(14) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "بَيْنَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يَعْرِضُ النَّاسَ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مَعَهُ ابْنٌ لَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا رَأَيْتُ غُرَابًا بِغُرَابٍ أَشْبَهُ مِنْ هَذَا بِهَذَا".
"فَقَالَ الرَّجُلُ: أَمَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لَقَدْ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَهِيَ مَيِّتَةٌ"،
"قَالَ: وَيْحَكَ! وَكَيْفَ ذَاكَ؟"
"قَالَ: خَرَجْتُ فِي بَعْثِ كَذَا وَكَذَا وتَرَكْتُهَا حَامِلًا، وقُلْتُ: أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ مَا فِي بَطْنِكِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ مِنْ سَفَرِي أُخْبِرْتُ أَنَّهَا قَدْ مَاتَتْ، فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ قَاعِدٌ فِي البَقِيعِ مَعَ بَنِي عَمٍّ لِي إِذْ نَظَرْتُ، فَإِذَا ضَوْءٌ شَبِيهٌ بِالسِّرَاجِ فِي المَقَابِرِ، فَقُلْتُ: لِبَنِي عَمِّي مَا هَذَا؟!"
"قَالُوا: لَا نَدْرِي، إِلَّا أَنَّا نَرَى هَذَا الضَّوْءَ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ قَبْرِ فُلَانَةٍ"،
"فَأَخَذْتُ مَعِي فَأْسًا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ نَحْوَ القَبْرِ، فَإِذَا القَبْرُ مَفْتُوحٌ، وإِذَا هُوَ فِي حِجْرِ أُمِّهِ، فَدَنَوْتُ"،
"فَنَادَانِي مُنَادٍ: أَيُّهَا المُسْتَوْدِعُ رَبَّهُ، خُذْ وَدِيعَتَكَ، إِنَّكَ لَوِ اسْتَوْدَعْتَهُ أُمَّهُ لَوَجَدْتَهَا"،
"فَأَخَذْتُ الصَّبِيَّ، وانْضَمَّ القَبْرُ".
*********
(المصادر: مجابو الدعوة/ ج1/ ح47/ ابن أبي الدنيا)، (مكارم الأخلاق/ ج1/ ح799/ الخرائطي)، (الدعاء/ ج1/ ح824/ الطبراني).