عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-05-2010, 07:38 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي الأمثال : ماهو المثل ؟

مفهوم المثل:

أفاض العلماء فى الحديث عن المثل،

ـ فـى الفرنسـية:
تشير المعاجم إلى أن المثل proverbe هو جملة خيالية ذائعة الاستخدام ، تدل على صدق التجربة أو النصيحة أو الحكمة ، يرجع إليها المتكلم . وقديما عرفوا المثل بأنه حكمة شعبية قصيرة تتداول على الألسنة ، أو هو جملة غالبا ما تكون قصيرة ، تعبر عن حدث ذى مدلول خاص ، لكن يبقى على المستمع تخمينه .
والمؤرخون للمثل يرجعون كلمة proverbe إلى نهاية القرن الثانى عشر، وهى مستعارة من اللغة اللاتينية proverbium وكان معناها لغزا أو مقارنة. ويذكر


ـ فـى العربيـة:
يدل الأصل الثلاثى (م ث ل) على معنى الشبه والنظير، يقول الزمخشرى: "والمثل فى أصل كلامهم بمعنى المثل والنظير، وذكر أحد الباحثين أن كلمة "المثل من المماثلة وهو الشيء المثيل لشيء يشابهه، والشيء الذى يضرب لشيء مثلا، فيجعل مثله، والأصل فيه التشبيه، ويقابله فى العبرانية mashal وفى اليونانية parable ومعناهما المماثلة والمشابهة
وينقل زلهايم عن أبى عبيد القاسم بن سلام قوله فى مقدمة أمثاله: "..هذا كتاب الأمثال وهى حكمة العرب فى الجاهلية والإسلام ، وبها كانت تعارض كلامها، فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها فى المنطق بكناية غير تصريح ، فيجتمع لها بذلك ثلاث خصال: إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه
ويقول الفارابي: "المثل ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فيما بينهم، وفاهوا به في السراء والضراء، فاستدرّوا به الممتنع من الدرّ، وتوصلوا به إلى المطالب القصية، وتفرجوا به من الكرب المكربة، وهو من أبلغ الحكمة؛ لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصّر في الجودة أو غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة
ويقول ضبعون: "المثل جملة من القول مقتضبة من أصلها، أو مرسلة بذاتها، فتتسم بالقبول وتشتهر بالتداول، فتنقل عما وردت فيه إلى كل ما يصح قصده بها من غير تغيير يلحقها فى لفظها، وعما يوجبه الظاهر إلى أشباهه من المعانى، فلذلك تضرب، وإن جهلت أسبابها التى خرجت عليها
فى هذه التعريفات توضيح لحقيقة المثل ، فهو يضرب فى حالات مشابهة لمورده الأصلى، كما يظل مثلا يضرب ، وإن جهل أصله ، ولا يغير لفظه فى أية حالة من حالة استعماله
فإذا ما انتقلنا للمحدثين الذين اهتموا بدراسة المثل نجدهم لايكادون يختلفون مع القدماء فى مفهوم المثل فمثلا يقول أميل يعقوب :" المثل هو عبارة موجزة بليغة شائعة الاستعمال، يتوارثها الخلف عن السلف ، تمتاز بالإيجاز وصحة المعنى وسهولة اللغة وجمال جرسها

ـ سمات المثـل:


ـ الإيجـاز :
هو أبرز سمات الأمثال وأخص خصائصها، وبه تمتاز على ما عداها من فنون الأدب، يقول البكرى: "والأمثال مبنية على الإيجاز والاختصار والحذف والاقتصار"، ويقول فى موضع آخر: "والأمثال موضع إيجاز واختصار، وقد ورد فيها من الحذف والتوسع ما لم يجئ فى أشعارهم
والإيجاز يعمل على إشباع المعنى وهذا ما نلمسه فى قول الزمخشري "أوجزت اللفظ فأشبعت المعنى، وقصرت العبارة فأطالت المغزى، ولوحت فأغرقت فى التصريح، وكنت فأغنت عن الإيضاح
ويقول القلقشندي: "وأما الأمثال الواردة نثرا فإنها كلمات مختصرة تورد للدلالة على أمور كلية مبسوطة، وليس فى كلامهم أوجز منها، ولما كانت الأمثال كالرموز والإشارة التى يلوح بها على المعانى تلويحا صارت من أوجز الكلام وأكثره اختصارا
وقد تبين للباحث حقا أن الإيجاز سمة أصيلة فى الأمثال من خلال الدراسة التركيبية للأمثال الفصحى؛ حيث خصص عدة أنماط من الأنماط النحوية تدل بجلاء على وسم الأمثال بالإيجاز، ولم يحصر الباحث كل الأمثال الموجزة، بل اختار نماذج منها، وتتمثل هذه الأنماط فىكل الأنماط التى تحتوى على عنصرى الجملة النواة phrase noyau ، خالية من العناصر التوسيعية extensions ، إضافة إلى الأنماط التى تحتوى على أحد العنصرين والآخر محذوف، وكذلك الأنماط التى تحتوى على عنصر توسيعى مع تقدير الجملة النواة.
ـ إصابة المعنى :
تعد الأمثال من الأشكال الأدبية التى تعبر عن الواقع بشكل يقترب من الصدق؛ لأنها تعد نتاج فكر وأحداث وتجارب للحياة اليومية ـ لم يوافق البروفسير ديشى على هذا ـ وهذا يعنى أنها تصيب المعنى ، وحاولنا أن نلتمس دليلا لتعضيد هذا الرأى ، فالتمسناه فى بعض الجوانب التركيبية للأمثال ، فى صيغة الجملة الاسمية التى تفيد العموم والتى تدل على الثبات لاسيما صيغة أفعل ، والجملة الشرطية التى ترتب شيئا على شيء ، وجملة الأمر والنهى التى تحث على خير وتزجر شرا ، أو تسدى موعظة ونصيحة ، قد تكون عامة وقد تكون خاصة بالمخاطب
ـ حسن التشبيه :
من سمات المثل التشبيه ، بل إن المادة (م ث ل) تدل على المشابهة ، ومن ثم جعل بعض العلماء التشبيه سمة أساسية فى المثل ـ عرضنا لذلك حينما تحدثنا عن مفهوم المثل، ويرى جويف ديشى ـ في مناقشة مع الباحث بجامعة ليون ـ أن هذه السمة صالحة لعدد من الأمثال، وليس شرطا توافرها فى كل الأمثال.
بيد أن هذا لايمنع أن نتحدث عن هذه السمة بإيجاز ، فللتشبيه مكانته في كلام العرب، يقول قدامة: "وأما التشبيه فهو من أشرف كلام العرب، وبه تكون الفطنة والبراعة عندهم. ويشرح عبد القاهر وظيفة التشبيه فى قوله: ".. وهل تشك فى أنه يعمل عمل السحر فى تأليف المتباينين حتى يختصر ما بين المشرق والمغرب، ويجمع ما بين المشئم والمعرق ، وهو يريك للمعانى الممثلة بالأوهام شبها فى الأشخاص الماثلة ، والأشباح القائمة ، ينطق لك الأخرس ، ويعطيك البيان من الأعجم ، ويريك الحياة فى الجماد ، ويريك التئام عين الأضداد ، فيأتيك بالحياة والموت مجموعين، والماء والنار مجتمعين
وإذا كان التشبيه بجميع صوره وأشكاله من أساليب البيان المتفق على بلاغتها، فإنه فى الأمثال يبلغ قمة البلاغة ، ويحتل ذروتها ، ذلك أن مضارب الأمثال تكون عادة من المعانى المعقولة التى قد يصعب تصورها واستكناه حقيقتها ، ومن ثم يلجأ الناس إلى ضرب الأمثال لها بأمور حسية ، وأحداث واقعية ، فلا تلبث هذه المعانى المعقولة أن تبرز من الخفاء حتى تكون فى متناول الحواس الظاهرة

__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس