بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   علوم القرآن الكريم (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=39)
-   -   والناشطات نشطا (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=733747)

abomokhtar 12-10-2017 11:18 PM

والناشطات نشطا
 
إن الإنسان ما خُلق لأن يعيش في هذا الكون إلي الأبد؛ بل يأتي عليه يوم يغادر هذا الكونَ ويترك ما كان عنده من الدنيا ويذهب معه ما كان من الآخرة؛ لأنَّ الموت أول مشهد من مشاهد الآخرة، وإنَّ سفَر الآخرة يبدأ من قبض الروح، فإذا كان الإنسان مؤمنًا، رأي علائمَ السعادة من البداية؛ حيث يسهِّل الله عليه نَشْطَ روحه ويكرمه ويشرفه، ويرسل مَوْكبًا من الملائكة لتشريفه وتكريمه؛ وذلك فضلٌ مِن الله يوتيه مِن عباده مَن يشاء، ولا تنال هذه التكرمة مَن كان في قلبه نِفاق أو كفر أو شِرك، هذه العطية خاصَّة للمؤمنين من عباده؛ حيث قال الله تعالي: ﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾ [1].
*
قال البغويُّ رحمه الله تعالي في تفسير هذه الآية: "الملائكة تنشط نفسَ المؤمن، أي: تحل حلًّا رفيقًا فتقبضها، كما ينشط العقال من يد البعير، أي: يحل برِفق"[2].
*
وروي عن ابن عباس رضي الله تعالي عنهما في تفسير قوله تعالي: "﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾، يعني: الملائكة تنشط نفس المؤمن فتقبضها كما ينشط العقال من يد البعير: إذا حل عنه"[3].
*
ونقل الإمام ابن جرير الطبري عن الفرَّاء[4] رحمهما الله تعالي: "الذي سمعت من العرب أن يقولوا: أنشطت، وكأنما أنشط من عقال، ورَبْطُها: نشطها، والرابط: النَّاشِط؛ قال: وإذا رَبَطْتَ الحبل في يد البعير فقد نشطته تنشطه، وأنت ناشط، وإذا حللته فقد أنشطته"[5].
*
وقال ابن عَبَّاسٍ رضي الله تعالي عنهما: "يَعْنِي: الْمَلَائِكَةَ تَنْشِطُ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ فَتَقْبِضُهَا كَمَا يُنْشَطُ الْعقَالُ مِنْ يَدِ الْبَعِيرِ: إِذَا حُلَّ عَنْهُ"[6].
*
وأيضًا روي عن ابن عباس رضي الله تعالي عنهما في تفسير هذه الآية: "هِيَ أَنْفُسُ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ الْمَوْتِ تَنْشَطُ لِلْخُرُوجِ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ [يَحْضُرُهُ الْمَوْتُ] إِلَّا وَتُعْرَضُ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، فَيَرَى فِيهَا مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ مِنْ أَزْوَاجِهِ وَأَهْلِهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فَهُمْ يَدْعُونَهُ إِلَيْهَا، فَنَفْسُهُ إِلَيْهِمْ نَشِطَةٌ أَنْ تَخْرُجَ فَتَأْتِيَهُمْ"[7].
*
وجمع أبو الليث السمرقندي[8] رحمه الله تعالي بين قولي ابن عباس رضي الله تعالي عنهما في تفسير قوله تعالي: "﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾، يعني: الملائكة الذين يقبضون أرواحَ المؤمنين بالتيسير؛ وذلك أنه ما مِن مؤمن يحضره الموت، إلا ويرى منزلته في الجنَّة، ويرى فيها أقوامًا من أهل معرفته، وهم يدعون إلى أنفسهم، فعند ذلك ينشط إلى الخروج، ويقال: النَّازِعات: الملائكة تنزع النفس إغراقًا، كما يغرق النازع في القوس، وَالنَّاشِطات: الملائكة تقبض نفسَ المؤمن، كما ينشط العقال"[9].
*
ثم تسبق الملائكة بأرواح المؤمنين إلى الجنَّة أو أنفس المؤمنين تسبق إلي الملائكة شوقًا إلي لقاء الله، قال الله تعالي: ﴿ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ﴾ [10].
*
قال الإمام مقاتل[11] رحمه الله تعالي في تفسير هذه الآية: "هي الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة"[12].
وقال ابن مسعود[13] رضي الله تعالي عنه: "هي أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها وقد عاينت السرور شوقًا إلى لقاء الله ورحمته وكرامته"[14].
*
ولا شك أنَّ المؤمن يشاهد عند الموت ما أعدَّ الله له من النِّعم، ويفرح بذلك ويشوق إليها ويرغب في الوصول إليها ويحبُّ لقاءَ الله وفضله وتكرمته.
*
كما روي عن عبادة بن الصامت[15] رضي الله تعالي عنه عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
((مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ))، قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ المَوْتَ، قَالَ: ((لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ))[16].
*
ويخاطب المؤمن بما يرضاه، ويلقبه بالاطمئنان عند الاحتضار، ويبشِّره بالدُّخول في زُمرة عباده الخاصة، ثمَّ بدخول الجنَّة، كما قال الله تعالي:
﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [17].
*
ونُقل عن سعيد بن جبير[18] رحمه الله تعالي في تفسير هذه الآية: قَالَ: قُرِئَت عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴾ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ هَذَا حَسَنٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَا إِنَّ الْمَلَكَ سَيَقُولُ لَكَ هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ))[19].
*
ونقل أيضًا عَنِ الحَسَنِ رحمه الله تعالي فِي قَوْلِهِ: "﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾؛ الآية، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ قبْضَ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ اطْمَأَنَّتِ النَّفْسُ إِلَيْهِ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهَا، وَرَضِيَتْ عَنِ اللَّهِ وَرَضِيَ اللَّهُ عنها أمر بقبضها فأدخلها الجنَّةَ وجعلها من عباده الصالحين"[20].
*
ونقل أيضًا عَنْ زَيْد بْنِ أَسْلَمَ[21] رحمه الله تعالي: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾ قَالَ: "بُشِّرَتْ بِالْجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَعِنْدَ الْبَعْثِ وَيَوْمِ الْجَمْعِ"[22].
*
ونقل أيضًا عَنْ قَتَادَةَ رحمه الله تعالي في قوله: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾ قَالَ: "هَذَا الْمُؤْمِنُ اطْمَأَنَّ إِلَى مَا وَعَدَ اللَّهُ، ﴿ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴾ قَالَ: ادْخُلِي فِي الصَّالِحِينَ ﴿ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾" [23].
*
ونقل أيضًا عَن أَبِي صالح[24] رحمه الله تعالي في قوله: "﴿ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ ﴾ قَالَ: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ رُجُوعُهَا إِلَى رَبِّهَا خُرُوجُهَا مِنَ الدُّنْيَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ لَهَا: فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"[25].
*
ونقل عن عبدالله بن عمرو بن العاص[26] رضي الله عنهما في تفسير هذه الآيات:
"إِذَا تُوُفِّيَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ أَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلَكَيْنِ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِتُحْفَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ، فيقال لها: اخرجي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، اخْرُجِي إِلَى رَوح وريحان وربِّ عَنْكِ رَاضٍ، فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ مِسْكٍ وَجَدَهُ أَحَدٌ فِي أَنْفِهِ، وَالْمَلَائِكَةُ عَلَى أَرْجَاءِ السَّمَاءِ يَقُولُونَ: قَدْ جَاءَ مِنَ الْأَرْضِ رُوحٌ طَيِّبَةٌ وَنَسَمَةٌ طَيِّبَةٌ، فَلَا تَمُرُّ بِبَابٍ إِلَّا فُتِحَ لَهَا وَلَا بِمَلَكٍ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهَا، حَتَّى يُؤْتَى بِهَا الرَّحْمَنُ فَتَسْجُدُ، ثُمَّ يُقَالُ لِمِيكَائِيلَ: اذْهَبْ بِهَذِهِ فَاجْعَلْهَا مَعَ أَنْفُسِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ يُؤْمَرُ فَيُوَسَّعُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ وَسَبْعُونَ ذِرَاعًا طُولُهُ، وَيُنْبت له الرَّيحان، وإن كَانَ مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَفَاهُ نُورُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جُعِلَ لَهُ نُورُهُ مِثْلَ الشَّمْسِ فِي قَبْرِهِ، وَيَكُونُ مِثْلُهُ مِثْلَ الْعَرُوسِ يَنَامُ فَلَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ..." [27].
*
ويعرض مَقعده من الجنَّة عليه غُدوًّا وعَشيًّا - حتي يبعثه يوم القيامة - فيري ما أعدَّ الله له، كما روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ غُدْوَةً وَعَشِيًّا، إِمَّا النَّارُ وَإِمَّا الجَنَّةُ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ إِلَيْهِ))[28].
هذا فضل مِن الله على المؤمنين حيث تغشاهم رحمته في الحياة وعند الموت وبعد الممات.
اللهم! اجعلنا مِن الذين أنعمتَ عليهم في الحياة وعند الموت وبعد الممات.
إنك أرحم الراحمين.

[1] سورة النازعات: (2).
[2] معالم التنزيل للبغوي، (8/ 324).
[3] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 187).
[4] الفراء (144 207 هـ = 761 822 م)، هو: يحيى بن زياد بن عبدالله بن منظور بن مروان الأسلمي، الديلمي، الكوفي، مولى بني أسد (أو بني منقر)، أبو زكريا المعروف بالفراء، إمام الكوفيين، وأعلمهم بالنحو، واللغة، وفنون الأدب، فقيه عالم بالخلاف، متكلِّم يميل إلى الاعتزال، أخذ عن الكسائي، وعن يونس، وروى عن قيس بن الربيع، ومندل بن علي، وأخذ عنه سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم النمري وغيرهما، ومن تصانيفه: (معاني القرآن)، و(المصادر في القرآن)، و(كتاب اللغات)، و(كتاب الوقف والابتداء).
راجع: "سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي (10/ 118 121)، و"الأعلام"؛ للزركلي، (8/ 145 146).
[5] جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير الطبري، (24/ 187)، ومعاني القرآن؛ لأبي زكريا يحيى بن زياد بن عبدالله بن منظور الديلمي الفراء (المتوفى: 207هـ)، (3/ 230)، المحقق: أحمد يوسف النجاتي/ محمد علي النجار/ عبدالفتاح إسماعيل الشلبي، دار المصرية للتأليف والترجمة مصر، الطبعة: الأولى.
[6] أورده القرطبي ونسبه إلى ابن عباس؛ "الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (19/ 191).
[7] أورده القرطبي ونسبه إلى ابن عباس؛ "الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (19/ 191).
[8] أبو الليث السمرقندي (؟ 373 هـ = ؟ 983 م)، هو: نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي، أبو الليث، الملقب بإمام الهدى: علَّامة، من أئمة الحنفية، من الزهَّاد المتصوفين، له تصانيف نفيسة، منها (تفسير القرآن) وهو غير كبير، (البستان) و(خزانة الفقه) و(تنبيه الغافلين).
راجع: "سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (16/ 322 323)، و"الأعلام"؛ للزركلي (8/ 27).
[9] "بحر العلوم"؛ لأبي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الفقيه الحنفي، (3/ 519)، عدد الأجزاء: (3)، دار الفكر بيروت، تحقيق: د. محمود مطرجي.
[10] سورة النازعات: (4).
[11] مقاتل (مات قبل 150 هـ)
هو: مقاتل بن حيان، أبو بسطام النبطي البلخي الخراساني الخراز، أحد الأعلام، وثَّقه يحيى بن معين وأبو داود وغيرهما، روى عن الضحاك ومجاهد وعكرمة والشعبي وغيرهم، وروى عنه أخوه مصعب بن حيان وعلقمة بن مرثد وعبدالله بن المبارك وآخرون، هرب أيام أبي مسلم إلى كابل، دعا خلقًا إلى الإسلام فأسلموا، مات بكابل.
راجع: "سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (6/ 341).
[12] "الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (19/ 193)، و"معالم التنزيل"؛ للبغوي، (8/ 325)، و"الكشف والبيان"؛ لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري، (10/ 124)، دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان (1422 هـ 2002 م)، الطبعة: الأولى، عدد الأجزاء (10)، تحقيق: الإمام أبي محمد بن عاشور، مراجعة وتدقيق الأستاذ نظير الساعدي.
[13] ابن مسعود (؟ 32 هـ = ؟ 653 م)، هو: عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبدالرحمن من أهل مكة، من أكابر الصحابة فضلًا وعقلًا، ومن السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهدَ كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان ملازمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أقرب الناس إليه هديًا ودلًّا وسَمتًا، أخذ من فِيه سبعين سورة لا ينازِعُه فيها أحد، بعثه عمر إلى أهل الكوفة ليعلِّمهم أمور دينهم، له في الصحيحين 848 حديثًا.
راجع: "الإصابة في تمييز الصحابة"؛ لابن حجر، (4/ 233 235)، و"الإعلام"؛ للزركلي، (4/ 137).
[14] نفس المصادر.
[15] عبادة بن الصامت (38 ق هـ 34 هـ = 586 654 م)، هو: عبادة بن الصامت بن قيس، أبو الوليد، الأنصاري الخزرجي، صحابي، من الموصوفين بالورَع، شهد بدرًا، وقال ابن سعد: كان أحدَ النُّقباء بالعقبة، وآخَى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي مرثد الغنوي، وشهد المشاهدَ كلها بعد بدر، وقال ابن يونس: شهد فتْحَ مصر، وهو أول مَن وَلي القضاءَ بفلسطين، مات بالرملة أو بيت المقدس، روى 181 حديثًا، اتَّفق البخاري ومسلم على ستة منها، وكان من سادات الصحابة.
راجع: "الإصابة في تمييز الصحابة"؛ لابن حجر العسقلاني، (3/ 624 626)، و"سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (2/ 5 11)، و"الأعلام"؛ للزركلي، (3/ 285).
[16] متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه، واللفظ له، في كتاب الرقاق، بَابٌ: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، رقم الحديث: (6507)، (8/ 106)، وأخرجه مسلم في صحيحه، عن عائشة، في كتاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، بَابُ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، رقم الحديث: (2684)، (4/ 2065).
[17] سورة الفجر: (27 - 30).
[18] سعيد بن جبير (45 95 هـ = 665 714 م)، هو: سعيد بن جبير الأسدي، بالولاء، الكوفي، أبو عبدالله: تابعي، كان أعلمهم على الإطلاق، وهو حبشي الأصل، من موالي بني والبة بن الحارث من بني أسد، أخذ العلمَ عن عبدالله بن عباس وابن عمر، ثم كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه، قال: أتسألونني وفيكم ابن أم دهماء؟ يعني سعيدًا، ولما خرج عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث على عبدالملك بن مروان، كان سعيد معه إلى أن *** عبدالرحمن، فذهب سعيد إلى مكة، فقبض عليه واليها (خالد القسري) وأرسله إلى الحجاج، ف***ه بواسط، قال الإمام أحمد بن حنبل: قَتل الحجَّاجُ سعيدًا وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه، وثَّقه ابن معين، وخرج له مسلم.
راجع: "سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (4/ 321 343) و"الأعلام"؛ للزركلي، (3/ 93).
[19] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 424)، و"تفسير القرآن العظيم"؛ لأبي محمد عبدالرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ)، (10/ 3429 3430)، المحقق: أسعد محمد الطيب، مكتبة نزار مصطفى الباز المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثالثة 1419 هـ، و"الكشف والبيان عن تفسير القرآن"؛ للثعلبي، (10/ 204)، و"تفسير القرآن العظيم"؛ لابن كثير، (8/ 400، 401)، والدر المنثور، عبدالرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى:911هـ)، (8/ 513)، دار الفكر بيروت، عدد الأجزاء: (8)، و"الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (20/ 58).
[20] أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره "تفسير القرآن العظيم"، رقم الحديث: (19294)، (10/ 3430 3431)، و"الدر المنثور"؛ للسيوطي (8/ 514)، و"الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (20/ 58).
[21] زيد بن أسلم (؟ 136 هـ = ؟ 753 م)، هو زيد بن أسلم العدوي العمري، مولاهم، أبو أسامة أو أبو عبدالله: فقيه مفسِّر، من أهل المدينة، كان مع عمر بن عبدالعزيز أيام خلافته، واستقدمه الوليد ابن يزيد، في جماعة من فقهاء المدينة، إلى دمشق، مستفتيًا في أمر، وكان ثِقة، كثيرَ الحديث، له حلقة في المسجد النبوي، وله كتاب في (التفسير) رواه عنه ولده عبدالرحمن.
راجع: "سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (5/ 316 317)، و"الأعلام"؛ للزركلي، (3/ 56 57).
[22] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 424)، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره "تفسير القرآن العظيم"، رقم الحديث: (19298)، (10/ 3431)، و"الدر المنثور"؛ للسيوطي (8/ 515)، و"الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (20/ 58).
[23] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 423)، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره "تفسير القرآن العظيم"، رقم الحديث: (19296)، (10/ 3431)، و"الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (19/ 191).
[24] أبو صالح (؟ نحو 121 هـ) والله أعلم، هو: باذان أو باذام، حدَّث عن مولاته أم هانئ، وأخيها علي، وأبي هريرة، وابن عباس، حدَّث عنه أبو قلابة، والأعمش، والسدي، ومحمد بن السائب الكلبي، ومحمد بن سوقة، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، وعمار بن محمد، وهو آخر من روى عنه، قال يحيى بن معين: ليس به بأس، وإذا حدَّث عنه الكلبي فليس بشيء، وقال يحيى القطان: لم أرَ أحدًا من أصحابنا تركه، وقال ابن عدي: عامَّة ما يرويه تفسير، قَلَّ ما له من المسند، وقال النسائي: ليس بثقة، كذا عندي، وصوابه بقوي، فكأنها تصحَّفتْ، فإن النسائي لا يقول: ليس بثقة في رجل مخرج في كتابه، وهذا الرجل من طبقة السمان، لكنَّه عاش بعده نحوًا من عشرين سنة.
راجع: طبقات ابن سعد، (5/ 302)، و"ميزان الاعتدال في نقد الرجال"؛ للذهبي (1/ 266)، و"سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي (5/ 38).
[25] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 424)، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره "تفسير القرآن العظيم"، رقم الحديث: (19295)، (10/ 3431)، و"معالم التنزيل في تفسير القرآن"؛ للبغوي، (5/ 253)، و"الدر المنثور"؛ للسيوطي (8/ 514)، و"الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (19/ 191).
[26] عبدالله بن عمرو (7 ق هـ 65 هـ = 616 684 م)، هو: عبدالله بن عمرو بن العاص، أبو محمد، صحابي قرشي، أسلَم قبل أبيه، قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نِعم أهل البيت عبدالله وأبو عبدالله وأم عبدالله))، كان مجتهدًا في العبادة غزيرَ العلم، وكان أكثر الصحابة حديثًا، وروى عن عمر وأبي الدرداء وعبدالرحمن بن عوف وغيرهم من الصحابة، وحدَّث عنه بعضُ الصحابة وعدد كثير من التابعين، استأذن النبيَّ صلى الله عليه وسلم في كتابة ما كان يسمعه منه فأذن له، فكتب، وكان يسمِّي صحيفته تلك (الصادقة).
راجع: "الإصابة في تمييز الصحابة"؛ لابن حجر العسقلاني، (4/ 192 193)، و"سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي (3/ 79 94)، و"الأعلام"؛ للزركلي، (4/ 111).
[27] أورده البغوي في تفسيره "معالم التنزيل في تفسير القرآن"، (5/ 253)، وأورد الواحدي بعضًا منه في تفسيره الوسيط في تفسير القرآن المجيد، (4/ 487)، تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبدالموجود، الشيخ علي محمد معوض، الدكتور أحمد محمد صيرة، الدكتور أحمد عبدالغني الجمل، الدكتور عبدالرحمن عويس، قدَّمه وقرظه: الأستاذ الدكتور عبدالحي الفرماوي، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، الطبعة: الأولى، 1415 هـ 1994 م، عدد الأجزاء: (4)، و"الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (20/ 58).
[28] أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الرقاق، بَابٌ سكرات الموت، رقم الحديث: (6515)، (8/ 107).

محمد طاهر عبدالظاهر

Mr. Bayoumy Ghreeb 13-10-2017 09:05 PM

كل الشكر و التقدير لحضرتك علي هذا الجهد استاذنا الفاضل


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:52 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.