بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   القسم الأدبى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   قصة(أرض الأوهام)العيب في الغرب ولافينا ؟؟؟؟!!!(متجدد إن شاء الله) (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=135455)

**تسابيح** 06-07-2009 08:00 PM

قصة(أرض الأوهام)العيب في الغرب ولافينا ؟؟؟؟!!!(متجدد إن شاء الله)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أزيكم يا جماعة يارب تكونوا بخير
طبعا القصة دي عجبتني أوووي يارب تعجبكم
في القصة دي..الي سمتيها (ارض الاوهام) حنشوف قصة بنت اسمها **ورد**..هي الي بتحكيلكم عن حياتها في فرنسا البلد الي راحت تدرس فيه وشافت نماذج ياما من فتيات عربيات غرتهم الحياة في فرنسا و اخدتهم اتجاه تاني...

وازي قدرت تتغلب على كل المغيرات واستمرت على دينها وعاداتها وتقالديها...

سبت القصة تحكيهالكم هي عشان تعيشو معها في البلد الي كلها اوهام لأن الواحد رغم انو بيعيش فيها وبيتأثر بيها بس من جواه ما يقدرش ينكر نفسه انه عربي ومسلم ....حنشوف نماذج لبنات من مختلف الدول العربية ونعيس معاهم قصصهم وظروفهم الي دفعتهم عشان يختارو الغربة...


لكل بنت مغتربة ولكل بنت بتدرس برة ولكل بنت نفسها تسافر تشتغل ا و تدرس..ولكل بنت عربية..
بهدي القصة دي واتنمى انها تطلع منها بحاجة....ويبقى النقاش بابه مفتوح وكبير...
(مش أنا طبعا اللي بهديها كاتبه الموضوع الأصليه هي اللي بتهديها)
نظرة الغرب لينا كده ليه؟؟ السبب ان احنا مسلمين وبس؟؟ ولا ان احنا شوهنا صورتنا وخليناها كده؟؟؟
(ياريت حد بينقلها من القسم لاني دخلت القسم الخاطيء):bosyht9:

**تسابيح** 06-07-2009 08:02 PM

الفصل الأول



كم انتي جميلة يا فرنسا ...كلما امشي في شوارعك اشم في جدرانك تاريخ طويل لا يمحى ولا ينسى ...طقسك الخريفي الدائم يجعلني اشعر انني كل يوم سوف اولد من جديد ويزهر في قلبي ربيع ساحر..لكن مهلاً لحظة يا فرنسا.....مهما كنتي جميلة في نظري لن تكوني اجمل من بلدي مصر.....برجك الكبير المعروف ببرج افيل لا يمكنه ان ينسيني الاهرامات التي تفوقه روعة وجمال..حتى هذا المقهى الذي اجلس فيه الان واكتب ما اكتب فيه وحيدة بدون احد لا يمكنه ان يجعلني انسى الجلوس امام نهر النيل في ليلة واسرح في عالم اخر.لاكتب شعر واكتب نثراً واكتب قصص حياة واكتب روايات ..احب فرنسا ولكن اين الثريا من الثرى اين مصر وجمال مصر وروعة مصر منك يا فرنسا...اين انتي من شعب مصر الحبيب الذي اينما ذهبت تفتح امامي الابواب بالترحاب بدون مقابل...اشتقت الى الوجوه المصرية السمراء...الى وجه امي الغالية..اين كل هذا من فرنسا...رغم انك يا فرنسا بلد الشعر والجمال والمتاحف والموسيقى والادب ولكن مصر ارض الحضارة والأصاله ارض الفراعنة والمجد .....ماذا اكتب عنك يا بلدي...لولا دواعي السفر للدراسة لم اتركك يا وطني الحبيب ولكن امي دائماً ترديني أن أكون فتاة ناجحة واكمل دراستي واحمل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع ولولا الدراسة من غير الممكن ان ابتعد عن امي مهما كان...خالي الذي امكث مع عائلته رجل طيب وانا سعيدة معهم ورغم انني لم اكمل الشهر هنا ولكن لم يغب عن مخيلتي منظر بيتنا الريفي الجميل ........... لم احب غير هذا المقهى الذي اجلس فيه كل مساء وحيدة بعد ان انهي محاضراتي في الجامعة واكتب مذكراتي اليومية ...هذا ما يؤنس غربتي...انها بلد جميلة ولكن تفتقد الى كل ما تحويه مصر من الفة ومحبة ولمة الشمل ..والكل لا يتعامل مع احد الا من أجل قضاء مصلحة...



تنبهت بعدها الى النادل الذي احضر لي فنجان من القهوة أنه بدأ يختلس النظر ويريد ان يرى ماذا اكتب وانا اعرف تماماً انه لن يفهم شيئاً لانه فرنسي..ولكن فاجأني وقال...


- خطك جميل اوي...
قلت: انت بتتكلم عربي عربي؟....انت مصري؟
- ايوة مصري...وقال بالفرنسية اهلاً وسهلاً )bien venu


وتركني وغادر..الى زبون اخر .....اول مرة منذ وجودي في فرنسا اتعرف على احد مصري من غير اقربائي الموجودين لان المصريين في مقاطعة ليون غير متواجدين بشكل كثيف......لكن هناك بعض الرفاق الجزائريين او التونسيين...


من بعيد رأيت رفيقتي التونسية لمياء متقدمة نحوي... ومعها الكتاب الذي طلبته منها...ومعها رفيق فرنسي لنا في الجامعة...
اقتربت مني وسلمت علي وجلست هي والشاب الفرنسي..
ليماء: الكتاب يا ورد..صح ولا غلطتت!


نظرت اليها بصمت وأومأت برأسي بالايجاب.......بعدها بدأت الضحك هي ورفيقها...فما كان مني الا ان انتفضت ولملمت اغراضي...
- انا تأخرت لازم أروح..
لمياء: طيب يا ورد بشوفك بكرة بالجامعة..


خرجت من المقهى ولم ارد ومشيت في الشوارع متجهة الى منزل خالي....فتحت لي الباب زوجته عائشة...


- مساء الخير..ازيك يا مرات خالي...
- -اهلاً يا حببيتي يلا تعالي قوام الاكل جاهز...


نظرت الى السفرة وجدت عليها جميع افراد العائلة ابن خالي الصغير احمد وابن خالي الكبير عمر وابنة خالي ندى وهي من سني....نظرت الى عمر الذي يكبرني بسنتين نظرات عتب كبيرة ...جلست ولم اكلمه اما هو كان متوتراً للغاية ....تناولنا العشاء وصعدت الى غرفتي ...لحقت بي ابنة خالي ندى...


كنت احضر كتبي لابدأ بالدرس....بدأت تكلمني...


- ندى:ايه يا ورد مكلتيش كويس النهاردة..
- ورد: مشغولة يا ندى بكذا حاجة اهمها موضوع الراسلة الي حناقشها في علم الاجتماع لسه ما لقتش موضوع
- ندى: ربنا يوفقك..


وشعرت ان في داخلها كلام...توجت الى الباب خارجة ولكن تراجعت..وقالت..
- ندى: ورد عاوز اقلك حاجة...
- قولي يا ندى...

- ندى: انا واقعة بمشكلة ...
  • يا خبر خير ان شاءالله
  • ندى: في شخص بيلاحقني ديماً عاوز يصاحبن يبالعافية وانا اتهرب منو وهو مش راضي يسبني في حالي........
  • مش فاهمة يا ندى وضحيلي شوية....
  • ندى: في شخص من 3 اشهر اتعرفت عليه على اساس انو زميل دراسة لكن ببدأ يتقرب مني اكتر وهو فرنسي وطلب انو علاقتنا تكون جدية انا افتكرت من كلامه انو قصدو علاقتنا تكون جدية يعني نرتبط ...رغم انه في مسافات كبيرة بتبعدنا عن بعض ان كان طبيعة الحياة او الدين او كل حاجة...بس انا تقبلته شوية في البداية ... لكن طلع قصدو بعلاقة جدية انو نكون اصحاب انتيم يعني علاقة مش صح...ومن وقتها مش عارفة اتخلص منو وفضحني في الجامعة بيقول للكل اني صاحبته....صديته اوي بس مش عارفة اعمل ايه معاه...انا بخاف من ربنا يا ورد مش ممكن ادخل ف يعلاقة مع حد مش صح بحترم اهلي ولي ربوني عليه...
  • قلت بابتسامة عريضة: والله انا سعيدة اوي بلي بتقولي ده يا ندى انا كنت فا**** يمتأثرة بالعيشةهنا في فرنسا زي بعض ناس هنا ف يالبيت...
  • ندى(باستغراب): قصدك مين؟؟؟؟
  • لا لا مافيش حاجة...المهم نرجع لمشكلتك...شوفي طالما انتي بترفضي حاجة عشان خايفة من ربنا..ربنا اكيد حيوقف جنبك....خلي ثقتك في نفسك وبربنا كبيرة اوي...
  • ندى: عارفة وانا بس حبيت افضفلك...مش حضعف بإذن الله..البلد دي عاوزة القوي..
  • صح عاوزة القوي..عارفة انا ناوية ادور من بكرة على شغل...
  • ندى: ليه يا ورد ناقصك حاجة؟؟؟
  • لا ابداً بس انا بحب اعتمد على نفسي....
  • ندى بقلق: بس يا ورد...............
  • ايه يا ندى؟؟
  • قالت بحزن: صعب تلاقي شغل هنا يا ورد..لأنك..لأنك محجبة...
  • قلت في استغراب: ايه ده هو هنا ممنوع المحجبات يشتغلو...
  • قالت بإستياء: لا يا ورد مش ممنوع..بس ما حدش بيشغل محجبات قليل اوي..هنا غير مصر يا ورد
  • قلت في عدم راحة: على كده..ربنا يستر.

مضت الأيام وانا ادخل من مكتب الى أخر ومن محال الى أخروالجميع يقول لي (باردون) او اسفين مع ان اغلب المحلات التي دخلتها مكتوب على بابها نريد موظفة للعمل ولكن على ما يبدو انني لست الموظفة المطلوبة...عدت الى البيت واليأس يعتريني ...وجدت عمر ابن خالي جالس لوحده في الصالة ..
تكلمت معه ببرود......


- مساء الخير يا عمر..
- رد علي بخجل : اهلاً يا ورد...


قلت وكأنني اريد ان اتهرب من الحديث معه: عن اذنك..


وتوجهت الى غرفتي ولكن استوقفني كلامه...


- عمر: ورد ما تزعليش مني انا ما عملتش حاجة غلط...وارجوكي ما تقوليش حاجة لاهلي...


استدرت لاوجه اليه الحديث ونظرت اليه للحظات.....


- قلت في حزم: مش حقول لحد يا عمر مش عشان انت طلبت كده ومش عشان زي ما بتقول ما عملتش حاجة غلط..عشان بس انا مش عاوزة مشاكل وعاوزة اكمل دراستي بهدوء...


- قال مبرراً: ورد احنا هنا في فرنسا مش مصر ليه مش قادرة تفهمي ده....
- قالت في عصبية: عارفة ان احنا في فرنسا عارفة..بس انت الي مش عارف انك مسلم وعربي مش فرنسي...
- اوية بس مش غلط ان الواحد يكون عنده صاحبة يروح ويجي معاها ويسهرو سوا هنا كل ولد ليه بنت ده طبيعي اوي...


- قلت باستهزاء: تمام....خلصت كلامك...
- قال متابعاً: ومش معناه شفتيني ( حاجة مش كويسة تبقي ايه فكروا فيها )معناها انا مش كويس...
- قلت مؤنبة: الله يرحم عمر الشاب المهذب الي عرفته في مصر بيصلي ويخاف ربنا وخجول ..كلو راح انصدمت بجد...الغربة غيرتك لأن الي جواك ما كانش ثابت خاصة من ناحيتي..


- قال بتوتر: كل الي وعدتك بيه يا ورد في مصر كان كلام عيال.....
- قلت باستهزاء: صح كلام عيال..الموضوع ده بقى اساساً اخر اهتماماتي..انا جاية ادور على مستقبلي هنا مش على حب وعريس.....واساساً لو كنت لسه على وعدك الي وعدتني بيه في مصر انا لما جيت هنا وشفتك كده انت بقيت اخر انسان انا ممكن افكر فيه ان كان في مصر او فرنسابس الحياة الي انت ماشي فيها غلط يا عمر....



بدأ يكلمني عندها بلهجة غاضبة....


- اسمعي يا ورد لو كنتي عاوزة تعيشي معانا من فضلك ما لكيش دعوة بحد انتي مش جاية مصلحة..



- قلت في غضب: ماشي..انا اساساً مش قاعدة هنا فترة طويلة انا بس الاقي شغل ومش حوريكم وشي وحسيبلك البيت كلو..بس للأسف خالي معررفش يربي..للأسف...



ادرت وجهي...ودخلت غرفتي واقفلت الباب عليي ولم اتناول معهم العشاء ولم افتح الباب لأحد ......في الصباح استيقظت ولم اجد احداً في البيت وشعرت اني متعبة جداً ..دخلت المطبخ لأحضر لنفسي كوباً من الشاي ورأسي مشغول بوضعي ووضع هذه العائلة وكيف سأجد عملاً....قطع صمتي رنين الهاتف..رددت...


- الو بونجور
- بونجور دوموازيل
(يعني صباح الخير)
(صباح الخير يا آنسة )
بترجم لكم عشان مش يبي عندك حجه:slap1qk6:


وبدأت تكلمني بالفرنسية اخبرتني ان طلبي الذي قدمته في المطبعة من اجل العمل قد وافقو عليه..لم اصدق نفسي وبدأت اشكرها بحرارة وركضت مسرعة الى المكتب لأتناقش معهم بخصوص العمل الجديد....
استقبلني رجل تونسي وكان صاحب المكتب وكلمني بالعربية..


- اهلاً بيكي عنا في فرنسا اتمنى ان تكوني برشا سعيدة هني..
- والله الحمدالله انا بقالي شهر هنا بس...
- جميل جميل..انا اريد سكرتيرة هني..يناسبك الموضوع...
- يناسبني بس يا ريت يكون بعض الضهر لان قبل الضهر بكون في الجامعة..
- ماشي ماشي اتفقنا..


قلت بتردد ملحوظ: بس ممكن من بعد اذنك اسألك سؤال؟
-اتفضلي ...
- لاحظت انو اغلب المكاتب ما بيشغلوش محجبات ايه الي خلاك تقبل تشغل واحدة محجبة رغم اني لاحظت معندكش ولا واحدة محجبة...
- قال في استغراب : ليه هو انتي مش ناوية تشيلي حجابك ...اوقات العمل..!


- قلت باستهزاء: اكيد لقة.............
- كل الي شايفتيهم هنا البنات في منهم محجبات واغلبهم بيشيل حجابه وقت العمل..


-ضحكت وقلت: لقه انا مش حاطة حجابي مواسم..ده حجاب مش لعبة او اكسسوار بشيلو وبحطه...


- طيب خلاص ما تزعلي بذودلك دخلك ل 500 يورو.....ما بيستاهل الحجاب 500 يورو تشيلي كرمال الشغل
- ولا ملايين...اسفة...عن اذنك...


.........................................


خرجت والدمعة في عيني واول مرة منذ مجيئي الى فرنسا ابكي...وفجأة فكرت وقلت في قرارة نفسي ..ما الذي اتى بي الى هنا..الى هذه الارض التي لا تعرف دين ولا اعراف....مشيت وانا انظر في اعين الناس ...وشعرت اني غريبة حقاً غريبة...كأني اتية من عالم اخر احمل تقاليدي وديني وعاداتي وتربيتي فوق ظهري والحمل ثقيل جداً ..لكن لن اتركه ولن انزله سأبقى احمله مهما كان..اتجهت الى المقهى المعهود الذي اجلس فيه دائماً ...طلبت فنجان من القهوة...وقدمه لي نفس النادل المصري...نظر الي وجد الدموع في عيني..توقف للحظة وغادر من دون ولا كلمة وبعد لحظات عاد الي...


- قال بصوت منخفض: المصرية بيحنو على بعض ..لو كان في حاجة قولي ممكن اساعدك...
- قلت باستغراب وشكر: لق شكراً ...مش عاوزة مساعدة...
- قال: احنا اخوة انا اتربيت ان كل الناس اخواتي...


نظرت اليه وجدته معلق على رقبته الصليب..عرفت فوراً انه مسيحي...استغربت اكثر..ما الذي يدفع مسيحي يتكلم مع فتاة مسلمة ومحجبة...


- قلت بتردد: اه اه كلنا اخوة...
- قال: اسمي سليم...من القاهرة وانتي؟؟
-انا من طنطا....
- اهلاً بيكي بفرنسا.....انا اسف تطفلت عليكي..بس حسيت اني الزم اكلمك لأنك مصرية وكمان زبونة دايمة هنا...


- قلت ببرود:شكراً....(نظرت الى الخارج لأشعره ان الحديث انتهى...فشعر بذلك وانسحب بهدوء ...اكملت فنجان القهوة وخرجت مسرعة ...شعرت انه ينظر الي ويراقب خطواتي وانا خارجة..لم أعره اي اهتمام وتابعت طريقي)


يتبع..................

you_my_lovely 21-07-2009 09:10 PM

القصه باينه من اولها انها جميله
والمشكله بقى فى ((( يتبع )))
شكلك ناويه تشوقينا اكتر من اللازم وها تتعبينا على ما تنزلى جزء تانى

مشكوره على ال جزء الاول بس
ياريت تعرفينا الجزء التانى امتى علشان اعمل حسابى لو ها يتأخر
أكيد متابع ان شاء الله
وشكرا على الترجمه
ههههههه;)

**تسابيح** 21-07-2009 10:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1428163)
القصه باينه من اولها انها جميله
ميرسي ربنا يخليك :blush:

والمشكله بقى فى ((( يتبع )))
مش مشكلة ولا حاجة
شكلك ناويه تشوقينا اكتر من اللازم وها تتعبينا على ما تنزلى جزء تانى
بصراحة هي قصة جميلة اوي
ويارب تعجبك

مشكوره على ال جزء الاول بس
ياريت تعرفينا الجزء التانى امتى علشان اعمل حسابى لو ها يتأخر
أكيد متابع ان شاء الله
وشكرا على الترجمه

ههههههه;)

ههههههههههه
لا شكر ع واجب
معلش بقي بحب الفرنساوي وبحب ترجمته:)
طبعا هنزله بانتظام بإذن الله
شكرا ع مشاركتك وتنشيطك للموضوع:blush:


**تسابيح** 21-07-2009 10:47 PM

الفصل الثاني

استوقفني محل بسيط يعمل فيه رجل عجوز يبيع الحلويات...دخلت لاشتري بعضاً منها...

- Bonjour-je veux un kilo s il vous plait

(ممكن كيلو من الحلوي)
نظر إلي وقال
- Tu es arabe?
هل انتي عربية

- Oui
نعم
تكلم عندها معي بالعربية وقال: اهلاً بيكي يا بنيتي..انا مغربي عربي..

ابتسمت له وقلت: اهلاً وسهلاً..

- قال: يا مرحبا بيكي..تونسية..؟؟؟
- لا مصرية..
- اهلاً بالفراعنة....انا زوجتي فرنسية وبقالي هنا في فرنسا 40 سنيه..
- ياه..انا ما كملتش شهر هنا في فرنسا...
- الحياة هني رح تتعلمي منها بزاف...
- والله شكلي كرهت البلد دي من قبل مكمل فيها.(لا أعرف لماذا انفتح قلبي له وتحدثت معه وكأنني امام رجل اعرفه منذ وقت بعيد..تابعت قائلة).....محتاجة شغل ومحدش راضي يشغلني لأني محجبة..او يمكن لأني مسلمة مش عارفة...

- فكر قليلاً وقال: انا بشتغل هني انا وزوجتي واش رأيك تساعديني انا زوجتي مريضة هاا لايام ومحتاج لحد معي على البيع وانا بكون في المعمل جوه..

- قلت بفرح : اكيد موافقة..يا عم...!!!( تساءلت عن اسمه)
- قاطعني قائلاً: عمك كريم...يا بنتي..

شعرت في كلامه بصدق كبير ....وجهه مريح لدرجة كبيرة وكأن الله بعثه لي هدية من السماء...اتفقت معه على العمل ومواعيده والسعر..رغم انه ليس بالشيىء الكثير ولكن يغطي احتياجاتي الاساسية...خرجت وانا بغاية السعادة وحملت معي بعضاً من الحلويات لبيت خالي..

لكن ما ان دخلت حتى رأيت ..يا لهول ما رأيت..


وجدت على التلفزيون فيلماً...انه على ما يبدو فيلم اباحي...لكن من يشاهده!؟؟؟


ابن خالي احمد الذي لم يبلغ من العمر الا فقط 10 سنوات...

وقفت للحظات لا أعرف ماذا افعل..كيف اتحرك..ماذا اقول..هل اعود ام اتقدم ام ماذا لا اعرف..لكن وقعت علبة الحلوى من يدي من دون ان أشعر....وكانت اللحظة الحاسمة...نظر أحمد الي بذهول ...تقدمت نحوه..وبدأت الصراخ في وجهه..

- انتي ايه الي بتشوفو ده..انت قليل الأدب ومش متربي كويس...انت مين سمحلك تشوف ده...


تقدمت بغضب واقفلت التلفزيون وسحبت الشريط ..كان مذهولاً وبدأ البكاء...
عاودت الصراخ في وجهه : انت بتعيط ليه هاه؟؟ مين اداك الشريط ده يا تقول يا مش حيصلك طيب وحقول لخالي..

بدأ يبكي..دموعه حننت قلبي عليه قليلاً وأهدأتني...فجلست الى جانبه ووضعت يدي عليه بحنان....

- احمد قولي مين اداك الشريط ده الي بتشوفو عيب يا احمد..
- بدأ يكلمني بخوف كبير وقال: صاحبي في المدرسة فرنسي اداني الشريط وقالي في حجات حلوة شوفها افتكرتها كرتون..وطلعت ده..
- قلت وكأني اقنعه انني صدقته: طيب لما شفته انو حاجة مش كويسة ما شلتوش ليه؟؟
- قال بتوتر وتابع البكاء: مش عارف...
- الي انتي بتشوفو غلط يا احمد انت بتخاف ربنا وعارف ان ربنا ما يهنش عليه نشوف الحاجات الوحشة دي عشان بردو انت ولد مؤدب
- قال بهدوء وبكاء: ايوة انا ولد مؤدب...

- وضعت يدي على رأسه وقلت: انت ولد كويس اوعى تشوف مرة تانية الحجات دي وابعد عن الناس الوحشة...اوعدني
- قال بتردد: اوعدك بس ما تقوليش لبباب علي حصل....
- قلت: اوعدك...
- قال ليتأكد: احلفي..
- قلت فوراً: والله مش حقول لحد..بس انت اوعى تتكلم مع الولد الي ادا الشريط مرة تانية وتوعد ربنا مش حتعمل كده تاني وانت بتصلي...
- قال ببرود واستغراب : بس انا ما بعرفش اصلي...


- قلت بصدمة: ما بتعرفش تصلي؟؟؟!!!!!!!!!!..(أمسكته من يده وقلت له بحماس)..تعلا معاية..

أخذته معي الى الغرفة وبدأت اعلمه الصلاة واعطيته كتب دينية باللغة الفرنسية وعلمته كيف يدعو الله وكيف يستغفره..ووعدني انه لن يكرر ما فعله...ولم أتركه الا وقد أكلنا سوياً الحلويات وضحكنا قليلاً وذهب الى غرفته...أما انا امسكت هذا الشريط ولم اعرف ماذا افعل به..وضعته في درج المكتب عندي لأخذه معي غداً وارميه في اقرب حاوية نفايات...

في الصباح الباكر جلست في غرفة مكتب خالي للحديث معه عن بعض تطورات حياتي...

- خالي انا سعيدة اوي هنامعاك والحمد الله نفسيتي بقت افضل بعد ما لقيت شغل...

- يا حبيتي يا ورد عارفو الحياة هنا عاوزة الي قدها وانا عارف بنت اختي قدها وذيادة..
- ربنا يخليك لية يا خالي محبتك تكفيني وبتشجعني......
- انا واثق فيكي ولو معنديش ثقة مكنتش ارضى تشتغلي بس انا مش حقف قدام رغبتك...انتي امانة يا ورد..
- وانت حافظت على الامانة وذيادة وبتعاملني زي ولادك بس الاعتماد عى النفس جميل...
- قال بحزن: ايه والله يا بنتي انتي عملتي الي ما عملوش ابني عمر..قاعد من غير شغل مقضيها صياعة ومش فالح ف يالتعليم مجنني..
-
- سرحت قليلاً وقلت بتنهيدة: والله عمر معدش زي ما عرفتو اتغير اوي..
-اطلق تنهيدة بحرقة: اااه قد ايه يا ورد كنت بتمنى يعني تكونو لبعض...

- قطعت حديثه فوراً: ما تكملش يا خالي انا بشفش عمر اكتر من اخ..

- ابتسم قائلاً : ورد انا مسافر النهاردة بليل المانيا حقعد 10 ايام عشان الشركة بعتاني اجتماع هناك عاوزك تاخدي بالك من الاولاد انتي عارفة مرات خالك في شغلها ديماً...وانتي واعية انا بأمنك عليم..
- قلت بثقة: في عيوني يا خالي ما تخافش..

في الجامعة التقيت بالدكتور المشرف على الابحاث وتناقشت معه في موضوع البحث الذي من الممكن ان اناقشه ...قررت ان اتناول موضوع الفتيات العربيات اللواتي يهاجرن الى فرنسا للدراسة..اي اقوم بدراسة اوضاعهن كاملة...الاجتماعية والمادية والنفسية.. اعجب الدكتور به ...بدأت بعدها افتش في مكتبة الجامعة عن كل ما يتعلق بالموضوع من الناحية النظرية وبعد ان انهيها سأبدأ بالقسم الميداني....

في مكان العمل الجديد كنت في غاية السعادة مع العم كريم..خاصة انني تعلمت صنع الحلويات ايضاً واصبحت اساعده في صنعها أحياناً..لم أتخيل انني في يوم من الأيام سأقوم بهذا العمل عندما كنت في مصر..ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه....الحياة ترمي بك احياناً في اماكن لا تتوقعها ابداً ولكن القناعة جميلة والشكرلله دائماً وابداً واجب...وانا حقاً سعيدة رغم ان ما يعطيني اياه العم كريم قليل لكن يكفي انني سعيدة ومرتاحة واشعر انني وسط عائلة لي تتقبلني كيف ما كنت....تفرح عندما افرح وتبكي عندما ابكي وتسعى لراحتي..كما اسعى لراحتها في العمل...اطلقت على نفسي كلمة بائعة الحلويات....والجميع يناديني بها عندما يدخل المحل ..نسيت حقاً اسمي...

اصبح اسمي لومادلين او فورينوار على اسماء الحلويات الفرنسية التي ابيعها....

في يوم ما وانا منهمكة بالعمل..دخل الى المحل شاب لم اتنبه له للوهلة الاولى ولكن اكتشفت انه الشاب الذي يعمل في المقهى الذي يدعى سليم..تفاجأت بوجوده مثلما تفاجأ بوجودي....
§ قال بإستغراب: انتي بتعملي ايه عندنا؟
§ قلت بتعجب: عندكم؟؟؟ليه هو المحل ده يخصك؟؟؟؟
§ قال وهو يضحك: ايوة ده محل خالي...
§ صدمت وقلت بتعجب: خالك ازاي؟؟عم كريم مغربي..
§ قال باستهزاء: ومالو..انا والدتي مغربية بردو..وابوية مصري...

- قلت باستياء: ايه اهلا...

جاء في هذه الاثناء العم كريم وكان يراقب حوارنا من بعيد فقال وهو يسلم على سليم: شو يا سليم..بتعرف ورد...

- قال بابتسامة: والله مش عارف انها ورد..بس اهو اتعرفنا..

شعرت بالخجل وتمنيت لو انني استطيع ان اهرب من الوضع كله..وقلت مسرعة: عن اذنكم عندي شغل جوة...

- رد العم كريم بسرعة: لا يا ورد خلص لاازم نسكر المحل...اتأخر الوقت...انا رح اروح الحين فيسة وسليم يعاود بيته وحيساعدك في اقفال المحل...

شعرت بحرج كبير..فأنا مجبرة الأن ان ابقى معه لوحدي..ولكن قلت في قرارة نفسي وليكن..انا اساوي عشرة رجال لا يستطيع ان يتعدى حدوده معي مهما حصل...طبعت على جبيني لمحة غضب عجيبة وبدأت استعد لاقفال المحال وهو لم يسكت عن الكلام ابداً وانا اصده تارة واجاوب بطريقة مقتضبة جداً تارة اخرى...

- انتي كلاك قليل كده ليه يا ورد مش قلنا تعتبريني اخ..
- قلت بحزم: يا سلام بالبساطة دي..
- يكفي اننا مصريين..زي بعض..
- قلت بعصبية: انا مصرية ومسلمة الحمد الله يبقى مش زي بعض....

- قال فوراً: وانا مصري ومسلم...
نظرت اليه بتعجب ووجهت نظري الى رقبته لكنني لم اجد الصليب الذي رأيته في السابق...

- قال بمكر: اهههههههههههه قصدك الصليب الي كنت حاطه...
لم ارد بل أصابني الذهول...

- قال: انا مسلم ...مش مسيحي انا بحط الصليب لدواعي شغل عشان في الكافية ما بيرضوش يشغلو مسلمين وده الي دفعني اني اغشهم في الظاهر بس انما في الحقيقة انا مسلم وبصلي احياناً كمان...

- صدمت وقلت بذهول: مش مصدقة..
  • قال باستهزاء: ايه الي مش مصدقاه اني مسلم او اني عامل نفسي مسيحي؟؟
  • مش مصدقة اني في انسان ممكن يغر دينو عشان شغل وضحكت باستهزاء)
  • قال مبرراً: مصالح مش اكتر...
  • قلت بغضب: لو ربنا ف ييوم قلب فينا الارض مش حرام عشان في زييك في الدنيا( عن اذنك) ...

خرجت غاضبة واقفلت المحال وتابعت سيري وهو ينظر الي بذهول تام..وكأنه يقول في قرارة نفسه http://forums.fatakat.com/images/smilies/frown.gif ازي تتكلم عليه دي كده)
.................................................. ................................


في صباح اليوم التالي استقيظت ولم اجد الا ندى في البيت وعمر ..رميت عليهم السلام وكلمتني ندى قليلاً لكن عمر لم يكلمني ولا كلمة عندما كنا نتناول الفطور..

- ندى: ايه الاخبار يا ورد لقيت يموضوع البحث.؟؟
- ايوة اخترته عن الي زيي يعني اوضاع الفتيات العربيات الي بيدرسو في الغربة..

(ضحك عمر وكأنني قلت نكتة..لم اعره اي اهتمام وتابعت الحديث مع ندى)

- ندى: جميل اوي انا اكيدة حتلاقي حالات كتير...)تابعت قائلة وهي تهم بالمغادرة) طيب يا ورد عن اذنك لازم اروح اتأخرت بس عاوزة االشيلة الخضرة الي عندك من فضلك...

- خديها محطوطة في الدرج عندك..

خرجت ندى وهممت انا طبعاً بالخروج..ولكن استوقفني سؤال انا وعلى الباب اردت ان اوجهه الى عمر...استدرت وقلت..
- انت كنت بتضحك ليه وانا بكلم ندى؟؟؟
- قال باستهزاء كبير: عشان عاوزة تدرسي احوال العربيات الي بيدرسو في فرنسا
- قلت بلهجة جافة: وفيها ايه يضحك دي؟؟نكتة؟؟
- لق مش نكتة بس البحث فاشل من اوله لأنهم كلهم حيطلعو صايعات.....
قلت بغضب: بس انا واحدة منهم...
- قال بلا مبالاة: واش عرفني انتي ايه...
- ضحكت وقلت: صح انت ما بتعرفش غير الي زييك عندك حق تقول كده..الاناء ينضح بما فيه...

خرجت وندمت الف مرة لأنني تكلمت معه..ولم يغب عن بالي الكلمة التي قالها..هل حقاً البنات اللواتي يدرسن هنا هنّ بهذا الشكل؟؟؟ تحمست اكثر للبحث وصممت على دراسته اكثر واكثر...

مرت حياتي في اليومين التاليين بهدوء بين الجامعة والعمل ...التقي بين الحين والاخر بسليم عند خاله ولكنني اتجنبه بشكل كبير حتى انه شعر اني اكرهه فعلاً ولا اطيق رؤيته فكأن نفسه قد عزت عليه ولم يعد يأتي الى المحال...

الا انني في يوم وخلال الاسبوع الذي غاب فيه خالي عن البيت عدت لأجد في منزل خالي حفلة..كان عيد ميلاد عمر...رقص وأغاني وفتيات مائعات يرقصن ومعهن شباب كان حقاً منظراً في غاية الانحطاط وانا ما زلت واقفة على الباب لا اعلم كيف اتصرف..وجدت ندى ايضاً جالسة في هذه الاجواء وسعيدة بها وعمر تحواطه 5 فتيات كأنه دون جوان...قررت الصعود الى غرفتي والمكوث فيها ولا يعنيني كل ما يحصل...دخلت غرفتي وجدت شاب وفتاة فيها بوضع مريب حقاً....وكان ما كان...


يتبع...............

you_my_lovely 21-07-2009 11:53 PM

أنا قلت كده برده اكيد الواحد طالما شاف جزء ها يتلهف على باقى الاجزاء وبكده لازم يتابع القصه كلها
مع ان الانتظار صعب جدا
بس ما باليد حيله

اكيد متابع وشكرا على الجزء التانى:022yb4:

eman_ mohamed 22-07-2009 06:33 PM

جميلة جدا ميرسى يا قمر


http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...h84d6jxr37.gif

**تسابيح** 23-07-2009 10:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1428680)
أنا قلت كده برده اكيد الواحد طالما شاف جزء ها يتلهف على باقى الاجزاء وبكده لازم يتابع القصه كلها

مع ان الانتظار صعب جدا
بس ما باليد حيله


اكيد متابع وشكرا على الجزء التانى:022yb4:

ميرسي ربنا يخليك :blush:
دايما رافع من روحي المعدنية:d


**تسابيح** 23-07-2009 10:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eman_ mohamed (المشاركة 1430648)
جميلة جدا ميرسى يا قمر


http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...h84d6jxr37.gif

لا ميرسي ع واجب ياروحي
نورتي الموضوع;)

**تسابيح** 23-07-2009 10:58 PM

وجدت شاباً وفتاة في الغرفة بوضع مريب ...على سريري ايضاً..صعقت وصرخت كالمجنونة بهما...لاحظا وجودي فخرجا فوراً وانا ما زلت أصرخ وأكاد أنهار..صعد الجميع على صوتي...وأولهم عمر وندى....
والكل ينظر الي وانا أصرخ..لم أحتمل ما رأيت حقاً لم أحتمل....

§ قالت ندى بفزع: فيه ايه يا ورد مالك..
§ رديت عليها بصراخ: لا لا لا ده مش بيت ده كباريه....
§ قال عمر بحدة: ورد خدي بالك من الفاظك

- رديت بلهجة صارمة موجهة الحديث له: انت بالذات مش عاوزة اسمع صوتك..اصحابك زييك اوك..بس مش في قودتي...
-تابع عمر لهجته العصبية : كفاية بقة عمللانة نفسك ام الشرف والاخلاق ايه ده....
- التفتت ندى الى عمر لتسكته: خلاص يا عمر...من فضلك اهدي يا ورد...

اخرجت ندى الجميع وبقيت معي في الغرفة تهدأ من روعي ....وانا تعتريني حالة رهيبة من البكاء لا أهدء ابداً...تركتها تتكلم وخرجت.. وهي تصرخ بي لكي أعود والكل ينظر الي وانا خارجة بعد منتصف الليل وحيدة...وانا ابكي...

مشيت في الشوارع لا أعرف اين اذهب ولم اجد نفسي الا وأدخل الى كابينة هاتف وطلبت رقم بيتنا .....ردت والدتي..وما إن سمعت صوتها الحنون حتى إذداد بكائي..

- ماما انا تعبانة يا ماما..محتاجة حضنك..
- ورد حبيبتي مالك فيكي ايه؟؟حد مزعلك؟؟
- قلت بتردد: محدش مزعلني..بس وحشاني...
- معلش يا حبيتي هما كامن شهر وترجعيلي معاكي شهادة كبيرة وتفرحيني يا قلبي...
- قلت بصوت مخنوق: ماما ادعيلي اوي محتاجة دعاكي...
- بدعيلك يا حبيتي ربنا ينور طريقك..خلي ثقتك في ربنا كبيرة اوي يا ورد الي يكون مع ربنا ربنا بيكون معاه وانا عارفة مربية ايه ...
- قلت ببكاء: ماما بحبك اوي...اوي..

ولم اتركها الا وقد سمعت منها دعوات كثيرة صبرت قلبي وهدأت من روعي وغضبي.

وانا في طريقي بدأ المطر بالهطول وسمعت صوت فيروز تغني اول مرة منذ مجيئي ...... من اين لا اعلم لكن سمعتها تغني احب الأغاني على قلبي..

(متل السهم الراجع من سفر الزمان- قطعت الشوارع ما ضحكلي انسان-كل صحابي كبرو واتغير الي كان- صارو العمر الماضي- صارو دهب النسيان- يا ورق الاصفر عم نكبر عم نكبر- الطرقات والبيوت عم تكبر عم تكبر- بتخلص الدني وما في غيرك يا وطني..اه اه بتضلك طفل صغاير)

واختلطت دموعي بالمطر اشتقت الى مصر الى وطني... الى اصدقائي الى من اعرفهم... ووقفت للحظات ونظرت الى السماء وقلت يارب...

..عدت الى البيت وقد عزمت في اليوم التالي ان ارتب أغراضي وأترك البيت الى مكان اخر...
وجدت خالي قد عاد والجميع في انتظاري في الصالة الا عمر..وكأنهم قد خافوا عليي...وما ان رأوني حتى بدأوا بالقول..(ورد كنتي فين؟؟؟)
  • قال خالي بلهفة: كنتي فين يا ورد خرجتي من اليت مضايقة ليه؟؟
  • زوجة خالي: ايه الي حصل يا ورد محدش رضي يقلنا حاجة هنا..
  • قالن ندى: كده تعملي يا ورد وتشغلي بالنا عليكي...
  • رددت بطريقة مقتضبة: طلعت اغير جو..كنت مخنوقة...
  • خالي: يعني انتي كويسة حبيتي؟؟؟..
  • الحمدالله بألف خير...

نزل عمر من فوق يحمل في يده الشريط الذي اخذته من احمد.. لقد نسيت ان ارميه وتركته في الدرج.. بدأ يصرخ ويقول: دي الي عاملة نفسها قمة الاخلاق دي اساساً مدومة من الاخلاق...

- خالي بغضب: اسكت يا ولد انت بتقول ايه دي بنت عمتك.....
-عمر: بنت عمتي ما يشرفنيش تكون بنت عمتي..شوفو الهانم اساساً حاطة في قودتها ايه...

- قلت بغضب: انت اخر تتكلم عن الشرف والاخلاق...انت مش طبيعي.....


- خالي: هو ايه الي بيحصل ورد في ايه؟؟؟...

- قاطعني عمر قبل ان اتكللم وهو يحمل الشريط في يده: الشريط ده فيلم اباحي..(رماه امام وجهي)..الست بتحب تشوف الافلام دي..دي جاية تخرب البيت وتفسد الي فيه...

نظرت الى احمد وجدته واقف في الزاوية وينظر الي نظرة كأنها تقول لي: ورد انتي حلفتي,,,اوعي تتكلمي...

- قلت بغضب: مش مظبوط .....
- رد عمر بحزم: : انكري..الشريط ده مش ليكي؟؟؟قولي انطقي..

ماذا اقول..بأي حق ادافع عن نفسي وقد حلفت لأحمد بأن لا اورطته..
- قلت بهدوء: الشريط لية بس شفتوش وما كنتش اعرف فيه. ايه.
- عمر: يا سلام واحنا لازم نصدق..

- خالي بغضب:: عمر اسكت واطلع قودتك..ندى خدي احمد واطلعي قودتك من فضلك بسرعة مش عاوز ااشوف حد......

- نظر الي خالي وقال: ورد تعي معي على المكتب شوي...

- قلت: اسفة يا خالي لهنا وخلاص انا طالعة قودتي ومن فضلكم مش عاوزة اكلم حد(حبست دموعي وصعدت غرفتي)

لملمت اغراضي كافة بسرية تامة...كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحاً...نزلت وغادرت المنزل بهدوء وتوجهت الى اقرب أوتيل لأمكث فيه...ولكن ما كنت احمله من مال لم يكن يكفي لأجلس في اوتيل محترم ...لكن في النهايةً وجدت اوتيل بسيط للغاية..قلت سأمكث فيه الأن وغداً سأغادره وأتصرف...

وجدت فتاة من عمري تقريباً جالسة نصف نائمة...على مكتب الاستقبال..

- bonsoir madame
ردت علي وكلمتني بالفرنسية طلبت منهاغرفة..نظرت الي وقالت: انتي لوحدك..
- ايوه لوحدي ليه؟؟؟..
- كلكم بتقولو كده بعدين بيلحقكن اتنين او تلاتة..

لم ارد عليها بل غادرت فوراً المكان..وبدأت امشي في الشوارع لا أعلم ولا أدري كيف اتجه..مررت بجانب المقهى المعتاد وجدته ما زال يستقبل الزبائن...اتجهت اليه وجلست فيه...

طلبت فنجاناً من الزهورات الساخنة وحمدت الله ان سليم لم يكن موجود...جلست لا اعرف اين اذهب والى اين اتجه في هذه الليلة ......حملت كوب الزهورات أريد ان أرشف منه الرشفة الأخيرة لأذهب...وجدت أمامي سليم ينظر الي بإستغراب..

- قال بتعجب: ورد انتي هنا في الوقت ده....في ايه؟؟؟...( نظر الى الحقيبة التي معي)....

لم أرد عليه بل توجهت الى الخارج وتبعني وانا احمل حقيبتي..اخذ من يدي الحقيبة محاولاً ان يفهم الموضوع وتابع السير معي ...

- قال بعصبية: ورد من فضلك قوليلي فيه ايه ارجوكي..طب انتي رايحة فين؟؟؟

- قلت له بهدوء: مش عارفة...(اختنق صوتي وشعر انني اريد البكاء)

- قال بإرتباك: طب ممكن تروحي معاية البيت..انا مش عارف اقلك ايه.....

نظرت اليه بإذدراء ...وقبل ان اقول أي شيىء لأنه اعتقد انني فهمته بشكل خاطىء..

- برر طلبه الأخير قائلاً: ورد انا ساكن في غرفة وحسيبها ليكي ..صدقيني خديها ومفتاحها معاكي ومن جوة اقفلي عليكي ..انا حبات هنا في الكافيه مؤقتاً ..اوثقي فية من فضلك..انا مش هضرك..(نظر الي بحنان ورجاء لأصدقه..وصدقته )

مشيت معه لا اعرف ما الذي دفعني الى أن ارد عليه..وصلت الى الغرفة القابعة في حي شعبي بسيط..وفي فرنسا الاحياء الشعبية كأنها ارقى الشوارع في بلادنا....

- ادخلني ووقف على الباب وقال: القودة اعتبريها ليكي يا ورد...في قفل من جوة القودة اقفليها عليكي.صحيح القودة مش ولا بد...بس احسن من ما فيش...

- ابتسمت له وقلت: انا مش عارفة اشكرك ازاي....
- ما تقوليش كده..مش قلتلك المصريين بيحنو على بعض(ابتسم لي واقفل الباب وذهب)






بقيت لوحدي في الغرفة..غرفة بسيطة ملحقة بحمام وزاوية صغيرة اشبه بمطبخ...اقفلت علي الباب من الداخل بشكل متين..غيرت ثيابي وجلست في الغرفة..نظرت الى طاولة قرب السرير عليها بعض الكتب..وجدت القرأن الكريم ووجدت كتب احاديث وأدعية ووجدت كتاب صغير مكتوب عليه(مذكرات)
أمسكت به اريد ان افتحه..ولكن اعدته الى مكانه فوراً .

.ذهبت لأشرب...لم اجد في الثلاجة اي انواع المنكرات..حتى في الغرفة كلها لم اجد اثاراً حتى للسجائر..كانت غرفة انيقة هادئة..وكلمة (الله) معلقة فوق السرير..وعلى الحائط الأخر صورة كبيرة مرسوم عليها اشجار ونهرجميل وإمضاء(سليم)... ربما يهوى الرسم...

عدت وأمسكت المذكرات...ذاد فضولي لأن اعرف عن هذا الشخص أكثر وأكثر...فمن يرى هذه الغرفة لا يظن ابداً الا أن صاحبها انسان ملتزم بشكل كبير..لكن الظاهر يدل على شىء اخر..وقلت في نفسي..سأقرأ ما بداخلها علها تساعدني في بحثي..كنت ابرر خطأي بإطلاعي على امور شخصية لغيري...ولكن قرأتها .....


(جئت الى هذا المكان لاتابع دراستي في الطب بعد ان كان باق لي في مصر سنة واحدة وانهي الدراسة واصبح طبيباً ولكن عرض علي ان اتابع دراستي هنا بمنحة دراسية..تشجعت رغم ان والدتي لم تحبذ الفكرة لانني انا من يصرف على البيت فأنا اعمل واتابع دراستي..فإذا سافرت كيف سأعمل وأدرس في نفس الوقت و كيف سأصرف على نفسي وعلى البيت؟...)

(تركت مصر وفي قلبي غصة كبيرة..امي واختي الصغيرة مع عمتي..ومعهم فقط القليل من المال من الممكن ان ينتهي خلال أيام ..سافرت وكلي عزم ان ابني نفسي وأكون انسان بمعنى الكلمة وان ابدأ حياة جديدة مليئة بالعمل والدراسة..وعزمت أن ارسل كل المال الذي أعمل به الى اهلي وانام لو حتى على الطريق...)

(كنت مقتنعاً دائماً بالمثل القائل *اطلبوا العلم ولو في الصين* وانا طلبته في فرنسا ولم اجده..لم اوفق بين عملي ودراستي..تركتها لأحسن من وضعي وارسل المال لوالدتي...مع انني قلت لها انني ما زلت في الجامعة..واعمل في ورشة..لم اجرؤ أن اقول انني نادل في مطعم..من المستحيل ان اكسر حلمها بإبنها الوحيد..يكفي انني كسرت هذا الحلم في نفسي..وهي تظن انني الأن باقي لي سنتين واعود دكتور أطفال كبير..وتقول لكل اقاربنا ان ابنها الدكتور سليم عائد قريباً ومعه الشهادة الكبيرة....أي شهادة هذه؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ضاعت يا أمي وسط الصحون والمعالق التي انظفها كل يوم...بدل ان اتفوق في دراستي..تفوقت في تنظيف الأواني والطاولات وترقيت واصبحت شيف كبير في الصالة وليس في الطب...)


.........كان هذا ما قرأته في مذكراته من كل صفحة اقرأ بعض السطور ولكن لاحظت انه في كل الصفحات في الاسفل كان يكتب(سأعود اليكي في يوم يا مصر)....



يتبع..............

you_my_lovely 23-07-2009 11:35 PM

شكرا على الجزء التالت
القصه قلبت بحزن وربنا يستر فى باقى الاجزاء:o

**تسابيح** 24-07-2009 12:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1434813)
شكرا على الجزء التالت


القصه قلبت بحزن وربنا يستر فى باقى الاجزاء:o

الشكر لله
ربنا يستر يارب
شكرا ع متابعتك:blush:


**تسابيح** 24-07-2009 12:16 PM

الفصل الرابع

الساعة الرابعة فجراً وانا ما زلت اقرأ مذكراته..واقلب في صفحاتها ولكن الذي قرأته كان كافياً لافهم وضعه أكثر....نهضت وصليت الصبح فكنت املك ورقة مكتوب عليها اوقات الصلاة في شهر فبراير في فرنسا جلبتها من الانترنت خاصة ان الجوامع هنا هي في اماكن محددة وبعيدة...إشتقت الى صوت الأذان حقاً كانت نعمة كبيرة لا أشعر بها..الأن احسست بأهميتها ....


ودعيت كثيراً الله وانا اصلي وكنت انسى نفسي وانا راكعة لوجه الله ولجلالته وابكي..دعوت من كل قلبي بأن يهدي الله سليم..لا اعرف لماذا...أحسست انه انسان طيب ومظلوم وانصهر في هذا المجتمع من دون أن يشعر...لكنه أنسان جميل من الداخل...

خلدت الى النوم ...رغم نعاسي الكبير لم استطع أن انام...لم يغب عن بالي كل ما حصل معي في هذا اليوم الطويل ...ما هذه الدنيا العجيبة...منذ شهر كنت ورد الفتاة التي يحبها الجميع ويحترمها الجميع ويقدرها الصغير قبل الكبير ولي مكانة في قلوب الناس زرعتها بنفسي من خلال إحترامي لنفسي وللغير..الكل يتمنى أن اجلس في بيته ولو للحظات..اما الأن..انا في غربة قاتلة سدت كل الأبواب في وجهي.....اليوم لم اكن لأجد حتى مكاناً لأنام فيه...ما هو حالي لو لم أكن قد التقيت بسليم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل سأنام على الطريق؟؟؟
أم أعود ذليلة الى منزل من ظنوا بي سوءً مع انهم أقرب الناس الي ومن لحمي ودمي...؟؟؟؟؟

لكن الله لا يترك عباده..لو نسيتنا كل الناس ولو غربتنا الأيام ولو قسي علينا الزمان..الله يبقى مع عباده الصالحين..وانا في امتحان والله أكرمني ...يارب كن معي يارب...

استقيظت وفتحت عيوني..وللحظات بقيت جامدة كالصخر انظر الى أعلى لأتذكر أي انا...وفجأت نظرت حولي وعرفت فوراً انني في بيت سليم..

كانت الساعة الثامنة صباحاً...كان يوم عطلتي ..يوم الأحد في فرنسا يوم عطلة لا تفتح الجامعات فيه والمحال تفتح لوقت قصير...لملمت أغراضي ولبست ثيابي وحملت حقيبتي وتوجهت الى محل العم كريم...وجلست احدثه عما حصل لي..وأصابه الذهول..

- ورد كل ده حصل معكي..عليش كل دا كنتي خبريني اتصلي فيني..
- مش عارفة حصلي كده ليه بس لولا ستر ربنا ولولا سليم كنت بت في الشارع..
- لا يا ورد لا..انتي بين اهلك وناسك..عكلن امشي معي...
- علفين؟؟
- رح أمنلك سكن فوراً..اخت مراتي بتأجر غرف في بيتها..وانا رح اتفق معها انها تعطيكي الغرفة بأجر بسيط لأنك من طرفي ..وما تعتلي هم...

أخذني العم كريم معه الى بيت السيدة جوزفين..وعرفني عليها واتفقنا معها وعرفتني على الغرفة..صحيح أنها صغيرة ولكن ..انها سأجعلها رائعة...عرفتني أيضاً على بقية البنات الموجودات معي في البيت الكبير وكن يتناولن ّالفطور في الصالة وكن 5 فتيات..

قالت جوزفين وهي فرنسية طبعاً: اعرفك..دي هالة ودي رهف ودي ماري ودي نجلاء ودي سمر...وبعرفكن على ورد حتكون جارتكم في الغرفة من مصر.. ..

ابتسم الكل لي..تقدمت منهن وسلمت عليهن...

سلمت على هالة وكان واضح عليها انها فتاة ناضجة ورزينة... عرفتني عن نفسها: اسمي هالة 25 سنة من سوريا.عم ادرس صحافة ..اتشرفنا بأختنا من مصر...احلى بلد..

-الله يسلمك يا رب..متشكرة اوي...

تقدمت من الأخرى أي رهف كانت قصيرة ولكن وجهها طفولي بريء وعيناها جميلتين: انا بقى رهف من مصر...عندي 27 سنة بددرس طب اخر سنة..

- قلت بفرح: اهلاً يا رهف سعيدة اوي ان ياتعرفت على بنت مصرية هنا في فرنسا...

الثالثة كانت جميلة جداً طويلة وممشوقة ووجهها ضحوك كأنها عارضة أزياء انها ماري..
- معكي ماري من لبنان..عمري 21 سنة وعم ادرس صيدلة وكمان عارضة ازياء..

- قلت وانا اضحك: ما خبش ظني انا قلت كده بردو....اهلاً بيكي...


- ووصلت الى نجلاء قالت فوراً: انا نجلاء من تونس الخضراء 24 سنة بدرس كمان طب..يا هلا بيكي برشا برشا ...اي خدمة تانية انا جاهزة على العين والراس..

- ضحكت وقلت: الله يسلمك اتشرفنا...
- قالت: انا بيسموني هني تشارلي شابلن لاني بعملهم جو مضحك ديماً وش رأيك انتي...
- قلت: الظاهر انك لطيفة اوي اوي...انا بردو بحب الضحك..حنتفق(غمزتها بعيني)
- نظرت الي وقالت: يعني اكيد مش رح تتفقي مع سمر...

تقدمت نحو سمر..كانت جدية بشكل كبير
- قالت: سمر من المغرب...
- قلت: يا اهلا..
- تركتني وذهبت خارجة وكأن وجودي لا يعنيها مطلقاً..ضحك الجميع وقالت نجلاء: ما تخديش في بالك طبعها هيك اتعودنا عليها بكرة انتي كمان بتتعودي...

جلست معهن نتكلم في أمور كثيرة وشعرت لأول مرة انني وسط اهل يفهمونني..وارتحت حقاً بشكل كبير...
تركتهن وذهبت ووعدتهن عندما أعود ان نتكلم اكثر ونتعرف على بعضنا اكثر واكثر...

توجهت الى مكان عمل سليم في المقهى المعروف..ونظرت اليه من الخارج..انتبه لوجودي وخرج الي...

- قلت له بابتسامة: انا مش عارفة اشكرك ازاي بس بشكر ربنا انو بعتلك لية في الوقت ده..
- رد علي بإبتسامة عريضة: ده عشان ربنا بيحبك اوي...
- قلت وكأنني اشير الى شيىء ما في كلامي: حب ربنا اكيد رح يحبك...انا جيت اسلمك المفاتيح واشكرك واعتذرلك اذا كان بدر مني اي حاجة زعجتك ......وبشكرك مرة تانية...واسفة اني بيتك هنا الليلة ال يفاتت...
- قال وهو يضحك: متعود ما تخافيش..انتي رايحة فين دلوقتي؟
- خالك دبرلي سكن عند اخت مراتو....
- قصدك جوزفين......
- ايوة جزفين ونقلت حجاتي هناك...
- قال بحذر: في واحدة هناك اسمها سمر انصحك ما تحتكيش بيها...
- (استغربت كلامه ولم أعلق عليه..)وقلت: يلا..عن اذنك..

تابعت خطواتي عائدة ادراجي ولكنه بقي واقفاً في مكانه وقال : ورد..

استدرت وهززت برأسي كأنني اقول له ماذا...

- حتبقي تجي الكافية هنا ولا خلاص؟؟..(كأنه قد قطع الأمل من أن يراني ثانيةً)

بسطت ييدي الاثنتين وهززت رأسي كأنني اقول له( مش عارفة)..........ابتسمت وتابعت سيري...

مضت الأيام ما بين الدراسة ومكتبة الجامعة ومحل العم كريم الذي اصبح بالنسبة لي كوالدي الذي توفي منذ سنوات...اشعر بعطفته وخوفه علي..وزوجته تحبني كأنني عوض لهما عن اولادهم الذين لم يرزقهما الله بهم..اذادا تعلقهم بي لدرجة كبيرة..شعرت انني جزء من هذا المحل ولست بائعة فيه...ووقتي الباقي كان في المنزل مع صديقاتي الجدد...تقربت كثيراً من هالة الفتاة السورية ومن نجلاء التي كانت تزيح الهم عن قلبي عندما اكون تعبة فهي لا تهدأ ابداً من الحديث الساخر عن الناس والضحك المتواصل...أما ماري ورهف لم تسنح لي الفرصة بعد بأن احتك بهما ... أما سمر الذي حزرني سليم منها لا أعلم عنها شيىء كما كل البيت وتسميها نجلاء (الشببح)...

كنت قد أتصلت بوالدتي وطمأنتها علي وعلى صحتي...وقلت لها انني ابتعدت عن منزل خالي وسردت لها ما حصل..لم أخفي عنها شيىء...فيجب ان تعرف....هذا حقها ..انا لم ارتكب اي خطأ لكي اخاف منه والله سيحاسبني إن كذبت عليها..ترضت علي كثيرا ًودعت لي وتمنت لي كل الخير واوصتني طبعاً بأن احافظ على نفسي ...

بدأت بعدها بالبحث الذي قررت القيام به..الان انتقلت الى القسم الميداني للدراسة وكان علي ان ادرس الحالة على الارض اي أوضاع الفتيات العربيات الموجودات هنا في فرنسا..وكان معي 5 اوراق رابحة يجب أن أبدأ بهن..وهن طبعاً رهف ونجلاء وماري وسمر وهالة...وبعدها انتقل الى غيرهن لكنني على ما أعتقد انهن لوحدهن سيأخذن معي شهراً وأكثر ما بين دراسة وتدقيق ..خاصة اننا تعلمنا ان لا نصدق كل ما يقال لنا من المبحوثين بل يجب أن ندور ونفتش عن صحة الذي يقال ونتأكد منه والا فالبحث كله خاطىء...اي يجب ان اكون جيمس بوند على ما يبدو...

في ليلة ما...كنت جالسة اقرأ في غرفتي...واذا بها الساعة الثالثة صباحاً...تنبهت الى أن احداً يقترب من باب غرفتي..وسمعت صوت مفاتيح تحاول ان تفتح الباب...تقدمت ببطء وخوف كبير وفي اي لحظة كنت مستعدة لأن اصرخ...واذ.............






- سمعت صوت نجلاء في الخارج تقول : سمر هيدي مش غرفتك هيدي غرفة ورد...

فتحت الباب بسرعة ورأيت سمر في حالة مريبة..كأنها في غير وعيها.....أقتربت منها..لاحظت انها في وضع ليس طبيعي وثيابها ممزقة قليلاً..

- قلت لها وأن امسكها قبل أن تقع: سمر مالك؟؟انتي تعبانة؟؟؟

أسٍندتها نجلا ء معي ..و أدخلناها الى غرفتها...نامت على سريرها ...

- نظرت الي نجلاء وقالت: كل يوم ما بتيجي هلبنت قبل هلوقت شو بتعمل ما بعرف...

- قلت بإستغراب: قصدك ايه؟؟؟

- ما حدا بيعرف شي بتقول انها بتتعلم..شي بتقول انها بتشتغل..واحياناً منشوفها لابسة اغلى التياب احياناً اوحشها..ما حدا بيعرف عنا شي وما بتحكي اصلاً مع حدا..
- هي كل يوم بترجع كده؟؟؟
- تقريباً بس اليوم وضعها سيىء...

دخلت غرفتي وأنا مذهولة..ما الذي يدفع بفتاة مثل سمر للسهر حتى هذا الوقت والمجيىء بهذا الشكل...وللحظات ظننت بها سوء ولكن فوراً طردت هذه الأفكار من رأسي فالتفكير بسوء بفتاة من دون أن اراها بعيني يهز عرش الرحمن..وأستغفرت ربي مراراً....... ولكن قررت في اليوم التالي أن احاول التقرب منها ...

في صباح اليوم التالي ذهبت الى الجامعة ومنها الى العمل...وكنت منهمكة في تحضير كمية كبيرة من الحلويات وتغليفها لحفلة عرس...رأيت رجلاً من بعيد يتقدم ناحية المحال..كان خالي..شعرت بحرج كبير...كيف وأين أختبىء...أسرعت ودخلت المعمل فلا أريده أن يراني....

العم كريم تحدث معه قليلاً....وكنت اسمعهم من الداخل.. وكلمه بالفرنسية...

-خالي: مساءالخير...
- العم كريم: اهلاً بشو بخدمك...؟
- خالي: جي اسأل عن ورد؟؟مش بتشغل هنا؟؟

وذهلت فهم لا يعرفون اين اعمل انا لم اخبرهم كيف عرف بمكاني!!!!!!!!..؟..اعتقدتها في البدء مصادفة........ووجدت العم كريم يدخل الي ويخبرني ان هناك من يرديني...

- خرجت اليه ...وقلت: اهلاً يا خالي اخبارك ايه..

سلم علي بحرارة ولاحظت الدمع في عينيه...

أصطحبني الى الخارج بدأ يتحدث إلي وعلى وجهه حزن عميق...أما أنا فكنت في غاية الهدوء والرصانة..

- قال معاتباً: ورد عملتي كده ليه معقولة اسبوعما نعرفش عنك حاجة؟؟؟؟لولا اني سألتك عنك صحابك في الجامعة ماكانوش قالولي نك هنا..؟؟
- معلش يا خالي ظروف..انا هنا مرتاحة......
- ورد احنا كلنا بنحبك..واحمد حكالي تاني يوم ان الشريط ده ليه و............
- (ضحكت باستهزاء ): مش فارقة يا خالي..خلاص مش فارقة...المهم اني بعرف نفسي وربي يعرفني..
- طيب خلاص يلا نرجع البيت سوا.....
- خالي صعب..انا سعدية عند مدام جوزفين وشغلي وعرفتو...وممكن تطمن علية بأي وقت ..سيبني لراحتي...
- اكيد يا ورد؟مرتاحة...؟
- لوي يا خالي اطمن...

ودعته ووعدته في يوم ما أن ازوره وأطمئن دائماً عليه وعلى عائلته مع أن الجرح الذي في قلبي لم يمح بعد...

توجهت الى المقهى..ونسيت أن اعرفكم بأسمه ..اسمه(le maison du cafê)او ميزون دو كافيه..يعني بيت القهوة.....دخلت كالعادة وطلبت فنجاناً من القهوة...من بعيد وجدت سليم يتقدم نحوي ويحمل الي الفنجان ويبتسم وكأنه لم يصدق أنني هنا...

- ازيك يا ورد؟؟وانا بقول رحيت المحل بقت جميلة كده ليه...
- الحمدالله ازيك يا سليم.؟
- الحمدالله نشكر الله..مش شايفة حاجة فية متغيرة؟
نظرت اليه ...ولم ألاحظ أي شيىء....
- قلت بسذاجة: ايه جايب هدوم جديدة..
- لا هدوم جديدة ايه..خلاص مش حقلك خدي بالك لوحدك...
- طيب ماشي..بس عاوزة اتكلم معاك شوية..الساعة كام تخلص النهاردة؟؟

وكأنه لم يصدق ما سمعه...وقال فوراً: دلوقت يلا..

- ايه ده دلوقت ايه عاوزة صاحب الشغل يطردك؟؟؟..
- يطردني الرزقة على الله المهم انتي مرفضلكيش طلب
- (ضحكت وقلت): بجد الساعة كام بتخلص؟؟
- الساعة 6 ...
- خلاص مستنياك عند العم كريم.....

وكأن حديثي لم يعجبه أبداً..فقطب جبيبنه غضباً وقال: عند العم كريم...؟!

- وماله العم كريم في اجمل من العم كريم ومحله؟؟
- قال بثقة: ايه رأيك اعزمك على العشا ونسيب ححكاية خالي شوية...

- رددت عندها بلهجة صارمة:سليم انا عاوزة اتكلم معاك..مش عاوزة اقد معاك....وممافيش داعي مرة تانية تطلب مني طلب زي ده...يا اما مش حتشوف وشي مرة تانية..اوك؟؟؟؟


- قال وكأنه لا يعرف ماذا يقول: خلاص ما تزعليش...صحيح مالو خالي ما فيش اجمل منو و من محله..
-
أدرت وجهي وضحكت....في أوقات معينة اشعر بأنه طفل صغير لا يعرف كيف يتصرف ومع أنني لاحظت إهتمامه الكبير بي..ولكن من غير تطفل فهو يتركني على راحتي ولا يأتي الى محل العم كريم ..يتركني انا عندما احتاج لأن اتي سوف اتي...هذا ما كان يذيده عندي احتراماً...ولم أعتبره سوى أخ ولا أريد أن يتعدى هذا الأمر...لكن لا أعرف..فعندما تضيق بي الدنيا اشعر بقدماي تتوجه الى المقهى ربما لأنني أرتاح في هذا المقهى..او ربما لأنه هو هناك...معقولة؟؟؟؟؟؟؟....حتى الأن لم اجد الإجابة...


يتبع..............

you_my_lovely 24-07-2009 03:53 PM

اممممممممممممممم
على ما اعتقد ان ورد اتعلقت بسيلم
هانشوف فى باقى الاجزاء
مشكوره على الجزء الرابع;)

**تسابيح** 24-07-2009 04:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة you_my_lovely (المشاركة 1436504)
اممممممممممممممم

على ما اعتقد ان ورد اتعلقت بسيلم
هانشوف فى باقى الاجزاء

مشكوره على الجزء الرابع;)

الله أعلم
وبعدين هي مدلية عشان تتعلق:p
ميرسي ع متابعتك
ان شاء الله الاجزاء الجاية تكون احلي:d


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.