القدمان والإنسان
إن قاد أولاهما الآخر زل الأول والآخر
وإن قاد ثانيهما الأول .. فلا خسران ولا زلل
فالإنسان ليس أداة لأعضائه وأهوائه .. وإن ترك نفسه لهواه .. لأهواه هواه في الهاوية التي لا قيام منها
هي قضية العقل والقلب ..
الواقع والحلم ..
قضية الأمل والمتاح لتحقيقه
قضية الحقيقة والسراب
أوراق الوردة وأشواكها ..
كل ما نحلم به ظاهره جميل ولكن هذا الجميل يخفي تحته أو خلفه أشواكاً لا تلبث أن تنشب في أعناقنا إن تجاوزنا غلاف الحلم الجوي وبدأنا نتعمق فيه
شرنقة الحلم الحريرية .. الحب الوردي .. الأحلام الأميرية الحالمة ذات الحصان الأبيض والأسوار التي يحطمها الأمير وتلك الأميرة التي يخطفها المحبوب وتلك الجولييت التي يهواها روميو الرجال ..
كل تلك الشرانق .. هي في واقعها مشانق إن لم نعمل فيها العقل قبل الهوى ..
فليس كل حصان أبيض = نقاء
وليس كل أمير = وفاء
وليس كل أميرة = براءة وصفاء
وليس كل من وراء القضبان = سجين
وليس كل قضبان = سجن
وليس كل أمير = منقذ
وليس كل كلمة أحبك = حب
وليس كل نظرة عين أفلاطونية = طهر
وليس كل لمسة حنونة تعلوها النشوى = عفة
الأمر كله تلبيس في تلبيس تزيين في تزيين .. سراب في سراب
ولا حقيقي إلا ما قاله العقل .. والعقل .. والعقل .. والعقل .. والعقل ..