* ‬الحياة* ‬العامة* ‬بالتاريخ* ‬المصرى* ‬فى* ‬مطلع* ‬القرن* ‬العشرين* ‬طائفة* ‬من* ‬نوابغ* ‬المفكرين* ‬والصحفيين* ‬والأدباء* ‬الذين* ‬درسوا* ‬فى* ‬مرحلة* ‬من* ‬حياتهم* ‬فى* ‬الجامع* ‬الأزهر،* ‬وكان* ‬لهم* ‬أثر* ‬يذكر* ‬فى* ‬توجيه* ‬الرأى* ‬العام* ‬وإيقاظ* ‬الشعور* ‬الوطنى* ‬الذى* ‬تجلى* ‬خلال* ‬ثورة* ‬سنة* ‬1919م*.‬

وكانت* ‬التطورات* ‬التى* ‬شهدها* ‬العالم* ‬فى* ‬العقد* ‬الثانى* ‬من* ‬القرن* ‬العشرين* ‬نتيجة* ‬اندلاع* ‬الحرب* ‬العالمية* ‬الأولى* ‬1914* ‬ـ* ‬1918م*)‬،* ‬وعلى* ‬الأخص* ‬توابعها* ‬على* ‬الدولة* ‬العثمانية* ‬التى* ‬أنهت* ‬علاقة* ‬مصر* ‬بها* ‬مع* ‬إعلان* ‬الحماية* ‬البريطانية* ‬عليها* ‬سنة* ‬1914م،* ‬وكذلك* ‬الإجراءات* ‬التى* ‬اتخذها* ‬بعد* ‬ذلك* ‬مصطفى* ‬كمال* ‬«أتاتورك* «‬من* ‬إعلان* ‬الجمهورية* ‬وإلغاء* ‬السلطنة* ‬العثمانية* ‬فى* ‬29* ‬أكتوبر* ‬سنة* ‬1923م،* ‬ثم* ‬إلغاء*‬* «‬الخلافة* ‬الإسلامية*«‬* ‬ومنصب* ‬*»‬«شيخ* ‬الإسلام»‬* ‬فى* ‬استانبول* ‬فى* ‬5* ‬مارس* ‬سنة* ‬1924م،* ‬إيذانا* ‬ببدء* ‬عهد* ‬جديد* ‬لمصر* ‬والأزهر* ‬فى* ‬محيط* ‬العالم* ‬الإسلامى*. ‬هنا* ‬دخل* ‬الأزهر* ‬فى* ‬مرحلة* ‬جديدة* ‬من* ‬تاريخه* ‬نتج* ‬عنها* ‬أن* ‬أصبح* ‬يمثل* ‬بالتدريج* ‬المرجعية* ‬الدينية* ‬الأولى* ‬للعالم* ‬الإسلامى* ‬السنى،* ‬وأوكل* ‬إليه* ‬الملك* ‬فؤاد* ‬الأول* ‬1917* ‬ـ* ‬1936م* ‬،* ‬فى* ‬سنة* ‬1925م* ‬تنظيم* ‬مؤتمر* ‬دولى* ‬عن* ‬الخلافة،* ‬وهى* ‬المرة* ‬الأولى* ‬التى* ‬يعهد* ‬فيها* ‬إلى* ‬الأزهر* ‬بالقيام* ‬بدور* ‬مساعد* ‬فى* ‬السياسة* ‬الخارجية* ‬المصرية؛* ‬ولهذا* ‬السبب* ‬اتخذ* ‬الأزهر* ‬موقفا* ‬معاديا* ‬من* ‬الشيخ* ‬على* ‬عبد* ‬الرازق* ‬1888* ‬ـ* ‬1966م* ‬الذى* ‬أصدر* ‬فى* ‬العام* ‬نفسه* ‬كتابه* ‬*»‬الإسلام* ‬وأصول* ‬الحكم*«‬* ‬يدحض* ‬فيه* ‬فكرة* ‬الخلافة* ‬ويثبت* ‬أنها* ‬ليست* ‬من* ‬أصول* ‬الإسلام*.‬

وكرد* ‬فعل* ‬على* ‬سقوط* ‬الخلافة* ‬الإسلامية* ‬فى* ‬استانبول* ‬بدأت* ‬الجماعات* ‬الإسلامية* ‬الراديكالية* ‬فى* ‬الظهور* ‬بمصر* ‬ممثلة* ‬فى* ‬جماعة* ‬*»‬الإخوان* ‬المسلمين*«‬،* ‬سنة* ‬1928،* ‬وبعض* ‬التيارات* ‬السلفية* ‬التى* ‬مثلها* ‬بعض* ‬الشوام* ‬مثل*: ‬السيد* ‬محمد* ‬رشيد* ‬رضا* ‬والسيد* ‬محب* ‬الدين* ‬الخطيب* ‬وبعض* ‬المنتمين* ‬مذهبيا* ‬إلى* ‬الدولة* ‬السعودية* ‬الثانية،* ‬التى* ‬تأسست* ‬سنة* ‬1932م،* ‬مثل* ‬جماعة* ‬أنصار* ‬السنة؛* ‬وهى* ‬تيارات* ‬لم* ‬يكن* ‬لها* ‬وجود* ‬واضح* ‬قبل* ‬هذا* ‬التاريخ*.‬

وجاء* ‬تأسيس* ‬الجامعة* ‬المصرية* ‬الرسمية* (‬جامعة* ‬فؤاد* ‬الأول* ‬وجامعة* ‬القاهرة* ‬فيما* ‬بعد*»‬* ‬سنة* ‬1925م»،* ‬ليوجد* ‬منافسا* ‬حقيقيا* ‬للتعليم* ‬الدينى* ‬التقليدى* ‬الذى* ‬كان* ‬يمثله* ‬الأزهر* ‬حتى* ‬ذلك* ‬الوقت،* ‬بما* ‬أنها* ‬اختصت* ‬بتدريس* ‬العلوم* ‬الحديثة* ‬وأصبح* ‬خريجوها* ‬يمثلون* ‬دعما* ‬قويا* ‬للبناء* ‬الإدارى* ‬للدولة* ‬فى* ‬تنظيمه* ‬الحديث*. ‬وكانت* ‬المشكلة* ‬الدائمة* ‬التى* ‬واجهت* ‬الأزهر* ‬هى* ‬ارتفاع* ‬معدل* ‬رسوب* ‬الطلبة* ‬المتقدمين* ‬إليه* ‬فى* ‬الاختبارات* ‬والذين* ‬كانوا* ‬يمثلون* ‬طبقة* ‬أدنى* ‬من* ‬نظرائهم* ‬المتقدمين* ‬لنظام* ‬التعليم* ‬الجديد*.‬

ومن* ‬أجل* ‬رفع* ‬مستوى* ‬خريجى* ‬الأزهر* ‬فى* ‬سوق* ‬العمل* ‬جاء* ‬قانون* ‬إعادة* ‬تنظيم* ‬الأزهر* ‬رقم* ‬46* ‬لسنة* ‬1930م،* ‬الذى* ‬أصدره* ‬الملك* ‬فؤاد* ‬الأول،* ‬بإنشاء* ‬كليات* ‬أصول* ‬الدين* ‬والشريعة* ‬واللغة* ‬العربية* ‬التى* ‬أقيمت* ‬لها* ‬مبان* ‬على* ‬الطراز* ‬المملوكى* ‬الحديث* ‬New Mamluk Style* ‬فى* ‬الجهة* ‬الشرقية* ‬للجامع* ‬افتتحت* ‬سنة1933م،* ‬كما* ‬أصدر* ‬الأزهر،* ‬فى* ‬سنة* ‬1935م،* ‬مجلة* ‬دورية* ‬أكاديمية* ‬بعنوان* ‬*»‬مجلة* ‬الأزهر*«‬*.‬

وعرف* ‬الأزهر* ‬تحولا* ‬جديدا* ‬مع* ‬النظام* ‬الذى* ‬أوجدته* ‬حركة* ‬الضباط* ‬الأحرار،* ‬فى* ‬يوليو* ‬سنة* ‬1952م،* ‬وقيام* ‬تحالف* ‬بين* ‬جمال* ‬عبد* ‬الناصر* ‬ـ* ‬قائد* ‬النظام* ‬الجديد* (‬1954* ‬ـ* ‬1970م*) ‬ـ* ‬وشيخ* ‬الأزهر* ‬آنذاك* ‬الشيخ* ‬محمود* ‬شلتوت* (‬1958* ‬ـ* ‬1963م*)‬،* ‬الذى* ‬عمل* ‬على* ‬تحديث* ‬مناهج* ‬الدراسة* ‬وتبنى* ‬دور* ‬خدمى* ‬عام* ‬للأزهر* ‬داخليا* ‬وخارجيا،* ‬وقام* ‬الأزهر* ‬فى* ‬عهده* ‬بدور* ‬مهم* ‬فى* ‬التقريب* ‬بين* ‬المذاهب* ‬الإسلامية*. ‬وجاء* ‬قانون* ‬إصلاح* ‬الأزهر* ‬رقم* ‬103* ‬لسنة* ‬1961م* ‬ليدمج* ‬الأزهر* ‬لأول* ‬مرة* ‬فى* ‬مجالات* ‬أوسع* ‬من* ‬التعليم* ‬العالى* ‬بغرض* ‬إنتاج* ‬باحثين* ‬حداثيين* ‬ذوى* ‬معرفة* ‬بالعلوم* ‬العصرية* ‬قادرين* ‬على* ‬خدمة* ‬العالم* ‬الإسلامى* ‬أمام* ‬التحديات* ‬العالمية* ‬الجديدة،* ‬وإن* ‬لم* ‬يتحقق* ‬هذا* ‬الهدف* ‬على* ‬الوجه* ‬الذى* ‬كان* ‬يرجى* ‬منه*. ‬حيث* ‬أدخلت* ‬إصلاحات* ‬هذا* ‬القانون* ‬إلى* ‬الأزهر* ‬للمرة* ‬الأولى* ‬العلوم* ‬غير* ‬الشرعية* (‬الطب* ‬والهندسة* ‬والزراعة* ‬والاقتصاد* ‬والتربية*... ‬إلخ*) ‬فى* ‬حرم* ‬جامعى* ‬جديد* ‬بمدينة* ‬نصر* ‬وإلى* ‬القرب* ‬منه* ‬حرم* ‬آخر* ‬خاص* ‬بالبنات* ‬للمرة* ‬الأولى* ‬كذلك؛* ‬فى* ‬الوقت* ‬نفسه* ‬الذى* ‬توسع* ‬فيه* ‬الأزهر* ‬فى* ‬استقبال* ‬طلاب* ‬من* ‬مختلف* ‬البلاد* ‬الإسلامية* (‬من* ‬إفريقيا* ‬وآسيا* ‬وأوروبا* ‬الشرقية* ‬والبلقان*).‬

ومع* ‬الدور* ‬المتنامى* ‬لمصر* ‬فى* ‬إفريقيا* ‬وآسيا* ‬أصبح* ‬الأزهر* ‬يمثل* ‬المرجعية* ‬الرئيسة* ‬للإسلام* ‬السنى* ‬لدى* ‬مسلمى* ‬هذه* ‬الدول* ‬إضافة* ‬إلى* ‬دول* ‬البلقان،* ‬التى* ‬احتل* ‬لديها* ‬الأزهر* ‬المكانة* ‬التى* ‬كانت* ‬من* ‬قبل* ‬للدولة* ‬العثمانية* ‬قبل* ‬الانقلاب* ‬الكمالى* ‬سنة* ‬1923م،* ‬وأصبح* ‬الكثير* ‬من* ‬حكام* ‬هذه* ‬الدول* ‬أو* ‬الذين* ‬تولوا* ‬مراكز* ‬مهمة* ‬فيها* ‬من* ‬خريجى* ‬الأزهر*.‬

وكان* ‬من* ‬نتائج* ‬هذا* ‬القانون* ‬أن* ‬فقد* ‬الأزهر* ‬الأوقاف* ‬الخاصة* ‬به* ‬وأصبحت* ‬ميزانيته* ‬جزءا* ‬من* ‬الموازنة* ‬العامة* ‬للدولة،* ‬فتحول* ‬علماؤه* ‬بالتالى* ‬إلى* ‬موظفين* ‬فى* ‬الجهاز* ‬الإدارى* ‬للدولة،* ‬كما* ‬أصبح* ‬هناك* ‬وزير* ‬مسئول* ‬عن* ‬شئون* ‬الأزهر*. ‬وأصبح* ‬شيخ* ‬الأزهر* ‬يرأس* ‬المجلس* ‬الأعلى* ‬للأزهر* ‬الذى* ‬يشمل،* ‬إضافة* ‬إلى* ‬مشيخة* ‬الأزهر،* ‬جامعة* ‬الأزهر* ‬ومجمع* ‬البحوث* ‬الإسلامية* ‬ـ* ‬الذى* ‬حل* ‬محل* ‬هيئة* ‬كبار* ‬العلماء* ‬ـ* ‬وإدارة* ‬المعاهد* ‬الأزهرية*.‬

وفى* ‬الوقت* ‬نفسه،* ‬وابتداء* ‬من* ‬سبعينيات* ‬القرن* ‬العشرين،* ‬نتيجة* ‬التطورات* ‬السياسية* ‬التى* ‬عرفتها* ‬مصر* ‬وأدت* ‬إلى* ‬بزوغ* ‬نجم* ‬التيارات* ‬الإسلامية* ‬فى* ‬مواجهة* ‬التيارات* ‬اليسارية* ‬والناصرية،* ‬إضافة* ‬إلى* ‬التأثيرات* ‬الناتجة* ‬عن* ‬احتكاك* ‬العديد* ‬من* ‬دارسى* ‬الأزهر* ‬بالأفكار* ‬السلفية* ‬بعد* ‬انتقال* ‬الكثير* ‬منهم* ‬للعمل* ‬فى* ‬الجامعات* ‬الإسلامية* ‬التى* ‬بدأت* ‬فى* ‬الظهور* ‬فى* ‬المملكة* ‬العربية* ‬السعودية،* ‬قاد* ‬ذلك* ‬إلى* ‬تحد* ‬جديد* ‬أمام* ‬الأزهر* ‬فى* ‬كيفية* ‬مواجهة* ‬هذه* ‬التيارات* ‬واحتفاظه* ‬بوسطيته* ‬المعروفة* ‬عنه*.‬

ثم ‬كانت ‬الانتفاضة ‬الشعبية للمصريين ‬فى ‬الخامس ‬والعشرين ‬من ‬يناير ‬سنة ‬2011م ‬إيذانا ‬ببداية ‬عهد ‬جديد، ‬ولكن ‬مع ‬تطور ‬الأحداث ‬وجد ‬الإسلام ‬السياسى ‬له ‬متنفسا ‬وبدأت ‬الجماعات ‬الأصولية ‬الراديكالية ‬فى ‬الظهور ‬على ‬السطح ‬داعية ‬إلى ‬الأفكار ‬الأكثر ‬جمودا ‬وانغلاقا، ‬فكان ‬على ‬الأزهر ‬أن ‬يتصدى ‬لذلك ‬موضحا ‬صورة ‬الإسلام ‬الصحيح، ‬وأنه ‬ملك ‬للأمة ‬كلها، ‬وأنه ‬يقف ‬على ‬مسافة ‬واحدة ‬من ‬الجميع، ‬ولا ‬ينطوى ‬تحت ‬أى ‬تيار ‬أو ‬فكر ‬معين، ‬وأنه ‬مصدر ‬للفكر ‬الإسلامى ‬الذى ‬يعتمد ‬على ‬القرآن ‬والسنة ‬الصحيحة ‬وما* ‬اتفق ‬عليه ‬علماء ‬الأمة، ‬وأنه ‬المعبر ‬الأمين ‬عن ‬المذاهب ‬الفكرية ‬والفقهية ‬فى ‬المدرسة ‬الإسلامية . ‬فكان ‬أن ‬دعا ‬الأزهر، ‬بقيادة ‬شيخه ‬الحالى ‬العالم ‬الجليل ‬فضيلة ‬الدكتور ‬أحمد ‬الطيب، ‬إلى ‬عدد ‬من ‬اللقاءات ‬تجمع ‬كوكبة ‬من ‬المثقفين ‬والعلماء ‬المصريين ‬وعلماء ‬الأزهر ‬على ‬اختلاف ‬انتماءاتهم ‬الفكرية ‬والدينية، ‬ليتدارسوا ‬فى ‬عدد ‬من ‬الاجتماعات ‬مقتضيات ‬اللحظة ‬التاريخية ‬الفارقة ‬التى ‬تمر ‬بها ‬مصر ‬بعد ‬أحداث ‬الخامس ‬والعشرين ‬من ‬يناير ‬وأهميتها ‬فى ‬توجيه ‬مستقبل ‬مصر ‬نحو ‬غاياته ‬النبيلة ‬والمطالبة ‬بحقوق ‬شعبها ‬فى ‬الحرية ‬والكرامة ‬والمساواة ‬والعدالة ‬الاجتماعية . ‬ونتجت ‬عن ‬هذه ‬الاجتماعات المكثفة ‬أربع ‬وثائق ‬مهمة ‬صادرة ‬عن ‬الأزهر :‬

** ‬وثيقة ‬الأزه ‬حول ‬مستقبل ‬مصر .‬

** ‬وثيقة ‬الربيع ‬العربى ‬ومساندة ‬حركات ‬التحرر ‬العربى .‬

** ‬بيان ‬الأزهر ‬والمثقفين ‬عن ‬منظومة ‬الحريات ‬الأساسية .‬

** ‬وثيقة ‬الأزهر ‬لحقوق المرأة .‬

وتواكب ‬ذلك ‬مع ‬نشاط ‬على ‬المستوى ‬الدولى، ‬فى ‬العامين ‬الأخيرين ‬على ‬الأخص، ‬عقب ‬ثورة ‬الشعب ‬فى ‬30 ‬يونيو ‬سنة ‬2013م ‬التى ‬وضعت ‬نهاية ‬لسنة ‬حكم ‬الإخوان (‬يوليو ‬2012 ‬ـ ‬يونيو * ‬2013م )‬؛ ‬فأصبح ‬الأزهر ‬مقصدا ‬لملوك ‬ورؤساء ‬الدول ‬الذين ‬يزورون ‬مصر، ‬كما ‬قام ‬شيخ ‬الأزهر ‬ومعاونوه ‬بزيارات ‬مهمة ‬إلى ‬العديد ‬من ‬الدول ‬العربية ‬والإفريقية ‬والآسيوية ‬والأوروبية ‬ومقر ‬الجمعية ‬العامة ‬للأمم ‬المتحدة ‬بنيويورك ‬استقبله ‬خلالها ‬رؤساء ‬هذه ‬الدول، ‬وقام ‬كذلك ‬بزيارة ‬دولة ‬الفاتيكان، ‬والتى ‬استقبله ‬خلالها ‬بابا ‬الفاتيكان، ‬وكذلك ‬زار ‬مجتمع ‬الكنائس ‬العالمى ‬بجنيف، ‬لتوضيح ‬الصورة ‬الحقيقية ‬للإسلام ‬الوسطى ‬وتقديم ‬المبادئ ‬الصحيحة ‬للإسلام ‬وإيضاح ‬حقيقته ‬السمحة ‬ونبذه ‬الإرهاب ‬وجميع ‬أشكال ‬ال*** ‬والتطرف؛ ‬وذلك ‬فى ‬إطار ‬الدعوة ‬إلى ‬تجديد ‬الخطاب ‬الدينى ‬والتى ‬أرى ‬أن ‬الأوفق ‬أن ‬تكون ‬دعوة ‬إلى ‬تجديد ‬الفكر ‬الدينى ‬لا ‬مجرد ‬الخطاب ‬الدينى ‬ليتناسب ‬مع ‬متطلبات ‬العصر ‬ومتجدداته ‬والتحديات ‬التى ‬يواجهها ‬العالم ‬الإسلامى *.‬








mohamednagyezz 23-04-2017 01:20 AM

الأزهر لن يسقط مهما تطاولت عليه ألسنة الرعاع ومهما طالت عليه ألسنة الظالمين ومن لا يعلمون قيمة هذه المؤسسة العظيمة فالأزهر محفوظ من الله سبحانه وتعالي كما قال في كتابه الكريم أنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فالأزهر محفوظ لأنه يدرس الذكر ويدرس ويعلم المصريين والعرب والعالم أجمع صحيح الدين .

وكما قال أحمد عمر هاشم أن الأزهر لن يسقط وهذه بشارة قالها يوم الوفاء الذي أقيم بكلية أصول الدين بجامعة الازهر

aymaan noor 23-04-2017 09:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamednagyezz (المشاركة 6586022)
الأزهر لن يسقط مهما تطاولت عليه ألسنة الرعاع ومهما طالت عليه ألسنة الظالمين ومن لا يعلمون قيمة هذه المؤسسة العظيمة فالأزهر محفوظ من الله سبحانه وتعالي كما قال في كتابه الكريم أنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فالأزهر محفوظ لأنه يدرس الذكر ويدرس ويعلم المصريين والعرب والعالم أجمع صحيح الدين .

وكما قال أحمد عمر هاشم أن الأزهر لن يسقط وهذه بشارة قالها يوم الوفاء الذي أقيم بكلية أصول الدين بجامعة الازهر

تشرفت بمرورك الكريم

تقبل خالص احترامى و تقديرى


و ان كنت لم أفهم ما علاقية الآية القرآنية " أنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " بالدفاع عن الأزهر
فهذه مبالغة غير محمودة


جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

aymaan noor 23-04-2017 03:00 PM

بل دفاعا عن «حرية» الأزهر

http://www.shorouknews.com/uploadedi...iginal/001.jpg


ايمن الصياد

لأنها «بلد الأزهر» لا غيره، اختار أوباما أن يتحدث إلى العالم الإسلامي (يونيو ٢٠٠٩) من عاصمتها. ولأنها «بلد الأزهر» لا غيره، يجيء بابا الفاتيكان إليها في وقت يبحث العالم فيه عن «حكمة»، تنقذه من الغرق في بحر دماء روافده كثيرة ومعقدة ومتداخلة.

يأتي هذا، وذاك. أما نحن، فيبدو أن لدينا «للأسف» من لا يعرف قيمة الأزهر.

ـــــــــــــــــــــــــ

بداية، وحتى لا يأخذ البعض هذا المقال إلى خانة «الاستقطاب» الثنائية المتعصبة المقيتة، فربما نكون بحاجة إلى إعادة التأكيد على أنه من نافلة القول أن لا قداسة لهذا أو ذاك. وأن لا ضير في أن ننتقد شيخ الأزهر أو أيا من علمائه، أو بالأحرى أن نعترض أو نناقش ما يتخذه هذا أو ذاك من مواقف، أو يطرحه من أفكار أو آراء في مسألة دنيوية أو فقهية. فعمر (رضي الله عنه) أخطأ، وأصابت امرأة. ولكني أحسب أن هذا بعيد كل البعد عن ما يحدث الآن، وأن ما نراه من حملة تبدو «ممنهجة»، لا يمت بصلة لما كان بين الشافعي ومالك من خلاف في هذه المسألة أو تلك. كما أنه لا يندرج بحال تحت عنوان «التفكير النقدي» الصحي، والمطلوب. إذ بتنا جميعا نعرف أن وراء الأكمة ما وراءها. كما نعرف أن محاولة النيل من «استقلال» الأزهر (الباقي) سبقها العصف أو العبث بكل استقلال عرفناه لهذه الهيئة أو تلك، قضائية كانت أو رقابية أو إعلامية.. والحبل على الجرار.

لا يمكن لأي متابع لما يبدو هجوما «ممنهجا» على الأزهر وشيخه، أن يتجاهل أن البداية كانت مع ما دار من لغط بداية العام حول قضية «الطلاق الشفوي»، والحاصل، إن أحسنا التوصيف، أن بيان الأزهر، الذي أثار الجدل يومها كان، بالتعريف بشأن قضية «فقهية / لا سياسية»، إلا أن معظم (ولا أقول كل) من تصدى يومها للنيل من المؤسسة العريقة وشيوخها الأجلاء، كانت أسبابهم في حقيقتها «سياسية / لا فقهية». خاصة مع ما بدا في بيان الأزهر (القاطع المهذب) من خروج عن ما بات مألوفا من «سمع وطاعة»، وامتثال لثقافة «وما أريكم إلا ما أرى».

يومها وضع الأزهر بموقفه وببيانه «القاطع» بشأن قضية فقهية خطا واضحا بين الدين والسياسة، أو بالأحرى بين ثوابت الدين، ومواءمات السياسة. وكان من اللافت والغريب أن كثيرين من الذين ينادون كل يوم بوضع مسافة بين الدين والسياسة، لم يعجبهم موقف الأزهر (!)

لن أخوض هنا في أمور فقهية تتصل بأحكام الزواج والطلاق، فأهل الفقه أدرى بالحكم الشرعي. والله تعالى أعلم بحكمه وحكمته. ولكنني أنبه فقط إلى حقيقة أن أرقام الطلاق المرتفعة التي دق اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء مشكورا جرس إنذارها هي أرقام عقود الطلاق «الموثقة»، لا تلك الشفاهية (وإلا ما علم بها الجندي، وما رصدتها إحصاءاته). ثم لعله من المحزن أن الحديث في الموضوع صاحبه «خروج عن الموضوع» فضلا عن لغط كبير، ربما كنا بحاجة معه أن نذكر إلى ضرورة أن ننتبه إلى حقيقة أن الأزهر أكبر من أن نختزله في حديث مثل هذا حول الطلاق. وأن مكانته أكثر رصانة من أن توجه إليه مثل تلك الغمزات أو اللمزات، أو «القفشات».

***

ثم كان أن دارت الدائرة، مع تزايد لعمليات إرهابية لم تتوقف على مدى السنوات الأربع الماضية. فاستسهل البعض، دون تدقيق أو تمحيص في القرائن والأدلة، والأدهى دون دراسة للتاريخ أن يكتفي بوضع الأزهر في قفص الاتهام. كما انتهزها السلطويون فرصة للنيل من «استقلال» بدا بالخبرة أنهم لا يطيقونه، فازدادت الحملات الإعلامية سخونة «وخلطا للأوراق»، وسمعنا عن مشروع قانون لا يستهدف في حقيقته غير النيل من هذا الاستقلال. ثم كانت المفارقة فيما بات واضحا من جهل البعض حقيقة أنه كلما ضعف الأزهر (باقترابه من السلطة / أو بتماهيه معها) كلما زاد التطرف، وكلما انصرف عنه الناس إلى مقولات قادمة من التاريخ البعيد أو من الشرق البعيد. ولعل من ينتمي إلى جيلنا يعرف جيدا، كيف انصرف طلاب السبعينيات عن الأزهر «الساداتي» المبرَّر، وكيف راج يومها في جامعاتنا وصف «فقهاء السلطان». كما لعلهم يذكرون كيف وجد اغتيال الشيخ الذهبي (يوليو ١٩٧٧) تبريره الأحمق يومها في المقولة ذاتها.

ثم كان أيضا وسط اللغط، والضجيج الإعلامي أن سمعنا فيما سمعنا، أن هناك من يطالب الأزهر «الجامعة» بإحراق كتب في مكتبته بزعم أنها تقول كذا أو كذا. وينسى القائلون، أو لعلهم لم يعلموا أصلا أن ما من مكتبة في جامعات الغرب، أو بالأحرى ما من طالب يدرس العلوم السياسية أو ما شابه من الإنسانيات، إلا وعليه أن يقرأ / يدرس كتب ماركس ولينين وهتلر، دون أن يعني ذلك بحال أن هذه الجامعة الغربية العريقة أو تلك تروج للماركسية أو للنازية. ولكنه «العلم» الذي يوجب على من يطلبه أن يقرأ، ليعرف.. ومن ثم «يناقش» ما كان يقوله السابقون. أما «محارق الكتب» فلم نسمع عنها فى التاريخ إلا زمن الغزاة والطغاة؛ تتارا كانوا أو نازيين، أو «دواعش» يحرقون مكتبة الموصل. ولذا كان من قبيل المفارقة (المؤلمة والدالة) أن تقدم مسئولة «بالتعليم» فى محافظة الجيزة (أبريل ٢٠١٥) على فعل مشابه، حماسا، أو غفلة، أو إثباتا لولائها للعهد الجديد.

http://www.shorouknews.com/uploadedi...ok-burning.jpg

النازي يحرقون الكتب (١٩٣٣)

***

على الذين لا يريدون الاعتراف بما في ملف «الحرب على الإرهاب» من جوانب جلية أو خفية، يتجاهلونها، عن عمد أو غيره ويستسهلون تعليق الجرس في رقبة الأزهر أن يتذكروا أولا: أن الإرهابيين فجروا المعهد «الأزهري» فى العريش مرتين. ثم عليهم ثانيا: أن يجيبوا على أسئلة ثلاثة:

١ــ هل اتضح أن أحدا ممن قام أو شارك في أى من تلك العمليات الإرهابية، كان أزهريا أو تلقى تعليمه في الأزهر. بالمناسبة، أيمن الظواهري درس في طب قصر العيني لا الأزهر، ومحمد عطا؛ المصري الوحيد الذي شارك في تفجير برجي التجارة في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١، كان من خريجي هندسة القاهرة لا الأزهر. وبالطبع لا عاقل يمكنه القول بأن مناهج هذه الكلية (الطب) أو تلك (الهندسة) تروج للتطرف أو الإرهاب.

٢ــ هل يستمع هؤلاء المتطرفون / الإرهابيون أصلا إلى شيوخ الأزهر وعلمائه، أو يقرأون لهم؟ أم أنهم على العكس تماما يرفضونهم، أو حتى يكفرونهم؟

٣ــ هل إقالة شيخ الأزهر، أو إصدار قانون يُحد من استقلال الأزهر (كما يحاول بعضهم أن يفعل أيضا مع القضاء) سيقضي على العمليات الإرهابية، أو سيعمل على تجفيف منابعها؟

أخشى أن هناك من يستسهل إلقاء الكرة في ملعب الأزهر، أو بالأحرى من وجدها فرصة للنيل من «استقلال» لا يطيقه.

وأخشى أن الذين يلوكون مقولة «تجديد الخطاب الديني» ينسون أن الخطاب الديني قد جرى تأميمه فعلا بخطبة جمعة موحدة، وأنه واقعيا لا خطاب دينيا الآن غير الخطاب الرسمي.

بل وأخشى أن بعض الحديث هكذا، دون روية أو حذر عن «تجديد» الخطاب الديني، قد يؤدي إلى احتقان لدى كثيرين، في وقت نحن في غنى فيه عن مزيد من الاحتقان.

كما أخشى أن هناك من لا يريد أن يعترف بأن كثيرا مما نشهده الآن لم يأتِ من منطلقات «عقائدية» صرفة، بل له أسبابه السياسية والاجتماعية والأمنية، يأسا من ديمقراطية رأوها أُجهضت، أو ثأرا لأهل ورفاق لم يُقتص لهم، أو شعورا بأن «ظهرك إلى الحائط»، وأنك مطاردٌ حتى الموت. ساعتها يسهل أن يبيع لك أحدهم فكرة «الموت البديل»؛ قتالا يسميه لك جهادا، أو انتحارا يسميه لك استشهادا.

هناك إرهاب؟ نعم. أما كونه «إسلاميا» أو عقائديا صرفا، كما كان إرهاب التسعينيات، فذلك سؤال تطول إجابته. ولعله يكون موضوعا لمقال قادم، بإذنه تعالى.

***

http://www.shorouknews.com/uploadedi...iginal/002.jpg

«هل يظلمون الأزهر.. أم يظلمُ الأزهرُ مكانتَه وتاريخَه؟» سؤال طرحته قبل عامين كاملين حين تفضل أساتذته فدعوني لأتحدث في افتتاح موسمه الثقافي (مارس ٢٠١٥).

هل هم يظلمون الأزهر؟

يومها قلت إن الإجابة: نعم.

فهم يظلمون الأزهر حين لا يدركون حقيقة أنه ابْنُ واقعِه ومجتمعِه ولحظتِه التاريخية. صعودا وهبوطا، قوة وضعفا، ثراء فكريا حين تَكُونُ سمةُ المجتمعِ حريةَ الفكر وثراءَ التنوع. وجدْبا في أحايينَ أخرى حين تضيقُ بخناقِه السياسةُ وأهواءُ السلطان، وخلافاتُ القصور والخلفاءِ والعواصم؛ بغداد العباسية والقاهرة الفاطمية.

يظلمون الأزهر حين ينسون أو يتجاهلون إن قصته الألفية الطويلة كانت بها دوما ظلالٌ من قصة السلطان الذي لم تعرفه منطقتنا تلك، خليفة أو أميرا أو رئيسا إلا وبمعيته فقيهه وسيافه. سواء ارتدى الفقيه عمامة في مجتمعات تحركها مشاعر الدين، أو كان «إعلاميا» على شاشة تلفاز، حين يصبح هناك من لم يحفظ غير قصة «جوبلز» الشهيرة.

ثم هم ــ بعد ذلك ــ يظلمون الأزهر حين يأخذون عليه (ولهم في ذلك بعض الحق) بأنه يصادر حرية الفكر والإبداع، ثم يطلبون منه، في الوقت ذاته أن يصادر كتبا من تراثه بدعوى أنها تحوي فكرا عفى عليه الزمان.

هم يظلمون الأزهرَ بالتأكيد حين تزدوجُ المعايير، ونحن بتنا على أي حالٍ مرضى بازدواج المعايير، فيطلبون منه أن يفعلَ بالضبط ما يأخذونه عليه: مصادرة الفكر، وإحراق الكتب.

هم يظلمون الأزهر، نعم. ولكني أخشى أن من الحريصين عليه (ومنهم بعض الأزهريين) من يظلمونه أيضا، حين تستدرجهم الثقافة الحاكمة فينسون أن فى التنوع ثراء، وأن لا تنوع إلا بإطلاق حرية الفكر، لا بمصادرته أيا كانت دعاوى المصادرة أو الإقصاء.

***

بقى أن أكرر ما قلته يومها لكل من يحاكمون الأزهر، أو يطالبونه بما يطيق أو لا يطيق: فقط ارفعوا أيديكم عن الأزهر، ودَعوه أو ادْعوه ليعود إلى جوهره معهدا علميا يعرف ثراء التنوع، الذي «لا يصادر فكرا ولا رأيا».

كما بقى أن أُكرر: أن الحاجة ليست لدعوة تَرفع شعارا سمعناه في تاريخنا الحديث مائة مرة: «تجديد الخطاب الديني»، بل الحاجة الحقيقية هي لتحرير الخطاب الديني، كما تحرير كل خطاب؛ عرضا ودراسة ومناقشة ومقارعة الحجة بالحجة.

علينا ألا ننسى أن الأزهر ابن مجتمعه، وثقافة مجتمعه.

والحال هكذا، فلا تحرير لخطاب ديني أو غيره، إلا بمناخ من الحرية يسود المجتمع ويصبح عماد ثقافته؛ حرية تسمح بمعارضة الرئيس أو الأمير أو الخليفة، فتسمح بالتالي بمعارضة أو مناظرة هذا الفقيه أو ذاك الشيخ؛ كبيرا كان بقامة المودودى، أو صغيرا لا يعدو أن يكون إماما لزاوية صغيرة في مدينة جامعية. باختصار: الحرية ثقافة وتربية.. والمرء على ما تربى عليه.

***

وبعد..

فما سبق ليس دفاعا عن الأزهر؛ شيخا أو شيوخا، سابقين أو حاليين، بل دفاع عن «الاستقلال» الذي ضمنه الدستور لمثل تلك المؤسسات، ودفاع عن «الحرية» التي عرفتها زمنا تلك الجامعة العريقة؛ بحثا، وتدقيقا، ومقارعة للحجة بالحجة، بلا قيد أو مصادرة أو إقصاء لرأي أو أطروحة أو مذهب.

لا يحتاج الأزهر من يدافع عنه. بل ربما نحتاج نحن من يدفع عنه رياحَ السياسة، وأهواءَ السلطة، وضيق صدر الخلفاء والحكام. ثم قبل ذلك كله أثر ثقافة سلطوية «أبوية» متوارثة، لا تعرف غير التلقين فالسمع والطاعة والإذعان.

نعرف بالتجربة التاريخية البعيدة والقريبة أن المستفيد الأول من إضعاف الأزهر، سواء بتماهيه مع الحاكم؛ أيا من كان هذا الحاكم، أو بمصادرة بعض شيوخه لجوهره الفكري القائم على حرية الفكر والبحث والنقد، هم أولئك المتشددون (المتنطعون).. ومن ثم الإرهاب. وأن الخاسر الأول دائما هو النهضة والتقدم، فضلا عن أمن المجتمع ومواطنيه.

………..…….

أعرف أن هاجس الإخوانوفوبيا الذي أخشى أنه يتوسع ليصبح إسلاموفوبيا، (بتنويعاته الدينية والسياسية والأمنية) قد يحيد بهذا أو ذاك، فتضل الرمية هدفها. فلأولئك الذين أدمنوا هواجسهم أقول: إن هذا هو «الأزهر»، لا غيره.. وما هكذا أبدا تورد الإبل.

وأعرف أن هناك، بحكم ثقافته من لا يطيق استقلالا لهذا أو ذاك. ولكن رويدا لا تكتفوا بالنظر تحت أقدامكم. ولا تكونوا من أولئك الذين «يَحْسَبُونَ أَنَهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا» (الكهف - آية ١٠٤)

كما أعرف أننا بشر وأن من الطبيعي أن يكون بين الأزهريين من يتطلع إلى كرسي الشيخ. ولكن لا تجعلوها «سابقة». إذ لكل سابقة لاحقة. فاتقوا الله.

ثم يبقى على أولئك الذين يأخذون على الأزهر جموده، أن ينتبهوا إلى أن الأزهر، كغيره لن يعرف «حرية الفكر»، إلا لو تحرر في ذاته. ولا حرية بلا استقلال .. هكذا تعلمنا. والله أعلم.

aymaan noor 24-04-2017 09:44 PM

انفراد.. مشروع تعديل قانون الأزهر يتضمن محاسبة «الإمام الأكبر»

http://www.shorouknews.com/uploadedi...Ekhalazhar.jpg

المادة 5: التحقيق مع شيخ الأزهر «إذا أخل بوظيفته».. والجزاء: الإنذار أو اللوم أو عدم الصلاحية..

المشروع يصل «أمانة البرلمان» غدًا.. وأبو حامد: «دعم مصر» يتفهم فلسفة التعديلات..

مقدم المشروع: التعديلات لا يشوبها أى عوار دستورى.. ولا تتعارض مع المادة 7 المتعلقة باستقلالية الأزهر


نص مشروع قانون النائب محمد أبو حامد وآخرين، بشأن تعديل القانون رقم 103 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التى يشملها.

وطال التعديل مجمل مواد القانون الذى جاء فى ثمانية أبواب و125 مادة.

ومن المقرر أن يتقدم عضو المكتب السياسى لائتلاف «دعم مصر» بالمشروع صباح غد (الأربعاء) مدعوما بتوقيع 135 نائبا.

وأدخل مشروع القانون تعديلات جوهرية على المواد المتعلقة بتعيين أعضاء هيئة كبار العلماء، كما استحدث مادة لمحاسبة شيخ الأزهر تنص على عقوبات متدرجة تبدأ باللوم وتنتهى بعدم الصلاحية.

وشدد أبو حامد لـ«الشروق» على أن مشروعه «لا يشوبه أى عوار دستورى ولا يتعارض مع المادة السابعة من الدستور التى تكفل استقلالية الأزهر الشريف فى القيام على شئونه».

وفيما يلى kنفرد بنشر أبرز مواد مشروع التعديل:

مادة (2 ):

شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر لجميع رجال الدين الإسلامى وحملة القرآن الكريم سواء أكانوا منتمين إلى الأزهر أم غير منتمين إليه، وهو الذى يمثل الأزهر، وله الرياسة والتوجيه فى كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية فى الأزهر وهيئاته طبقا للضوابط والإجراءات الواردة فى هذا القانون، ويرأس المجلس الأعلى للأزهر وهيئة كبار العلماء، وتحدد مدة ولايته بستة سنوات، ويجوز إعادة انتخابه بعد انتهاء ولايته لمرة واحدة فقط، وقبل موعد انتهاء ولاية شيخ الأزهر بمدة شهرعلى الأقل أو شهرين على الأكثر تبدأ إجراءات انتخاب الشيخ الجديد طبقا للإجراءات والشروط الواردة فى المادة الثالثة من هذا القانون.

مادة (5 ):

فى حالة إخلال شيخ الأزهر بواجبات وظيفته يحال إلى لجنة تحقيق تشكل من أقدم سبعة من أعضاء هيئة كبار العلماء، وذلك بناء على قرار من ثلثى أعضاء هيئة كبار العلماء، وتتولى هذه اللجنة التحقيق معه فيما ينسب له وسماع أقواله، وتعد تقريرا بناء على ذلك إما بتبرئة ساحته، أو بإدانته مع اقتراح أحد الجزاءات التالية:
ــ الإنذار.
ــ اللوم.
ــ عدم الصلاحية.
ويعرض هذا التقرير على هيئة كبار العلماء ويتخذ القرار فيه بأغلبية الثلثين.

مادة (8 ):

يعين رئيس الجمهورية إمام وخطيب الجامع الأزهر من بين ثلاثة ترشحهم هيئة كبار العلماء، ويحدد المجلس الأعلى للأزهر الموضوعات التى تتناولها خطب الجمعة بالجامع الأزهر، وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون الأنشطة والفاعليات الدينية والعلمية والاجتماعية والثقافية للجامع الأزهر.

مادة (9):

يشمل الأزهر الهيئات الآتية:
1ــ المجلس الأعلى للأزهر.
2ــ هيئة كبار العلماء.
3ــ مجمع البحوث الإسلامية.
4ــ جامعة الأزهر.
5ــ قطاع المعاهد الأزهرية.
6ــ هيئة الدعوة بالخارج وخدمة الجاليات الإسلامية.
وتطبق على الأزهر وهيئاته أحكام القوانين واللوائح المالية الوظيفية المعمول بها فى شأن الهيئات العامة فيما لم يرد بشأنه نص خاص فى هذا القانون ولائحته، ويكون لشيخ الأزهر بالنسبة للأزهر وهيئاته والعاملين بها جميع السلطات المقررة للوزير المختص فى جميع القوانين واللوائح.

مادة (10 ):

يكون للأزهر مجلس أعلى يسمى المجلس الأعلى للأزهر برئاسة شيخ الأزهر، وعضوية كل من:
ــ وزير الأوقاف.
ــ مفتى الديار المصرية.
ــ نقيب السادة الأشراف.
ــ شيخ مشايخ الطرق الصوفية.
ــ وكلاء الأزهر.
ــ رئيس جامعة الأزهر.
ــ نواب رئيس جامعة الأزهر.
ــ اثنان من أعضاء هيئة كبار العلماء تختارهما الهيئة لمدة سنتين قابلة للتجديد لمرة واحدة فقط.
ــ اثنان من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية يختارهما مجلس المجمع لمدة سنتين قابلة للتجديد لمرة واحدة فقط.
ــ الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر.
ــ رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.
ــ الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.
ــ أحد وكلاء الوزارة من كل من وزارات العدل، والتربية والتعليم، والتعليم العالى، والمالية، والخارجية. ويصدر بتعيينهم قرار من شيخ الأزهر بناء على ترشيح الوزراء الممثلة وزاراتهم فى المجلس.
ــ خمس شخصيات عامة يعينهم رئيس الجمهورية من المهتمين بالتراث الإسلامى، والثقافة، والقضايا الاجتماعية، والسياسية، والشئون الدولية.

مادة (17 ):

تنشأ بالأزهر هيئة تسمى هيئة كبار العلماء، يرأسها شيخ الأزهر، وتتألف من عدد لا يزيد على خمسين عضوا وذلك على النحو التالى:

ــ أربعون عضوا من كبار علماء الأزهر المتخصصين فى شتى مجالات المعرفة الإسلامية، والمعنيين بالدراسات المقارنة، ويراعى فيهم التنوع المذهبى والفكرى لتمثيل مختلف التوجهات والمدارس الفكرية فى الأمة الإسلامية، ويكون من بينهم أربع سيدات على الأقل، وذلك طبقا لما تفصله اللائحة التنفيذية لهذا القانون.

ــ عشر أعضاء من الخبراء فى العلوم الدنيوية الأساسية وهى: البحوث الاجتماعية، الصحة النفسية، الاقتصاد، قضايا ومشكلات المرأة، قضايا ومشكلات الشباب والتنمية البشرية، الشئون الصحية والطب، البحوث الجنائية، الشئون القانونية والدستورية، قضايا الأمومة والطفولة، العلوم السياسية، ويكون من بينهم سيدتان على الأقل.

ويقوم أعضاء الهيئة من خبراء العلوم الدنيوية بتقديم شرح وافى للأعضاء المتخصصين فى العلوم الشرعية حول القضايا والموضوعات التى تعرض على الهيئة فى مجال تخصصهم، ويطلب استطلاع الرأى الدينى فيها وذلك قبل البدء فى المداولات والمناقشات الدينية لها، ولهم أيضا أن يشاركوا فى هذه المداولات والمناقشات فيما يرتبط بمجال تخصصهم.

كذلك يجب على هيئة كبار العلماء أن تستعين باللجان المتخصصة والخبراء بمجمع البحوث الإسلامية، وأن يتم عرض تقرير هذه اللجان عند إجراء المداولات والمناقشات.

وتجتمع الهيئة مرة على الأقل كل شهر أو كلما دعت الضرورة بناء على دعوة شيخ الأزهر أو نصف عدد أعضائها، ويكون اجتماعها صحيحا بحضور ثلثى أعضائها.

وتصدر تقريرها مثبت فيها جميع الآراء العلمية المعبرة عن اجتهاد أعضائها، وعدد الأعضاء الذين يتبنون كل رأى، وأدلة ومبرارات كل رأى من الآراء، ولا يجوز إغفال أى رأى يتبناه أحد أعضائها حتى وإن انفرد به، وتحدد اللائحة التنفيذية نماذج التقارير التى تصدر عن الهيئة.

ويرأس اجتماعاتها أكبر الأعضاء سنا فى حالة غياب الرئيس.

ويكون للهيئة أمين عام يصدر رئيس الجمهورية بتعيينه أو ندبه قرار من بين ثلاثة مرشحين يرشحهم شيخ الأزهر، ويكون تعيينه أو ندبه لمدة سنتين قابلتان للتجديد، ويتولى تصريف الشئون المالية والإدارية للهيئة ويكون مسئولا عن إعداد جدول أعمالها، ومتابعة تنفيذ ما تصدره من قرارات، وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون اختصاصات الأمين العام.

مادة (18 ):

يصدر بتعيين أعضاء هيئة كبار العلماء قرار من رئيس الجمهورية عقب إصدار هذا القانون بمراعاة الشروط السابقة مع إمكان التجاوز عن شرط منها، وذلك على النحو التالى:

ــ عدد خمسة عشر عضوا من علماء الأزهر فى التخصصات العلمية الشرعية المختلفة من بين ثلاثين مرشح يرشحهم شيخ الأزهر طبقا للشروط الواردة فى هذه المادة وبالتنوع المطلوب فى المادة 14 من هذا القانون.
ــ عدد خمس أعضاء من علماء الأزهر فى التخصصات العلمية الشرعية المختلفة من بين عشرة مرشحين يرشحهم رئيس جامعة الأزهر طبقا للشروط الواردة فى هذه المادة وبالتنوع المطلوب فى المادة 14 من هذا القانون.

ــ عدد خمس أعضاء من علماء الأزهر فى التخصصات العلمية الشرعية المختلفة من بين عشرة مرشحين يرشحهم وزير الأوقاف طبقا للشروط الواردة فى هذه المادة وبالتنوع المطلوب فى المادة 14 من هذا القانون.

ــ عدد خمس أعضاء من علماء الأزهر فى التخصصات العلمية الشرعية المختلفة من بين عشرة مرشحين يرشحهم مفتى الديار المصرية طبقا للشروط الواردة فى هذه المادة وبالتنوع المطلوب فى المادة 14 من هذا القانون.

ــ عدد ثلاثة أعضاء من علماء الأزهر فى التخصصات العلمية الشرعية المختلفة من بين ستة مرشحين يرشحهم نقيب السادة الأشراف طبقا للشروط الواردة فى هذه المادة وبالتنوع المطلوب فى المادة 14 من هذا القانون.

ــ عدد ثلاثة أعضاء من علماء الأزهر فى التخصصات العلمية الشرعية المختلفة من بين ستة مرشحين يرشحهم شيخ مشايخ الطرق الصوفية طبقا للشروط الواردة فى هذه المادة وبالتنوع المطلوب فى المادة 14 من هذا القانون.

ــ عدد أربع أعضاء سيدات من علماء الأزهر فى التخصصات العلمية الشرعية المختلفة من بين عشر مرشحات يرشحهم المجلس القومى للمرأة طبقا للشروط الواردة فى هذه المادة وبالتنوع المطلوب فى المادة 14 من هذا القانون.

ــ عدد خمسة أعضاء من الخبراء فى التخصصات التالية: الصحة النفسية، الشئون الصحية والطب، الشئون القانونية والدستورية، العلوم السياسية، الاقتصاد، وذلك من بين عشرة أعضاء يرشحهم المجلس الأعلى للجامعات المصرية طبقا للشروط الواردة فى هذه المادة.

ــ عضو من الخبراء فى قضايا ومشكلات الشباب والتنمية البشرية من بين اثنين يرشحهم كل من وزير الشباب ووزير التربية والتعليم طبقا للشروط الواردة فى هذه المادة.

ــ عضوان من الخبراء فى مجال البحوث الاجتماعية والجنائية من بين أربعة مرشحين يرشحهم المجلس القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية طبقا للشروط الواردة فى هذه المادة.

ــ عضوان من السيدات الخبراء فى مجال قضايا ومشكلات المرأة وفى قضايا الطفولة والأمومة من بين أربعة مرشحين يرشحهم المجلس القومى للمرأة طبقا للشروط الواردة فى هذه المادة.

مادة (19 ):

تختص هيئة كبار العلماء بما يلى:

1ــ مشاركة مجمع البحوث الإسلامية فى إجراءات انتخاب شيخ الأزهر عند خلو منصبه.

2ــ أحد الجهات المرشحة لمن يشغل منصب مفتى الجمهورية.

مادة (22 ):

مجمع البحوث الإسلامية هو هيئة علمية بحثية إسلامية تعاون هيئات الأزهر الشريف وتقوم ب:

1ــ مشاركة هيئة كبار العلماء فى انتخاب شيخ الأزهر عند خلو منصبه.

مادة (41 ):

يتم فصل الكليات العلمية والأدبية عن جامعة الأزهر، وتتشكل منها جامعة جديدة هى جامعة الإمام محمد عبده للدراسات العلمية تخضع لإشراف المجلس الأعلى للجامعات، ويسمح فيها بدخول الطلبة والطالبات بدون تمييز دينى.

aymaan noor 27-04-2017 09:14 AM

مغربي وجزائري وجد وابن وحفيد...تعرف على مفارقات شيوخ الأزهر

http://gate.ahram.org.eg/Media/News/...0574134-57.jpg

مازالت أصداء الكلمة التي ردّ بها أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على سهام التجريح التي طالت المشيخة منذ فترة واتهمتها بتدريس مناهج إرهابية وتخريج الإرهابيين للمجتمع تدّوي في المجتمع المصري، مما فتح الباب للبحث في السير الذاتية لمشايخ الأزهر الذين تعاقبوا على تولية أمره منذ عقود خلت.

رغم عراقة الأزهر وتأثيره في العالم الإسلامي ليس فقط على المستوى الديني بل والسياسي والاجتماعي أيضاً، فإن منصب "شيخ الأزهر" لم يظهر إلا بعد مرور 741 عامًا من تاريخ إنشائه، وتحديدًا عام 1101 هـ عندما تولي المنصب لأول مرة الشيخ محمد الخراشي عن عمر يناهز الثمانين عامًا.

سمي بالخراشي نسبة إلى قريته التي وُلد بها، قرية أبو خراش، التابعة لمركز شبراخيت، بمحافظة البحيرة، كان يلقب بـ"شيخ الإسلام"، تلقى الشيخ تعليمه على يد نخبة من العلماء والأعلام، مثل والده الشيخ جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي الذي غرس فيه حبًّا للعلم وتطلعًا للمعرفة، كما تلقى العلم على يد الشيخ العلامة إبراهيم اللقاني، وكلاهما - الشيخ اللقاني ووالده الخراشي - تلقى معارفه وروى عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بسنده عن البخاري، ترك للأزهر الشريف قبل وفاته 20 مؤلفًا.

ومنذ نشأته ظل منصب شيخ الأزهر يُنتخب من جانب كبار المشايخ فيما بينهم ودون تدخل الدولة، إلا أنه في عام 1911 صدر قانون الأزهر المؤسس الذي أُسست وفقًا له "هيئة كبار العلماء" وتتكون من 30 عالمًا من كبار علماء الأزهر.

واشترط هذا القانون أن يكون شيخ الأزهر عضوًا بهذه الهيئة، وكان التجاوز الوحيد عن هذا القانون قد جاء من جانب الملك فاروق عام 1945، حينما قام بتعيين الشيخ مصطفى عبد الرازق، رغم أنه لم يكن حينئذ عضوًا في جماعة كبار العلماء.

وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتحديدًا في عام 1961 صدر القانون رقم 103 ، الذي ألغى "جماعة كبار العلماء" وحوّلها إلى "مجمع البحوث الإسلامية" الذي تكون من 50 عضوًا على الأكثر، ومنذ ذلك الحين صار شيخ الأزهر يعيَّن قانونًا من بين أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بقرار من رئيس جمهورية مصر العربية.

وهو ما فتح الباب لتدخل السلطة خاصة رئيس الدولة في اختيار وتعيين شيخ الأزهر.

شهد اختيار مشايخ الأزهر الكثير من المفارقات، من أبرزها أن جميع من تولوا المنصب كانوا مصريين ما عدا الشيخ حسن العطار الذي تولى المشيخة عام م1830 وهو من أصل مغربي، وقد وُلد ونشأ في مصر، كان والد الإمام العطار عطَّارًا، فنُسِبَ الإمام إلى مهنة أبيه.

نشأ في كنف والده الشيخ محمد كتن، وكان عطَّارًا فقيرًا مُلِمًّا ببعض العلوم وعلى ثقافة جيِّدة، فكان يستصحب ابنه معه إلى حانوته ويعلِّمه البيع والشراء ويرسله في قضاء حاجاته، ومنذ أن كان الإمام العطار طفلاً كان حادَّ الذكاء مشغوفًا بالعلم، فكانت تأخذه الغيرة حين يرى أقرانه من الأطفال يترددون على الأزهر لحفظ القرآن الكريم وللدراسة، فكان يتردد خِفْيَة إلى الأزهر حتى حفظ القرآن الكريم في مدة يسيرة، وعَلِمَ أبوه بأمره، فأعانه على التعليم، والحقه بالأزهر.

وكذلك الشيخ محمد الخضر الذي تولّى منصب شيخ الأزهر وهو تونسي المولد جزائري الأصل، نشأ في أسرة علم وأدب من جهتي الأب والأم، وكانت بلدة نفطة بتونس، التي ولد فيها موطن العلم والعلماء، حتى إنها كانت تلقب بالكوفة الصغرى، وبها جوامع ومساجد كثيرة، وهي واحة بها زرع وفيها فلاحون.

ولما حفظ الشيخ القرآن الكريم وهو صغير وبرع في علوم المعقول والمنقول تولى عدد من المناصب في بلاده تونس، ثم رحل إلى بلاد الشام فترة، ولما سقطت في أيدي الفرنسيين رحل إلى مصر، وفي مصر حصل على عضوية هيئة كبار العلماء برسالته "القياس في اللغة العربية"، ثم اختير شيخًا للأزهر في 26 ذي الحجة 1371هـ.

ومن المواقف الجليلة له استقالته من منصبه عام 1954م احتجاجًا علي إلغاء القضاء الشرعي ودمجه في القضاء المدني.

وتوّلى الشيخ حسن القويسني إمامة الأزهر وهو كفيف البصر، حفظ القرآن الكريم في قريته ثم تقدم للأزهر واندمج مع طلابه، ويلاحظ أن الدراسة وقتها كانت تابعة لإرادة الطالب وظروفه، فهو الذي يختار الحلقة ويختار شيخه الذي سيدرس عليه مع ترتيب جدولي للمواد والكتب.

اختاره الوالي وبإجماع العلماء وعدم وجود من يملأ الفراغ بعد الشيخ العطار إلا الشيخ القويسني، وهذا يدل على مكانته العلمية، ورغم أنه كان فقيرًا معدمًا، وأراد الوالي أن ينعم عليه بشيء من متاع الدنيا فأبت نفسه ذلك.

في حين كان جد الشيخ محمد العباس المهدي نصرانيًا وأسلم، كان المهدي كان من أفذاذ علماء الأزهر في عهد الخديو إسماعيل، فقد تولى مشيخة الجامع الأزهر وإفتاء الديار المصرية في سنة 1287 هـ ، وعلى يده بدأ إصلاح الأزهر، وفي عهده أنشأ نظام الامتحان لتخريج العلماء، وكان إليه المرجع في تعيين القضاة الشرعيين وفي كل ما تقره الحكومة مما له مساس بالمسائل الشرعية.

ونال عند الخديو إسماعيل احترامًا كبيرًا ومنزلة عظمة ، وقلده سنة 1872 علاوة على مشيخة الأزهر والإفتاء عضوية المجلس الخصوصي العالي -مجلس الوزراء آنذاك- للنظر فيما له مساس بالأحكام الشرعية من الشئون، أي أنه صار من وزراء الدولة، وهي ميزة لم ينلها العلماء من بعد.

أما الموقف الأبرز في تاريخ مشايخ الأزهر فهو تولي هذا المنصب الرفيع ثلاثة مشايخ من أسرة واحدة، في سابقة لم تحدث من قبل، وهم الشيخ أحمد العروسي (1778 - 1793)، وابنه الشيخ محمد أحمد العروسي (1818 - 1829)، والشيخ مصطفي محمد أحمد العروسي (1864 – 1870).

ويعتبر الشيخ محمد مصطفي المراغي هو أصغر من توّلى إمامة الأزهر الشريف عن عمر يناهز 47 عامًا، وكان والده على قسط من الثقافة، ويتمتع بسمعة طيبة ومنزلة كريمة في الوسط الذي يعيش فيه، فدفع ابنه إلى حفظ القرآن الكريم، ولقَّنه نصيبًا من المعارف الدينية، وظهرت نجابته فأرسله أبوه إلى الأزهر ليكمل تعليمه فيه، فتلقى العلوم على يد كبار مشايخه.

قدم لامتحان العَالِمية وهو في الرابعة والعشرين من عمره فنالها بتقدير الدرجة الثانية، وكان الشيخ محمد عبده هو الذي يمتحنه في شهادة العَالِمية، فلاحظ أن الشيخ المراغي مريض، فلما انتهى الامتحان قال له: "لاحظت أنك محموم ولكنك كنت فوق الإجازة"، وظهرت النتيجة وكان المراغي أول زملائه في النجاح، وقد دعاه الشيخ محمد عبده إلى منزله تكريمًا له.


ريهام م م 27-04-2017 12:52 PM

موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص حبي وأشواقي
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك

لكـ خالص احترامي

aymaan noor 28-04-2017 03:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريهام م م (المشاركة 6587499)
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص حبي وأشواقي
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك

لكـ خالص احترامي

تشرفت بمروك الكريم

تقبل خالص احترامى و تقديرى

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك


aymaan noor 28-04-2017 03:03 AM

قصر الدراسة فى جامعة الأزهر على العلوم الدينية واللغة العربية..

وضم الكليات العلمية والأدبية للتعليم العالى


http://img.adminlive.elwatannews.com...1493063234.jpg

نظم الباب الخامس، من مشروع القانون «جامعة الأزهر»، لتختص بكل ما يتعلق بالتعليم العالى فى الأزهر، والبحوث التى تتصل بالتراث الإسلامى والعلوم الدينية وعلوم اللغة العربية، مع فصل الكليات العلمية والأدبية عن جامعة الأزهر، لتشكيل جامعة جديدة منها باسم جامعة الإمام محمد عبده للدراسات العلمية، تخضع لإشراف المجلس الأعلى للجامعات، ويُسمح للطلبة والطالبات بالدراسة فيها دون تمييز دينى.

ويُصدر رئيس الجمهورية قرار تعيين رئيس جامعة الأزهر، من بين ثلاثة يرشحهم المجلس الأعلى للأزهر، ويشترط فى المرشح أن يكون قد شغل أحد كراسى الأستاذية فى الأزهر أو إحدى الجامعات المصرية، ويُعين لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد، وتسرى عليه جميع الأحكام التى تُطبق على رؤساء الجامعات، ويكون للجامعة 4 نواب لرئيسها، وأمين عام يُعيَّن بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة يرشحهم رئيس الجامعة، ويدير الأمين العام للجامعة الأعمال المالية والإدارية تحت إشراف رئيس الجامعة ونوابه، ويكون مسئولاً عن تنفيذ القوانين واللوائح فى حدود اختصاصه.


ويتألف مجلس الجامعة من رئيس ونواب وعمداء الكليات والمعاهد التابعة للجامعة، وممثل عن وزارة التعليم العالى يختاره الوزير من بين كبار موظفيها، وثلاثة أعضاء على الأكثر من بين أعضاء مجمع البحوث الإسلامية.

ويختص مجلس الجامعة بالنظر فى رسم وتنسيق السياسة العامة للتعليم والبحوث وتنظيمها، ووضع الخطة الكفيلة بتوفير الإمكانيات الكافية لتحقيق أهداف الجامعة، وتنظيم شئون الطلاب والعملية التعليمية وتحديد وإنشاء كراسى الأستاذية ووضع النظام العام للدراسة والامتحانات وإعداد مشروعات الموازنة وإقرار الحساب الختامى للجامعة، وتعيين عمداء الكليات والمعاهد وأعضاء هيئة التدريس فى الجامعة ونقلهم وإلغاء القرارات الصادرة من مجالس الكليات أو المعاهد التابعة للجامعة إذا كانت مخالفة للقوانين أو اللوائح أو القرارات التنظيمية المعمول بها فى الجامعة، ويعين رئيس الجامعة عميد الكلية أو المعهد التابع للجامعة من بين الأساتذة العاملين بها لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد.

ونظمت المادة 60 ترتيب الأوضاع داخل الكليات ومجالسها ورؤساء الأقسام، وحددت الجزاءات التأديبية التى يجوز توقيعها على أعضاء هيئة التدريس بالإنذار وتوجيه اللوم، وتوجيه اللوم مع تأخير العلاوة المستحقة لفترة واحدة أو تأخير التعيين فى الوظيفة الأعلى أو ما فى حكمها لمدة سنتين على الأكثر، والعزل من الوظيفة مع الاحتفاظ بالمعاش أو المكافأة، والعزل مع الحرمان من كل أو بعض المعاش أو المكافأة.

ووفقاً لمشروع القانون يجوز لرئيس الجامعة أن يوقع عقوبة الفصل من الجامعة على كل طالب يمارس أو يسهم فى أعمال تخريبية تضر بالعملية التعليمية والمنشآت الجامعية أو تعرض أياً منهما للخطر، أو إدخال أسلحة أو ذخائر أو مفرقعات أو أدوات تستعمل فى إثارة الشغب أو التخريب، وإتيان ما يؤدى إلى تعطيل الدراسة أو منع أداء الامتحانات أو التأثير على أى منهما، أو تحريض الطلاب على ال*** واستخدام القوة، ولا يصدر قرار الفصل إلا بعد تحقيق تجريه الجامعة خلال 7 أيام من الواقعة، ويُخطر الطالب بقرار رئيس الجامعة بكتاب موصى عليه بعلم الوصول، ويكون التظلم من القرار أمام مجلس تأديب، ويجوز الطعن على قرار المجلس أمام دائرة الموضوع بالمحكمة الإدارية العليا.

وخصص القانون الباب السادس للمعاهد الأزهرية وأعضاء هيئة التعليم، ونص على أن «تُلحق بالأزهر بعض المعاهد الأزهرية يتم تحديدها بناء على قرار من المجلس الأعلى للأزهر من بين المعاهد الأزهرية القائمة، وبحد أقصى ثلاثة آلاف معهد على مستوى الدولة، وتُحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون ضوابط اختيار تلك المعاهد وتوزيعها على مستوى المحافظات وإجراءات نقل الراغبين من طلاب باقى المعاهد الأزهرية إليها والفترة الانتقالية اللازمة لذلك.

وينص المشروع على وقف إنشاء المعاهد الأزهرية لمدة 15 سنة من تاريخ العمل بالقانون، وبعد انتهائها يراجع المجلس الأعلى للأزهر الموقف، إذا استدعى الأمر مزيداً من المعاهد وقتها.

وأوضح القانون الغرض من المعاهد الأزهرية، وهو تزويد الطلاب بثقافة عامة فى الدين الإسلامى واللغة العربية، وإعدادهم للدخول فى كليات ومعاهد الأزهر، ويكون التعليم فى المعاهد الأزهرية على مرحلتين: قسم التعليم الابتدائى ومدته 4 سنوات وتسمى الأقسام الابتدائية منها المعاهد، وقسم الإعدادية ومدته 5 سنوات وتسمى الأقسام الثانوية منها المعاهد الثانوية.

ويشترط القانون لقبول الطالب فى السنة الأولى من القسم الابتدائى ألا يقل سنه عن 12 سنة ولا تزيد على 16 سنة، وأن يكون حافظاً للقرآن الكريم كله ويؤدى امتحاناً يُثبت ذلك.


aymaan noor 29-04-2017 10:57 AM

الدكتور مصطفى حجازي مستشار رئيس الجمهورية السابق

الفقر يهدد الحضارة الإنسانية ما دام العقل رهين مجافاة الفكر

http://www.azhar.eg/Portals/0/EasyDN...8V0226copy.jpg

قال الدكتور مصطفى حجازي مستشار رئيس الجمهورية السابق في كلمته التي ألقاها بالجلسة الثالثة، لـ "مؤتمر الأزهر العالمي للسلام ، تحت عنوان، "الفقر والمرض والاستغلال وأثرهم على السلم العالمي"، إننا على مفترق طرق وعلى موعد مع نسق معرفي إنساني جديد، موضحا أن نسق ما بعد الصناعة وما بعد المعلوماتية هو الذي تتحول فيه مهمة قادة العقل والوجدان من المهام التغييرية إلى أن يصبح دوره تأويل العالم.

وأضاف الدكتور حجازي إذا كان حديثنا اليوم الفقر وهو أصل البلاء فإن لحظة الحقيقية التي تغشانا تلزمنا أن نعرف عن أي فقر نتحدث، فالفقر ليس فقر المال والمورد ولكن الفقر الحقيقي هو فقر الفكر والخيال والوعي والأهلية.

وأشار إلى أن الفقر سيبقى يهدد استقامة مسيرة الحضارة الإنسانية وفرص شراكتنا فيها مادام العقل البشري فيها رهين مجافاة الفكر والمنطق والفطرة، لافتاً أن الانتقائية والاجتزاء في الحل لن يغيثنا حتى وإن أردنا الإغاثة، والإمعان في التسويف لن يداوي فقراً ولن يشفي مرضاً لكن يعين إنهاض فكر مجتمعاتنا يداً بيد مع إصلاح مؤسسي جاد.

يأتي هذا في إطار الجهود الحثيثة التي يقودها الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، من أجل نشر ثقافة المحبة والتسامح والتعايش المشترك وتحقيق سلام عادل وشامل للبشرية جمعاء.

http://www.youtube.com/watch?v=cv9qCoPUmYc


aymaan noor 29-04-2017 02:32 PM

القضاء الإداري يرفض دعوى تطالب بإعفاء أحمد الطيب من منصبه

المادة 7 من الدستور نصت على أن شيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل


http://albedaiah.com/sites/default/f...?itok=hddAuelf

Saturday, April 29, 2017 - 13:28

أصدرت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة برئاسة المستشار بخيت إسماعيل وعضوية كلا من المستشارين عبد المجيد المقنن حكما قضائيا برفض الدعوى القضائية المقامة أمامها والمطالبة باصدار حكم قضائي بإلزام رئيس الوزراء بإعفاء شيخ الأزهر من منصبه.

وجاء حكم المحكمة في الدعوى التي أقامها عبد الوهاب توفيق والتي حملت رقم 2843 لسنة 66 قضائية والتي طالب فيها باعفاء الشيخ الأزهر من منصبه؛ وقال فيها إنه تم تعيين الدكتور أحمد الطيب شيخا للأزهر بقرار رئيس الجمهورية رقم 62 لسنة 2010 وبعد ثورة 25 يناير أصدر شيخ الأزهر وثيقة الأزهر التي تضمنت مبادئ تخالف أحكام الشريعة الإسلامية.

وأصدرت المحكمة حكمها برفض الدعوى وقالت في أسباب حكمها إن مقيم الدعوى أقامها بعد قرار تعين شيخ الأزهر وليس في المعياد القانوني أي خلال ستين يوما من صدور الوثيقة.

وأكدت المحكمة في أسباب حكمها أن المادة 7 من الدستور نصت على أن شيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء وهذا يعني أن الدستور ضَمَنَ استقلال منصب الأزهر وعدم قابليته للعزل باعتبار الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وجعلته المرجع النهائي في كل ما يتعلق بشئون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته كما أن القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي تشملها لم يتضمن أي نص يلزم الجهة الإدارية بإصدار قرار بإقالة شيخ الأزهر من منصبه ومن ثم لا يجوز إصدار قرارا بإقالة شيخ الأزهر ولهذا فإن المحكمة تصدر حكمها بعدم قبول هذا الدعوى لانتفاء القرار الإداري.



جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.