عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25-07-2009, 03:47 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي كل من عليها فان

قال لي أحد الأصدقاء في لحظة صفا :
المفكرة:
اسمك يكفي، ويبدو أنها مفكرة كبيرة تحتوي كل ما وقعت عليه عينك من جمالوحزن!
هادئة، أشعر بمرورك كموجة خفيفة
راسخة، قوية الحجة والبرهان..عقل يحتويقلبا، وقلب يحتوي عقلا
أغناكِ الله بالرضا وأشيائك البسيطة..
ولا تنسي :
الإنسان يعيش مرة واحدة...
*******************
هذا ما فتحه الله علي رداً على مجاملته المهذبة (ما يلي وقع تماماً كما أحكي بلا زيادة أو نقصان) :
و لأن النهر يؤوي إليه ما يؤوي
و لأن الذاكرة بها مناطق لا أحب أن يمر بها السيال العصبي
و لأن النفس بها تلك الأنحاء و التعرجات
و لأن عابراً ألقى بحجر في النهر فماج بالآتي :
وحده الموت أهدأ مني و لأن صداقتي به عميقة و تجمعني به عشرة عمر (رغم أن الشيخ مهيب جليل حد الموت) فإنه لن يعترض إذ يقترن اسمانا و إذ أحكي إحدى حكاياته .
يصغي للحكاية الحساب ، عصب أساسي في بنيتي ، ليتأكد من الضبط . مرت بي المسألة التالية فوكلت أمرها لرب العالمين :
كائناً مـ(ن)ــا كان هذا الذي مر ناحيتي فسلبني جزءاً جزءاً ، أخذ ذائقتي للطعام ، فلم أبال ِ كثيراً . أما حس الإتجاه فهذا بكيته حين تاه مني ، يميني تختلط بيساري ، بعدها لن يستطيع الحيز المادي أن يخطو خطوة واحدة إلا بإذن خالقه .
الجلد الذي يغلفني صار يحتج طويلاً أن لا مبررات كافية لبقائه حياً . يرسل الألم رسائل شقاء لشبابي ثم لم يعبأ بي كثيراً وشرع في الرحيل مع من رحلوا . الشعور و الحس الرهيف يحزمان حقائبهما بينما يسكن المرض الألم المكان وحده.
الأحلام و الطموح كانا أول من اختلقا الأعذار كي يتركاني و شأني .
البشر وجدوا أعذاراً بالغة الأهمية كي يغادروا على عجل .
المال لا يعرف من لا يد لها و لا قدم .
كل ذلك لا اعتبار له عندي إذا ما قورن بتلك البئر. يدفعني إليها فأتشبث بحافتها ، انزلق فيها مرغمة .
في موضع بين الحياة و الموت . لا أعرف لأيهما أنا أقرب ، يأتيني قائلاً : أترين هذا الذي تحبين كيف يعذبك على هذا النحو، لا يدعك تصلين له . أي دين لمثلك ؟ ألا ترين أهل الكفر و النصرانية ، هم أحسن منك حالاً ، أمرهم الحق ، أمرك فناء و عدم !
أهب دفاعاً عن وجودي بجلاء لا لبس فيه : ربي الله الواحد الأحد ، مؤمنة به على شرعة نبيي محمد صلى الله عليه و سلم. اللهم زدني عقلاً حافظاً و قلباً راضياً بما أنعمت علي حتى أقيم شرعك كما أمرتني و لا تجعل ما عندي من حجة و برهان آخر حظي من تلك الكنوز.
يتداخل الموت و الحياة فلا يتمايزان . ينكشف الوجع فأتسلق البئر صعوداً إلى عالمي مرة أخرى . أتساءل طويلاً عمـّا اعتراني ! حتى شيخي لم يجد لأسئلتي إجابة ! يحسب العقل حساباته فيقول الأمر كله لله .
©©©©©©©©©©©©©©©©©