بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أخبار و سياسة (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=79)
-   -   رئيس الجمهورية القادم في فكر داعية (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=411210)

abomokhtar 12-03-2012 06:45 AM

رئيس الجمهورية القادم في فكر داعية
 
كل فترة يهاتفني شخص عادي يطلب مني دعمه في انتخابات الرئاسة .. والغريب أن معظم هؤلاء الأشخاص لا يعرفهم أحد ولم يكن لهم قبل الثورة مشروع فكري أو سياسي .. ولم يكن لهم سابق بذل وعطاء في المجال السياسي أو حتى في المجال العام أو الاجتماعي .. وكأن منصب الرئاسة أصبح منصب من لا منصب له .. حتى يطمع فيه من لا يصلح كرئيس مجلس إدارة شركة.
إن الطموح جيد .. ولكن الطموح دون عمل وبذل وتضحيات ومؤهلات هو خطيئة كبرى يلام صاحبها ولا يمدح .
والغريب أن هناك شخصيات جيدة كثيرة أراها تنأى بنفسها عن السباق حتى لا يصيبها رذاذ التردي الأخلاقي الذي أصاب المجتمع المصري بقوة بعد الثورة .. حتى كاد الشتم والطعن والتخوين للشرفاء أمرا ً طبيعيا ً يمر دون استغراب.
كما أن هذه الكفاءات لا تستند إلي أحزاب تقف وراءها ويدعمها في الانتخابات وتدافع عنها عند الملمات وتساعدها في إنفاذ قرارتها على الأرض... والويل كل الويل اليوم للكفء الذي لا ناصر له ينصره .
إن مصر هي أكبر دولة سنية في المنطقة العربية وفيها الأزهر الشريف أعظم منبر للإسلام السني.. ولا يمكن أن يكون رئيسها ممن يكره الشريعة الغراء أو يعاديها أو يتنكر لرسالتها الحضارية.. كما لا يقبل أن يكون الرئيس القادم معروفا ً عنه شرب الخمر حتى لو قال أنه سيقلع عنه الآن .
كما ينبغي علينا أيضا ً أن نفرق بين منصب رئيس الجمهورية ومنصب الواعظ أو الخطيب .. فالفرق بينهما هائل والوظائف مختلفة.. فليس كل من يحسن الخطاية والواعظ والتأثير في عواطف الشباب يصلح لإدارة مصر التي تحفها المشاكل والمتاعب من كل مكان في الداخل والخارج وعلى مستوى الإقليم وعلى المستوى العربي وكذلك الدولي.
رئاسة الدولة لا تحتاج كثيرا ً إلي الخطابة ودغدغة المشاعر .. فقد مضى عصر الزعيم الذي يلهب الجماهير بخطابه الحماسي ومؤسسات الدولة مهترئة والزعيم في وادي والدولة في وادي آخر.. وما يعنيه منها هو إلهاب الحماسة دون مردود عملي على الأرض كما فعل بعض الزعماء العرب المعروفين الذين حلقوا بشعوبهم إلي السماء .. ثم ألقوا بهم فجأة إلي الأرض لتحتل بلادهم وتستباح مقدساتهم وي*** أبناؤهم وتهزم جيوشهم .
نحن الآن يا سادة في دولة مؤسسات وليست دولة زعيم.. نصحو وننام على خطبه الثائرة .
وليس كل من كتب برنامجا ً لحكم مصر يصلح شخصيا ً لتطبيق هذا البرنامج على الأرض .. فإعداد البرامج سهل ميسور ولا يحتاج أكثر من عدد أصابع اليد من أساتذة الجامعة من الأصدقاء.. وكل البرامج جيدة على الورق .. ولكن القليل جدا ً من يستطيع تحويل هذه البرامج إلي واقع .
ونحن لا نريد رئيسا ً شابا ً أو قريبا ً من الشباب يريد أن يجرب في مصر .. لأن الوطن لا يتحمل التجارب وظروفه غير قابلة الآن للعمل بنظرية التجربة والخطأ الني جربها عبد الناصر والقذافي وصدام في بلادهم .
فالخطأ مع الأوطان أشبه بالخطأ مع المتفجرات .. فالخطأ الأول سيكون الأخير .. وخاصة بالنسبة للمشروع الإسلامي الذي يتربص به الكثيرون .
فلن يعطينا الزمان فرصا ً متعددة لنجرب وندمر الوطن .. ثم نجرب وندمره مرة أخرى
ونحن لا نريد رئيسا ً لمصر بلا تجارب أو خبرة .. لا نريد من لم يقابل سفيرا ً أو وزيرا ً في حياته كلها .. ولا يعرف شيئا ً عن أسرار العلاقات الخارجية .. وينتظر مستشاريه حتى يشرحوا له أي شيء في كل شيء .. أو الذين يغير رأيه وفكره كلما جالسته مجموعة من أصدقائه أو مستشاريه أو محبيه أو المفكرين .
نريد حاكما ً يدرك الوسع المجتمعي المصري لتطبيق الشريعة ويطبق من الشريعة ما يسعه المجتمع المصري بالتدرج وبحكمة وأناة .. وأن يوسع تدريجيا ً في هذا الوسع المجتمعي .
نريد حاكما ً لا تكون بينه وبين أي فصيل من الشعب المصري أية عداوة..فقد أصبح اليوم حاكما ً للجميع ومسئولا ً عنهم.
نريد حاكما ً يسع الجميع ويعتبر الجميع رعيته ولا يفرق بين أحد منهم .. مهما كانوا مختلفين معه في الدين أو الفكر أو الرأي
نريد حاكما ً لا يكرر مأساة تقديم أهل الثقة والولاء والأتباع .. فهذه هي كارثة حكام مصر الأبدية .
وهل هزم الجيش المصري في 5 يونيه عام 1967م .. إلا لأن عبد الناصر سلمه لصديقه الرائد عبد الحكيم عامر ورقاه مرة واحدة من رائد إلي لواء ثم إلي مشير .. في خطوة غير مسبوقة في التاريخ العسكري المصري.
إننا لا نريد ذلك المرشح الذي يرسل أتباعه الشباب ليقولوا للناس " إن لم تنتخبوا فلانا ً فقد خذلتم الشريعة " .. وهل الشريعة حكرا ً عليه دون سواه؟ .. إن احتكار الشريعة الإسلامية العظيمة في شخص أو حزب أو حتى دولة بعينها جريمة كبرى .. مازال يقترفها البعض دون خجل أو حياء.. وكأنه المتحدث الحصري والوحيد عن الإسلام.. وكأنه الوحيد الذي سيطبق الشريعة في غمضة عين وانتباهتها .
إننا نريد رئيسا ً للجمهورية يهتم بتطبيق وظائف الحكم الإسلامي .. لا أن يهتم باسمه ورسمه .
وأن يعلم أن من أهم وظائف الحكم الإسلامي العدل بين المصريين جميعا ً مسلمين ومسيحيين .. القريب والبعيد.. من ينتمي لحزبه ومن لا ينتمي .. من صوت له ومن لم يصوت له.. من يوافقه ومن يخالفه .
ومن أهم وظائفه العدل الاجتماعي دون تأميم لممتلكات الغير أو جور على الأغنياء بغير حق .. ومن أهم وظائفه الشورى بوسائلها العصرية .
وأن يكون شريفا ً عفيفا ً .. لديه شعور بالمسئولية بحيث يكون أقرب إلي ما قاله عمر بن الخطاب :
" لو عثرت بغلة بأرض العراق لعلمت أني مسئول عنها أمام الله.. لماذا لم أمهد لها الطريق" .
وألا يخجل من مراجعة قراراته دون تردد .. فهذا عمر بن الخطاب تراجعه امرأة في مسالة تحديد المهور فيرجع عن رأيه أمام الناس في شجاعة نادرة لا يقدر عليها أي سياسي معاصر .
نريد من لا يزيده الكرسي إلا تواضعا ً لله ولشعبه .. ولا نريد من يصنع منه الكرسي فرعونا ً آخر مثل من سبقوه من الفراعنة .
نريد من يطبق قول أبي بكر الصديق: "القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه .. والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له " .. فيرعى الضعيف والفقير .. ولا يظلم القوي والغني .
نريد من يقدم مصلحة الإسلام والوطن على مصلحة جماعته وحزبه وطائفته .. وليس العكس.
نريد من يعطي لمصر لا من يأخذ منها .
نريد الذي يفرق بين التفاعل الحضاري مع الأمم الأخرى .. والخضوع للأمم الأخرى .. فنحن مع الأولى وضد الثانية.
نريد حاكما ً لا يكون شرطيا ً يحمي المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة .. بل نريد حاكما ً يحمي مصر والمنطقة من الجور والبغي الإسرائيلي .. والتحيز الأمريكي الأعمى لإسرائيل .
نريد حاكما ً مسلما ً صالحاً يقيم دولة عصرية حديثة تتوافق مع ثوابت الإسلام وتتخذ من الجزء المرن في الإسلام أداة لإقامة دولة مصرية مسلمة حديثة وقوية وعصرية توائم بين عنصري الخلود في الشريعة الإسلامية وهما: الثبات والتطور.. الثبات في العقائد والغايات والأركان والمقاصد .. والتطور في الأساليب والوسائل والآليات. وتوائم بين حاكمية الله وحاكمية البشر موائمة صحيحة .
نريد حاكما ً يعطي صورة جيدة عن الحاكم المسلم الذي يلتزم بصحيح الإسلام وينفتح على العالم كله في الوقت نفسه.
نريد حاكما ً لا يمزق علاقات مصر بالدول الأخرى .. ولكننا نريد من يوحد العرب ولا يفرقهم .. ولا ينصب نفسه زعيما ً للعرب بالقول لا بالعمل .. وبالقوة لا بالتقدم والحرية .
نريد حاكما ً يعيد لمصر مكانتها المفقودة بعد أن أصبحت تابعة حتى للدول العربية الصغيرة .
نريد حاكما ً مقبولا ً من الجيش والشرطة والحركات الإسلامية والمسيحيين والليبراليين .. أو من غالبيتهم أو عقلائهم على الأقل.
http://www.egyig.com/Public/articles...31370277.shtml

aymaan noor 13-03-2012 01:12 PM

اقتباس:

إننا لا نريد ذلك المرشح الذي يرسل أتباعه الشباب ليقولوا للناس " إن لم تنتخبوا فلانا ً فقد خذلتم الشريعة " .. وهل الشريعة حكرا ً عليه دون سواه؟ .. إن احتكار الشريعة الإسلامية العظيمة في شخص أو حزب أو حتى دولة بعينها جريمة كبرى .. مازال يقترفها البعض دون خجل أو حياء.. وكأنه المتحدث الحصري والوحيد عن الإسلام.. وكأنه الوحيد الذي سيطبق الشريعة في غمضة عين وانتباهتها .
إننا نريد رئيسا ً للجمهورية يهتم بتطبيق وظائف الحكم الإسلامي .. لا أن يهتم باسمه ورسمه .
وأن يعلم أن من أهم وظائف الحكم الإسلامي العدل بين المصريين جميعا ً مسلمين ومسيحيين .. القريب والبعيد.. من ينتمي لحزبه ومن لا ينتمي .. من صوت له ومن لم يصوت له.. من يوافقه ومن يخالفه .
كلام يوزن بميزان الدهب


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.