بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   مصر بين الماضى و الحاضر (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=569)
-   -   الأئـمــــــــة الفـقـهـــــــاء (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=597152)

Mr. Hatem Ahmed 27-04-2014 09:49 AM

الأئـمــــــــة الفـقـهـــــــاء
 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الْحَمدُ للهِ الَّذِي رَفَع قَدْر العُلمَاء، وجَعَلَهم بِمَنْزِلَة النُّجُوم فِي السَّمَاء، أَحْمَدُه



عَلَى مَا أَسْبَغ مِن
النَعْمَاء
وأَجْزَل مِن الْعَطَاء،

وَأشْهدُ أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شَريك لَه، المُتَفَرِّد بِالعَظَمَة والكِبْرِيَاء،

وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبْدُه وَرَسُولُه



إِلَى جَمِيع مَن يسْتَقلّ عَلَى الغَبْرَاء وَيسْتَظِلّ بِالخَضْرَاء،

صَلَوَات الله عَلَيْهِ وَسَلَامه دَائِماً مُسْتَمِراً مَا اخْتَلَط الظَّلام بِالضِّيَاء

وَمَا انْفَلق الإِصْبَاح عَن غُرَّة
النَّهَار، وأَعلَن الدَّاعِي بِالنِّدَاء،

وَرَضيَ اللهُ عَن الصَّحَابَة البَرَرَة الأَتْقِيَاء،



وَبـعـــــد،،،



فَهَذَا مُخْتَصَر نَفِيس لِتَرَاجِم الأَئِمَّة الفُقَهَاء مِن لَدُن التَّابِعِين فَمْن بَعدهم،



اقْتَصِرُ فِيهِ عَلَى مَنْ شَاعَ اِسْمُه واشْتَهَر ذِكْرُه عَبْر الأَزْمَان والأَعْصَار، وَكَان



مَرجِعاً لِأبْنَاءِ وَقْتِهِ فِي أَحْكَامِ الحَلاَل والحَرَام، وَاحْتَاجَ كَثِيرٌ مِن النَّاس إِلَى



مَعرِفَة حَالِه، وذَلِك وَفْقاً لِأقْدَمِيّة وَفِيّاتِهِم.



سَائِلاً المَوْلَى عَزَّ وجَلّ أَنْ يَجعَل هَذَا العَمَل خَالِصاً لِوَجْهِهِ
الكَرِيم،

وأنْ يَنْفَعنا بِهِ وإِيَّاكُم، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ


وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ أَجْمَعِين.

---------

كَتَبَـــهُ/ حَاتِم أَحمَد

Mr. Hatem Ahmed 27-04-2014 09:56 AM


(1) عَـلْـقَـمَـــةُ بـنُ قَــيْـس الـنَّـخَـعِــــيُّ

هُـــــو: عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَالِكِ بنِ عَلْقَمَةَ بنِ سَلاَمَانَ بنِ كُهَيْلِ بنِ بَكْرِ بنِ عَوْفٍ، أَبُو شِبْلٍ النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، المُجْتَهِدُ، فَقِيْهُ الكُوْفَةِ وعَالِمُهَا

كَانَ مِن المُخَضْرَمِيْن الَّذِين عَاصَرُوا الإِسْلاَم والجَاهِلِيّة، وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ولَم يَرَه، وهَاجَرَ فِي
طَلَبِ العِلْمِ، ونَزَلَ الكُوْفَة، ولاَزَمَ ابْنَ مَسْعُوْدٍ وتَفَقَّهَ بِهِ، حَتَّى رَأَسَ فِي العِلْمِ والعَمَلِ، وتَفَقَّهَ بِهِ العُلَمَاءُ، وبَعُدَ صِيتُه، وتَصَدَّى لِلإِمَامَةِ والفُتْيَا بَعْد عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وعَبْد اللَّهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ.


وكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِابْنِ مَسْعُوْدٍ فِي هَدْيِهِ وسَمْتِهِ وكَانَ مِن أَعلَم النَّاس بِهِ، وكَانَ يَخْتِم القُرْآنَ فِي خَمْس لَيَالٍ، وكَانَ طَلَبَتُهُ يَسْأَلُوْنَهُ ويَتَفَقَّهُوْنَ بِهِ والصَّحَابَةُ مَوْجُوُدُن.

- قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ: "مَا أَقْرأُ شَيْئاً ولاَ أَعلَمُهُ إِلاَّ وعَلْقَمَة يَقْرَؤُه ويَعلَمُه".

وَفَـاتُـــهُ: مَاتَ عَلْقَمَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْن وسِتِّيْن (62 هــ) بِالْكُوفَة، وقَد عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً (90)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.



Mr. Hatem Ahmed 27-04-2014 10:05 AM


(2) مَـسْـــرُوْقُ بْـنُ الأَجْـــــدَع

هُـــــوَ: مَسْرُوْقُ بنُ الأَجْدَعِ بنِ مَالِكِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرِّ بنِ سَلْمَانَ بنِ مَعْمَرٍ، أَبُو عَائِشَةَ الوَادِعِيُّ، الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيه، مِن كِبَارِ التَّابِعِيْنَ، ومِن المُخَضْرَمِيْنَ الَّذِيْنَ أَسْلَمُوا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولَم يَلْقُوه، وصَلَّى خَلْف أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق، وكَانَ مِن أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُود الَّذِيْنَ يُقْرِئُوْنَ وَيُفْتُوْنَ.

وكَانَ مِن العُبَّاد، يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، وكَانَ مِن المُجاَهِدِين، شَهٍدَ القَادِسِيَّةِ وشُلَّتْ يَدُهُ يَوْمَئِذ، وكَانَ لاَ يَأْخُذُ عَلَى القَضَاءِ أَجْراً وَيَقرَأُ هَذِهِ الآيَـةَ: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}. (سورة التَّوْبَةُ، الآيَة: 111)

وسَبَب تَسْمِيَتُهُ بِمَسْرُوْق: لِأنَّه كَانَ قَد سُرِقَ وَهُوَ صَغِيْرٌ ثُمَّ وُجِدَ، فَسُمِّيَ بِذَلِك.

شَهِدَ مَسْرُوْقُ صِفِّيْنَ، فَوَعَظَ، وخَوَّفَ، ولَمْ يُقَاتِـلْ، فَكَانَ إِذَا قِيْلَ لَهُ: أَبْطَأْتَ عَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ مَشَاهِدِهِ؟!
فَيَقُوْلُ: "أَرَأَيْتُم لَوْ أَنَّهُ حِيْنَ صُفَّ بَعْضُكُم لِبَعْضٍ، فَنَزَلَ بَيْنَكُم مَلَكٌ فَقَالَ: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيْماً}. (النِّسَاءُ: 29)، أَكَانَ ذَلِكَ حَاجِزاً لَكُم؟"
قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: "فَوَاللهِ لَقَدْ نَزَلَ بِهَا مَلَكٌ كَرِيْمٌ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإِنَّهَا لَمُحْكَمَةٌ مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ".

مِن أَقْــوَالِـــــهِ:

-
قَالَ مَسْرُوْقٌ: كَفَى بِالمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللهَ تَعَالَى، وَكَفَى بِالمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعَمَلِهِ.

-
وقَالَ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُرْغَبُ فِيْهِ، إِلاَّ أَنْ نُعَفِّرَ وُجُوْهَنَا فِي التُّرَابِ، وَمَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إِلاَّ السُّجُوْدِ للهِ تَعَالَى.

-
وقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ عِلْمَ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ، وَعِلْمَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَلْيَقْرَأْ سُوْرَةَ الوَاقِعَة.

-
وقَالَ: لأَنْ أُفْتِيَ يَوْماً بِعَدْلٍ وَحَقٍّ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَغْزُوَ سَنَةً.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ مَسْرُوْقٌ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ (63 هـ)؛ رَحِمَه اللهُ تَعَالَى.



Mr. Hatem Ahmed 27-04-2014 10:10 AM


(3) عَـبِـيْـــدَةُ بـنُ عَمْـــرٍو السَّـلْمَـانِـــــيُّ

هُـــوَ: عَبِيْدَةُ بنُ عَمْرٍو السَّلْمَانِيُّ المُرَادِيُّ، أَبُو عَمْرٍو الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، المُقْرِئ، المُخَضرَمُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ

أَسْلَمَ فِي عَامِ فَتْحِ مَكَّةَ، بِأَرْضِ اليَمَنِ، ولاَ صُحْبَةَ لَهُ، لاَزَمَ عَبْدَ اللهِ بْن مَسعُودٍ فَتَفَقَّه بِهِ وقَرأَ عَلَيْهِ القُرآنَ، وكَانَ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي عِلْمِ الْقَضَاءِ.


وَفَـاتُـــهُ: تُوُفِّيَ عَبِيدَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ (72هـ)، وصَلَّى عَلَيْهِ الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ.


Mr. Hatem Ahmed 27-04-2014 10:12 AM


(4) الأَسْـــوَدُ الـنَّـخَـعِـــــيُّ

هُـــوَ: الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ أَبُو عَمْرٍو النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيهُ، العَابِدُ، الزَّاهِدُ، المُخَضْرَمُ، الصَوَّامُ، القَوَّامُ، الحَجَّاجُ

كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ، وفِي غَيْرِ رَمَضَانَ يَخْتِمُه فِي كُلِّ سِتِّ لَيَالٍ، وحَجَّ واعْتَمَرَ ثَمَانِيْنَ مَرَّة، وصَامَ الدَّهْرَ.

صَحِبَ عَبدْ اللهِ بْنِ مَسعُودٍ ولاَزَمه وتَفَقَّه بِهِ، حَتَّى صَارَ وَاحِداً مِن كِبَار فُقَهَاء الكُوفَة ومُفْتِيها.

كَانَ الأَسْوَدُ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، يَصُومُ حَتَّى يَصْفَرَّ جَسَدُهُ، فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ فَقَالَ: "ومَالِي لَا أَجْزَعُ، ومَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنِّي؟! واللَّهِ لَوْ أُتِيتُ بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ لَهَمَّنِي الْحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا صَنَعْتُ، إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ الذَّنْبُ الْعَظِيمُ، فَيَعْفُو، فَلَا يَزَالُ مُسْتَحْيِيًا مِنْهُ حَتَّى يَمُوتَ".

وفَـاتـــهُ: مَاتَ الأَسْوَدُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ (75 هـ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.


Mr. Hatem Ahmed 27-04-2014 10:16 AM

(5) شُـــرَيْـــــــح الـقَـاضِــــــيّ

هُـــو: شُرَيْحُ بنُ الحَارِثِ بنِ قَيْسِ بنِ الجَهْمِ الكِنْدِيُّ، أَبُو أُمَيَّةَ الكُوْفَيُّ، الإِمَامُ الفَقِيْهُ، الحُجَّة، المُخَضرَم، المُعَمَّر، الشَّاعِرُ، القَائِفُ، قَاضِي المِصْرَيْنِ (الكُوفَةَ والبَصرَة)، مِن كِبَار التَّابِعِين، وكَانَ مِن أَعلَم النَّاس بِالقَضَاء، ذَا فِطنَة وذَكَاء ومَعرِفَة وعَقْل ورَصَانَة. قَالَ لَهُ عَلِيُّ بْن أَبِي طَالِبٍ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ: أَنْتَ أَقْضَى العَرَب.

أَسْلَمَ شُرَيْحٌ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ولَم يَلقَه، وَانْتَقَلَ مِنَ اليَمَنِ زَمَنَ الصِّدِّيْق. وَلِيَ القَضَاءَ لِعُمَرَ، وَعُثمَانَ، وَعَلِىَّ، وَمُعَاوِيَةَ، وَيَزِيدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَلِعَبْدِ المَلِكِ، فَأَقَامَ قَاضِياً سِتِّينَ سَنَةً، وكانت فيه دُعَابَـة.
- دَخَل عَلَيْه أَحَدُ النَّاس يَوْماً فَقَال لَه:
أَيْن أَنْتَ أَصْلَحَكَ اللهُ؟
فَقَال: "بَيْنَك وبَيْن الحَائِط !!"
قَال: اِسْتَمِع مِنّي.
قَال: "قُلْ أَسْمَع".
قَالَ: إِنِّي رَجُل مِن أَهْل الشَّام.
قَال: "مَكَان سَحِيق!!"
قَال: تَزَوَّجتُ عِنْدَكُم.
قَال: "بِالرَّفَاءِ والبَنِين!!"
قَال: وأَرَدتُ أَن أُرَحِلّهَا.
قَال: "الرَّجُل أَحمَق بِأَهِلِه!!".
قَال: وشَرَطتُ لَهَا دَارَهَا،
قال: "الشَّرط أَمْلَك".
قَالَ: فَاحْكُم الآنَ بِيْنَنَا،
قَال: "قَد فَعَلتُ".
قَالَ: فَعَلَى مَنْ حَكَمْتَ؟
قَالَ: "عَلَى اِبْن أُمِّكَ!!".
قَال: بِشَهَادَة مَنْ؟
قَالَ: "بِشَهَادَة اِبْن أُخْت خَالتِك!!"

- واخْتَصَمَتْ أُمٌّ وَجَدَةٌ إِلَى شُرَيْحٍ، فَقَالَتِ الْجَـدَّة:
أَبَا أُمَيَّةَ أَتَيْنَاكَ ... وَأَنْتَ الْمَرْءُ نَأْتِيهْ
أَتَاكَ ابْنِي وَأُمَّاهُ ... وَكِلْتَانَا نُفَدِّيهْ
تَزَوَّجْتِ فَهَاتِيهِ ... وَلَا يَذْهَبْ بِكِ التِّيهْ
فَلَوْ كُنْتِ تَأَيَّمَتِ... لَمَا نَازَعْتِنِي فِيهْ
أَلَا يَا أَيُّهَا الْقَاضِي...هَذِي قِصَّتِي فِيهْ.
فَقَالَتِ الْأُمُّ:
أَلَا يَا أَيُّهَا الْقَاضِي ... قَدْ قَالَتْ لَكَ الْجَدَّهْ
وَقَوْلًا فَاسْتَمِعْ مِنِّي ... وَلَا تُبْطِرْنِي رَدَّهْ
أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْ إِبْنِي ... وَكِبْدِي حَمَلَتْ كَبِدَهْ
فَلَمَّا كَانَ فِي حِجْرِي ... يَتِيمًا ضَائِعًا وَحْدَهْ
تَزَوَّجْتُ رَجَاءَ الْخَيْرِ ... مَنْ يَكْفِينِي فَقْدَهْ
وَمَنْ يُظْهِرُ لِي وُدَّهْ ... وَمَنْ يَكْفُلُ لِي رِفْدَهْ
فَقَالَ شُـرَيْــح:
قَدْ فَهِمَ الْقَاضِي مَا قَدْ قُلْتُمَا ... وَقَضَى بَيْنَكُمَا ثُمَّ فَصَلْ
بِقَضَاءٍ بَيِّنٍ بَيْنَكُمَا ... وَعَلَى الْقَاضِيَ جَهْدٌ أَنْ عَقَلْ
قَالَ لِلْجَدَّةِ: بِينِي بِالصَّبِيِّ ... وَخُذِي إِبْنَكِ مِنْ ذَاتِ الْعِلَلْ
إِنَّهَا لَوْ صَبَرَتْ كَانَ لَهَا قَبْلَ ... دَعْوَاهَا تَبْغِيهَا الْبَدَلْ

ومِـــن أَقـوَالِـــــهِ:
-قَالَ شُرَيْحٌ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ. فَوَاللهِ، لا تَجِدُ فَقْدَ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ لِوَجْهِ اللَّهِ.
- وقَالَ: سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا حَقَّ مَنْ نَقَصُوا، إِنَّ الظَّالِمَ يَنْتَظِرُ الْعِقَابَ، وَإِنَّ الْمَظْلُومَ يَنْتَظِرُ النَّصْرَ.
- وَقَالَ: إِنِّي لأُصَابُ بِالمُصِيْبَةِ، فَأَحْمَدُ اللهَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، أَحْمَدُ إِذْ لَمْ يَكُنْ أَعْظَمَ مِنْهَا، وَأَحْمَدُ إِذْ رَزَقَنِي الصَّبْرَ عَلَيْهَا، وَأَحْمُدُ إِذْ وَفَّقَنِي لِلاسْتِرْجَاعِ لِمَا أَرْجُو مِنَ الثَّوَابِ، وَأَحْمَدُ إِذْ لَمْ يَجْعَلْهَا فِي دِيْنِي.

وَفَـاتُــــهُ: تُوُفِّيَ شُرَيْح سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ (78 هـ) بِالْكُوفَة، وقَد عَاشَ مَائَة وَعَشْر سِنِيْن (110). رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى


Mr. Hatem Ahmed 28-04-2014 01:19 AM


(6) ابـْــنُ أَبِـــي لَـيْــلَـــى الأَنْصَـــــارِيّ

هُـــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى (واسْمُهُ: يَسَار) أَبُو عِيْسَى الأَنْصَارِيُّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الفَقِيْهُ، الحَصِيفُ، النَّجِيبُ،



مِنَ أَكَابِر تَابِعِي الكُوفَة وفُقَهَائِهَا، أَدرَكَ عِشْرِيْن وَمائَة (120) مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


وقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب ولاَزَمَه وتَفَقَّه بِهِ، وشَهِدَ مَعَه وَقْعَة الجَمَل الشَّهِيرَة، وكَانَت الرَّايَة مَعَه، وشَهِدَ مَعَه أَيْضاً النَّهْرَوَانَ.


مَـوْلِـــدُه: وُلِدَ فِي خِلاَفَة أَبِي بَكْر الصِّدِّيْق؛ وَقِيْلَ: بَلْ وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عُمَر بْن الخَطَّاب، فَاللهُ أَعلَم.


كَانَابنُ أَبِي لَيْلَى إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ، فَتَحَ المُصْحَفَ وَقَرَأَ فِيِه حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. وقَد اسْتَعْمَلَه الحَجَّاجَ عَلَى القَضَاءِ، ثُمَّ عَزَلَـهُ.


- قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْن الحَارِث الهَاشِمِىّ: مَا وَلَدَت النِّسَاءُ مِثْلَ ابْن أَبي لَيْلَى.


- وقَال عَبْد المَلِك بْن عُمَير اللَّخْمِيُّ: لَقَد رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَن بْن أَبي لَيْلَى فِي حَلَقَة فِيهَا نَفَرٌ مِن أَصحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَسْتَمِعُون لِحَدِيِثِه ويَنْصِتُون لَهُ.


وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ غَرَقاً بنَهْرِ الفُرَاتِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَمَانِيْنَ (82 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.

Mr. Hatem Ahmed 28-04-2014 09:26 AM


(7) قَـبـِيْـصَـــــةُ بْـنُ ذُؤَيْـــــبِ

هُـــــوَ: قَبِيْصَةُ بنُ ذُؤَيْبِ بنِ حَلْحَلَةَ أَبُو سَعِيْدٍ الخُزَاعِيُّ المَدَنِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الفَقِيْهُ، الوَزِيْرُ، كَاتِب عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَان.

مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ عَامَ فَتْحِ مَكَّة، سَنَةَ ثَمَانٍ (8 هــ).

- قَالَ عَنْهُ مَكْحُوْل الشَّامِيّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ قَبِيْصَةَ.
- وقَالَ عَامِر الشَّعْبِيِّ: كَانَ قَبِيْصَةُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِقَضَاءِ زَيْدِ بنِ ثَابِت.
- وقَالَ ابْن شِهَاب الزُّهْرِيّ: كَانَ قَبِيْصَةُ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ.

وَفَـاتُـــــه: تُوُفِّيَ قَبِيْصَةُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ (86 هــ)، وقَد بَلَغ ثَمَان وسَبْعِين سَنَة (78). رَحِمَهُ الله

Mr. Ali 1 28-04-2014 12:41 PM




جزاك الله خيرا وبارك فيك أ/ حاتم علي هذا الموضوع الجيد .

جعله المولي عز وجل في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالي

خالص تحياتي







Mr. Hatem Ahmed 29-04-2014 12:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mr. Ali 1 (المشاركة 5834885)


جزاك الله خيرا وبارك فيك أ/ حاتم علي هذا الموضوع الجيد .

جعله المولي عز وجل في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالي




وجزاك يا أ/ علي

دايماً منوّرني في مواضيعي

Mr. Hatem Ahmed 30-04-2014 01:52 AM



(8) أَبُـــو الـشَّـعْـثَـــــاءِ الأَزْدِيُّ

هُـــــوَ: جَابِرُ بنُ زَيْدٍ الأَزْدِيُّ اليَحْمَدِيُّ البَصْرِيُّ الخَوْفِيُّ، (وَالخَوْف: مَوْضِع فِي عُمَان). الإِمَامُ الفَقِيه، كَانَ عَالِم أَهْلِ البَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ ابْنِ عَبَّاس.

- قَالَ عَنْهُ ابْنُ عَبَّاس: لَوْ أَنَّ أَهْلَ البَصْرَةِ نَزَلُوا عِنْدَ قَوْلِ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، لأَوْسَعَهُم عِلْماً عَمَّا فِي كِتَابِ اللهِ.
- وقَالَ ابنُ عُمَر: جَابِر، مِن فُقَهَاء أَهْل البَصْرَة.
- وقَالَ عَمْرو بنِ دِيْنَار: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ أَبِي الشَّعْثَاء.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ أَبُو الشَّعْثَاءِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْن (93 هــ).

Mr. Hatem Ahmed 30-04-2014 01:54 AM


(9) سَـعِـيـــــــدُ بْـــنُ الْـمُـسَـيِّـــــــبِ

هُـــــوَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ الْمَخْزُومِيُّ، أَبُو مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَام المَشْهُور، فَقِيْهُ الفُقَهَاءِ، المُقَدَّم فِي الفَتْوَى فِي عَصرِه، وَكَانَ يُسَمَّى رَاوِيَة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، لِأَنَّه كَانَ أَحفَظ النَّاس لِأَحكَامِهِ وأَقْضِيَتِهِ، وكَانَ أَعْلَم النَّاس بِأَبِي هُرَيْرَة، وزَوْج ابْنَته. مَا كَان أَحَدٌ فِي التَّابِعين أَعْلَمُ بِكُلِ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُلّ قَضَاءٍ قَضَاهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكُل قَضَاءٍ قَضَاهُ عُمَرُ، وَكُل قَضَاءٍ قَضَاهُ عٌثْمَانُ، مِنْه، ومَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا وهُوَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُهَا لاَ تَفُوتُه التَّكْبِيرَة الأُولَى!!! وحَجَّ أَرْبَعِينَ حَجَّـةً!!!

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَعِيد سَنَة خَمْس عَشَرة (15 هــ). وكَانَ مِنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ فِقْهًا وَدِينًا وَوَرَعًا وَعِلْمًا وَعِبَادَةً وَفَضْلا، وكَانَ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا، وكَانَ ذَا هَيْبَة ووَقَار، ما كَانَ إِنْسَانٌ يَجْتَرِئُ عَلَى أَنْ يَسْأَلَه عَنْ شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُ كَمَا يَسْتَأْذِنُ الْأَمِيرُ، وكَانَ يُفْتِي وَالصَّحَابَةُ يَوْمِئِذٍ أَحْيَـاء.

أَوْلاَدُهُ: مُحَمَّد وإِلْيَاس وسَعِيد ومَرْيَم وفَاخِتَة وأُمُّ عُثْمَان وأُمُّ عَمْرٍو.

- قَالَ عَنْهُ عَبدُ اللهِ بْن عُمَرَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ: سَعِيد؛ أَحَد المُفْتِين.
- وَقَالَ زَيْن العَابِدِين: سَعِيد؛ أَعْلَمُ النَّاسِ، وَأَفْقَهُهُم فِي رَأْيِهِ.
- وَقَالَ القَاسِمُ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر: سَعِيدٌ؛ سَيّدنَا وَعَالِمنَا.
- وَقَال قتادة بن دعامة: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ أَعَلَم بِالحَلاَل والحَرَام مِن سَعِيد بْن المُسَيِّب.
- وَقَال مَكْحُول الشَّامِيّ: طُفْتُ الأَرضَ كُلّها فِي طَلَبِ العِلْم، فَمَا لَقِيتُ أَعَلَم مِن سَعِيد بْن المُسَيَّب، وهُوَ عَالِمُ الْعُلَمَاء.

مِـن أَقْـــوَالِـــــهِ:
- قَالَ سَعِيد بْن المُسَيِّب: مَا أَيِسَ الشَّيْطَانُ مِنْ شَيْءٍ إلَّا أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاء.
- وقَالَ: مَا أَكْرَمَت الْعِبَادُ أَنْفُسَهَا بِمِثْلِ طَاعَةِ اللَّهِ، وَلَا أَهَانَتِ الْعِبَادُ أَنْفُسَهَا بِمِثْلِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَكَفَى بِالْمُؤْمِنِ نُصْرَةٌ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَدُوَّهُ يَعْمَلُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ.
- وَقَالَ: لَا تَقُولُوا مُصَيْحِفٌ وَلَا مُسَيْجِدٌ، مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ عَظِيمٌ حَسَنٌ جَمِيلٌ.
- وَقَالَ: لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُرِيدُ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ حِلِّهِ، يُعْطِي مِنْهُ حَقَّهُ، وَيَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ، وَيَصِلُ مِنْهُ رَحِمَهُ، وَيُؤَدِّي مِنْهُ أَمَانَتَهُ، وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ.
- وَقَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ فَضِيحَةَ عَبْدٍ، أَخْرَجَهُ مِنْ تَحْتِ كَنَفِهِ، فَبَدَتْ لِلنَّاسِ عَوْرَتُهُ.
- وَقَالَ: قِلَّةُ العِيَالِ أَحَدُ اليُسْرَيْن.

عِـــزَّةُ نَـفْـسِـــهِ:
- كَانَ سَعِيدُ بْن المُسَيِّبِ لاَ يَقْبَلُ شَيْئاً مِنْ أَحَدٍ. فكَانَ لَهُ فِي بَيْتِ المَالِ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، عَطَاؤُهُ. وَكَانَ يُدْعَى إِلَيْهَا، فَيَأْبَى، وَيَقُوْلُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهَا!!!
- وَفِي يَـــوْمٍ... قَدِمَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ (الخَلِيفَة) المَدِيْنَةَ, فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: انْظُرْ, هَلْ فِي المَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ حُدَّاثِنَا (يِعنِي: مِن أَتْبَاعِنا)؟ فَخَرَجَ، فَإِذَا سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ فِي حَلْقَتِهِ, فَقَامَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ, ثُمَّ غَمَزَهُ, وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِأُصْبُعِهِ، ثُمَّ وَلَّى. فَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَعِيْدٌ. فَقَالَ الحَاجِب: لاَ أُرَاهُ فَطِنَ. فَجَاءَ وَدَنَا مِنْهُ ثُمَّ غَمَزَهُ وَقَالَ: أَلَمْ تَرَنِي أُشِيْرُ إِلَيْكَ؟
قَالَ وَمَا حَاجَتُكَ؟
قَالَ أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ.
فَقَالَ: إِلَيَّ أَرْسَلَكَ؟
قَالَ: لاَ, وَلَكِنْ قَالَ: انْظُرْ بَعْضَ حُدَّاثِنَا، فَلَمْ أَرَى أَحَداً أَهْيَأَ مِنْكَ.
فقَالَ: اذْهَبْ فَأَعْلِمْهُ أَنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِهِ.
فَخَرَجَ الحَاجِبُ وَهُوَ يَقُوْلُ: مَا أَرَى هَذَا الشَّيْخَ إلَّا مَجْنُوْناً!! وَذَهَبَ فَأَخْبَرَ عَبْدَ المَلِك، فَقَالَ: ذَاكَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، فَدَعْـهُ.

وَفَـــاتُـــــه: مَاتَ سَعِيدٌ سَنَة أَربَعٍ وتِسْعِين (94 هــ)، ولَهُ تِسْع وسَبْعُون سَنَة (79). رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى

Mr. Hatem Ahmed 01-05-2014 03:31 AM


(
10) زَيْـــــــــنُ الـعَــــابِـــــدِيْــــــــــــن

هُـــــوَ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، أَبُو الحَسَن، وَقِيلَ: أبُو الحُسَيْن، السَّيِّدُ، الإِمَامُ، الفَقِيهُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، السَّخِيُّ، التَّقِيُّ، النَّقِيُّ، الوَرِعُ، زَيْنُ العَابِدِيْنَ الهَاشِمِيُّ، القُرَشِيُّ، العَلَوِيُّ، المَدَنِيُّ. كَانَ يُسَمَّى: زَيْن العَابِدِيْن؛ لِعِبَادَتِهِ. فكَانَ يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَ رَكْعَة!!!

مَـوْلِـــــدُه
: وُلِدَ زَيْن العَابِدِين فِي خِلافة جدِّه (عَلِيّ) سَنَة ثَمَانٍ وثَلاَثِين (38هـ). وكَان مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ البَيْتِ وَأَفَاضِل بَنِي هَاشِمٍ وَعُبَّادِ المَدِينَةِ.

أَوْلاَدُهُ
: مُحَمَّد أَبُو جَعْفَر الْفَقِيه، وسُلَيْمَان والْقَاسِم وعُمَر وعَلِيّ والْحَسَن والْحُسَيْن وحُسَيْن الْأَصْغَر وزَيْد وعَبْدُ اللَّه وخَدِيجَةَ وفَاطِمَة ومُلَيْكَة وعُلَيَّة وحَسَنَة.
- قَالَ عَنْه سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ: مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنْهُ.
- وقَالَ عَنْه الزُهْرِيِّ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِياً أَفَضْلَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَفْقَهَ مِنْه.
- وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ المَدَنِيُّ: مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيّاً أَفْقَهَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ.
- وَقَالَ مَالِكٌ الإِمَام: لَمْ يَكُنْ فِي أَهْلِ البَيْتِ مِثْلُهُ.

تَــوَاضُعُـــــه:
- كَانَ عَلِيُّ بن الحُسَيْنِ يَحْمِلُ الخُبْزَ بِاللَّيْلِ عَلَى ظَهْرِهِ، يَتْبَعُ بِهِ المَسَاكِيْنَ فِي الظُّلْمَةِ!! فلَمَّا مَاتَ، وَجَدُوا بِظَهْرِهِ أَثَراً مِمَّا كَانَ يَنْقُلُ الجُرْبَ بِاللَّيْلِ إِلَى مَنَازِلِ الأَرَامِلِ.
- وكَانَ يَدْخُلُ المَسْجِدَ، فَيَشُقُّ النَّاسَ حَتَّى يَجْلِسَ فِي حَلْقَةِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ. فَقَالَ لَهُ نَافِعُ بنُ جُبَيْر: غَفَرَ اللهُ لَكَ، أَنْتَ سَيِّدُ النَّاسِ، تَأْتِي تَتَخَطَّى حَتَّى تَجْلِسَ مَعَ هَذَا العَبْدِ؟!
فَقَالَ عَلِيُّ: العِلْمُ يُبْتَغَى وَيُؤْتَى وَيُطْلَبُ مِنْ حَيْثُ كَانَ.

كَـرَمُـــــهُ:
- دَخَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلَ مُحَمَّدٌ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟
قَالَ: عَلَيَّ دَيْنٌ.
قَالَ: وَكَمْ هُوَ؟
قَالَ: بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِيْنَارٍ.
قَالَ: فَهِيَ عَلَيَّ!!
- ولَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ، وَجَدُوْهُ يَعُوْلَ مائَةَ أَهْلِ بَيْتِ!!

هَـيْـبـَتُـــــه:
كَانَ لَهُ جَلاَلَةٌ عجِيْبَةٌ، وَحُقَّ لَهُ ذَلِكَ، لِشَرَفِهِ وَسُؤْدَدِهِ وَعِلْمِهِ وَكَمَالِ عَقْلِهِ. قَد اشْتَهَرَت قَصِيْدَةُ الفَرَزْدَق فِيِهِ: وذَلِك أَنَّ هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِك حَجَّ قُبَيْلَ وِلاَيَتِهِ الخِلاَفَةَ، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ اسْتِلاَمَ الحَجَرِ، زُوْحِمَ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ مِنَ الحَجَرِ، تَفَرَّقُوا عَنْهُ؛ إِجْلاَلاً لَهُ!!!
فَوَجَمَ (سَكَتَ مِن خَوْف) لَهَا هِشَامٌ، وَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَمَا أَعْرِفُهُ؟
فَأَنْشَأَ الفَرَزْدَقُ يَقُوْلُ:
هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ....وَالبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللهِ كُلِّهِمِ.......هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ
إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا..........إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانُ رَاحَتِهِ........رُكْنَ الحَطِيْمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ
يُغْضِي حَيَاءً، وَيُغْضَى مِنْ........مَهَابَتِهِ فَمَا يُكَلَّمُ إِلاَّ حِيْنَ يَبْتَسِمُ
هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ.....بِجَـدِّهِ أَنْبِيَاءُ اللهِ قَدْ خُتِمُــــوا
فَأَمَرَ هِشَامٌ بِحَبْسِ الفَرَزْدَقِ، فَحُبِسَ.
مِـنْ أَقـوَالِـــــهِ:

- قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْن: مَنْ قَنَعَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ فَهُوَ أَغْنَى النَّاس.
- وَقَالَ: صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ.
- وَقَالَ: فَقْدُ الأَحِبَّةِ غُرْبَة.
- وَقَالَ: يَا أَهْلَ العِرَاقِ، أَحِبُّوْنَاحُبَّ الإِسْلاَمِ، وَلاَ تُحِبُّوْنَا حُبَّ الأَصْنَامِ، فَمَا زَالَ بِنَا حُبُّكُم حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا شَيْناً.

ومِـنْ دُعَـائِـــــه:
- "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ أَنْ تُحَسِّنَ فِي لَوَائِحِ العُيُوْنِ عَلاَنِيَتِي، وَتُقَبِّحَ فِي خَفِيَّاتِ العُيُوْنِ سَرِيْرَتِي، اللَّهُمَّ كَمَا أَسَأْتُ وَأَحْسَنْتَ إِلَيَّ، فَإِذَا عُدْتُ، فَعُدْ عَلَيَّ".
- "اللَّهُمَّ لاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، فَأَعْجَزُ عَنْهَا، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى المَخْلُوْقِيْنَ، فَيُضَيِّعُوْنِي".

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِيَّ زَيْنُ العَابِدِين سَنَة أَربَعٍ وتِسْعِين (94هـ). رَحِمَه اللهُ تَعَالَى

Mr. Hatem Ahmed 05-05-2014 02:40 AM


(11) عُــــــــرْوَةُ بْـــنُ الـــزُّبَـــيْـــــــــــرُ

هُـــــو: عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ المَدَنِيُّ، الإِمَامُ الفَقِيْهُ، الصَّابِر العَابِد، عَالِمُ المَدِيْنَة، وأَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَة. فأبوه الزبير، أحد السابقين الأولين إلى الإسلام، وأَحَد العَشَرة المُبَشَّرِين بِالجَنَّة، وحَوَارِي الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، وابْن عَمَّته صَفِيَّة. وأُمُّه هِي: ذَات النِّطَاقَيْن أَسْمَاء بِنْت أَبِي بِكْر الصِّدِّيق رَضْيَ اللهُ عَنْهُمَا. وأُمُّ المُؤْمِنِيْنَ خَدِيجَة عَلَيْهَا السَّلاَمُ، عَمَّة أَبِيِه. وأُمّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَة رَضْيَ اللهُ عَنْهَا خَالَتُه؛ فَلاَزَمَها عُرْوَةُ وَتَفَقَّهَ بِهَا، وكَانَ يَصُوْمُ الدَّهْرَ، إِلاَّ يَوْمَي عِيد الفِطْرِ والأَضْحَى، ولَمْ يَدْخُلْ فِي شَيْءٍ مِنَ الفِتَن.

مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ عُرْوَة سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْن (23 هــ). اجْتَمَعَ فِي حِجْرِ الكَعبَة هُوَ وعَبدُ اللهِ بْنِ عُمَر وَعَبْدُ اللهِ بن الزُّبَيْر ومُصْعَبُ بن سَعد، فَقَالُوا: تَمَنَّوْا.
فَقَالَ عَبدُ اللهِ بْن عُمَرَ: أَتَمَنَّى المَغْفِرَة.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بن الزُّبَيْرِ: أَمَّا أَنَا، فَأَتَمَنَّى الخِلاَفَة.
وَقَالَ عُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ: أَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي العِلْم.
وَقَالَ مُصْعَب بْن سَعد: أَمَّا أَنَا، فَأَتَمَنَّى إِمْرَةَ العِرَاقِ، وَالجَمْعَ بَيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَة، وَسُكَيْنَةَ بِنْتِ الحُسَيْن.
فَنَالُوا مَا تَمَنَّوْا، وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ غُفِرَ لَهُ.

زَوْجَـاتُـــــه:
- سَوْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب.
- أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَد.
- أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّة.
- فَاخِتَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ.

أَوْلاّدُهُ: مُحَمَّد ويَحْيَى وأَبُو بَكْر وعُمَر وعُثْمَان وهِشَام وعَبْد اللَّه وعُبَيْد اللَّه ومُصْعَب وخَدِيجَة وأُمَّ كُلْثُوم وصَفِيَّة وعَائِشَة وأَسْمَاء وأُمَّ عُمَر وأُمَّ يَحْيَى.

مِـن أَقـوَالِـــــه:
- قَالَ هِشّامُ بنُ عُروَة: كَانَ أَبِي يَقُوْلُ لَنَا وَنَحْنُ شَبَابٌ: مَا لَكُم لاَ تَعَلَّمُوْنَ؟! إِنْ تَكُوْنُوا صِغَارَ قَوْمٍ يُوْشِكُ أَنْ تَكُوْنُوا كِبَارَ قَوْمٍ، وَمَا خَيْرُ الشَّيْخِ أَنْ يَكُوْنَ شَيْخاً وَهُوَ جَاهِلٌ.
- وَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَاعْلَمْ أَنَّ لَهَا عِنْدَهُ أَخَوَاتٍ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ تَدُلُّ عَلَى أُخْتِهَا. وَإِذَا رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَاعْلَمْ أَنَّ لَهُ عِنْدَهَا أَخَوَاتٍ، فَإِنَّ السَّيِّئَةَ تَدُلُّ عَلَى أُخْتِهَا.
- وَقَالَ: لِتَكُنْ كَلِمَتُكَ طَيِّبَةً، وَلْيَكُنْ وَجْهُكَ بَسْطًا، تَكُنْ أَحَبَّ إِلَى النَّاسِ مِمَّنْ يُعْطِيهِمُ الْعَطَاء.
- وَقَالَ: مَا بَرَّ وَالِدَهُ مَنْ شَدَّ الطَّرَفَ إِلَيْهِ. (يَعنِي: نَظَر إِلَيه بِقُوّة)
قُلْتُ (حَاتِم): رَحِمَكَ اللهُ مِن إِمَام، فَمَا تَقُول إِن أَدرَكْتَ زَمَانَنَا هَذَا، ورَأَيْتَ مَا يَفْعَلُه الأَبْنَاءُ مَعَ آبِائِهِم وأُمَّهَاتِهِم مِن سَبٍّ وضَربٍ وإِيذَاءٍ...؟!!

صَــبْـــــرُه:
قَالَ هِشَامٌ: وَقَعَتْ فِي رِجْلِ أَبِي الآكِلَةُ (مَرَض سَرَطَاني)، فَقِيْلَ: أَلاَ نَدْعُوْا لَكَ طَبِيْباً؟
قَالَ: إِنَّ شِئْتُم.
فَقَالُوا: نَسْقِيْكَ شَرَاباً يَزُوْلُ فِيْهِ عَقْلُكَ.
فَقَالَ: امْضِ لِشَأْنِكَ، مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ خَلْقاً يَشْرَبُ مَا يُزِيْلُ عَقْلَهُ حَتَّى لاَ يَعْرِفَ بِهِ.
فَوُضِعَ المِنْشَارُ عَلَى رُكْبَتِهِ اليُسْرَى فَقَطَعَهَا، فَمَا سَمِعْنَا لَهُ صَوْتاً!!!
فَجَعَلَ يَقُوْلُ: "لَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ، وَلَئِنْ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ". ثُمّ نَظَرَ إِلَى رِجْلِهِ فِي الطَّسْتِ، فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ أَنِّي مَا مَشَيْتُ بِكِ إِلَى مَعْصِيَةٍ قَطُّ".
وَقَالَ هِشَامٌ: وفِي ذَلِك اليَوْم... سَقَطَ أَخِي مُحَمَّدٌ مِنْ أَعْلَى سَطْحٍ فِي اصْطَبْلٍ، فَضَرَبَتْهُ الدَّوَابُّ بِقَوَائِمِهَا، فَقَتَلَتْهُ.
فَأَتَى عُرْوَةَ رَجُلٌ يُعَزِّيْه، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُعَزِّيْنِي بِرِجْلِي، فَقَدِ احْتَسَبْتُهَا.
قَالَ: بَلْ أُعَزِّيْكَ بِمُحَمَّدٍ ابْنِكَ.
قَالَ: وَمَا لَـهُ؟
فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَخَذْتَ عُضْواً وَتَرَكْتَ أَعْضَاءًا، وَأَخَذْتَ ابْناً وَتَرَكْتَ أَبْنَاءًا.
فَقَالَ الوَلِيْدُ بْن عَبْدِ المَلِك (الخَلِيفَة): مَا رَأَيْتُ شَيْخاً قَطُّ أَصْبَرَ مِنْ هَذَا!!

- قَالَ عَنْه عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْز: مَا أَجِدُ أَعْلَمَ مِنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْر.
- وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُهْرِيُّ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ بَحْراً فِي العِلْم.
- وَقَالَ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَوْف: لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ ،صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُوْنَ عُروَة.
- وَقَالَ هِشَامٌ: وَاللهِ، مَا تَعَلَّمْنَا جُزْءاً مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي!!
- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَام: العِلْمُ لِوَاحِدٍ مِنْ ثَلاَثَةٍ: لِذِي حَسَبٍ يُزَيِّنُهُ بِهِ، أَوْ ذِي دِيْنٍ يَسُوْسُ بِهِ دِيْنَهُ، أَوْ مُخْتَبِطٍ سُلْطَاناً يُتْحِفُهُ بِعِلْمِهِ، وَلاَ أَعْلَمُ أَحَداً أَشْرَطَ لِهَذِهِ الخِلاَلِ مِنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيرِ وَعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ.

وَفَـاتُـــــه: مَاتَ عُرْوَةُ وَهُوَ صَائِمٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ (94 هــ)، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَة (67). رَحِمَه اللهُ تَعَالَى

Mr. Hatem Ahmed 10-05-2014 12:19 AM


(12) أَبُـــو سَـلَـمَـــــةَ بْـنُ عَـبْـــدِ الـــرَّحْـــمَـــــــن


هُــــــوَ: أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ الزُّهْرِيُّ. الإِمَام الفَقِيه العَلَم، قَاضِي المَدِينة، مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، وكَانَ مِن أَفَاضِلِ قُرَيْشٍ وَعُبَّادِهِم وَفُقَهَاءِ أَهْلِ المَدَينَةِ وَزُهَّادِهِم.

مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ أَبُو سَلَمَةَ سَنَةَ اثْنَتْين وعِشْرِين (22 هــ). وكَانَ إَمَاماً مُجْتَهِداً، كَبِيْرَ القَدْر، حُجَّـة، إِلاّ أَنَّه كَانَ كَثِيْراً مَا يُخَالِفُ ابْنَ عَبَّاس، فَحُرِمَ لِذَلِكَ مِنْهُ عِلْماً كَثِيْراً.

أَوْلاَدُه: أَبُو بَكْر وعُمَر وحَسَن وحُسَيْن وسَلَمَة وعَبْدُ الْجَبَّارِ وعَبْدُ الْمَلِك وعَبْدُ الْعَزِيز وأَسْمَاء وتُمَاضِر الكُبْرَى وتُمَاضِر الصُّغْرَى وسَالِمَة ونَائِلَة وأُمُّ كُلْثُومٍ الْكُبْرَى وأُمُّ كُلْثُومٍ الصُّغْرَى وأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ.

زَوْجَـاتُـــــه:

- بُرَيْهَةَ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْمِلِ بْنِ عَوْف.
- أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو.
- أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْف.

- قَالَ عَنْـهُ الزُّهْرِيُّ: وَجَدْتُهُ بَحْراً فِي العِلْم.
- وَقَالَ الإِمَام مَالِك: كَانَ عِنْدَنَا مِنْ رِجَالِ أَهْلِ العِلْمِ، اسْمُ أَحَدِهِم كُنْيَتُهُ؛ مِنْهُم: أَبُو سَلَمَةَ.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِيَّ أَبُو سَلَمَةَ بِالمَدِينَةِ سَنَةَ أَربَعٍ وَتِسْعِينَ (94 ه)، وقَد بَلَغَ اثْنَتْيْنِ وسَبْعِينَ سَنَة (72). رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى

Mr. Hatem Ahmed 12-05-2014 01:19 AM


(13) أَبُـــــو بَـكْـــــر بْـــنُ عَـبْـــــدِ الـــــرَّحْـــمَـــــــن


هُـــــوَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، المَخْزُوْمِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ الجَلِيل، الحَبْر الفَقِيه، أَحَد فُقَهَاء المَدِينَة السَّبَعَة، وَكَانَ ضرِيْراً، يُقَالُ لَهُ: رَاهِبُ قُرَيْشٍ؛ لِكَثْرَةِ صَلاَتِهِ.

مَوْلِـــــدُه: وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ (رَضِيَ اللهُ عَنْه). وكَانَ مِن سَادَاتِ التَّابِعِين فِقْهاً وعِلْماً ووَرَعاً وفَضْلاً.

أَوْلاَدُهُ: عُمَر وعَبْدُ اللَّه وعَبْدُ الرَّحْمَن وعَبْدُ الْمَلِك والْحَارِث وسُهَيْل وهِشَام وأَبُو سَلَمَة وفَاطِمَة ومَرْيَم ورُبَيْحَة.

زَوْجَاتُـــــهُ:
- سَارَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوم.
- قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيّ.

وَفَاتُـــــه: مَاتَ سَنَةَ أَربَعٍ وتِسْعِينَ ( 94 هــ). وَقِيلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ (95 هــ). رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى

Mr. Hatem Ahmed 12-05-2014 02:35 PM


(14) طَـلْـحَـــــةُ بْـــنُ عَـبْـــــدِ اللَّهِ

هُــــوَ: طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، أَبُو عَبْد الله الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ المَدَنِيّ، الإِمَامُ الفَقِيهُ الشَّرِيفُ الحُجَّةُ، قَاضِي المَدِيْنَة، وهُوَ ابْن أَخِي عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف.

مَـوْلـِــــدُهُ: وُلِدَ سَنَة خَمْسٍ وعِشْرِين (25 هــ)، وَكَانَ سَخِيَّا جَوَاداً، يُقَالُ لَهُ مِن كَرَمِهِ: طَلْحَةُ النَّدَى.
فِي يَوْمٍ... أَقْبَلَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ سَفَرٍ، فَلَقِيَهُ أَعْرَابِيٌّ عِنْدَ دُخُولِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: أَفِضْ عَلَيْنَا مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهُ.
فَقَالَ طَلْحَةُ لِغُلامٍ لَهُ: مَا بَقِيَ مَعَكَ مِنَ الْمَالِ فأَعْطِهِ إِيَّاهُ.
فَصَبَّ الغُلامُ فِي ثَوْبِ الأعْرَابِيّ شَيْئًا مِن المَالِ ثَقُلَ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ الأَعْرَابِيٌّ وَبَكَى.
فَقَالَ لَهُ طَلْحَة: وَيْحَكَ، أَسْتَقْلَلَتَ؟!
قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ مِثْلَكَ.
قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قَصِيدَةٍ، لَا تَبْرَحْنَا وَمَعَنَا دِرْهَمٌ إِلَّا أَخَذْتَهُ!!
فَأَخَذَ كُلَّ مَا كَانَ مَعَ أَصْحَابِهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ!!!


وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ طَلْحَةُ بِالمَدِينَة سَنَة سَبْعٍ وتِسْعِين (97 هــ)، وهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْن وسَبْعِين سَنَة (72). رَحِمَه اللهُ تَعَالَى

Mr. Hatem Ahmed 18-05-2014 01:31 PM


(15) عُـــبَـــيْـــــدُ اللَّهِ بْـــنُ عَـــبْـــــدِ اللَّهِ

هُـــــوَ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَارِ بْنِ مَخْزُومٍ بْنِ هُذَيْلِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الهُذَلِيّ، الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، وَعَالِمُهَا، وَأَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، وَهُوَ مُعَلِّمُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَلِيَ قَضَاءَ الكُوفَة فِي وِلاَيَة المُخْتَار بْنِ أَبِي عُبَيْد الثَّقَفِيّ، وعَمِيَ آخِرَ عُمُرِهِ .

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ، أَوْ بُعَيْدَهَا، وكَاَن مِن سَادَاتٍ التَّابِعِينَ مُقَدَّمًا فِي العِلْمِ والمَعرِفَة بِالأَحكَامِ والحَلاَلِ والحَرَامِ والأَدَبِ وأَيَّامِ النَّاسِ وكَانَ مَعَ ذَلِك شَاعِراً مَجِيداً.

كَتَبَ مَرَّةً إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز فَقَالَ:
بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ...........وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَمَّا بَعْدُ يَا عُمَرُ
إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا تَأْتِي وَمَا تَذرُ...................فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ قَدْ يَنْفَعُ الحَذَرُ
وَاصْبِرْ عَلَى الْقَدَرِ الْمَجْلُوبِ وَارْضَ بِهِ.........وَإِنْ أَتَاكَ بِمَا لَا تَشْتَهِي الْقدَرُ
فَمَا صَفَا لِأَمْرِئٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ..................إِلَّا سَيَتْبَعُ يَوْمًا صَفْوَهُ كَدَرُ


- قَالَ عَنْهَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيز: وَدِدْتُ أَنَّ لِي مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمًا بِكَذَا وَبِكَذَا، وَلَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا لَمَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ.
- وقَالَ أَيضَاً: مَا رَوَيْتُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَحْدَهُ أَكْثَرَ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ.
- وقَالَ أَيضَاً: لِأَنْ يَكُونَ لِي مَجْلِسٌ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا.
وقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بَحْراً مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ.
- وَسُئِلَ عِرَاكُ بْنُ مَالِك: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَغْزَرُهُمْ فِي الْحَدِيثِ عُرْوَةُ، وَلا تَشَاءُ أَنْ تَفْجُرَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بَحْرًا إِلا فَجَّرْتَهُ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ عُبَيْدُ اللهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ (98 هـــ)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed 22-05-2014 10:03 PM


(16) خَـارِجَـــــــةُ بْـــنُ زَيْـــــــدٍ الأَنْـصَـــــــارِيُّ

هُـــــوَ: خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، النَّجَّارِيُّ، المَدَنِيُّ. الإِمَامُ ابْنُ الإِمَامِ، وَأَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ الأَعْلاَمِ، الَّذِيْنَ يُسْأَلُوْنَ بِالمَدِيْنَةِ، وَيُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ، وكَانَ مِن عُقَلاَءِ التَّابِعِينَ وعُبَّادِهِم.

مَـوْلِــدُهُ: وُلِدَ خَارِجَة فِي سَنَة تِسْعٍ وعِشْرِين (29 هــ).

أَوْلاَدُهُ: مُحَمَّد وزَيْد وعَمْرو وعَبْدُ اللَّهِوسُلَيْمَانَ وحَبِيبَةَ وحُمَيْدَةَ وأُمَّ يَحْيَى.

وَفَـاتُـــــهُ: قَالَ خَارِجَةُ: رأيتُ فِي المَنَام كَأنّي بَنَيْتُ سَبعِينَ دَرَجَةِ، وَهَذِهِ السَّنَةُ لِي سَبعِينَ سَنَة قَد أَكْمَلتُهَا. فَمَاتَ فِيهَا، وَهِيَ سَنَةَ تِسْعٍ وتِسْعِينَ (99 هـ)، وقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمَهَا: ثُلْمَةٌ، وَاللَّهِ، فِي الإِسْلام. رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى

Mr. Hatem Ahmed 30-05-2014 09:39 AM


(17) سَـــــالِـــــــــمُ بْـــنُ عَـــبْـــــــدِ اللَّهِ

هُـــــــوَ: سَالِمُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بن نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عَدِي بْنِ كَعْب بْنِ لُؤَي العَدَوِيُّ، أَبُو عُمَر المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ الحُجَّةُ، الفَقِيهُ الوَرِعُ، الزَّاهِدُ العَابِدُ، التَّقِيُّ السَّخِيُّ، الشَّرِيفُ الحَسِيبُ النَّسِيبُ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، وأَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعلاَم، مِن سَادَاتِ التَّابِعِينَ وعُلَمَائِهِم وصَالِحِيهِم.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُثْمَانَ بنِ عَفَّان. وَكَانَ جَمِيلاً، وحَسَنَ الخُلُقِ، مِن أَشْبَهِ النَّاسِ بِجَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الخَلْقِ والزُّهْدِ والعِبَادَةِ.

أَوْلاَدُهُ: أَبُو بَكْر وعُمَر وعَبْدُ الله وعَاصِم وجَعْفَر وعَبْدُ العَزيِز، وفَاطِمَة وحَفْصَة وعَبْدَة.

أخَذَ العِلْمَ عَنْ: أَبِيْهِ، وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ ورَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ، رَضْيَ اللهُ عَنْهُم.

مَحَبَّةُ أَبِيـِهِ لَـــهُ:
- كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْن عُمَرَ يُحِبُّ سَالِماً حُبًّا جَمُّا، حَتَى لاَمَهُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، فَكَانَ يَقُـــول:
يَلُومُونَنِي فِي سَالِمٍ وَأَلُومُهُمْ.....وَجِلْدَةٌ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالأَنْفِ سَالِمُ

- وكان أَبُوهُ (رَضْيَ اللهُ عَنْهُ) يُقَبِّلُه (وسَالِم كَبِير فِي السِّن) ويَقُول: شَيْخٌ يُقَبِّلُ شَيْخَاً.

زُهْـــدُه وتَـــوَاضُـعُـــهُ:
- كَانَ سَالِمُ مِن أَزْهَدِ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ، فَكَانَ كَثِيراً مَا يَأْكُل الخُبْزَ وَالزَّيْتَ، ويَلْبَسُ الخَشَن مِن الثِّيَاب، ويَخْرُج إِلَى السُّوقِ فَيَشْتَرِي حَوَائِجَ نَفْسِهِ بِنَفِسِهِ دُونَ أَنْ يُرسِل أَحَداً مِن خُدَّامِهِ!! وهُوَ مَنْ هُوَ؟!! هُـوَ مِن أَبْنَاء المُلُوكِ: فَجَدُّهُ لِأَبِيهِ عُمَرَ أَحَدُ مُلُوكِ الدُّنْيَا. وجَدُّهُ لِأُمِّهِ هُوَ أَحَدُ مُلُوكِ الفُرسِ!!

- كَانَ سَالِمُ يَرْكَبُ حِمَاراً عَتِيْقاً زَرِيّاً، فَعَمَدَ أَوْلاَدُهُ، فَقَطَعُوا ذَيْلَهُ حَتَّى لاَ يَعُوْدَ يَرْكَبُهُ سَالِمٌ، فَرَكِبَهُ وَهُوَ أَقْطَشُ الذَّيْل، فَعَمَدُوا، فَقَطَعُوا أُذُنَهُ، فَرَكِبَهُ، ولَمْ يُغَيِّرْهُ ذَلِكَ، ثُمَّ جَدَعُوا أُذُنَهُ الأُخْرَى، وهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَرْكَبُهُ تَوَاضُعاً واطِّرَاحاً لِلتَّكَلُّفِ.

- وقَدِمَ جَمَاعَةٌ مِنَ المِصْرِيِّيْنَ المَدِيْنَةَ، فَأَتَوْا بَابَ سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَسَمِعُوا رُغَاءَ بِعِيْرٍ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، خَرَجَ عَلَيْهِم رَجُلٌ شَدِيْدُ الأُدْمَةِ، مُتَّزِرٌ بِكِسَاءِ صُوْفٍ، فَقَالُوا لَهُ: مَوْلاَكَ هُنَا؟! (حَسَبُوه أَحَدَ خُدَّامِهِ)
قَالَ: مَنْ تُرِيْدُوْنَ؟
قَالُوا: سَالِمٌ.
قَالَ: هَا أَنَا ذَا، فَمَا جَاءَ بِكُم؟
قَالُوا: أَرَدْنَا أَنْ نُسَائِلَكَ.
قَالَ: سَلُوا عَمَّا شِئْتم.
وَجَلَسَ، وَيَدُهُ مُلَطَّخَةٌ بِالدَّمِ وَالقَيْحِ الَّذِي أَصَابَهُ مِنَ البَعِيْرِ، فَسَأَلُوْهُ.

- وقَالَ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَوَّمْتُ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَيْتِهِ، فَمَا وَجَدْتُهُ يَسْوَى مائَةَ دِرْهَم!! وَدَخَلتُ عَلَى سَالِمٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِ أَبِيْهِ.

عِـــزَّةُ نَـفِـسِـــهِ:
دَخَلَ هِشَام بْنُ عَبْدِ المَلِك (الخَلِيفَة) الكَعْبَةَ يَوْماً، فَإِذَا هُوَ بِسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: سَلْنِي حَاجَةً.
فَقَالَ سَالِم: إِنِّي أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أَسْأَلَ فِي بَيْتِهِ غَيْرَهُ.
فَلَمَّا خَرَجَا، قَالَ لَهُ هِشَام: الآنَ فَسَلْنِي حَاجَةً.
فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا، أَمْ مِنْ حَوَائِجِ الآخِرَةِ؟
قَالَ: مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا.
فَقَالَ: وَاللهِ مَا سَأَلْتُ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُهَا، فَكَيْفَ أَسْأَلُهَا مَنْ لاَ يَمْلِكُهَا؟!

مَكَانَتَــهُ عِندَ المُلُـــوكِ:

كَانَ سَالِمُ مَعَظَّماً عِنْد دَوْلَـةِ بَنِي أُمَيَّة، لَهُ مَكَانَةٌ عَنْدَ مُلُوكِهَا، وهُوَ مَعَ ذَلِكَ كَانَ يَأْمُرُهُم بِالْمَعرُوفِ ويَنْهَاهُم عَنْ المُنْكَرِ، لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِم...
دَخَلَ يَوْماً عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ (الخَلِيفَة)، وعَلَى سَالِمٍ ثِيَابٌ غَلِيْظَةٌ رَثَّةٌ، فَلَمْ يَزَلْ سُلَيْمَانُ يُرَحِّبُ بِهِ، ويَرْفَعُهُ حَتَّى أَقْعَدَهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيْرِهِ، وعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي المَجْلِسِ.
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أُخْرَيَاتِ النَّاسِ (وعَلَيْهِ ثِيَابٌ سَرِيَّةٌ، لَهَا قِيْمَةٌ): مَا اسْتَطَاعَ خَالُكَ أَنْ يَلْبَسَ ثِيَاباً فَاخِرَةً أَحْسَنَ مِنْ هَذِهِ، يَدْخُلُ فِيْهَا عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ؟!
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا رَأَيْتُ هَذِهِ الثِّيَابَ الَّتِي عَلَى خَالِي وَضَعَتْهُ فِي مَكَانِكَ، ولاَ رَأَيْتُ ثِيَابَكَ هَذِهِ رَفَعَتْكَ إِلَى مَكَانِ خَالِي ذَاكَ!!

مِـن أَقـوَالِـــــهِ:
- قَالَ سَالِمٌ: لاَ تَسْأَلْ أَحَداً غَيْرَ اللهِ تَعَالَى.
- ورَأَى سَائلِاً يَسألُ النَّاسَ يَوم عَرَفَةَ، فقال له سَالِمٌ: يَا عَاجِزُ! فِي هَذَا اليَوْم يُسألُ غَيرُ الله عزّوجلّ ؟!
- وكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيْز: اِعْلَم يَا عُمَر أَنَّ عَوْنَ اللهِ لِلعَبْدِ بِقَدرِ نِيَّتِهِ، فَمْنِ خَلُصَت نِيَّتُهُ، تَمَّ عَوْنُ اللهِ لَهُ، ومَنْ نَقَصَت نِيَّتُهُ، نَقَصَ عَنْهُ مِن عَوْنِ اللهِ بِقَدرِ ذَلِكَ.
- وكَتَبَ إِلَيْهِ أَيْضاً: أَنْ يَا عُمَرُ اذْكُرِ الْمُلُوكَ الَّذِينَ تَفَقَّأَتْ أَعْيُنُهُمُ، الَّذِينَ كَانَتْ لَا تَنْقَضِي لَذَّتُهُم، وَانْفَقَأَتْ بُطُونُهُمُ، الَّتِي كَانُوا لَا يَشْبَعُونَ بِهَا، وَصَارُوا جِيَفاً فِي الْأَرْضِ وَتَحْتَ أَكْنَافِهَا، أَنْ لَوْ كَانَتْ إِلَى جَنْبِ مِسْكِينٍ لَتَأَذَّى بِرِيحِهِم.

- قَالَ عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّب: أَشْبَهُ وَلَدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بِهِ: سَالِمٌ.

- وقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: الغُرُّ السَّادَةُ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ والقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَر بْنِ الْخَطَّابِ، فَاقُوا أَهْلَ المَدِيْنَةِ عِلْماً وتُقَىً وعِبَادَةً ووَرَعاً.

- وقَالَ عَبْدُ الله بْن المُبَارَك: كَانَ فُقَهَاءُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ الَّذِيْنَ كَانُوا يَصْدُرُوْنَ عَنْ رَأْيِهِم سَبْعَـــةٌ: سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ وسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ وسَالِمٌ والقَاسِمُ وعُرْوَةُ وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ وخَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ، فَكَانُوا إِذَا جَاءتْهُم مَسْأَلَةٌ، دَخَلُوا فِيْهَا جَمِيْعاً، فَنَظَرُوا فِيْهَا، وَلاَ يَقْضِي القَاضِي حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْهِم، فَيَنْظُرُوْنَ فِيْهَا، فَيَصْدُرُوْنَ.

- وقَالَ الإِمَامُ مَالِك: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي زَمَانِ سَالِمٍ أَشْبَهَ بِمَنْ مَضَى مِنَ الصَّالِحِيْنَ، فِي الزُّهْدِ، وَالفَضْلِ، وَالعَيْشِ مِنْهُ؛ كَانَ يَلْبَسُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمَيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَفَضْلِ أَهْلِ زَمَانِهِ.
- وقَالَ مَالِكٌ أَيْضاً: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى القَاسِم بْنِ مُحَمَّد. فَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَم أَمْ سَالِم؟ قال: هَذَا سَالِم فَسَلْهُ، وَلَنْ يُخْبِرُكَ إِلاَّ بِمَا قَد أَحَاطَ بِهِ عِلْمَاً.

- وقال أَحمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: أَصَحُّ الأَسَانِيْدِ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ.

وَفَــاتُـــــهُ: تُوُفِيَّ سَالِمٌ فِي شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ فِي سَنَةِ سِتٍّ ومِائَةٍ (106 هــ)، وَصَلَّى عَلَيْهِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَدُفِنَ بِالبَقِيعِ، وحَضَرَ جَنَازَتَهُ أَهْلُ المَدِينَةِ كُلُّهُم، وحَسَدَهُ هِشَامٌ حِينَ رَأَى ذَلِكَ!!! رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Only Forward 30-05-2014 05:15 PM

رائع والله

بل اكثر من رائع

مشكورررررررررررررررررررررر

Mr. Hatem Ahmed 31-05-2014 12:28 AM


دايماً منوَّراني في مواضيعي يا آية

مشكورة جداً على تقييمِك للموضوع

ومجاملتِك الرقيقة


Mr. Hatem Ahmed 02-06-2014 06:17 PM


(18) طَــــــــــــــــاوُوْسُ

هُـــــــوَ: طَاوُوْسُ بنُ كَيْسَانَ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الفَارِسِيُّ الأَصْل، ثُمَّ اليَمَنِيُّ المَوْلِد والمَنْشَأ. الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الحَافِظُ، عَالِمُ اليَمَنِ. أَدْرَكَ خَمْسِيْنَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكَانَ مِن أَكَابِر التَّابِعِينَ تَفَقُّهًا فِي الدِّينِ ورِوَايَة لِلْحِدِيثِ، وتَقَشُّفًا فِي العَيْشِ، وجُرأَةً عَلَى وَعْظِ الخُلَفَاءِ والمُلُوكِ.

مَـولِـــدُهُ: وُلِدَ طَاوُوْسٌ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وثَلاَثِين (33 هــ). وكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ اليَمَنِ، وَمِنْ سَادَاتِ التَّابِعِيْنَ، مُسْتجَابَ الدَّعْوَةِ، حَجَّ أَرْبَعِيْنَ حَجَّةً، وكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُجِلُّه جِداً.

أَخَذَ العِلْمَ عَـنْ: زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ وزَيْدِ بنِ أَرقَمَ وجَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ وابْنِ عَبَّاسٍ وابْنِ عُمَرَ وابْنِ عَمْرٍو. ولاَزَمَ ابْنَ عَبَّاسٍ مُدَّةً، وَهُوَ مَعْدُوْدٌ مِن كُبَرَاءِ تَلاَمِذَتِهِ.

- قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاس: إِنِّي لأَظُنُّ طَاوُوْسَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ.
- وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيّ: لَوْ رَأَيْتَ طَاوُوْساً، عَلِمْتَ أَنَّهُ لاَ يَكْذِبُ.

مِـن أَقَــوَالِـــهِ:
- قَالَ: خَفِ اللهَ مَخَافَةً لاَ يَكُوْنُ شَيْءٌ عِنْدَكَ أَخَوْفَ مِنْهُ، وَارْجُهُ رَجَاءً هُوَ أَشَدُّ مِنْ خَوْفِكِ إِيَّاهُ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ.
- وقَالَ: مَنْ قَالَ.. وَاتَّقَى اللهَ خَيْرٌ مِمَّنْ صَمَتَ واتَّقَى اللهَ؟
- وقَالَ: تَعَلَّمْ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الأَمَانَةُ.
- وقَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ ابْنُ آدَمَ إِلاَّ أُحْصِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى أَنِيْنُهُ فِي مَرَضِهِ.
- وقَالَ: لاَ يَتِمُّ نُسُكُ الشَّابِّ حَتَّى يَتَزَوَّجَ.
- وقَالَ: عَجِبْتُ لإِخْوَتِنَا مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ، يُسَمُّوْنَ الحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ مُؤْمِناً.
- وكَانَ مِنْ دُعَائِـهِ: اللَّهُمَّ احْرِمْنِي كَثْرَةَ المَالِ والوَلَدِ، وارْزُقْنِي الإِيْمَانَ والعَمَلَ.

نَصِيحَتُـهُ لِلْمُلُوُك:
لَمَّا حَجَّ سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ (الخَلِيفَة)، أَمَرَ حَاجِبَهُ أَن يَخْرُج لِيَأْتِيهِ بْأَحَدِ الفُقَهَاءِ لِيَسْأَله عَنْ الحَجِّ، فَخَرَجَ حَاجِبُهُ، فَقَالَ لِلْنَّاسِ: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَالَ: ابْغُوا إِلَيَّ فَقِيْهاً أَسْأَلْهُ عَنْ بَعْضِ المَنَاسِكِ.
قَالَ: فَمَرَّ طَاوُوْسٌ، فَقَالُوا: هَذَا طَاوُوْسٌ اليَمَانِيُّ.
فَأَخَذَهُ الحَاجِبُ، فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ.
قَالَ: أَعْفِنِي. فَأَبَى، ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ.
قَالَ طَاوُوْسٌ: فَلَمَّا وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قُلْتُ: إِنَّ هَذَا لَمَجْلِسٌ يَسْأَلُنِي اللهُ عَنْهُ.
فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، إِنَّ صَخْرَةً كَانَتْ عَلَى شَفِيْرِ جُبٍّ فِي جَهَنَّمَ، هَوَتْ فِيْهَا سَبْعِيْنَ خَرِيْفاً، حَتَّى اسْتَقَرَّتْ قَرَارَهَا، أَتَدْرِي لِمَنْ أَعَدَّهَا اللهُ؟
قَالَ: لاَ، وَيْلَكَ لِمَنْ أَعَدَّهَا؟
قَالَ: لِمَنْ أَشْرَكَهُ اللهُ فِي حُكْمِهِ، فَجَارَ.
قَالَ: فَكَبَا بِهَا.

عِـــزَّةُ نَـفْـسِـهِ:
كَانَ طَاوُوس رَحِمَهُ اللهُ، عَزِيزَ النَّفْسِ جِداً، لاَ يَقْبَلُ مِن أَحَدٍ شَيْئاً... فَفِي يَوْمٍ... بَعَثَ إِلَيْهِ أَيُّوْبُ بْنُ يَحْيَى بِسَبْعِ مائَةِ دِيْنَارٍ، وقَالَ لِلرَّسُوْلِ: إِنْ أَخَذَهَا الشَّيْخُ مِنْكَ، فَإِنَّ الأَمِيْرَ سَيُحْسِنُ إِلَيْكَ وَيَكْسُوْكَ.
فَقَدِمَ بِهَا عَلَى طَاوُوْسٍ الجَنَد (مَدِينَة باليَمَن)، فَأَرَادَهُ عَلَى أَخْذِهَا، فَأَبَى، فَغَفِلَ طَاوُوْسٌ، فَرَمَى بِهَا الرَّجُلُ فِي كُوَّةِ (المَنْوَر) البَيْتِ، ثُمَّ ذَهَبَ، وَقَالَ لَهُم: قَدْ أَخَذَهَا.
ثُمَّ بَلَغَهُ عَنْ طَاوُوْسٍ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ، فَقَالَ: ابْعَثُوا إِلَيْهِ، فَلْيَبْعَثْ إِلَيْنَا بِمَالِنَا.
فَجَاءهُ الرَّسُوْلُ، فَقَالَ: المَالَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ الأَمِيْرُ إِلَيْكَ.
قَالَ: مَا قَبَضْتُ مِنْهُ شَيْئاً.
فَرَجَعَ الرَّسُوْلُ، وعَرَفَ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ الرَّجُلَ الأَوَّلَ، فَقَالَ: المَالَ
لَّذِي جِئْتُكَ بِهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ: هَلْ قَبَضْتُ مِنْكَ شَيْئاً؟
قَالَ: لاَ.
ثُمَّ نَظَرَ حَيْثُ وَضَعَهُ، فَمَدَّ يَدَهُ، فَإِذَا بِالصُرَّةِ قَدْ بَنَى العَنْكَبُوْتُ عَلَيْهَا، فَذَهَبَ بِهَا إِلَيْهِ.

- وقَالَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ لِطَاوُوْسٍ: ارفَعْ حَاجَتَكَ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ سُلَيْمَانَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ.
قَالَ: مَا لِي إِلَيْهِ حَاجَةٌ. فَعَجِبَ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ.

- وفِي يَوْمٍ... جَاءَ ابْنٌ لِسُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ طَاوُوْسٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقِيْلَ لَهُ: جَلَسَ إِلَيْكَ ابْنُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَلَمْ تَلْتَفِتْ إِلَيْهِ..؟!!
قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ للهِ عُبَّاداً يَزْهَدُوْنَ فِيْمَا فِي يَدَيْهِ.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ طَاوُوْسٌ بِمَكَّةَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سِتٍّ ومِائَةٍ (106 هــ) وصَلَّى عَلَيْهِ الخَلِيْفَةُ هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ. رَحِمَهُ اللهُ

زنيب عادل 03-06-2014 07:08 AM

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
بارك الله فيك ...
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي

Mr. Hatem Ahmed 04-06-2014 12:00 AM


مشكورة جداً على مرورِك الجميل

وكلاماتك الرائعة

ومجاملتِك الرقيقة


Mr. Hatem Ahmed 04-06-2014 12:03 AM


(19) الـقَـاسِــــــمُ بْـــنُ مُـحَـمَّـــدِ بْـــنِ أَبِـــي بَـكْــــــــر

هُـــــــوَ: القَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ، القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيهُ، الحُجَّةُ، عَالِمُ وَقْتِهِ بِالمَدِيْنَةِ مَعَ سَالِمٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ. وكَانَ مِن سَادَاتِ التَّابِعين ومِن أَفْضَلِ أَهْل زَمَانِه عِلْماً وَأَدَباً وَعَقْلاً وَفِقْهاً، وَكَانَ صَمُوتًا لَا يتَكَلَّم كَثِيراً، مُلاَزِماً لِلوَرَع والعِبَادَة، وذَهَبَ بَصَرُهُ فِي أَوَاخِرِ أَيَّامِهِ.

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ القَاسِمُ فِي خِلاَفَةِ الإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَرُبِّيَ القَاسِمُ فِي حَجْرِ عَمَّتِهِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، وَتَفَقَّهَ مِنْهَا، وَأَكْثَرَ عَنْهَا، وَكَانَ هُوَ وزَيْن العَابِدِين وسَالِم بْن عَبْد الله أَبنَاء خَاَلَة.

أَولاَدُهُ: عَبْد الرَّحْمَن وعَبْدَة وأُمّ فَرْوَةَ وأُمّ حَكِيم.

- قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْن الزُّبَيْر: مَا رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَدَ وَلَداً أَشبَهَ بِهِ مِن القَاسِم.
- وقَالَ أَيُّوْبُ السَّخْتِيَانيُّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَفْضَلَ مِن القَاسِم.
- وقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَعْقَلَ وَلَا أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّد.
- وقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: مَا أَدْرَكْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ أَحَدًا نُفَضِّلُهُ عَلَى الْقَاسِم.
- وقَالَ مَالِكٌ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ هَذِهِ الأُمَّة.
- وقَالَ سُفْيَانُ بن عُيَيْنَة: كَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ.
- وقَالَ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: تَرْجَمَةٌ مُشَبَّكَةٌ بِالذَّهَب.

مِن أَقوَالِـــهِ:
- قَالَ الْقَاسِمُ: لَأَنْ يَعِيشَ الرَّجُلُ جَاهِلًا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَقُولَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ مَا لَا يَعْلَمُ.
- وقَالَ: إِنَّ مِنْ إِكْرَامِ المَرْءِ نَفْسَهُ أَنْ لاَ يَقُوْلَ إِلاَّ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ.
- وقَالَ: قَدْ جَعَلَ اللهُ فِي الصَّدِيقِ البَارِّ المُقْبِلِ عِوَضاً مِنْ ذِي الرَّحِمِ العَاقِّ المُدْبِرِ.
- وقَالَ: إِنَّ مِن أَعْظَمِ الذَّنْبِ، أَن يَسْتَخِّف المَرْءُ بِذَنْبِهِ.
- وسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ مَا أَجْرَأ فُلاَناً عَلَى اللهِ! فَقَالَ القَاسِمُ: ابْنُ آدَمَ أَهْوَنُ وأَضْعَفُ مِن أَنْ يَكُونَ جَرِيئاً عَلَى اللهِ، ولَكِن قُلْ: مَا أَقَلَّ مَعْرِفَته بِالله.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الْقَاسِمُ بِقُدَيْدٍ (مَوْضِع بَيْن مَكَّة والمَدِينَة) سَنَةَ سَبْعٍ ومِائَة (107 هـ)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed 10-06-2014 06:37 PM


(20) سُـــلَـــيْـــمَـــــــــــانُ بْـــــنُ يَـــــسَـــــــــــــــــــــار

هُـــــــوَ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَبُو أَيُّوْبَ المَدَنِيُّ، مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ، زَوْجِ النَّبِيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعلاَمِ، ومِن الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ.

مَـوْلِـدُهُ: وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَانٍ. وكَانَ فَقِيْهاً، عَالِماً، رَفِيْعاً، كَبِيرَ القَدرِ، مَأْمُوْناً، فَاضِلاً، عَابِداً، حُجَّةً.

وَرَعُـــهُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً؛ فَفِي يَوْمٍ... دَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ بِالأَبْوَاءِ (مَكَان بَيْنَ مَكَّة والمَدِينَة) كَأَنَّهَا فَلْقَةُ قَمَرٍ، فَسَأَلَتْهُ نَفْسَهُ فَامْتَنَعَ، فَدَنَتْ مِنْهُ فَخَرَجَ هَارِبًا مِنْ مَنْزِلِهِ وَتَرَكَهَا فِيهِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: فَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، وَكُنْتُ بِمَكَّةَ وَطُفْتُ وَسَعَيْتُ وَأَتَيْتُ الْحَجَرَ، فَنَعَسْتُ فَإِذَا رَجُلٌ وَسِيمٌ شَرْحَبٌ جَمِيلٌ، لَهُ شَارَةٌ حَسَنَةٌ وَرَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟
فَقَالَ أَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ.
قَلْتُ: الصِّدِّيقُ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: إِنَّ شَأْنَكَ وَشَأْنَ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ عَجَبٌ.
قَالَ: شَأْنُكَ وَشَأَنُ صَاحِبَةِ الْأَبْوَاءِ أَعْجَبُ، أَنَا يُوسُفُ الَّذِي هَمَمْتُ, وَأَنْتَ سُلَيْمَانُ الَّذِي لَمْ تَهُمَّ!!!

أَخَذَ العِلْمَ عَـنْ: زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَبِي هُرَيْرَةَ وجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ وأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ ورَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وَأُمِّسَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وَمَيْمُوْنَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم أَجْمَعِينَ.

- قَالَ عَنْهُ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ: سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ عِنْدَنَا أَفْهَمُ مِنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ.
- وقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ.
- وقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: كَانَ مِمَّنْ أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَاءِ المَدِيْنَةِ وَعُلَمَائِهِم، مِمَّنْ يُرْضَى وَيُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِم: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَالقَاسِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، فِي مَشْيَخَةٍ أَجِلَّةٍ سِوَاهُم مِنْ نُظَرَائِهِم، أَهْلُ فَقْهٍ، وَصَلاَحٍ، وَفَضْلٍ.
- وقَالَ قَتَادَةَ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِهَا بِالطَّلاَقِ، فَقِيْلَ: سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ.
- وقَالَ مَالِكٌ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ مِنْ أَعْلَمِ هَذِهِ الْبَلْدَةِ بِالسُّنَنِ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ بَعْدَ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سُلَيْمَانٌ سَنَةَ سَبْعٍ ومَائَةٍ (107 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed 11-06-2014 12:13 AM


(21) الحَـــــــــسَـــــــــــــــنُ الـــــبَـــــــــــصْـــــــــــــــــــــرِيُّ

هُـــــــوَ: الحَسَنُ بنُ يَسَارٍ، أَبُو سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، العَلَمُ، الكَبِيرُ، سَيِّدُ أَهْلِ زَمَانِهِ بِالْبَصْرَةِ عِلْماً وعَمَلاً؛ أَدرَكَ الكَثِيرَ مِن صَحَابَةِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَخَذَ عَنْهُم العِلْمَ؛ ورَأَى أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانٍ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ، وحَضَرَ مَعَهُ الجُمُعَةَ، وَسَمِعَهُ يَخْطُبُ.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ الحَسَنُ سَنَةَ إِحدَى وعِشْرِينَ (21 هــ). وَكَانَ فَقِيْهاً، عَالِماً، رَفِيْعاً، حُجَّةً، مَأْمُوْناً، عَابِداً، كَثِيْرَ العِلْمِ، فَصِيْحاً، جَمِيْلاً، وَسِيْماً؛ ومِنَ الشُّجْعَانِ المَوْصُوْفِيْنَ بِالْشَجَاعَةِ والإِقْدَامِ، وَكَانَ كَثِيْرَ الجِهَادِ.

قَـــالُــــــواْ عَـنـْــــهُ:

- قَالَ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْـهُ، لِطَلَبَةِ العِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ: الْزَمُوا الحَسَنَ البَصْرِيَّ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشْبَهَ رَأْياً بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ مِنْهُ.
- وقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْـهُ، لِطَلَبَةِ العِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ: سَلُوا الحَسَنَ، فَإِنَّهُ حَفِظَ وَنَسِيْنَا.
- وقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: ذَاكَ إِمَامٌ ضَخْمٌ، يُقْتَدَى بِهِ.
- وقَالَ بَكْرٌ المُزَنِيِّ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَفْقَهِ مَنْ رَأَيْنَا، فَلْيَنْظُرْ إِلَى الحَسَنِ.
- وقَالَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ: لَوْ رَأَيْتَ الحَسَنَ، لَقُلْتَ: إِنَّكَ لَمْ تُجَالِسْ فَقِيْهاً قَطُّ.
- وقَالَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَة: مَا جَمَعْتُ عِلْمَ الحَسَنِ إِلَى أَحَدٍ مِنَ العُلَمَاءِ، إِلاَّ وَجَدْتُ لَهُ فَضْلاً عَلَيْهِ، وَمَا جَالَسْتُ فَقِيْهاً قَطُّ، إِلاَّ رَأَيْتُ فَضْلَ الحَسَنِ، وكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ.

مِـن أَقْـــوَالِـــــهِ:

- قَالَ الحَسَنُ: يَا ابْنَ آدَمَ، وَاللهِ إِنْ قَرَأْتَ القُرْآنَ ثُمَّ آمَنْتَ بِهِ، لَيَطُوْلَنَّ فِي الدُّنْيَا حُزْنُكَ، وَلَيَشْتَدَّنَّ فِي الدُّنْيَا خَوْفُكَ، وَلَيَكْثُرَنَّ فِي الدُّنْيَا بُكَاؤُكَ.
- وقَالَ: ابْنَ آدَمَ، تَرْكُ الخَطِيْئَةِ أَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ مُعَالَجَةِ التَّوْبَةِ، مَا يُؤْمِنُكَ أَنْ تَكُوْنَ أَصَبْتَ كَبِيْرَةً أُغْلِقَ دُوْنَهَا بَابُ التَّوْبَةِ، فَأَنْتَ فِي غَيْرِ مَعْمَلٍ.
- وقَالَ: المُؤْمِنُ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَا قَالَ اللهُ كَمَا قَالَ، وَالمُؤْمِنُ أَحْسَنُ النَّاسِ عَمَلاً، وَأَشَدُّ النَّاسِ وَجَلاً، فَلَو أَنْفَقَ جَبَلاً مِنْ مَالٍ، مَا أَمِنَ دُوْنَ أَنْ يُعَايِنَ، لاَ يَزْدَادُ صَلاَحاً وَبِرّاً إِلاَّ ازْدَادَ فَرَقاً، وَالمُنَافِقُ يَقُوْلُ: سَوَادُ النَّاسِ كَثِيْرٌ، وَسَيُغْفَرُ لِي، وَلاَ بَأْسَ عَلَيَّ، فَيُسِيْءُ العَمَلَ، وَيَتَمَنَّى عَلَى اللهِ.
- وقَالَ: أَهِيْنُوا الدُّنْيَا، فَوَاللهِ لأَهْنَأُ مَا تَكُوْنُ إِذَا أَهَنْتَهَا.
- وقَالَ: ابْنَ آدَمَ، إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ، ذَهَبَ بَعْضُكَ.
- وقَالَ: مَا أَعَزَّ أَحَدٌ الدِّرْهَمَ إِلاَّ أَذَلَّهُ اللهُ.
- وقَالَ: بِئْسَ الرَّفِيْقَانِ: الدِّيْنَارُ وَالدِّرْهَمُ، لاَ يَنْفَعَانِكَ حَتَّى يُفَارِقَاكَ.
- وقَالَ: فَضَحَ المَوْتُ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَتْرُكْ فِيْهَا لِذِي لُبٍّ فَرَحاً.
- وقَالَ: ضَحِكُ المُؤْمِنِ غَفْلَةٌ مِنْ قَلْبِه.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الحَسَنُ بِالْبَصْرَةِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ عَشْرٍ ومِائَةٍ (110 هــ)، وقَد عَاشَ تِسْعاً وثَمَانِيْنَ سَنَةً (89). وَكَانَتْ جَنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً، صَلَّوْا عَلَيْهِ عَقِبَ صَلاَةِ الجُمُعَةِ بِالبَصْرَةِ، فَشَيَّعَهُ الخَلْقُ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed 11-06-2014 06:53 AM


(22) مُـــحَـــمَّـــــــدُ بْـــنُ سِـــيْـــــرِيْــــــــــن

هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ سِيْرِيْنَ، أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيرُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ، وإِمَامُ وَقْتِـهِ فِي عُلُومِ الدِّينِ بِالْبَصْرَةِ مَعَ الْحَسَنِ الْبَصْرَيِّ. أَدْرَكَ ثَلاَثِيْنَ صَحَابِيّاً وأَخَذَ عَنْهُم العِلْمَ؛ وكَانَ يَأْتِي بِالحَدِيْثِ عَلَى حُرُوْفِهِ؛ لاَ يُحَدِّثُ بِالْمَعنَى؛ وكَانَ يَصُوْمُ يَوْماً، وَيُفْطِرُ يَوْماً.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ ابْنُ سِيْرِيْنَ بْالْبَصْرَةِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وثَلاَثِينَ (33 هــ). وكَانَ فَقِيْهاً، عَالِماً، وَرِعاً، أَدِيْباً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، شَهِدَ لَهُ أَهْلُ العِلْمِ وَالفَضْلِ بِذَلِكَ، وَهُوَ حُجَّةٌ.

أَخَـــذ العِـلْـمَ عَـــنْ: الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وأَبِي هُرَيْرَةَ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وعَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وأَنَسَ بنَ مَالِكٍ وأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ وعِمْرَانَ بنَ حُصَيْنٍ وعَدِيَّ بنَ حَاتِمٍ وأَبِي الدَّرْدَاءِ الأَنْصَارِيِّ ومُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ وأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ وجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ ورَافِعِ بْنِ خَدِيْجِ الأَنْصَارِيِّ وسَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ وكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ الأَنْصَارِيِّ وسَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، وأُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وأُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّة.

وَرَعُـــــــهُ:

- كَانَ ابْنُ سِيْرِيْنَ يَشْتَغِلُ بِالتِّجَارَةِ، فَكَانَ إِذَا شَكَّ فِي شَيْءٍ في البَيْعِ والشِّرَاءِ، تَرَكَـهُ، مَخَافَةَ الوُقُوعِ فِي الحَرَامِ.

- وكَانَ لَا يَاَكُلُ عِنْدَ أَحَدٍ؛ فَكَانَ إِذَا دُعِيَ إِلَى وَلِيمَةٍ، أَجَابَ وَلَمْ يَطْعَم مِنهَا شَيْئاً!!

- قَالَ عَنْهُ الشَّعْبِيُّ لِطَلَبَةِ العِلْمِ مِنْ التَّابِعِينَ: عَلَيْكُم بِابْنَ سِيْرِيْن.
- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنِ عَوْن: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ.
- وقَالَ عُثْمَانَ البَتِّيِّ: لَمْ يَكُنْ بِالبَصْرَةِ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالقَضَاءِ مِنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ.
- وقَالَ بَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيُّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَوْرَعِ مَنْ أَدْرَكْنَا، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْن.
- وقَالَ مُوَرِّقٌ العِجْلِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَهَ فِي وَرَعِهِ، وَلاَ أَوْرَعَ فِي فَقْهِهِ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ.
- وقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَمْ يَكُنْ كُوْفِيٌّ وَلاَ بَصْرِيٌّ لَهُ مِثْلُ وَرَعِ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ.

مِـن أَقْوَالِــــهِ:

- قَالَ مُحَمَّد بْنُ سِيْرِيْن: إِنَّ هَذَا العِلْمَ دَيْنٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُوْنَ دَيْنَكُم.
- وقَالَ ذَهَب العِلْمُ وَبَقِيَتْ مِنْهُ شَذَرَاتٌ فِي أَوْعِيَةٍ شَتَّى.
- وقَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَاعِظًا مِنْ قَلْبِهِ يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ.
- وقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيْسَ لَهُ عَلَى أَحَدٍ سُلْطَانٌ؛ وَلَكِنْ مَنْ أَطَاعَهُ أَهْلَكَهُ.
- وكَانَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُسَافِرَ فِي التِّجَارَةِ: اتَّقِ اللَّهَ وَاطْلُبْ مَا قُدِّرَ لَكَ مِنَ الْحَلَالِ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَطْلُبْهُ مِنْ ذَلِكَ لَمْ تُصِبْ أَكْثَرَ مِمَّا قُدِّرَ لَكَ.

- يُنْسَبُ إِلَيْهِ كِتَابٌ فِي تَفْسِيرِ الأَحْلاَمِ يُسَمَّى بِــــ (مُنْتَخَبُ الكَلاَمِ فِي تَفْسِيرِ الأَحْلاَمِ)؛ ولاَ تَصِحُّ نِسْبَتُـهُ لَـهُ؛ كَذَا أَكَّدَهُ العُلَمَاءِ.

وَصِــيَّـــتُـــــهُ:

قَالَ فِي وَصِيَّتِـهِ: "ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سِيْرِيْن بَنِيهِ وَأَهْلَهُ: أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ، وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِم، وَأَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ؛ وَأَوْصَاهُم بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ: «يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»". (البَقَرَة: 132).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ ابْنُ سِيْرِيْن بِالْبَصْرَةِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِي شَهْرِ شَوَّالٍ، سَنَةَ عَشْرٍ ومِائَـة (110 هــ)، وَقَبْرُهُ بِإِزَاءِ قَبْرِ الْحَسَنِ الْبَصْرَيِّ؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


Mr. Hatem Ahmed 11-06-2014 11:16 PM


(23) مَـــكْـــحُـــــــــــولٌ الـــشَّـــــامِـــــــــــــيُّ

هُـــــــوَ: مَكْحُوْلُ بْنُ شَهْرَابَ بْنِ شَاذِلَ بْنِ سَنَدَ بْنِ شُرْوَانَ بْنِ يَزْدَكَ بْنِ يَغُوْثَ بْنِ كِسْرَى، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الأَعجَمِيُّ الأَصْلِ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ؛ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ؛ وكَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ، حَرِيصاً عَلَى الاِشْتِغَالِ بِهِ صَغِيراً وكَبِيراً، رَحَلَ فِيـهِ إِلَى أَكْثَرِ الأَقْطَارِ العَرَبِيَّةِ؛ كَالمَدِيْنَةِ ومِصْرَ والعِرَاقَ، وغَيْرِهَا. وكَانَ فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ ظَاهِرَةٌ، يُبَدِّلُ بَعضَ الحُروُفِ بِغَيْرِهِ؛ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُوُل: "قُلْ". قالها: "كُلْ".

أَخَـذَ الـعِـلْمَ عَــنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ووَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وأَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.
ومِـنَ الـتَّـابِـعِـيـــنَ: سَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَيْرِيْزٍ وجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وطَاوُوْسٍ وأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ وقَبِيْصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ؛ وغَيْرِهِم.

قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

- قَالَ الزُّهْرِيِّ: العُلَمَاءُ أَرْبَعَةٌ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ بِالمَدِيْنَةِ، وَالشَّعْبِيُّ بِالكُوْفَةِ، وَالحَسَنُ بِالبَصْرَةِ، وَمَكْحُوْلٌ بِالشَّامِ.
- وقَالَ سَعِيْدُ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَنِ مَكْحُوْلٍ أَبْصَرَ بِالفُتْيَا مِنْهُ، مَكْحُوْلٌ أَفْقَهُ أَهْلِ الشَّامِ.
- وقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ: مَكْحُوْلٌ إِمَامُ أَهْلِ الشَّامِ.
- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَا بِالشَّامِ أَحَدٌ أَفْقَهُ مِنْ مَكْحُوْلٍ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ مَكْحُوْلٌ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ومِائَةٍ (112 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.


Mr. Hatem Ahmed 12-06-2014 04:05 AM


(24) أَبُـــو جَـــعـــــفَـــــــــرٍ الـــبَـــــاقِـــــــــــــر

هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ، المَدَنِيُّ، ابْنُ زَيْنِ العَابِدِيْنَ. الإِمَامُ، السَّيِّدُ، الفَقِيهُ، المُجْتَهِدُ، العَابِدُ؛ كَانَ يُصَلِّي فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِائَةً وَخَمْسِيْنَ رَكْعَةً تَطَوُّعاً.
وَأُمُّـــهُ: هِيَ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بِنْتُ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ (56 هــ). وَكَانَ أَحَدَ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ العِلْمِ وَالعَمَلِ، وَالسُّؤْدُدِ وَالشَّرَفِ، وَالثِّقَةِ وَالرَّزَانَةِ، كَبِيْرِ الشَّأْنِ؛ أَجْلَسَهُ جَدُّهُ الحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي حِجْرِه، وَقَالَ لَهُ: "رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ".

أَخَـــذَ الـعِـلْمَ عَــنْ: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وجَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ وأَبِي سَعِيْدٍ الخُدرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم. وعَن أَبِيْهِ؛ زَيْنِ العَابِدِيْنَ. وعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ وسَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ ومُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، وغَيْرِهِم.

مِـن أَقْوَالِــــهِ:

- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: اذْكُرُوا مِنْ عَظَمَةِ اللهِ مَا شِئْتُمْ، وَلاَ تَذْكُرُوْنَ مِنْهُ شَيْئاً إِلاَّ وَهِيَ أَعْظَمُ مِنْهُ، وَاذْكُرُوا مِنَ النَّارِ مَا شِئْتُمْ، وَلاَ تَذْكُرُوا مِنْهَا شَيْئاً إِلاَّ وَهِيَ أَشَدُّ مِنْهُ، وَاذْكُرُوا مِنَ الجَنَّةِ مَا شِئْتُمْ، وَلاَ تَذْكُرُوا مِنْهَا شَيْئاً إِلاَّ وَهِيَ أَفَضْلُ.
- وقَالَ: أَجْمَعَ بَنُوْ فَاطِمَةَ عَلَى أَنْ يَقُوْلُوا فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحْسَنَ مَا يَكُوْنُ مِنَ القَوْلِ.
- وسَأَلَهُ سَالِمٌ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا...؟!
فَقَالَ لَهُ: يَا سَالِمُ، تَوَلَّهُمَا، وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً.
- وقَالَ: مَا دَخَلَ قَلْبَ امْرِئٍ مِنَ الكِبْرِ شَيْءٌ إِلاَّ نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ مِقْدَارَ ذَلِكَ.
- وقَالَ: الصَّوَاعِقُ تُصِيْبُ المُؤْمِنَ وَغَيْرَ المُؤْمِنِ، وَلاَ تُصِيْبُ الذَّاكِرَ.
- وقَالَ: سِلاَحُ اللِّئَامِ، قُبْحُ الكَلاَمِ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالمَدِيْنَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ومِائَةٍ (114 هــ)، وقَد بَلَغَ ثَمَانِياً وخَمْسِيْنَ سَنَةً (58رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed 13-06-2014 01:01 AM


(25) الـــحَـــــكَـــــــــمُ بْـــــنُ عُـــتَـــيْـــبَـــــــــــةَ

هُـــــــوَ: الحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ الكِنْدِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الفَقِيهُ، الحُجَّةُ، الثَّبْتُ، عَالِمُ أَهْلِ الكُوْفَةِ.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ في سَنَةِ سِتٍّ وأَربَعِيْنَ (46 هــ). ورَأَى بَعضَ الصَّحَابَةِ ولَمْ يَروِي عَنْهُم شَيْئاً؛ خَلاَ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ.

أَخَذَ العِلْمَ عَـــنْ: زَيْنِ العَابِدِينَ والشَّعْبِيِّ وشُرَيْحٍ القَاضِي وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وأَبِي وَائِلٍ الأَسَدِيُّ وسَعِيْدِ بنِ جُبَيْر وطَاوُوْسٍ وعِكْرِمَةَ ومُجَاهِدٍ وعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ وأَبِي الشَّعْثَاءِ المُحَارِبِيِّ وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ؛ وَخَلْقٍ سِوَاهُم.

- قَالَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيْرٍ: مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا (يَقْصِدُ مَكَّةَ) أَفْقَهُ مِنْهُ.
- وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مَا كَانَ بِالكُوْفَةِ مِثْلُ الحَكَمِ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ ومَائَةٍ (115 هــ)؛ ولَهُ تِسْعٌ وسِتُّونَ سَنَة (69رَحِمَهُ اللهُ.

Mr. Hatem Ahmed 22-06-2014 12:56 PM


(26) حَـــبِـــــيْـــــــــــبُ بْـــنُ أَبِـــــي ثَـــــابِـــــــــــــــتٍ

هُـــــــوَ: حَبِيْبُ بْنُ قَيْسُ بْنُ دِيْنَارٍ الأَسَدِيُّ،أَبُو يَحْيَى القُرَشِيُّ. الإِمَامُ، الثَّبْتُ، الفَقِيْهُ، الحُجَّةُ، مُفْتِي الكُوْفَةِ، مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ فِي زَمَانِهِ.

أَخَذَ العِلْمَ عَـن: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وأَبِي الطُّفَيْلِ اللَّيْثِيُّ؛ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُم. وعَـن: زَيْنِ العَابِدِينَ وسَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ وعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ومُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ وأَبِي وَائِلٍ الأَسَدِيِّ وزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الجُهَنِيِّ وأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وإِبْرَاهِيْمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وطَاوُوْسِ بْنِ كَيْسَانَ ونَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ؛ وغَيْرِهِم.

قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: كَانَ بِالكُوْفَةِ ثَلاَثَةٌ، لَيْسَ لَهُم رَابِعٌ: حَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَالحَكَمُ، وَحَمَّادٌ؛ كَانُوا مِنْ أَصْحَابِ الفُتْيَا، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِالكُوْفَةِ إِلاَّ يَذِلُّ لِحَبِيْبٍ.
- وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، حُجَّةٌ.
- وقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ مُفْتِي الكُوْفَةِ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ ومِائَةٍ (119 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 23-06-2014 12:24 AM


(27) حَـــمَّـــــــــــادُ بْـــنُ أَبِـــــي سُـــلَـــــيْـــــــمَــــــــــان

هُـــــــوَ: حَمَّادُ بْنُ مُسْلِمٍ الكُوْفِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيْلَ، الأَصْبَهَانِيُّ الأَصْلِ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ العِرَاقِ؛ كَانَ أَحَدَ العُلَمَاءِ الأَذْكِيَاءِ، والكِرَامِ الأَسْخِيَاءِ، كَانَ يُفَطِّرُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مِائَةِ إِنْسَانٍ، وإِذَا جَاءَ العِيدُ أَعطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُم مِائَةَ دِرْهَمٍ وثَوْبَيْنِ جَدِيْدَيْنِ.

أَخَذَ العِلْمَ عَــنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُ. وعَنْ: إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وَهُوَ أَنْبَلُ أَصْحَابِهِ وَأَفْقَهُهُم، وَأَقْيَسُهُم، وَأَبْصَرُهُم بِالمُنَاظَرَةِ وَالرَّأْيِ. وعَنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ والشَّعْبِيِّ والحَسَنِ البَصْرِىِّ وعِكْرَمَةَ القُرَشِىِّ وأَبِي وَائِلٍ الأَسدي وزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الجُهَنِيِّ وعَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ.

وأَخَذَ الفِقْهَ عَـنْــهُ: تِلْمِيْذُهُ؛ الإِمَامُ أَبُو حَنِيْفَةَ، والأَعْمَشُ وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ومِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ الجَزَرِيُّ؛ وخَلْقٌ كَثِيرٌ.

قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

- قَالَ الحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ: ومَنْ فِي الكُوْفَةِ مِثْلُ حَمَّادٍ..؟!
- وقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْ حَمَّادٍ.
- وقَالَ مَعْمَر بْنُ رَاشِدٍ: لَمْ أَرَ أَفْقَهَ مِنَ: الزُّهْرِيِّ، وحَمَّادٍ، وقَتَادَةَ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ حَمَّادٌ سَنَةَ عِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (120 هــ).

Mr. Hatem Ahmed 24-06-2014 05:59 AM


(28) عَــــــــمْـــــــــــرُو بْـــــنُ دِيْـــــــنَـــــــــــارٍ الـــــمَـــــــــكِّـــــــــــــــيُّ

هُـــــــوَ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ الجُمَحِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَثْرَمُ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الحَافِظُ الثَّبْتُ، الفَقِيهُ الحُجَّةُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ، وَشَيْخُ الحَرَمِ فِي زَمَانِهِ؛ ومِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ومِنْ أَثْبَت النَّاسِ فِيهِ؛ وَكَانَ مِنَ الحُفَّاظِ المُقَدَّمِيْنَ؛ وكَانَ فَقِيهاً نِحرِيراً، أَفْتَى بِمَكَّةَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ بِصَنْعَاءَ فِي اليَمَن فِي سَنَةِ سِتٍّ وأَربَعِيْنَ (46 هــ). وكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وأَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ.

أَخَذَ العِلْمَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وعَبْدِ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وعَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرٍو بْنِ العَاصِ وجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ وأَبِي سَعِيْدٍ الخُدرِيِّ وأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ بِنِ أَبِي طَالِبٍ والبَرَاءَ بنَ عَازِبٍ وَزَيْدَ بنَ أَرْقَمَ وأَبِي الطُّفَيْلِ اللَّيْثِيِّ. ومِن التَّابِعِينَ: سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّب وسَالِم بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ الهِلاَلِيِّ وعُروَة بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ وعَطَاء بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ وسَعِيدِ بْنِ أَبِي بُردَةَ الأَشْعَرِيِّ وأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وطَاوُوْسٍ اليَمَانِيِّ وسَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ ومُجَاهِد بْنِ جَبْرٍ والحَسَن بْنِ مُحَمَّد بْنِ عَلَيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وبَجَالَةَ بْنِ عَبَدَةَ وعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيَّ وأَبِي الشَّعْثَاءِ الأَزْدِيِّ وأَبُو صَالِحٍ السَّمَّان، وعِدَّةً.

قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

- قَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَنَصَّ لِلْحَدِيْثِ الجَيِّدِ مِنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ.
- وقَالَ شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاج: مَا رَأَيْتُ فِي الحَدِيْثِ أَثْبَتَ مِنْ عَمْرِو.
- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي نَجِيْحٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ أَفْقَهَ مِنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ.
- وقال مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ: مَا رَأَيْتُ أَثْبَت مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فِي الحَدِيثِ.
- وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: عَمْرٌو: ثِقَةٌ، ثِقَةٌ، ثِقَةٌ؛ مَا كَانَ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَفْقَهُ مِنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَلاَ أَعْلَمُ، وَلاَ أَحْفَظُ مِنْهُ.
- وقَالَ النَّسَائِيُّ: عَمْرٌو: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.
- وقال الدَّارَقُطْنِيّ: مِن الحُفَّاظِ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وعِشْرِينَ ومِائَةٍ (126 هــ)، ولَهُ ثَمَانُونَ سَنَةٍ (80)؛ رَحِمَهُ اللهُ.


Mr. Hatem Ahmed 04-07-2014 05:12 AM


(29) يَـــزِيـــــــدُ بْـــنُ أَبِـــــي حَـــبِـــيـــــــبٍ الـــمِـــــصْـــــــــــرِيُّ

هُـــــــوَ: يَزِيْدُ بْنُ سُوَيْدٍ، أَبُو رَجَاءٍ المِصْرِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الفَقِيهُ الحُجَّةُ، مُفتِي الدِّيَارِ المِصرِيَّةِ فِي زَمَانِهِ؛ هُوَ أَوَّلُ مَنْ أظْهَرَ الفِقْهَ بِمِصْرَ، وهُوَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ جَعَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَيْهِمُ الْفُتْيَا بِمِصْرَ.


مَـوْلِـدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وخَمْسِيْنَ (53 هـ). وكَانَ مِن الحُكَمَاءِ الفُقَهَاءِ الأَتقِيَاءِ، ومِنَ الحُفَّاظِ المَشْهُورِينَ، ومِن جِلَّةِ العُلَمَاءِ العَامِلِينَ.

أَخَذَ العِلْمَ عَنْ: سَالِم بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وعَطَاء بنِ أَبِي رَبَاحٍ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ وسَعِيْدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ وصَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ القُرَشِيُّ والزُّهْرِيّ ومَرْثَد بنِ عَبْدِ اللهِ اليَزَنِيِّ ونَافِعٍ العُمَريِّ وعِيْسَى بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ وبُكَيْر بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَشَجِّ وبَكْر بنِ عَمْرٍو المَعَافِرِيّ وإِبْرَاهِيْم بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُنَيْنٍ وخَيْر بْنِ نُعَيمٍ الحَضرَميّ، وغَيْرِهِم.

وأَخَذَ عَنْهُ العِلْمَ: اللَّيْثُ بْنُ سَعدٍ ومُحَمَّد بْنُ إِسْحَاقَ وَحَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ وزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَة الجَزَرِيّ وعَمْرُو بْنُ الحَارِث المِصْرِي وسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيَّوب وسُلَيْمان التَّيْمِيّ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَة وعَبْدُ الحَمِيدِ بْنِ جَعفَر الأَنْصَارِيّ ويَحيَى بْنُ أَيَّوب المِصْرِي؛ وغَيْرُهُم الكَثِير.

قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــهُ:

- قَالَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ: سَيِّدُنَا وعَالِمُنَا.
- وقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ فِي أَيَّامِهِ، وكَانَ حَلِيْماً، عَاقِلاً، وكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ العِلْمَ بِمِصْرَ، والكَلاَمَ فِي الحَلاَلِ وَالحَرَامِ، ومَسَائِلَ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: الإِمَامُ الكَبِير، الفَقِيهُ، وكَانَ حُجَّةً، حَافِظًا لِلحَدِيثِ.
- وقَالَ السِّيُوطِيُّ: فَقِيهُ مِصْرَ وَشَيْخُهَا وَمُفْتِيهَا.

مِـن أَقْـوَالِـــهِ:

- لاَ أَدَعُ أَخًا لِي يَغْضَب عَلَيَّ مَرَّتَيْنِ، بَلْ أَنْظُرُ مَا يَكْرَهُ فَأَدَعُهُ.


مُوَاجَهَتُهُ لِلأُمَرَاءِ بِالْحَقِّ:

مَرِضَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ يَوْماً... فَعَادَهُ حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ أَمِيرُ مِصْرَ، فَقَالَ: يَا أَبَا رَجَاءٍ؛ مَا تَقُولُ فِي الصَّلاةِ فِي ثَوْبٍ فِيهِ دَمُ الْبَرَاغِيثُ...؟!
فَحَوَّلَ
يَزِيدُ وَجْهَهُ ولَمْ يُكَلِّمْهُ.
فَقَامَ
حَوْثَرَةُ فَنَظَرَ إِلَى يَزِيدَ.
فَقَالَ لَهُ يَزِيدٌ: تَقْتُلُ خَلْقًا كُلَّ يَوْمٍ وتَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَرَاغِيثِ...؟!!


عِـــزَّةُ نَــفْــسِـــهِ:

فَفِي يَوْمٍ... أَرْسَلَ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ الأَمِيرُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وقَالَ لَهُ: ائْتِنِي لِأَسْأَلَكَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْعَلْم.
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَزِيدٌ قَائِلاً: بَلْ أَنْتَ فَائْتِنِي!! فَإِنَّ مَجِيئَكَ إِليِّ زَيْنٌ لَكَ، ومَجِييء إِلَيْكَ شَيْنٌ (عَار) عَلَيْكَ.


وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وعِشْرِينَ ومِائَةٍ (128 هـ).

Mr. Hatem Ahmed 15-07-2014 06:13 AM


(30) أَبُـــــو الـــــزِّنَــــــــــــــــاد

هُـــــــوَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ القُرَشِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَدَنِيُّ. فَقِيْهُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ؛ وكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، فَصِيْحاً، بَصِيْراً بِالعَرَبِيَّةِ، عَالِماً، عَاقِلاً.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وسِتِّيْنَ (65 هــ). وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الإِسْلاَمِ، ومِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ؛ حَسَنَ الخُلُقِ.

أَخَذَ الفِقْهَ والحَدِيثَ مِن: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. ومِن كِبَارِ التَّابِعِينَ: أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ وعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ بْنِ ثَابِتٍ وعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ وأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وأَبُو بَكْرٍ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَارِثِ وطَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ وسَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ وسُلَيْمَانِ بْنِ يَسَارٍ الهِلاَلِيِّ وعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرمُز الأَعرَجِ وَهُوَ مُكْثِرٌ عَنْهُ، ثَبْتٌ فِيْهِ.

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ سُفْيَانُ الثوري: أَبُو الزِّنَادِ؛ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ.

- وقَالَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، حَجَّةٌ.

- وقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَمْ يَكُنْ بِالمَدِيْنَةِ بَعدَ كِبَارِ التَّابِعِينَ أَعلَمَ مِن: ابْنِ شِهَابٍ، ويَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وأَبِي الزِّنَادِ.

- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، فَقِيْهٌ، صَالِحُ الحَدِيْثِ، صَاحِبُ سُنَّةٍ، وَهُوَ مِمَّنْ تَقُوْمُ بِهِ الحُجَّةُ.

- وقَالَ البُخَارِيُّ: أَصحُّ أَسَانِيْدِ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو الزِّنَادِ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، فِي رَمَضَانَ، فِي سَنَةِ إِحدَى وثَلاَثِيْنَ ومِائَةٍ (131 هــ)، وهُوَ ابْنُ سِتٍّ وسِتِّيْنَ سَنَةً (66)؛ رَحِمِهُ اللهُ.


alaaeldien 15-07-2014 11:10 AM

greeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeet

Mr. Hatem Ahmed 18-07-2014 11:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alaaeldien (المشاركة 5932527)
greeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeet



Thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks


Mr. Hatem Ahmed 25-07-2014 05:57 AM


(31) أَيُّـــــوْبُ الـسِّـــخْـــتِـــيَـــانِــــــيُّ

هُـــــــوَ: أَيُّوْبُ بْنُ كَيْسَانَ العَنَزِيُّ الآدَمِيُّ، أَبُو بَكْرٍ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ العَلَم، الحَافِظُ الكَبِيرُ، سَيِّدُ فُقَهَاءِ عَصْرِهِ؛ ورَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَمَا وَجَدْنَا لَهُ عَنْهُ رِوَايَةً، مَعَ كَوْنِه مَعَهُ فِي بَلَدٍ، وَكَونِه أَدرَكَه وهُوَ ابْنُ بِضعٍ وعِشْرِيْنَ سَنَةً. وكَانَ عَابِداً، زَاهِداً، كَبِيرَ القَدرِ، وحَجَّ أَرْبَعِيْنَ حَجَّةً.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وسِتِّيْنَ (68 هــ). وكَانَ مِن سَادَاتِ أَهْلِ البَصِرَة وعُبَّادِ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ وفُقَهَائِهِم، ومِمَنْ اشْتَهَرَ بِالفَضْلِ والعِلْمِ والنُّسُكِ والصَّلاَبَة فِي السُّنَّةِ والقَمْع لِأَهْلِ البِدَعِ.

وَكَانَ أَيُّوْبُ مِمَّنْ يُخفِي عِبَادَتَهُ وزُهْدَه

- فَكَانَ يَقُوْمُ اللَّيلَ كُلَّه، ويُخفِي ذَلِكَ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ، رَفعَ صَوْتَه كَأَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ!!

- وكَانَ فِي مَجْلِسٍ يَوْماً، فَجَاءتْهُ عَبْرَةٌ، فَجَعَلَ يَمْتَخِطُ وَيَقُوْلُ: مَا أَشَدَّ الزُّكَامَ!!

وكَانَ مُجَابَ الدَّعوَةِ

كَانَ فِي طَرِيْقِ مَكَّةَ، فَأَصَابَ النَّاسَ عَطَشٌ حَتَّى خَافُوا المَوت، فَقَالَ أَيُّوْبُ: أَتَكْتُمُوْنَ عَلَيَّ؟
قَالُوا: نَعَمْ.
فَدَوَّرَ رِدَاءهُ، ودَعَا، فَنَبَعَ المَاءُ، وسَقَوُا الجِمَالَ، ورَوُوْا، ثُمَّ أَمَرَّ يَدَه عَلَى المَوْضِعِ، فَصَارَ كَمَا كَانَ!!!

أَخَذَ العِلْمَ مِنْ: سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي بِكْرٍ وأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ وأَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وعَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ وأَبِي قِلاَبَةَ الجَرْمِيِّ ومُجَاهِدِ بنِ جَبْرٍ، والحَسَنِ البَصْرِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ وأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ وعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وأَبِي مِجلَزٍ لاَحِقِ بنِ حُمَيْدٍ وعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ ونَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وأَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ وحُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ والأَعرَجِ وابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وقَتَادَةَ، وخَلْقٍ سِوَاهُم.

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ الحَسَنَ البَصْرِيُّ: أَيُّوْبُ سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ البَصْرَةِ.

- وقَالَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاج: أَيُّوْبُ سَيِّدُ الفُقَهَاءِ.

- وقَالَ هِشَامُ بنُ عُروَةَ: مَا رَأَيْتُ بِالبَصْرَةِ مِثْلَ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ.

- وقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَيُّوْبُ عِنْدِي أَفْضَلُ مَنْ جَالَستُه، وَأَشَدُّه اتِّبَاعاً لِلسُّنَّةِ؛ ومَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَطُّ أَشَدَّ تَبُسُّماً فِي وَجُوْهِ الرِّجَالِ مِنْهُ.

- وقَالَ سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَيُّوْبَ.

- وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ، جَامِعاً، كَثِيْرَ العِلْمِ، حُجَّةً، عَدلاً.

- وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.

مِـن أَقْوَالِــــهِ:

- قَالَ أَيُّوْبٌ: لاَ خَبِيْثَ أَخبَثُ مِنْ قَارِئٍ فَاجِرٍ.

- وقَالَ: لِيتَّقِ اللهَ رَجُلٌ، فَإِنْ زَهِدَ، فَلاَ يَجعَلَنَّ زُهْدَه عَذَاباً عَلَى النَّاسِ، فَلأَنْ يُخْفِيَ الرَّجُلُ زُهْدَه خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُعْلِنَه.

- وقَالَ: مَا صَدَقَ عَبْدٌ قَطُّ، فَأَحَبَّ الشُّهرَةَ.

- وقَالَ صَالِحُ بنُ أَبِي الأَخْضَرِ: قُلْتُ لأَيُّوْبَ: أَوْصِنِي.

قَالَ: أَقِلَّ الكَلاَمَ.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ بِالبَصْرَةِ فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ مِن شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحدَى وثَلاَثِيْنَ ومِائَةٍ (131 هــ)، ولَهُ ثَلاَثٌ وسِتُّوْنَ سَنَةً (63).

- قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: غَدَا عَلَيَّ مَيْمُوْنٌ أَبُو حَمْزَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ البَارِحَةَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُمَا: مَا جَاءَ بِكُمَا؟
قَالاَ: جِئنَا نُصَلِّي عَلَى أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ.
قَالَ حَمَّادُ: وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِمَوْتِه.
فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ مَاتَ أَيُّوْبُ البَارِحَةَ. رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى

....رولا.... 26-07-2014 12:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mr. Hatem (المشاركة 5944080)

(31) أَيُّـــــوْبُ الـسِّـــخْـــتِـــيَـــانِــــــيُّ

هُـــــــوَ: أَيُّوْبُ بْنُ كَيْسَانَ العَنَزِيُّ الآدَمِيُّ، أَبُو بَكْرٍ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ العَلَم، الحَافِظُ الكَبِيرُ، سَيِّدُ فُقَهَاءِ عَصْرِهِ؛ ورَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَمَا وَجَدْنَا لَهُ عَنْهُ رِوَايَةً، مَعَ كَوْنِه مَعَهُ فِي بَلَدٍ، وَكَونِه أَدرَكَه وهُوَ ابْنُ بِضعٍ وعِشْرِيْنَ سَنَةً. وكَانَ عَابِداً، زَاهِداً، كَبِيرَ القَدرِ، وحَجَّ أَرْبَعِيْنَ حَجَّةً.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وسِتِّيْنَ (68 هــ). وكَانَ مِن سَادَاتِ أَهْلِ البَصِرَة وعُبَّادِ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ وفُقَهَائِهِم، ومِمَنْ اشْتَهَرَ بِالفَضْلِ والعِلْمِ والنُّسُكِ والصَّلاَبَة فِي السُّنَّةِ والقَمْع لِأَهْلِ البِدَعِ.

وَكَانَ أَيُّوْبُ مِمَّنْ يُخفِي عِبَادَتَهُ وزُهْدَه

- فَكَانَ يَقُوْمُ اللَّيلَ كُلَّه، ويُخفِي ذَلِكَ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ، رَفعَ صَوْتَه كَأَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ!!

- وكَانَ فِي مَجْلِسٍ يَوْماً، فَجَاءتْهُ عَبْرَةٌ، فَجَعَلَ يَمْتَخِطُ وَيَقُوْلُ: مَا أَشَدَّ الزُّكَامَ!!

وكَانَ مُجَابَ الدَّعوَةِ

كَانَ فِي طَرِيْقِ مَكَّةَ، فَأَصَابَ النَّاسَ عَطَشٌ حَتَّى خَافُوا المَوت، فَقَالَ أَيُّوْبُ: أَتَكْتُمُوْنَ عَلَيَّ؟
قَالُوا: نَعَمْ.
فَدَوَّرَ رِدَاءهُ، ودَعَا، فَنَبَعَ المَاءُ، وسَقَوُا الجِمَالَ، ورَوُوْا، ثُمَّ أَمَرَّ يَدَه عَلَى المَوْضِعِ، فَصَارَ كَمَا كَانَ!!!

أَخَذَ العِلْمَ مِنْ: سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي بِكْرٍ وأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ وأَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وعَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ وأَبِي قِلاَبَةَ الجَرْمِيِّ ومُجَاهِدِ بنِ جَبْرٍ، والحَسَنِ البَصْرِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ وأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ وعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وأَبِي مِجلَزٍ لاَحِقِ بنِ حُمَيْدٍ وعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ ونَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وأَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ وحُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ والأَعرَجِ وابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وقَتَادَةَ، وخَلْقٍ سِوَاهُم.

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ الحَسَنَ البَصْرِيُّ: أَيُّوْبُ سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ البَصْرَةِ.

- وقَالَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاج: أَيُّوْبُ سَيِّدُ الفُقَهَاءِ.

- وقَالَ هِشَامُ بنُ عُروَةَ: مَا رَأَيْتُ بِالبَصْرَةِ مِثْلَ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ.

- وقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَيُّوْبُ عِنْدِي أَفْضَلُ مَنْ جَالَستُه، وَأَشَدُّه اتِّبَاعاً لِلسُّنَّةِ؛ ومَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَطُّ أَشَدَّ تَبُسُّماً فِي وَجُوْهِ الرِّجَالِ مِنْهُ.

- وقَالَ سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَيُّوْبَ.

- وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ، جَامِعاً، كَثِيْرَ العِلْمِ، حُجَّةً، عَدلاً.

- وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.

مِـن أَقْوَالِــــهِ:

- قَالَ أَيُّوْبٌ: لاَ خَبِيْثَ أَخبَثُ مِنْ قَارِئٍ فَاجِرٍ.

- وقَالَ: لِيتَّقِ اللهَ رَجُلٌ، فَإِنْ زَهِدَ، فَلاَ يَجعَلَنَّ زُهْدَه عَذَاباً عَلَى النَّاسِ، فَلأَنْ يُخْفِيَ الرَّجُلُ زُهْدَه خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُعْلِنَه.

- وقَالَ: مَا صَدَقَ عَبْدٌ قَطُّ، فَأَحَبَّ الشُّهرَةَ.

- وقَالَ صَالِحُ بنُ أَبِي الأَخْضَرِ: قُلْتُ لأَيُّوْبَ: أَوْصِنِي.

قَالَ: أَقِلَّ الكَلاَمَ.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ بِالبَصْرَةِ فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ مِن شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحدَى وثَلاَثِيْنَ ومِائَةٍ (131 هــ)، ولَهُ ثَلاَثٌ وسِتُّوْنَ سَنَةً (63).

- قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: غَدَا عَلَيَّ مَيْمُوْنٌ أَبُو حَمْزَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ البَارِحَةَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُمَا: مَا جَاءَ بِكُمَا؟
قَالاَ: جِئنَا نُصَلِّي عَلَى أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ.
قَالَ حَمَّادُ: وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِمَوْتِه.
فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ مَاتَ أَيُّوْبُ البَارِحَةَ. رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى



بارك الله بحضرتك وجزاك الله خيرا

Mr. Hatem Ahmed 26-07-2014 04:21 AM

شكراً جزيلاً لحضرتِك على المرور الكريم

Mr. Hatem Ahmed 05-08-2014 06:06 AM


(32) صَـــفْـــــــوَانُ بْـــنُ سُــلَـــيْــــــم

هُـــــــوَ: صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ القُدْوَةُ، الفَقِيْهُ النِّحرِيرُ، الحَافِظُ الكَبِيرُ، العَابِدُ الزَّاهِدُ، مُفْتِي المَدِينَة.

أَخَـــذَ الـعِـلْـــمَ مِـــن: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. ومِـن كِـبَـارِ الـتَّـابِـعِـيـن: حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَوْفٍ ونَافِعِ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ وطَاوُوْسِ بْنِ كَيْسَانٍ وسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ وسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَوْفٍ وحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وعَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ وعَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ هُرمُزٍ وعِكْرَمَةَ القُرَشِيِّ وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانَ وعَطَاءِ بنِ يَسَارٍ وسَلْمَانَ الأَغَرِّ.

- وكَانَ مِن عُبَّادِ أَهْلِ المَدِينَةِ وزُهَّادِهِم وقُرَّائِهِم ومُتْقِنِيهِم.

- وكَانَ يُصَلِّي عَلَى السَّطْحِ فِي اللَّيْلَةِ البَارِدَةِ لِئَلاَّ يَجِيْئَهُ النَّوْمُ!!

- مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وجَلاَلَتِهِ وثِقَتِهِ.

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ: رَأَيْتُ صَفْوَانَ بنَ سُلَيْمٍ، ولَو قِيلَ لَهُ: غَداً القِيَامَةُ، مَا كَانَ عِنْدَه مَزِيْدٌ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ العِبَادَةِ.

- وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ: كَنْتُ إِذَا رَأَيتُ صَفْوَانَ عَلِمْتُ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّه.

- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْن.

ومِـن أَقْوَالِــــهِ:

- فِي المَوْتِ رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ شَدَائِدِ الدُّنْيَا، وإِنْ كَانَ ذَا غُصَصٍ وكَربٍ.

عِـــزَّةُ نَــفْـسِـــهِ:

قَدِمَ الخَلِيفَةُ سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الأُمَوِيُّ المَدِيْنَةَ، وعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ أَمِيرٌ عَلَيْهَا آنَذَاكَ... فَصَلَّى بِالنَّاسِ بِالظُّهرِ، ثُمَّ اسْتَنَدَ إِلَى المِحرَابِ، واسْتَقبَلَ النَّاسَ بِوَجهِهِ، فَنَظَرَ إِلَى صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، فَقَالَ لِعُمَرَ: مَنْ هَذَا..؟! مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ سَمتاً مِنْهُ..!!
فَقَالَ عُمَرُ: صَفْوَانُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: يَا غُلاَمُ، كِيسٌ فِيْهِ خَمْسُ مائَةِ دِيْنَارٍ.
فَأَتَاهُ بِهِ، فَقَالَ لِخَادِمِهِ: اذْهَبْ بِهَا إِلَى ذَلِكَ القَائِمِ.
فَأَتَى، حَتَّى جَلَسَ إِلَى صَفْوَانَ وَهُوَ يُصَلِّي، ثُمَّ سَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟
قَالَ: يَقُوْلُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ: اسْتَعِنْ بِهَذِهِ عَلَى زَمَانِكَ وَعِيَالِكَ.
فَقَالَ صَفْوَانُ: لَسْتُ الَّذِي أُرْسِلتَ إِلَيْهِ.
قَالَ: أَلستَ صَفْوَانَ بنَ سُلَيْمٍ؟
قَالَ: بَلَى.
قَالَ: فَإِلَيْكَ أُرْسِلتُ.
قَالَ: اذْهَبْ، فَاسْتَثْبِتْ.
فَوَلَّى الغُلاَمُ، وأَخَذَ صَفْوَانُ نَعلَيْهِ، وخَرَجَ؛ فَلَمْ يُرَ بِهَا، حَتَّى خَرَجَ سُلَيْمَانُ مِنَ المَدِيْنَةِ!!

عَـطْـفُــهُ عَـلَــى الـفُـقَـــرَاءِ:

دَخَلَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْماً.. فَرَأَى مِسْكِينًا يَقُولُ: مَنْ قَمَّصَنِي قَمِيصًا قَمَّصَهُ اللَّهُ قَمِيصًا فِي الْجَنَّةِ. فَنَزَعَ صَفْوَانُ قَمِيصَهُ فَأَعْطَاهُ الْمِسْكِينَ، فَرَأَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ، كَانَ صَالِحًا، ثَلَاثَ لَيَالٍ إِذَا رَأَيْتَ صَفْوَانَ أَخْبِرْهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَمَّصَهُ قَمِيصًا مِنَ الْجَنَّةِ لَيْلَةَ كَذَا وَكَذَا، فَخَرَجَ الرَّجُلُ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَأَتَى عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ, فَقَالَ لَهُ: أَرسِلْ إِلَى صَفْوَانَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءَ صَفْوَانُ أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ بِمَا رَأَى، قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ لِصَفْوَانَ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتُخْبِرَنِّي مَا كَانَ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَبَكَى صَفْوَانُ فَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِ القَمِيصِ.

وَفَـاتُـــــهُ: حَلَفَ صَفْوَانُ أَلاَّ يَضَعَ جَنبَهُ بِالأَرْضِ حَتَّى يَلْقَى اللهَ، فَمَكَثَ عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ عَاماً..!!! فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، واشتَدَّ بِهِ النَزْعُ وَهُوَ جَالِسٌ، فَقَالَتِ ابْنَتُه: يَا أَبَةِ، لَو وَضَعتَ جَنبَكَ.
فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ، إِذاً مَا وَفَّيْتُ للهِ بِالنَّذْرِ وَالحَلِفِ.
فَمَاتَ، وإِنَّهُ لَجَالِسٌ!! وكَانَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وثَلاَثِيْنَ ومِائَةٍ (132 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

- وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: فَأَخْبَرَنِي الحَفَّارُ الَّذِي يَحفرُ قُبُوْرَ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، قَالَ: حَفَرتُ قَبْرَ رَجُلٍ، فَإِذَا أَنَا قَدْ وَقَعتُ عَلَى قَبْرٍ، فَوَافَيْتُ جُمْجُمَةً، فَإِذَا السُّجُوْدُ قَد أَثَّرَ فِي عِظَامِ الجُمجُمَةِ، فَقُلْتُ لإِنْسَانٍ: قَبْرُ مَنْ هَذَا...؟! فَقَالَ: أَوَ مَا تَدْرِي...؟! هَذَا قَبْرُ صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ.


Mr. Hatem Ahmed 07-08-2014 06:19 AM


(33) رَبِـــيْـــعَــــــــةُ الــــــــرَّأْي

هُـــــــوَ: رَبِـيْـعَـةُ بْنُ فَرُّوْخٍ التَّيْمِيُّ، أَبُو عُثْمَانَ القُرَشِيُّ؛ الإِمَامُ، الفَقِيهُ المُجْتَهِدُ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، وإِمَامُ الرَّأْي، وعَالِمُ الوَقْتِ.

أَخَذَ الفِقَهَ والحَدِيثَ مِن: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ والسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ومِن كِبَارِ التَّابِعِين: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ وسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وسُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ وعَبْدِ الرَّحمَنِ الأَعرَجِ ومَكْحُولٍ الشَّامِيِّ وعَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وحَنْظَلَةَ بنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ وعَطَاءِ بنِ يَسَارٍ بنِ يَحيَى بنِ حَبَّانَ.

- وكَانَ مِن فُقَهَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ وحُفَّاظِهِم وعُلَمَائِهِم بِأَيَّامِ النَّاسِ وفُصَحَائِهِم.

- وكَانَت لَهُ مُرُوءَةٌ وَسَخَاءٌ، مَعَ فِقْهِهِ وعِلْمِهِ.

- وكَانَت لَهُ حَلْقَةُ عِلْمٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ).

- وكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الاِجتِهَادِ.

- وكَانَ صَاحِبَ الفَتْوَى بِالمَدِيْنَةِ، وكَانَ يَجلِسُ إِلَيْهِ وَجُوهُ النَّاسِ، كَانَ يُحصَى فِي مَجْلِسِهِ أَربَعُونَ مُعْتَمّاً.

- وكَانَ يَحيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ يُجَالِسُهُ، فَإِذَا غَابَ رَبِيْعَةُ، حَدَّثَهم يَحيَى أَحسَنَ الحَدِيْثِ؛ فَإِذَا حَضَرَ رَبِيْعَةُ، كفَّ يَحيَى إِجلاَلاً لِرَبِيْعَةَ، ولَيْسَ رَبِيْعَةُ أَسنَّ مِنْهُ، وهُوَ فِيْمَا هُوَ فِيْهِ، وكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُبجِّلاً لِصَاحِبِهِ.

وأَخَذَ مِنهُ الفِقَهَ والحَدِيثَ: الأَوْزَاعِيُّ ومِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وشُعبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وعَبْدُ اللهِ بْنِ المُبَارَكِ وعُقَيْلُ بنُ خَالِدٍ وعَمْرُو بنُ الحَارِثِ ومَالِكٌ واللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ وفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ ونَافِعٌ القَارِئُ وأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ وأَنَسُ بنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ والدَّراوَردِيُّ، وخَلْقٌ كَثِيرٌ سِوَاهُم.

ثَـنَـــاءُ الـعُـلـمَــــاءِ عَـلَـيْـــهِ:

- قَالَ يَحيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفطَنَ مِنْ رَبِيْعَةَ.

- وقَالَ سَوَّارُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ رَبِيْعَةَ الرَّأْيِ.
فَقِيلَ لَهُ: ولاَ الحَسَنُ وابْنُ سِيْرِيْنَ...؟!
قَالَ: ولاَ الحَسَنُ وابْنُ سِيْرِيْنَ.

- وقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنِ عُمَرَ: هُوَ صَاحِبُ مُعضِلاَتِنَا، وعَالِمُنَا، وأَفَضْلُنَا.

- وقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجَشُوْنِ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحوَطَ لِسُنَّةٍ مِنْ رَبِيْعَةَ.

- وقَالَ اللَّيْثُ: كَانَ صَاحِبَ مُعضِلَاتِ أَهْلِ المَدِينَةِ ورَئِيسَهُمْ فِي الفُتْيَا.

- وقَالَ مَالِكٌ: ذَهَبتْ حَلاَوَةُ الفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيْعَةُ.

- وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: صَارَ رَبِيْعَةُ إِلَى فِقهٍ وَفَضْلٍ، وَمَا كَانَ بِالمَدِيْنَةِ رَجُلٌ أَسْخَى بِمَا فِي يَدَيْهِ لِصَدِيْقٍ، أَوْ لابْنِ صَدِيْقٍ، أَوْ لِباغٍ يَبتغِيهِ مِنْهُ.

- وقَالَ الخَلِيلِيُّ: مِنَ الْأَئِمَّةِ بِالْمَدِينَةِ، تَابِعِيُّ إِمَامٌ، مُفْتِي وَقْتِهِ.

مِـن أَقــوَالِـــــهِ:

- قَالَ: الزَهَادَةُ هِيَ: جَمْعُ الْأَشْيَاءِ مِنْ حِلِّهَا ووَضْعِهَا فِي حَقِّهَا.

- وقَالَ: رَأَيْتُ الرَّأيَ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ تَبِعَةِ الحَدِيْثِ.

- وقَالَ: العِلْمُ وَسِيْلَةٌ إِلَى كُلِّ فَضِيلَةٍ.

- وقَالَ لَهُ رَجُلٌ: صِفْ لِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: مَا أَدرِي كَيْفَ أَنْعَتُهُمَا لَكَ، أَمَّا هُمَا فَقَدْ سَبَقَا مَنْ كَانَ مَعَهُمَا، وأَتعَبَا مَنْ كَانَ بَعدَهُمَا.

- وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: بَكَى رَبِيْعَةُ يَوْماً؛ فَقِيْلَ: مَا يُبْكِيْكَ...؟!
قَالَ: رِيَاءٌ حَاضِرٌ، وَشَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ، وَالنَّاسُ عِنْدَ عُلَمَائِهِم كَصِبْيَانٍ فِي حُجُوْرِ أُمَّهَاتِهم، إِنْ أَمرُوهم ائْتَمرُوا، وَإِنْ نَهوهُم انْتَهَوْا!!

- وقَالَ: السَّاكِتُ بَيْنَ النَّائِمِ وَالأَخْرَسِ.

قُلتُ (حَاتِم):الوَاجِبُ عَلَى المُؤمِنِ أَنْ لاَ يُكْثِر مِن الكَلَام إِلاَّ فِي الخَيْرِ؛ لِقَوْلِ النِّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ) كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ». ولِقَوْلِهِ أَيْضاً كَمَا عَندَ التِّرمِذِيِّ وحَسَّنَهُ: «الحَيَاءُ وَالعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنَ الإِيمَانِ، وَالبَذَاءُ وَالبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ». فَالعِيُّ: قِلَّةُ الكَلَامِ، وَالبَذَاءُ: هُوَ الفُحشُ فِي الكَلَامِ، والبَيَانُ: هُوَ كَثْرَةُ الكَلَامِ.

وَفَـاتُــهُ: تُوُفِّيَ رَبِيعَةُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ ومِائَةٍ (136 هــ) بِالمَدِيْنَةِ.


Mr. Hatem Ahmed 17-08-2014 06:27 AM


(34) صَـــالِـــــــحُ بْـــنُ كَــيْــسَـــــــان

هُـــــــوَ: صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، أَبُو مُحَمَّدٍ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيهُ، المُؤَدِّبُ، مُؤَدِّبُ وَلَدِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ.

- رَأَى عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، وعَبْدَ اللهِ بنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

- وكَانَ جَامِعاً بَيْنَ الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ وَالمُرُوْءةِ.

- ومِن فُقَهَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ وأَسْخِيَائِهِم.

- مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وعَدَالِتِهِ.

أَخَذَ العِلْمَ مِن: عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ وعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعرَجِ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ وسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ ونَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ ونَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ونَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ وابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ وهُوَ رَاوِيَتُهُ ومِن أَثْبَتِ النَّاسِ فِيهِ.

وأَخَذَ مِنهُ العِلْمَ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ -وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ- وحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ وابْنُ عَجْلاَنَ وابْنُ إِسْحَاقَ وابْنُ جُرَيْجٍ وابْنُ عُيَيْنَةَ ومَعْمَرٌ ومَالِكٌ وسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ والدَّرَاوَرْدِيُّ وأَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ أَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (140 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 18-08-2014 10:57 AM


(35) يَـــحــــيَـــــــى بْـــنُ سَـــعِـــيْـــــــدٍ الأَنْـــصَـــــــــارِيُّ

هُـــــــوَ: يَحيَى بْنُ سَعِيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، أَبُو سَعِيْدٍ المَدَنِيُّ. القَاضِي، الإِمَامُ الحَافِظُ، الفَقِيهُ العَلاَّمَةُ، عَالِمُ المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِ، وَتِلْمِيْذُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، وقَاضِي الدَّوْلَتَيْنِ: الأُمَوِيَّة والعَبَّاسِيَّة.

أَخَذَ الفِقْهَ والحَدِيثَ مِن: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ والسَّائِبِ بْنِ يَزِيْدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ومِن كِبَارِ التَّابِعِينَ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي بَكْرٍ وسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ وعُروَةَ بْنِ الزُّبَيْرِبْنِ العَوَّام وسُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ الهِلاَلِيِّ وأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وأَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدِ الأَنْصَارِيِّ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ ونَافِعٍ العُمَرِيِّ والزُّهْرِيِّ والأَعرَجِ وأَبِي صَالِح السَّمَّان، وغَيْرِهِم الكَثِير.

- وكَانَ مِن فُقَهَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ ومُتْقِنِيهِم.

- وكَانَ قَاضِياً عَلَى المَدِينَة فِي أَيَّامِ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ الأُمَوِيِّ.

- وكَانَ قَاضِياً عَلَى الهَاشِميَّة -وهِي مَدِينَة بِقُربِ الكُوفَة- فِي زَمَنِ أبِي العّبَّاس السَّفَّاح وأبِي جّعفَر المَنصُور العَبَّاسِيَّيْنِ.

- مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وجَلاَلَتِهِ وعَدَالِتِهِ وتَوْثِيقِهِ.

وأَخَذَ مِنْهُ العِلْمَ أَئِمَّةُ الإِسْلاَمِ: شُعبَةُ بْنُ الحَجَّاج وسُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ وحَمَّادُ بنُ زَيْدِ وإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدهَم وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وعَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ وهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وعَبْدُ الرَّحمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ وسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ وعَبْدُ المَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ ومَالِكُ بْنُ أَنَسٍ واللَّيْثُ بْنُ سَعدٍ وعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وعَمْرُو بْنُ الحَارِثِ المِصْرِيُّ ومُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقٍ ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ ومَروَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الفَزَارِيُّ ووُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ ويَحيَى بْنُ أَيُّوبٍ المِصْرِيُّ ويَحيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان ويَزيدُ بْنُ هَارُونَ وإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ وبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ البَصْرِيُّ وثَوْرُ بْنُ يَزِيدٍ الكَلاَعِيُّ وجَرِيْرُ بنُ حَازِمِ الأَزْدِيُّ وجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الضَّبِّيُّ وحَمَّادُ بنُ أُسَامَةَ الكُوْفِيُّ وزُهَيْر بنُ مُعَاوِيَةَ الجُعْفِيُّ وإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَزَارِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ السَّعْدِيُّ وسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ المَاجَشُوْنُ؛ وخَلْقٌ كَثِيرٌ جِداً غَيْرُهُم.

ثَــنَـــاءُ الـعُـلَـمَـــاءِ عَـلَـيـــهِ:

- قَالَ سُفْيَانَ الثَّورِيُّ: أَدرَكتُ مِنَ الحُفَّاظِ ثَلاَثَةً: إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، وعَبْدَ المَلِكِ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، ويَحيَى بنَ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيَّ؛ وكَانَ يَحيَى أَجَلَّ عِنْدَ أَهْلِ المَدِيْنَةِ مِنَ الزُّهْرِيِّ.

- وقَالَ جَرِيْرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ: مَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَنْبَلَ مِنْ يَحيَى بنَ سَعِيْدٍ.

- وقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: قَدِمَ أَيُّوْبُ مِنَ المَدِيْنَةِ، فَقِيْلَ لَهُ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ خَلَّفتَ بِهَا؟ قَالَ: يَحيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ.

- وقَالَ يَحيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانِ: يَحيَى مُقَدَّمٌ عَلَى الزُّهْرِيِّ.

- وقَالَ وُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ، فَلَم أَلقَ بِهَا أَحَداً إِلاَّ وَأَنْتَ تَعرِفُ وَتُنكِرُ، غَيْرَ يَحيَى بنِ سَعِيْدٍ.

- وقَالَ سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مُحَدِّثُو الحِجَازِ: ابْنُ شِهَابٍ، ويَحيَى بنُ سَعِيْدٍ، وابْنُ جُرَيْجٍ.

- وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: يَحيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ أَثْبَتُ النَّاسِ.

ومِـــن أَقـــوَالَـــــهِ:

- قَالَ يَحيَى: أَهْلُ العِلْمِ أَهْلُ وَسْعَةٍ، وَمَا بَرِحَ المُفْتُوْنَ يَخْتَلِفُوْنَ، فَيُحَلِّلُ هَذَا وَيُحَرِّمُ هَذَا، وَإِنَّ المَسْأَلَةَ لَتَرِدُ عَلَى أَحَدِهِم كَالجَبَلِ، فَإِذَا فَتَحَ لَهَا بَابَهَا، قَالَ: مَا أَهْوَنَ هَذِهِ.

- وكَانَ يَقُوْلُ فِي مَجلِسِهِ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ.

- وقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يَشُكُّ فِي تَفْضِيْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ عَلَى عَلِيٍّ، إِنَّمَا كَانَ الاخْتِلاَفُ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ.

قُلتُ (حاتم): لَم يَكُن هُنَالِكَ ثَمَّةُ إِخْتِلاَفٍ بَينَ الصَّحَابَةِ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُم) عَلَى تَفضِيلِ عُثْمَان عَلَى عَلِيٍّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُما)، وحَتَّى لَو وُجِدَ اِخْتِلاَفٌ فَهُوَ يَسِيرٌ ولَيْسَ بِإِجمَاعٍ، ودَلِيلُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ وغَيْرُهُمَا... عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُما) قَالَ: "كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم".

وَفَـــاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ أَبُو سَعِيدٍ بِالهَاشِمِيَّةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (143 هـ).


Mr. Hatem Ahmed 06-09-2014 01:00 AM


(36) أَبُـــو شُـــبْـــرُمَـــــةَ الــقَـــاضِـــــيُّ

هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ شُبْرُمَةَ بنِ طُفَيْلِ بنِ حَسَّانٍ بْنِ المُنْذِرِ الضَّبِّيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ العِرَاقِ، قَاضِي الكُوْفَةِ.

أَخَـذَ الـفِـقْــهَ والـحَـدِيــثَ مِــن: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وأَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ومِـن كِـبَـارِ الـتّـَابِـعـِيــنَ: أَبِي وَائِلٍ الأَسَدِيِّ وعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ وإِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ وإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ وسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَر والحَسَنِ البَصْرِيِّ وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ وسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ وأَبِي زُرْعَةَ البَجَلِيِّ.

- كَانَ مِن فُقَهَاءِ أَهْلِ الكُوفَةِ وجِلَّةِ مَشَايِخِهَا.

- وكَانَ شَاعِراً، كَرِيْماً، جَوَاداً، مُمَدَّحاً.

- وكَانَ فَطِناً لَبِيباً، سَرِيعَ البَدِيهَةِ، حَاضِرَ الذِّهْنِ.

وأَخَـذَ مِـنْـهُ الـعِـلْـــمَ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وعَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ والحَسَنُ بنُ صَالِحٍ وهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ ووُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ وعَبْدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيْدٍ وعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ وشُعَيْبُ بنُ صَفْوَانَ، وخَلْقٌ سِوَاهُم.

ثَـنَـــاءُ الـعُـلَـمَـــاءِ عَـلَـيْـــهِ:

- قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ كُوفِياً أَفْقَهَ مِن ابْنِ شُبْرُمَةَ.

- وقَالَ عَبْدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيْدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَسرعَ جَوَاباً مِنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ.

- وقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ رَجُلا عَرَبِيًّا حَسَنَ الخُلُقِ.

- وقَالَ العِجلِيُّ: كَانَ عَفِيْفاً، صَارِماً، عَاقِلاً، خَيِّراً، يُشبِهُ النُّسَّاكَ.

مِـن كَـلاَمِـــهِ:

عَجبتُ لِلنَّاسِ يَحْتَمُوْنَ مِنَ الطَّعَامِ مَخَافَةَ الدَّاءِ، وَلاَ يَحتَمُوْنَ مِنَ الذُّنوبِ مَخَافَةَ النَّارِ!!!

وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ أَربَعٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (144 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 22-09-2014 01:59 AM


(37) عَــمْـــرُو بْــنُ الـحَـــارِثِ الـمِـــصْـــــرِيُّ

هُـــــوَ: عَمْرُو بنُ الحَارِثِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، أَبُو أُمَيَّةَ، المَدَنِيُّ الأَصْلِ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الفَقِيْهُ الثَّبْتُ، عَالِمُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، ومُفْتِيْهَا، مَعَ اللَّيْثِ بْنِ سَعدٍ.

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتِسْعِيْنَ (92 هــ).

أَخَــذَ الــعِـــلْـــمَ مِــن: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وقَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ، وعَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ، ويَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، وعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وحَبَّانَ بنِ وَاسِعٍ، وزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، ودرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، ورَبِيْعَةَ الرَّأْيِ، وزَيْدِ بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وسَعِيْدِ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي هِلاَلٍ، وَعَامِرِ بنِ يَحْيَى المَعَافِرِيِّ، وعَبْدِ الرَّحْمَن بنِ القَاسِمِ، وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وعُمَارَةَ بنِ غَزِيَّةَ، وهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ؛، وغَيْرِهِم.

- وكَانَ بَارِعاً فِي العِلْمِ، مَشْهُوراً بِهِ... فَكَانَ يَخْرُجُ مِنْ دَارِه، فَيَرَى النَّاسَ صُفُوْفاً، يَسْأَلُوْنَهُ عَنِ القُرْآنِ، والحَدِيْثِ، والفِقْهِ، والشِّعرِ، والعَرَبِيَّةِ.

وأَخَــذَ مِـنـــهُ الــعِــلْــمَ: صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ - وهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ - وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ وأَسَنُّ - وَمَالِكٌ، وَاللَّيْثُ، وَبَكْرُ بنُ مُضَرَ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، وَمُوْسَى بنُ أَعَيْنَ، وَنَافِعُ بنُ يَزِيْدَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ شَابُوْرٍ؛، وخَلْقٌ كَثِيرٌ جِدّاً.

ثَـنَــاءُ الـعُـلَـمَـــاءِ عَـلَـيْـــهِ:

- قَالَ رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ: لاَ يَزَالُ بِمِصرَ عِلْمٌ مَا دَامَ بِهَا عَمْرُو بنُ الحَارِثِ.

- وقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعتُ مِن ثَلاَثِ مائَةِ شَيْخٍ وَسَبْعِيْنَ شَيْخاً، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحفَظَ مِنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ قَد جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ يَحفَظُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ؛ ولَو بَقِيَ لَنَا، مَا احتَجنَا إِلَى مَالِكٍ.

- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ عَمْرٌو أَحفَظَ أَهْلِ زَمَانِهِ، لَم يَكُن لَهُ نَظِيْرٌ فِي الحِفظِ فِي زَمَانِهِ.

- وقَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ: كَانَ أَخطَبَ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَأَبلَغَهم، وَأَرَوَاهُم لِلشِّعرِ.

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ قَارِئاً، فَقِيْهاً، مُفْتِياً، ثِقَةً.

- وقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: كَانَ قَارِئاً، مُفْتِياً، أَدِيْباً، فَصِيْحاً.

مِـن كَــلاَمِـــهِ:

الشَّرفُ شَرَفَانِ: شَرَفُ العِلْمِ، وشَرَفُ السُّلْطَانِ؛ وشَرَفُ العِلْمِ أَشْرَفُهُمَا.

وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ، مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (148 هــ)؛ وقَد عَاشَ سِتًّا وخَمْسِيْنَ سَنَةً (56).


Mr. Hatem Ahmed 15-11-2014 11:41 PM


(38) أَبُـــــو حَـــنِـــــيْـــــــفَـــــــــــةَ

هُـــــوَ: النُّعْمَانُ بنُ ثَابِتِ بنِ زُوْطَى، الفَارِسِيُّ الأَصْلِ، التَّيْمِيُّ بِالوَلاَءِ، الكُوْفِيُّ المَوْلِدِ والمَنْشَأ. الإِمَامُ الكَبِيرُ، فَقِيْهُ العِرَاقِ، والمُعَظَّمُ فِي الآفَاقِ، إِمَامُ أَهْلِ الرَّأْيِّ، وإِمَامُ الحَنَفِيَّةِ، وأَحَدُ أَعلاَمِ فُقَهَاءِ المُسْلِمِينَ.

فَأَمَّا زُوْطَى: فَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ كَابُلَ، وكَانَ مَمْلُوْكاً لِبَنِي تَيْمِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ، فَأُعتِقَ، فَوَلاَؤُهُ لَهُم.

وأَمَّا ثَابِتٌ: فَقَد وُلِدَ عَلَى الإِسْلاَمِ، وذَهَبَ -وهُوَ شابٌ- إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَدَعَا لَهُ بِالبَرَكَةِ فِيْهِ وفِي ذُرِّيَتِه.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلدَ أَبُو حَنِيفَةَ بِالكُوْفَة، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ (80 هــ)، فِي نِهَايَةِ حَيَاةِ الصَّحَابَةِ، ورَأَى: أَنَسَ بنَ مَالِكٍ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمُ الكُوْفَةَ، وَلَمْ يَثبُتْ لَهُ حَرفٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُم، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم؛ وعُنِيَ بِطَلَبِ الآثَارِ، وارتَحَلَ فِي ذَلِكَ، وأَمَّا الفِقْهُ والتَّدْقِيْقُ فِي الرَّأْيِ وغوَامِضِهِ، فَإِلَيْهِ المُنْتَهَى، والنَّاسُ عَلَيْهِ عِيَالٌ فِي ذَلِكَ.

أَخَــذَ الـفِـقْــهَ والحَـدِيــثَ مِــنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وجَبَلَةَ بنِ سُحَيْمٍ، وعَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وأَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بنِ نَافِعٍ، ونَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وقَتَادَةَ بنِ دِعَامَةَ، وعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، والقَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، ومُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، وعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، والحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، وعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وأَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ، وابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، ومُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، ومَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِيُّ، وعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّام.

وأَخَــذَ مِــنْـــهُ الـفِـقْــهَ والحَـدِيــثَ: أَئِمَّةٌ كُثُرٌ، مِنْهُم: ابْنُهُ؛ حَمَّادُ بنُ أَبِي حَنِيْفَةَ. وإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ؛ وعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وعَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ المُقْرِئُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنَعَانِيُّ، وإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَهُشَيْمُ بنُ بَشِيرٍ، ووَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ، ويَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المِصْرِيُّ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ الفَقِيهُ، وعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ القَاضِي، وعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وأَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ، والفَضْلُ بنُ مُوْسَى، والقَاسِمُ بنُ الحَكَمِ العُرَنِيُّ، والقَاسِمُ بنُ مَعْنٍ، وقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، وعَبْدُ الوَارِثِ التَّنُّوْرِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ القُرَشِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، والقَاضِي أَبُو يُوْسُفَ، ومُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الشَّيْبَانِيُّ ودَاوُدُ الطَّائِيُّ الزَّاهِدُ،وجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ المَخْزُوْمِيُّ،؛، وخَلْقٌ كَثِيْرٌ جِدّاً.

صِــفَــتُـــهُ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ جَمِيْلاً، تَعلُوْهُ سُمْرَةٌ، جَهُورِيُّ الصَّوْتِ، حَسَنَ الهَيْئَةِ، كَثِيْرَ التَّعَطُّرِ، وَرِعاً، تَقِيّاً، هَيُوْباً، كَرِيماً فِي أَخْلاَقِهِ، جَوَاداً، طَوِيْلَ الصَّمْتِ، وَافِرَ العَقْلِ، لاَ يَتَكَلَّمُ إِلاَّ جَوَاباً، ولاَ يَخُوضُ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْهِ.

عِـبَــادَتُـــهُ:

- كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ يُسَمَّى الوَتِد؛ لِكَثْرَةِ صَلاَتِه.

- فَقَد صَلَّى العِشَاءَ والفَجْرِ بِوُضُوْءِ أَربَعِيْنَ سَنَةً!!! فَكَانَ لاَ يَنَامُ اللَّيلَ، وإِنَّمَا يُحْيِيهِ صَلاَةً، وتَضَرُّعاً، ودُعَاءً، وخَتَمَ القُرْآنَ سَبْعَةَ آلاَفِ مَرَّةٍ.

- وقَرَأَ القُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ!!

- وقَامَ لَيْلَةً يُرَدِّدُ قَوْلَه تَعَالَى: ((بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ. وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}. [القَمَرُ: 46]، ويَبْكِي، ويَتَضَرَّعُ إِلَى الفَجْرِ.

وَرَعُــــهُ:

- كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ إِذَا أَنفَقَ عَلَى عِيَالِهِ نَفَقَةً، تَصَدَّقَ بِمِثْلِهَا.

- وقَد جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ حَلَفَ بِاللهِ صَادِقاً أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِيْنَارٍ.

- وقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَوْماً: اتَّقِ اللهَ. فَانْتَفَضَ، واصْفَرَّ، وأَطرَقَ، وقَالَ: جَزَاكَ اللهَ خَيْراً، مَا أَحوَجَ النَّاسَ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى مَنْ يَقُوْلُ لَهُم مِثْلَ هَذَا.

- وقَد أَرَادَهُ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَة (أَمِيرُ العِرَاق) عَلَى القَضَاءِ، فَامْتَنَعَ أَبُو حَنِيْفَةَ وَرَعاً.

- وأراده المَنْصُورُ العَبَّاسِيُّ بَعدَ ذَلِكَ عَلَى القَضَاءِ بِبَغْدَادَ، فَأَبَى، فَحَلَفَ عَلَيْهِ لَيَفْعَلَنَّ، فَحَلِفَ أَبُو حَنِيفَةَ أَنَّهُ لاَ يَفْعَلُ، فَحَبِسَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ.

أَقْـــوَالُ الأَئِــمَّـــةِ الــعُــلَــمَـــاءِ فِــيـــهِ:

- قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ: أَبُو حَنِيْفَةَ أَفْقَهُ النَّاسِ؛ ومَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَوقَرَ فِي مَجْلِسِهِ، ولاَ أَحْسَنَ سَمتاً وحِلْماً مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ.

- وقَالَ القَاسِمِ بنِ مَعْنٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ؛ ومَا جَلَسَ النَّاسُ إِلَى أَحَدٍ أَنْفَعَ مِنْ مُجَالَسَةِ أَبِي حَنِيْفَةَ.

- وقَالَ مَالِكٌ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ؛ وهُوَ رَجُلٌ لَوْ كُلَّمَكَ فِي هَذِهِ السَّارِيَةِ أَنْ يَجْعَلَهَا ذَهَباً، لَقَامَ بِحُجَّتِه.

- وقَالَ الشَّافِعِيُّ: النَّاسُ فِي الفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيْفَةَ.

- وقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: مَا سَمِعنَا أَحْسَنَ مِنْ رَأْيِ أَبِي حَنِيْفَةَ.

- وقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحلَمَ مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ.

- وقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ: حُبُّ أَبِي حَنِيْفَةَ مِنَ السُّنَّةِ.

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ: مَا يَقَعُ فِي أَبِي حَنِيْفَةَ إِلاَّ حَاسِدٌ أَوْ جَاهِلٌ.

- وقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: كَلاَمُ أَبِي حَنِيْفَةَ فِي الفِقْهِ، أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ، لاَ يَعِيبُه إِلاَّ جَاهِلٌ.

- وقَالَ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ ثِقَةً، لاَ يُحَدِّثُ بِالحَدِيْثِ إِلاَّ بِمَا يَحْفَظُه، ولاَ يُحَدِّثُ بِمَا لاَ يَحْفَظُ.

- وقَالَ عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ: لَوْ وُزِنَ عِلْمُ أَبِي حَنِيْفَةَ بِعِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِ، لَرَجَحَ عَلَيْهِم.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا حَنِيفَةَ، كَانَ إِمَامًا.

ومِــنْ أَقْــوَالِـــهِ:

- قَالَ: مَا جَاءَ عَنِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَى الرَّأْسِ والعَيْنِ، ومَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ، اخْتَرْنَا؛ ومَا كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ، فَهُم رِجَالٌ ونَحْنُ رِجَالٌ.

- وقَالَ: إِذَا ارْتَشَى القَاضِي، فَهُوَ مَعْزُوْلٌ، وَإِنْ لَمْ يُعْزَلْ.

- وقَالَ: لاَ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثَ إِلاَّ بِمَا يَحْفَظُهُ مِنْ وَقْتِ مَا سَمِعَهُ.

وَفَـاتُــــهُ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ، فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ ومَائَةٍ (150 هــ)، وَلَهُ سَبْعُوْنَ (70) سَنَةً؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


Mr. Hatem Ahmed 19-01-2015 11:59 PM


(39) ابْـــنُ جُـــرَيْـــــــج


هُــــوَ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ جُرَيْجٍ الأُمَوِيُّ القُرَشِيُّ، أَبُو خَالِدٍ المَكِّيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، الفَقِيهُ، شَيْخُ الحَرَمِ، وأَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ العِلْمَ بِمَكَّةَ؛ وكَانَ مِن أَعلَمِ النَّاسِ بِعَطَاءِ بْنِ رَبَاحٍ.

مَـوْلِــدُهُ: وُلِدَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانِينَ (80 ه).

طَـلَـبُـــهُ لِـلـعِـلـــم:

- قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: سَأَلْتُ الأَوْزَاعِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَابْنَ جُرَيْجٍ: لِمَنْ طَلبتُمُ العِلْمَ؟ كُلُّهُم يَقُوْلُ: لِنَفْسِي. غَيْرَ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ، فَإِنَّهُ قَالَ: طَلبْتُهُ لِلنَّاسِ.

- قَالَ ابْنِ جُرَيْجٍ: أَتَيْتُ عَطَاءً، وَأَنَا أُرِيْدُ هَذَا الشَّأْنَ، وَعِنْدَه عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، فَقَالَ لِي ابْنُ عُمَيْرٍ: قَرَأْتَ القُرْآنَ؟
قُلْتُ: لاَ.
قَالَ: فَاذهَبْ، فَاقْرَأْهُ، ثُمَّ اطلُبِ العِلْمَ.
فَذَهَبتُ، فَغَبَرتُ زَمَاناً حَتَّى قَرَأْتُ القُرْآنَ، ثُمَّ جِئْتُ عَطَاءً وَعِنْدَه عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: قَرَأْتَ الفَرِيْضَةَ؟
قُلْتُ: لاَ.
قَالَ: فَتعلَّمِ الفَرِيْضَةَ، ثُمَّ اطلُبِ العِلْمَ.
قَالَ: فَطَلبتُ الفَرِيْضَةَ، ثُمَّ جِئْتُ.
فَقَالَ: الآنَ فَاطلُبِ العِلْمَ.
فَلَزِمتُ عَطَاءً سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. ثُمَّ جَالَستُ عَمْرَو بنَ دِيْنَارٍ بَعْدَ مَا فَرَغتُ مِنْ عَطَاءٍ تِسْعَ سِنِيْنَ.

- قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُوْلُ: مَا دَوَّنَ العِلْمَ تَدوِينِي أَحَدٌ.

أَخَـذَ الـعِـلْــمَ مِـن: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، ونَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، ومُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ المَكِّيِّ، وابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، ومُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، وإِسْمَاعِيْلِ بنِ مُحَمَّدِ سَعدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وأَيُّوب السِّخْتِيَانِيِّ، وجَعفَرِ بِنْ مَحُمَّدٍ الصَّادِقِ، وحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وحُمَيْدٍ الطَّوِيل، وزَيْدِ بْنِ أَسْلَم، وسَالِمِ بنِ أَبِي أُمَيَّةَ المَدَنِيِّ، وصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وصَفْوَانِ بْنِ سُلَيْمٍ، وطَاوُوس بْنِ كَيْسَانَ، وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، وعَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وعَبْدِ اللهِ بنِ كَثِيْرِ الكِنَانِيِّ، وعَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مَالِكٍ الجَزَرِيِّ، وعَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ الأَسَدِيِّ، وعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ العُمَرِيِّ، ومُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، ومَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ الجَزَرِيُّ، وهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، وهِشَامِ بْنِ عُروَةَ، ويَحيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ العَبْدَرِيُّ؛، وغَيْرِهِم.

وأَخَـذَ مِـنْــهُ الـعِـلْــمَ الأَئِـمَّــةُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وعَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَمْروٍ الأَوْزَاعِيُّ، ورَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ، ويَحيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ، وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وأَبُو عَاصِم الضَّحَاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، والنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ووَكِيعُ بْنُ الجَرَّاحِ، والوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ووَهِيبُ بْنُ خَالِدٍ، وأَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، واللَّيْثُ بْنُ سَعدٍ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ إِدرِيسَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، وعُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، وعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وعِيسَى بْنُ يُونُسَ، ومُحَمَّدُ بْنُ جَعفَرٍ غُنْدَرُ، ويَحيَى بْنُ أَيَّوب المِصْرِيُّ، ويَحيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، وثَوْر بْنُ يَزِيدَ الحِمْصِّيُّ، وجَعفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ المِصِّيصِييُّ، وحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ؛، وخَلْقٌ سِوَاهُم.

ثَـنَــاءُ الأَئِـمَّــةُ عَـلَـيْــهِ:

- قَالَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّان:كُنَّا نُسَمِّي كُتُبَ ابْنِ جُرَيْجٍ، كُتَبَ الأَمَانَةِ.

- وقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ مِنَ العُبَّادِ، كَانَ يَصُوْمُ الدَّهرَ، سِوَى ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ.

- وقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنَعَانِيُّ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ، عَلِمتُ أَنَّهُ يَخشَى اللهَ؛ ومَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْسَنَ صَلاَةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَقُوْلُوْنَ: أَخَذَ ابْنُ جُرَيْجٍ الصَّلاَةَ مِنْ عَطَاءٍ، وأَخَذَهَا عَطَاءٌ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وأَخَذَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

- وقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الحُسَيْنِ: مَا رَأَيْتُ خَلقاً مِنْ خَلقِ اللهِ، أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.

- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ابْنُ جُرَيْج أَحَدَ أَوْعِيَةِ العِلْمِ.

- وقَالَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ابْنُ جُرَيْجٍ، ثِقَـةٌ فِي كُلِّ مَا رُوِيَ عَنْهُ مِنَ الكِتَابِ.

- وقَالَ ابْنُ المَدِينِيّ: لَم يَكُنْ فِي الأَرضِ أَحَدٌ أَعلَمَ بِعَطَاءٍ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.

- وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الحَدِيثِ جِدًّا.

- وقال أَبُو زُرعَةَ الرَّازِيُّ: ابْنُ جُرَيْجٍ مِن الأَئِمَّةِ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانٍ: مِن فُقَهَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ وقُرَّائِهِم ومُتْقِنِيهِم.

- وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ حَافِظٌ.

- وقَالَ قِوَامُ السُّنَّةِ: مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الحِجَازِ وقُرَّائِهِم ومُفْتِيهِم.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ ابْنُ جَرَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (150 ه)، وقَد عَاشَ سَبْعِيْنَ سَنَةً (70)؛ فَسِنُّه وسِنُّ أَبِي حَنِيْفَةَ وَاحِدٌ، ومَوْلِدُهُمَا وَمَوتُهمَا وَاحِدٌ!! رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى.



جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.