عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-03-2018, 06:48 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New لا تجزعي يا نفس (قصيدة)


إنْ تجزعي يا نفسُ.. يزدادُ العنا
أو تصبري فلكِ الهدى نبراسُ
هذي الحياة صحيفةٌ عنوانُها
أملٌ.. له طهرُ الوفاءِ أساسُ
نروي بها عن حاضرٍ متعثِّرٍ
متحيِّرٍ حتى عَراه نعاسُ
لا تيئسوا فالمرءُ يأنس بالهدى
ما كان فيه سماحةٌ وحماسُ
فحماسُه يبقى به متوقداً
وسماحُه قلبٌ به إحساسُ
ما بين تَينِ الخصلتينِ حياتُهُ
تمضي ويرجو أن يطيبَ غراسُ
كم ذا تراهُ مثابراً في همةٍ
ومصابراً إن ضاقتِ الأنفاسُ
يهفو ليومٍ أبيضٍ فيه الهدى
يسري.. فيعبقُ نشرَ ذاك الآسُ
يرنو إلى نشر الأمان مؤملاً
ألا يدومَ على العباد الياسُ
يرجو الكريم إجابةَ الدعواتِ من
عبدٍ نأتْ عن نفسه الأرجاسُ
رباهُ عونك إن سمحتَ.. يحيلُنا
همماً بها يتصاغرُ الخَناسُ
رباه أنت المستعانُ فكن لنا
مدداً به تُتجنب الأدناسُ
ولكَم نؤمِّلُ رغم تقصيرٍ بدا
فرجاً به يا رب تَهنا الناسُ
وعسى من اللطفِ الخفيِّ تخصُّنا
فلقد سقانا المرَّ ذاك الباسُ
إنَّا اقتربنا منك يا الله فاح
فظنا إذا ما ساءَنا وسواسُ
فلكَم يُسرُّ إذا أضلَّ أحبةٌ
ولكَم يُساء إذا اتقى جُلاسُ
ولكَم يسوق النفسَ لا تدري لمن
هي تستجيب إذا اعترى إلباسُ
ألِكيدِ شيطانٍ يريدُ خنوعَها
ورضوخَها، بل ذلَّها، فتُداسُ؟
أم ربِّها.. وهي التي لم تعتمد
إلا عليه.. وهديها مقياسُ؟
فالنفس إن ثبتت على نهج الهدى
لا لن تنوسَ كما هو النواسُ
يلهو يميناً أو شمالاً غافلاً
عن لحظةٍ يَذوَى بها الميَّاسُ
فالروضُ أخضرُ إن رعاه سقايةٌ
ويؤول أصفرَ إن عراه يَباسُ
أملي بربِّي أن يُقويَ همتي
ليدومَ في هذي الدُّنى إيناسُ
أُحيي به أملاً تناءى حقبةً
عن حاضرٍ.. يوماً لهاهُ الماسُ
عُدْ للحياة وطُهرها لتُحيلها
نشوى بفألٍ.. غابَ عنهُ الكاسُ.

أبو الجود محمد منذر سرميني
__________________
رد مع اقتباس