كيف يتنفس الحوت؟!
على الرّغم من أنّ الحوت يعيش في الماء، إلا أنّه مِن الثّدييات، ويتنفّس الهواء الجويّ كباقي الثّدييات، وله زوج من الرّئات مثلها، إلا أنّه يُدخل الهواء ويُخرجه عبر فتحة أو اثنتين وذلك حسب نوع الحوت، توجد هذه الفتحة على قمة رأسه وتُسمّى فتحة النّفث.
للحوت جهاز تنفسيّ فريد من نوعه، يُتيح له البقاء فتراتٍ طويلةً تحت الماء دون أخذ الأكسجين، ويحدث الزّفير عندما يصعد الحوت إلى سطح الماء ويُخرِج الهواء الغنيّ بثاني أكسيد الكربون من فتحة النفث، ويمكن مشاهدة الرّذاذ الضّبابيّ الذي يخرج من فتحة النّفث من مسافات بعيدة، ثمّ يملأ الحوت رئتَيْه بالهواء النقيّ ويغوص من جديد.
تتكيّف رئتا الحوت مع بيئته البحريّة؛ لذلك تكون صغيرة الحجم نسبةً إلى حجمه، كما أنّها لا تمتلئ بالكثير من الهواء؛ وذلك لأنّها عندما تمتلئ بالهواء ستعمل مثل البالون، أو العوّامة فتُقلّل بذلك من قدرة الحوت على الغوص لأعماق كبيرة، ولتقليل كمية الهواء في الرّئتين عندما يغوص الحوت في الماء تتوزّع كمية الهواء بين الرّئتين وعضلات الجسم التي تحتوي نسبةً عاليةً من الهيموغلوبين، والميوجلوبين، وهي بروتينات وظيفتها الأساسيّة تبادل الأكسجين ونقله بين الدّم والعضلات.
للحيتان القدرة على التّحكّم بتوزيع الدّم إلى الأجزاء المختلفة من الجسم؛ لذلك عندما تغوص إلى أعماق كبيرة، فإنّها تسمح فقط للأعضاء الحيويّة بتلقّي الدّم الغنيّ بالأكسجين، وتمنع وصول الأكسجين إلى الأعضاء الأقلّ أهميّةً مؤقّتاً، وتتمّ إعادة الدّورة الدّموية الطّبيعيّة إلى هذه الأعضاء عندما يعود الحوت إلى السّطح مجددًا.