الموضوع: حوار مع صوفى
عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 11-05-2010, 07:02 AM
محب القوم محب القوم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 40
معدل تقييم المستوى: 0
محب القوم is on a distinguished road
افتراضي


تكفير الشيعة للمتصوفة
وكراهيتهم لأهل مصر


كراهية الشيعة لمصر أمر غير مستبعد ، وذلك لسقوط الدولة الفاطمية وكأنها شيئا لم يكن ، وهم يكرهون صلاح الدين الأيوبى وينعتونه بالملعون.

كما أن وجود أهل البيت فى مصر يسحب البساط من تحت أقدامهم ، وخاصة أن أهل مصر لم يخذلوا آل البيت مثلما فعلت الشيعة .

والغريب أن الشيعة الإمامية – إلا قليلاً منهم - ينكرون وجود رأس مولانا الحسين ، والسيدة زينب أخته ، وذلك حتى لا تصبح مصر مركز جذب بالمقارنة بالنجف أو كربلاء ، لذلك تجدهم ينفون ذلك. ومن هذا الباب ينفون وجود السيدة زينب أخت مولانا الحسين ، ويدَّعُون أن السيدة زينب الموجودة هى زينب بنت يحيى المتوج . وللشيخ محمد زكى إبراهيم كلام طيب فى إثبات وجود السيدة زينب فى مصر .

فى جميع الأحوال فإن الشيعة لهم تطلعات واضحة ، نعرض أثرا أو حديثاً موجوداً عند الشيعة عن مصر .. فيه أن : " الأكل فى فخار مصر أو الاغتسال يجعلك ديوثاً ".

عَنْ أَبِى الْحَسَنِ الرِّضَا قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَ ذَكَرَ مِصْرَ فَقَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وآله وسلم لَا تَأْكُلُوا فِى فَخَّارِهَا وَلَا تَغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ بِطِينِهَا فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالْغَيْرَةِ وَيُورِثُ الدِّيَاثَــةَ انظر ( الكافى 6/386 ، 501 )..

لا تعليق ، علق أنت ، وانظر كيف تكون حامية الإسلام هى مصدر الدياثة والعياذ بالله !!

تكفير الشيعة للصوفية

أما كراهية الشيعة للتصوف فَحَدِّث ولا حرج عن أحاديثهم الموضوعة الباطلة المختلقة الكاذبة.

فعندهم حديث " أن مـن زار المتصوفة حياً أو ميتاً كان كمن زار معاوية ويزيد "!! ، ومعاوية عندهم كافر.

ولهم عدة كتب فى تكفير الصوفية مثل :

- " الإثناعشرية فى الرد على الصوفية " للحر العاملى فى الرد على الصوفية ، وفيه نحو ألـف حديث فى الرد على الصوفية عموما وخصوصا فى كل ما اختص بهم !!!

- كتاب " عمدة المقال فى كفر أهل الضلال " - يعنى المتصوفة - مؤلفه الشاه طهماسب الصفوى ، وفرغ من تأليفه فى مشهد الرضا سنة 972 .

- كتاب " التشيع والتصوف لقاء أم إفتراق ".

- كتاب " التصوف فى البداية والتطرف فى النهاية " .

وانظروا بعض أدلتهم فى تكفير الصوفية والمتصوفة حيث قالوا أن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام تبرأوا من أهل التصوف وإليكم أدلتهم :

- يقول الإمام الرضا عليه الصلاة والسلام : " لا يقول بالتصوف أحد إلا لخدعة أو ضلالة أو حماقة ، أما من سمى نفسه صوفيا للتقية فلا إثم عليه .
انظر : " الإثنا عشرية فى الرد على الصوفية للحر العاملى ( ص17)

ومما ذكره المؤلف أيضا عن الصوفية ونقله " إجماع جميع الشيعة الإمامية واتفاق الفرقة الاثنى عشرية على ترك هذه النسبة ومباينة أهلها فى زمن الأئمة عليهم السلام وبعده إلى قريب من هذا الزمان لم يكن أحد من الشيعة صوفيا أصلا كما يظهر لمن تتبع كتب الحديث والرجال وسمع الأخبار ، بل لا يوجد للتصوف وأهله فى كتب الشيعة وكلام الأئمة - عليهم السلام - ذكر إلا بالذم ، وقـد صنفوا فى الرد عليهم كتبا متعددة ذكروا بعضها فى فهرست كتب الشيعة ".

وقال العاملى أيضا فى التصوف " قال بعض المحققين من مشائخنا المعاصرين : اعلم أن هذا الاسم كان مستعملا فى فرقة من الحكماء الزائغين عن الصواب ، ثم بعدهم فى جماعة من الزنادقة وأهل الخلاف من أعداء آل محمـد - - كالحسن البصرى وسفيان الثورى ونحوهما ، ثم جاء فيمن جاء بعدهم وسلك سبيلهم كالغزالى رأس الناصبين لأهل البيت ".

.. الشيخ بهاء الدين العاملى فى كتاب الكشكول قال : قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم من أمتى اسمهم صوفية ، ليسوا مـنى ، وإنهم يهود أمتى إلى أن قال : هـم أضـل مـن الكفار وهـم أهل النار .. ".

.... عن على بن محمد الهادى قال : " الصوفية كلهم مخالفونا ، وطريقتهم مغايرة طريقنا ، وإن هم إلا نصارى أو مجوس هذه الأمة ". انتهى باختصار.


- وقال الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام : " إنهم أعداؤنا فمن مال إليهم فهو منهم ويحشروا معهم ، وسيكون أقوام يدعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم ويلقبون أنفسهم بلقبهم وأقوالهم ، ألا فمن مال إليهم فليس منا وأنا منه براء ، ومن تنكر منهم ورد عليهم كان كمن جاهد الكفار بين يدى رسول الله " .


- وقال الإمام الهادى عليه الصلاة والسلام " لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخداعين فإنهم حلفاء الشياطين فخربوا قواعد الدين ... أورادهم الرقص والتصدية ، وأذكارهم الترنم والتغنية فلا يتبعهم إلا السفهاء ... فمن ذهب إلى زيارة أحد منهم حيا أو ميتا ... فكأنما أعان يزيد ومعاوية وأبا سفيان ".

- وقال الإمام العسكرى عليه الصلاة والسلام " يميلون إلى الفلسفة والتصوف ، وأيم والله إنهـم من أهل العـدوان والتحرف ، يبالغون فى حب مخالفينا ويضلون شيعتنا وموالينا ".

قلت : بالتأكيد أحاديث باطلة مفتراة يستحيل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أهل البيت هذا الكلام .

فما هو سبب كراهية الشيعة للتصوف ؟!


{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110

نص إلهى قاطع بأن الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس
كمسلسل من مسلسل الفشل

خير أمة أصبحت عند الشيعة شر أمـة وأفشل وأضيع أمة ،

كلمة " خير أمة " تعنى عدداً كثيراً جداً جداً ، لكن الشيعة لهم كلام آخر.

فالذين رضى الله عنهم ورضوا عنه ، والسابقون الأولون الذين تركوا ديارهم وأموالهم وقاتلوا آباءهم وأبناءهم وعشيرتهم وقاتلوا و***وا .. عند الشيعة فى ضلال مبين .

ماذا قال الله وماذا قالت الشيعة.

قال الله تعالى :

- {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100

- {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29

أما الشيعة :

فهذه مروياتهم كذبا وزورا على لسان أهل البيت ، بدءاً من تكفير الصحابة واتهامهم بالردة ولعنهم ، حـتى تصـل بهم الدرجة لاتهام الصحابة بالشذوذ والعياذ بالله.

- عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت لى عائشة : يا بن أختى أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم فسبوهم.

- بوب المجلسى فى كتابه بحار الأنوار(8/208-252) باباً بعنوان : باب كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم.

- وفى كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسى قال : وهى رواية صحيحة أجلة عن الحسين بن ثوير وأبى سلمة قالا: سمعــنا أبا عبد الله وهو يلعن فى دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء : التيمى والعدوى وفعلان ومعاوية ويسميهم ، وفلانة وفلانة وهند وأم الحكم أخت معاوية .

وفى اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسى (2/810) وهو المعروف بكتاب رجال الكشي: عن على بن مهزيار قال : سمعت أبا جعفر يقول وقد ذكر عنده أبو الخطـاب : لعن الله أبا الخطاب ، ولعن أصحابه ، ولعن الشاكين فى لعنه ، ولعن من قد وقف فى ذلك وشك فيه . ثم قال : هذا أبو الغمر وجعفر بن واقد وهاشم بن أبى هاشم استأكلوا بنا الناس ، وصاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعا إليه أبو الخطاب ، لعنه الله ولعنهم معه ، ولعن من قبل ذلك منهم ، يا على لا تتحرجن من لعنهم ، لعنهم الله ، فان الله قد لعنهم ، ثم قال ، قال رسول الله : " من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله ".
والصوفيـة تختلف تماما مع الشيعة من حيث:

العقيدة ،

والتعبدات ،

والفقه ،

والسلوك

لذا سنناقش وننقل بعض اعتقادات الشيعة والنقول فى ذلك

واختلافهم التام عن الصوفية ،

ونذكر ما يدل على أن الصوفية لا تخرج عن أهل السنة والجماعة ،

فهى منهم وأساسهم.
اعتقاد الشيعة فى أنفسهم واعتقادهم فى بقية المسلمين


1- أنهم خير خلق الله فى الأرض ، وأنهم مخلوقون من بقية طينة الأئمة الاثنا عشر الذين هم بدورهم مخلوقون من نور الله.

2- أن الناس كلهم من المسلمين وغيرهم لا يعدوا كونهم قـردة وخـنازير ، لأنهم - أى بقية المسلمين - ينكرون الإمامة وبالتالى فهم نواصب.

3- أن كل من عاداهم ملعونون أنجاس.

4- يجب المحافظة على كيانهم بأشد أنواع السرية - التقية -، بدءا من الكذب ، وانتهاءً بالحلف والقسم بالله.

5- مال وعرض ودم بقية المسلمين مباح.

نستعرض هذه المقولات من كتب الشيعة واحكم بنفسك

النقطة الأولى: إنهم خير خلق الله فى الأرض وأنهم مخلوقون من بقية طينة الأئمة الاثنا عشر الذين هم بدورهم مخلوقون من نور الله.

1- قال الحر العاملي: " الأئمة الاثنى عشر أفضل من سائر المخلوقات من الأنبياء والأوصياء السابقين والملائكة وغيرهم "


2- كذبوا على النبى صلى الله عليه وآله وسلم ونسبوا إليه أنه قال لعلى (.. ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واستعظموا أمورنا ، فسبحنا لتعلم الملائكة أنا مخلوقون ، وأنه منزه عن صفاتنا ، فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا .. فبنا اهتدوا إلى معرفة التوحيد وتوحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده)


4- يروى الكلينى فى الكافى عن أبى عبدالله أنه قال: " أن الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لأحد فى مثل الذى خُلقنا منه نصيبا , وخُلق شيعتنا من طينتنا وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل ذلك الطينة ، ولم يجعل لأحد فى مثل الذى خلقهم منه نصيبا إلا للأنبياء ، ولذلك صرنا نحن وهم الناس وسائر الناس همج للنار وإلى النار ".

النقطة الثانية حتى الخامسة : أن الناس كلهم من المسلمين وغيرهم لا يعدوا كونهم قردة وخنازير لأنهم - أى بقية المسلمين - ينكرون الإمامة وبالتالى فهم نواصب ، وأن كل من عاداهم ملعونين أنجاس ، وأن مال وعرض ودم بقية المسلمين مباح.

فى الكافى (1/389) " عن أبى بصير قال: حججت مع أبى عبد الله فلما كنا فى الطواف قلت له : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، يغفر الله لهذا الخلق ؟ فقال يا أبا بصير: إن أكثر من ترى قردة وخنازير ، قال: قلت له أرينهم ؟ قال: فتكلم بكلمات ثم أمرَّ يده على بصرى فرأيتهم قردة وخنازير ، فهالنى ذلك ، ثم أمرَّ يده على بصرى فرأيتهم كما كانوا فى المرة الأولى".

قلت:

فلماذا يضجر الشيعة عندما نقول لهم أن الشيخ محيى الدين بن العربى كان يقول عن أحد الصالحين أنه يرى الشيعة فى صورة خنازير حتى لو لم يصرحوا بأنهم شيعة.
وعن علىّ أنه قال " سيؤتى بالرجل من مقصرى شيعتنا فى أعماله بعد أن جاز الولاية والتقية ... ويوقف بإزائه مابين مائة وأكثر من ذلك إلى مائة من النصاب فيقال هؤلاء فداؤك من النار فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنة وأولئك النصاب النار).

روى الطوسى عن محمد بن الحنفية أنه كان يحدث عن أبيه أنه قال : " ما خلق الله عز وجل شيئا أشر من الكلب والناصب أشر منه " .

" ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته فإن علم أن المولود من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان ، وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه فى دبر الغلام فكان مأبوناً ، وفى فرج الجارية فكانت فاجرة " .

عن ابن فرقد قال: " قلت لأبى عبدالله ما تقول فى *** الناصب ؟ قال: حلال الدم ولكن أتقى عليك , فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه فى البحر فافعل قال: ما تقول فى ماله ؟ قال : خذ ما قدرت عليه "."خذ مال الناصب حيثما وجدته، وادفع إلينا الخمس "." مال الناصب وكل شيء يملكه حلال ".
قلت :
أنت ترى بنفسك كيف أن الشيعة يرون أنفسهم شعب الله المختار، أما الصوفية فحالهم حال الخوف وعند الممات يكون حال الرجاء.

قال الكلاباذى فى التعرف لمذهب أهل التصوف "وهم مع ذلك كله أرجى الناس للناس وأشدهم خوفا على أنفسهم ، حتى كان الوعيد لم يرد إلا فيهم والوعد لم يكن إلا لغيرهم . قيل للفضيل عشية عرفة : كيف ترى حال الناس قال مغفورون لولا مكانى فيهم.

وقال السرى السقطى :" إنى لأنظر فى المرآة كل يوم مرارا مخافة أن يكون قد اسود وجهى . وقال لا أحب أن أموت حيث أعرف مخافة أن لا تقبلنى الأرض فأكون فضيحة".

وقال أيضا : " وهم أحسن الناس ظنونا بربهم ، قال يحيى : من لم يحسن بالله ظنه لم تقر بالله عينه ، وهم أسوأ الناس ظنونا بأنفسهم وأشدهم إزراء بها لا يرونها أهلا لشىء من الخير دينا ولا دنيا. والجملة أن الله تعالى قال {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة102 أخبر أن المؤمن له عملان صالح وسيء فالصالح له والسيء عليه ".
الاختلاف الكلى والجزئى بين
الصوفية والشيعة


من المعلوم أن الصوفية بجميع أشكالها وصورها ومشاربها موافقة لأهل السنة إلا من شذ وخرج عن طريق الصوفية الأصيل ، وبالقطع لا تؤاخذ الغالبية الساحقة والجمهور بتصرفات بعض الأفراد ، وقد قال الأئمة : " النادر لا حكم له ".

واستدلالنا فى بيان كون الصوفية فى عقائدهم وقواعدهم مختلفين تماما عن الشيعة نابع من يقين ، فلو تكلمنا مثلا عن مسألة تحريف القرآن ستجد مئات الأقوال لأئمة أهل السنة تقول أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، لو سقنا هذه الأقوال لخرج الكتاب فى مجلدات ، قد نكتفى بأن نشير إلى أن القاضى عياض والإمام النووى والفخر الرازى والسيوطى ردوا على هذه المزاعم ، وقد أثبتنا مثلا أن النووى صوفى ، والسيوطى صوفى ، والفخر الرازى يمدح الصوفية ، والقاضى عياض وتوسلاته بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم وحكى عنه الإجماع على أن البقعة التى حوت النبى صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من العرش وغير ذلك من الأمور معروفة .

وأنت خبير بأن جمهور الأمة منذ القرن الثالث صوفية أو فيهم تصوف ومعظمهم إما أشاعرة أو منزهة لله عز وجل سواء بالتفويض أو التمرير.

الصوفية تختلف تماما عن الشيعة فى الأصول والفروع ، فى المعتقدات والقواعد، فى السلوك ، وفى السير، وفى كل شىء فى:

1- نظرتهم للنبى صلى الله عليه وآله وسلم وتوقيرهم لآل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم زوجاته ، واحترامهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أن هناك اختلافا واضحا فى العقائد مثل: القرآن ، والصفات ، والإمامة ، كما يختلفون كثيرا جدا فى الجزئيات الفقهية.

إيذاء الشيعة للنبى صلى الله عليه وآله وسلم فى نفسه
وفى أهل بيته ومنهم أزواجه

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }الأحزاب57، وقال {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ }التوبة63، وقال {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ }المجادلة20.

ما وجدنا أحداً يعظم ويوقر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل الصوفية ، وما وجدنا أحداً يعظم آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه وأصحابه مثل الصوفية.

1- الصوفية عندهم أن خير خلق الله هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أما الشيعة فانظر ماذا يقولون ويروون فى حديث قدسى عندهم أشرنا إليه فى كتاب خصوصية وبشرية النبى صلى الله عليه وآله وسلم عند ***ة الحسين (ص337) وهو " لولا علىّ ما خلقت محمـداً ، ولولا فاطمة ما خلقت علياً " . وللشيعة كلام تلبيس ما هو إلا من قبيل اللف والدوران .
بل إن الشيعة يعتقدون أن الله خلق السموات والأرض بسبب علىّ.

أما عن السيدة فاطمة فكلامهم ننقله بحذافيره ، وقرر درجة اختراق اليهود والنصارى لعقائد الشيعة قالوا : قال أمير المؤمنين "لم تكن الزهراء امرأة عاديَّة ، بل كانت امرأة روحانيَّة، امرأة ملكوتيَّة ، إنساناً بكلِّ ما للإنسان من معنى ، إنَّها موجود ملكوتى ظهر فى عالمنا على صورة إنسان ، بل موجود إلهى جبروتى ظهر بصورة امرأة".
2- الصوفية عندهم أن خير خلق الله هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا أحد مثله لا يدانيه ولا يقاربه ، ثم أفضل الناس بعده الأنبياء يأتون خلفه.

أما الشيعة فيضعون السيدة فاطمة وبعلها وابناها فى نفس مرتبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, انظر ما يقولون:
" لما خلق الله آدم أبو البشر نفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش فإذا فى النور خمسة أشباح سجداً وركعاً . قال آدم : يا رب ! هل خلقت أحداً من طين قبلى ؟ قال : لا ، يا آدم ؛ قال : من هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم فى هيئتى وصورتى ؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائى ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ، ولا العرش ولا الكرسى ، ولا السماء ولا الأرض ، ولا الملائكة ولا الأنس ولا الجن ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالى وهذا على ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا الحسن وهذا الحسين ، آليت بعزتى أنه لا يأتينى أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته نارى ولا أبالى ، يا آدم ، هؤلاء صفوتى من خلقى بهم أنجيهم ، وبهم أهلكهم فإذا كان لك إلى حاجة فبهؤلاء توسل فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم نحن سفينة النجاة . من تعلق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت .

3- الصوفية يعلمون ويؤمنون بقضية شق الصدر خلافا للعلمانيين ومن يكذب بمعجزات النبى قال تعالى {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ }الشرح1.
وقد ورد شق الصدر ثلاث مرات :
- مرة عند حليمة السعدية.
- ومرة عند بدء الوحى
- ومرة عند الإسراء والمعراج .
عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " فرج عن سقف بيتى وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدرى ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة وإيمانا فأفرغه فى صدرى ثم أطبقه ثم أخذ بيدى فعرج بى إلى السماء الدنيا ..." الخ الحديث.
ماذا تقول الشيعة ...
قال محمد صادق النجمى فى كتابه أضواء على الصحيحين (ص236-241) : " ولا يمكن أن نعتبر قصة شق الصدر قصة حقيقية وواقعية ،وأشرنا سابقا بأن هذه القصة الوهمية والخرافية ، قد ذكرت فى كثير من كتب العامة ومصادرهم ، وتلقوها بكونها من المسلمات الضرورية ". أهـ
قلت :
وحتى لا تظن أن هذا قول النجمى وحده ، فقد نقل النجمى قول المجلسى قال : ( اعلم أن شق بطنه فى صغره ورد فى روايات كثيرة مستفيضة عند العامة ، كما عرفت ، وأما رواياتنا وإن لم يرد فيها بأسانيد معتبرة ، لم يرد نفيه أيضا ، ولا يأباه العقل أيضا ، فنحن فى نفيه وإثباته من المتوقفين كما أعرض عنه أكثر علمائنا المتقدمين وإن كان يغلب على الظن وقوعه ، والله تعالى يعلم وحججه).

قلت :
والعامة عند الشيعة يعنى أنهم السنة وكل من ليس بشيعى ، وانظر إلى طريقة المجلسى وقوله : ( شق بطنه ) , وانظر أدب الصوفية فى لفظ ( شق وشرح الصدر ) ، وانظر أيضا طريقة وأسلوب المجلسى وهى من سمات الشيعة وجزئياً فى الإخوان المسلمين ( تعويم الأمور وما تريده تجده عندنا , نحن متوقفون , هناك أقوال , ....)
4- التشكيك فى سيرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة أهل بيته وأزواجه .
وقد سبق الكلام عن تشكيكهم أثناء الكلام عن السيدة عائشة وعثمان بن عفان رضى الله عنه ، ونفى الشيعة أبوة النبى صلى الله عليه وآله وسلم للسيدة زينب والسيدة رقية والسيدة أم كلثوم.

5- التشكيك فى أن زوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلم ***وه !!!
ألف أحد الشيعة المشهورين اسمه نجاح الطائى كتابا بعنوان : " هل اغتيل النبى محمد صلى الله عليه وآله وسلم " ؟ وقد اتهم السيدة عائشة والسيدة حفصة بوضع السم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

استدل هذا الشيعى بروايات شيعية منها ما ورد فى تفسير العياشى(1/200): جـاء عن عبدالصمد بن بشير عن أبى عبد الله عليه السلام قال : تدرون مات النبى صلى الله عليه وآله وسلم أو *** ؟ إن الله يقـول { أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً }آل عمران144فسم قبل الموت ، إنهما سقتاه .

وجاء فى رواية المجلسى وهى عن عبد الصمد بن بشير أيضاً فى البحار (22/516) : عائشة وحفصة سقتاه : سماً .
استشهد الرافضى بهذه الرواية على صحة دعواه برواية لَدِّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، والتى رواها البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت : لددنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى مرضه فقال " لا تلدونى " فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال " لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم ".

قلت :
أما عندنا - نحن السنة وخاصة المتصوفة المعظمين لجناب النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولأهل بيته ومنهم زوجاته - فلا نقول بهذه الخرافات والسوء وقلة الأدب وهذه الزندقة ، أين قول الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67
القرآن بين السنة والشيعة

القرآن

1- يعتقد الشيعة أنه مخلوق .
2- يعتقد أغلب الشيعة أنه محرف وناقص .

القرآن كلام الله غير مخلوق
فى أبواب الإلهيات تجد الشيعة يقولون بخلق القرآن كالمعتزلة ، فإذا لم يكن عندك شيئا من كتبهم أنقل لك أحد الروابط وفيها كلام الشيخ على الكورانى العاملى.

http://www.aljamri.org/RQ/al3aqeeda.htm

أما الصوفية فالقرآن عندهم غير مخلوق ففى الرسالة القشيرية " قال إبراهيم الخواص: انتهيت إلى رجل وقد صرعه الشيطان ، فجعلت أؤذن فى أذنه ، فنادانى الشيطان من جوفه: دعنى أ***ه ؛ فإنه يقول القرآن مخلوق.

وفى قوت القلوب لأبى طالب المكى ـ الفصل الخامس والثلاثون " ...كتاب السنّة وشرح فضائلها وجمل من آداب الشريعة وذكر عقود القلوب من علم الظاهر وهى ستَّ عشْرَةَ خصلة: أولها أن تعتقد أن الإيمان قول وعمل ، وأن القرآن كلام اللّه تبارك وتعالى غير مخلوق " .

وفى إحياء علوم الدين لأبى حامد الغزالى "... وأنه تعالى متكلم آمِرٌ ، نَاهٍ ، وَاعِدٌ ، مُتَوَعِّدٌ بكلام أزلى قديم ، قائم بذاته لا يشبه كلام الخلق ، فليس بصوت يحدث من انسلال هواه أو اصطكاك أجرام ، ولا بحرف ينقطع بإطباق شفة أو تحريك لسان. وأن القرآن والتوراة والإنجيل والزبور كُتُبُهُ المنزلة على رسله عليهم السلام. وأن القرآن مقروء بالألسنة مكتوب فى المصاحف محفوظ فى القلوب ، وأنه مع ذلك قديم قائم بذات الله تعالى ، لا يقبل الانفصال والافتراق بالانتقال إلى القلوب والأوراق، وأن موسى صلى الله عليه وآله وسلم سمع كلام الله بغير صوت ولا حرف، كما يرى الأبرار ذات الله تعالى فى الآخرة من غير جوهر ولا عرض. وإذا كانت له هذه الصفات كان حياً عالماً قادراً مريداً سميعاً بصيراً متكلماً بالحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام لا بمجرد الذات ".
اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن ونقصانه

اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن
قال الكلينى فى الكافى " أن أبا الحسين موسى كتب إلى على بن سويد وهو فى السجن : ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ولا تحبن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، وهل تدرى ما خانوا أماناتهم ؟ ائتمنوا على كتاب الله ، فحرفوه وبدلوه ".

وفى الكافى أيضا : " عن أحمد بن محمد بن أبى نضر قال : رفع إِلىَّ أبو الحسن مصحفاً وقال : لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ } (البينة1) ، فوجدت فيها سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، قال : فبعث إلى ابعث إِلىَّ بالمصحف ".

وقال العلامة الشيعى حسـين بن محـمد تقى النورى الطبرسـى فى كتابه : " فصل الخطاب فى إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " ناقلا عن السيد نعمة الله الجزائرى " أن الأخبار الدالة على ذلك - أى التحريف فى الكتاب الحكيم - تزيد على ألفى حديث ، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد ، والمحقق الدماد ، والعلامة المجلسى وغيرهم " ، " أن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف فى القرآن ".

أمثلة التحريف فى القرآن عند الشيعة
ومن أمثلة التحريف فى القرآن عند الشيعة ما رواه على بن إبراهيم القمى عن أبيه عن الحسين بن خالد فى آية الكرسى " إن أبا الحسن موسى الرضا - أحد الأئمة الإثنى عشر - قرأ آية الكرسى هكذا : ( الم ، الله لا إله إلا هو الحى القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم ، له ما فى السموات وما فى الأرض ، وما بينهما وما بين الثرى ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ).

وذكر القمى آية {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } (الرعد11) ، فقال : فإنها قرئت عند أبى عبد الله صلوات الله عليه فقال لقارئها : ألستم عربا ؟ .

فكيف تكون المعقبات من بين يديه ؟ وإنما المعقب من خلفه ، فقال الرجل : جعلت فداك كيف هذا ؟ فقال : نزلت ( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ) .

ونقل القمى أيضا تحت قوله تعالى : {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } (الفرقان74) : أنه قرىء عند أبى عبد الله: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } (الفرقان 74) ، فقال : قد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين أئمة ، فقيل له: كيف هذا يا بن رسول الله؟ قال : إنما أنزل الله ( واجعل لنا من المتقين إماما ) .

وذكر الكلينى فى كتابه الكافى " عن أبى بصير عن أبى عبد الله فى قول الله عز وجل ( ومن يطع الله ورسوله فى ولاية على والأئمة بعده فقد فاز فوزا عظيما) هكذا نزلت ".


وذكر الكشى فى تفسيره تحت آية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (التوبة 73) ، وفى المجمع فى قراءة أهل البيت - يا أيها النبى جاهد الكفار بالمنافقين ".

قلت :
هذه بعض من أمثلة كثيرة جـدا تثبت اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن ، خاصة القدماء منهم . إلا أن كثيراً من الشيعة ينكرون ذلك فى العصر الحديث.

يقول علماء السنة أن إنكار الشيعة إيمانهم بتحريف القرآن من باب التقية .

نقول :
نحن نكفر من يقول بأن القرآن الذى بين أيدينا - ويقرأه المسلمون فى مكة والمدينة وسائر بلاد المسلمين - فيه تحريف أو زيادة أو نقصان ، وعلى الشيعة أن تكفر تكفيراً واضحاً من قال أن القرآن فيه تحريف أو زيادة أو نقصان .

للأسف لا يكفر الشيعة من قال بتحريف القرآن !!!

ولذا فأهل السنة والجماعة وخاصة أهل مصر لم ينطل عليهم تشدق الشيعة بحب أهل البيت ، ولذا لفظوهم فى الماضى والحاضر إلا من لا علم له ) .


وكما قلنا للأسف لا يكفر الشيعة من قـال بتحريف القرآن ولا يتبرأون منهم ... كيف وهم علمائهم .

نزيدك بعض النقول من أقوال كبار علماء الشيعة والتى يدعون فيها تحريف القرآن:
قـال الشيخ المفيد : " واتفقوا - أى الإمامية - على أن أئمة الضلال خالفوا فى كثير من تحريف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم "

وفى الكافى " رفع إلىَّ أبو الحسن عليه السلام مصحفا وقال : لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} (البينة 1) ، فوجدت فيها سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، قال : فبعث إلىَّ ابعث إلىَّ بالمصحف ". وفيه أيضا " عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبى عبدالله وأنا أسمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأه الناس ، فقال أبو عبدالله: كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأه الناس حتى يقوم القائم ، فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده ، وأخرج المصحف الذى كتبه علىّ ، وقال : أخرجه علىٌّ إلى الناس حين فرغ منه وكتبه ، فقال لهم : هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد جمعته من اللوحين ، فقالوا : هوذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن ، لا حاجة لنا فيه ، فقال : أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبدا إنما كان علىّ أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه ".

قال الطبرسى فى الاحتجاج (1/224) : " ولما استخلف عمر سأل علياً أن يدفع لهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال : أبا الحسـن إن كنت جئت به إلى أبى بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه ، فقال علىٌّ: هيهات ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبى بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة : إن كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به . إن القرآن الذى عندى لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدى. فقال عمر : فهل وقت لإظهار معلوم ؟ قال نعم إذا قام القائم من ولدى يظهره ويحمل الناس عليه فتجرى السنة به ".

ويقول الطبرسى (1/377-378) أيضا " ولو شرحت لك كل ما أُسْقِطَ وحُرِّفَ وبُدِّلَ وما يجرى فى هذا المجال لطال وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء ".

تـعليقا على تحريف القـرآن - والعياذ بالله – قـال الكاشانى فى تفسيره : " المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مُغير مُحرف ، وأنه قد حُذف منه أشياء كثيرة منها اسم على فى كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين فى مواضعها ، ومنها غير ذلك وأنه ليس على الترتيب المرضى عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبه قال على بن إبراهيم القمى ).
انظر أقوال الصوفية فى القرآن وقارنها بما سبق للشيعة

تعلم أن الصوفية لم يخرجوا عن أهل السنة والجماعة

بل هم أساسهم


القرآن كلام الله غير مخلوق
محفوظ عن التبديل والتغيير والتحريف
والزيادة والنقصان

- {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} (النساء 82)
- {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت 42)

القرآن كلام الله غير مخلوق

قال : سهل بن عبد الله التسترى :

" من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن علم الله مخلوق ، ومن قال ذلك فهو كافر ، لأن القرآن من علم الله تعالى ، وليس هو كل علمه، لقوله : { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا } (البقرة 255) ، وقال : بالله عز وجل عرف النبى صلى الله عليه وآله وسلم وأطيع الله بالرسول ، فالظاهر إمام للباطن ، وتصديق الظاهر بالباطن ، وقال : إيمان بالله والكتاب والسنة هو العلم كله ، وأول الجهل ترك الإقرار بالتوحيد ، وترك التمسك بالسنة. الإقرار بالتوحيد هو الإيمان، والاقتداء بالسنة هو النجاة ، وضده كفر وبدعة ".

وقد رد الإمام المحاسبى فى كتابه " فهم القرآن " (ص 363-364) على من ادعى خلق القرآن ، ورد على الشيعة فى مسألة نسخ الأخبار.

وقال الإمام أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبى

فى كتاب فهم السنن

" كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بكتابته ولكنه كان مفرقا فى الرقاع والأكتاف والعسب ، وإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان ، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت فى بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها القرآن منتشر فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شىء .
فإن قيل كيف وقعت الثقة بأصحاب الرقاع وصدور الرجال ، قيل لأنهم كانوا يبدون عن تأليف معجز ونظم معروف ، وقد شاهدوا تلاوته من النبى صلى الله عليه وآله وسلم عشرين سنة ، فكان تزويد ما ليس منه مأمونا ، وإنما كان الخوف من ذهاب شىء من صحفه ".

قال الكلاباذى فى التعرف لمذهب أهل التصوف " أجمعوا أن القرآن كلام الله تعالى على الحقيقة وأنه ليس بمخلوق ولا محدث ولا حدث ، وأنه متلو بألسنتنا مكتوب فى مصاحفنا محفوظ فى صدورنا غير حال فيها ، كما أن الله تعالى معلوم بقلوبنا مذكور بألسنتنا معبود فى مساجدنا غير حال فيها ، وأجمعوا أنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض "
وفى الرسالة القشيرية للإمام القشيرى .... " يقول : سمعت أبا على الدلال يقول : سمعت أبا عبد الله بن قهرمان يقول : سمعت إبراهيم الخواص يقول : انتهيت إلى رجل ، وقد صرعه الشيطان ، فجعلت أؤذن فى أذنه، فنادانى الشيطان من جوفه : عنى أ***ه ؛ فإنه يقول القرآن مخلوق.

ومدح الإمام القشيرى للإمام أحمد بسبب ثباته على أن القرآن كلام الله غير مخلوق واضح وظاهر فى عدة مواضع.

وفى قوت القلوب لأبى طالب المكى فى الفصل الخامس والثلاثون " .... وذكر عقود القلوب من علم الظاهر وهى ستَّ عشْرَةَ خصلة : أولها أن تعتقد أن الإيمان قول وعمل ، وأن القرآن كلام اللّه تبارك وتعالى غير مخلوق ".

قال القاضى عياض المالكى الأشعرى عليه رحمة الله : ( وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو فى جميع أقطار الأرض المكتوب فى المصحف بأيدى المسلمين مما جمعه الدفتان من أول {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (الفاتحة 2) إلى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } (الناس 1) أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن جميع ما فيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذى وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر.

وفى تفسير قول الله عز وجل {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر 9) ، قال الإمام الرازى الشافعى الأزهرى فى تفسيره الكبير " ... فإن قيل فلم اشتغلت الصحابة بجمع القرآن فى المصحف وقد وعد الله تعالى بحفظه وما حفظه الله فلا خوف عليه ، والجواب أن جمعهم للقرآن كان من أسباب حفظ الله تعالى إياه فإنه تعالى لما أن حفظه قيضهم لذلك . قال أصحابنا وفى هذه الآية دلالة قوية على كون التسمية آية من أول كل سورة لأن الله تعالى قد وعد بحفظ القرآن والحفظ لا معنى له إلا أن يبقى مصونا من الزيادة والنقصان فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كان القرآن مصونا عن التغيير ولما كان محفوظا عن الزيادة ولو جاز أن يظن بالصحابة أنهم زادوا لجاز أيضا أن يظن بهم النقصان وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة ".

ثم قال بعدها بقليل " المسألة الثالثة : إذا قلنا الكناية عائدة إلى القرآن فاختلفوا فى أنه تعالى كيف يحفظ القرآن ، قال بعضهم حفظه بأن جعله معجزا مباينا لكلام البشر فعجز الخلق عن الزيادة فيه والنقصان عنه لأنهم لو زادوا فيه أو نقصوا عنه لتغير نظم القرآن فيظهر لكل العقلاء أن هذا ليس من القرآن ، فصار كونه معجزا كإحاطة السور بالمدينة لأنه يحصنها ويحفظها ، وقال آخرون إنه تعالى صانه وحفظه من أن يقدر أحد من الخلق على معارضته ، وقال آخرون أعجز الخلق عن إبطاله وإفساده بأن قيض جماعة يحفظونه ويدرسونه ويشهرونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاء التكليف ، وقال آخرون المراد بالحفظ هو أن أحدا لو حاول تغييره بحرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا هذا كذب وتغيير لكلام الله تعالى حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة فى حرف من كتاب الله تعالى لقال له كل الصبيان أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا ، فهذا هو المراد من قوله {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (يوسف 12)

واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما فى الكثير منه أو فى القليل ، وبقاء هذا الكتاب مصونا عن جميع جهات التحريف مع أن دواعى الملحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات ، وأيضا أخبر الله تعالى عن بقائه محفوظا عن التغيير والتحريف وانقضى الآن قريبا من ستمائة سنة فكان هذا إخبارا عن الغيب ، فكان ذلك أيضا معجزا قاهرا ".

قلت :
ومَدْحُ الإمام الرازى للصوفية معروف ، وله مراسلات مع الشيخ نجم الدين الكبرى والشيخ محيى الدين بن العربى - على ما نعلم ، والله أعلم .
اختلاف تفسير الصوفية للقرآن عن تفسير الشيعة

تفاسير الصوفية بدءا من المحاسبى والتسترى والقشيرى وابن العربى والنووى والسيوطى والألوسى وغيرهم على نهج أهل السنة والجماعة من محدثين وفقهاء ، قد تختلف بعض الشىء فيما يسمى بالتفسير الإشارى ، وهو يختلف تماما عن التفسير الباطنى الذى يقول به الشيعة ، فهم يظنون أن معظم القرآن نزل فى الأئمة الإثنا عشرية.

قال العلامة الزرقانى : " قال التفتازانى فى شرحه : " سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظاهرها بل لها معان لا يعرفها إلا المعلم ، وقصدهم بذلك نفى الشريعة بالكلية . قال وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك ففيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف لأرباب السلوك يمكن التوفيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان " .
ومن هنا يعلم الفرق بين تفسير الصوفية المسمى بالتفسير الإشارى وبين تفسير الباطنية الملاحدة ، فالصوفية لا يمنعون إرادة الظاهر بل يحضون عليه ويقولون لا بد منه أولا ، إذ من ادعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم الظاهر كمن ادعى بلوغ سطح البيت قبل أن يجاوز الباب ، وأما الباطنية فإنهم يقولون إن الظاهر غير مراد أصلا وإنما المراد الباطن وقصدهم نفى الشريعة .

ونقل السيوطى فى الإتقان عن ابن عطاء الله فى لطائف المنن ما نصه : اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله بالمعانى الغريبة ليس إحالة للظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جاءت الآية له ودلت عليه فى عرف اللسان ولهم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله قلبه ، وقد جاء فى الحديث " لكل آية ظهر وبطن " فلا يصدنك عن تلقى هذه المعانى منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة هذا إحالة لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قالوا لا معنى للآية إلا هذا وهم لا يقولون ذلك بل يقررون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها ويفهمون عن الله ما ألهمهم.اهـ

فإن قلت أن العلامة الزرقانى صوفى ، نقول لك : قال ابن القيم فى كتابه التبيان فى أقسام القرآن (1/50) " وتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول : تفسير على اللفظ وهو الذى ينحو إليه المتأخرون ، وتفسير على المعنى وهو الذى يذكره السلف ، وتفسير على الإشارة والقياس وهو الذى ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم وهذا لا بأس به بأربعة شرائط أن لا يناقض معنى الآية ، وأن يكون معنى صحيحا فى نفسه ، وأن يكون فى اللفظ إشعار به ، وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم ، فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا ".

وقد وضح ودافع العلامة الزركشى فى البرهان فى علوم القرآن (2/170- 171) عن التفسير الإشارى وقال : " تنبيه فى كلام الصوفية فى تفسير القرآن : فأما كلام الصوفية فى تفسير القرآن فقيل ليس تفسيرا وإنما هى معان ومواجيد يجدونها عند التلاوة كقول بعضهم فى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ} (التوبة 123) أن المراد النفس فأمرنا بقتال من يلينا لأنها أقرب شيء إلينا وأقرب شيء إلى الإنسان نفسه ، قال ابن الصلاح فى فتاويه : وقد وجدت عن الإمام أبى الحسن الواحدى أنه صنف أبو عبد الرحمن السلمى حقائق التفسير فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر ، قال : وأنا أقول : الظن بمن يوثق به منهم إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنه لم يذكره تفسيرا ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة فى القرآن العظيم ، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية وإنما ذلك منهم ذكر لنظير ما ورد به القرآن فإن النظير يذكر بالنظير ، فمن ذلك مثال النفس فى الآية المذكورة فكأنه قال أمرنا بقتال النفس ومن يلينا من الكفار ، ومع ذلك فياليتهم لم يتساهلوا فى مثل ذلك لما فيه من الإبهام والالتباس " انتهى.

قلت :
وابن الصلاح نفسه من الصوفية وفى فتاويه نصيحة أن يتخذ الإنسان شيخا من الصوفية ليربيه.

وقد ذكر العلامة الزرقانى شروط التفسير الإشارى فقال : " شروط قبول التفسير الإشارى : مما تقدم يعلم أن التفسير الإشارى لا يكون مقبولا إلا بشروط خمسة وهى :
1- ألا يتنافى وما يظهر من معنى النظم الكريم .
2- ألا يدعى أنه المراد وحده دون الظاهر .
3- ألا يكون تأويلا بعيدا سخيفا كتفسير بعضهم قوله تعالى {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (العنكبوت 69) ، بجعل كلمة لمع ماضياً وكلمة المحسنين مفعوله .
4- ألا يكون له معارض شرعى أو عقلى .
5- أن يكون له شاهد شرعى يؤيده.

كذلك اشترطوا ، بيد أن هذه الشروط متداخلة فيمكن الاستغناء بالأول عن الثالث وبالخامس عن الرابع ، ويحسن ملاحظة شرطين بدلهما أحدهما بيان المعنى الموضوع له اللفظ الكريم أولا ، ثانيهما ألا يكون من وراء هذا التفسير الإشارى تشويش على المفسر له ، وسيأتيك فى نصيحتى وفى كلام الغزالى ما يقرر هذين الشرطين.

ثم إن هذه شروط لقبوله بمعنى عدم رفضه فحسب وليست شروطا لوجوب اتباعه والأخذ به ، ذلك لأنه لا يتنافى وظاهر القرآن ، ثم إن له شاهدا يعضده من الشرع وكل ما كان كذلك لا يرفض وإنما لم يجب الأخذ به لأن النظم الكريم لم يوضع للدلالة عليه بل هو من قبيل الإلهامات التى تلوح لأصحابها غير منضبطة بلغة ولا مقيدة بقوانين ". اهـ
الصوفية وصفات الله عز وجل

التأويل فى صفات الله عز وجل وأفعاله عند الشيعة فرض ، وغير المؤوِّل عقيدته باطلة.
أما الصوفية فهم على مذهب أهل السنة والجماعة سواء من السلف الصالح أهل الحديث أو الخلف الصالح - الأشاعرة والماتريدية - .

قال الإمام الكلاباذى فى التعرف لمذهب أهل التصوف " شرح قولهم فى الصفات : أجمعوا على أن لله صفات على الحقيقة هو بها موصوف من العلم والقدرة والقوة والعز والحلم والحكمة والكبرياء والجبروت والقدم والحياة والإرادة والمشيئة والكلام , وأنها ليست بأجسام ولا أعراض ولا جواهر ، كما أن ذاته ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر وأن له سمعا وبصرا ووجها ويدا على الحقيقة ليس كالأسماع والأبصار والأيدى والوجوه ، وأجمعوا أنها صفات لله وليس بجوارح ولا أعضاء ولا أجزاء ".

وقال أيضا " واختلفوا فى الإتيان والمجىء والنزول فقال الجمهور منهم إنها صفات له كما يليق به ولا يعبر عنها بأكثر من التلاوة والرواية ويجب الإيمان بها ولا يجب البحث عنها" ... ثم قال بعد ذلك " وأولها بعضهم فقال معنى الإتيان منه إيصاله ما يريد إليه ونزوله إلى الشىء إقباله عليه ، وقربه كرامته ، وبعده إهانته وعلى هذا جميع هذه الصفات المتشابهة ".

وقال أيضا : " أجمعوا أن الله تعالى خالق لأفعال العباد كلها كما أنه خالق لأعيانهم ، وأن كل ما يفعلونه من خير وشر فبقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته ولولا ذلك لم يكونوا عبيدا ولا مربوبين ولا مخلوقين وقال جل وعز {قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (الرعد 16) وقال {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } (القمر 49) ، {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } (القمر 52) .

قال الإمام القشيرى فى الرسالة القشيرية " وقال أبو الحسن البوشنجى ، رحمه الله : التوحيد أن تعلم أنه غير مشبه للذوات ، ولا منفى الصفات.

وسأل ابن شاهين الجنيدَ عن معنى : مع ، فقال مع ، على معنيين : مع الأنبياء بالنصرة والكلاءة ، قال الله تعالى {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } (طه 46) ومع العامة بالعلم والإحاطة ، قال تعالى : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ} (المجادلة 7) فقال ابن شاهين : مثلك يصلح أن يكون دالاَّ للأمة على الله .

قال شيوخ هذه الطريقة ، على ما يدلُ عليه متفرقات كلامهم ، ومجموعاتهم ، ومصنفاتهم فى التوحيد:
إن الحق سبحانه وتعالى : موجود ، قديم ، واحد ، حكيم ، قادر ، عليم ، قاهر، رحيم ، مريد ، سميع ، مجيد ، رفيع ، متكلم ، بصير متكبر، قدير ، حى أحد، باق ، صمد.

وأنه عالم بِعِلم ، قادر بقدرة ، مريد بإرادة ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، متكلم بكلام ، حى بحياة ، باقٍ ببقاء ، وله يدان هما صفتان ، يخلق بهما ما يشاء سبحانه ، على التخصيص.

وله الوجه ، وصفات ذاته مختصة بذاته ، لا يقال هى هو ، ولا هى غيار له ، بل هى صفات أزلية ، ونعوت سرمدية ، وأنه أحدىُّ الذات ، ليس يشبه شيئاً من المصنوعات ، ولا يشبهه شيء من المخلوفات ، ليس بجسم ، ولا جوهر ولا عرض، ولا صفاته أعراض ، ولا يتصوَّر فى الأوهام ، ولا يتقدَّر فى العقول ، ولا له جهة ولا مكان ، ولا يجرى عليه وقت وزمان ، ولا يجوز فى وصفه زيادة ولا نقصان ، ولا يخصُّه هيئة وقدُّ ، ولا يقطعه نهاية وحدُّ ، ولا يحله حادث ، ولا يحمله على الفعل باعث ، ولا يجوز عليه لون ولا كوْن ، ولا ينصره مدد ولا عون ؛ ولا يخرج عن قدرته ".اهـ

قال أبو طالب المكى فى قوت القلوب فى الفصل الخامس والثلاثون : "... ذكر عقود القلوب من علم الظاهر وهى ستَّ عشْرَةَ خصلة : أولها أن تعتقد أن الإيمان قول وعمل ، وأن القرآن كلام اللّه تبارك وتعالى غير مخلوق ، وأن تسلم أخبار الصفات ، وأن تصدق بجميع أقدار اللّه عزّ وجلّ خيرها وشرها ، وأن مساءلة منكر ونكير حق ، وأن عذاب القبر حق ، وأن تؤمن بالميزان ، وأن تعتقد أن الصراط حق ، وأن تؤمن بالحوض المورود حوض محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن تؤمن بالنظر إلى اللّه سبحانه وتعالى ".اهـ

وقال العارف بالله الشيخ أحمد الرفاعى : فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالى عما دل عليه ظاهره ، وتفويض معناه المراد منه إلى الحق تعالى وتقدس وبهذا سلامة الدين.

وقال " أى سادة .. نزهوا الله عن سمات المحدثين وصفات المخلوقين وطهروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء فى حقه تعالى بالاستقرار كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول تعالى الله عن ذلك ، وإياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة والنزول بالإتيان والانتقال فإن كل ما جاء فى الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذكر فقد جاء فى الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود ، فما بقى إلا ما قاله صلحاء السلف وهو الإيمان بظاهر كل ذلك ورد علم المراد إلى الله ورسوله مع تنزيه البارى تعالى عن الكيف وسمات الحدوث ، وعلى ذلك درج الأئمة وكل ما وصف الله به نفسه فى كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عنه ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسوله ، ولكم حمل المتشابه على ما يوافق أصل المحكم لأنه أصل الكتاب والمتشابه لا يعارض المحكم ".

رؤية الله عز وجل فى الآخرة

أهل السنة يثبتونها والشيعة والمعتزلة ينفونها.

قال الكلاباذى " أجمعوا على أن الله تعالى يرى بالأبصار فى الآخرة وأنه يراه المؤمنون دون الكافرين لأن ذلك كرامة من الله تعالى {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس 26) "
قال الإمام القشيرى الرسالة القشيرية "... سمعت أبا الحسن العنبرى يقول : سمعت سهل بن عبد الله التسترى يقول : ينظر إليه ، تعالى ، المؤمنون بالأبصار من غير إحاطة ولا إدراك نهاية ". وقال أبو طالب المكى فى قوت القلوب " وأن تؤمن بالنظر إلى اللّه سبحانه وتعالى ".

والنصوص فى ذلك كثيرة عند كافة طوائف التصوف.
أهل البيت
أهل البيت هم السيدة فاطمة والإمام علىّ وأبناؤهما ، وذرية عبد المطلب جد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنهم عم النبى صلى الله عليه وآله وسلم العباس وأبناؤه وزوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وفى ذلك تفاصيل طويلة فى الكتب ، لكن ذرية النبى صلى الله عليه وآله وسلم انحصرت فى مولانا الحسن والحسين.

عن أبى سعيد الخدرى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " يا على إن لك فى الجنة كنزا وإنك ذو قرنيها ، فلا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة ".

قال العالم الصوفى الربانى الحكيم الترمذى فى نوادر الأصول فى أحاديث الرسول (3/181-182) : " فمعنى الكنز فاطمة وقرنيها الحسن والحسين صيرها بمنزلة الكنز؛ لأن الكنز موضوع مستور ، إليه الموئل وسائر المال ظاهر يذهب ويجىء ، والكنز أصل المال ، فشبه فاطمة رضى الله عنها من نعيم الجنة بالكنز من المال ، ثم قال : وأنت ذو قرنيها ، نسب القرنين إلى فاطمة رضى الله عنها ، ومعناه أن الحسن والحسين رضى الله عنهما قرناها ، وإنك يا علىّ ذو القرنين أى تجد الحسن والحسين وهما سيدا أهل الجنة لك ولدا ".
الحديثان السابقان يدلان على منزلة مولانا الحسن والحسين.

منزلة أهل البيت عند الصوفية ليس لها مثيل ، أما عند الشيعة فلنا عليهم مآخذ كثيرة للغاية. لا نتكلم عن الغلو ولكن نتكلم عن نظرتهم لأهل البيت.

بفرض أن أهل البيت هم أولاد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ( الحسن والحسين ) وعمومته وأبناء عمومته ، وبفرض أن سيدنا الحسن والحسين هما ثلاثة أرباع أهل البيت ، وذرية العباس وجعفر بن أبى طالب وعقيل الربع الباقى.

هذا الربع منتهى عند الشيعة ليس له أى قيمة ، بل رووا القبائح فى بقية أهل البيت.
فقد أفاد الكشى أن سبب نزول قوله تعالى {وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (هود 34) وكذلك قوله {يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} (الحج 13) ، نزلت فى العباس عم النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن الإمام على لعن عبد الله بن عباس وأخاه ، فقال " اللهم العن ابنى فلان واعم أبصارهما كما عميت قلوبـهما، واجعل عمى أبصارهما دليلاً على عمى قلوبهما ".

ونسبوا كذباً وزورا للباقر أنه قال " وبقى معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام ، عباس وعقيل ".

هذا فى ما لم يكن من ذرية أهل البيت من الحسن والحسين رضى الله عنهما.

بفرض أن أهل البيت بعد السيدة فاطمة والإمام على وابنيهما هم ذرية سيدنا الحسن والحسين فقط ، فما هى نظرة الشيعة ؟ .

الشيعة تسقط تماما جميع أبناء سيدنا الحسن ، وآراؤهم معروفة فى محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب المعروف بمحمد ذى النفس الزكية.

فالشيعة الموجودة الآن هم الاثنا عشرية الجعفرية ، يعنى أولاد جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن مولانا الحسين.

إذاًً نصف أهل البيت عند الشيعة متجاهَلون تماما ، إذاً ضاع النصف ، ومن قبل ضاع الربع ، فالجزء الباقى - ذرية سيدنا الحسين - ماذا تفعل به الشيعة ؟.

لم ينجُ من م***ة بنى أمية ويزيد بن معاوية فى كربلاء من أولاد سيدنا الحسين إلا سيدنا زين العابدين ،كان من أولاد سيدنا زين العابدين بن الحسين مولانا زيد ، كما خذل الشيعة الإمام على وسيدنا الحسين خذلوا أيضاً سيدنا زيد بن على زين العابدين.

القصة معروفة مبثوثة فى كتب التاريخ حيث طالب الشيعة الإمام زيد بالتبرؤ من أبى بكر وعمر ، فقال لهم ما معناه: كان سيف أبى - سيدنا علىّ - مازال يقطر من دماء العرب فجعل الله أبا بكر وعمر خلفاء حتى تسكن الفتنة.

تبرأ آلاف الشيعة من جيش زيد بن على زين العابدين وتركوه حتى *** وصلب أربع سنوات ، وطيف برأسه الشريفة فى البلدان حتى وصلت مصر فسرقها بعض الناس ودفنها فى مكان قريب من بركة السباع يسمى الكناسة وهى الآن منطقة زين العابدين أو ( زينهم ) ، والموجود فى هذا المقام هو سيدنا زيد بن سيدنا على زين العابدين وليس سيدنا زين العابدين ، فمكانه فى المدينة المنورة فى البقيع.

وهكذا اتخذ الشيعة فرعا واحدا من أولاد الإمام زين العابدين ثم ، ابنا واحدا من أبناء محمد الباقر ، ثم ابنا واحدا من أبناء جعفر الصادق ... وهكذا.

فالشيعة على الحقيقة لا يؤمنون بأهل البيت ، هذا لو كان ما عليه الشيعة ثابتا وصحيحا فيكون إيمانهم بجزئية واحدة وهى عشر معشار أهل البيت ، فكيف وقد دخل عليهم التزوير والكذب والتدليس والتقية والتكفير والتطرف فى الجزء الباقى.

الصوفية تنظر لكل أهل البيت وليس لفرع واحد فقط ، عدد أهل البيت فى العالم الإسلامى ملايين كثيرة بفضل الله ، فى مصر وحدها حوالى ستة ملايين ، وفى الحجاز ، والسودان ، والشام ، والمغرب ، واليمن ، وإندونيسيا ، وماليزيا ، ونيجيريا ، ودول كثيرة جدا.

ومعظم الصوفية من أهل البيت ، لذا تجد الشيعة دائما يطعنون فى أى أنساب لأهل البيت إلا أنسابهم هم ، مع أن نكاح المتعة وإعارة الفروج كافية بإسكاتهم إلى الأبد ، ونحن لا نظن أنهم من ذرية آل البيت ، ولكنهم يتحدثون بلسانهم كذبا وزورا.

قبل أن أختم هذه الجزئية أذكر قولين :

1- ما قاله الكلينى فى أصول الكافى (1/405) واصفا جعفر أخا الحسن العسكرى قال " هو معلن الفسق فاجر ماجن شريب للخمور أقل ما رأيته من الرجال ، وأهتكهم لنفسه ، خفيف قليل فى نفسه "

2- ما قاله واحد ممن ترك الشيعة على شبكة الانترنت قال : " ولذلك اختلف الشيعة تقريبا بعد وفاة كل إمام ، من يكون الإمام بعده ؟ وهذا زيد بن على بن الحسين عم جعفر الصادق ، أخو محمد الباقر ، ابن على بن الحسين ، بعث إلى الأحول وهو مستخف بعث إليه زيد بن على بن الحسين وطلب نصرته ، فأبى الأحول وقال : إن كان الخارج أباك أو أخاك خرجت معه ، أما أنت فلا، فقال له زيد : يا أبا جعفر ، كنت أجلس مع أبى على الخوان - يعنى على طاولة الطعام - فيلقمنى البضعة السمينة ، ويبرد لى اللقمة الحارة ، حتى تبرد شفقة عَلَىَّ ، ولم يشفق على من حر النار ، إذ أخبرك بالدين ولم يخبرنى به ، فقال الأحول : جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك ، خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار - أى لا تقبل أن المهدى أو أن الإمام بعد على بن الحسين هو أخوك محمد ولست أنت ، وبعد أخيك محمد هو جعفر ابنه ولست أنت - قال : ما أخبرنى أبى بهذا ، كيف أخبرك ولم يخبرنى وهو أبى ، يشفق على من اللقمة الحارة ، يبردها لى حتى يضعها فى فى ، ولا يشفق على من حر النار ، قال : خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار ، وأخـبرنى أنا فإن قبلت نجوت ، وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار ". الكلينى فى الكافى (1/174)

قلت :

وفى النص ركاكة واضحة ، وأهل البيت هم أهل الفصاحة. وهذا الكلام باطل ، إذ يلزم من هذا ألا يخبر جميع أهل البيت أولادهم ولا أعمامهم ولا أخوالهم ولا باقى أقاربهم ، خشية ألا يقبلوا فيدخلون النار ، وهكذا لا ينتهى هذا المسلسل من الطعن فى آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، من شرذمة يدّعون محبتهم ، الآن زيد وبعده سيأتينا الطعن فى جعفر بن على الهادى ، كما طعنوا فى أبناء عم الحسن العسكرى ، وقبلهم طعنوا فى محمد بن على بن أبى طالب ، وعبد الله بن جعفر الصادق ، وأولاد الحسن بن على ، والعباس عم النبى صلى الله عليه وآله وسلم وابنه عبد الله بن عباس ، ثم يدعون بعد ذلك محبة آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، قبح الله تبارك وتعالى هذا الحب " انتهى

ومما يجب أن يذكر أن الشيعة خذلوا أهل البيت الأوائل : سيدنا على وابناه وفى قضية مولانا الحسين.


الإمامة

نظرة الشيعة إلى من يقدم أبا بكر وعمر أو أى إنسان على علىّ رضى الله عنهم أجمعين.

يقول الشيخ الصدوق " فى كتابه " الاعتقادات " ( واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين على بن أبى طالب والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء ، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة ، أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم).

ويقول عبد الله شبر : واعلم أن جمعا من علماء الإمامية حكموا بكفر أهل الخلاف ، ونقلوا الإجماع على دخولهم النار ، والأخبار فى كفرهم كثيرة لا تحصى ، ونقل عن العلامة فى شرح الياقوت قوله : أما دافعوا النص على أمير المؤمنين بالإمامة فقد ذهب أكثر أصحابنا إلى تكفيرهم.

قال الشيخ المفيد: ( واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود فى النار ).

ويقول الكاشانى : من جحد إمامة أحدهم فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء عليهم السلام ويقول أبو الحسن الشريف : ليت شعرى أى فرق بين من كفر بالله سبحانه تعالى ورسوله وبين من كفر بالأئمة عليهم السلام ؟.

ويقول المجلسى : المخالفون ليسوا من أهل الجنان ولا من أهل المنزلة بين الجنة والنار وهى الأعراف بل هم مخلدون فى النار ، ولو قام القائم بدأ ب*** هؤلاء قبل الكفار.

ومن أقوال الخمينى : " الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية على وأوصيائه من المعصومين الطاهرين عليهم السـلام بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية ". ومن أقواله أيضاً : ولاية أهل البيت عليهم السلام شرط فى قبول الأعمال عند الله سبحانه بل هو شرط فى قبول الإيمان بالله والنبى الأكرم.

قلت :

هذا هو ما عند الشيعة ، فكونك تنكر أن الإمام علىّ لم ينزل الله عز وجل فيه قرآنا ينص بوضوح على أنه خليفة المسلمين من بعد النبى صلى الله عليه وآله وسلم هو ، والأئمة الإثنا عشر (سيدنا الحسن ، والحسين ، وعلى زين العابدين ، ومحمد الباقر ، وجعفر الصادق ، وموسى الكاظم ...) فمعنى ذلك أنك كافر عند الشيعة ، بل مجرد تفضيلك لأى صحابى آخر على سيدنا علىّ فأنت فى نظرهم منكر للإمامة - نعوذ بالله من التطرف والهوى - فهذا كتاب الله – القرآن الكريم - ليس فيه آية واحدة تدل على ما يقولون ، لذا يقولون بتحريف القرآن ، وإن سكتوا أحيانا تقية.

أما عندنا فكتب التصوف وكل كتب أهل السنة طافحة بأحاديث تدل على منتهى الرحمة والوسطية وترك التطرف.

اقرأ هذا الحديث وقارنه بما عند الشيعة ، قال طلحة بن عبيد الله : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوى صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " خمس صلوات فى اليوم والليلة " فقال هل على غيرها قال " لا إلا أن تطوع " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " وصيام رمضان " قال هل على غيره قال " لا إلا أن تطوع " قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الزكاة قال هل على غيرها قال " لا إلا أن تطوع " قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "أفلح إن صدق".

النواصب

الناصبى هو كل من يبغض علياً كما أن الرافضى كل من يرفض صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإمامتهم وخاصة أبى بكر وعمر.

قد يكون الإنسان - دون أن يدرى - واقعاً فى جزئية من الخطأ فى أبى بكر وعمر أو الإمام علىّ .

الصوفية - بفضل الله - هم أعظم الناس فى حب أهل البيت وتوقير صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يرضون بالإفراط ولا بالتفريط ، ولم يقعوا فى فخ الشيطان الذى يريد أن يجعل من يريد أن يرد على الشيعة أن يقع فى عرض سيدنا علىّ والسيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت ، كما فعل ابن تيمية ، ورددنا على ذلك فى كتابنا " أخطاء ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ".

كذلك يريد الشيطان ممن يدافع عن سيدنا علىّ أن يقع فى عرض أبى بكر وعمر وزوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلم وبقية صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فالصوفية هى الوسطية بفضل الله.

يطلق الشيعة لفظ الناصبى على أى إنسان مسلم يقدم ويفضل أبا بكر وعمر على سيدنا علىّ بن أبى طالب حتى لو كان هذا الإنسان محبا لأهل البيت وتتلمذ على أيديهم مثل الإمام أبى حنيفة الذى تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق.

قال صاحب طبقات الحنفية (1/463) عـن أبى يوسف " أن الإمام كان يفتى فى المسجد الحرام إذ وقف عليه الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر رضى الله عنهما وعن آبائهما الكرام ففطن الإمام فقام فقال يا ابن رسول الله لو علمت أول ما وقفت لما قعدت وأنت قائم ، فقال : اجلس وأفت الناس على هذا أدركت آبائى " .اهـ

فانظر إلى أدب الإمام أبى حنيفة ، ومع ذلك أطلق عليه الشيعة " ناصبى ".

إذاً كل أهل السنة من السلف والخلف بما فيهم الصوفية نواصب ، ومهما دافعوا عن أنفسهم فهم نواصب عند الشيعة.

ما هى أحكام النواصب عند الشيعة ؟

1- بالقطع استخدام التقية معهم.
2- الناصببى كافر حلال الدم عند الشيعة.

قال نعمة الله الجزائرى فى حكم النواصب : إنـهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية ، وإنـهم شر من اليهود والنصارى ، وإن من علامات الناصبى تقديم غير علىّ عليه فى الإمامة.

فعن داود بن فرقد قال : قلت لأبى عبد الله : ما تقول فى *** الناصب ؟ فقال : حلال الدم ، ولكنى أتقى عليك ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه فى ماء لكيلا يشهد عليك فافعل.

وقلنا :

أن هناك اختراقاً من اليهود للشيعة ، فأسلوب قلب الحائط والإغراق فى الماء دون وجود شهود هو أسلوب اليهود فى التخلص من أعدائهم.

3- لَعْنُ كل مخالف للشيعة .

قال الخوئى - أحد أئمة الشيعة - كما جاء فى مصباح الفقاهة " ثبت فى الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ، ووجوب البراءة منهم ، وإكثار السب عليهم واتهامهم ، والوقيعة فيهم أى غيبتهم ؛ لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة فى كفرهم ، لأن إنكار الولاية والأئمة ( عليهم السلام ) حتى الواحد منهم ، والاعتقاد بخلافة غيرهم ، وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة ، وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة فى كفر منكر الولاية وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة وما يشبهها من الضلالات ".

4- ولأن الناس - ما عدا الشيعة - أولاد زنا فى نظرهم ، فلا يجوز مصافحتهم ، وإن صافح الشيعى أحد السنة تقية وجب عليه غسل اليدين.

روى الكلينى : إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا ، " ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته ، فإن علم أن المولود من شيعتنا جبه من ذلك الشيطان ، وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه فى دبر الغلام فكان مأبوناً وفى فرج الجارية فكانت فاجرة ".

وفى الكافى : عن وهيب بن حفص عن أبى بصير عن أحدهما فى مصافحة المسلم اليهودى والنصرانى قال : " من وراء الثوب ، فإن صافحك بيده فاغسل يدك " .
وعن خالد القلانسى قال : " قلت لأبى عبد الله : ألقى الذمى فيصافحني، قال: امسحها بالتراب وبالحائط ، قلت : فالناصب ؟ قال : اغسلها ".

قلت نفس فكرة التطهير عند اليهود الذين يبحثون عن البقرة الحمراء حتى يتم تطهرهم ، وخروج نبيهم المنتظر ، الذى هو الدجال.

وقلنا :

أن هناك اختراقاً من اليهود للشيعة ، فأسلوب قلب الحائط والإغراق فى الماء دون وجود شهود هو أسلوب اليهود فى التخلص من أعدائهم.

3- لَعْنُ كل مخالف للشيعة .

قال الخوئى - أحد أئمة الشيعة - كما جاء فى مصباح الفقاهة " ثبت فى الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ، ووجوب البراءة منهم ، وإكثار السب عليهم واتهامهم ، والوقيعة فيهم أى غيبتهم ؛ لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة فى كفرهم ، لأن إنكار الولاية والأئمة ( عليهم السلام ) حتى الواحد منهم ، والاعتقاد بخلافة غيرهم ، وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة ، وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة فى كفر منكر الولاية وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة وما يشبهها من الضلالات ".

4- ولأن الناس - ما عدا الشيعة - أولاد زنا فى نظرهم ، فلا يجوز مصافحتهم ، وإن صافح الشيعى أحد السنة تقية وجب عليه غسل اليدين.

روى الكلينى : إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا ، " ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته ، فإن علم أن المولود من شيعتنا جبه من ذلك الشيطان ، وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه فى دبر الغلام فكان مأبوناً وفى فرج الجارية فكانت فاجرة ".

وفى الكافى : عن وهيب بن حفص عن أبى بصير عن أحدهما فى مصافحة المسلم اليهودى والنصرانى قال : " من وراء الثوب ، فإن صافحك بيده فاغسل يدك " .
وعن خالد القلانسى قال : " قلت لأبى عبد الله : ألقى الذمى فيصافحني، قال: امسحها بالتراب وبالحائط ، قلت : فالناصب ؟ قال : اغسلها ".

قلت نفس فكرة التطهير عند اليهود الذين يبحثون عن البقرة الحمراء حتى يتم تطهرهم ، وخروج نبيهم المنتظر ، الذى هو الدجال.
كفر من كفريات الشيعة
وكارثة من كوارثهم


يقول أحد علماء الشيعة الكبار وهو نعمة الله الجزائرى : " ..........فى دبره داء لا يشفى إلا بماء الرجال ، فهو مما يؤتى فى دبره .

ويقول نعمة الله الجزائرى عن سيدنا .... : " كان .... مما يتخنث ويلعب به " وقال : " إن عثمان كان فى زمن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق ".

عامة فكل من سماه المسلمون أو سمى نفسه بأمير المؤمنين فهو عند الشيعة من أهل اللواط والعياذ بالله.

روى العياشى عن محمد بن إسماعيل عن رجـل سماه عن أبى عبد الله قال: دخل رجل على أبى عبد الله فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال : مه هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين الله سماه به ، ولم يسم به أحد غيره فرضى به إلا كان منكوحا وإن لم يكن به ابتلى به ، وهو قول الله فى كتابه {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } (النساء 117) قال قلت : فماذا يدعى به قائمكم ؟ قال : يقال له ، السلام عليك يا بقية الله السلام عليكم يا ابن رسول الله.

الشيعة مع سيدنا عثمان بن عفان:

ذو النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه هو من زَوَّجَهُ النبى صلى الله عليه وآله وسلم ابنتاه السيدة رقية والسيدة أم كلثوم وقد بشره الله بالجنة.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيه : " ألا أستحى من رجل تستحى منه الملائكة ".
وهو الذى جهز جيش العسرة ، وقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيه " ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم " قالها مرارا.

ومع ذلك زعم الشيعة أن عثمان رضى الله تعالى عنه *** زوجته السيدة رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

عن أبى بصير قال : " قلت لأبى عبد الله: أيفلت من ضغطة القبر أحد ؟ قال : نعوذ بالله منها ، وما أقل من يفلت من ضغطة القبر ، إن رقية لما ***ها عثمان وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه ، وقال للناس : إنى ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها واستوهبتها من ضغطة القبر فوهبها لى ".
روى القمى عن الباقر - زورا وبهتانا - فى تفسير قوله تعالى : {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } (البلد 5) قال : يعنى عثمان فى ***ه ابنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم . {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } (البلد 6) يعنى الذى جهز به النبى من جيش العسرة {أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } (البلد 7) قال: فساد كان فى نفسه {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } (البلد icon_cool.gif يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. {وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } (البلد 9) يعنى أمير المؤمنين {وَشَفَتَيْنِ} (البلد 9) : يعنى الحسـن والحسـين عليهما السلام . {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } (البلد 10): إلى ولايتهما ... ".

وفى سيرة الأئمة الاثنى عشرية لهاشم الحسينى (1/67) : أن عثمان بن عفان لم يحسن صحبتها ولم يراع رسول الله فيها ، فتزوج عليها أكثر من امرأة ، وماتت على أثر ضربات قاسية منه أدت إلى كسر أضلاعها."

وفى ترجمة يونس بن خباب - وكان ممن يغلو فى الرفض - قال يونس بن خباب لعباد بن عباد : أنتم تحبون عثمان الذى *** بنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قلت *** واحدة فلِمَ زوجه الأخرى ، فقال لى أنت عثمانى خبيث .

وقال الكركى فى نفحات اللاهوت : " إن من لم يجد فى قلبه عداوة لعثمان ، ولم يستحل عرضه ، ولم يعتقد كفره فهو عدو لله ورسوله ، كافر بما أنزل الله ".
الصحابة عند الصوفية
الصحابة والتفضيل


{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة 100)

وقال : {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (الأنفال 74) .

وقال : { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (الحديد 10).

وقال : { فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (الأعراف 157) .

وقال فى أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم الذين كانوا معه فى الحديبية وبايعوه على الموت : {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } (الفتح 10) .

وقال مبشرا لهم بالجنة: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} (الفتح 1icon_cool.gif
وقال الله فى صحابته البررة : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } (الفتح 29) .

وقال : " لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{8} وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{9} " (الحشر 8-9) .

وقال: " وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ{7} فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{8} " (الحجرات 7-icon_cool.gif.
وقال فى صاحبه : {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (التوبة 40) .

وقال عز وجل فى كتابه: " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً{28} مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً{29} " (الفتح 28-29)
بفضل الله نهل الصوفية - أهل الله ، أهل الأنوار ، وأهل الأسرار - من علوم القرآن وذاقوا من حلاوته . انظر ماذا يقولون من فهمهم للآيات السابقة.

موقف الصوفية من الصحابة

قال الكلاباذى فى كتابه التعرف لمذهب أهل التصوف " وأجمعوا على تقديم أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ، ورأوا الاقتداء بالصحابة والسلف الصالح وسكتوا عن القول فيما كان بينهم من التشاجر ، ولم يروا ذلك قادحا فيما سبق لهم من الله عز وجل من الحسنى ".

قال الإمام الطحاوى فى عقيدته : ونُحبُ أصحابَ رسولِ الله ِصلى الله عليه وآله وسلم ، ولا نُفرطُ فى حبِ أحدٍ منهم ، ولا نتبرأُ من أحدٍ منهم ، ونبغضُ من يبغضهم ، وبغير الحقِ يذكرهم . ولا نذكرهم إلا بخيرٍ . وحبهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ ، وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيانٌ .ا.هـ.

قال القشيرى فى الرسالة القشيرية " ... فهذه: فصول تشير إلى أصول المشايخ على وجه الإيجاز، وباللّه التوفيق.

فى ذكر مشايخ هذه الطريقة وما يدلّ من سيرهم وأقوالهم على تعظيم الشريعة اعلموا ، رحمكم اللّه تعالى ، أن المسلمين بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يتسمّ أفاضلهم فى عصرهم بتسمية علم ، سوى صحبة رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ لا فضيلة فوقها ، فقيل لهم : الصحابة ، ولمَّا أدركهم أهل العصر الثانى سمى من صحب الصحابة : التابعين ورأوا فى ذلك أشرف سِمة ، ثم قيل لمن بعدهم : أتباع التابعين ." اهـ

قال أبو طالب المكى فى قوت القلوب فيما يجب اعتقاده : " ويعتقد تفضيل أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ورضوا عنه كافة ، ويسكت عمّا شجر بينهم ، وينشر محاسنهم وفضائلهم لتأتلف القلوب بذلك ، ونسلم لكل واحد منهم ما فعله ، لأنهم أوفر وأعلى عقولاً منا ، .... فقد علم كل واحد بعلمه ومنتهى عقله فيما أدى إليه اجتهاده ، وإن كان بعضهم أعلم من بعض ، كما أن بعضهم أفضل من بعض ، إلاّ أنّ علومنا وعقولنا تضعف وتنقص عن علم أدناهم علماً ، كما فضّلوا علينا بالسوابق سبقاً وتقدّم من قدم اللّه ورسوله ، وأجمع المسلمون الذين تولى اللّه إجماعهم على الهداية ، وضمن لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم تفضيلاً لهم وتشريفاً لهم أن لا يجتمعوا على ضلالة ، وقد قال على لما قيل له : ألا تستخلف علينا ؟ فقال: لا أستخلف عليكم بل أكلكم إلى اللّه عزّ وجلّ، فإن يرد بكم خيراً جمعكم بعد نبيكم على خيركم... ثم قال " فليعتقد بقلبه من رضى الصحابة بإمامته ، وأجمعوا على خلافته واتفق الأئمة من أهل الشورى على تقدمته على حديث ابن عمر فى التفضيل، قال: كنا نقول على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ، فيبلغ ذلك رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فلا ينكر ، وعلى حديث سفينة مولى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم " الخلافة بعدى ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً " فهؤلاء الأربعة خلفاء النبوة ؛ وهم أئمة الأئمة من العشرة ، وعيون أهل الهجرة والنصرة ، وخيار الخيار من الأصحاب . اهـ

قال الإمام الغزالى فى إحياء علوم الدين : " الإمام الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على " ولم يكن نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على إمام أصلا .

قال الإمام عبد القادر الجيلانى فى الغنية " ويعتقد أهل السنة أن أمة محمد عليه الصلاة والسلام خير الأمم أجمعين ، وأفضلهم أهل القرن الذين شاهدوه وآمنوا به وصدقوه وبايعوه وقاتلوا بين يديه... حتى قال " وأفضلهم العشرة الذين شهد لهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الله بن عوف وسعد وسعيد وأبو عبيدة بن الجراح ، وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار الخلفاء الراشدون الأربعة الأخيار وأفضل الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على رضى الله تعالى عنهم ".أهـ


وفى البرهان المؤيد للإمام أحمد الرفاعى صاحب الطريقة الرفاعية " أفضل الصحابة سيدنا أبو بكر الصديق ثم سيدنا عمر الفاروق ثم سيدنا عثمان ذو النورين ثم سيدنا على المرتضى كرم الله وجهه ورضى عنه ، والصحابة رضى الله عنهم كلهم على هدى . روى عنه أنه قال " أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " ويجب الإمساك عما شجر بينهم وذكر محاسنهم ومحبتهم والثناء عليهم أجمعين ، فأحبوهم وتبركوا بذكرهم واعملوا على التخلق بأخلاقهم "

وفى تعظيم مقام أبى بكر الصديق وكونه فى مقام بين الصديقية والنبوة ، قال الشيخ محيى الدين بن العربى فى الفتوحات المكية الباب الحادى والستون ومائة " فى المقام الذى بين الصديقية والنبوة .
وهو مقام القربة جماعة من رجال الله أنكره
وليس من شانهم إنكار ما جهلوا
هو المقام الذى قامت شواهده
فى الحرق وال*** والباقى الذى فعلوا
لو أنهم دبروا القران لاح لهم
وجه الحقيقة فيما عنه قد غفلوا
وما تخصص عنهم فى مقامهم
ألا الذين عن الرحمن قد عقلوا
ومنه أيضاً أبو بكر وميزته
بالسر لو نظروا فى حكمنا كملوا
فليس بين أبى بكر وصاحبه
إذا نظرت إلى ما قلته رجل
هذا الصحيح الذى دلت دلائله
فى الكشف عند رجال الله إذ عملوا"اهـ

قال العلامة ابن حجر الهيتمى فى الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة (1/146) : " ومر عن القاضى حسين أن فى كفر ساب الشيخين أو الختنين وجهين ولا ينافيه جزمه فى موضع آخر بفسق ساب الصحابة وكذا ابن الصباغ وغيره وحكوه عن الشافعى لأنهما مسألتان فالثانية فى مجرد السب وهو مفسق وإن كان المسبوب من آحاد الصحابة وأصاغرهم بخلاف الأول فإنها خاصة بسب الشيخين أو الختنين وهو أشد وأغلظ فى الزجر بأن فيه وجها بالكفر ، وأما تكفير أبى بكر ونظرائه ممن شهد لهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة فلم يتكلم فيها أصحاب الشافعى والذى أراه الكفر فيها قطعا موافقة لمن مر . ومر عن أحمد أن الطعن فى خلافة عثمان طعن فى المهاجرين والأنصار وصدق فى ذلك فإن عمر جعل الخلافة شورى بين ستة عثمان وعلى وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبى وقاص ..... " إلى آخره.

وفى الإبريز للشيخ عبد العزيز الدباغ فى الباب الرابع فى ذكر ديوان الصالحين أجمعين قال: " وإذا حضر سيد الوجود صلى الله عليه وآله وسلم مع غيبة الغوث فإنه يحضر معه أبو بكر ، وعمر، وعثمان ، وعلي، والحسن ، والحسين ، وأمهما فاطمة الزهراء تارة كلهم ، وتارة بعضهم أجمعين قال: وتجلس مولاتنا فاطمة مع جماعة النسوة اللاتى يحضرن الديوان فى جهة اليسار كما سبق وتكون مولاتنا فاطمة أمامهن رضى الله عنها وعنهن ".

وفى منبع أصول الحكمة للبونى (ص 97) فى أبيات الجلجلوتية الصغرى
وصل وسلم يا إلهى بكثرة
كوابل غمام سائل قد تهطل
على المصطفى والآل والصحب كلهم
بقدر نبات الأرض والريح إن سرت


وفى نهاية الكتاب فى ذكر سند مشايخه ذكر سلسلة فى علم الباطن تنتهى حتى أبى بكر الصديق ...وفيها جعفر الصادق عن قاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

الإمام السيوطى ألف كتابا سماه " إلقام الحجر لمن زكى ساب أبى بكر وعمر رضى الله عنهما "

عنون العلامة عبد الوهاب الشعرانى فى كتابه اليواقيت والجواهر المبحث الثالث والأربعون بقوله " المبحث الثالث والأربعون فى بيان أن أفضل الأولياء المحمديين بعد الأنبياء والمرسلين أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على أجمعين " ، وقال " وهذا الترتيب بين هؤلاء الأربعة الخلفاء قطعى عند الشيخ أبى الحسن الأشعرى ظنى عند القاضى أبى بكر الباقلانى ". اهـ ، وقال " وقال الشيخ - يقصد محى الدين بن العربى - فى الباب الثالث وثلاثمائة من الفتوحات اعلم أن السر الذى وقر فى صدر أبى بكر وفضل به على غيره هو القوة التى ظهرت فيه يوم موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكانت له كالمعجزة فى الدلالة على دعوى الرسالة فقوى حين ذهلت الجماعة ، لأنه لا يكون صاحب التقدم والإمامة إلا صاحيا غير سكران ، فكان رضى الله عنه هو الحقيق بالتقدم ولا يقدح فى كماله واستحقاقه الخلافة كراهة بعض الناس فإن ذلك مقام إلهى قال تعالى {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً} (الرعد 15) ، فإذا كان بعض الناس يسجد لمن بيده ملكوت السموات والأرض كرها لا طوعا فكيف بحال أبى بكر أو غيره فعلم أنه لابد من طائع وكاره ولو كان يدخل فى الأمر على كره لأجل شبهة تقوم عنده إذا كان ذا دين وكل الصحابة كذلك فتقديم بعضهم على بعض كما وقع به الترتيب فى خلافتهم لابد منه لكونه سبق ذلك فى حكم الله ، وأما من حيث قطعنا بتفضيل بعضهم على بعض فذلك مصروف إلى الله تعالى فهو العالم بمنازلهم عنده ولم يعلمنا سبحانه وتعالى بما فى نفسه من ذلك ، فالله تعالى يحفظنا من الفضول ومن مخالفة أهل السنة والجـماعة آمين.

وفى معظم - إن لم يكن - كل أوراد الطرق وفى الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم تجد الترضى على أبى بكر وعمر وعثمان وعلى عليه السلام كما فى حزب البحر الكبير للشيخ أبى الحسن الشاذلى ، وبقية الأئمة ونختم ذلك بما يترنم به الصوفية من شعر الإمام البوصيرى.
ثم الرضا عن أبى بكرٍ وعن عمرٍ
وعن على وعن عثمان ذى الكرمِ
والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهم
أهل التقى والنقا والحلم والكرمِ
اهـ
أفضل الخلق من غير الملائكة

الصوفية متفقة على أن خير الخلق من إنس وجن وملك هو النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن خير الخلق بعد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، الأنبياء الكبار ، وتعتقد الصوفية أن أفضل الخلق من البشر هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأفضلهم - كما ذكرنا فى جزئية الصحابة – أبو بكر فعمر فعثمان فعلى عليه السلام ، أما الشيعة فتعتقد أن الأئمة الاثنا عشرية أفضل من الأنبياء.
وفى الجزء الخاص عن بنى أمية الجدد تكلمنا عن مسألة التفضيل بين الصحابة، فراجعه هناك. ولنا فى كتاب " أدلة الصوفية فى المسائل الخلافية " ما يريح خاطرك فى مسألة التفضيل بين الصحابة.

نكتفى بالنقل فى الجزئية السابقة الخاصة بالصحابة

ونضيف عليها ما يزيل شبهة أن بعضا ممن يريد التشويش يقول أن الصوفية تدعى أن الولاية أعلى من النبوة ونسبوا ذلك إلى محى الدين بن العربى.

قال الشيخ محى الدين بن العربى فى الباب الرابع عشر من الفتوحات " اعلم أن الحق تعالى قصم ظهور الأولياء بانقطاع النبوة والرسالة بعد موت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك لفقدهم الوحى الربانى الذى هو قوت أرواحهم ولو أن أحدا من الأولياء كان فى مقام نبى فضلا عن كونه قد فضله ما قصم ظهره ، ولا احتاج إلى وحى على لسان غيره ، وإنما غاية لطف الله تعالى بالأولياء أنه أبقى عليهم وحى المبشرات فى المنامات ليستأنسوا برائحة الوحى ". اهـ

وقال أيضا فى الكلام على التشهد من الفتوحات " اعلم أن الله تعالى قد سد باب الرسالة عن كل مخلوق بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة ، وأنه لا مناسبة بيننا وبينه صلى الله عليه وآله وسلم لكونه فى مرتبة لا ينبغى أن تكون لنا " .اهـ

وقال فى شرحه لترجمان الأشواق " اعلم أن مقام النبى ممنوع لنا دخوله وغاية معرفتنا به من طريق الإرث النظر إليه كما ينظر من هو أسفل الجنة إلى من هو فى أعلى عليين وكما ينظر أهل الأرض إلى أهل كواكب السماء ، وقد بلغنا عن الشيخ أبى يزيد أنه فتح له مقام النبوة قدر خرم إبرة تجليا لا دخولا فكاد أن يحـترق ".أهـ

وقال فى الباب الثانى والستين وأربعمائة من الفتوحات " اعلم أنه لا ذوق لنا فى مقام النبوة لنتكلم عليه ، وإنما نتكلم على ذلك بقدر ما أعطينا من مقام الإرث فقط لأنه لا يصح لأحد منا دخول مقام النبوة وإنما نراه كالنجوم على الماء ". أهـ

وقال فى الباب السابع والستين وثلثمائة " لقد أعطيت من مقام العبودية التى اختص بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقدار الشعرة الواحدة من جلد الثور فما استطعت القيام به ". انتهى

قال الإمام الشعرانى فى اليواقيت والجواهر " قال تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ} (يوسف 108) الآية فقد بان لك أن الولاية لا تلحق النبوة أبدا ومن قال من العارفين أن مقام الولاية أكمل وأتم من مقام الرسالة فمراده كما قال الشيخ محيى الدين فى الفتوحات أن مقام ولاية النبى فى نفسه أتم وأكمل من مقام رسالته ، وذلك لشرف المتعلق ودوامه فإن الولاية يتعلق حكمها بالله تعالى ، ولها الدوام فى الدنيا والآخرة ، والرسالة يتعلق حكمها بالخلق وينقطع زوال زمن التكليف ، فليس مراد أحد من القوم بما قالوه نصب الخلاف بين مطلق الولاية ورسالة الأنبياء فإن هذا لايقوله إلا الجاهلون بالله تعالى الذين لم يقربوا من حضرته ولم يعرفوا أهلها وحاشا الأولياء من ذلك".اهـ

وقد أكد الشيخ العارف بالله الإمام الرفاعى الفرق بين النبوة والولاية بقوله : " أى سادة : عالم النبوة الأكبر الجامع لجميع العوالم والأنبياء عليهم الصلاة والسلام خلفاء الله فى الأرض على الحقيقة وأصحاب الهمم السماوية والقلوب العرشية والأسرار الربانية والانخلاع عن الأغيار بالكلية قادات الخلق إلى الحق بين مراتبهم البدائية ومراتب الصديقين النهائية ثلثماية ألف وثمانية وستون ألف مرتبة ليس للصديقين على مراتبهم من سبيل وبين مراتب النبيين ومرتبة سيد المخلوقين مراتب ودرجات فى مرتبة محبوبيته مراتب لا تعد ولا تحد ولا تمر آونة إلا وله مرتبة ترفع ودرجة تنصب ومقام يدنو من الله ، لا تحيط به الأسرار ولا تدرك كيفيته الأوهام والأفكار تتميما للنعمة وتكميلا لشرف المحبة ".

المهدى بين السنة والشيعة


المتعة

عند أهل السنة والجماعة - وطبقا لما عندهم من أدلة ثابتة ثبوت الشمس -كانت المتعة حلالا أثناء الحروب والسفر ثم حرمها النبى صلى الله عليه وآله وسلم.

والمتعة ببساطة هى نوع من أنواع الزواج لكن لمدة محددة ( يوم ، أسبوع ، شهر ) حسب التراضى بين الزوجين.

إذاً هى مجرد قضية فقهية وحكمها عندنا - نحن السنة - أنها كانت مباحة لحكمة إلهية وحرمها النبى صلى الله عليه وآله وسلم لحكمة إلهية ، ومن ذلك عدم ضياع الأنساب كما يحدث مثلا للبحارة الذين يتركون ديارهم ولا يرسون على الأرض إلا كل عدة أشهر، فقد يقتربون من امرأة وتحمل ولا يعلمون ولا يرون تلك المرأة مرة أخرى.

المهم أن الشيعة جعلوا زواج المتعة من الدين ، فقد نسبوا زوراً إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم " من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة " ونسبوا إليه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً " من تمتع مرة أمن سخط الجبار ، ومن تمتع مرتين حشر مع الأبرار ، ومن تمتع ثلاث مرات زاحمنى فى الجنان ".
وروى الصدوق عن الصادق قال : " إن المتعة دينى ودين آبائى ، فمن عمل بها عمل بديننا ، ومن أنكرها أنكر ديننا ، واعتقد بغير ديننا ".

وفى بعض أبواب الفقه عند الشيعة - وأنا حقيقة لا أفهم ذلك ولا ما معناه ومن شدته أظن أننى أفهم خطأ بالرغم من تأكيد كثير من السنة هذه المعلومة – وهى " إباحة التمتع بالمرأة المحصنة المتزوجة " .
بل إن هناك قضية أخطر وهى قضية تجويز علماء الشيعة إعارة الفروج ، ومعناها أنه إذا حل رجل ضيفاً عند أحد استعار منه زوجته حتى يرحل!!.

الجمع بين الظهر والعصر

الشيعة يصلون خمس صلوات فى ثلاث أوقات :

- صلاة الفجر .
- ثم الجمع بين الظهر والعصر هذا وقت .
- ثم يجمعون المغرب مع العشاء.

أدخل مسجد السيدة نفيسة أو السيدة زينب أو أى مسجد تجد الصلاة فى أوقاتها كما رغب فى ذلك النبى صلى الله عليه وآله وسلم .

أما الصوفية فيصلون الخمس صلوات فى خمس أوقات ، ويصلون جمعاً وقصراً فى السفر فقط كما فعل النبى صلى الله عليه وآله وسلم .

الصوفية يصلون المغرب عند أذان المغرب المعروف فى ديار المسلمين ، وكذلك إفطارهم فى رمضان ، بينما الشيعة لهم مواقيت تختلف عن بقية الأمة فى إفطارهم وصلواتهم ، ولا يصلون ويسجدون على ( شقفة ) من كربلاء كما تفعل الشيعة.

الشيعة حرموا الأرنب و الطحال ، والصوفية كبقية الأمة يأكلون الأرنب والطحال.
الشيعة لا يرون المسح على الخفين ، والصوفية يمسحون على الخفين كبقية الأمة.

الشيعة لا تقول "آمين" وراء الإمام فى الصلاة ويزعمون أن الصلاة تبطل به ، والصوفية تقول "آمين" كما هو مشاهد فى جميع المساجد.

الشيعة يخرجون من الصلاة بغير التسليم يمينا ويسارا ، والصوفية يختمون الصلاة بالتسليم يمينا ويسارا.

الصوفية لا تخرج على الحكام ، وتجاهد مع البر والفاجر كما فعل أبو الحسن الشاذلى فى دمياط بمصاحبة العز بن عبد السلام ، وكما فعل الخلفاء والسلاطين الأتراك العثمانيين والعثمانيين من المعروف أنهم متصوفة.

أما عند الشيعة فيحرم الجهاد حتى يخرج المهدى المنتظر !! ، عن عبد الله ابن سنان قال : قلت لأبى عبد الله : جعلت فداك ماتقول فى هؤلاء الذين ي***ون فى هذة الثغور ؟ ، قال : فقال " الويل يتعجلون ***ة فى الدنيا ، و***ة فى الآخرة , والله ما الشهداء إلا شيعتنا ولوا ماتوا على فرشهم ".!!!

الصوفية والمذهبية

جمهور الصوفية إما حنفية أو مالكية أو شافعية أو حنابلة ، وكان الإمام الجنيد على مذهب أبى ثور ، وكان الشيخ محيى الدين بن العربى ظاهريا ، قال الكلاباذى " قولهم فى المذاهب الشرعية : إنهم يأخذون لأنفسهم بالأحوط والأوثق فيما اختلف فيه الفقهاء ، وهم مع إجماع الفريقين فيما أمكن ، ويرون اختلاف الفقهاء صوابا ولا يعترض الواحد منهم على الآخر ، وكل مجتهد عندهم مصيب ، ولك من اعتقد مذهبا فى الشرع وصح ذلك عنده بما يصح مثله مما يدل عليه الكتاب والسنة وكان من أهل الاستنباط فهو مصيب باعتقاده ذلك ، ومن لم يكن من أهل الاجتهاد أخذ بقول من أفتاه ممن سبق إلى قلبه من الفقهاء إنه أعلم وقوله حجة له ، وأجمعوا على تعجيل الصلوات وهو الأفضل عندهم مع التيقن بالوقت ، ويرون تعجيل أداء جميع المفترضات عند وجوبها لا يرون التقصير والتأخير والتفريط فيها إلا لعذر ، ويرون تقصير الصلاه فى السفر ومن أدمن السفر منهم ولم يكن له مقر أتم الصلاة ، ورأوا الفطر فى السفر جائزا ويصومون " انظر : التعرف لمذهب أهل التصوف (1/84)..

أما الشيعة فعندهم المذاهب الأربعة هى نوع من أنواع التعدى على فقه الشيعة، ويسمون فقه أهل السنة بفقه العامة والعوام.
فى كيفية المناظرة مع الشيعة والرد عليهم

تأليف : مفتى الشافعية بمكة المكرمة

العلامة الفاضل السيد أحمد بن زينى دحلان


1817 – 1886م

لسيد أحمد بن زينى دحلان كان مفتى الشافعية بمكة زمن الأشراف ، وهو من أشد المناوئين للدعوة الوهابية ، وقد رد عليهم فى عدة كتب منها فتنة الوهابية , ورد عليه بعض الوهابية بكتاب اسمه فيه تجاوز لحدود الأدب " صيانة الإنسان من وسوسة الشيخ دحلان " ، وننقل تلخيص هذه الرسالة إسكاتا لمن يقول : لا يرد على الشيعة أحد يبغض والوهابية ( وقد قدمنا أسماء العلماء من الصوفية الذين ردوا على الشيعة بما لا يدع مجالا للشك ).

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.. أما بعد فهذه كلمات كنت سمعتها من شيخنا رحمه الله تعالى كان يذكرها ويكررها كثيراً فى مجالس متفرقة ويقرر كثيراً منها فى درسه نصحا للمسلمين وشفقة من أن يدخل عليهم بعض أهل الزيغ والبدع شيئاً من الشبهات المخلة بعقيدة أهل السنة والجماعة لا سيما أنه كان يرى كثيراً من أهل البدع يأتون إلى مكة بقصد الحج ويختلط بهم كثير من أهل السنة فيلقون إليهم بعض الشبهات التى يستندون إليها فى زيغهم وضلالهم فكان الشيخ رحمه الله يحذر الناس كثيراً من مخالطة أهل البدع ويقرر لكثير من طلبة العلم كثيراً من الدلائل التى يستدل بها أهل السنة ويعلمهم كيفية البحث والمناظرة مع أهل البدع بالطرق العقلية والنقلية.

ففى مدة إقامته بمكة ما كان أحد من المبتدعة يستطيع أن يظهر نفسه ولا أن يتكلم ظاهراً بشىء مما يضمره فى نفسه خوفا من الشيخ رحمه الله تعالى.. وكذلك الذين يخالفون المذاهب الأربعة ويدعون الاجتهاد كانوا يخافون منه غاية الخوف.. وكذلك طائفة الوهابية فكان رحمه الله تعالى حجة على جميع المخالفين.

فكان رحمه الله تعالى يقول فى كيفية مناظرة المخالفين لأهل السنة وإلزامهم الحجج العقلية والنقلية: لا يخفى على كل متناظرين فى فن من الفنون أنه لا بد لهما من أصل يرجعان إليه عند الاختلاف يكون متفقا عليه عندهم، فإذا كانت المناظرة مثلا بين حنفى وشافعى فى مسألة فقهية فإنهما يرجعان إلى الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس فمن أقام دليله منهما بواحد من هذه وعجز الآخر كانت الغلبة له، أعنى من أقام الدليل وأما إذا لم يكن لهما أصل يرجعان إليه عند الاختلاف يكون متفقا عليه عندهما بأن كان كل منهما يرجع إلى أصل لا يقول به الآخر فلا تمكن المناظرة بينهما.

فإذا كانت المناظرة بين سنى وغيره من المبتدعة من أى طائفة كانت فلا بد أن يتفقا قبل المناظرة على أصل يرجعان إليه عند الاختلاف، فإن كان المبتدع لا يقول بالعمل بكتب أهل السنة ولا بقول الأئمة الأربعة وغيرهم من المحدثين وغيرهم من أهل السنة فلا بد من أن السنى يجتهد باللطف وحسن السياسة حتى يلزمه أولا بالإلزامات العقلية التى تلجئه إلى الإقرار والاعتراف بأصل يكون مرجعا عند الاختلاف كالقرآن العزيز كأن يقول هل تؤمن بأن ما بين دفتى المصحف كلام الله المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر سورة منه؟

فإن أنكر ذلك أو شك فيه كفر فلا يحتاج إلى المناظرة معه بل تجرى عليه أحكام الكافرين وكذا إن أعتقد فى القرآن تغييراً وتبديلا لأنه مكذب لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (الحجر 9) وإذا أقر واعترف.. وقال أؤمن بأن ما بين دفتى المصحف كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته بأقصر سورة منه يتلو عليه أو يكتب له فى ورقة بعض الآيات التى أنزلها الله تعالى ثناء على الصحابة عليه السلام كقوله تعالى فى سورة الأنفال {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } وقوله تعالى فى سورة التوبة : " لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{88} أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{89} " (التوبة 88-89) وكقوله تعالى فى سورة التوبة أيضاً : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة 100) وكقوله تعالى فى سورة الفتح : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } (الفتح 18) وكقوله تعالى فى سورة الفتح أيضاً {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } (الفتح 29) وكقوله تعالى فى سورة الحديد { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } (الحديد 10) مع قوله تعالى فى سورة الأنبياء {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } (الأنبياء 101) ويتلو عليه أيضاً قوله تعالى فى سورة الحشر {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (الحشر 8) .

ثم بعد تلاوة هذه الآيات أو كتابتها فى صحيفة يقول له السني: هذه الآيات من القرآن العزيز أنزلها الله تعالى مثنيا بها على أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وشاهداً لهم بأنهم صادقون ومخبراً بأن لهم الجنة وقد أقررت بأنها آيات الله فيلزمك ترك الطعن عليهم والقدح فيهم لأنك إن فعلت كنت مكذبا بما تضمنته هذه الآيات وتكذيب آيات الله كفر فما تقوله فى ذلك؟

فإن قال إن هذه الآيات لا تشملهم.. قلنا يدفع ذلك قوله تعالى { وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } (الحديد 10) وعلى فرض إرخاء العنان وتسليم أنها لا تشملهم يسئل عمن نزلت فيهم فإن النبى صلى الله عليه وسلم بعثه الله فدعا الناس إلى الله تعالى ومكث فيهم ثلاثا وعشرين سنة ينزل عليه القرآن ويتلوه عليهم ويعلمهم الأحكام والشرائع فآمن به خلق كثير.. ولما توفاه الله تعالى كان عددهم نحو مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا وأنزل فيهم الآيات فيها مدحهم والثناء عليهم وشهد لهم بأنهم صادقون وأن لهم الجنة ، وكذلك جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تشهد لهم بمثل ذلك ، بعض تلك الأحاديث عامة وبعضها خاصة بناس مذكورين فيها أسماؤهم فهل هذه الآيات عامة لهم جميعا أو خاصة ببعضهم ؟ فإن قلت إنها خاصة ببعضهم فمن ذلك البعض؟ هل هو معلوم أو مجهول ؟ وهل هو كثير أو قليل ؟ وهل منهم الخلفاء الأربعة وبقية العشرة والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار كأهل بدر وأحد وبيعة الرضوان أم لا؟ ، فإن قال إنها عامة للجميع وجب عليه أن يعتقد نزاهتهم عما يعتقده فيهم ويؤول كل ما وقع بينهم من الاختلاف ويحمله على الاجتهاد وطلب الحق وأن المصيب منهم له أجران والمخطئ له أجر واحد كما جاء ذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم وأن يعتقد أنهم لا يجتمعون على ضلال كما ثبت ذلك أيضاً عن النبى صلى الله عليه وسلم فإن لم يفعل ذلك كله كان مكذبا بالآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم والشهادة لهم بالصدق والإخبار بأن لهم الجنة ، وإن قال إن تلك الآيات والأحاديث فى بعض منهم والسابقون فسقه أو مرتدون.. يسأل عن هذا البعض الذين نزلت فيهم تلك الآيات هل هم معروفون معينون بأسمائهم وألقابهم أم لا.. وهل هم كثيرون أم قليلون.. وهل منهم الخلفاء الأربعة وبقية العشرة وأهل بدر وأحد وبيعة الرضوان أم لا.. فإن قال إنهم كثيرون وأن هؤلاء المذكورين داخلون فيهم لزمه أيضاً أن يعتقد نزاهتهم إلى آخر ما تقدم وإلا كان مكذبا بالآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم ، وإن قال إنهم قليلون خمسة أو ستة كما اشتهر عند الرافضة.. يسأل فيقال له ما فعل الباقون.. فإن قال إنهم ارتدوا أو فسقوا بعد النبى صلى الله عليه وسلم .. فقل له إن الله تعالى قال فى حق هذه الأمة {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } (آل عمران 110) فكيف يقول عاقل بأنهم خير أمة أخرجت للناس وقد مكث فيهم نبيهم ثلاثا وعشرين سنة يتلو عليهم القرآن ويعلمهم الأحكام.. ثم يرتدون بعد وفاته وهم نحو مائة ألف وأربعة وعشرين ألفاً ولم يبق منهم على الإسلام إلا خمسة أو ستة فإن ذلك يقتضى أنهم أخبث أمة أخرجت للناس لا أنهم خير أمة أخرجت للناس وقد أثنى الله عليهم فى كتابه وكذا نبيه صلى الله عليه وسلم فى أحاديث كثيرة عموما وخصوصا وسمى كثيراً منهم بأسمائهم وحذر الأمة من سبهم وتنقيصهم وبغضهم فيكون ذلك كله كذباً منه صلى الله عليه وسلم وحاشاه من ذلك فإنه معصوم من الكذب وسائر المحرمات والمكروهات.

فالحكم بارتدادهم أو فسقهم إلا نحو خمسة أو ستة منهم تكذيب لقول الله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } (آل عمران 110) وتكذيب لثناء النبى صلى الله عليه وسلم عليهم مع قوله صلى الله عليه وسلم " خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".. فإن صمم على اعتقاده ولم ينقد لهذا الإلزام فلا تجرى معه مناظرة، بل لا ينبغى أن يخاطب لأنه غير عاقل بل غير مسلم.
ويجب على كل حاكم عادل أن ينتقم منه بما يقدر عليه من الإهانة ولو بال*** فإن الذى يعتقد ارتداد أصحاب النبى إلى نحو خمسة أو ستة يستحق ال*** لأن ذلك يستلزم إبطاله للشريعة فإنها إنما نقلها إلينا عن النبى أصحابه وكذلك القرآن إنما وصل إلينا من طريقهم ويلزمه تكذيب الآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم. وإذا لم يستحق مثل هذا ال*** فمن الذى يستحقه؟! ، وأما إذا اعترف بأن الآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم حق وأنها فيهم جميعاً أو فى الأكثر منهم وأن منهم الخلفاء الأربعة وبقية العشرة وأهل بدر وأحد وبيعة الرضوان فيجب عليه حينئذ أن يعتقد نزاهتهم عن كل ما يقدح فيهم.. ثم يصير البحث والمناظرة معه فى بيان التفاضل بينهم واستحقاق الخلافة.. ولا بد أيضاً قبل المناظرة أن يمهد بين المتناظرين أصل آخر يكون المرجع إليه عند الاختلاف كالكتاب والسنة الصحيحة والإجماع والقياس.

والمراد بالسنة الصحيحة ما صححه أئمة الحديث الثقات المشهورون بين الأمة فى مشارق الأرض ومغاربها المشهود لهم بالعلم والمعرفة والإتقان الذين أفنوا أعمارهم فى تحصيل الحديث وتدوينه ورحلوا فى تحصيله إلى مشارق الأرض ومغاربها وعرفوا الصحيح من الضعيف والموضوع وعرفوا الرواة وميزوا الثقة الذى تقبل الرواية عنه من غيره وكل ذلك موضح مبسوط فى كتب التواريخ والسير وطبقات العلماء ، بل ألفوا كتبا خاصة فى أسماء الرجال طبقة بعد طبقة ، وذكروا فيها صفاتهم وتواريخ ولاداتهم ووفاتهم وتفاوت درجاتهم فى العلم ومن يقبل منهم ومن لا يقبل. كل ذلك لله الحمد موضح مبين بغاية التوضيح والبيان. فإذا صارت المناظرة والاستدلال من أحد المتناظرين لا يقبل شئ من الروايات ولا من الرواة إلا من حكم الأئمة العارفون بقوله ولا تقبل رواية المجهول ولا من حكموا عليه بالضعف وعدم القول ولا يقبل فى الجرح والتعديل إلا قول الأئمة العارفين. وأما غيرهم ممن لا معرفة له بالحديث أو لم يذكره أحد من أئمة الحديث ولم يترجموا له فى رجال الحديث ولم يبينوا أوصافه فإنه لا يقبل قوله ولا روايته ولا تصحيحه ولا تضعيفه ولا جرحه ولا تعديله فإذا حصل الاشتباه فى أحد تراجع كتب الأئمة فإن وجد مذكورا فيها بالعدالة والمعرفة والضبط قبلت روايته بعد تصحيح إسنادها إليه وإن وصف بعدم ذلك لم تقبل روايته وكذا لو لم يذكروه أصلا فإنه لا تقبل روايته ولا تصحيحه ولا تضعيفه ولا جرحه ولا تعديله. فإذا اتفق المتناظران على هذا الأصل أيضاً أمكنت المناظرة بينهما حينئذ بإيراد ما يورده كل منهما وإقامة الدليل عليه من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس، وإسناد ذلك إلى الثقات من الأئمة وإلى كتبهم المشهورة.. فإن لم يتفقا على هذا الأصل لا تمكن المناظرة بينهما. وإذا حصلت المناظرة بينهما فليكن السنى حريصا على إقامة البرهان والحجة على خصمه أولا بالآيات القرآنية التى تلزم خصمه الاعتراف بنزاهة الصحابة عما يقدح فيهم وفى عدالتهم.. ثم بالأحاديث النبوية الدالة على ذلك أيضاً ولا يذكر له شيئاً من الأحاديث إلا بعد إلزامه بما تضمنته الآيات القرآنية ، فإن البحث مع المبتدعة فى الأحاديث قبل إلزامهم بما تضمنته الآيات لا ينتج بفائدة.. وكذلك البحث معهم قبل تقرير المرجع عند الاختلاف على الوجه المذكور آنفا لا ينتج بفائدة لأن أدلتهم التى يستدلون بها على مطالبهم كلها تمويهات لا محصول لها عند التحقيق ولهم أكاذيب واختلاقات ينسبونها إلى سيدنا على رضى الله عنه وإلى أهل البيت لا يثبت شئ منها عند التحقيق.

وأما أهل السنة فعندهم أدلة كثيرة على معتقدهم منسوبة إلى الأئمة الثقات وكثير منها منسوبة بالأسانيد الصحيحة إلى سيدنا علىّ رضى الله عنه وعلماء أهل البيت لا يمكنهم الطعن فى شيء منها. وأما شبهات المبتدعة واستناداتهم التى يستندون إليها قلا يقبلها منهم إلى جاهل غير مطلع على كتب الأئمة الذين يكون المرجع إليهم عند الاختلاف.. وأما العالم بالمعرفة والإطلاع فإنه يزيف لهم كل دليل يستندون إليه مخالفا لمذهب أهل السنة ويقيم لهم على ذلك الحجج الواضحة والبراهين الفاضحة. فالعاقل لا يتعب نفسه معهم فى المناظرة قبل تمهيد الأمر على الوجه الذى ذكرناه.. ولا بد أن يقرر لخصمه أنه إذا حصل اختلاف فى معانى بعض الآيات والأحاديث يكون المرجع فى تفسير ذلك وبيانه تفاسير الأئمة المشهورين بالعلم المعرفة والإتقان وشروح الأحاديث المنسوبة أيضاً للأئمة المشهورين بالعلم والمعرفة والإتقان ولا يفسر شيئاً من الآيات والأحاديث بالرأى قبل معرفة كلام الأئمة المذكورين، فإن الأخذ بظواهر الآيات والأحاديث قبل عرضها على كلام الأئمة أصل من أصول الكفر كما صرح بذلك كثير من الأئمة منهم الإمام السنوسى فى شرحه على (أم البراهين) فلا يجوز تفسير شئ من الآيات والأحاديث بالرأى ولا حملها على معان لم ينص عليها الأئمة المعتبرون.

ولنذكر شيئاً من الأمثلة التى تعارضت فيها الأحاديث وأجاب الأئمة عن تعارضها وحملوا كلا منها على معنى صحيح.. فمن ذلك قوله (على سيد العرب) إن أخذ بظاهره وحمل على عمومه فربما يستدل به المخالف على أفضلية على على أبى بكر رضى الله عنهما أو على استحقاقه الخلافة قبله مع أن ذلك معارض بالأدلة الكثيرة التى هى أصح وأقوى فى الدلالة على أفضلية أبى بكر واستحقاقه التقدم فى الخلافة فإنه قد صحت أحاديث كثيرة على أن أبا بكر رضى الله عنه أفضل الخلائق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأنه أحق بالخلافة وكل ذلك مبسوط فى كتب أئمة أهل السنة فحينئذ لا يجوز حمل قوله صلى الله عليه وسلم (على سيد العرب) على عمومه لكل شئ حتى يعارض ذلك فحمله الأئمة على أن هذه السيادة فى شئىء مخصوص كالنسب مثلا والاتصال بالنبى صلى الله عليه وسلم فجمعوا بين النصوص بهذا الحمل ليندفع التعارض. ومن ذلك أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم "سدوا كل خوخة فى المسجد إلا خوخة أبى بكر" رضى الله عنه . قال الأئمة من أهل السنة إن فى ذلك إشارة إلى أنه الخليفة بعده فأمر صلى الله عليه وسلم بإبقاء خوخة داره غير مسدودة حتى يسهل عليه الدخول للمسجد ليصلى بالناس لأن الخليفة هو الذى يصلى بالناس وكل أمير كان يؤمره صلى الله عليه وسلم على جماعة كان يأمره بالصلاة بهم. قالوا ولا يعارض هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم "سدوا كل باب فى المسجد إلا باب عليّ " رضى الله عنه لأن الحديث الأول أصح إسناداً وشرط التعارض التساوى ولأنه قاله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى توفى فيه حين قال "مروا أبا بكر فليصل بالناس" وأما حديث علىّ رضى الله عنه فقد قاله النبى صلى الله عليه وسلم قبل ذلك ، ولأن بيت على كان ملاصقا لحجرة النبى صلى الله عليه وسلم وليس له طريق إلى المسجد إلا بفتح باب من بيته إلى المسجد. وأما أبو بكر رضى الله عنه فإنه كان له طريق إلى المسجد من غير احتياج إلى فتح الخوخة وإنما أمر بفتح الخوخة ليسهل تردده إلى المسجد ليصلى بالناس فلا تحصل له مشقة بسلوك طريق آخر.

وهناك أمثلة كثيرة يطول الكلام بذكرها ولو كان الأخذ بظواهر القرآن جائز من غير عرضه على كلام الأئمة لأشكل كثير من الآيات.. من ذلك قوله تعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (القصص 56) مع قوله تعالى { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } (الشورى 52) فبينهما بحسب الظاهر تعارض يندفع بما قرره الأئمة فى ذلك.. قالوا إن معنى قوله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (القصص 56) إنك لا تخلق الهداية فى قلوبهم لأن الخالق لذلك هو الله تعالى.. وأمثال ذلك فى القرآن كثير فليس لنا أن نعدل عن كلام الأئمة ونأخذ ذلك بالرأى فمن فعل ذلك كان من الضالين الهالكين. ولا تجتمع الأمة على ضلال لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تجتمع أمتى على ضلال) واستند الإمام الشافعى لكون الإجماع حجة من قوله تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } (النساء 115) والمراد من الإجماع الذى يكون حجة هو إجماع أهل السنة والجماعة ولا عبرة بغيرهم من المبتدعة والفرق الضالة، فإن أهل السنة والجماعة هى الفرقة الجارية على ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بأن الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقه كلها فى النار إلا واحدة وهى التى تكون على ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

وإذا نظرت تجد أهل السنة هم الذين قاموا بنصرة الشريعة ودونوها وألفوا الكتب فى إيضاحها وبيانها وتحقيقها من كتب التفسير والحديث والفقه والنحو وغير ذلك من العلوم المنقولة والمعقولة أما غيرهم فليس لهم شئ من ذلك وأن وجد لهم شيء من التأليف فعلى سبيل الندرة وملؤوا كتبهم بأكاذيب وقبائح تقتضى إبطال الشريعة ورفضها والطعن على ناقليها من الصحابة وغيرهم وقد قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بالسواد الأعظم فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية). والسواد الأعظم هم الجماعة الكثيرة وهم أهل السنة والجماعة فإياك أن تفارقهم فتكون من الهالكين.
وينبغى أن يتنبه المناظر من أهل السنة لغيره من أهل البدعة لأشياء هى أهم من غيرها فستحضرها حال المناظرة ليلزم الخصم بها.. منها أن إنكار صحبة أبى بكر كفر لأنها مذكورة فى القرآن فى قوله تعالى { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } (التوبة 40) فأجمعت الأمة أن المراد بالصاحب فى الآية أبو بكر رضى الله عنه. وكذا إنكار براءة عائشة رضى الله عنها كفر لأن الله أنزل عشر آيات فى سورة النور فى براءتها فمن أنكر براءتها فهو كافر ولا يجوز التعرض لها بشيء يقتضى النقص بل يجب محبتها والترضى عنها لأن النبى صلى الله عليه وسلم أثنى عليها وقال (خذوا شطر دينكم عنها) وأخبر أن الله زوجه إياها وأنها زوجته فى الدنيا والآخرة. كل ذلك ثبت بالأحاديث الصحيحة التى لا يمكن الطعن فيها، فالتعرض لها تكذيب بأحاديث النبى 1.

ومن تأمل الآيات التى نزلت فى براءتها وعرف معناها علم أنها صديقة بنت صديق وأن لها قدراً عظيما عند الله تعالى. قال الله تعالى فى بعض الآيات التى نزلت فى براءتها { وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (النور 26) وقال تعالى تهديداً للقاذفين " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{23} يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{24} يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{25} " (النور 23-25)

قال كثير من المفسرين منهم الزمخشرى: من تصفح القرآن وتتبعه لم يجد فيه آية فيها تهديد مثل هذا التهديد ولا تخويف مثل هذا التخويف وذلك دليل على رفعة قدر عائشة رضى الله عنها عند الله تعالى ، وتعظيم شأنها وتعظيمها تعظيما للنبى 1. واعلم أن أدلة تفضيل الخلفاء الأربعة عليه السلام على حسب ترتيبهم فى الخلافة الذى هو مذهب أهل السنة كثيرة وهى صحيحة متواترة وثابتة عن على رضى الله عنه وأكابر علماء أهل البيت ونقل ذلك عن على رضى الله عنه الجم الغفير من أصحابه وقالوا إنه كان يخطب فى زمن خلافته على منبر الكوفة ويقول (إن افضل الخلق بعد النبى صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر) وكل ذلك مبسوط فى كتب الأئمة ، وإنكاره محض عناد ومكابرة فإذا أراد المناظر المخالف بيان ذلك يوضح السنى له ذلك مما هو مذكور فى كتب الأئمة.

وأما أحقية تقديم أبى بكر رضى الله عنه فى الخلافة فكذلك لأهل السنة فى ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة بعضها صريح وبعضها بالإشارة وقد ثبت عن على رضى الله عنه الاعتراف بأحقية خلافة أبى بكر وعمر وعثمان عليه السلام ، ونقل ذلك عن الجم الغفير من أصحابه حتى صار ذلك متواتراً فإنكاره محض عناد ومكابرة فإذا أراد المخالف بيان ذلك يوضح له السنى ذلك مما هو مذكور فى كتب الأئمة.
ولا بد للسنى أن يقيم الحجة والبرهان على المخالف فى إبطال التقية التى ينسبونها لعلى رضى الله عنه وهو برئ منها لأن نسبة التقية إليه يستلزم الذل والجبن له حاشاه الله من ذلك بل يستلزم نسبة ذلك لجميع بنى هاشم حاشاهم من ذلك فإن عليا رضى الله عنه كان فى قوة ومنعة بهم لو أراد الخلافة زمن الخلفاء الثلاثة قبله أو كان عنده نص أو رأى أنه أحق منهم بها لنازعهم فيها ولوجد من يقوم معه ونصره فى ذلك ولكنه عرف الحق فى ذلك وانقاد له كما جاء التصريح عنه بذلك فى أحاديث كثيرة بأسانيد صحيحة ولم يترك ذلك تقية كما يقولون ، ولو كان عنده نص لأظهره ولم يكتمه ولما انقضت خلافتهم وجاء الحق ونازعه من ليس مثله حاربه وقاتله، ولم يترك ذلك تقية فنسبة التقية إليه فيها تحقير وإذلال له أعاذه الله من ذلك ولو صحت نسبة التقية له لم يوثق بشيء من كلامه فإن كل شيء يقوله أو يفعله يحتمل حينئذ أن يكون تقية حاشاه الله من ذلك.

ثم إن الرافضة قبحهم الله تجرؤا على النبى صلى الله عليه وسلم ونسبوا التقية أيضا إليه فإنهم لما أقيمت عليهم الحجج الواضحة فى أحقية خلافة أبى بكر رضى الله عنه التى منها حديث (مروا أبا بكر فليصل بالناس) وكان معلوما علما ضروريا عند الصحابة عليه السلام أن الأمير هو الذى يصلى بالناس ففهموا من ذلك أنه الخليفة بعده وكان ذلك الحديث مستفاضاً متواتراً لا يمكن إنكاره ومروى عن كثير من الصحابة منهم علىّ رضى الله عنه من طرق كثيرة صحيحة.. قالوا إنما قال النبى صلى الله عليه وسلم ذلك تقية. قاتلهم الله أنى يؤفكون مع أن لأهل السنة أدلة كثيرة على تقديم أبى بكر رضى الله عنه فى الخلافة ولو فرض أنه لم يوجد دليل إلا حديث الأمر له بالصلاة بالناس لكان كافيا، كيف وقد انضم إلى ذلك إجماع الصحابة على صحة خلافته ولا تجتمع الأمة على ضلال كما جاء ذلك عن النبى 1.

وصح عن على رضى الله عنه التصريح بأنهم دخلوا فى بيعة أبى بكر رضى الله عنه ولم يتخلف منهم أحد. فالقول بعدم صحة خلافته يستلزم تخطئة جميع الصحابة عليه السلام وإجماع الأمة على ضلال وحاشاهم من ذلك. ويستلزم أيضاً تكذيب النبى صلى الله عليه وسلم فى أحاديث كثيرة وفى أن أمته لا تجتمع على ضلال ، ويستلزم أيضاً تكذيب القرآن فى شهادته لهم بالصدق فى قوله { أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (الحجرات 15) وفى إخباره باستحقاقهم الجنة إلى غير ذلك من المحذورات التى لزمت هؤلاء الضالين. ويستلزم أيضاً إبطال الشريعة لأنها إنما وصلت إلى الأمة بطريق الصحابة عليه السلام بل يلزمهم أيضاً التشكك فى صحة القرآن لأنه إنما وصل إلينا من طريقهم عليه السلام. والحاصل أن مذاهب المبتدعة كلها خيالات وضلال.. قال ابن الأثير فى تاريخه (الكامل) عند ذكره دولة العبيديين أن المبتدعة إنما قصدوا بالطعن فى الصحابة الطعن فى الشريعة لأنها وصلت إلينا من طريقهم. انتهى.

وأما مذهب أهل السنة والجماعة فهو المذهب الحق الذى كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلا إفراط فيها ولا تفريط ولا قدح فى أحد الصحابة ولا تكذيب لشيء من القرآن والسنة فهو بالنسبة لمذهب المبتدعة خرج من بين فرث ودم لبنا خالصاً سائغاً للشاربين.. ومن كان من أهل العلم والمعرفة ونظر فى أدلة أهل السنة وأدلة غيرهم عرف حقيقة ذلك إن نور الله قلبه وأزال انطماس بصيرته. ومن نظر فى كتب الحديث وتأمل فى سيرته صلى الله عليه وسلم من حين بعثه الله تعالى إلى أن توفاه علم منزلة الشيخين عنده وإنهما كانا عنده فى أعظم المنازل لأنه كان يقربهما ويدنيهما ويستشيرهما وكانا يقضيان ويفتيان بحضرته ويراجعانه فى بعض الأمور وربما إنه أراد أن يفعل بعض الأشياء أو يأمر بها فيريان أو أحدهما خلاف ذلك فيراجعان النبى صلى الله عليه وسلم وقد يكرران عليه المراجعة فيرجع إلى قولهما أو قول أحدهما ولو كان ذلك غير حق لما رجع إليه ووافق عليه وإلا كان فاعلا خطأ أو مقراً عليه وهو معصوم من ذلك.
والرافضة قبحهم الله إذا أقيمت عليهم الحجة بمثل ذلك يقولون إنما كان يوافقهما أو يوافق أحدهما تقية .قاتلهم الله أنى يؤفكون. فإن القول بالتقية يستلزم أن لا يوثق بشيء من أقواله أو أفعاله صلى الله عليه وسلم إذ أن ذاك كله على قولهم يحتمل التقية فيلزمهم إبطال الشريعة والأحكام ولا يقال إن مراجعة الشيخين أو أحدهما للنبى صلى الله عليه وسلم فى بعض الأشياء سوء أدب أو مخالفة لأمره لأنهما علما رضاه بذلك وسروره به ورغبته فيه وما ذلك إلا لعظم منزلتهما عنده. ونزل كثير من آيات القرآن موافقا لرأى عمر رضى الله عنه وعاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم فى مخالفته رأى عمر فى قصة أسرى بدر كما هو مبسوط فى كتب الأئمة.. ولما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم كان أعظم قائم بنصرته أبو بكر رضى الله عنه فكان يعينه على تبليغ رسالة ربه ويدعو الناس إلى الدخول فى دينه ويدفع عنه من يتعرض له. وناله من قريش أذى كثير كما هو مبين فى كتب السير. وكذلك عمر رضى الله عنه كان من أعظم القائمين بنصرته بعد إسلامه فى السنة السادسة من البعثة فكان من أعظم الناس شدة على كفار قريش وإن كان قبل إسلامه شديداً على المسلمين لكنه بعد أن أسلم كان من أشد الناس على الكفار حتى أنزل الله تعالى عند إسلامه {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (الأنفال 64) ، أى يكفيك من حصل إسلامهم فلا تبال بتأخر غيرهم. وكون نزولها عند إسلامه دليل على مزيد فضله حتى كأنه هو المقصود من الآية وحده.. وكان ابن مسعود رضى الله عنه يقول مازلنا أعزة منذ أسلم عمر.

وكان على رضى الله عنه عند النبى صلى الله عليه وسلم صغيراً فى أول بعثة النبى صلى الله عليه وسلم وإن كان رضى الله عنه بعد أن كبر كانت منه النصرة المأثورة والمواقف المشهورة لكنهما كانا مميزان عنه بالنصرة الحاصلة فى بدء الإسلام حين اشتدت وطأة قريش على المسلمين وكذا بقية العشرة السابقين للإسلام ولو كان ملك من ملوك الدين أعانه بعض الناس على تأسيس ملكه ونصرته على أعدائه حتى ظهر أمره وتم مراده لكان يحبه ويفضله على كثير من أقاربه، فما بالك بهؤلاء السابقين بالإسلام الذين قاموا بنصرة النبى صلى الله عليه وسلم حتى أظهر الله دينه على الدين كله.

والرافضة قبحهم الله نظروا إلى القرابة وغفلوا عن هذه الأشياء وأهملوا قول على رضى الله عنه (لا يجتمع حبى وبغض أبى بكر وعمر فى قلب مؤمن) وأهملوا الآيات والأحاديث التى جاءت فى فضل الشيخين وغيرهم من الصحابة فأدّاهم الأمر إلى إبطال الشريعة التى وصلت إلينا من طريقهم. وأما أهل السنة والجماعة فإنهم لم يضيعوا حق القرابة ، ويعترفون بفضلها ولا يضيعون حقوق الصحبة والمؤازرة والنصرة للصحابة فيعطون كل ذى حق حقه ، ولما ثبتت عندهم الآيات والأحاديث الواردة فى الثناء على الصحابة عليه السلام أولوا جميع ما وقع بين الصحابة من الاختلاف وحملوه على الاجتهاد وطلب الحق وحملوه على أحسن المحامل وسلكوا به أحسن المسالك لأنهم لو طعنوا فى أحد منهم كان ذلك تكذيباً للآيات والأحاديث الواردة فى الثناء عليهم ورفضا للشريعة التى جاءت إلينا من طريقهم فحكموا بعدالتهم كلهم وقبلوا كل ما جاء مرويا عنهم من الآيات والأحاديث.

ولا عبرة بما ينقل من الأكاذيب والحكايات التى ينقلها المبتدعة وكذبة المؤرخين فإنها كلها من اختلاقات الفرق الضالة يريدون بها توغير صدور المؤمنين على الصحابة عليه السلام. فلا يلتفت إلى ذلك لأنه يؤدى إلى تكذيب الآيات والأحاديث الواردة فى الثناء عليهم، ولا نقبل إلا ما صح بالأسانيد الصحيحة التى رواها ثقات الأئمة ومع ذلك نؤولها ونطلب لها أحسن المحامل ونحملها على الاجتهاد الذى يؤجر المصيب فيه أجران والمخطئ أجر واحد. ثم يجب عند اعتقاد التفاضل على الوجه الثابت عند أهل السنة أن لا يعتقد نقص فى المفضول بالنسبة للفاضل ولا يلاحظ ذلك قط بل يعتقد التفاضل مع اعتقاد أن الكل بلغ غاية الكمال والفضل لأنهم باجتماعهم بالنبى صلى الله عليه وسلم ونصرته أشرقت عليهم أنواره حتى فضلوا على كل من يأتى بعدهم وموقف ساعة لواحد منهم مع النبى صلى الله عليه وسلم خير من الدنيا وما فيها وذلك ثابت حتى لمن اجتمع به لحظة ولو كان طفلا غير مميز.

وليحذر المؤمن من اعتقاد نقص لأحد منهم أو التعرض لشيء من السب الذى ارتكبه كثير من المبتدعة لأن ذلك يوجب لعنة فاعله لقوله صلى الله عليه وسلم فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين مع أن المرتكبين لذلك يعترفون بان السب ليس مأموراً به لا على الوجوب ولا على الندب ولو تركوه لم يسألهم الله عن تركه ولو كان السب طاعة مأموراً بها لأمر الله بسب إبليس الذى هو أشقى الخلق وسب فرعون وهامان وقارون وغيرهم من الكفرة فلو لم يلعن الإنسان فى عمره قط أحداً منهم لا يعاقبه الله ولا يسأله عن ترك السب فكيف هؤلاء المبتدعة يرتكبون لعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نصروه وبلغوا شريعته لأمته.

يروى أن سيدنا عليا عليه السلام تناظر مع بعض من ينكر البعث.. فقال له سيدنا على رضى الله عنه إن صح ما تقول أنت يعنى من عدم البعث نجوت أنا وأنت وإن صح ما أقول أنا من البعث نجوت أنا ولم تنج أنت فأنا، ناج على كل حال وأنت على النظر فلم يقدر ذلك الناظر على جوابه. فلذلك يقال للمبتدع المتعرض لسب الصحابة المجيز له بالنسبة للمانعين وهم أهل السنة إن صح ما يقول المبتدع من الجواز نجونا نحن وهم لأنهم يسلمون أن تارك السب لا يسئل عن ذلك ولا يعاقب وإن صح ما يقول أهل السنة من المنع نجا أهل السنة وهلك أهل البدعة، فأهل السنة ناجون على كل حال وأهل البدعة على خطر.. وهذا كله على سبيل الفرض وإرخاء العنان فى الجدل وإلا فهم الهالكون قطعاً لتعرضهم لسب أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم. ولو سئل اليهود وقيل لهم من خير الناس عندكم.. لقالوا أصحاب موسى عليه الصلاة والسلام.. ولو سئل النصارى وقيل لهم من خير الناس عندكم.. لقالوا أصحاب عيسى عليه الصلاة والسلام.. ولو سئلت الفرقة التى تبغض الصحابة من شر الناس لقالوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم !! "

انتهى التلخيص
رسالة فى حكم الروافض لابن كمال باشا


قال مفتى الخلافة العثمانية ابن كمال باشا (837–940 هـ):

" الحمد لله العلى العظيم القوى الكريم والصلاة على محمد الهادى إلى صراط مستقيم وعلى آله الذين اتبعوه فى الدين القويم . وبعد :

قد تواترت الأخبار والآثار فى بلاد المؤمنين أن طائفة من الشيعة قد غلبوا على بلاد كثيرة من بلاد السنيين حتى أظهروا مذاهبهم الباطلة ، فأظهروا سبَّ الإمام أبى بكر والإمام عمر والإمام عثمان رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . ( فإنهم كانوا ينكرون خلافة هؤلاء الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين ) وكانوا يستحقرون الشريعة وأهلها ويسبون المجتهدين زعما منهم أن سلوك مذاهب هؤلاء المجتهدين لا يخلو عن مشقة بخلاف سلوك طريق رأسهم ورئيسهم الذى سموه بشاه إسماعيل ، فإنهم يزعمون أن سلوك طريقه فى غاية السهولة ونهاية المنفعة ويزعمون أن ما أحله شاه فهو حلال وما حرمه فهو حرام وقد أحل شاه الخمر فيكون الخمر حلالا. وبالجملة أن أنواع كفرهم المنقولة إلينا بتواتر مما لا يُعَدْ ولا يحصى . فنحن لا نشك فى كفرهم وارتدادهم ، وإن دارهم دار حرب ( وإن نكاح ذكورهم وإناثهم باطل باتفاق ؛ فكل واحد من أولادهم يصير ولد الزنا لا محالة ) وما ***ه واحد منهم يصير ميتة ، وإن من لبس قلونسوتهم الحمراء المخصوصة بهم من غير ضرورة كان خوف الكفر عليه غالبا ؛ فإن فى ذلك من أمارات الكفر والإلحاد ظاهرا . ثم إن أحكامهم كانت من أحكام المرتدين حتى إنهم لو غلبوا على مدائنهم صارت هى دار الحرب فيحل للمسلمين أموالهم ونساؤهم وأولادهم . وأما رجالهم : فواجب ***هم إلا إذا أسلموا ، فحينئذ يكونون أحرارا كسائر أحرار المسلمين بخلاف من أظهر كونه زنديقا فإنه يجب ***ه البتة ولو ترك واحد من الناس دار الإسلام واختار دينه الباطل فلحق بدارهم ؛ فللقاضى أن يحكم بموته ويقسم ماله بين الورثة ، وينكح زوجته لزوج آخر . ويجب أن يعلم أيضا أن ( الجهاد عليهم ) كان فرض عين على جميه أهل الإسلام الذين كانوا قادرين على قتالهم . وسننقل من المسائل الشرعية ما يصحح الأحكام التى ذكرنا آنفا . فنقول وبالله التوفيق. قد ذكر فى البزازية ، أن من أنكر خلافة أبى بكر رضى الله عنه هو كافر فى الصحيح ، وأن من أنكر خلافة عمر رضى الله عنه فهو كافر فى الأصح. ويجب إكفار الخوارج بإكفارهم عثمان رضى الله عنه.

وذكر فى التتارخانية: أن من أنكر خلافة أبى بكر فالصحيح أنه كافر , وكذلك خلافة عمر رضى الله عنه وهو أصح الأقوال. وكذا سب الشيخين كفر. ولو قال: إنى برىء من (مذهب أبى حنيفة رضى الله عنه , أو قال : أنا برئ من مذهب) الشافعى يكفر ومن استحل حراما علم حرمته فى دين الإسلام كشرب الخمرفهو كافر. ( وإذا شد الزنار أو لبس قلنسوة جادا أو هازلا يكفر ).وذكر فى القنية : أن استهزاء العلم والعالم كفر. وذكر فى البزازية: أن أحكام هؤلاء أحكام المرتدين .

وذكر فى الاختيار الذى هو شرح المختار أن المرتدين لو غلبوا فقد صار دارهم دار الحرب وأموالهم غنيمة . ذكر فى الكافى : أن نكاح المرتدين باطل اتفاقا ولا يقبل من المرتدين إذا ظهرنا أى غلبنا عليهم ( إلا ) الإسلام أو السيف كمشركى العرب . ويقسم الأموال والأراضى بين المسلمين . وتقسيم أموالهم ونسائهم وذرياتهم صحيح.

وفى بعض الكتب الشرعية : أن من ارتد – والعياذ بالله – ولحق بدار الحرب وحكم بموته ؛ صار عبده معتقا ، وأم ولده معتقة. وقال صدر الشريعة : إذا هجم الكفار على ثغر من الثغور يصير الجهاد فرض عين ( على من كان بقرب منه ويقدر على الجهاد ) عليهم إذا احتيج إليهم ثَم وثُم إلى أن يصير فرض عين على جميع أهل الإسلام شرقا وغربا ، هذا الكلام واضح فالواجب على السلطان أن يجاهد هؤلاء الكفار كما قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (التوبة 73) "

.ا هـ كلام المفتى ابن كمال باشا.