بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   القسم الأدبى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   دعوة (قصيدة) (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=733275)

abomokhtar 05-10-2017 10:00 AM

دعوة (قصيدة)
 
دعوتُ إلى اللهِ بين الورى
فهذا استجاب وذا استكبَرَا
وظَلْتُ على دعوتي مُؤْجَرا
فمن يَدْعُ لله لن يَخْسَرا
أيا قومِ توبوا إلى ربكم
فرِضوانُه لم يزل أكبرا
ونظْراته حاضرًا نحْوَنا
أجلُّ لمن يتَّقي أو يرى
ولا تجعلوا ناظرًا دونه
أعزَّ عليكم ولا أخْطَرا
فراعِي عيوني له قاصِرٌ
أمَا راعَهُ ربُّه ناظِرَا
يقومُ على الخَلْق في عِزَّةٍ
هو الحيُّ والحيُّ من أشْعَرا
فلسْتُ الجليل أنا من ترابٍ
وعندي من الذنب ما سُتِّرا
ولكنني تائب راجع
وأشكو إلى الله ما سُطِّرا
وما يستوي مُتَّقٍ مُسْتَحٍ
ومن بارَزَ الله أو جاهَرا
فكلٌّ مُعافًى غدًا غيرَ مَنْ
يُجاهر بالذنب لن يُجْبَرا
أيا قومِ لا يَقبل الله منَّا
صلاةً سِوَى المرْءِ أنْ يَطْهُرا
وطُهْرُ النفوسِ وتوباتُها
شروطٌ لمن طهَّر المظْهَرا
فقد جاء عن ربِّنا أنَّما
تَقَبَّلَ مِمَّن حَيَا ذاكِرا
وصَلَّى تَوَاضُعَ إعظامه
وما قد أصرَّ ولا استَكْبَرا
ولكن عن الذنب تابَ وناجَى ال
لَذي يرقُبُ الذَّاتَ والمخْبَرَا
فكيف بـ «إيَّاك نعبدُ» يدعو
لسانٌ لنا أدْمَنَ المنْكَرا
وقلبٌ يُطاوعه راضيًا
فما أنْكَرَ اللَّغْوَ أو غَيَّرا
لقد كذَبَ اللهَ فيما ادَّعَى
فليسَت عبادتُهُ ما جَرى
وليس يَكُبُّ الورى في الجحيمِ
على وَجْهِهم غيرُ قولِ الورى
وهل كبَّرَ الله واعٍ إذا ما اشْ
تَرَى برضاه رِضًا قاصِرا
فهل نتقي ونقول السديدَ
ليُصلِح أعمالنا الأخطَرا
لقد أُمِرَ القدوةُ المصطفى
لدى الصمت أنْ ظلَّ مُتْفَكِّرا
وفيما يرى أن يرى عِبْرةً
وفي النطق كُن دائمًا ذاكرا
وإن الإله لَيُبْغِضُ أهل ال
بذاءة والفُحْش والفُجَّرا
وسَمْعُ الإله محيطٌ بنا
ويكتب ما جَلَّ والأصغرا
ويوم القيامة يُبْدِي لنا
كتابًا سنَخْزى بأنْ يُنشرا
ونَهْوِي بما كان لم نُلْقِ بالًا
له حين قُلناه واستُحْقِرا
فهل نتقي الله من يومنا
فقد لا نرى بَعدَه آخَرا
ومن مات يُبْعَثْ على حاله
فيَلْقَى الإله به مُشْهِرا
أتلقى الإله غدًا فاجرًا
بغير رِداء التُّقى مُزْدَرى
بلِ الْقَ الإله بنور المتابِ
وأثواب طاعاته ناضِرا
لينظرْ إليكَ فربِّي حَيِيٌّ
وليس إلى مُعتَرٍ ناظرا
فهيَّا نتوبُ إلى ربِّنا
وننظُر توًّا فلن نُنْظَرَا
نردُّ الشياطينَ إنْ وَسْوَسَت
وقد أُفْحِمَت بالتُّقى زُجَّرا
ونُرْضي الذي قُدِّسَتْ ذاتُه
سميعًا بصيرًا بنا أخْبَرا
دعوتكمُ دعْوةً كلنا
أحقُّ بتطبيقها مُبْدِرا
ومَن كان ضانًا بأصحابه
على النار يَجْدُرُ أنْ يُنْذِرَا
فمن يَكُ ذا مهجةٍ يستمعْ
ومن كان حيًّا بها أبصَرا
فإنْ نفعَ النصْحُ أَنْعِمْ بذا
وإلا إلى ربِّه أعْذرا
ففاز بأجرين أو واحدٍ
ومن يدْعُ لله لن يَخْسَرا


أيمن عز الدين علي السيد


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.