عرض مشاركة واحدة
  #268  
قديم 22-08-2009, 03:31 PM
sunsero2000 sunsero2000 غير متواجد حالياً
طالب جامعى (كلية تجارة)
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 1,464
معدل تقييم المستوى: 18
sunsero2000 is on a distinguished road
افتراضي




سارت منى بهدوء في المول, تدفع امامها طفلتيها التوأم في عربة اطفال مزدوجة , وهي تبحث بعينيها عن صيدلية, لقد مرت سنين وسنين منذ تركت احمد, ومرت الايام كما قالت سارة, ونعمة النسيان شملتها , صحيح ان الايام مرت كالسنين عليها, وتارة تفكر به وتارة تشتاق اليه, وتارة اخرى تكرهه كرها شديد, لكنها استعانت بالله عليه وعلى ذكراه, وتخطت الامر وانهت دراستها, وعملت في شركة توكيلات, بينما تزوجت ميرنا بمجرد الانتهاء من الدراسة, وبعدها بشهور تزوجت سارة, وعادت هي وسارة صديقتان اقوى من الاول, بعد ان تأكدت ان لاشيء يستحق ان تخسر صديقتها من اجله خاصة احمد, وساعدها افراد اسرتها على تخطي ايامها الصعبة بأن تكاتفوا معها وشجعوها على العمل والخروج للحياة مرة اخرى لتشغل وقتها وعقلها, وسبحان الله لقد شعرت بعد كلام سارة بأنها خفيفة وكأن كل العبء والهم انزاح عن كتفيها حين اوضحت لها ان ماحدث لها كله كان لحكمة الله فيها, واستطاعت استعادة حياتها شيئا فشيئا وكأن شيئا لم يحدث.
وتعرفت على زوجها عن طريق العمل, فهو اخو زميلتها بالشركة ,اعجب بها وبأخلاقها, وهي ايضا اعجبت به, وقدر لها الله ان تتزوجه, صحيح ان شريف ليس مثاليا, ولم يكن كما تخيلت ان يكون في الرجل الذي طالما حلمت به, الا انه حلو المعشر, هاديء الطباع , مع انها ترى في بعض الاوقات في هذا الطبع مبالغة امام عصبيتها ,ولكنها حمدت الله عليه ,فالبرود ارحم بكثير من العناد والعصبية, لانه لو كان عصبيا امام عصبيتها لما احتملا الحياة سويا, وهو كريم وطيب حنون,وما الذي قد تتمناه بعد هذا, ثم انعم الله عليها بعد ذلك بان انجبت ابنتيها,وسارت حياتها كما ينبغي.
وبينما هي تسير وجدت صيدلية امامها فاتجهت اليها تدفع العربة امامها, وبينما هي تحاول الدخول بعربة الاطفال الكبيرة, امتدت يد لتساعدها, فالتفتت الي صاحب اليد لتشكره, واندهشت, ...انه احمد.
اصمت كلاهما قليلا ,ثم تفحصت منى احمد من اعلى لاسفل وهي تبتسم,وقالت.
منى: ايه دا؟, احمد ؟, مش معقول ,ازيك؟.عدل احمد من وضع طفله الرضيع على كتفه وهو يهدهده, والطفل يبكي وابتسم هو.
احمد: الحمد لله تمام, ازيك يا منى اخبارك ايه؟.منى: الحمد لله,.. هو ماله؟.حاول احمد تهدئة طفله وهو يجيب.
احمد: تعبان ورجع مننا مرتين.منى: اه يا حبيب قلبي, اصل هو الدور ماشي في البلد في الوقت دا, العيال كلهم بيعيو دلوقتي, اديله حقنة كورتجين و متأكلوش ساعتين, وهو هيبقى كويس ان شاء الله.احمد: اه ماهي مامته, نزلت تجيب الروشتة من العربية, وهو مش راضي يسكت من ساعتها.بينما ارتفع صراخ الطفل, فوضعت هي عربة طفلتيها في احد الاركان, وقالت.
منى: هاته, هاته.واخذت الطفل منه في هدوء, وفي لحظات, صمت الطفل واستكان, فابتسمت وهي تقول.
منى: هو اسمه ايه؟.
احمد: اياد.منى: دا صغنون اوي, عنده قد ايه؟.احمد: 9 شهور.منى: ماشاء الله.ونظر الي ابنتيها اللتان تفحصتاه في فضول ,وهما تضحكان بشقاوة.
احمد: والقمرات دول بناتك؟.منى: اه, حنين وحبيبة.نزل احمد الى مستوى نظريهما يداعبهما , فامسكت احداهما بانفه وهي تتمتم.
حبيبة: خيرو...دي,....هممممم.فضحكت منى.
منى: دي قصدها انها عايزة تاكل مناخيرك.فضحك احمد,واعتدل وهو ينظر اليها نظره نافذة يتفحصها بشغف.
احمد: اخبار الدنيا معاكي ايه يا موني؟, عاملة ايه؟. ابتسمت منى لذكرى "موني" من بين شفتيه, وقالت.
منى: الحمد لله, تمام.احمد: اتجوزتي امتى؟.
منى: من تلات سنين كده.خفت صوته وهو يسأل.
احمد: ممممم,..حد نعرفه؟.ردت باقتضاب.
منى: لا.ولم تتحدث فصمت هو, ولم تشعر بالرغبة في ان تسأله اي سؤال عن حياته الشخصية, فقالت.
منى: ممكن يا احمد لحظة بس هدخل اجيب الدوا من جوة وخليك معاهم, لحظة واحدة عشان مش هعرف ادخل عربيتهم الصيدلية.احمد: , اه طبعا, طيب هاتي اياد عشان تعرفي تدخلي.منى: لا , متخافش خليه معايا, انا ثواني وهطلع.وبالفعل دخلت منى واشترت الدواء, وخرجت في سرعة لتجد ابنتيها تلهوان بأحمد وليس العكس.
منى: ميرسي اوي يااحمد, طبعا دوخوك.احمد: لا دول عسل خالص, ربنا يخليهملك.ناولته ابنه وهي تقول.
منى: هتعرف تسكته ولا استنى معاك لغاية ما مامته تيجي؟.بدا الارتباك على وجه احمد وهو يقول بسرعة.
احمد: لا,...ااا,..مالوش لزوم روحي انتي, عشان متتأخريش.منى: لا , ولا تأخير ولا حاجة انا هنا مع سارة, بنشتري حاجات للولاد, انا سبتها في المحل وجيت اجيبلهم الدوا, وهي هتحصلني.احمد: طيب ابقى سلميلي عليها.وقبل ان تتهيأ للانصراف, وجدت امرأة قصيرة ممتلئة القوام تقترب من احمد, ذات خال مميز تحت شفتيها, ترتدي حجابا صغيرا لا يتناسب وملابسها الضيقة ,امسكت بإياد من يد احمد, وهي تنظر اليها في دهشة يشوبها بعض الاستنكار, بينما ارتبك احمد حين وصلت, فقالت مباشرة.
فوزية: ايه دا هو سكت؟.احمد: اه , كان فاضحني من ساعة ما سبتيني.وقال في سرعة يعرفهما على بعضهما البعض في شيء من الاحراج.
احمد: فوزية مراتي, منى.......كانت معايا في الكلية.م* ممممم,...فوزية بتاعة نادي الصيد
ضحكت منى في رأسها للتعبير الذي استخدمه احمد لوصف علاقتهما السابقة,بينما ابتسم وجهها وهي تسلم على فوزية التي سلمت عليها ببرود, وهي تنظر الى احمد في شك.
فوزية: اه اهلا.احمد: جبتي الروشتة؟.منى: اه, دانت راكن غلط خالص, انا مش هخليك انت الي تسوق تاني على فكرة.ارتبك احمد, بينما شعرت منى بان حان وقت انصرافها, وقبل ان تستأذن التصق بساقها طفل يركض من الخلف وهو يهتف.
الطفل: مسكتك.فالتفتت تقول.
منى: ايه دا يا ميزو , فين ماما؟.اشار الطفل خلفه وهو يقول.
معاذ: اهي, جاية.فالتفتت الي سارة التي اقتربت في غضب, وجذبت ابنها بعيدا عن ساقي عمته, وهي تقول له. سارة: انت لو جريت كده تاني من غيري, انا هقول لباباك يضربك, انت فاهم.
ورفعت رأسها اليهم, وبسرعة تعرفت على وجه احمد, فنظرت في دهشة الى منى, ثم اليه.
سارة: ازيك يا احمد.وأومأت برأسها الى زوجته وهي تبتسم.
احمد: ازيك يا سارة, اخبارك ايه؟.سارة: الحمد لله.منى: انتي خلصتي؟.سارة: اه.
جذب معاذ ملابس امه وهو يقول.
معاذ: ماما, ماما , عايز ايس كريم.سارة: لا مفيش , هتبهدل نفسك, احنا خلاص هنروح اهه, هعملك في البيت.فقال احمد.
احمد: انتو لو مروحين, استنو شوية ندي لاياد الحقنة ونوصلكو معانا, مش كدة يا فوزية؟.فنظرت اليه زوجته نظرة جانبية بغيظ, بينما قالت سارة.
سارة: لا معلش , اصل مؤمن وشريف مستنيينا تحت عشان نروح.
منى: هما وصلو؟.سارة: اه مؤمن كلمني.فقالت فوزية في سرعة, بينما نام الطفل على كتفها فأعطته لاحمد.
فوزية: طيب فرصة سعيدة بقى, يلا يا احمد عشان ياخد الحقنة.ودخلت الصيدلية بينما احرج احمد من اسلوب زوجته , وقال مبتسما.
احمد: ماشي يا جماعة , صدفة حلوة اني اشوفكو.منى: واحنا كمان.
احمد: مع السلامة.منى: سلام.ولحق بزوجته في سرعة, فالتفتت سارة تهمس لمنى.
سارة: فوزية ؟؟؟, هي دي؟؟؟.وضعت منى يدها على فمها تقول.
منى: هشششششششششش, ايوه هي.وبينما هي تعدل عربة طفلتيها المركونة بجانب باب الصيدلية , سمعت.
فوزية: هي دي بقى منى الي كنت خاطبها؟.احمد: لا يا ستي مش هي, منا قلتلك , دي واحدة كانت معايا في الكلية.فوزية: هتكذب عليا تاني؟.احمد: وانا اكذب ليه يعني؟, خايف من ايه؟.فوزية:انا مش عارفة هنخلص امتى منك ومن الكلية بتاعتك دي, كل شوية نطلع بشغلانة.احمد: جرى ايه يا فوزية, انتي عايزة تتخانقي ولا ايه؟.فوزية: ايه الي عايزة تتخانقي دي, امسك الولد بس كويس وصحيه عشان الحقنة.احمد: حاضر.فوزية: واعمل حسابك بكرة نروح نجيب ماما من المطار, كلمتني وانا نازلة اجيب الروشتة.احمد: ايه دا هي امك راجعة بكرة؟.فوزية: ايه عندك مانع؟.احمد: لا معنديش.فوزية: اه, افتكرت عندك اعتراض يعني.احمد: هو انا قلت حاجة ييا ستي منا قلت حاضر.فوزية: ماهو كان ناقص تقول حاجة تانية.
فدفعت منى عربة الطفلتين وهي تبتعد مع سارة وعقلها يضحك بسعادة.
م* الحمد لله يارب, الحمد لله يا احمد انك مش نصيبي
__________________
رد مع اقتباس