عرض مشاركة واحدة
  #263  
قديم 21-08-2009, 07:28 PM
sunsero2000 sunsero2000 غير متواجد حالياً
طالب جامعى (كلية تجارة)
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 1,464
معدل تقييم المستوى: 18
sunsero2000 is on a distinguished road
افتراضي

الحلقه السابعه والعشرون




دنا احمد من منى راسما وجهه نفس التعبير الحزين الذي كان عليه في بيتها, والقى نظرة خاطفة الى يدها, وبدا السأم عليه حين لم ير الدبلة.
احمد: انتي لسه مش لابسة الدبلة؟.
نظرت اليه منى بحزن, ثم قالت.
منى: تعالي نعد يا احمد.
توجه معها الي مقعد جانبي بباحة الكلية ,وجلسا,قال احمد بحزن.
احمد: وحشتيني.
نظرت اليه منى طويلا ثم قالت.
منى: ازيك يا احمد؟, اخبارك ايه؟, بتصلي الصلاة في مواعيدها؟.
قال احمد في دهشة.
احمد: طبعا يا منى.
قالت بتأن.
منى: احلف.
قال في سرعة.
احمد: اقسم بالله.

لم تعلق ,انما قالت بعدها.
منى: وشربت سجاير من ساعة ماقلتلي انك بطلت؟.

قال مؤكدا.
احمد: اقسم بالله ما حصل.
منى:.....مممممم,....طيب يا احمد ,...حصل وعرفت وانت خاطبني بنت ؟, او اتعرفت على بنت وصاحبتها , وانا معرفش؟.
قال احمد متصنعا الغضب.
احمد: انتي ازاي تسألي السؤال دا اصلا, فيه ايه يا منى؟.
قالت منى بثبات.
منى: رد على سؤالي يا احمد لو سمحت.
احمد: لأ طبعا.
نظرت اليه في ترقب وشفتيها ترتعشان, ثم همست.
منى: ....احلف.
قال بقوة.
احمد: اقسم بالله ما عرفت بنت بعد ما خطبتك, ولا صاحبت ابدا.
اشاحت بوجهها عنه في ألم وقالت بوهن, وهي تشير اليه بيدها ان يصمت.
منى: اسكت يا احمد,...بالله عليك تسكت .
احمد: جرى ايه يا منى؟, انا مش فاهم حاجة.
التفتت اليه وهي تقول بمرارة.
منى: مين فوزية يا احمد؟, فوزية بتاعة نادي الصيد؟.
بدت الصدمة على وجه احمد, وتلعثم قليلا , ثم قال.
احمد: فوزية؟, ...اه...,فوزية, الي هي بتروح نادي الصيد دي؟, اه كنت شفتها مرة هناك, ليه؟, فيه ايه؟.
منى: وماشفتهاش تاني خالص.
احمد: ابدا ماشتفهاش تاني,واحلفلك على مصحف كمان.
ترقرقت في عيني منى الدموع ,وهي تنظر اليه في اسف وندم.
منى: دا انت فعلا مبتتغيرش.
دهش احمد من موقفها وشعر بالقلق.
احمد: انتي مالك يا منى؟.
منى: مفيش, مفيش حاجة ابدا, عرفت بس ان خطيبي كداب, انا دلوقتي متأكدة يا احمد, انك لا بتصلي, ولا بطلت سجاير, وبتحلف كدب, ومتأكدة ميت مرة انك تعرف عليا بنات, وانك متغيرتش, مش فوزية دي الي كنت واقف معاها في فرح مريم؟.
قال احمد وكأنه تذكر للتو.
احمد: اه صحيح, كنت سلمت عليها في الفرح باين.
منى: بطل بقى يا اخي بقى ,حرام عليك بطل كدب بقى.
احمد: انتي بتقولي ايه يا منى؟.
منى: انا بقلك الي كان لازم اقولهولك من زمان, انا فعلا مستغربة ازاي كل الناس كانت شايفة حقيقتك وانا كنت معمية بالشكل دا, دا مطلعش كلام افلام, دا طلع بجد, ان الواحد بيكون معمي عن الي بيحبه, دنا ...دنا حتى مش فاهمة انا ازاي حبيتك اصلا وانت كنت بالشكل دا معايا من زمان.
نظر اليها احمد مدهوشا مما تقول, فاسترسلت في الم.
منى: انا كان لازم اعرف من اول يوم,... كان لازم افهم, انك متغيرتش ولا حاجة , وانك زي مانت, زي ما كنت وزي ماهتكون ,معايا ومع غيري ومع غيري, دانت ماكنتش حتى امين عليا ولا بتحترم نفسك ولا بتحترمني, دانت حاولت تبوسني اكتر من مرة وفين ,في بيتي, مراعتش حرمة البيت الي دخلته, ولا احترمتني ولا قدرتني ولا خفت عليا, وكان لازم افهم برضه لما بدأت تعايرني باني زي ماكلمتك وانا مع وائل , هكلم غيرك, ولما كنت بتهددني انك هتسيبني مرة واتنين وتلاتة, وكأني مش فارقة عندك, ولما شتمتني وهزأتني , كان لازم اعرف انك مش انت الانسان الي ممكن تحافظ عليا وتصوني, ومش انت الي اتمناه يبقى جوزي وابو ولادي, مش انت الي ممكن أأمنه على نفسي وعلى حياتي.
والتقطت انفاسها في توتر ,وهي تكمل امام احمد المصدوم كلية لموقفها الحاد.
منى: انا الي مستغرباله اكتر انك وانا مش في اديك لسه كنت احسن من كده شوية, على الاقل مكنتش تعرف بنات عليا,ومن ساعة ما خطبتني كأنك بتنتقم منى, كنت بتخلص الي انت كنت بتعمله كويس علشاني, بس انا الي واجعني اني كنت بشوف في عنيك انك بتحبني, ومكنتش فاهمة ان كل دا تمثيل.
قاطعها احمد.
احمد: انا فعلا بحبك يا منى.
قالت بألم.
منى: امال لو مكنتش بتحبني كنت عملت فيا ايه؟, كنت تتخانق معايا وتشك فيا وتخوني بالشكل دا؟, كنت تبهدلني معاك وتشتمني وتمسح بكرامتي الارض كأن ماليش اي قيمة عندك؟, فهمني عشان انا مش فاهمة, ازاي بتحبني وبتعمل فيا كل دا؟, انت رجعتني ليك ليه يا احمد؟, كنت عايز تخطبني ليه؟, عشان حسيت اني ضعت منك لما اتخطبت؟, ولا عشان واحدة والسلام وعروسة والسلام, واحدة بتحبني واكيد هتستحملني مهما عملت فيها.
قال احمد محاولا تهدئتها ,امام شلال الدموع الذي انساب من عينيها وهي تتكلم.
احمد: منى يا حبيبتي انتي اعصابك تعبانة, قومي روحي ونبقى نتكلم وقت تاني, لما تهدي.
صاحت به.
منى: مفيش تاني, مفيش تاني يا احمد, معادش ينفع يبقى فيه تاني, انت خلاص, ضيعت كل فرصك معايا, انت في كام شهر خلصت صبري كله عليك, انا تعبانة معاك اوي يا احمد, انت تعبتني لدرجة اني مبقتش عايزة اسامحك خلاص, كل مااحاول افتكرلك حاجة كويسة ملاقيش, نفسي بتصعب عليا , ازاي انا كنت بسمحلك تعاملني كده, انت ازاي خلتني اضيع عمري وكرامتي معاك بالمنظر دا, دانت وصلتني اني ندمت على كل لحظة حبيتك فيها, انت مكنتش تستاهل حبي ليك فعلا.
قال احمد بقلق.
احمد: منى انتي تعبانة يا حبيبتي دلوقتي, بس كل حاجة هتتصلح.
منى: انت مش هتتصلح.
احمد: يا منى انا معملتش حاجة, لما تهدي هتتأكدي انك ظالماني.
ردت بقهر.
منى: انا ظلمت نفسي اني استحملت معاك كل دا, وكنت بقاوح وباجي على كرامتي ونفسي عشان نعدي المشاكل كل مرة, بس الظاهر انك اخدت على ان انا الي المفروض اتنازل كل مرة, بس المرة دي, انا متبقتش عندي كرامة عشان افرط فيها عشان خاطرك.
احمد:....منى.
منى: انا بحبك, متفتكرش اني مبحبكش, بس يخرب بيت الحب الي يعمل في البني ادم كده, يضيع حقه ويخنقه ويخليه ميسواش بالمنظر دا, دنا الي بهدلني معاك اني بحبك.
احمد: ماحنا متفقين ان الحب لوحده مكانش كفاية يا منى.
منى : سبحان الله , يعني الحاجة الوحيدة الي متفقين فيها ان احنا مش ممكن نتفق, طب وعلى ايه بقي, نتعب نفسنا ونقاوح في علاقة فاشلة.
احمد: يامنى, انتي ليه يائسة من علاقتنا كده.
منى: انا يائسة منك انت, معادش عندي امل فيك زي زمان, انت مش عايز تضحي عشاني بانك تتغير شوية ,وانا زي العبيطة, كنت مصدقة انك فعلا بتحبني لدرجة انك تخلصلي, ماهو مش معقول ابقى انا الوحيدة الي عايزة علاقتنا تنجح ,وانا الوحيدة الي بحاول انقذها.
قال احمد في استنكار وصوته يعلو.
احمد: بقلك ايه يا منى, انتي الظاهر اليومين الي بعدتي عني فيهم حد لعب في دماغك وغيرلك حالك, مالك يا منى؟, مقلوبة عليا ليه؟, ايه الشعارات الكبيرة عليكي اوي دي؟, علاقتنا وننقذها, وانا بس الي بضحي وانت لأ,هي دي اول خناقة نتخانقها يعني, فوزية ايه وزفت ايه الي بتتلككي فيها؟, انتي شكلك عايزة تسبيني, ومش لاقية كلام تقوليه, ولا انتي شايفالك شوفة تانية يا هانم؟.
نظرت اليه منى في صدمة مما قال, ثم افاقت بعد فترة.
منى: دانت فعلا مش ممكن.
وقامت تبتعد عنه وهي تمسح دموعها عن وجهها في غضب,فلحق بها احمد في سرعة وجذبها من ذراعها يوقفها في ***, فابعدت يده عنها بحدة وهي تهتف به.
منى: ابعد عني يا احمد بدل ما اندهلك أمن الكلية؟.
عاد يمسك ذراعها ثانية.
احمد: لا يا منى مش هسيبك الا لما اعرف ايه حكايتك,ايه الي غيرك عليا بالشكل دا؟.
صاحت به, وهي تدفع يده .
منى: انت حتى مش حاسس بنفسك, يا احمد انت الي غيرتني, انت الي موت فيا كل حب ليك لدرجة اني مبقتش عايزة اسامحك اصلا, ولا اديك فرصة, ولاحتى عايزة اشوف وشك, ابعد عني يا احمد,ابعد عني انا بكرهك, انت مجنون, دانت بتقلب الحقايق, انت ايه يا اخي, مبتفهمش ولا بتقدر؟؟,مبتعرفش تنضف ابدا.
صاح هو الاخر.
احمد: انتي الي بقيتي قماصة وغبية ومبقتش عارف اتعامل معاكي ازي, على طول خايف لا تبوزي وتقلبي وشك,وتعمليلي حدوتة زي كل مرة, فوزية دي يا ستي واحدة صاحبتي عادي يعني, مفيش ما بينا اي حاجة.
ردت بحدة.
منى: انت عارف كويس ان مينفعش تبقى فيه واحدة صاحبتك عادي وانت خاطب.
قال بسرعة.
احمد: مكانش دا رأيك يعني واحنا بنتكلم وانتي مخطوبة.
الجمتها كلمته الجارحة للمرة الثانية, وتوقفت الكلمات على شفتيها, الى ان استطاعت ان تقول بغيظ.
منى: تصدق بالله انت حيوان ولا تستاهل ان الواحد يرد عليك اصلا.
احمد: لا احترمي نفسك, وخدي بالك من كلامك, متنسيش نفسك يا منى,دانا اصلا الي مبقتش طايق اعد ثانية واحدة معاكي, وانتي غبية ومبتفهميش بالشكل دا, عايزة تمشي, غوري في ستين داهية, بس اعملي حسابك مش هتشوفي وشي تاني فعلا.
منى: ريحتني يا شيخ.
احمد: انا الي استريحت منك, انتي كنتي عاملة زي الهم على قلبي.
منى: ربنا يريحك يا احمد زي ما هيريحني منك, انا بكرهك , انت فعلا خلتني اعرف اكرهك, لانك متستاهلش غير ان الواحد يكره كل حاجة فيك.
احمد: وانا كمان بكرهك, وبكره نكدك وعندك وغبائك, انا مش فاهم انتي شايفة نفسك على ايه؟, ما البنات مالية الدنيا, انا عارف كان ايه الي وقعني فيكي.
شعرت منى بالدموع تنساب من عينيها امام اهاناته المتكررة, وارتعشت الكلمات على شفتيها.
منى: الحمد لله ان ربنا خلصني منك بدري, وعرفتك على حقيقتك, قبل ما اطول معاك, الحمد لله ان انا شفت وشك الحقيقي, كل شيء قسمة ونصيب يا احمد, والحمد لله, الحمد لله ميت مرة, ان قسمتي مش هتبقى معاك.
والتفتت تبتعد عنه في سرعة وجسدها كله يرتعش ,وعيناها غارقتان بالدموع وقلبها مليء بالالم, وسار هو في الاتجاه الاخر بنفس سرعتها واكثر,وبينما هي تسير, لمحت وائل واقفا متسمرا امام ما كان يحدث منذ قليل, وعلى وجهه تعبير دهشة, فابعدت عينيها عنه , لا تستطيع رد نظراته حتى, فقال بدهشة.
وائل: فيه حاجة يا منى؟, فيه حد مضايقك؟.
ونظر في الناحية التي اختفي فيها احمد بغيظ.
اومأت برأسها نفيا وهي تخفي عينيها المنتفختين عنه, فعاد ليقول.
وائل:مفيش حاجة اقدر اعملهالك؟.
اومأت برأسها نفيا ثانية وهي تقول.
منى: لا شكرا ربنا يخليك, عن اذنك.
فتعلقت عيناه باصبعها الخالي من الدبلة في تساؤل, ولم يتكلم, فابتعدت هي تسير قبل ان يسأل ثانية,وسارت مكسورة القلب , حتى خرجت من باب الكلية.
__________________
رد مع اقتباس