بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   محمد نبينا .. للخير ينادينا (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   من هدي حديث نبوي شريف .. " لا تحزن إن الله معنا " (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=724604)

abomokhtar 23-06-2017 11:08 AM

من هدي حديث نبوي شريف .. " لا تحزن إن الله معنا "
 
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قلت للنّبيّ صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أنّ أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: " ما ظنّك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما)) متفق عليه

*

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه من حديث الهجرة عن أبي بكر رضي الله عنه : ((فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: هذا الطلب، قد لحقنا يا رسول الله، فقال: لا تحزن إن الله معنا)) متفق عليه

*

عادة الإنسان أن يتأثر بما يحيط به , ويكون أسير اللحظة التي تمر به , وقليل منهم من يبسط نظره أمام عينيه فيستبصر ببصيرة شفافة نقية معتمدة على الإيمان إلى مناح خلف هذا المشهد المادي المحيط .

*

ان لله عز وجل جندا لا يعلمها إلا هو , تدافع عن المؤمنين بأمر الله سبحانه ومشيئته , فتثبتهم وتقوم خطوهم .

*

فعندما ضاق بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه الأمر في غار ثور , وخاف صاحبه عليه , وقال " لا تحزن إن الله معنا " .. أنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها .

*

ووقف النبي صلى الله عليه وسلم ليلة بدر يدعو ربه ويرجوه ويلح في الدعاء : " اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد بعد اليوم " , فأيده الله في بدر بجنود من عنده وثبته حتى انتصر .

*

وجند الله عز وجل لا يحصون ولا يعدون , بل إن كل شيء من خلق الله يمكن أن يكون من جند الله في نصرة المؤمنين , فالريح من جند الله كما أرسلها سبحانه وتعالى من قبل على أقوام عصوا ربهم , والماء من جند الله كما أرسله سبحانه طوفانا على الذين طغوا من قبل وكما حملت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في القادسية و العلاء الحضرمي رضي الله عنه في فتح البحرين , وابا مسلم الخولاني في غزو الروم , والشمس من جند الله , كما أمسكها على يوشع بن نون عليه السلام حتى فتح له , بل إن بعض الفجار يمكن أن ينصر الله بهم الدين فيكون كيدهم عائد على أنفسهم وأمثالهم فيكيدون به أنفسهم , فإن هذا الدين قد ينصر بمن لا يتوقع ان يأتي منه نصر ، بل إن الله سبحانه قد يحول الطالح صالحا*لينصر دينه ودعوته*ويحقق سننه ..

*

وأهل الإيمان قد ينافح عنهم الحجر والشجر والجبال والدواب ولكن كل بطريقته , وبطبيعة خلقته , ولو اطلع أهل الإيمان على مسارات القدر عبر الأزمان لبان لهم كيف أن جند الله عز وجل في كل مناح الكون تدافع عنهم وتقف بجانبهم .

*

ربما تكون الرؤية القاصرة القليلة القريبة توحي لقصير النظر أن هناك هزيمة لأهل الإيمان في موقع ما أو مكان ما أو زمن ما , ولكن حقيقة الأمر أن الله عز وجل يطالب أهل الإيمان دائما بالصبر والثبات وإطاعة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم , مهما كانوا في أزمات ومصائب ." الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالو حسبنا الله ونعم الوكيل " وبينت الآية أن عاقبة هؤلاء بالبصيرة الصائبة هي عاقبة انتصار ونعمة .

*

قال سبحانه " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " , بل قد عبرت الآية بهذا التعبير " لم يمسسهم سوء " على الرغم من كونهم تألموا في الصبر , وتألموا في الثبات , وشق عليهم الأمر أياما متتاليات , إلا ان الله عز وجل قال " لم يمسسهم سوء " ... ذلك لأن كل ما مسهم هو خير , فالصبر خير , والابتلاء خير , والثبات خير , وصرف عدوهم عنهم خير وكل ذلك من علامات الانتصار ومن أشكال الانتصار .

د. خالد رُوشه

مناهج دراسية 04-07-2017 04:03 PM

شكرا لكم على هذا الموضوع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.