بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   القسم الأدبى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   في الحياة والتربية (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=643192)

ابو وليد البحيرى 28-04-2015 03:44 AM

في الحياة والتربية
 
في الحياة والتربية
محمد منير الجنباز


عشتُ الحياةَ فلم تَغِبْ عنْ رؤيَتي *** وَرَأيْتُهَا في صَفْوِهَا وَالكُدْرَةِ
إنْ مَرَّ بي يومٌ رَغِيدٌ عَيشُهُ *** لمْ أحْتَسِبْهُ وَلمْ يَزِدْ في خِبْرَتِي
فَحَيَاتُنَا سَعْيٌ وَجِدٌّ دائِبٌ *** وَتَعَامُلٌ فيهِ الشعورُ بِلَذّةِ
فيهِ الشّعورُ بأنَّ قَلْبَكَ نابضٌ *** تَسْري بجسْمِكَ رُوحُهُ في رَغْبَةِ
إسْلامُنَا أعطى الحياةَ مَعَانِياً *** وَدَعا جُمُوعَ المسلمينَ لأُلْفَةِ
لتعاونٍ وَتَآزُرٍ وتَراحُمٍ *** وَرِبَاطُنَا في الدِّيْنِ رَمْزُ مَحَبَّةِ
فالعَيْشُ في تلكَ السِّمَاتِ مُحَبَّبٌ *** أضْفَى عليهِ اللهُ اِسْمَ أُخُوّةِ
بحَياةِ أصحابِ النَّبيِّ تَمَثّلَتْ *** هذي المعَاني والمَسَرّةُ حَلّتِ
حُبٌّ وإيثارٌ ووحْدَةُ أُمّةٍ *** لمْ تَشْهَدِ الدُّنْيا المَثِيلَ لأمّتي
أضْفَى على تلك الجُمُوعِ إلهُنَا *** عَيْنَ الرِّضَا فَمَشَتْ تُحَاطُ بِعِزّةِ
دانَتْ لهمْ أُمَمٌ وأشرقَ هَدْيُهمْ *** فوقَ الهضابِ وفي السُّهولِ وَقِمَّةِ
عِزُّ الحَيَاةِ بِأُلْفَةٍ وتَسَامُحٍ *** وَثَوَابُ هَذا فَوْزُنَا بالجَنّةِ
فَعَلَى المعَاني هذهِ يَا إخْوَتي *** فَلْنَسْتَعِدْ دَرْبَ الهُدَى والسُنّةِ
قدْ عِشْتُ تَجْرِبَةً بُنَيَّ وإنَّ لي *** فِيهَا رُؤىً أنْضَجْتُ فيها فِكْرَتي
فَأنَا الحَريصُ على شَبَابٍ يَافِعٍ *** أنْ يَسْعَدوا عِلْماً وعَيْشَ مَسَرّةِ
فَبَهَارِجُ الدُّنْيا عَسيرٌ فَهْمُهَا *** فيها سَيُخْلَبُ عَقْلُنا منْ دَهْشَةِ
بالعِلمِ والإخلاصِ نَبْني صَرْحَنَا *** لا بالهَوى والجَهْلِ دَرْبِ العَتْمَةِ
فَالعِلمُ ينشُرُ نُورَهُ في فِكْرِنَا *** وَيُعِيدُ لِلعَقْلِ الصّفَاءَ بِفِطْنَةِ
يُضْفِي على المُتَعَلِّمينَ بَهَاءَهُ *** ويَفِيضُ نُوراً منْ سَنَاءِ الرّفْعَةِ
سِمَةٌ لهمْ عَبْرَ الزّمَانِ وَمِيْزَةٌ *** فَالعِلمُ يَرفَعُ طالباً منْ سَقْطَةِ
شَتّانَ بينَ مُعَلِّمٍ أو جَاهِلٍ *** فَالجَهْلُ يُرْدي أهْلَهُ في المِحْنَةِ
هلْ يَسْتَوي مُتَعَلِّمٌ معَ ِجَاهِلٍ؟ *** كَلاّ كَمَا بَينَ السّنَا وَالظُّلْمَةِ
فَالجَاهِلُ الفَظُّ الغَليظُ تَجِدْ لَهُ *** قَلْباً جَهُولاً حُمْقُهُ في لَحْظَةِ
فَيَسيرُ في شُعَبٍ تَفَرّقَ دَرْبُهَا *** يَهْوي وَيَسْقُطُ في الدُّجَى ومَذلّةِ
أنّى تَوَجّهَ فَالحَيَاةُ خَصِيمُهُ *** ودُروبُهُ فيها مَزِيْدُ الحَيْرَةِ
لو يَرْتَدي غَالي الثّيَابِ لَمَا اخْتَفَى *** أثَرُ الجَهَالَةِ، مَا البَهَاءُ بِبِزّةِ
إنْ قالَ أفْصَحَ قَوْلُهُ عنْ جَهْلِهِ *** فَالحُمْقُ يبدو مُنْذُ أوَّلِ وَهْلَةِ
وأرادَ بالمالِ اكْتِسَابَ وَجَاهَةٍ *** يَسْعَى بها مُتَحَفّزاً لِلشُّهْرَةِ
لكنْ سَريْعَاً سوفَ يَهْوي سَعْيُهُ *** فَجَهَالَةُ الإنسانِ خَصْمُ الرّفْعَةِ
فَالدِّيْنُ وَصّى المسلمينَ تَعَلُّمَاً *** لِيَقِيهُمُ غَدْرَ السُّعَاةِ لِفِتْنَةِ
زَيْنُ الرِّجَالِ مُثَقَّفٌ مُتَعَلّمٌ *** يَبْني صُرُوْحَ العِلْمِ بعدَ الخِبْرَةِ
وَاللهُ هَيّأَ لِلْبِلادِ مَليكَهَا *** عَشِقَ العلومَ وَزادَ غَرْسَ مَوَدّةِ
فَالعِلْمُ في مَهْدِ العُروبَةِ قدْ *** نَمَا في قَفْزَةٍ نَوْعِيَّةٍ لِلدّولَةِ
قدْ كانَ يَكْفي أنْ يَنَالَ شَبَابُنَا *** فيما مَضْى تَحْصِيْلُ أيِّ عَلامَةِ
وَاليومَ لا يَرْضَوْنَ دونَ تَفَوّقٍ *** لِنَجَاحِهمْ فَازْدَادَ عَدُّ النُّخْبَةِ
طُلابُنَا يَا عِزّةً لِبلادِنَا *** مَا عِذْرُكُمْ إنْ لمْ نكنْ في الذُّرْوَةِ
بُنِيَتْ لكمْ دُوْرُ العُلُومِ فَسِيحَةً *** بِوَسائلِ العَصْرِ الحَديثِ لِدُرْبَةِ
فَغَدا التَّعَلّمُ لِلنُّفوسِ مُحَبَّبَاً *** يَسمو الذَّكِيُّ بهِ لأرْفَعِ رُتْبَةِ
يَا فِتْيَةَ الوَطَنِ الحَبِيبِ تَعَلَّمُوا *** وَدَعُوا سبيلَ المُغْرِيَاتِ بنَشْوَةِ
وَتَوّجَهُوا للعْلمِ كَيمَا تَفْقَؤوا *** عَيْنَ العَدُوِّ وَدَاعِيَاتِ الشَّهْوَةٍ
فالعلمُ وَالدِّيْنُ القَويمُ حَصَانَةٌ *** فهما السياجُ وَدِرْعُنَا في الشِّدةِ
دَاعي الهَوى يَدعو الشّبَابَ غِوَايَةً *** قَصَروا الحَيَاةَ على الهَوى وَالمُتْعَةِ
إسْلامُنَا لِلجِسْمِ وَازَنَ حَاجَةً *** لِلنّفْسِ لِلجِنْسِ ارْتَقَى بِطَبيعَةِ
رَسَمَ الطريقَ قَوِيْمَةً لِدَوَافِعٍ *** كُلٌّ لَهُ الإرشادُ أَحْكَمَ خُطّةِ
لنْ تُحْرَمَ الأجسَامُ منْ إمْتَاعِهَا *** بِأطَايِبٍ مِمّا أبَاحَ وَحَلّتِ
فَالرّوحُ تَسْمو وَالصَّلاةُ غِذَاؤهَا *** قُرْبٌ لَها من رَبّهَا بسَكِينَةِ
فَاللهُ خَالِقُنَا - تعالى -ذِكْرُهُ - *** جَعَلَ العِبادةَ شَأْنَهُ وَلِحكْمَةِ
فَبِهَا نَقَاءُ النّفْسِ منْ دَرَنِ الهَوَى *** كيما تُسَاقَ لِرَبّهَا في رَغْبَةِ
هذيْ سَبِيْلُ المسلمينَ إلى الهُدَى *** فَحَياتُنَا وَفْقَ النّظَامِ تَجَلّتِ
وَالبَيْتُ في الإسلامِ مَحْضِنُ نِبْتِةٍ *** وَغَرَاسُهَا غَضٌّ يُصَانُ بِتُرْبَةِ
تُسْقَى بروحِ مَحَبَّةٍ لإلَهِنَا *** وَمُحَمّدٌ في القَلْبِ صَوْنُ نُبُوَّةِ
هِيَ فِطْرَةُ الخَلاّقِ جَاءتْ بِالهُدَى *** تَنْمو لِتَبْقَى كالصَّفَاءِ لمِلّةِ
قَامَتْ على التَّوْحيدِ خَالِصَةً لَهُ *** لِتَعِيشَ إرواءً كَأَنْعَمِ غَرْسَةِ

يَتَعَلّمُ الأطفالُ منْ أبَوَيْهِمُ *** خُلُقَ التّدَيُّنِ بِالغَرَاسِ وَقُدْوَةِ
فَهُمَا الأَسَاسُ لِمَا سَيَأتي تَابِعَاً *** وَعَليهِ يُبْنَى الفِكْرُ ثَبْتَ القُوَّةِ
فَمَحَبّةُ الأبَوَيْنِ تَنْشَأُ هَاهُنَا *** في البيتِ فيما نَاَلهُ منْ عِشْرَةِ
في نَوْعِ تَأْدِيبِ الفَتَى مِنْ أهْلِهِ *** تَأْتي النتَائجُ وَفْقَ هَذي النَّشْأةِ
منْ غَرْسِكُمْ يأتي الجَنَى آبَاءَنَا *** ذَاكَ الحَصَادُ مُشَابهاً لِلبِذْرَةِ
فَعَلَى الهُدَى رَبُّوا البَنِيْنَ بِجُهْدِكُمْ *** ثُمَّ ادْفَعوهمْ لِلحَيَاةِ بِخِبْرَةِ
إيّاكَ أنْ تَكِلَ المَهَمَّةَ لِلّذي *** مَا خَاضَ تَجْرِبَةً ضَعِيفَ الهِمَّةِ
أوْ كَانَ ذا فِكْرٍ يُغَايِرُ فِكْرَنَا *** سَتَرى بَنِيْكَ وَقَدْ أتَوكَ بِخَيْبَةِ
لا دِيْنَ يُرْشِدُهمْ لِبِرٍّ، أوْ هُدَىً *** يَحْمِيهمُ منْ نَزْوَةٍ وَقَطِيْعَةِ
قدْ كُنْتَ تَأْمَلُ حُسْنَ تَرْبيَةٍ لَهُمْ *** لَكِنْ رَمَيْتَهُمُ بِأقْبَحِ عِلّةِ
فالأسْرَةُ المُثْلَى تُقَادُ شَرَاكَةً *** وَقِيادَةُ الأبَوَيْنِ أعْظَمُ حَنَّةِ
فإذا تَرَبّى طِفْلُنَا في بَيْتِهِ *** كَسَبَ الحَصَانَةَ وَالهُدى بِأُبُوّةِ
دَوْرُ المدارسِ أنْ تُتَابِعَ صَقْلَهُ *** وَتَزيدَهُ عِلْمَاً وَحُبَّ هُوِّيَةِ
تُذْكي بهِ رُوْحَ الجَمَاعَةِ دَائماً *** وَنَجَاحُهُ رَهْنُ النَّجَاحِ لِثُلَّةِ
فَيُحِبُّ مُجْتَمَعَاً وَيَأْلَفُ عَيْشَهمْ *** فَيَجُودُ مِعْطَاءً لأجْلِ عُرُوْبَةِ
فَيَرى الجَمَاعَةَ قُوَّةً بِعَطائهَا *** وَطَنٌ يَضُمُّ الجَمْعَ تَحْتَ مِظَلّةِ
فإذا الوَلاءُ مُؤَصَّلٌ في نَفْسِهِ *** وَالانْتِمَاءُ لأُمّةٍ بِمَعَزّةِ
يُعْطِي وَلِيَّ الأمْرِ طَاعَةَ مُؤْمِنٍ *** وَيَرى اجْتِمَاعَ الصّفِّ حِصْنَ الأمَّةِ
بِالمَنْهَجِ الأَسْمَى نُرَبّي أُمَّةً *** وَنَكُونُ جَمْعَاً لا يُضَامُ بِذِلَّةِ
هذي السبيلُ نَسيرُ دونَ تَهَاوُنٍ *** مَعْنى التَّهاوُنِ في انْفِلاتِ الحِزْمَةِ
كُلٌّ هُوَ المسؤولُ حَسْبَ مَوَاقِعٍ *** إنَّ المُقَصّرَ نَاقِضٌ لِلذّمَّةِ
بِسِيَاجِ عِزٍّ فَلْنُحِطْكِ ديَارَنَا *** فَالعِزُّ في رَصِّ الصّفُوفِ بوحدةِ.






جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.